ظاهرة غريبة!
..
تدرس إحداهن الشريعة فتصير "نسوية" إسلامية ، مرددة ترهات تولدت من نموذج معرفي معاد للإنسان والمرأة ، تريد للأحكام "تحرير المرأة" من مؤامرة ما!
ويدرس بعض الفقراء الشريعة، فينتصر للفقراء ويتبنى الاشتراكية باسم الإسلام ..
ويريد بعضهم ما الله به عليم ؛ فيخرج علينا بأقوال شاذة كجواز صيام الحائض أو عدم فرضية الحجاب أو عدم وجوب الجهاد أو سقوط حد الرجم وعدم وجوده!
.
الحقيقة أننا ندرس الشريعة لنكون عبادا لله ، فينبغي تنحية الأهواء والرغبات الذاتية ، لأن الاستحسان العقلي ليس مصدرا للحق ، وإلا حكمنا بقسوة رجم الزاني ، وبقسوة حجاب المرأة في البلاد الحارة ، أو البلاد التي لا يشتهي رجالها النساء!
الدين هو إخراج للناس من داعية الهوى، فلا تلبسوا الدين لباس الهوى والغرض ..
.
إن الخطأ في المسائل مغتفر، إن صح المنهج .. بخلاف الخطأ في المنهج ..
فالعالم المجتهد المستكمل للأدوات إن أخطأ أو أصاب فهو بين الأجر والأجرين لصحة مسلكه وبناء موقفه على قاعدة صلبة من العلم .. أما العامي المستنبط للأحكام المفسر للقرآن بما يبدو له = فهو آثم وإن أصاب ( من قال في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ ) .. أخطأ لأنه أتى الأمر من غير بابه ( وأتوا البيوت من أبوابها ) ، وباب العلم: الفتوى لأهلها، والتفسير لأهله، والاستنباط لمن يستطيع.
ومن لم يصل لتلك المراتب ؛ فواجبه أو بابه حتى يتنجنب الإثم : السؤال ، سؤال من يثق به من أهل العلم ويجعله حجة بينه وبين الله ، ( فاسألوا أهل الذكر ) ، ( الرحمن فاسأل به خبيرا).
السؤال دون مقارنة بين الأقوال أو ضرب بعضا ببعض ، لأنه يتشتت ولا يحسن المقارنة والترجيح أو الجمع بين الأقوال إن أراد العلمل لا الجدل!
وعليه أن يوطن نفسه ليكون فى لزومه لقول إمام من الأئمة في عبادة ، وأنه فعل ما طلب الله منه .. ولن يسأله الله عن شيء فوق هذا ، فلماذا نسعى للشقاء بأرجلنا!
.
أرادت إحداهن الانتصار لمسألة جواز قراءة القرآن للحائض ، فاتهمت الفقهاء بالتآمر على المرأة ، وأن هذا الحكم نشأ نتيجة الترهيب للمرأة ، أي أن الخطاب الفقهي عند أئمة الفقه خطاب ذكوري يستهدف المرأة ، وهذا سوء ظن وإثم تحاسب عليه أمام الله تعالى ، وعليها التوبة مما نسبته لهم!
الحقيقة أن فقهاء المسلمين ليسوا ذكوريين ولا نسويين ، فقهاء المسلمين لديهم قانون علمي ومنهج واضح اسمه ( أصول الفقه ) فيه مصادر الاستنباط وكيفيته ، والتصرف عند وجود التعارض ، ثم شروط من يقوم بهذه العملية الفنية ؛ فليس كل دارس للشريعة أو حاصل على شهادة يما يسمى "الإسلاميات" بقادر على أن يطاولهم لملازمته لكتبهم زمانا ، وليجعل نفسه مثلهم ..
يقولون: فقهاؤنا بشر؛ لكن هذا ليس ردا ، هذا عبث ، أنت فى الحقيقة لم تأت بجديد .. أنت تغالط .. الكل يعلم أنهم بشر ، لكن الرد على أهل العلم لا يكون بتخطأتهم لكونهم ذكورا أو بشرا أو بيضا أو حمرا .. الرد عليهم يكون وفق قانون العلم .. وكفاكم عكا.
.
يكفي المسلم إن علم فى المسألة خلافا أن يقلد من أجاز دون صبغ هواه بألوان الانتصار للمرأة أو الفقراء ونحوه من أهواء النفوس .. ودون صبغ هواه بشعارات لا تشغل أحدا سواه ، أما الفقهاء فهم بعيدون عن هذا.
