قناة أحمد عبد المنعم
122K subscribers
340 photos
80 videos
56 files
403 links
خزانة شخصية أجمعها لوقت الحاجة
Download Telegram
وعن أنس، قال: قال رسول الله ﷺ: «لما عرج بي ربي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم، فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم». رواه أبو داود.

قوله: «يخمشون» أي يخدشون، ولما كان خمش الوجه والصدر من صفات النساء النائحات، جعلهما جزاء من يغتاب ويفري من أغراض المسلمين؛ إشعارًا بأنهما ليسا من صفات الرجال، بل هما من صفات النساء في أقبح حالة وأشوه صورة.

(شرح الطيبي على المشكاة)

وأظن والله أعلم أنه لمّا أراد أن يشوّه صورة أخيه بالوقوع في عرضه= شَوّه وجه نفسه بيده.
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
(قوله ﷺ: المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا) تمثيل يفيد الحض على معونة المؤمن للمؤمن ونصرته، وأن ذلك أمر متأكد لا بد منه، فإنَّ البناء لا يتم أمره، ولا تحصل فائدته إلا بأن يكون بعضه يمسك بعضا ويقويه، فإن لم يكن كذلك انحلت أجزاؤه، وخرب بناؤه. وكذلك المؤمن لا يستقل بأمور دنياه ودينه إلا بمعونة أخيه ومعاضدته ومناصرته، فإن لم يكن ذلك عجز عن القيام بكل مصالحه، وعن مقاومة مضاده، فحينئذ لا يتم له نظام دنيا ولا دين، ويلتحق بالهالكين.

(المفهم للقرطبي)
.......

وَفِي الحَدِيث: «مثل الْمُؤمنِينَ فِي توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الْجَسَد». إِنَّمَا جعل الْمُؤمنِينَ كجسد وَاحِد لِأَن الْإِيمَان يجمعهُمْ كَمَا يجمع الْجَسَد الْأَعْضَاء، فلموضع اجْتِمَاع الْأَعْضَاء يتَأَذَّى الْكل بتأذى الْبَعْض وَكَذَلِكَ أهل الْإِيمَان، يتَأَذَّى بَعضهم بتأذي الْبَعْض.

(كشف المشكل لابن الجوزي)
...........

لقد قرر الحديث الشريف معنى الاتحاد الذي يجب أن يكون بين جميع أفراد المؤمنين على أكمل وجه في التصوير، وأبلغه في التأثير، فقد شبههم بالبنيان، وذلك وحده كاف في إفادة الاتحاد، وزاد عليه التصريح بالشد والتقوية ليبين أن في ذلك الاتحاد القوة للجميع تأكيدا للزوم الاتحاد بذكر فائدته، ثم زاد عليه التصوير بالمحسوس، لما شبّك صلى الله عليه وسلم بين أصابعه. هذا كله ليبين للمؤمنين لزوم الاتحاد وضرورته.

ألا ترى البنيان كيف يتركب من الحجارة الكبيرة، والحجارة الصغيرة والمواد الأخرى التي تلحم بها الحجارة وتكسى، وكل ذلك محتاج اليه في تشييد البنيان، فكذلك بنيان المؤمنين فإنه متكون من جميع أفرادهم، على اختلاف طبقاتهم، فالكبير والجليل له مكانه، والصغير والحقير له مكانه، وعلى كل حال أن يسد الثغرة التي من ناحيته، مع شعوره بارتباطه مع غيره من جميع أجزاء البنيان التي لا غناء لها عنه، كما لا غناء له عن كل واحد منها فكل واحد من المؤمنين عليه تبعته، بمقدار المركز الذي هو فيه، والقدرة التي عنده، ولا يجوز لأحد وان كان أحقر حقير أن يخل بواجبه من ناحيته، فإنه إذا أزيل حجر صغير من بنيان كبير دخل فيه الخلل بمقدار ما أزيل، وإذا ابتدأ الخلل من الصغير تطرق للكبير.

