عِرفان
37.1K subscribers
91 photos
61 videos
20 files
176 links
سَفرٌ في معارج الروح، واستنباتٌ للرحمة في صحراء الوجود..
الكتاب والسُّنَّة نوران عاصمان من التيه والحيرة
Download Telegram
عِرفان pinned «الحلقة الأولى من برنامج " وجد" تقبله الله بنوره وعافيته ورحمته: https://fb.watch/gleSoWiiBl/»
استكثر من الثناء على ربك سرا وعلانيةً، خلوةً وجلوة؛ فإننا في زمن العقوق، ينسب العاجز الضعيف الفقير إلى فخَّارة نفسه الطينية كل فخر، ويجحد فضل ربه عليه، وهذا والله هو الخسران المبين!

أما مذاكرة النعم فسيماء فَلاح!

قال ربنا سبحانه وبحمده: "فاذكروا آلاء الله لعلكم تُفلحون".
أطرق، واجعل نفسك أذل من حذاء قدمك بين يدي ربك؛ فهذا هو شرفك وعزك!
في الكسوف يرى الإنسان الشمسَ وهي أضوء شيء وأعظمه وهجًا، محجوبة بالظلام وزُمر السحاب!
فيقوم العبد فقيرا ذليلا بين يدي ربه، يستعين به لحفظ بهاء قلبه وأنوار الصلة بربه، فلا تدنسها عثرات الذنوب، وغفلات السير فيُظلم!

" ومن لم يجعل الله له نورًا فما له من نور"..

اللهم نورَك وعافيتك، جدِّدِ الإيمانَ في قلوبنا، واحفظ علينا صفاء الإقبال عليك، بدوام الاستعانة بك، غير مفتونين ولا مغرورين!
اللهم توبةً ترضيك وتهدي إليك وتعصمنا بنورها من الضلال!
اللهم آمين
الحُجب كثيرة من المُنسيات والمُلهيات والعوائق والذنوب صغيرها وكبيرها، ولا بد للإنسان من نور يجلو بصيرته، ومن هادٍ يسلك به سبل الخير فيوقظه من غفلته، ويذكره بحقيقته ووجوده وغايته ومصيره، وحقيقة الدنيا وما فيها ومآلات زخرفها وبهرجها وكِذابها الملون البراق!

وليس هذا إلا في كتاب ربنا سبحانه وبحمده، فهو الذِّكر والنور والشفاء والهداية والرحمة..
وتجلي أنوار هذا الكتاب المجيد في شخص سيد الأولين والآخرين وأعلم الخلق بالله تعالى، وهو سيدنا رسول الله ﷺ..فقد كان خُلقه القرآن.

ونعم ..لا بد من غفلة، وعثرة، لكن ما دمت تحفظ مصباحك أن لا يُطْفَأ، وقدمك أن لا تُخطئ الطريق، فأنت في معية النور وعلى صراطه المستقيم:

" وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت " ( تجديد الميثاق).

أعوذ بك من شر ما صنعتُ، ( فزع وانكسار)

أبوء لك بنعمتك عليَّ وأبوء بذنبي ( إقرار وافتقار)
"فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت": ترجمته: لا أطيق الحياة بعيدًا عنك وإن ابتعدتُ يومًا عنك!
الصلاة صلتك وحياتك وطريقك إلى العرش، ونجاتك من الفتن، وجنتك التي تستفتح بابها بالتكبير!
وأي شيء أعظم من الدخول على الملك، والوقوف بين يديه وسماع كلامه وتلاوته، والذلة بين يديه ركوعا وسجودًا ومناجاة!

ولعل من أسرار قراءة آية الكرسي بعدها=حياطة عطاءاتها بالحفظ، خشية السرقة الإبليسية.
فأنت إذا أكرمك الودود فأقامك بين يديه طمع الشيطان في السرقة التفاتا أو انشغالا، فإذا أقبل العبد على ربه=وُهِب ففُتِحت له الخزائن، فكان حريًّا أن يحفظ عليه كنز الصلة وجوائز الهبات الإلهية.
من أعظم المزعجات للقلب انغماسه في القيل والقال، ومسارعته إلى مطالعة كلام المخلوقين عند تجدد قدرٍ ما!