كل هذا في مرتبة الإسلام .
.
أما أهل الإحسان فيقال لهم: خذ بما يخالف هواك من الأحكام، حتى تربي نفسك.
والهوى قد يكون فى الانتصار لقراءة القرآن للحائض.
والهوى قد يكون في إلزام المرأة بالنقاب.
والهوى قد يكون في الانتصار للفقراء.
والهوى قد يكون بالصيام للحائض.
والهوى قد يكون في إسقاط حكم شديد في ألمه ، شديد على العقل المعاصر ، كالرجم!
المعيار عندنا ليس ما نراه حسنا ، ولا ما تمليه علينا العواطف القلبية ، أو الاستحساتن العقلي ؛ بل المعيار هو ما دلنا عليه ربنا ؛ استحسناه أو لم نعلم لحسنه وجها وحكمة ، أحسسنا بشفقة ورحمة فيه أو لم نشعر ، لأن عقولنا ومشاعرنا ليست هي مصادر التشريع!
لا يمكن القول: كيف يكون الهوى فى الانتصار لقراءة القرآن للحائض مثلا ؛ أليس القرآن عبادة ؟
اعلم أن الشيطان قد يأمر بالخير ؛ ليوقعك في شر أعظم ، كما يأتيك فى الصلاة ليذكرك بواجب أو خير ، ليصرفك عن الصلاة!
واعلم أن القرآن لا يقرأ لذاته بل لأننا أمرنا بقراءته والتعبد به ، ولولا أن الله يسره لنا وجعل قراءته عبادة لكان كغيره من الكلام.
وحركات الصلاة كذلك ، لولا أن الله جعلها عبادة ما أثيب مسلم على تلك الحركات المخصوصة ..
وقل مثله في كل عبادة.
.
إن الذي يعطى العمل قيمته : كلمة الله فيه ، وحكم الشريعة في شأنه. وحكم الشريعة لا يعلم باستحساناتنا، التى تزينها لنا الشياطين ، ولا برغباتنا العاطفية فيما نراه جيدا ، بل بطرقها ، وطرقها حصرا : الرد إلى أهل الاستنباط ( لعلمه الذين يستنبطونه ) ، ( بل هو آيات بينات في صدرو الذين أوتوا العلم )
..
تدرس إحداهن الشريعة فتصير "نسوية" إسلامية ، مرددة ترهات تولدت من نموذج معرفي معاد للإنسان والمرأة ، تريد للأحكام "تحرير المرأة" من مؤامرة ما!
ويدرس بعض الفقراء الشريعة، فينتصر للفقراء ويتبنى الاشتراكية باسم الإسلام ..
ويريد بعضهم ما الله به عليم ؛ فيخرج علينا بأقوال شاذة كجواز صيام الحائض أو عدم فرضية الحجاب أو عدم وجوب الجهاد أو سقوط حد الرجم وعدم وجوده!
.
الحقيقة أننا ندرس الشريعة لنكون عبادا لله ، فينبغي تنحية الأهواء والرغبات الذاتية ، لأن الاستحسان العقلي ليس مصدرا للحق ، وإلا حكمنا بقسوة رجم الزاني ، وبقسوة حجاب المرأة في البلاد الحارة ، أو البلاد التي لا يشتهي رجالها النساء!
الدين هو إخراج للناس من داعية الهوى، فلا تلبسوا الدين لباس الهوى والغرض ..
.
إن الخطأ في المسائل مغتفر، إن صح المنهج .. بخلاف الخطأ في المنهج ..
فالعالم المجتهد المستكمل للأدوات إن أخطأ أو أصاب فهو بين الأجر والأجرين لصحة مسلكه وبناء موقفه على قاعدة صلبة من العلم .. أما العامي المستنبط للأحكام المفسر للقرآن بما يبدو له = فهو آثم وإن أصاب ( من قال في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ ) .. أخطأ لأنه أتى الأمر من غير بابه ( وأتوا البيوت من أبوابها ) ، وباب العلم: الفتوى لأهلها، والتفسير لأهله، والاستنباط لمن يستطيع.
ومن لم يصل لتلك المراتب ؛ فواجبه أو بابه حتى يتنجنب الإثم : السؤال ، سؤال من يثق به من أهل العلم ويجعله حجة بينه وبين الله ، ( فاسألوا أهل الذكر ) ، ( الرحمن فاسأل به خبيرا).
السؤال دون مقارنة بين الأقوال أو ضرب بعضا ببعض ، لأنه يتشتت ولا يحسن المقارنة والترجيح أو الجمع بين الأقوال إن أراد العلمل لا الجدل!