(ابن باديس)
(رَبَّنَا لَا تَجۡعَلۡنَا فِتۡنَةࣰ لِّلۡقَوۡمِ ٱلظَّـٰلِمِینَ)

دَعَوْا في ألّا يَجْعَلَهم فِتْنَةً لِلظَّلَمَةِ، والمَعْنى: لا تُنْزِلْ بِنا بَلاءً بِأيْدِيهِمْ أو بِغَيْرِ ذَلِكَ مُدَّةَ مُجاوَرَتِنا لَهم فَيُفْتَنُونَ ويَعْتَقِدُونَ أنَّ إهْلاكَنا إنَّما هو بِقَصْدٍ مِنكَ لِسُوءِ دِينِنا وصَلاحِ دِينِهِمْ وأنَّهم أهْلُ الحَقِّ، قالَهُ مُجاهِدٌ وغَيْرُهُ.

قالَ القاضِي أبُو مُحَمَّدٍ رَحِمَهُ اللهُ:
فَهَذا الدُعاءُ -عَلى هَذا التَأْوِيلِ- يَتَضَمَّنُ دَفْعَ فَصْلَيْنِ، أحَدُهُما: القَتْلُ والبَلاءُ الَّذِي تَوَقَّعَهُ المُؤْمِنُونَ، والآخَرُ: ظُهُورُ الشِرْكِ بِاعْتِقادِ أهْلِهِ أنَّهم أهْلُ الحَقِّ، وفي ذَلِكَ فَسادُ الأرْضِ.

(ابن عطية)

وفي الآية قول آخر، وهو قول عطية، قال: معناها: لا تسلطهم علينا فيفتنوننا، أي لا تمكنهم من ظلمنا بما يحملنا على الانصراف عن ديننا، وعلى هذا القول سألوا ألا تقع بهم الفتنة بسبب قوم فرعون، والفتنة أريد به المفعول؛ أي مفتونين بهم.

(البسيط للواحدي)
قوله: ﴿نتلو عليك من نبإ موسى وفرعون بالحق لقوم يؤمنون﴾ أي: نذكر لك الأمر على ما كان عليه، كأنك تشاهد وكأنك حاضر.

ثم قال: ﴿إن فرعون علا في الأرض﴾ أي: تكبر وتجبر وطغى. ﴿وجعل أهلها شيعا﴾ أي: أصنافا، قد صرف كل صنف فيما يريد من أمور دولته.

وقوله: ﴿يستضعف طائفة منهم﴾ يعني: بني إسرائيل. وكانوا في ذلك الوقت خيار أهل زمانهم. هذا وقد سُلّط عليهم هذا الملك الجبار العنيد يستعملهم في أخس الأعمال، ويكدهم ليلا ونهارا في أشغاله وأشغال رعيته، ويقتل مع هذا أبناءهم، ويستحيي نساءهم، إهانة لهم واحتقارا، وخوفا من أن يوجد منهم الغلام الذي كان قد تخوف هو وأهل مملكته من أن يوجد منهم غلام، يكون سبب هلاكه وذهاب دولته على يديه.

فاحترز فرعون من ذلك، وأمر بقتل ذكور بني إسرائيل، ولن ينفع حذر من قدر؛ لأن أجل الله إذا جاء لا يؤخر، ولكل أجل كتاب؛ ولهذا قال: ﴿ونريد أن نمنّ على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين، ونُمكّن لهم في الأرض ونُري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون﴾، وقد فعل تعالى ذلك بهم.

أراد فرعون بحوله وقوته أن ينجو من موسى، فما نفعه ذلك مع قدر الملك العظيم الذي لا يُخَالَف أمرُه القدري، بل نفَذ حكمُه وجرى قلمه في القدم بأن يكون إهلاك فرعون على يديه، بل يكون هذا الغلام الذي احترزت من وجوده، وقتلت بسببه ألوفا من الولدان إنما منشؤه ومرباه على فراشك، وفي دارك، وغذاؤه من طعامك، وأنت تربيه وتتفدّاه، وحتفُك وهلاكُك وهلاكُ جنودِك على يديه، لتعلم أن رب السموات العلا هو القادر الغالب العظيم، العزيز القوي الشديد المحال، الذي ما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن.

