أَهْلُ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ
6.06K subscribers
155 photos
19 videos
152 files
881 links
إسلامية وسطية علمية شاملة
Download Telegram
أأستقبل رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وأدعو أم أستقبل القبلة وأدعو؟

قال الإمام القسطلانيّ : وقد روي أنّ مالكا لمّا سأله أبو جعفر المنصور العبّاسيّ - ثاني خلفاء بني العبّاس - يا أبا عبد اللّه أأستقبل رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وأدعو أم أستقبل القبلة وأدعو ؟ فقال له مالك : ولم تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم عليه السلام إلى اللّه عزّ وجلّ يوم القيامة ؟ بل استقبله واستشفع به فيشفّعه اللّه .
وقد روى هذه القصّة أبو الحسن عليّ بن فهر في كتابه " فضائل مالك " بإسناد لا بأس به وأخرجها القاضي عياض في الشّفاء من طريقه عن شيوخ عدّة من ثقات مشايخه .
قال ابن عساكر الدمشقي في إتحاف الزائر وإطراف المقيم للسائر ص46 : وقصة مناظرة مالك بن أنس الإمام -رحمة الله عليه- أبا جعفر المنصور مشهورة ،
وقال النّوويّ في بيان آداب زيارة قبر النّبيّ صلى الله عليه وسلم : ثمّ يرجع الزّائر إلى موقف قبالة وجه رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فيتوسّل به ويستشفع به إلى ربّه ، ومن أحسن ما يقول ( الزّائر ) ما حكاه الماورديّ والقاضي أبو الطّيّب وسائر أصحابنا عن العتبيّ مستحسنين له قال : كنت جالسا عند قبر النّبيّ صلى الله عليه وسلم فجاءه أعرابيّ فقال : السّلام عليك يا رسول اللّه . سمعت اللّه تعالى يقول : { وَلو أَنَّهُم إذْ ظَلَمُوا أنْفسَهم جَاءوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لهم الرَّسُولُ لَوَجدُوا اللَّهَ تَوَّابَاً رَحِيمَاً } وقد جئتك مستغفراً من ذنبي مستشفعا بك إلى ربّي . ثمّ أنشأ يقول :
يا خير من دفنت بالقاع أعظمه وطاب من طيبهنّ القاع والأكم
نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه فيه العفاف وفيه الجود والكرم ))

الموسوعة الفقهية الكويتية : (ج14 / ص157) : قَدْ رَوَى هَذِهِ الْقِصَّةَ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ فِهْرٍ فِي كِتَابِهِ ” فَضَائِل مَالِكٍ ” بِإِسْنَادٍ لاَ بَأْسَ بِهِ وَأَخْرَجَهَا الْقَاضِي عِيَاضٌ فِي الشِّفَاءِ مِنْ طَرِيقِهِ عَنْ شُيُوخٍ عِدَّةٍ مِنْ ثِقَاتِ مَشَايِخِهِ
قال الْعَلَّامَةُ ابْنُ حَجَرٍ : قَالَ الْعَلَّامَةُ ابْنُ حَجَرٍ فِي الْجَوْهَرِ الْمُنَظَّمِ رِوَايَةُ ذَلِكَ عَنْ الْإِمَامِ مَالِكٍ جَاءَتْ بِالسَّنَدِ الصَّحِيحِ الَّذِي لَا مَطْعَنَ فِيهِ
وَقَالَ الْعَلَّامَةُ الزَّرْقَانِيُّ فِي شَرْحِ الْمَوَاهِبِ وَرَوَاهَا ابْنُ فَهْدٍ بِإِسْنَادٍ جَيِّدٍ وَرَوَاهَا الْقَاضِي عِيَاضٌ فِي الشِّفَاءِ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ لَيْسَ فِي إسْنَادِهَا وَضَّاعٌ وَلَا كَذَّابٌ عَلَى أَنَّهَا قَدْ عُضِّدَتْ بِجَرَيَانِ الْعَمَلِ وَبِالْأَحَادِيثِ الصَّحِيحَةِ الصَّرِيحَةِ فِي جَوَازِ التَّوَسُّلِ الَّتِي يُعَضِّدُ بَعْضُهَا بَعْضًا وَبِظَاهِرِ اسْتِسْقَاءِ عُمَرَ بِالْعَبَّاسِ الْعَلَّامَةُ الزَّرْقَانِيُّ : انوار البروق في أنواء الفروق للقرافي (ج3 / ص52) :
https://t.me/ahlussonna
أَهْلُ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ:
هل الحلف بغير الله شرك وما معنى الحديث الذي قال ﷺ فيه : *« من حلف بغير اللَّه فقد كفر أو أشرك »*.
الجواب:

هذا الحديث رَوَاهُ الْتِّرْمِذِيُّ وهذاالحديث ليس على اطلاقه
وهو حديث ضعيف لا يرتقي للقطع بشرك من حلف بغير الله فكيف يؤخذ بالضعيف في الحكم بالشرك على مسلم ؟!
واتفق الفقهاء ان هذا الحلف بغير الله محرم وليس شركا وفي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (أفلح وأبيه إن صدق ) وهذا قسم بغير الله وهو في الصحيحين ولا عبرة بمن جعله شاذاً قال الإمام النـووي : (الحلف بالـمخلوق مكروه؛ كالنبي ، والكعبة ، وجبريل ، والصحابة ، والآل ، قال الشافعي رحمه الله : أخشى أن يكون الحلف بغير الله تعالى معصية. قال الأصحاب: أي حرامًا وإثمًا فأشار إلى ترددٍ فيه. قال الإمام النووي: والمذهب القطع بأنه ليس بحرام بل مكروه).
قال ابن حجر العسقلاني: (قال العلمـاء : السر في النهي عن الحلف بغير الله أن الحلف بالشيء يقتضي تعظيمه، والعظمة في الحقيقة إنما هي لله وحده).
كيف نفهم حديث (مَنْ حلف بغير الله ، فقد كفر أو أشرك)؟
إنَّ حديث (مَنْ حلف بغير الله، فقد كفر أو أشرك) أخرجه أبوداوود في سننه والترمذي في جامعه ولم يقصد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حقيقة الكفر أو الشرك فيمن حلف بغير الله تبارك وتعالى، حسبما فهم الحافظ ابن حجر العسقلاني حيث قال في شرحه: (والتعبير بقوله: [فقد كفر أو أشرك] للمبالغة في الزجر والتغليظ في ذلك، وقد تـمسَّك به من قال بتحريم ذلك).
قال ابن حجر الهيتمي: (وروى الحاكم خبر [مَن حلف بغير الله فقد كفر] وفي رواية [فقد أشرك] وحملوه على ما إذا قصد تعظيمه كتعظيم الله تعالى، فإن لم يقصد ذلك أثِمَ عند أكثر أصحابنا).
ومذهب السادة الحنابلة الحرمة :
قال ابنُ مُفْلح المقدسي _ يرْحمه اللهُ_ في " الفروع" (10/437) : {ويَحْرُمُ الحَلِفُ بغيْرِ اللهِ }.
قال الإمَامُ المَرْدَاوي _ يَرْحَمُهُ اللهُ _ في " الإنصاف" (11/12) وهو حنبلي المذهب :
{ ويُحتمل أنْ يكونَ مُحرّماً : وهو المذهب } .
فالحلف بغير الله إن قلنا حراما ففعل الحرام ليس شركا إلا إذا فعله مستحلا له

https://t.me/ahlussonna
#سؤال:
ماذا تقولون في شخص ليس له نسب في العلم ولا إسناد فيه حيث يتهم الإمام النووي بأنه على غير منهج النبي صلى الله عليه وسلم في الصفات والتصوفات؟