وكل قدرٍ لا يتلقاه العبد من يد ربه وبكلامه ..يتشوش؛ فطبع المخلوق العجز وكلامه وتصوره على قدر قوته، وهو ضعيفٌ، أنَّى له القوة؟!

فإذا تشبعتَ بمطالعة ضعف المخلوقين فقد ظلمتَ قلبك وألبسته رداء القلق المظلم!

ولو صدق الإنسانُ نفسه لقال: من رزقني أمس هو الذي يرزقني اليوم! وما كنت رزقتُ نفسي فيما مضى لأنشغل فأضطرب فيما يستقبل!
رُفِع القلم وجفت الصحف!
سَفَرُ العارف في هذه الحياة= سَفَرُ النسيم في غابة الليل: خفيٌّ، خفيفُ الرُّوح، نافعٌ للناس، مستترٌ بعافية الخمول، فارغٌ من مشاهدة نفسه، لا يلتفت عن السير إلى منزله.
Channel photo updated
قال لي صاحبي : لن يقبلك أحد وأنت لا تساوي إلا صفرًا إلا الله تعالى وحده!

وصدق حفظه الله، وذكرني بما قاله لي سيدنا العلامة الولي مصطفى البحياوي رضي الله عنه حكايةً عن شيخ من شيوخه كان يوصيهم فيقول: يابني لا تنسَ أصلك ولا رقمك!
فأصلك التراب ورقمك الصفر!

ثم قال لي شيخنا: والآن إذا أردت الاتصال بأحد فلابد من بدء الاتصال بصفر، فإذا كان في دولة وكنت بعيدًا عنه في أخرى زدتَ صفرا آخر!

وكذلك أنت مع ربك!
صلتك به أن تكون صفرًا، فقيرًا مسكينًا ضعيفًا بين يديه سبحانه وبحمده.
قال سيدي ﷺ: "الناس كإبل مائة لا تكاد تجد فيها راحلة"..
فإذا تفضل عليك الملك سبحانه وبحمده فأصفاك من تشرق به نفسك وتسكن إليه روحك، وتتسع بمحبتك كأنك حقل من حقول السماء،=فاشدد قلبك به؛ فإنه بركة إلهية، ولا تطمع باستحداث ثانٍ؛ فإن ذلك تكلفٌ للضد، فكما سمعت سيد الأولين والآخرين يقول: لا تكاد تجد!
فنفى المقاربة ! فأنى لك بالوجدان؟!

وإنما الأصفياء رزق إلهي ووقف سماوي، ليس من الأرض وترابها وغبارها في شيء.
كتب الأستاذ ياسين عطية كلاما نفيسا نقلا عن الدكتور محمد محمد أبو موسى حفظه الله:

مما قال شيخ البلاغيين في درس اليوم
(الأحد 5 من ربيع الآخر ١٤٤٤هـ = 30 أكتوبر ٢٠٢٢م)
• قلتُ وأُكرِّر لكم ولغيركم: قيمةُ العلم في تدبُّره وليست في تحصيله فقط. التحصيل خطوة أساسية أُولى، ومَنْ عَدَّها النهاية فقد وضع بابًا مغلقًا بينه وبين العلم، وإنَّما الذي يبدأ بعد التحصيل هو التدبُّر.
• لذَّة العلم، وضياء العلم، ونور العلم، وبصيرة أهل العلم، وكَوْن العلماء هم ورثة الأنبياء = ذلك كلُّه مرهونٌ بالتدبُّر.
• المتخلفون، المحتضنون للتخلف، والممسكون بالتخلف = بدل أن يبذلوا المجهود في كشف الغموض يكتفون بالكلام العام المجمل الذي قَتل العلم.
• في المعرفة ستواجه غموضًا وصعوباتٍ وشدائد؛ فإن كنتَ من أهلها اقتحمتَ الغموض، واقتحمتَ الشدائد، ووصلتَ إلى الحقيقة، أو قاربتَ أن تصل إلى الحقيقة، وإن لم تكنْ من أهلها، وإنَّما أنتَ دَعِيٌّ على هذا الباب، ودخيلٌ على هذا الباب = اكتفيتَ بالكلام المجمل الذي يَطوي حقائق العلم طيًّا، ويَذهب بمائها، ويَذهب بجلالها، ويَذهب بحقيقتها.
• قلَّما تجد تعبيراتٍ للإمام عبد القاهر في «أسرار البلاغة» عن الغموض والخفاء؛ لأن العمل في «الأسرار» قريبٌ وواضح، وإنَّما حقيقة علم البلاغة هي في الإعجاز؛ لذا كرَّر الشكوى في كتاب «دلائل الإعجاز» من الغموض.
• تتبَّعتُ شكوى الإمام عبد القاهر في «دلائل الإعجاز» من الغموض، وتتبَّعتُ الكلام الذي يتلو شكواه من الغموض، فوجدتُ أن كثيرًا من المسائل التي ذكرها بعد شكوى الغموض مليئةٌ بالغموض.
• لن يُكوِّن عقلَك إلا أنت. لو بعث الله لنا الأنبياءَ الذين بعثهم من زمن نوح إلى زمن سيد الخلق ونحن نائمون فسنظل نائمين، والأنبياءُ من زمن نوح إلى زمن سيد الخلق ليسوا أقوى من كلام الله لنبينا، ليسوا أفعلَ في نفوسنا مِن الذي بين الدفَّتين؛ فإذا عشنا مع الذي بين الدفَّتين ونحن نُوَّمٌ فسوف نعيش مع الأنبياء من زمن نوح - لو بعثهم الله – ونحن نُوَّم.
• لا تقرأ الكتاب في السطور التي بين يديك فحسب، وإنما اقرأ الكتاب في نفس المؤلف الذي كتب الكتاب، حينئذ تكون قد اقتربتَ من قلوب أهل الله وعقولهم، الذين هم أهل العلم، وليس في حياتك لحظةٌ أفضلُ من التي يقترب فيها قلبُك من قلوب أهل العلم.
• قيمةُ العلم إعمالُ العقل في العلم.
• لن يستطيع الأستاذُ، حتى لو فيه لَمْحةُ نُبوَّة = لن يستطيع أن يُدْخِل العلم في عقلك.
• يا سيدي أنت لا تعلم أن أبا جهل كان من أعظم فتيان قريش، وكان سيدًا قبل أن تَنْبتَ لحيتُه، وكان يجلس في دار الندوة بين كبار قومه قبل أن تَنْبتَ لحيتُه، ولم يكن يجلس أحدٌ من فتيان قريش مع السادة إلا هو، كان نابغةً من النوابغ، وأحزنُ أنه ركب رأسَه ولم يُسلم وأنا على يقين أنه كان يعلم أن سيدنا محمدًا نبي، وكذلك عتبة بن ربيعة، وليس حرامًا ذِكْرُ فضائل أمثال هؤلاء، وإنما يَحْرُم عليَّ أن أترحَّم عليهم.