(ابن كثير)
ووَصْفُ المَسْجِدِ بِقَوْلِهِ ﴿الَّذِي جَعَلْناهُ لِلنّاسِ﴾ الآيَةَ لِلْإيماءِ إلى عِلَّةِ مُؤاخَذَةِ المُشْرِكِينَ بِصَدِّهِمْ عَنْهُ لِأجْلِ أنَّهم خالَفُوا ما أرادَ الله مِنهُ فَإنَّهُ جَعَلَهُ لِلنّاسِ كُلِّهِمْ يَسْتَوِي في أحَقِّيَّةِ التَّعَبُّدِ بِهِ العاكِفُ فِيهِ، أيِ المُسْتَقِرُّ في المَسْجِدِ، والبادِي، أيِ البَعِيدُ عَنْهُ إذا دَخَلَهُ.

والمُرادُ بِالعاكِفِ: المُلازِمُ لَهُ في أحْوالٍ كَثِيرَةٍ، وهو كِنايَةٌ عَنِ السّاكِنِ بِمَكَّةَ لِأنَّ السّاكِنَ بِمَكَّةَ يَعْكُفُ كَثِيرًا في المَسْجِدِ الحَرامِ، بِدَلِيلِ مُقابَلَتِهِ بِالبادِي، فَأُطْلِقَ العُكُوفُ في المَسْجِدِ عَلى سُكْنى مَكَّةَ مَجازًا بِعَلاقَةِ اللُّزُومِ العُرْفِيِّ.

وفي ذِكْرِ العُكُوفِ تَعْرِيضٌ بِأنَّهم لا يَسْتَحِقُّونَ بِسُكْنى مَكَّةَ مَزِيَّةً عَلى غَيْرِهِمْ، وبِأنَّهم حِينَ يَمْنَعُونَ الخارِجِينَ عَنْ مَكَّةَ مِنَ الدُّخُولِ لِلْكَعْبَةِ قَدْ ظَلَمُوهم بِاسْتِئْثارِهِمْ بِمَكَّةَ.

وقَوْلُهُ (سَواءٌ) لَمْ يُبَيِّنِ الِاسْتِواءَ في ماذا؛ وهَذا لِظُهُورِ أنَّ الِاسْتِواءَ فِيهِ بِصِفَةِ كَوْنِهِ مَسْجِدًا إنَّما هو في العِبادَةِ المَقْصُودَةِ مِنهُ ومِن مُلْحَقاتِهِ وهي: الطَّوافُ، والسَّعْيُ، ووُقُوفُ عَرَفَةَ.


ابن عاشور
Forwarded from أسامة غاوجي
وبين الحج والجهاد تشابه، فإن شئت قلت الحجّ هو الجهاد الأصغر، وإن شئت قلت هو الجهاد الأكبر.

فقد جاء من رواية السيدة عائشة في البخاري قوله صلى الله عليه وسلم لها لما سألته: نرى الجهاد أفضل العمل أفلا نجاهد، قال: "لا، لكنّ أفضل الجهاد حج مبرور"؛ ومن رواية البخاري أيضاً أنه قال لها – صلى الله عليه وسلم – "جهادكنّ الحج". وجاء الحديث برواية ابن ماجة وأحمد "عليهنّ جهاد لا قتال فيه، الحج والعمرة". وعن ابن عمر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الغازي في سبيل الله، والحاج والمعتمر وفد الله، دعاهم فأجابوه وسألوه فأعطاهم".
وفي البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: سُئِل النبي صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أفضل؟ قال: "إيمان بالله ورسوله"، قيل: ثم ماذا؟ قال: "جهاد في سبيل الله"، قيل: ثم ماذا؟ قال: "حج مبرور".
وفي الحديث المشهور في البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما من أيام العمل الصالح فيها أحبّ إلى الله من هذه الأيام - يعني أيام العشر - قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء". قلتُ: وهل في زماننا جهاد إلا ببذل كلّ هذا (النفس والمال، بل والأهل)، فإنّ جهاد هذا الزمان لا يُظنّ فيه غنيمة ونَدَر أن يسلم صاحبه ويعود إلى أهله وعمله وحياته التي كان فيها، فلا يخرج مجاهد اليوم إلا وهو يظنّ لقاء ربه وبذل مهجته في سبيله.