وعليه أن يوطن نفسه ليكون فى لزومه لقول إمام من الأئمة في عبادة ، وأنه فعل ما طلب الله منه .. ولن يسأله الله عن شيء فوق هذا ، فلماذا نسعى للشقاء بأرجلنا!
.
أرادت إحداهن الانتصار لمسألة جواز قراءة القرآن للحائض ، فاتهمت الفقهاء بالتآمر على المرأة ، وأن هذا الحكم نشأ نتيجة الترهيب للمرأة ، أي أن الخطاب الفقهي عند أئمة الفقه خطاب ذكوري يستهدف المرأة ، وهذا سوء ظن وإثم تحاسب عليه أمام الله تعالى ، وعليها التوبة مما نسبته لهم!
الحقيقة أن فقهاء المسلمين ليسوا ذكوريين ولا نسويين ، فقهاء المسلمين لديهم قانون علمي ومنهج واضح اسمه ( أصول الفقه ) فيه مصادر الاستنباط وكيفيته ، والتصرف عند وجود التعارض ، ثم شروط من يقوم بهذه العملية الفنية ؛ فليس كل دارس للشريعة أو حاصل على شهادة يما يسمى "الإسلاميات" بقادر على أن يطاولهم لملازمته لكتبهم زمانا ، وليجعل نفسه مثلهم ..
يقولون: فقهاؤنا بشر؛ لكن هذا ليس ردا ، هذا عبث ، أنت فى الحقيقة لم تأت بجديد .. أنت تغالط .. الكل يعلم أنهم بشر ، لكن الرد على أهل العلم لا يكون بتخطأتهم لكونهم ذكورا أو بشرا أو بيضا أو حمرا .. الرد عليهم يكون وفق قانون العلم .. وكفاكم عكا.
.
يكفي المسلم إن علم فى المسألة خلافا أن يقلد من أجاز دون صبغ هواه بألوان الانتصار للمرأة أو الفقراء ونحوه من أهواء النفوس .. ودون صبغ هواه بشعارات لا تشغل أحدا سواه ، أما الفقهاء فهم بعيدون عن هذا.
كل هذا في مرتبة الإسلام .
.
أما أهل الإحسان فيقال لهم: خذ بما يخالف هواك من الأحكام، حتى تربي نفسك.
والهوى قد يكون فى الانتصار لقراءة القرآن للحائض.
والهوى قد يكون في إلزام المرأة بالنقاب.
والهوى قد يكون في الانتصار للفقراء.
والهوى قد يكون بالصيام للحائض.
والهوى قد يكون في إسقاط حكم شديد في ألمه ، شديد على العقل المعاصر ، كالرجم!
المعيار عندنا ليس ما نراه حسنا ، ولا ما تمليه علينا العواطف القلبية ، أو الاستحساتن العقلي ؛ بل المعيار هو ما دلنا عليه ربنا ؛ استحسناه أو لم نعلم لحسنه وجها وحكمة ، أحسسنا بشفقة ورحمة فيه أو لم نشعر ، لأن عقولنا ومشاعرنا ليست هي مصادر التشريع!
لا يمكن القول: كيف يكون الهوى فى الانتصار لقراءة القرآن للحائض مثلا ؛ أليس القرآن عبادة ؟
اعلم أن الشيطان قد يأمر بالخير ؛ ليوقعك في شر أعظم ، كما يأتيك فى الصلاة ليذكرك بواجب أو خير ، ليصرفك عن الصلاة!
واعلم أن القرآن لا يقرأ لذاته بل لأننا أمرنا بقراءته والتعبد به ، ولولا أن الله يسره لنا وجعل قراءته عبادة لكان كغيره من الكلام.
وحركات الصلاة كذلك ، لولا أن الله جعلها عبادة ما أثيب مسلم على تلك الحركات المخصوصة ..
وقل مثله في كل عبادة.
.
إن الذي يعطى العمل قيمته : كلمة الله فيه ، وحكم الشريعة في شأنه. وحكم الشريعة لا يعلم باستحساناتنا، التى تزينها لنا الشياطين ، ولا برغباتنا العاطفية فيما نراه جيدا ، بل بطرقها ، وطرقها حصرا : الرد إلى أهل الاستنباط ( لعلمه الذين يستنبطونه ) ، ( بل هو آيات بينات في صدرو الذين أوتوا العلم )
فالقرآن بين واضح ؛ فقط عند ذوى العلم ، لأن غيرهم مشوش غير مؤهل وإن درس ما يسمى : "الإسلاميات" أو ظهر في الفضائيات!