• لا أمَلُّ من ذكر فكرة أن قيمة العلم، وحلاوة العلم، وضياء العلم، وفائدة العلم، والرحمة التي في العلم = كلُّ ذلك موقوفٌ على التدبُّر؛ فإذا تدبَّرت رأيتَ ووجدت، وما دون ذلك إضاعة وقت.
• ممَّا أكرمني الله به أنني أتذوَّق كلامَ العلماء تذوُّقي لكلام الشعراء؛ لأنني أجد في كلام العلماء ما يُذاق.
• اللغة صورةٌ من حياة الإنسان، والأرحامُ التي بين مفردات اللغة هي الأرحامُ التي بين الناس داخل العائلة الواحدة وداخل البلد الواحد. اللغة صورةٌ منك أيها الإنسان؛ فكما أن لك أنسابًا وإخوةً وأبناءَ عَمٍّ فكذلك اللغةُ لها أنسابٌ وإخوةٌ وأبناءُ عَمٍّ.
• كبار علمائنا ليس لهم في الذي كتبوه إلا أنَّهم وجدوا علمًا في اللغة فاستخرجوه. ليس في «الدلائل» كلمةٌ واحدةٌ مِن عند عبد القاهر، وإنما كل ما عنده استخرجه هو من اللغة، وكذلك الشافعيُّ ومالكٌ والخليلُ وسيبويه؛ فكلام علمائنا كلُّه استخراجٌ وإعمالُ عقل؛ إمَّا من اللغة وإمَّا من السُّنة وإمَّا من القرآن؛ فأنت – أيها النائم – ابنُ هذا الإرث.
• رُبِّينا على أن ما في كتب النحو وما في كتب البلاغة مستخرجٌ من تتبُّع كلام العرب القدماء، ولكنك لو أعملت عقلك ستجد أن كلام العرب الذي تتبَّعوه هو ابنُ السليقة التي أنشأته، وهو ابنُ ما طُبِعتْ عليه هذه النفس العربية، وليس لنا طريقٌ للوصول إلى هذه السليقة إلا كلام العرب.
• قلتُ لكم إنني أتعلَّم وأنا أُعلِّم، أتعلَّم من الدرس أكثرَ مما أُعلِّم؛ لأن شرح مسائل العلم له مذاقٌ آخر، لا حَرَمَك اللهُ من أن تذوق لذة شرح مسائل العلم. أنت في عرضك لمسائل العلم تكون أكثر بهجةً، وأكثر غبطةً، وأكثر متعةً من الطالب الذي يسمع الدرس.
• أحد العلماء الأجلاء كان يقول للجيش: «اعملوا عملاً صالحًا قبل أن تخرجوا للغزو حتى تخرجوا والله معكم»، وأنا أقول لكم: «اعملوا عملاً صالحًا قبل أن تأتوا إلى الدرس حتى نلتقيَ في الدرس والله معنا».
• نحن نحتاج إلى مَلَك يؤذِّن فينا: «حيَّ على الفلاح»، «اصحى يا نايم»؛ فلم يعد وراءنا مساحةٌ تتحمَّل خطوةً واحدةً إلى الوراء، ولا بد أن تفهموا ذلك، وتكونوا أكثر رغبةً في التقدم والمعرفة منِّي أنا، ولا بد أن تخلعوا رِبْقة التخلُّف.
• لا بد أن يُربِّي الأستاذ تلميذًا أفضل منه، وكذلك يجب أن يفعل الباحث، والطبيب، والصانع، وهذا أو الطوفان؛ لأن على حدودنا الشرقية عدوًّا، الذي أخبرني أنه أشدُّ الناس عداوةً لي هو الله، وكذب من قال غير ذلك.
• درس العلم من غير وعيٍ بموقفك الحضاري ليس له قيمة، من غير الرغبة في التعلم والتقدم ليس له قيمة، من غير أن ترى عدوك - الذي هو أشد الناس عداوةً لك - على حدودك ثم تنام ليس له قيمة.
#مما_قال_شيخ_البلاغيين
" من حُسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه".