فهذه الأحاديث الأخيرة مفيدة في معنى أنّ الحج هو الجهاد الأصغر، فإنّه يشترك مع الجهاد في مفارقة الأوطان وتحمّل المشقة وتلبية نداء الله وبذل المال، وينزل عنه درجة في أنه لا قتال فيه. فأما كون الحجّ هو الجهاد الأكبر، فمن جهة أنّه فرضٌ متعيّن على كلّ مسلم ومسلمة، من استطاع إليه سبيلاً، فكان كالأصل وكان الجهاد القتالي ذروة السنام.
ولاحظ أيها القارئ الكريم كيف توالت بيعات النبيّ صلى الله عليه وسلم للأنصار أولاً في موسم الحجّ، فكانت بيعتهم الأولى بيعة النساء، فلم يبايعوا على القتال، ثمّ في الموسم التالي بايعهم على الحرب والجهاد والمنعة، ثمّ إنّه صلى الله عليه وسلم بايع صحابته في بيعة الرضوان (يوم الحديبية) على الموت وما نزلت براءة إلا في موسم الحج. فكأنّ مواسم العمرة والحجّ مواسم تأهيل في حقيقة الجهاد والصدق فيه.
وقد جعل الشارع في أحكام الحجّ أصولاً لحقائق الجهاد وضبطاً لبوصلتها، فمن ذلك الاضطباع والرمل في أشواط الطواف الأولى، ومن ذلك الهرولة في السعي، بل ومنه ذبح الهدي، فإنّ بين المضحّي وأضحيته نسبةً كما هو في أصل قصة الفداء الإبراهيمي، فإنّه عليه السلام تهيأ لذبح أعزّ عزيز، وهو ولده الوحيد إسماعيل. وكذلك، وقع التماثل بين حال الميت في الحجّ والقتال، فإنّ الحاج لا يُطيّب ولا يغطّى رأسه ولا يُخمّر وجهه، ويُدفن في ثوبيه، فهو في هذا مثل القتيل في ساح المعركة، غير أنّ الحاجّ يُغسّل والثاني لا. والحجاج شعثٌ غبر كوصف المجاهدين. والعجيب أنّ كليهما يبعث على الوصف الذي مات عليه، فـالميت في الحج " يبعث يوم القيامة ملبياً" والمكلوم في سبيل الله يجيء يوم القيامة "وجرحه يثعب دماً، اللون لون الدم والريح ريح المسك".
بل إنّ من حقائق الحجّ تجديد الشهادة، فاليوم المشهود هو عرفة، وفيه كما جاء عن ابن عباس كان ميثاق الإشهاد "وأشهدهم على أنفسهم ألستُ بربكم"، وفيه شهدت الأمة لرسولها الشاهد ببلاغ الرسالة وأداء الأمانة، فإذا بأجمل أصبع في الكون يتردد بين السماء والأرض وهو صلى الله عليه وسلم يقول: اللهم اشهد، اللهم اشهد، اللهم اشهد. بل ولأهل الإفاضة من عرفات شفاعات وللحاج استغفارات مرجوّة القبول لمن استغفر له.

هيّأنا الحقّ سبحانه وتعالى لحقيقة الحج في قصده ومحجته وحُجّته وجهاده ونوّلنا مراتب الصديقين والشهداء، وصلى الله على سيدنا محمّد الدالّ على كلّ خير، وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً.
وعي الإنسان حجاب عن الغيب:
حين أمر الله لوطاً عليه السلام وأهله بالخروج من القرية أمرهم ألا ينظر منهم أحد وراءه، كما فسرها مجاهد ومقاتل، وكان في ذلك نجاتهم.

وفي الصحيحين قالت عائشة: توفي رسول الله ﷺ وما في بيتي من شيء يأكله ذو كبد، إلا شطر شعيرٍ في رفٍّ لي، فأكلتُ منه حتى طال علي، فـكِلْتُهُ فـفني» أي أرادت معرفة مقدار الشعير كيلاً فانقضى.

وفي البخاري: أنه ﷺ قال لأسماء ‌‏«أنفقي ولا تحصي فيُحصي الله عليك» وفي لفظ ‌‏«لا توكي فيوكي الله عليك» والإيكاء: شد رأس الوعاء بالوكاء وهو الرباط.