#الجواب نقول:

هناك من قال من العلماء أن الراسخين في العلم يعلمون تأويل الآيات المتشابهات بالتأويل (وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم) فالراسخون معطوفة تثبت علمهم لتلك الآيات بالتأويل
ثم إن دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس رضي الله عنهما كان معروفاً (اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل)
فالتأويل هو منهج الرسول صلى الله عليه وسلم ومنهج الصحابة ومنهم ابن عباس الذي اول العديد من النصوص كما في تفسير الطبري عند تلك الآيات

والامام النووي رحمه الله متبع للنبي صلى الله عليه وسلم وللصحابة رضي الله عنهم في ذلك
وسائر أئمة أهل السنة على ذلك
والمخالفون (الوهابيون) وأمثالهم يتهمونهم بأنهم ليش من أهل السنة في الصفات فكيف نقبل كلام من ليس له نسب في العلم والأخذ للدين!
واتهام هذا الشخص للنووي رحمه الله بأنه ليس على منهج النبي صلى الله عليه وسلم في الصفات هو جهل وافتراء لا أصل له في العلم والتحقيق ويدل عل نبذ العلماء من الخلف

وأما التصوفات:
فيكفي الامام النووي شرفا ودحضا للمخالفين له ما كتبه في كتابه المقاصد وبستان العارفين والاذكار وما نثره في سائر مؤلفاته التي تدل على أنه كان على متهج أهل التربية والتزكية وان شئت قل على منهج أهل التصوف والزهد
وهذا كاف واف بأن من يخالفه في هذا يعتبر شاذا عن منهج أهل السنة والجماعة لأن ماعليه النووي رحمه الله هو ما عليه سائر أئمة الدين لا يشذ الا نزر يسير لا عبرة بشذوذهم
فهؤلاء الأعلام ( كالنووي وابن حجر والقرطبي والغزالي والعسقلاني والسيوطي والهيتمي الأنصاري وغيرهم ... .....)
لهم سلسلة من الرجال في التلقّي متصلين بالإسناد مشهورين بالتزكية موضوع لهم القبول في الأرض وهؤلاء هم رجالنا... فأين رجالكم وأين إسنادكم وأين ينتهي نسبكم في العلم؟ !


نسأل الله أن يهدينا ويحفظنا من الزيغ والزلل

https://t.me/ahlussonna
منقول للفائدة:

سأل احدهم شيخه قائلا: أيهما أفضل شراء أضحية وذبحها ، أم توزيع مبلغها على الفقراء ؟؟!!!!

أجابه الشيخ : بداية إن طرح هذه الأسئلة التي انتشرت في الآونة الأخيرة
كقول بعض الناس: اتركوا الطواف حول الكعبة وطوفوا حول الفقراء " !!!!!
وقول آخرين: التصدق بثمن الأضحية أفضل من ذبحها !!!!!!
وقول غيرهم: لقمة في فم جائع أفضل من بناء ألف جامع .....
. هذه الكلمات سواء كنت تعلم أو لا تعلم، فالغرض منها هو تزهيد المسلمين في الشعائر الظاهرة التي يظهر بها شعار الإسلام ويتميزون بها عن غيرهم، أو أن من يطلق مثل هذه المقولات يجهل حقيقة الدين وأحكامه الحكيمة وترتيب الأولويات....

الفقراء موجودون في كل زمان منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم إلى زماننا ولم يقل أحد مثل هذا الكلام البارد ،
و أغلب من يكثرون من العمرة ممن وسع الله عليهم معروفون بالصدقة وبالتبرعات أيضا،
إذ لا يحرص على العمرة غالبا ويكثر منها إلا من كان قلبه عامرا بالإيمان.
لماذا لا تكون المقارنات إلا بين العمرة والأضحية وشعائر الإسلام وبناء المساجد؛ وبين الفقراء ؟؟!!
لماذا لا يقال لا تشترِ لحماً مرتين في الأسبوع واشترِ مرة واحدة بالشهر وطف حول الفقراء !!!
لماذا لا يقال : لا تشربوا السجائر... وادفعوا ثمنها للفقراء ؟؟!!!!
لماذا لا يقال : اتركوا قاعات الأفراح والأثمان الباهظة وطوفوا حول الفقراء ؟!!!!
لماذا لا يقال اتركوا المصايف والتنزهات وطوفوا حول الفقراء ؟!!
لماذا تنفق الأموال في الترف والغناء والأفلام والمسلسلات والمباريات والنت .... ولاتطوف هذه الأموال حول الفقراء ؟؟!!
لماذا !!!! و لماذا !!!!.....
سؤالنا نحن الآن لماذا لا تتركون لنا شعائرنا نتمتع بها؟
لماذا تقارنون بين عبادتين كلتاهما ذات فضل
وكأنه يشار للناس أن يتركوا كل شيء ويهتموا بعبادة واحدة !!!!
إن هذه الأسئلة قد تدبّر بالليل ممن يكيدون لهذا الدين، ثم تخرج بالنهار على المسلمين، فيتلقفها السذج منهم والذين ينخدعون بظاهر العبارة ورونقها ولا يعلمون ما وراءها من عوامل هدم شعائر الإسلام الظاهرة والخفية،
ثم إن أكثر من يردد مثل هذه العبارات غالباً لا يطوفون حول الكعبة، ولا حول الفقراء !!!!!
وخلاصة الإجابة عن السؤال أن الأضحية أفضل فحافظ عليها ولا تلتفت لهذه الدعوات التي تريد نفي شعائر المسلمين،
وإذا ذبحت الأضحية وكنت حريصاً على الفقراء لهذا القدر فوزع الأضحية جميعها أو أكثرها على الفقراء، أو تصدق بمال على الفقراء والمساكين....
فإن أبيت وأبى ذهنك إلا أن تزهدنا في شعائرنا فاسكت،
(ذلك ومن يعظّم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب )

منقول
#الإشتراك_في_الأضحية
السؤال:
ما حكم إشراك عدد من الأشخاص في أضحية واحدة؟
#الجواب:
الأضحية لا تصح إلا من النعم الإبل والبقر والغنم،
والغنم تشمل الضأن والماعز.
والواحد من الإبل يجزئ عن سبعة أشخاص وكذلك من البقر، فيجوز أن يشترك سبعة أشخاص في بدنة واحدة أو بقرة واحدة.
أما الغنم فالشاة لا تجزئ إلا عن واحد، لكن لو ذبحها عنه، أو عنه وعن أهله، جاز، والأهل يدخل فيهم الزوجة والأولاد، ومن هو تحت نفقته من الوالدين.
وأما من لم يكن تحت نفقته كالإخوة، فيجوز أن يشركهم معه في ثوابها.
وذلك لخبر مسلم أنه صلى الله عليه وسلم ((ضحى بكبشين ، وقال : اللهم تقبل من محمد وآل محمد ، ومن أمة محمد))
وهي سنة كفاية فتحصل بواحد من أهل البيت كالابتداء بالسلام ، وتشميت العاطس
#قال اﻹمام النووي رحمه الله تعالى في المجموع:

قَالَ أَصْحَابُنَا التَّضْحِيَةُ سُنَّةٌ عَلَى الْكِفَايَةِ فِي حَقِّ أَهْلِ الْبَيْتِ الْوَاحِدِ فَإِذَا ضَحَّى أَحَدُهُمْ حَصَّلَ سُنَّةَ التَّضْحِيَةِ فِي حَقِّهِمْ قَالَ الرَّافِعِيُّ الشَّاةُ الْوَاحِدَةُ لَا يُضَحَّى بِهَا إلَّا عَنْ وَاحِدٍ لَكِنْ إذَا ضَحَّى بِهَا وَاحِدٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتٍ تَأَتَّى الشِّعَارُ وَالسُّنَّةُ لِجَمِيعِهِمْ قَالَ وَعَلَى هَذَا حُمِلَ مَا رُوِيَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (ضَحَّى بِكَبْشَيْنِ قَالَ اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ مِنْ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ) قَالَ وَكَمَا أَنَّ الْفَرْضَ يَنْقَسِمُ إلَى فَرْضِ عَيْنٍ وَفَرْضِ كِفَايَةٍ فقد ذكر الأصحاب أن التضحية كَذَلِكَ وَأَنَّ التَّضْحِيَةَ مَسْنُونَةٌ لِكُلِّ أَهْلِ بَيْتٍ هَذَا كَلَامُ الرَّافِعِيِّ
* وَقَدْ حَمَلَ جَمَاعَةٌ الْحَدِيثَ المذكور على الاشتراك فِي الثَّوَابِ وَمِمَّنْ ذَكَرَ هَذَا صَاحِبُ الْعُدَّةِ وَالشَّيْخُ إبْرَاهِيمُ الْمَرْوَرُوذِيُّ وَمِمَّا يُشْبِهُ قَوْلَ الْأَصْحَابِ إنَّ الْأُضْحِيَّةَ سُنَّةٌ عَلَى الْكِفَايَةِ قَوْلُهُمْ الِابْتِدَاءُ بِالسَّلَامِ سُنَّةٌ عَلَى الْكِفَايَةِ وَكَذَا تَشْمِيتُ الْعَاطِسِ... وَاَللَّهُ أَعْلَم.ُ
* وَمِمَّا يُسْتَدَلُّ بِهِ لِكَوْنِ التَّضْحِيَةِ سُنَّةً عَلَى الْكِفَايَةِ الْحَدِيثُ الصَّحِيحُ فِي الْمُوَطَّإِ قَالَ مَالِكٌ عَنْ عمارة بن عبد الله بن صياد أن عطاء ابن يَسَارٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ أَبَا أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيَّ أَخْبَرَهُ قَالَ (كُنَّا نُضَحِّي بِالشَّاةِ الْوَاحِدَةِ يَذْبَحُهَا الرَّجُلُ عَنْهُ وَعَنْ أَهْلِ بَيْتِهِ ثُمَّ تَبَاهَى النَّاسُ بَعْدُ فَصَارَتْ مُبَاهَاةً) هَذَا حَدِيثٌ صَحِيح.ولكن الثواب فيما ذكر للمضحي خاصة ؛ لأنه الفاعل كما في القائم بفرض الكفاية .
والله تعالى أعلم. انتهى.

وعن عَطَاءَ بْنَ يَسَارٍ قال: سَأَلْتُ أَبَا أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيَّ كَيْفَ كَانَتْ الضَّحَايَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : " كَانَ الرَّجُلُ يُضَحِّي بِالشَّاةِ عَنْهُ وَعَنْ أَهْلِ بَيْتِهِ فَيَأْكُلُونَ وَيُطْعِمُونَ حَتَّى تَبَاهَى النَّاسُ فَصَارَتْ كَمَا تَرَى ) .قال الترمذي: حديث حسن صحيح

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
حُرمة شهر ذي الحجة:

جاء في مسند البزار عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"سيد الشهور رمضان وأعظمها حرمة ذو الحجة"
وفي خطبته صلى الله عليه وسلم يوم النحر قال:

" ألا إن أحرم الأيام يومكم هذا ألا وإن أحرم الشهور شهركم هذا ألا وإن أحرم البلاد بلدكم هذا ". مسند الإمام أحمد عن أبي سعيد الخدري
وهذا كله يدل على أن شهر ذي الحجة أفضل الأشهر الحرم حيث كان أشدها حرمة وقد روى عن الحسن أنه أفضلها:
1) لأن الله أقسم بها : والإقسام بالشيء دليل على عظمته، قال تعالى : ( والفجر وليال عشر ) قاله ابن عباس وابن الزبير ومجاهد وغير واحد من السلف والخلف : إنها عشر ذي الحجة .
قال ابن كثير : " وهو الصحيح " تفسير ابن كثير8/413
2) لأنها حازت شرف الزمان لعامة أهل الأمصار ، وشرف المكان لحجاج بيت الله الحرام
3) خُصّت بكثرة التسبيح والتحميد والتكبير ففي الحديث: " ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد " .
أخرجه احمد 7/224 عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما
4) لأن فيها يوم عرفة وهو يوم عظيم مشهود بالملائكة والمغفرة والرحمة والقبول أكمل الله فيه الدّين وصيامه يكفّر آثام سنتين ، وفي العشر أيضا يوم النحر وهو يوم الحجّ الأكبر
وقد أتت هذه الحرمة لأنه اجتمعت فيها جملة من العبادات أعظمها الحج واجتمعت فيه أفضل الأيام يوم عرفة ، ولذا عظُمت حرمة هذه الأيام من عظمة ما شُرع فيها من الأعمال التي فاقت عمل الجهاد في سبيل الله ابن حجر بقوله:
" والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة لمكان اجتماع أُمهات العبادة فيه ، وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج ، ولا يتأتى ذلك في غيره ".
( فتح الباري شرح صحيح البخاري ، 2/533 )

https://t.me/ahlussonna
يكثر السؤال و الاستفسار عن حكم الحلق و القص لمريد الأضحية
وفي هذه السطور إليكم هذا التحقيق الماتع الجامع حول هذه المسألة:

حكم حلق الشعر وقلم الأظافر لمن أراد أن يضحِّي


منقول عن فضيلة الشيخ : عبد الله بن زيد آل محمود" رحمه الله تعالى ".