جعل جماعة من الأئمة هذا الحديث المبارك أصلا من أصول الإسلام، فتدبر هذا المعنى( أصل من أصول الإسلام) وتفكر فيه مليا، وانظر حالك وما نحن فيه.

ومن علم هذا علم فقه السادة من الأئمة؛ فإن كل مشتغل بما لا يعنيه مقطوع عن الله ولا بد، مشغول عن غايته وآخرته ولا بد.
اللهم عافيتك ونورك وهدايتك.
في مثل هذا اليوم سنة 2009 فقد المسلمون عامّة والمغاربة خاصّة عالماً ربانياً -الدكتور المُربِّي فَرِيد الأنصَاري رَحمه الله-المولود سنة 1960،كان منهجه القرآن وقد أفنى عُمره القَصير -المُبارك له فيه-، يُوصي بالرجُوع والاعتِكاف على مدراسة كتاب الله!

كان -رحمه الله- خادماً لهذا الكتاب المَحفُوظ والمُبارك،ولا أذكر أنني استمعتُ لمُحاضرة له وهو لم يتكلم فيها عن القُرآن وأهميته وعَجائبهُ التي لاتفنى ولا تبلى،وكُتبه كلها لا تخلو من بَركات القرآن وتَوصيات للشباب خَاصة بِثني الرُّكب والاكواع في تَدارس هذا الوحي،والتمسك به فهو حَبلُ نَجاة الأمة الإسلامية.

كانت كَلماته ولا زالت بَلسماً يُوضعُ على الجُروح فَتشفى بإذن الله،وهذه كَلماتهُ الأخيرة قبل مَوته تَفيض بنوع من ألم المرض الذي أقَض مَضجعه،ولكن رغم ما وجده من شدة إلا أنَّهُ كان يُحسن الظن بربِّه،وهذا أخر ما كتبهُ:

"حتى إذا ماتَ النهار شاهدت جَنازتي ترتفعُ أمامي في أفق البحر الغارب...
وتذكرتُ صلاتي!!
أديت العشائين جَمعاً وقصراً إشتياقاً للحظة الوصل
ثم بكيت!!
كان الليل قد أشرقت مَواجيدهُ سُرَّجا تتلألأ في جزر البحر،وكانَت مَصابيح الساحل تحلم خافقة بشئ ما...
غَمرني الحَنين إلى أورَادي...فما أن شَرعت في تَراتيلِ مواجعها،حتى انهمرت على قفاي صَفعات الرحمة تترى
هي رَحمة نَعم....لكنَّها صَفعات!!
وكان الألمُ يا سَادتي شَديداً!"
______ ___ ___ _

حدثني أحد الإخوة أنّه حكى له صديق له -وهو إمام مسجد ضواحي مكناس-،أن أسر فقيرة كانت تصلها كل شهر مساعدات ماديّة وغذائية ولم يكن أحد منهم يعلم مصدرها...حاولوا أن يعرفوا صاحب المساعدات لكن لم يستطيعوا..ثم بعد موت الشيخ فريد الأنصاري توقفت تلك المساعدات ثم علموا بعد ذلك أن الشيخ كان صاحب تلك المساعدات!
عاش الولي الصالح الرباني د فريد الأنصاري رضي الله عنه ورحمه حياةً محدودةً في الزمان والمكان، وما انتشر كلامه وعلمه في حياته كانتشاره بعد موته، وما أحسب هذا إلا من بركة اشتغاله بالقرآن برنامجًا دعويًا وعلميًا وحياتيًا، حتى صار مشروع العمر، فتجاوزت بركة القرآن سور العمر وهدمت جدران المكان والزمان، ولم يزل الشباب حتى الآن يقبلون على كتبه ليجدوا فيها حياةً متوهجةً؛ لأن فيها مددَ القرآن وبركته ونوره.
https://on.soundcloud.com/siwFbUtjBEh3CWVf6


تعرضت في صدر هذا المجلس للكلام عن الولي الصالح د فريد الأنصاري رحمه الله تعالى
نحن روح وطين، قد عجن جسدنا من طين لازب وحمإٍ مسنون، فالتقى الحمأُ المسنون والروح المصون؛ فكان هذا الكائن المشرَّف؛ فلا بد من اعتبار الجهتين؛ أشواق تلك الروح، وعلائق تلك الطينة؛ علائق الطين وأشواق الدين؛ وهذه المهمة الصعبة من المزاوجة والمعادلة، هي التي ابتُعث إليها سيدنا رسول الله ﷺ ليحمل أُمته على هذا الكمال الذي إذا أضعناه أضعنا سرَّ الاعتدال، ونبتت فينا نوابت بين مادية ملحدة ومدنية جاحدة؛ جاحدة لهذا اللون من ألوان التوازن، والأخذ بلسان الميزان.
شيخنا المُصطفى البَحياوي رضي الله عنه.🌸

#إعادة_نشر