وعند مسلم: أن رجلاً جاء إلى النبي ﷺ يستطعمه، فأطعمه شطر َوسقِ شعيرٍ، فما زال الرجل يأكل منه وامرأتُهُ وضيفهما حتى كاله ففني، فأتى النبيَّ ﷺ، فقال «لو لم تَكِلْهُ لأكلتم منه ولقام لكم»

رغبة الإنسان الجامحة في أن يعرف..
أن يعرف ما يحدث، أن يعد ويحصي ويكيل..
كل ذلك ليس عائداً له بالنفع بالضرورة

بل يدل على أن وعي الإنسان بالأشياء يردّها إلى عادته ومعهوده وشاهده (المحدود والمتناهي دائماً)، وأن سعيه لتعقل كل شيء ومحاولة فهم العالم-كما يبشر التنوير الأوروبي- ووضع الأشياء تحت قوالب يفهمها= أنه يحجبه عن مقدورات الله التي لا تنتهي

يتفرع على ذلك أمور كثيرة لعلها تبسط قريباً إن شاء الله.
مكانة الاستنباط والتدبر للقرآن بين الأئمة والسلف:
(قال ابن مسعود: "إذا أردتم العلم فأثيروا القرآن؛ فإن فيه علم الأولين والآخرين" وأثيروا يعني: نقروا عنه، وتفكروا في معانيه وتفسيره.
وقد روي عن الربيع صاحب الشافعي قوله: "قلما كنت أدخل على الشافعي إلا والمصحف بين يديه، يتتبع أحكام القرآن".
وقد كان الأئمة يرون من القصور الاستدلال بما دون القرآن إذا كان الدليل فيه واضحا).
التفسير والبيان لأحكام القرآن: (١٢/١).
المبادرة إلى تكوين العلاقات القويمة النافعة فضيلة وخير من انتظار علاقات فوضوية عبثية يفرضها العمل أو المجتمع أو غيرهما💡

يقول المروذي عن الإمام أحمد: "كان إذا بلغه عن شخص صلاح أو زهد أو قيام بحق أو اتباع للأمر؛ سأل عنه، وأحب أن يجري بينه وبينه معرفة، وأحب أن يعرف أحواله"
من محمد الحربي؟
من هناء الماضي؟
من باسل مؤنس؟
من مشرف الشهري؟

أشخاص عاديون، ليسوا من ذوي المناصب والهيئات، وليسوا من المعروفين بالثراء والمال، وليسوا معدودين في قائمة العلماء الذين يقصدهم الناس للفتيا، وايسوا منن تلاحقهم أضواء الكاميرات..

أشخاص عاديون، غير أنهم أدركوا أن عليهم واجبات تجاه دينهم ومجتمعاتهم، وفطنوا لمقصود الحياة، وسخروا قدراتهم لخدمة الإسلام. والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: "من دل على هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه".

أشخاص عاديون، لكن استفاد منهم الكثير، الرجال والنساء، العوام وطلبة العلم، الأفراد والأسر. والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: "أحب الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس".

أشخاص عاديون، لكنهم ماتوا وخلفوا وراءهم إرثاً مباركاً وأثراً طيباً، والكريم يقول: "سنكتب ما قدموا وآثارهم".

ألا ما أحسن الميتة التي تأتيك وأنت قائم على ثغر من ثغور الإسلام، تذود عنه وتحفظه، وتدعو الناس إلى تنميته. ألا ما أطيبها من خاتمة!

هؤلاء من عرفناهم، وهناك غيرهم ممن لا نعرفهم، لكن الله يعلمهم. ولا نزكي على الله أحداً..
رحم الله محمداً وهناء ومشرفاً وباسلاً وغيرهم من الساعين في مدنهم الباذلين لدينهم ومجتمعاتهم، وأجرى الله عليهم الأجر بما قدموه في آخرتهم. آمين.
بشرى لطلاب العلم 🎊

نعلن عن فتح التسجيل في مساق: شرح "أخصر المختصرات" في الفقه الحنبلي.

شرحًا يهتمّ بالأدلة والتعليلاتِ، مع الاعتناء بتكوين الملَكة الفقهية.

مقدِّم الدورة: الشيخ أحمد ياسين

تُبَثّ المحاضرات مباشرة، مع دعمِ المساق بالمشجّرات والتمارين والامتحانات الدورية، والمجموعة التفاعليّة.