.
أما الحديث عن الأدلة ، موجودة أو غير موجودة ، قوية وضعيفة ؛ فهذا ليس شأن غير ذوي الشأن.. لأنك حتى تقول ذلك عليك أن تكون محيطا بكافة الأدلة ، عالما بمراتبها من العموم والخصوص والإطلاق والتقييد والإحكام والتشابه ، والنسخ وغيره ، عارفا بوجه الدلالة فيها .. الخ ما لا يكون لكل الناس ، لا يكون لكل الناس ، نعم ، وإن كان المتحدث كاتبا وأديبا أو داعية ودارسا ..
وقليل من الأدب والتواضع لا يضر!
.
أما الحديث عن الأدلة ، موجودة أو غير موجودة ، قوية وضعيفة ؛ فهذا ليس شأن غير ذوي الشأن.. لأنك حتى تقول ذلك عليك أن تكون محيطا بكافة الأدلة ، عالما بمراتبها من العموم والخصوص والإطلاق والتقييد والإحكام والتشابه ، والنسخ وغيره ، عارفا بوجه الدلالة فيها .. الخ ما لا يكون لكل الناس ، لا يكون لكل الناس ، نعم ، وإن كان المتحدث كاتبا وأديبا أو داعية ودارسا ..
وقليل من الأدب والتواضع لا يضر!
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
حول نظرية المعرفة وإشكالية التحيز ..
من كلمتي في معهد الحديث بسمرقند العام الماضي في مارس 2020م ، بصحبة الأفاضل الدكتور سعيد فودة والدكتور حمزة البكري .. وفقهما الله!
من كلمتي في معهد الحديث بسمرقند العام الماضي في مارس 2020م ، بصحبة الأفاضل الدكتور سعيد فودة والدكتور حمزة البكري .. وفقهما الله!
أصبح قول الحاكم في عصرنا بمثابة مصدر للتشريع ، ومعيارا للحق والصواب ، بعد أن أعطى نفسه حق الإدلاء برأيه في كل شيء ، وهذا غير سديد!
ما قاله ولي العهد السعودي لا يمت للعلم بصلة ، لأن ما قاله كلام غير منضبط .. فمثلا تقسيم الحديث للصحيح والحسن والضعيف ليس مقابلا لتقسيمه إلى آحاد ومتواتر كما قال ، بل الآحاد يدخل فيه الأقسام الثلاثة.. ثم إنه لا يوجد قسم برأسه اسمه الخبر ، كما قال ، بل كلمة الخبر مرادفة للحديث والأثر!
لذلك لا ينبغي أخذ كلامه على محمل الجد ، فضلا عن اعتباره كلاما عبقريا!
وغاية الأمر أن يقال : أراد أن يقول : "إننا ملتزمون بالشريعة ونريد التحديث" ، لكنه عبر بما عبر به .. أما أن يحمل كلامه على محمل الضوابط والقواعد = فعبث ، لا يقول به عاقل ولا طالب علم.
ومسألة ربط التجديد بترك حديث الآحاد غريبة حقا .. ولا أدري هل من يقول بها مؤمن حقا بالسنة ، ويعلم طرق توثيق الحديث ، أو أنه أجنبي عن العلم وسمع كلمة من هنا وهناك ، وردد ما يقال ؟!
مسألة الفصل بين الوحي المعصوم والفهوم البشرية غير المعصومة = مقولة تراثية وليست حداثية ، يعني حين تؤكد عليها فأنت لم تأت بجديد ، ويبقى السؤال : ما يقوله الطبيب مثلا فهم بشري غير معصوم لتطبيق قواعد الطب ، فهل نترك قوله بحجة عدم عصمته أم أنه يعارض برأي الأعلم والأكثر حجة والأقوى برهانا؟!
على هذا قس آراء العلماء التراثيين ، فما قالوه فهم بشري غير معصوم لكن الحل لا يكون بإعطائنا معلومة يحفظها الصغير قبل الكبير ، الحل أن تقول لنا ما البديل ، وما منهج هذا البديل ، وكيف نتأكد من صحته ونختبر قوته ..
هل يراد ترك التراث لأفكار عامة غير منضبطة لا ترقى أن تكون علما فضلا عن أن تكون علوما معيارية كأصول الفقه ..