لقد أكثر الناس من السؤال عن حلق الشعر وقلم الأظافر في عشر ذي الحجة، وذلك لمن أراد أن يضحي، فما الشيء الذي يجب اجتنابه في حقِّ من يضحي ؟

إن *الأصل* في ذلك ما ثبت في صحيح مسلم من حديث أم سلمه ـ رضي الله عنها ـ قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من كان له ذبح يذبحه فإذا أهل هلال ذي الحجة فلا يأخذ من شعره ولا من أظفاره شيئاً حتى يضحي "

*والواقع* أنَّ هذا الحديث ورد من طريق أم سلمه وحدها ، ولم يروه أحد من الصحابة غيرها ، وقد أنكرت عائشة ـ رضي الله عنها ـ على أم سلمة هذا الحديث مبينة أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال هذا في حق من أحرموا بالحج ، وذلك لكون أهل المدينة يهلون بالحج عند طلوع هلال ذي الحجة ، قالت : ولقد فتلت قلائد هدى النبي صلى الله عليه وسلم فلم يمتنع من شيء كان مباحاً أي لامن الطيب ولا من النساء ، ولا غير ذلك من شعره وأظفاره ـ قاله في المغني ـ ولقد مكث ـ صلى الله عليه وسلم ـ في المدينة عشر سنين وهو يضحي عنه وعن أهل بيته ، ولم يثبت عنهم هذا النهي ، ومن المعلوم أن السيدة عائشة هي أعلم بأحوال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعرف من أم سلمة بحديثه ، ولو كان هناك نهي للمضحي عن أخذ الشعر وقلم الظفر لما خفي عليها أبداً ، ولكان من لوازم هذا النهي أن يشتهر بين الصحابة، ولم نعلم أن أحداً قال به ما عدا انفراد أم سلمة بحديثه . وقد عللوا هذا النهي بأنه تشبه بالمحرم ـ قاله في المغني ـ.وقول عائشة ـ رضي الله عنها ـ هو المعقول المطابق للحكمة ، إذ لا يمكن أن ينهى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم عن أخذ الشعر وقلم الظفر ويبيح ملامسة النساء والطيب ، ولو كان هذا التشبه صحيحاً لوجب الكف عن الطيب والنساء ، ولم يقل بذلك أحد

• وقد *اختلف الأئمة في هذه المسألة* ،
1- فقال أبو حنيفة : بجواز أخذ الشعر وقلم الظفر للمضحي بلا كراهة ،
2- وذهب الإمام مالك والشافعي : إلى أنه مكروه كراهة تنزيهية ،
3- وذهب الإمام أحمد في الرواية الراجحة في مذهبه : إلى أنه حرام ،
اعتماداًمنه على حديث أم سلمة ،
*فالقول بالتحريم هو من مفردات الإمام أحمد* ـ رحمه الله تعالى ـ التي خالف بها سائر الأئمة ، كما قال ناظمها : في عشر ذي الحجة أخذ الظفر * على المضحي حرموا والشعر
*وقال في الإنصاف* 4/109 : الراجح الكراهة لا التحريم ، اختاره القاضي وجماعة .وعلى كلا القولين فإن الرجل والمرأة لو أخذ كل منهما من شعره أو قلم أظفاره وأراد أن يضحي فإن أضحيته صحيحة بلا خلاف، قاله في المغني بإجماع أهل العلم

• *وقول الأئمة بكراهة أخذ الشعر* هو تمشياً منهم مع حديث أم سلمة ـ رضي الله عنها ـ
• وقد جرى من عادة الفقهاء أن ينقل بعضهم عن بعض فتتابعوا على القول بالكراهة ما عدا أبا حنيفة فقد قال : لا كراهة ولا تحريم في ذلك بمقتضى الترجيح يتبين أن قول عائشة ـ رضي الله عنها ـ هو أصح وأصرح ، حيث بيَّنت السبب المقتضي للنهي ، وكون أخذ الشعر وقلم الظفر هما من محظورات الإحرام ، والأدلة إذا تعارضت يقدم منها ما هو أقوىوأصح .ونظير ذلك ما رواه البخاري ومسلم عن ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ أنه قال : تزوج رسول الله ـصلى الله عليه وسلم ـ بميمونة وهو محرم ، فهذا الحديث مع كونه في البخاري ومسلم فقد عدَّه العلماء من أوهام ابن عباسـ رضي الله عنه ـ ورجَّحوا عليه ما رواه مسلم عن ميمونة نفسها أنها قالت : " تزوجني رسول الله ونحن حلالان " .وقد قاله أيضاً أبو رافع ـ وهو البريد بين ميمونة ورسول الله ـ إذ قال : إنما تزوج رسول الله ميمونة وهو حلال وبنى بها بسرف ، وهو المكان الذي توفيت فيه ـ رضي الله عنها ـ

• *والحاصل* : أنَّ هذا الحديث عن أم سلمة قد انقلب عليها ، حيث إن أهل المدينة يحرمون بالحج عند مستهل ذي الحجة ، فسمعت أم سلمة من رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه نهى عن حلق الشعر ، وقلم الظفر حتى ينحر أضحيته ، لكون دم النسك يسمى " أضحية " ، كمافي البخاري أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ضحى عن نسائه بالبقر ، يعني بذلك دماء النسك، فانقلب هذا الحديث على أم سلمة كما فهمته عائشة

*والصحيح * : أنه لا تحريم ولا كراهة في حلق الشعر وقلم الظفر لمن أراد أن يضحي ، كما لا تحريم في ملابسة النساء وفي الطيب .

*وقد قالوا* : إنَّ النهي محمول على الكراهة ، فإن هذه الكراهة تزول بأدنى حاجة ، إذ هي كراهة تنزيه يثاب الإنسان على تركها ولا يعاقب على فعلها عكس المستحب الذي يثاب الإنسان على فعله ولا يعاقب على تركه، *وأبعد الأقوال عن الصواب قول من يدَّعي التحريم* .
*فما شاع في بعض البلدان* على ألسنة العامة من قولهم: أن من أراد أن يضحي، وَجَب عليه أن يحرم *فهذا مما لا صحة له إطلاقاً* إذ لا إحرام إلا لمن أراد الحج أو العمرة، وليس على أحد في غيرها إحرام

• *لهذا يجوز في عشر ذي الحجة لمن أراد أن يضحي أن يفعل سائر المباحات من الطيب والنساء* ، *وإن احتاج إلى حلق شعره أو قلم ظفره فعل ذلك ولا فدية عليه ولا كراهة فيه* ،
وكذلك المرأة إذا احتاجت إلى نقض شعرها فتساقط منه شيء فإنه لا كراهة في ذلك وأضحيتها صحيحة .

• هذا وإن الذي جعل الناس يتورعون عن أخذ شعرهم وقلم أظفارهم ويرونه أمراًَ كبيراً في أنفسهم *هو كون الخطباء يخطبون الناس في عشر ذي الحجة بالتحريم* ، ولم يجدوا من يبين لهم طريق التيسير وكون الأمر سهلاً وليس عسيراً ـ وغاية الأمر أنه مكروه كراهية تنزيه ، والكراهة تزول بأدنى حاجة .

والله أعلم .
#فائدة:
مَا نُقِلَ عَنْ فُقَهَاءِ الْأَحْنَافِ مِنْ تَحْرِيمِ قَوْلِ الدَّاعِي بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَبِحَقِّ فُلَانٍ اهـ. فَمَحْمُولٌ إمَّا عَلَى مُلَاحَظَةِ الدَّاعِي الْإِقْسَامَ أَوْ قَصْدِهِ الْحَقَّ بِمَعْنَى الْوَاجِبِ كَمَا هُوَ ظَاهِرُ تَعْلِيلِهِمْ بِقَوْلِهِمْ لِأَنَّهُ لَا حَقَّ لِأَحَدٍ عَلَى اللَّهِ أَمَّا إذَا لَاحَظَ بِهِ التَّوَسُّلَ أَوْ قَصْدَ الْحَقِّ بِمَعْنَى الرُّتْبَةِ وَالْمَنْزِلَةِ لَدَيْهِ تَعَالَى أَوْ الْحَقَّ الَّذِي جَعَلَهُ اللَّهُ لَهُ عَلَى الْخَلْقِ وَعَلَيْهِ بِفَضْلِهِ لِلْخَلْقِ كَمَا فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ قَالَ فَمَا حَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللَّهِ فَلَا يَحْرُمُ عَلَيْهِ ذَلِكَ الْقَوْلُ كَمَا هُوَ مُقْتَضَى الْأَدِلَّةِ الْوَارِدَةِ فِي جَوَازِ التَّوَسُّلِ.
وَمَا رَوَاهُ زَرُّوقٌ عَنْ مَالِكٍ مِنْ كَرَاهَةِ التَّوَسُّلِ فَإِنَّمَا يَصِحُّ بِحَمْلِ الْكَرَاهَةِ عَلَى التَّحْرِيمِيَّةِ وَالتَّوَسُّلِ عَلَى الْإِقْسَامِ إذْ لَوْ لَمْ يُحْمَلْ عَلَى ذَلِكَ لَعَارَضَهُ مَا نَقَلَهُ الْقَاضِي عِيَاضٌ فِي الشِّفَاءِ عَنْ الْإِمَامِ مَالِكٍ - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ - أَنَّهُ لَمَّا سَأَلَهُ جَعْفَرٌ الْمَنْصُورُ عَنْ اسْتِقْبَالِ الْقَبْرِ حِينَ الدُّعَاءِ أَوْ اسْتِقْبَالِ الْقِبْلَةِ قَالَ لَهُ وَلِمَ تَصْرِفُ وَجْهَك عَنْهُ وَهُوَ وَسِيلَتُك وَوَسِيلَةُ أَبِيك آدَمَ قَبْلَك بَلْ اسْتَقْبِلْهُ وَاسْتَشْفِعْ بِهِ فَيُشَفِّعُهُ اللَّهُ فِيك قَالَ اللَّهُ تَعَالَى {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ} [النساء: 64] الْآيَةَ

الفروق للقرافي = أنوار البروق في أنواء الفروق (3/ 52)

https://t.me/ahlussonna
#مسألة:
هل تجوز الاضحية عن الميت ؟

الجواب :

الأضحية عن الميت بغير وصية منه من المسائل التي اختلف فيها العلماء، والذي نفتي به هو ما ذهب إليه جمهور الفقهاء من الحنفية والمالكية والحنابلة، وبه قال بعض الشافعية، أنها جائزة وإن لم يوص بها الميت، ويصل ثوابها إليه بإذن الله تعالى.
فقد روى الإمام مسلم في "صحيحه" عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِكبش لِيُضَحِّيَ بِهِ، فأَضْجَعَهُ، ثُمَّ ذَبَحَهُ، ثُمَّ قَالَ: (بِاسْمِ اللهِ، اللهُمَّ تَقَبَّلْ مِنْ مُحَمَّدٍ، وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَمِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ، ثُمَّ ضَحَّى بِهِ). ومن المعلوم أن من أمة محمد صلى الله عليه وسلم من هو ميت، وقد جعلها صلى الله عليه وسلم لكل أمته، فدل على جوازها عن الميت.
وقد تضافرت النصوص الشرعية الدالة على وصول ثواب الأعمال للأموات، ومن ذلك جواز الصوم عن الميت إذا مات وعليه صيام، وكذلك جواز الحج عنه، وقد ثبت ذلك بالأحاديث الصحيحة؛ فإذا كان الصوم -وهو عبادة بدنية- والحج -وهو عبادة بدنية مالية- يصل ثوابهما إلى الميت؛ فوصول ثواب الأضحية عن الميت من باب أولى.
ثم إن العلماء أجمعوا على وصول ثواب الصدقات إلى الأموات، والأضحية من جملة الصدقات، ولا تخرج عنها؛ لهذا كله فإنا نرى جواز الأضحية عن الميت وإن لم يوص بها.
قال الكاساني رحمه الله: "وجه الاستحسان أن الموت لا يمنع التقرب عن الميت، بدليل أنه يجوز أن يتصدق عنه ويحج عنه، وقد صح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحى بكبشين أحدهما عن نفسه والآخر عمن لا يذبح من أمته، وإن كان منهم من قد مات قبل أن يذبح، فدل أن الميت يجوز أن يتقرب عنه" انتهى من "بدائع الصنائع" (5/ 72).
ويقول ابن عابدين رحمه الله: "من ضحى عن الميت يصنع كما يصنع في أضحية نفسه من التصدق والأكل والأجر للميت والملك للذابح" "حاشية ابن عابدين" (6/ 326).
أما الحنابلة فقالوا: "التضحية عن ميت أفضل منها عن حي؛ لعجزه واحتياجه إلى الثواب، ويعمل بها كأضحية عن حي من أكل وصدقة وهدية". ينظر "مطالب أولي النهى" (2/ 472).
أما المالكية فقالوا بالجواز العام المشوب بالكراهة، كما جاء في "شرح مختصر خليل" للخرشي (3/ 42): "يكره للشخص أن يضحي عن الميت خوف الرياء والمباهاة ولعدم الوارد في ذلك، وهذا إذا لم يعدها الميت وإلا فللوارث إنفاذها".
وقد خالف في ذلك الشافعية في معتمد مذهبهم، يقول الإمام النووي رحمه الله: "أما التضحية عن الميت، فقد أطلق أبو الحسن العبادي جوازها؛ لأنها ضرب من الصدقة، والصدقة تصح عن الميت وتنفعه وتصل إليه بالإجماع. وقال صاحب "العدة" والبغوي: لا تصح التضحية عن الميت إلا أن يوصي بها، وبه قطع الرافعي" "المجموع" (8/ 380). والله أعلم.

منقول عن دار الافتاء الاردنية.


https://telegram.me/ahlussonna
#أسباب_الشفاعة_الخاصة:
سؤال الدعاء بالوسيلة والمقام المحمود عقب الأذان:
روى مسلم وأصحاب السنن، عن ابن عمرو رضي الله عنهما، أنه سمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (إذا سمعتم المؤذّن فقولوا مثل ما يقول، ثم صلوا عليَّ، فإنه من صلى عليَّ صلاة صلَّى الله عليه بها عشراً، ثم سلوا الله لي الوسيلة، فإنَّها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو -فمن سأل الله لي الوسيلة حلَّت له الشفاعة).
وروى البخاري وأصحاب السنن، عن جابر رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (من قال حين يسمع النداء: اللهمّ ربَّ هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، آتِ محمداً الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته -حلّت له شفاعتي يوم القيامة).
وزاد البيهقي في روايته: (إنك لا تخلف الميعاد).
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يقول إذا سمع المؤذن: ( اللهمّ ربَّ هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، صلّ على محمدٍ، وأعْطه سُؤْله يوم القيامة).
وكان صلى الله عليه وآله وسلم يُسمعها من حوله، ويُحبُّ صلى الله عليه وآله وسلم أن يقولوا مثل ذلك إذا سمعوا المؤذن.
قال: (ومن قال مثل ذلك إذا سمع المؤذن وجبتْ له شفاعة محمد صلى الله عليه وآله وسلم يوم القيامة).
قال المنذري: رواه الطبراني في: (الكبير) و(الأوسط).
من كتاب الإيمان بعوالم الآخرة وعوالمها بقلم مولانا الإمام الحجة الشيخ عبد الله سراج الدين الحسيني رضي الله عنه.


https://telegram.me/ahlussonna
#ومن_أسباب_شفاعته_الخاصة: زيارته الكريمة صلى الله عليه وآله وسلم:
فعن حاطب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من زارني بعد موتي فكأنما زارني في حياتي، ومن مات بأحد الحرمين بُعث من الآمنين يوم القيامة).
وعن عمر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (من زار قبري -أو قال: من زارني- كنت له شفيعاً أو شهيداً يوم القيامة، ومن مات في أحد الحرمين بعثه الله في الآمنين يوم القيامة).
وروى البيهقي عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من مات في أحد الحرمين بُعث من الآمنين يوم القيامة، ومن زارني محتسباً إلى المدينة كان في جواري يوم القيامة).
وعن ابن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (من زار قبري وجبتْ له شفاعتي).
أي: يخصه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بشفاعة ليست لغيره إما : بزيادة نعيم، أو تخفيف هول ذلك اليوم عنه، أو دخول الجنة بغير حساب، أو رفع درجات في الجنة، أو بزيادة شهود الحق تعالى والنظر إليه، أو بغير ذلك من أنواع الإنعام والإكرام.
وفي: (المعجم الكبير) للطبراني، عن ابن عمر رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (من جاءني زائراً لا تُعمله -أي: لا تحمله على العمل حاجة- إلا زيارتي: كان حقاً عليَّ أن أكون له شفيعاً يوم القيامة).
ويكفي بهذه الأحاديث التي ذكرناها، وتنوّع رواياتها، وكثرة طرقها: دليلاً صريحاً في مشروعية زيارة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وحثه عليها، وترغيبه صلى الله عليه وآله وسلم فيها، وبيانه لفضائل زيارته الكريمة -نسأل الله العظيم قبولها، واستمرارها، بجاه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عند الله تعالى.
من كتاب الإيمان بعوالم الآخرة وعوالمها بقلم مولانا الإمام الحجة الشيخ عبد الله سراج الدين الحسيني رضي الله عنه.

https://telegram.me/ahlussonna
#ومن_أسباب_شفاعته_الخاصة_صلى_الله_عليه_وآله_وسلم: الموت في مدينته الطيبة، والصبر على لأوائها -زادها الله تعالى شرفاً ورفعةً، ونفحنا الله تعالى بنفحاتها الطيبة.
روى الترمذي، عن ابن عمرو رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (من استطاع أن يموت بالمدينة فليمتْ بها؛ فإني أشفع لمن يموت بها).
ورواه ابن ماجه بلفظ: (من استطاع منكم أن يموت بالمدينة فليفعل؛ فإني أشهد لمن مات بها).
وروى الطبراني بإسناد حسن، عن امرأة يتيمة كانت عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من ثقيف، أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (من استطاع أن يموت بالمدينة فليمت بها، فإِنَّ من مات بها كُنت له شهيداً أو شفيعاً يوم القيامة).
وروى مسلم، عن سعد رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (إني أحرّم ما بين لابَتَيِ المدينة -أي: حرَّتَيْها وطرفيها- أن يُقطَع عِضاهها أو يُقتل صيدها).
قال في: (الترغيب): العضاه بكسر العين المهملة، وبالضاد المعجمة، وبعد الألف هاء -جمع عِضاهة، وهي شجرة الخمط، وقيل: بل كل شجرة ذات شوك، وقيل: ما عظم منها.
وقال صلى الله عليه وآله وسلم: (المدينة خير لهم لو كانوا يعلمون، لا يدعها أحد رغبةً عنها إلا أَبدل الله فيها من هو خير منه، ولا يثبت أحد على لأوائها وجُهدها إلا كنت له شفيعاً أو شهيداً يوم القيامة).
اللأواء بالهمز والمدّ هي: شدة الضيق (ترغيب).
وزاد مسلم في رواية: (ولا يُريد أحد أهل المدينة بسوء إلا أذابه الله تعالى في النار ذوب الرصاص؛ أو ذوب الملح في الماء).
وعن عبد الله بن عبّاد رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (أول من أشفع له أهلُ المدينة، ثم أهل مكة، ثم أهل الطائف).
من كتاب الإيمان بعوالم الآخرة وعوالمها بقلم مولانا الإمام الحجة الشيخ عبد الله سراج الدين الحسيني رضي الله عنه.

https://telegram.me/ahlussonna
#ومن_أسباب_شفاعته_الخاصة_كثرة_الصلاة_عليه_صلى_الله_عليه_وآله_وسلم:
روى الترمذي، وابن حبان في: (صحيحه) عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنَّ أولى الناس بي يوم القيامة -أي: أحقهم بشفاعتي وبإكرامي- أكثرُهم عليّ صلاة).
وعن رويفع بن ثابت الأنصاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من قال: اللهم صلّ على محمد، وأنزله المقعد المقرَّب عندك يوم القيامة -وجبتْ له شفاعتي).
والمراد هنا بالمقعد المقرَّب: أعلى منازل الجنة، وهو مقام الوسيلة، فإنها أعلى منزلة في الجنة.
وروى الإمام أحمد، عن أُبَيّ بن كعب رضي الله عنه، أنّ رجلاً قال: يا رسول الله أرأيتَ إن جعلتُ صلاتي كلَّها عليك؟ -أي: جعلت دُعائي كلّه صلاة عليك- فقال صلى الله عليه وآله وسلم: (إذاً يكفيك الله تبارك وتعالى ما أهمَّك من دنياك وآخرتك).
وأخرج الطبراني بسند جيد، عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من صلى عليّ حين يصبح عشراً، وحين يمسي عشراً : أدركته شفاعتي يوم القيامة).
وأخرج البيهقي في: (الشُّعب) عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
(أكثروا الصلاة علي يوم الجمعة، وليلة الجمعة، فمن فعل ذلك كنت له شهيداً أو شافعاً يوم القيامة).
من كتاب الإيمان بعوالم الآخرة وعوالمها بقلم مولانا الإمام الحجة الشيخ عبد الله سراج الدين الحسيني رضي الله عنه.
https://telegram.me/ahlussonna
إياك أعني _ واسمعي يا جارة

#كلام #مهم #ودقيق:

أخرج الطبرانيُّ في المعجم الكبير بسندٍ صحيحٍ أنّ درةَ بنتَ أبي لهب جاءت إلى رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ تشكو أَذِيَّةَ الناسِ لها في أَبَوَيْها أبي لهب وأمِّ جميل
فقالت: يا رسولَ اللهِ و ما وَلَدَ الكُفَّارُ غَيْرِي !
فقال لها النبيُّ _ صلى الله عليه وسلم _: وما ذاك ؟
قالت: آذاني أهلُ المدينةِ في أَبَوَيَّ !
فقال لها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم _ : إذا صَلَّيْتُ الظُّهْرَ فَصَلِّي حيث أَرَى.
ثم صلّى رسولُ الله _ صلى الله عليه وسلم _ الظهرَ، ثم التفَتَ إليها، فأقبل على الناس بوجهِه فقال:
يأيها الناسُ أَلَكُمُ نَسَبٌ وليس لي نَسَبٌ؟
فوثب سيِّدُنا عمرُ بنُ الخطاب فقال:
غَضِب اللهُ على مَن أَغْضَبَك
فقال: (هذه بنتُ عمِّي فلا يَقُلْ لها أحدٌ إلا خيرًا).
ملحوظات
١_ أن النبي _ صلى الله عليه وسلم _ يغضَبُ بإيذاء كل مسلمٍ كلَّ مَن ينتسِبُ إليه مِن آبائه وأجدادِه وأعمامِه على الإطلاق حتى وإن كانوا غيرَ مسلمين.
٢_ أن النبي _ صلى الله عليه وسلم _ غضب من تعيير بنت عمه بدخول أبيها النار مع ثبوت ذلك بالدليل القطعي من القرآن الكريم .
٣_ أنّ ما يُرَدِّدُه بعضُ السفهاء مِن تكرار حديثٍ ظنِّيِّ الثبوت في دخول أبوي النبي_ صلى الله عليه وسلم _ النارَ ليل نهار، وهو (إنّ أبي وأباك في النار) يُؤذِي النبيّ _ صلى الله عليه وسلم _ ويُغْضِبُه ميتا كما أغضبه إيذاءُ درة بنت أبي لهب بما ثبت بأية قرآنية حيّا، {والذين يؤذون رسول الله لهم عذاب أليم}.
فإذا كان النبي _ صلى الله عليه وسلم _ قد غضب بإيذاء بنت عمه درة بكفر أبويها أبي لهب وأم جميل مع ثبوت دخولهما النار ولعنهما بالآية القرآنية قطعية الثبوت والدلالة، ولا يمكن بأي وسيلة تأويلُ كفرِهما ودخولِهما النار، فهو _ صلى الله عليه وسلم _ أحرى بالغضب على تكرار دخول أبويه النار وترويجه بين المسلمين مع أن ذلك ثابت بحديث صحيح ظني الثبوت والدلالة، ويمكن تأويله بمآت الوسائل العلمية المتفق عليها بين علماء أصول الفقه.
لا بارك الله في كل من يشغل الأمة الإسلامية بالقضايا التي لايضرهم جهلها، ولا ينفعهم علمها .
والله تعالى أعلى وأعلم

د/أحمد التجاني الأزهري


https://telegram.me/ahlussonna
#ما الذي نريده من إخواننا السلفيين؟!

لا نريد منهم مطلقا أن يتركوا ما يعتقدون إلى ما نعتقد، ولا نريد منهم تقليدنا واتباعنا في المسائل الخلافية!!
فلا نريدهم أن يكونوا أشاعرة ولا ماتريدية .. بل كل ما نريده الكفَّ عن تبديع وتضليل عقيدة الأزهر والتي هي عقيدة الأشاعرة والتي عقيدة جماهير علماء الأمة سلفا وخلفا!! وأن يعلموا أن تبديع كبار علماء الأمة هو عين الضلال والابتداع!!.
ولا نريد منهم ترك التشديد على أنفسهم باعتقادهم عمومية حديث كل بدعة ضلالة.. بل نريدهم أن يتعلموا أن جماهير علماء الأمة على تخصيصه بالبدعة السيئة، وأن البدع فيها الحسن والسئ، والمقبول والمردود، وأنها تجري عليها الأحكام الخمسة!!
ولا نريد منهم أن يتوسلوا ويتبركوا بالصالحين.. بل نريدهم أن يتعلّموا أن عمل جماهير الأمة سلفا وخلفا على مشروعية التبرك والتوسل، وأنه رأي المذاهب الأربعة، فكيف يطعنون بسبب ذلك في عقائد الموحّدين ويعتبرونه من الضلال المبين؟!!.
ولا نريد منهم أن يعملوا بالأحاديث الضعيفة.. بل نريدهم أن يتعلموا أن الاستشهاد بحديث ضعيف في فضائل الأعمال هو ما عليه جماهير المحدّثين!!
ولا نريد منهم أن يُخرجوا زكاة الفطر قيمة.. بل نريد أن يكفوا عن إشعال الفتن سنويا في شهر رمضان من أجل إخراج زكاة الفطر قيمة أو قوتا!!
ولا نريد منهم أن يحتفلوا بالمولد النبوي معنا كلَّ عام.. بل نريد عدم افتعال المعارك في الاحتفال بالمولد النبوي الشريف حتى وإن كان مقصورا على الانشاد والمديح وإطعام الطعام وأكل الحلوى!!
ولا نريدهم أن يصلّوا في سيدنا الحسين أو غيره؟! بل نريدهم أن يعلموا ويتعلموا أن الصلاة في المساجد التي بها قبور جائزة عند المذاهب الأربعة على تفصيل فيما بينهم.
ولا نريد منهم في العيدين التكبير في (مساجدهم) بصيغة التكبير الطويلة.. بل نريدهم أن يكفوا عن إثارة الخلاف وشق صف المسلمين بسبب اعتقادهم الخطأ ببدعية التكبيرات التي يكبر بها المصريون والتي استحسنها الإمام الشافعي!!
يا إخواننا في الدين والوطن.. لا نريد منكم أكثر من الكفّ عن إثارة الفتنة، وتمزيق وحدة الأمة، وتشتيت شملها، وشغلها عن الواجب بالمندوب، والتشويش على عوام الناس.. كل ذلك بسبب مسائل خلافية فروعية يسعنا فيها الخلاف والاختلاف إخوةً متحابين!!.
أحمد نبوي
منقول

https://ⓣelegram.me/ahlussonna
روى الإمام البخارى رحمه الله تعالى عن أَبى جُحَيفةَ رضى الله عنه قال: «خَرَجَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم بالهاجِرةِ إلى البَطحاءِ، فتَوَضَّأَ، ثُم صلَّى الظُّهرَ رَكعَتَينِ والعَصرَ رَكعَتَينِ وبينَ يَدَيهِ عَنَزةٌ، وقامَ النَّاسُ فجَعَلُوا يَأخُذُونَ يَدَيه فيَمسَحُونَ بها وُجُوهَهم».
قَالَ أبو جُحَيفةَ: «فأَخَذتُ بيَدِه فوَضَعتُها على وَجهِى فإذا هى أَبرَدُ مِن الثَّلجِ وأَطيَبُ رائِحةً مِن المِسكِ».


فيه مشروعيةالمصافحة بعد السلام بين الإمام والمأمومين
وفيه مشروعية التبرك
وفيه مشروعية الصلاة إلى سترة(عنًزة)
وفيه بيان طيب رائحة الحبيب صلى الله عليه وسلم ولين ملمسه
من إخبار الرسول صلى الله عليه وسلم بالمغيبات:

ثبَتَ في "صَحِيْحِ الْبُخارِيِّ" عَنْ قَتادَةَ، أنَّ أنَسَ بْنَ مالِكٍ ، حَدَّثَهُمْ: «أنَّ النَّبيَّ ﷺ صَعِدَ أُحُدًا، وأَبُو بَكْرٍ، وعُمَرُ، وعُثْمانُ، فَرَجَفَ بهِمْ، فَقالَ: اثْبُتْ أُحُدُ؛ فإنَّما عَلَيْكَ نَبِيٌّ، وصِدِّيقٌ، وشَهِيدانِ» أخرجه البخاري في "صحيحه"، كتاب فضائل أصحاب النبي الكريم، ٢/٥٢٤، (٣٦٧٥)،
ويتضح لنا وُضُوْح الشَّمسِ مِن الْحَدِيْثِ الشَّرِيْفِ السابق الّذِيْ رُوِيَ في "صحيحِ الْبُخاريِّ" أنّ الحبيبَ الْمصطفَى صلَّى الله تعالى عليه وآله وسلّم عرف من الغَيْبَ ما أذِن الله له به فقالَ لِجَبَلِ أُحُدٍ: «اسْكُنْ أُحُدُ، فإنّما عليك نبيٌّ وصِدِّيْقٌ وشَهِيدانِ»، فالإخبارُ بشَهادَةِ أَحَدٍ في حَياتِه مِمَّا يَنْدَرِجُ تَحْتَ ما يُسَمَّى بالغَيْبِ
ذكره الشيخ أحمد يار خان النعيمي في "مرآة المناجيح"، ٨/٤٠٩

https://ⓣelegram.me/ahlussonna
#وهو_صلى_الله_عليه_وآله_وسلم_أول_شافع_وأول_مشفَّع:
روى الترمذي وغيره، عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر، وبيدي لواء الحمد ولا فخر، وما من نبيّ يومئذ: آدم فمن سواه إلا تحت لوائي، وأنا أول من تنشقُّ عنه الأرض ولا فخر، وأنا أول شافع وأول مشفَّع ولا فخر).
فهو صلى الله عليه وآله وسلم أول من يشفع عند الله تعالى، ويَقْبَلُ الله تعالى شفاعته، وبه صلى الله عليه وآله وسلم يُفتح باب الشفاعات، فتشفع الرسل والأنبياء، ويشفع الصديقون والشهداء، والعلماء والأولياء، والصلحاء؛ كما تقدم في بحث الشفاعة.
وتشفع الأعمال الصالحة، والأقوال الطيبة بصاحبها، فالصيام يشفع بصاحبه، والقرآن يشفع بصاحبه، والصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، والتسبيح والتحميد والتكبير.
وتقدم في الحديث: (الصيام والقرآن يشفعان في العبد يوم القيامة) الحديث.
وحديث: (اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه) الحديث.
وحديث: (إنّ ممَّا تذكرون من جلال الله تعالى التسبيح والتحميد والتكبير، يتعاطفن حول العرش، يَذْكرن بصاحبهن) الحديث.
فجميع هذه الشغاعات إنما فتح بابها الفاتح الأول، والشفيع الأفضل، صاحب مقام الوسيلة، وأعلى درجات الفضيلة، الحبيب الأكرم، والسيد الأفخم، رحمة الله تعالى المهداة للعالمين، ليرحمهم الله تعالى به في جميع العوالم، سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
وهذه منقبة كبرى، ومنزلة عظمى، خُصّ بها نبينا سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وهي: أَنَّ جميع الخلائق يحتاجون إلى شفاعته بهم عند الله تعالى،وهو غير محتاج إلى من يشفع به.
فهو صلى الله عليه وآله وسلم الشفيع لغيره ولا شفيع له.
من كتاب الإيمان بعوالم الآخرة وعوالمها بقلم مولانا الإمام الحجة الشيخ عبد الله سراج الدين الحسيني رضي الله عنه

https://ⓣelegram.me/ahlussonna