- مع إتاحة التفريغات وتسجيلات الشرح بالقناة الخاصّة.

- البداية: الأربعاء 4 محرّم 1446 - 10/7/2024م

بادروا بالتسجيل
https://docs.google.com/forms/d/e/1FAIpQLSfJG2BrYgMKFMc88QxWm6999Jc1f0Bj5UTjhNzfSy8lLNQRsw/viewform?usp=pp_url
وفي السماء رزقكم وما توعدون

قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه:
«أيكم استطاع أن يجعل في السماء ‌كنزه= فليفعل، حيث لا تأكله ‌السوس، ولا تناله السرقة، فإن قلب كل امرئ عند ‌كنزه».

«الزهد والرقائق» لابن المبارك ص٢٢٣.
Forwarded from قناة أ.د.أحمد بن فارس السلوم
كيف تقرأ القرآن؟

هذا سؤال الصالحين فيما بينهم إذا تزاوروا، لا يسألون عن دنيا ولا متاع، ولكن يسألون عن القرآن، وقد سأله معاذ لأبي موسى الأشعري، لما كانا في اليمن.
قال البخاري: حدثنا موسى، حدثنا أبو عوانة، حدثنا عبد الملك، عن أبي بردة، قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا موسى، ومعاذ بن جبل إلى اليمن، قال: وبعث كل واحد منهما على مخلاف، قال: واليمن مخلافان، ثم قال: «يسرا ولا تعسرا، وبشرا ولا تنفرا»، فانطلق كل واحد منهما إلى عمله، وكان كل واحد منهما إذا سار في أرضه كان قريبا من صاحبه أحدث به عهدا، فسلم عليه، فسار معاذ في أرضه قريبا من صاحبه أبي موسى، فجاء يسير على بغلته حتى انتهى إليه، وإذا هو جالس، وقد اجتمع إليه الناس وإذا رجل عنده قد جمعت يداه إلى عنقه، فقال له معاذ: يا عبد الله بن قيس أيم هذا؟ قال: هذا رجل كفر بعد إسلامه، قال: لا أنزل حتى يقتل، قال: إنما جيء به لذلك فانزل، قال: ما أنزل حتى يقتل، فأمر به فقتل، ثم نزل فقال: يا عبد الله، كيف تقرأ القرآن؟ قال: أتفوقه تفوقا، قال: فكيف تقرأ أنت يا معاذ؟ قال: أنام أول الليل، فأقوم وقد قضيت جزئي من النوم، فأقرأ ما كتب الله لي، فأحتسب نومتي كما أحتسب قومتي.
وفي رواية للبخاري: من طريق شعبة عن سعيد بن أبي بردة عن أبيه: فقال معاذ لأبي موسى: كيف تقرأ القرآن؟ قال: قائما وقاعدا وعلى راحلتي، وأتفوقه تفوقا، قال: أما أنا فأنام وأقوم، فأحتسب نومتي كما أحتسب قومت.
وفي غير البخاري زيادة في حديث شعبة، وهي: فكأن معاذا فضل عليه.
وفي بعض ألفاظ حديث شعبة: فكان صنع معاذ كان أفضلهما.
وفي بعض ألفاظه -عندابن حبان-: فقال: معاذ لكني أنام أول الليل، أتقوى به على آخره، قال: ففضل فعل معاذ.
وفي حديث يعقوب بن إسحاق عن شعبة، قال: يا أبا موسى كيف تقرأ؟ قال: " أقرأه في صلاتي، وأقرأه وأنا قائم، وأقرأه وأنا على رحلي وأتبرضه تبرضا، وأتفوقه تفوقا، قال معاذ: " لكني أصلي ثم أنام، فإذا قمت من آخر الليل قرأته، فأحتسب نومتي كما أحتسب قومتي " قال: فوافق ما قال معاذ.