إن أريد التجديد حقا فلنساعد المؤسسات العلمية على إنتاج مجتهدين مستكملين لشروط الاجتهاد ، أما أن يتم العمل الدؤوب على إضعاف المؤسسات العلمية ثم نطالب من لا يرقى للتجديد ليكون مجددا ، فهذا تخريب ، ولن يستطيع طالب الطب إجراء عملية دقيقة لقلب مفتوح ، فضلا عن ابتكار طرق جديدة لهذه العملية الصعبة!
للأسف كل ما يقال في مشاريع التجديد هي عبارة عن مزايدات ، أو هروب من إصلاحات مستحقة ليتم تحميل التراث كل أسباب فشلنا ..
التراث بطبعه متجدد وعلماؤه لا يتوقفون عن الحركة ، والعالم الذي بلغ رتبة الاجتهاد يحرم عليه التقليد ، كما علمنا التراث ، لكنهم فيما يبدو يريدون تجديدا معلوم النتيجة مسبقا ، معروف مآله قبل البدء في إجراءاته ، تجديد بشرط أن تكون النتائج عبارة عن : "تقدم مادي" أو "لحاق بالنموذج الغربي" .. فإن لم يأتنا التجديد بتقدم مادي أو تخلف عن النموذج الغربي ، فليس تجديدا!!
هل يريدون التجديد ، أم التغريب؟!
ما قاله ولي العهد السعودي لا يمت للعلم بصلة ، لأن ما قاله كلام غير منضبط .. فمثلا تقسيم الحديث للصحيح والحسن والضعيف ليس مقابلا لتقسيمه إلى آحاد ومتواتر كما قال ، بل الآحاد يدخل فيه الأقسام الثلاثة.. ثم إنه لا يوجد قسم برأسه اسمه الخبر ، كما قال ، بل كلمة الخبر مرادفة للحديث والأثر!
لذلك لا ينبغي أخذ كلامه على محمل الجد ، فضلا عن اعتباره كلاما عبقريا!
وغاية الأمر أن يقال : أراد أن يقول : "إننا ملتزمون بالشريعة ونريد التحديث" ، لكنه عبر بما عبر به .. أما أن يحمل كلامه على محمل الضوابط والقواعد = فعبث ، لا يقول به عاقل ولا طالب علم.
ومسألة ربط التجديد بترك حديث الآحاد غريبة حقا .. ولا أدري هل من يقول بها مؤمن حقا بالسنة ، ويعلم طرق توثيق الحديث ، أو أنه أجنبي عن العلم وسمع كلمة من هنا وهناك ، وردد ما يقال ؟!
مسألة الفصل بين الوحي المعصوم والفهوم البشرية غير المعصومة = مقولة تراثية وليست حداثية ، يعني حين تؤكد عليها فأنت لم تأت بجديد ، ويبقى السؤال : ما يقوله الطبيب مثلا فهم بشري غير معصوم لتطبيق قواعد الطب ، فهل نترك قوله بحجة عدم عصمته أم أنه يعارض برأي الأعلم والأكثر حجة والأقوى برهانا؟!
على هذا قس آراء العلماء التراثيين ، فما قالوه فهم بشري غير معصوم لكن الحل لا يكون بإعطائنا معلومة يحفظها الصغير قبل الكبير ، الحل أن تقول لنا ما البديل ، وما منهج هذا البديل ، وكيف نتأكد من صحته ونختبر قوته ..
هل يراد ترك التراث لأفكار عامة غير منضبطة لا ترقى أن تكون علما فضلا عن أن تكون علوما معيارية كأصول الفقه ..
إن أريد التجديد حقا فلنساعد المؤسسات العلمية على إنتاج مجتهدين مستكملين لشروط الاجتهاد ، أما أن يتم العمل الدؤوب على إضعاف المؤسسات العلمية ثم نطالب من لا يرقى للتجديد ليكون مجددا ، فهذا تخريب ، ولن يستطيع طالب الطب إجراء عملية دقيقة لقلب مفتوح ، فضلا عن ابتكار طرق جديدة لهذه العملية الصعبة!
للأسف كل ما يقال في مشاريع التجديد هي عبارة عن مزايدات ، أو هروب من إصلاحات مستحقة ليتم تحميل التراث كل أسباب فشلنا ..
التراث بطبعه متجدد وعلماؤه لا يتوقفون عن الحركة ، والعالم الذي بلغ رتبة الاجتهاد يحرم عليه التقليد ، كما علمنا التراث ، لكنهم فيما يبدو يريدون تجديدا معلوم النتيجة مسبقا ، معروف مآله قبل البدء في إجراءاته ، تجديد بشرط أن تكون النتائج عبارة عن : "تقدم مادي" أو "لحاق بالنموذج الغربي" .. فإن لم يأتنا التجديد بتقدم مادي أو تخلف عن النموذج الغربي ، فليس تجديدا!!
هل يريدون التجديد ، أم التغريب؟!
وجدت بعضهم يطير فرحا بهذا الكلام ظانا أنه انتصار لرئيس جامعة القاهرة وتراجع من شيخ الأزهر ، وبعضهم يجعله من العزف على نغمات ولي العهد السعودي في حواره الأخير ..
وكل هذا ليس صحيحا ، فقلت :
ليس في كلام شيخ الأزهر جديد بل هو ما تعلمناه ، ولا هو تراجع منه عن شيء ، ولا هو أثر لحواره مع السيد رئيس جامعة القاهرة كما يتصور ..
يرجى عدم تحميل الكلام أكثر مما يحتمل ، فهذا يدرسه طلاب الإعدادية الأزهرية وليس فتحا ..
محل النزاع بين شيخ الأزهر ورئيس الجامعة كان حول آليات التجديد ومن يقوم به .. وليس عن فريق يقبل وفريق يرفض..
التجديد مقولة تراثية ، والقطعي والظنى مقولة تراثية وتقسيم الأحاديث فعل التراثيين وليس غيرهم ..
والتراث فيه آليات التجديد لا تتوقف وفيه شروط من يقوم به مذكورة في الكتب .. والمزايدة ليست شيئا حسنا.
إن فهم آليات عمل العلوم التراثية ينبغي أن يسبق الحديث عن تجديده ، لأن عدم فهمها قبل الدعوة إلى تجديدها يجعلنا نتحدث عن شيء آخر وليس عن التراث الذي بين أيدينا ، يجعلنا نتحدث عن تراث لا وجود له إلا في عقولنا مبني على أوهام وأغلاط.
وكل هذا ليس صحيحا ، فقلت :
ليس في كلام شيخ الأزهر جديد بل هو ما تعلمناه ، ولا هو تراجع منه عن شيء ، ولا هو أثر لحواره مع السيد رئيس جامعة القاهرة كما يتصور ..
يرجى عدم تحميل الكلام أكثر مما يحتمل ، فهذا يدرسه طلاب الإعدادية الأزهرية وليس فتحا ..
محل النزاع بين شيخ الأزهر ورئيس الجامعة كان حول آليات التجديد ومن يقوم به .. وليس عن فريق يقبل وفريق يرفض..
التجديد مقولة تراثية ، والقطعي والظنى مقولة تراثية وتقسيم الأحاديث فعل التراثيين وليس غيرهم ..
والتراث فيه آليات التجديد لا تتوقف وفيه شروط من يقوم به مذكورة في الكتب .. والمزايدة ليست شيئا حسنا.
إن فهم آليات عمل العلوم التراثية ينبغي أن يسبق الحديث عن تجديده ، لأن عدم فهمها قبل الدعوة إلى تجديدها يجعلنا نتحدث عن شيء آخر وليس عن التراث الذي بين أيدينا ، يجعلنا نتحدث عن تراث لا وجود له إلا في عقولنا مبني على أوهام وأغلاط.
نظرك لتصريحات شيخ الأزهر حول كون التراث منتج بشري غير معصوم ، على أنه تراجع منه = دليل على أنك لا تعرف التراث الذي تدعو لتجديده!
(( لقاء علمي ))
اليوم الأربعاء إن شاء الله يستضيف مركز الإمام الماتريدي الدولي للبحوث العلمية الدكتور عواد محمود ، أستاذ العقيدة والفلسفة بكلية أصول الدين ، بجامعة الأزهر الشريف، متحدثا عن ( معالم المدرسة الماتريدية وأهم مميزاتها ) ،
الساعة 3 ونصف ظهرا بتوقيت طشقند
الساعة 1 ونصف ظهرا بتوقيت اسطنبول
الساعة 12 ونصف ظهرا بتوقيت القاهرة
والدعوة لعموم الراغبين على هذا الرابط 👇
Zoom
https://us02web.zoom.us/j/86709372533?pwd=dmhnRmNmeWgyd3R6cXNXQWpXVDdldz09
اليوم الأربعاء إن شاء الله يستضيف مركز الإمام الماتريدي الدولي للبحوث العلمية الدكتور عواد محمود ، أستاذ العقيدة والفلسفة بكلية أصول الدين ، بجامعة الأزهر الشريف، متحدثا عن ( معالم المدرسة الماتريدية وأهم مميزاتها ) ،
الساعة 3 ونصف ظهرا بتوقيت طشقند
الساعة 1 ونصف ظهرا بتوقيت اسطنبول
الساعة 12 ونصف ظهرا بتوقيت القاهرة
والدعوة لعموم الراغبين على هذا الرابط 👇
Zoom
https://us02web.zoom.us/j/86709372533?pwd=dmhnRmNmeWgyd3R6cXNXQWpXVDdldz09
رحم الله الدكتور الفاضل أسامة شفيع وأسكنه فسيح جناته!
لقد خسر البحث العلمي باحثا متميزا ، فإنا لله وإنا إليه راجعون!
لقد خسر البحث العلمي باحثا متميزا ، فإنا لله وإنا إليه راجعون!
انحسار نهر الفرات..
قال رسول الله ﷺ:
"يوشك الفرات أن يحسر عن كنز من ذهب، فمن حضره فلا يأخذ منه شيئا". [متفق عليه]
وقال رسول الله ﷺ:
"لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب، يقتتل الناس عليه، فيقتل من كل مائة، تسعة وتسعون، ويقول كل رجل منهم: لعلي أكون أنا الذي أنجو". [رواه مسلم]
#دلائل_النبوة
قال رسول الله ﷺ:
"يوشك الفرات أن يحسر عن كنز من ذهب، فمن حضره فلا يأخذ منه شيئا". [متفق عليه]
وقال رسول الله ﷺ:
"لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب، يقتتل الناس عليه، فيقتل من كل مائة، تسعة وتسعون، ويقول كل رجل منهم: لعلي أكون أنا الذي أنجو". [رواه مسلم]
#دلائل_النبوة
قال رسول اللهﷺ:
(( لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ ، فَيَقْتُلُهُمُ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ، فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوِ الشَّجَرُ: يَا مُسْلِمُ يَا عَبْدَ اللهِ هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي ، فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ ، إِلَّا الْغَرْقَدَ، فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ ))
[ رواه مسلم في صحيحه ]
(( لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ ، فَيَقْتُلُهُمُ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ، فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوِ الشَّجَرُ: يَا مُسْلِمُ يَا عَبْدَ اللهِ هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي ، فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ ، إِلَّا الْغَرْقَدَ، فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ ))
[ رواه مسلم في صحيحه ]
موقف الأزهر وعلماؤه وطلابه من الأحداث الراهنة على لسان شيخ الأزهر، حفظه الله!
نشاهد إرهابا مباشرا عبر القنوات منذ سنوات، واحتلال وإخراج من البيوت واعتداءات شبه يومية ، ثم لا نسمع للعالم صوتا ولا دعوة إلى تجديد الخطاب الديني اليهودي ولا تعقد المؤتمرات لتغيير المناهج اليهودية ، ولا يقال: إرهاب يهودي!
من تشاهدونهم يقاومون من شباب وبنات وصبيان وصبايا المقدسيين هم المستهدفون بتغيير الخطاب الديني ودعاوى التجديد .. لأنهم صناعة التراث المحمل بمعاني العزة والانتماء لهذا الدين العظيم!
يريدون تجديدا على أمل أن تنبت نابتة لا تعرف سوى مسوخ التيك توك وألعاب البابجي، يرطنون وسطنا بأي لغة سوى العربية ، ويحفظون من الأغاني أكثر مما يحفظون من القرآن..
يريدون شبابا تائها بين الكرة ، والمخدرات ، وأفلام الإباحة ، والتفاهة والميوعة ، حتى إذا جد الجد لم تجد الأمة سوى الخوار والضياع ، شباب يبكي على فتاة هجرته أكثر من بكائه لضياع عرضه ومقدساته!
يلعبون بعقول بناتنا حتى تكون ناشزا في مجتمعها ودينها ، قبل أن تكون ناشزا مع زوجها ؛ ونحن نريد صناعة فتاة لم تفقد البوصلة ، عقلها ليس في أذنيها .. لا تتلقى معارفها من مسلسلات ، وليست جزءا من القطيع الذي يتلاعب به ذئاب الحداثة ، والنسوية ، والعلمانية ، وشذاذ الآفاق!
من تشاهدونهم يقاومون من شباب وبنات وصبيان وصبايا المقدسيين هم المستهدفون بتغيير الخطاب الديني ودعاوى التجديد .. لأنهم صناعة التراث المحمل بمعاني العزة والانتماء لهذا الدين العظيم!
يريدون تجديدا على أمل أن تنبت نابتة لا تعرف سوى مسوخ التيك توك وألعاب البابجي، يرطنون وسطنا بأي لغة سوى العربية ، ويحفظون من الأغاني أكثر مما يحفظون من القرآن..
يريدون شبابا تائها بين الكرة ، والمخدرات ، وأفلام الإباحة ، والتفاهة والميوعة ، حتى إذا جد الجد لم تجد الأمة سوى الخوار والضياع ، شباب يبكي على فتاة هجرته أكثر من بكائه لضياع عرضه ومقدساته!
يلعبون بعقول بناتنا حتى تكون ناشزا في مجتمعها ودينها ، قبل أن تكون ناشزا مع زوجها ؛ ونحن نريد صناعة فتاة لم تفقد البوصلة ، عقلها ليس في أذنيها .. لا تتلقى معارفها من مسلسلات ، وليست جزءا من القطيع الذي يتلاعب به ذئاب الحداثة ، والنسوية ، والعلمانية ، وشذاذ الآفاق!
عيد سعيد ..
لا يوجد في العالم شر محض ، وما يجري من أحداث يوقظ الأمة وينبهها إلى قضاياها ، ويخرج شبابها من غفلات وشهوات .. وما يخطط له في سنوات ينهدم في ليلة مقاومة.. ومن بنوا خططهم على التطبيع تأتي الحوادث لتزيدهم عريا ، ولعنة .. وما يتربى عليه الناس من عداوات الأرض المقسمة إلى ما يسمى "أوطان" يذوب مع هبة حول مسجد مبارك ، تلتف حوله القلوب وتهوي له الأرواح ؛ ليدرك الناس بعد سنوات التيه = أننا أمة واحدة ، ولنا قضية عادلة ، في عالم غير عادل يتشدق بمعان كالحرية ، هو دونها بكثير ، وأن تاريخنا وهويتنا سبيل نتمسك به ونعود إليه!
وليدرك الناس أن بيننا من يتكلمون لغتنا ويتسمون بأسمائنا ، لكن آلامنا لا تعنيهم ، ينظرون إلينا بنظارة عدونا ويزنون أفعالنا كما يفعل الأغراب ، يحتقروننا ويلقون علينا أسباب ضعفنا وهواننا بل يشمتون فينا ثم يرتمون في أحضان الأغيار .. فمن هؤلاء ؟ وكيف نبتوا في أرضنا ؟
عيد سعيد ؛ لأن الله يريد بهذه الأمة خيرا ، ولأنه لا يصح إلا الصحيح ، ولا تزال طائفة على الحق ، والباطل زاهق لجلج ، والأحداث العظام قادمة ، فلنستعد بعلم وعمل ، ولكنكم قوم تستعجلون!
لا يوجد في العالم شر محض ، وما يجري من أحداث يوقظ الأمة وينبهها إلى قضاياها ، ويخرج شبابها من غفلات وشهوات .. وما يخطط له في سنوات ينهدم في ليلة مقاومة.. ومن بنوا خططهم على التطبيع تأتي الحوادث لتزيدهم عريا ، ولعنة .. وما يتربى عليه الناس من عداوات الأرض المقسمة إلى ما يسمى "أوطان" يذوب مع هبة حول مسجد مبارك ، تلتف حوله القلوب وتهوي له الأرواح ؛ ليدرك الناس بعد سنوات التيه = أننا أمة واحدة ، ولنا قضية عادلة ، في عالم غير عادل يتشدق بمعان كالحرية ، هو دونها بكثير ، وأن تاريخنا وهويتنا سبيل نتمسك به ونعود إليه!
وليدرك الناس أن بيننا من يتكلمون لغتنا ويتسمون بأسمائنا ، لكن آلامنا لا تعنيهم ، ينظرون إلينا بنظارة عدونا ويزنون أفعالنا كما يفعل الأغراب ، يحتقروننا ويلقون علينا أسباب ضعفنا وهواننا بل يشمتون فينا ثم يرتمون في أحضان الأغيار .. فمن هؤلاء ؟ وكيف نبتوا في أرضنا ؟
عيد سعيد ؛ لأن الله يريد بهذه الأمة خيرا ، ولأنه لا يصح إلا الصحيح ، ولا تزال طائفة على الحق ، والباطل زاهق لجلج ، والأحداث العظام قادمة ، فلنستعد بعلم وعمل ، ولكنكم قوم تستعجلون!