الحوار المتمدن
3.1K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
دلور ميقري : كما رواه شاهد عيان: الباب الأول
#الحوار_المتمدن
#دلور_ميقري 1" درّةُ المَشرق، ونورُهُ المُشرق المُونق "هذا ما رددته في نفسي، آنَ ألقيتُ نظرة شاملة على منظر المدينة. ولكنها كانت كلمات " ابن بطوطة "، الرحّالة المغربيّ من القرن الرابع عشر الميلاديّ. لقد انبهر بمشهد دمشق، مثلي سواءً بسواء، لما تأمّله من علو إحدى صخور جبل قاسيون.لكنني كنتُ أشرف على الندينة، وأنا أقفُ على سطح الخان العظيم، المُعَّرف باسم بانيه، " أسعد باشا "؛ وهوَ أشهر الولاة من آل " العظم "، الذين حكموا الشام منذ منتصف هذا القرن. لقد استأجرتُ حجرةً حَسَنة في الخان، بمبلغ غرش عثمانيّ واحد، بما في ذلك وجبات الطعام. توصّلتُ لمعرفة الخان، بفضل موظف خطير الشأن في القسطنطينية، التي كانت أولى محطاتي في المشرق. هذا الموظف، الدمشقيّ المنشأ، المنتسب لديوان الباب العالي، أمدّني أيضاً برسالة توصية، على أن أبرزها لو وقعتُ في مأزقٍ ما مع السلطات في الولاية السورية. كوني لم أحتج بعدُ للرسالة، فإنني سأعمد لوصف الخان؛ ولو بأكثر العبارات إيجازاً.قبل كل شيء، عليّ التنويه بفترة إقامتي في إمارة البندقية، الذاخرة بعمارةٍ تعود إلى عصر النهضة الإيطاليّ. لذلك انتبهت إلى عمارة الخان الدمشقيّ، وأنها شبيهة، إلى حدّ ما، بما عاينته من عمارة في بلد المنفى الأول ذاك. ملاحظاتي الأخرى، سيدينُ بعضها لقراءاتي التالية في تاريخ دمشق، وأيضاً بمعلوماتٍ حصلتُ عليها من قبل أصدقاء من ساكني المدينة. بيد أنّ الخان، في المقابل، لم يكن بعظمة أقرانه من العمائر الإيطالية. على أنه يشبهها لناحية الارتفاع المتوسط في البناء، بمقابل العرض الوافر. كذلك فإن واجهة الخان من طراز عمارة القرون الوسطى، الإسلامية؛ أيْ الأيوبية ـ المملوكية. والواجهة مندمجة في مستوى البناء ككل، تتوسطها بوابة مهيبة، بينما تنفتح من الجدران على الخارج محلاتٌ تجارية متنوعة. البوابة، المنحوتة من خشب الجوز، مصفّحة بألواح معدنية، ومثقوبة بمسامير، لتغدو على شكل خلايا النحل. بينما جبينُ الواجهة من الرخام، زيّنَ ببذخ بالمنحوتات والزخارف الهندسية، وتوّجَ بلوحة مكتوب فيها بالعربية اسم الخان وتاريخ الانتهاء من تشييده. من خلال البوابة، يَلِجُ رجلٌ غريب، مثلي، إلى الأقسام الداخلية وقد امتلأ، سلفاً، بعظمة المكان. أدخلُ إذاً من خلال دهليزٍ مزدوج، متصل مع الرواق بسقف ذي نقوشٍ متنوعة. أعبرُ الدهليزَ، لأجد نفسي أمام درجٍ يصل إلى الدور الثاني، أين قباب الرواق. من الأعلى، يُمكن الاطلالة على باحة الخان، المرخّمة الأرضية، والمربعة الشكل، المنفتحُ أيضاً من جدرانها عددٌ من المتاجر، واجهاتها مزخرفة على طريقة الأرابيسك. الفناء، تتوسطه بركة مرمرية، مثمّنة الشكل، تبدو من علٍ كأنها عينٌ سيكلوبية. لعل الأصالة الدمشقية تبرز أكثر في الجدران، المكسوة بالمداميك الحجرية؛ وهيَ من فوق لتحت بالحجر البازاتيّ ثم الحجر الكلسيّ، الضارب للصفرة. صُرْحُ الخان، عبارة عن قبة عظيمة، يحيطها ثماني قباب صغيرة ذات عقود على هيئة متوالية بين الشكل المربع والدائريّ. ذلك الصرح، المحمول على أربع أعمدة ضخمة، ذكّرني هذه المرة بقبة بولس وبطرس في الفاتيكان، المشادة من لدُن الفنان العبقريّ " مايكل آنج ". مما له مغزاه في تلك المقارنات، أن كاتب سطور هذه التذكرة، الذي تجري في عروقه الدماء الإيطالية، كان آنذاك يموّه نفسه بملابس أهل البلد؛ وذلك أيضاً بنصيحة من أحد الأصدقاء: شكلي ومظهري الخارجيّ، لم يكونا في حقيقة الحال ليميزاني عن الشوام، المتّسمين عموماً بلونهم الأبيض وشعرهم الفاتح وقسماتهم الدقيقة إلى رشاقة في البدن ورقة في الطبيعة. ذلك الصديق، صاحب النصيحة، تع ......
#رواه
#شاهد
#عيان:
#الباب
#الأول

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=708965
دلور ميقري : كما رواه شاهد عيان: الباب الثاني
#الحوار_المتمدن
#دلور_ميقري 1كنتُ أفكّر، أنّ من سخرية القدَر أن أنجو بجلدي من أولئك الثوار في باريس، المجدّفين في أمور الدين، لكي أقع في مدينةٍ إسلامية محافظة، تَصِمُ النصارى بكونهم كفاراً. وها أنا ذا أعيشُ بين ظهراني هؤلاء المحافظين، بشرائي منزلاً في حي القيمرية داخل دمشق القديمة. حتى تكتمل المفارقة، سأعلمُ سلفاً أن صاحبَ البيت الأصليّ كان دَعيّ نبوّة أو ربما عُرف بقدرته على التنبؤ. بدا البيتُ كما لو أنّ أصحابه غادروه قبل ساعة، وليسَ مهجوراً منذ عقود طويلة. إذ أهتم الجيرانُ بنظافة المنزل، وكانوا يسقون بانتظام حديقته. فعلوا ذلك، إيماناً منهم بالرجل المبارك، المدفون تحت ظلال الأشجار المثمرة؛ وكان قد اشتهر بالمعجزات والكرامات في حياته ومماته على حدّ سواء. كان البيت صغيراً، مكّوناً من حجرة نوم واحدة على شكل القنطرة، فيما حجرة أخرى استعملت كمطبخ. وكان يفصل بين الحجرتين رواق، يُشبه أيضاً القنطرة. لقد خضع المنزل لعملية ترميم شاملة، تعهّدها المشتري الأخير أو سلفه. كان هذا بالضبط ما رغبتُ فيه، أنا مَن كنتُ مصاباً برهاب الحجرات الكثيرة ذات الممرات المذكّرة بالمتاهة، التي كانت تشكّل قصرَ الأسرة الباريسيّ. هنا في هذا البيت الصغير، فكّرتُ في نفسي، لو كان ثمة شبحٌ فإن مجال حركته تبقى محدودة. مع أن إيمانيّ المسيحيّ بعيدٌ عما يُبشّر به الخوارنة، إلا أنني أعتقدتُ دوماً بالسحر والقوى الخفيّة، وبالتقمّص. لم تكن عبثية، إشارتي إلى الشبح، طالما أنّ الجيران أكّدوا رؤيته وهوَ يتنقل بين الحجرات والحديقة. بالطبع، معلوماتي استقيتها من السيّد خليل لا من البائع، الذي كان يود التخلّص من المنزل ولو عن طريق بيعه بثمن زهيد. " كون المنزل مهجوراً منذ ثلاثة عقود تقريباً، فلا بد أن الشبحَ أصحى مُسنّاً "، قلتُ لخليل بنبرة تهكّم بعدما تمت عملية البيع. كنت قد رغبتُ بجعل عقد البيع باسمه، لكنه لم يوافق. وكانت حجته أن البائع ليسَ من سكان القيمرية، وبالتالي ليسَ مهماً لو عرف حقيقة شخصي. هذا الأخير، تخلّى لي بكرم عن أثاث المنزل وكان ما يفتأ جيداً وسليماً. لم يمكث السيّد خليل طويلاً عقبَ الانتهاء من عملية نقل الملكية، لكنه أبلغني بعودته إليّ في مساء الخميس القادم مع بقية الأصدقاء: " وعلى فكرة، سيبدأ صيام رمضان في يوم الجمعة "، أضافَ مبتسماً مع شيء من الحَرَج. خرجتُ معه على الأثر، وكان في نيّتي أن أتناول الغداء في المطعم ومن ثم شراء بعض الحاجيات من السوق. توادعتُ معه عند باب الدار، ثم مضى كلّ منا في طريقه. إذاك تذكّرتُ كيسَ أغراضي، وكان ما يفتأ في حجرتي بالخان، ما جعلني أقصد ذلك المكان أولاً. برجوعي إلى المنزل، أخرجتُ من الكيس كتبي الأثيرة، ووضعتها في خزانة جميلة كانت مركونة عند حائط حجرة النوم. عندئذٍ انتبهتُ لوجود أوراق، حال لونها إلى الاصفرار، وكان عليها رموزٌ فلكية غريبة. فكّرتُ أنها لا بدّ وتعود للرجل المبارك، ولعلها لم تمسّ مذ فترة رحيله عن العالم. عندما حلّ الليل، عمدتُ إلى توزيع عدد من الشموع المشتعلة في الرواق، بينما أنيرت حجرة النوم بقنديل كبير: هكذا سأواجه الشبحَ، قلتُ في نفسي، لو جازفَ بالخروج من القبر أو من الكثافة!أعتقد أنّ نومي كان هادئاً لحين مجيء الفجر، حيث أفقتُ على حركة غريبة. أصختُ السمعَ وأنا بين اليقظة والمنام، إلى أن تيقنتُ بأنه عصفورٌ يتنقل بين الرواق والمطبخ المفتوح على الحديقة. بقيتُ أتقلّب في فراشي ساعة أخرى، لأتيقن هذه المرة باستحالة عودتي إلى النوم. نهضتُ على الأثر لأغتسل في الحمّام، لأفاجأ عندما لم أجد ماءً في البرميل الصغير، الموضوع هناك. كنتُ واثقاً من امتلاء الب ......
#رواه
#شاهد
#عيان:
#الباب
#الثاني

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=709357
دلور ميقري : كما رواه شاهد عيان: الباب الثالث
#الحوار_المتمدن
#دلور_ميقري 1مثل تعاقب الفصول، أكررُ أيامي بانتظام وعلى نسقٍ واحد. لكن أكثر من مفاجأة، علّمت على يومي الآفل. كذلك رحتُ أفكّر، لما أفقت صباحاً في موعد مشترك مع طيور الحديقة. شدوها الشجيّ، جاء إليّ في فراشي كأنه يدعوني إلى النهوض وترك الأفكار جانباً. لم ألبّ الدعوة فوراً، وذلك بسبب هيمنة ذكرى امرأة النافذة: يا لها من مصادفة غريبة، فكّرتُ، أن ألقاها أول مرة وأنا راكبٌ الكروسة، ومرة أخرى عندما كانت هي من تركب كروستها. وأدركتُ أنها عربتها الخاصة، بالنظر إلى هيئة الحوذي. أما شبهها بذلك الرسم، المصوّر الطفلة، فإنني تأكّدتُ منه تقريباً حالما عدت إلى الدار. لكنها كانت شبيهة، فوق ذلك، بعشيقتي الروسية. ماذا يعني هذا كله، سوى أنني بمواجهة لعبة القدَر؟نهضتُ أخيراً، بينما السؤال ما يني يحلّق فوق رأسي بحيث سلوتُ أمرَ " الشبح " ومقالبه اليومية. بيد أنه كان حاضراً، ولا غرو، بالنظر إلى كونه صاحب الرسم. في هذه الحالة، فكّرتُ مجدداً، لا بد أن ثمة وشيجة تربط الرجل بامرأة النافذة. وذلك الآمر، المنتمي لصنف المرتزقة كما تبيّنَ من ملابسه؟ أهو زوجها، أم أنه والدها؛ لو فكّرنا بفارق السن بينهما؟ لقد كان في مثلي سنّي، فكّرتُ متنهداً، وكانت له شراستي عندما كان النحسُ يضع أمامي فلاحاً بليداً وهمجياً! في هذه الحالة، بالوسع التفكير في عقيدة التقمّص أكثر منها لعبة القدَر. تناولتُ فطوري في الحديقة، وكانت هيَ أول مرة أفعل ذلك. فما لبثت الطيور أن شاركتني الطعام، بانهمارها عليّ من الأشجار كما الثمار الناضجة. وكنتُ حينئذٍ أجلس في ظل شجرة توت أبيض، وقد نضجت ثمارها فعلاً بفضل شمس الربيع المتأخر. عقبَ فراغي من الأكل، فرشتُ السماط تحت الشجرة، ثم قمت بهز جذعها بقوة؛ لتتساقط الثمار كالمطر. حملتُ غلّة الثمار ثم اتجهت إلى البئر، لكي أغسلها. يتعين القول، أن الماء في دمشق نظيفٌ وعذب سواءَ أكان من جوف الأرض أو من الأنهار. التهمتُ كمية كبيرة من ثمار التوت اللذيذة، ثم رميت الباقي إلى الطيور. خطر ببالي بعدئذٍ الذهابَ إلى حي القنوات المجاور، علّني أحظى برؤية سيّدة النافذة. ولكن لماذا أدعوها بهكذا استعارة، مع أنني عرفتُ اسمها؟ بلى، إن صاحبَ الرسم قد وضع بأحرف صغيرة اسمَ الطفلة، وتمكنتُ بالأمس من الانتباه إليه؛ " كَوليزار ". وإنه اسمٌ جميل، له رنينٌ باريسيّ في سمعي. بل إنه يشبه أيضاً اسمَ الكنار، الطائر البديع، الذي امتلكت منه فيما مضى عدداً كبيراً في قصري. ولقد أطلقتُ طيوري جميعاً، آنَ صممتُ على الهرب من البلد إلى المنفى. أما عشيقتي الروسية، فإن جنسيتها الأصلية سهّلت عليها الحصول على أذن بمغادرة فرنسا. ولعلها الآنَ في أحد المنتجعات الصحية في ألمانيا، أينَ دأبت على التواجد هناك في السابق بسبب مرض الربو.خرجتُ من المنزل وأنا أحاول طرد ذكرى عشيقتي، لتحل بمحلها صورة كَوليزار. أسعدني ترديد الاسم في داخلي، برغم أنني غير متيقن بعدُ تماماً من أنها صاحبة الرسم الطفوليّ. أسلمتُ نفسي إلى متعة التجوال، لأكتشف المزيد من فتنة المدينة القديمة. مع ذلك، بقيَ الذهنُ متعلقاً بصورة معذبة القلب، فلم أتمكن من حفظ الأماكن، التي أوصلتني إليها قدماي. ربما أكملتُ دورة كاملة حول المسجد الكبير، لأمرّ خِلَلها من أمام المدارس، الثاوي تحت قبابها جثامينُ عدد من القادة العظام؛ نظير الشقيقين صلاح الدين والملك العادل والسلطان المملوكي المرعب، بيبرس. شعرتُ على الأثر بالجوع، لأتناول غدائي من ثم في مطعمي المختار. شربت الشاي هنالك أيضاً، وكان في فكري أن أتابع جولتي لتقودني إلى ذلك المنزل، أين تسكن معذبتي. المفردة الأخيرة، كأنني ......
#رواه
#شاهد
#عيان:
#الباب
#الثالث

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=709750
دلور ميقري : كما رواه شاهد عيان: الباب الرابع
#الحوار_المتمدن
#دلور_ميقري 1فاضت نفسي حنقاً، لشكّي بأنّ كَوليزار كانت تمتنع عمداً عن الظهور في خلال الأيام العشرة المنصرمة. هذا ما استشفّ من رؤيتي لنافذتها المضاءة، الدالّة على وجودها في المنزل. لعل رأسي، المثقل بالخمر، رسخّ فيّ هكذا اعتقاد. وإنه الشراب المسكر، مَن دفعني على الأثر للأتيان بحركة طائشة وخطرة: انحنيتُ على الأرض، بحثاً عن حجر صغير، مستهدٍ بنور المشعل، المثبت في أحد جانبيّ جدار القنطرة. لما عثرتُ على الحجر المناسب، قذفته باتجاه النافذة، ليحدث في اصطدامه بخشب المشربية صوتاً عكّر السكونَ.كنتُ على مبعدة خطوة من القنطرة، مقرراً أن أجتازها والاختفاء في عتمتها ما لو ظهرَ من وراء النافذة شخصٌ ما، غير كَوليزار. لكن مضى الوقتُ بطيئاً، ممضاً، دونَ أن يتغيّر المشهد هنالك في الأعلى. في الأثناء، ارتسمَ النورُ تباعاً في نوافذ بعض الدور المجاورة. لأول وهلة، توهمتُ أنه صوتُ الحجر مَن أيقظ أولئك الجيران. إلى أن خرقَ الصمتَ دويّ عميقٌ، بعيدٌ، شبيه بإيقاع الطبل. عندئذٍ فهمتُ، أنه صوتُ طبلة رجلٍ يُدعى " المسحّر "، يتولى إيقاظ الصائمين كي يتناولوا آخر وجبة طعام قبل موعد أذان الفجر. وإنما في هذه اللحظة، انتبهتُ لشبح امرأة، استقامَ وراء النافذة المعنية. لقد كانت هيَ، فما لبثت أن أسقطت شيئاً باتجاه موقفي. أنحنيت مرة أخرى إلى الأرض، لأتناول منديلاً ضَمّ رقعةً من الورق. بقيتُ لحظةً، أملاً في رؤية صاحبة الرسالة، لكنها لم تُظهر نفسها. كون صدى طبلة المسحّر أضحى قريباً، فإنني غادرتُ مكاني عابراً القنطرة. فكّرتُ في نفسي، وأنا قابضٌ على المنديل: " لو أن الرسالة تبلغني بموعدٍ آنيّ، لما كان ثمة ضرورة لكتابتها؛ لكانت صاحبتها قد نزلت في الحال كي تلقاني، مثلما جرى آخر مرة ".وصلتُ إلى منزلي، في وقتٍ كانت فيه بعضُ نوافذ الجيران مضاءة. بعدما أنرتُ بدَوري القنديلَ الكبير، الكائن في حجرة النوم، عكفتُ على الورقة بعدما شممتُ بعمق رائحة الحبيبة، المبثوثة في المنديل. في أوروبا، تَنقش المرأةُ أولَ حرفٍ من اسمها على منديلها، لكن هكذا تقليد يبدو أنه غير معروفٍ في الشرق. كانت رسالةً، إذاً، مسجّلة بخط جميل وبأحرف كبيرة بالكاد أتسعت لها الورقة الصغيرة: " بعد أيام، سيسافر رجلي مع المحمل الشريف إلى الحج، وحتى ذلك الوقت لا أريدك أن تمر من أمام منزلي ". أسفتُ لخلو ذيل الرسالة من اسم مرسلتها، مع أن هذا كان دليلاً على الحرص واليقظة. من ناحيتي، رأيتُ أن أفضل مكان لحفظ الرسالة هوَ حزمةُ أوراق " الشبح "، أينَ استللت منها فيما مضى رسمَ الطفلة. بينما المنديلُ بقيَ بيدي لما أويت إلى الفراش، وما لبثتُ أن دسسته تحت الوسادة كي يكون حارساً دائماً لمنامي.صباحُ اليوم التالي، حملَ إليّ مفاجأةً من نوع آخر. أفقتُ متأخراً، ولا غرو، كون رأسي أُثقِلَ بالخمر في الليلة البارحة. عوضاً عن سماع زقزقة العصافير، تناهي إليّ صوتٌ غريب، شبيهٌ إلى حدّ ما بصدى طبلة المسحّر. رائحةٌ حرّيفة، ما أسرع أن فَغَمَت أنفي، لأتيقنَ من ثم أنه المطرُ، يتساقط في هذا النهار من الربيع المتأخّر. لاحقاً، عندما رأيتُه مفتوحاً، بابَ المطبخ المفضي إلى الحديقة، فإنني تساءتُ بشكّ ما لو غفلتُ بالأمس عن إغلاقه بالرتاج. لم يكن غريباً، والحالة هذه، أن أُهُرع إلى حزمة الأوراق، الموجودة في الخزانة، لكي أتأكّد من بقاء الرسالة في طيّها. أفرخَ روعي على الأثر، فاتجهت إلى الحمّام لأغتسل. معدتي الفارغة، من أثر الخمر ولا ريب، جعلتني أحضّر فطوراً سخياً. كنتُ أتهيأ للخروج من المنزل فورَ توقف المطر، كون مطبخي أفتقدَ للخضار واللحوم والخبز. مع إشراق الشمس، رأيتني ......
#رواه
#شاهد
#عيان:
#الباب
#الرابع

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=710152
دلور ميقري : كما رواه شاهد عيان: الباب الخامس
#الحوار_المتمدن
#دلور_ميقري 1لاحَ أن الجميعَ كانوا يتحينون فرصةَ غياب الوالي، لكي ينقضوا على بعضهم البعض في مشهدٍ أشبه بحفل مصاصي دماء. هذا ما فكّرتُ فيه، عقبَ سماعي أولاً بأول أخبارَ المعركة، التي أندلعت مساءً في وقتٍ كنتُ فيه وعشيقتي نتهيأ لممارسة الحب. فيما يلي، سأحاولُ بدقّة المؤرخ، وموضوعيته، نقلَ صورة موجزة عن صراعٍ دامٍ، دامَ لمدة ثلاثة أيام وانتهى بنتيجة لا غالب ولا مغلوب ـ كغالبية صراعات العسكر والأصناف في هذه المدينة.هذا الحدث الجديد، كان على خلفيّة زحف والي عكا باتجاه دمشق، بهدف الاستيلاء عليها ومن ثم محاولة الحصول من الأستانة على فرمان يُجيز له الاحتفاظ بها. عادةً، وفي مثل هذه الأحوال، كان البابُ العالي يشترط على الغاصب أن يدفع ضعفيّ ما يترتب على الولاية لخزينة الدولة. " الجزّار "، صاحبُ اللقب المشنوع والمرعب، كان الآنَ يناور مع قواته على حدود الولاية الشامية، تاركاً عسكره يستبيح قرى الإمارة اللبنانية. حاكم الإمارة، لم يكتفِ بحشد جيش كبير لمواجهة عدوّه التقليديّ، وإنما لجأ أيضاً لمحاولة استرضائه عن طريق الرشاوى والهدايا. متسلّم الشام ( نائب الوالي )، راودته نفس الفكرة. فعمد إلى استدعاء أعيان المدينة وتجارها الأغنياء، فطلب منهم جمع مبلغ ألفيّ كيس كي تدفع كرشوة لوالي عكا من أجل رده عن الشام. هؤلاء الأعيان، ردوا بلطف على المتسلم، واعدين إياه بتأمين المبلغ خلال ثلاثة أيام. لكنهم بمجرد خروجهم من السرايا، هُرعوا إلى القلعة للاستنجاد بآمري الإنكشارية؛ كون هؤلاء الأخيرين، خصومَ المتسلّم وسيّده الوالي. بحَسَب مألوف عادتهم، أطلق الإنكشاريون بضعَ قذائف باتجاه السرايا، وذلك إيذاناً بالمعركة أو ربما على سبيل التحذير منها. من ناحيته، وحالما وصلت الرسالة النارية إلى المتسلّم، طلبَ إليه زعماءَ أصناف المرتزقة لحشدهم ضد القلعة. المتسلّم، ويُدعى " هاشم آغا "، قال لأولئك الزعماء: " رفضَ الأعيانُ والتجار دفعَ الأتاوة المطلوبة، معتمدين على دعم القلعة. فعليكم استباحة دورهم ونهب ما تجدونه من مال ومتاع حتى يدفعهم الفقر لبيع ملابسهم، ليتمكنوا من شراء الطعام! ". لكنها كانت فرصة لأصناف المرتزقة، للهجوم أيضاً على دور الإنكشارية، الكائنة أغلبها في حي سوق ساروجة. إحتياطاً، كان الحيُ قد أخليَ منذ الصباح من النساء والأطفال، الذين لاذوا بحرم المسجد الأمويّ. مع ذلك، وقعت حوادث عديدة في أثناء المعارك، أنتهكت فيها الحريمُ من لدُن أولئك العسكر. كان ردّ الإنكشارية عنيفاً، بأن وجهوا فوهاتِ مدافعهم هذه المرة باتجاه العمارة والميدان، وهما حيّان في خارج الأسوار تقطنه غالباً عائلات الأصناف. ثم انتقلت المواجهات إلى حارات الشاغور والعقيبة وباب سريجة، وكانت بين كرّ وفرّ.في أثناء ذلك، تحالفت القابيقول مع اليرلية ضد الأصناف؛ أضحت الانكشارية قوة موحدة، علاوة على امتلاكها المدافع في القلعة. القذائف، أوقعت الحرائق في أسواق الجديد والدرويشية والأروام، أدت إلى اتلاف حوالي ثلاثمائة متجراَ. بسبب تفوق الانكشارية من ناحية القوة النارية، أمرَ المتسلمُ بإحضار أفضل سكّاب في المدينة، بهدف صنع مدفع ضخم، يمكّنه من هدم أجزاء من واجهة القلعة بغية اقتحامها. السكّاب، كان من المغاربة، الذين جندوا في فرقة مرتزقة، تُدعى " الهوارة ". لكنّ الرجلَ ما لبثَ أن عميَ، بسبب توهّج الحديد المذاب ووقوع ذراته في عينيه. فتولى مساعده إكمال سكب المدفع، إلى أن انتهى وتمّ تبريده. بعدئذٍ جر المدفع إلى الحديقة، الكائنة على طرف مسجد " دنكز "، وصوبت فوهته نحو القلعة. القذائف الأولى، أدت الى انهيار بضعة أذرع من السور في جهة سوق السرو ......
#رواه
#شاهد
#عيان:
#الباب
#الخامس

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=710714