هما طريقتان في قراءة القرآن ومراجعته:

الطريقة الأولى: طريقة أبي موسى

وهي: قراءة القرآن في أوقات فراغه وشغله في الليل والنهار في الصلاة وخارجها، فإذا ارتحل دابته قرأ، وإذا نزل عنها قرأ، وإذا جلس في بيته قرأ، وإذا قام يصلي قرأ في صلاته، فإذا انشغل بغير القرآن عاد إليه بعد أن يفرغ من قراءته، وهكذا حتى يفرغ من حزبه، فهو يقرأ القرآن في كل حين، وقد وصفت هذه القراءة بالتفوق، فقال أبو موسى: أتفوقه تفوقا، أي: لا أقرأ حزبي من القرآن مرة واحدة، ولكن أقرأ شيئا بعد شيء، في آناء الليل والنهار وأفرق قراءته على أوقات، مأخوذ من فواق الناقة، وذلك أنه تحلب ثم تترك ساعة حتى تدر، ثم تحلب..
وقوله في الرواية الأخرى: أتبرضه ترضا، هو بمعنى أتفوقه تفوقا، لأن البرض الشيء القليل، ومعنى أتبرضه تبرضا أي آخذه قليلا قليلا.
والأصل في هذه الطريقة: أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يشغله شيء عن قراءة القرآن والذكر، حتى إن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يضع رأسه في حجري وأنا حائض فيقرأ القرآن، متفق عليه.
وعائشة رضي الله عنها كانت تقول: «إني لأقرأ جزئي أو قالت سبعي وأنا جالسة على فراشي، أو على سريري».
وعن ابن عباس وابن عمر، أنهما كانا يقرآن أجزاءهما بعدما يخرجان من الخلاء قبل أن يتوضآ، رواهما أبو عبيد وغيره.

الطريقة الثانية: طريقة معاذ.

وهي أن يقرأ الحزب دفعة واحدة في صلاة آخر الليل، فينام أول الليل ليريح جسده، ويتقوى على القيام، ثم يقول آخر الليل فيقرأ حزبه، قال معاذ: أنام أول الليل، فأقوم وقد قضيت جزئي من النوم، فأقرأ ما كتب الله لي" أي: جزّأ الليل أجزاء جزءًا للنوم وجزءًا للقراءة والقيام، ولما كانت نيته في النوم التقوي على الطاعة قال: أحتسب نومتي كما أحتسب قومتي، أي أطلب الثواب في الراحة كما أطلبه في التعب لأن الراحة إذا قصد بها الإعانة على العبادة حصلت الثواب
والأصل في هذا فعل النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فإنهم كانوا يقومون بالليل بما تيسر منه، كما أمرهم الله تعالى بقوله: {إن ربك يعلم أن تقوم} إلى قوله:{فاقرؤوا ما تيسر منه}
وقد ترجم المستغفري على هذا الحديث بقوله: باب ما جاء في الرجل يقرأ القرآن قائما أو مضطجعا وعلى راحلته والرجل ينام ثم يقوم من الليل فيقرأ لآخره..
والحافظ يحتاج لكلتا الطريقتين، يتفوقه ويقوم به..
وأما تفضيل معاذ على أبي موسى، فلم أره في شيء من نسخ البخاري التي طالعتها، ولا أشار إليه الشراح، فلعل البخاري تركه عمدا، فإنه ربما يكون من شعبة، أو من شيخه سعيد بن أبي بردة، والتفضيل نص في بعض الطرق انه لصنع معاذ، فيحتمل أنه تفضيل للطريقة، أو في احتساب النومة والقومة، وهو الأقرب، إذ
ما زال الحفاظ على هاتين الطريقتين في قراءة القرآن ولا بد لهم منهما..

https://t.me/Dr_AhmadFares
يظن بعض المُنشغلين بالعلم والتعليم والدعوة إلى الله أن طول تعبّده وكثرة تنسّكه، وتوسيع اطلاعه الشرعي على غير فنّه، ومطالعته للقضايا الفكرية الرئيسية، وملاقاة أقرانه وشيوخه، والتأمل في التجارب السابقة= إهدار لوقته، وتأخير لمشروعه.

ولكن هذه الأمور تحفظ عليه مشروعه، وتضبط له مساره، وتوّسع له رؤيته، وتحميه من نزغات شياطين الإنس والجن ومن نصائح الحمقى واقتراحات السفهاء.
🔍المكي والمدني | البرامج العلمية | إنه القرآن
Forwarded from إسلام عفيفي
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM