This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
غزَّة التي لا تُشبه شيئاً في هذا العالم
مئات الحُفَّاظ يسردون القرآن في جلسة واحدة،
من الفجر إلى المغرب،
ظمئت حناجرهم وارتوت قلوبهم! 💚
مئات الحُفَّاظ يسردون القرآن في جلسة واحدة،
من الفجر إلى المغرب،
ظمئت حناجرهم وارتوت قلوبهم! 💚
1 - علمتنا غزوة بدر أن العبد يريدُ واللهُ يريدُ ولا يكون إلا ما أراد الله، خرج المسلمون في طلب قافلة قريش، فرّ بها أبو سفيان، أفلتت قافلة المشركين وضاع صيد المسلمين، ظنَّ أطراف الصراع أن الأمر قد انتهى، وما تنتهي الأمور في الأرض قبل أن تقول السماء كلمتها، وقد قالت: فلتكن الحرب!
2 - علمتنا غزوة بدر أن الباطل يمشي نحو مصرعه، نجتْ القافلة من طلابها، ولكن قريشاً لم تنجُ من غرور أبي جهل، رأى الأمر فرصة سانحة، قال: لنقضِ عليهم! قال عتبة: اعصبوها برأسي وقولوا جبُن عتبة وارجعوا! ولكنه غرور الباطل، وفرعون هذه الأمة قتله غروره!
3 - علمتنا غزوة بدر أن لا أحد يعلم الغيب إلا الله، حتى النبي صلى الله عليه وسلم ظنَّ أن الأمر لن يكون أكبر من الإغارة على قافلة، ولو تواعد الطرفان لاختلفا في الميعاد، ولكنه موعد قضى الله أن يكون فكان!
4 - علمتنا غزوة بدر أن الحكيم لا ينام عن عدوه ولو كان نملة! فحكيم ولد آدم لم تشغله الدعوة عن أمر عدوه، ولم يصرفه القرآن وقيام الليل عن تتبع أخبار قريش، كان يتحسس أخبارهم، وإلا كيف عرف أساساً بأمر القافلة، إن هذا الدين توازن، فما يقوم الدين بهدم الدنيا، وما تستقيم الدنيا بهدم الدين!
5 - علمتنا غزوة بدر أن الإسلام لم ينتشر بالسيف، فالذين حملوا السيوف في بدر مُنعوا من القتال لسنوات قبلها، إن الإسلام انتشر بالحق الكامن فيه، بالنور المنبعث من جنباته، ولكن الحق الذي لا تدعمه القوة يستهين به الناس، ولم يكن السيف إلا لإزالة العوائق من وجه الدعوة، وإلا فإن بلاداً كثيرة فتحها التجار المسلمون بأخلاقهم!
6 - علمتنا غزوة بدر أهم درس من دروس القيادة، الأخذ بالشورى، وضرب الرأي بالرأي، لما فيه مصلحة الأمة، قبل المعركة يقول سيدنا: أشيروا عليَّ أيها الناس! ولما رأى فيهم ما يسر قلبه سار بهم إلى القتال! وفي ترتيبات الحرب ينزل سيدنا على رأي الحباب بن المنذر، لنجعل آبار بدر خلف ظهورنا فنشرب ولا يشربون، ما دام الأمر ليس وحياً إنما هو الرأي والحرب والمكيدة! وبعد المعركة يستشير سيدنا أصحابه ماذا يفعل بالأسرى، ولو استغنى قائد عن الشورى لكان النبي صلى الله عليه وسلم أغناهم!
7 - علمتنا غزوة بدر أن الدعاء أخذ بالسبب أيضاً، ولو استغنى أحد عن الدعاء يوماً لاستغنى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر، إنها حرب الإيمان الذي لا لبس فيه، ضد الشرك الذي لا لبس فيه، ولكن سيدنا كان يدعو ملء قلبه: اللهم نصرك الذي وعدتَ، اللهم إن تهلك هذه العصابة فلن تُعبد في الأرض أبداً!
8 - علمتنا غزوة بدر أن الجنة تحت ظلال السيوف، وأن الجهاد عبادة، وأن الرب الذي قال «كُتب عليكم الصيام» هو الذي قال «كُتب عليكم القتال»! لهذا لم يقل سيدنا لأصحابه قوموا إلى الحرب، وإنما قال قوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض، فطاب هناك الموت وألقى عمير بن الحمام تمراتٍ بيده، إنه لوقت طويل أن تفصله هذه التمرات عن الجنة!
9 - علمتنا غزوة بدر أن النبلاء لا يشغلهم النصر عن الوفاء، عندما رُجم سيدنا النبي في الطائف ومنعته قريش من دخول مكة، أنزله مطعم بن عدي في جواره، فلما رأى أسرى المشركين في قيودهم قال يعلمنا أحد أهم دروس الوفاء في التاريخ: لو كان مطعم بن عدي حياً وكلمني في هؤلاء لأطلقتهم له! يا للوفاء يا رسول الله، يا للوفاء، تطلق من حاربوك لأجل مشرك صنع معك معروفاً!
10 - علمتنا غزوة بدر أن القائد لا يُخبئ أقاربه ويلقي بأولاد الناس في أتون المعارك، فعندما حانت لحظة البدء، واصطف الجيشان للمبارزة، أرسل سيدنا أحب أعمامه إليه، سيد الشهداء حمزة، وصهره وحبيبه علي بن أبي طالب، وابن عمه الآخر عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب!
أدهم شرقاوي / صحيفة الوطن القطرية
2 - علمتنا غزوة بدر أن الباطل يمشي نحو مصرعه، نجتْ القافلة من طلابها، ولكن قريشاً لم تنجُ من غرور أبي جهل، رأى الأمر فرصة سانحة، قال: لنقضِ عليهم! قال عتبة: اعصبوها برأسي وقولوا جبُن عتبة وارجعوا! ولكنه غرور الباطل، وفرعون هذه الأمة قتله غروره!
3 - علمتنا غزوة بدر أن لا أحد يعلم الغيب إلا الله، حتى النبي صلى الله عليه وسلم ظنَّ أن الأمر لن يكون أكبر من الإغارة على قافلة، ولو تواعد الطرفان لاختلفا في الميعاد، ولكنه موعد قضى الله أن يكون فكان!
4 - علمتنا غزوة بدر أن الحكيم لا ينام عن عدوه ولو كان نملة! فحكيم ولد آدم لم تشغله الدعوة عن أمر عدوه، ولم يصرفه القرآن وقيام الليل عن تتبع أخبار قريش، كان يتحسس أخبارهم، وإلا كيف عرف أساساً بأمر القافلة، إن هذا الدين توازن، فما يقوم الدين بهدم الدنيا، وما تستقيم الدنيا بهدم الدين!
5 - علمتنا غزوة بدر أن الإسلام لم ينتشر بالسيف، فالذين حملوا السيوف في بدر مُنعوا من القتال لسنوات قبلها، إن الإسلام انتشر بالحق الكامن فيه، بالنور المنبعث من جنباته، ولكن الحق الذي لا تدعمه القوة يستهين به الناس، ولم يكن السيف إلا لإزالة العوائق من وجه الدعوة، وإلا فإن بلاداً كثيرة فتحها التجار المسلمون بأخلاقهم!
6 - علمتنا غزوة بدر أهم درس من دروس القيادة، الأخذ بالشورى، وضرب الرأي بالرأي، لما فيه مصلحة الأمة، قبل المعركة يقول سيدنا: أشيروا عليَّ أيها الناس! ولما رأى فيهم ما يسر قلبه سار بهم إلى القتال! وفي ترتيبات الحرب ينزل سيدنا على رأي الحباب بن المنذر، لنجعل آبار بدر خلف ظهورنا فنشرب ولا يشربون، ما دام الأمر ليس وحياً إنما هو الرأي والحرب والمكيدة! وبعد المعركة يستشير سيدنا أصحابه ماذا يفعل بالأسرى، ولو استغنى قائد عن الشورى لكان النبي صلى الله عليه وسلم أغناهم!
7 - علمتنا غزوة بدر أن الدعاء أخذ بالسبب أيضاً، ولو استغنى أحد عن الدعاء يوماً لاستغنى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر، إنها حرب الإيمان الذي لا لبس فيه، ضد الشرك الذي لا لبس فيه، ولكن سيدنا كان يدعو ملء قلبه: اللهم نصرك الذي وعدتَ، اللهم إن تهلك هذه العصابة فلن تُعبد في الأرض أبداً!
8 - علمتنا غزوة بدر أن الجنة تحت ظلال السيوف، وأن الجهاد عبادة، وأن الرب الذي قال «كُتب عليكم الصيام» هو الذي قال «كُتب عليكم القتال»! لهذا لم يقل سيدنا لأصحابه قوموا إلى الحرب، وإنما قال قوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض، فطاب هناك الموت وألقى عمير بن الحمام تمراتٍ بيده، إنه لوقت طويل أن تفصله هذه التمرات عن الجنة!
9 - علمتنا غزوة بدر أن النبلاء لا يشغلهم النصر عن الوفاء، عندما رُجم سيدنا النبي في الطائف ومنعته قريش من دخول مكة، أنزله مطعم بن عدي في جواره، فلما رأى أسرى المشركين في قيودهم قال يعلمنا أحد أهم دروس الوفاء في التاريخ: لو كان مطعم بن عدي حياً وكلمني في هؤلاء لأطلقتهم له! يا للوفاء يا رسول الله، يا للوفاء، تطلق من حاربوك لأجل مشرك صنع معك معروفاً!
10 - علمتنا غزوة بدر أن القائد لا يُخبئ أقاربه ويلقي بأولاد الناس في أتون المعارك، فعندما حانت لحظة البدء، واصطف الجيشان للمبارزة، أرسل سيدنا أحب أعمامه إليه، سيد الشهداء حمزة، وصهره وحبيبه علي بن أبي طالب، وابن عمه الآخر عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب!
أدهم شرقاوي / صحيفة الوطن القطرية
ضاقتْ بهم الأرض يا الله
وبلغتْ قلوبهم الحناجر
اللهُمَّ إنهم عبادك وأنتَ أرحم بهم منّا
وعدكَ الذي وعدتَ يا الله
وبلغتْ قلوبهم الحناجر
اللهُمَّ إنهم عبادك وأنتَ أرحم بهم منّا
وعدكَ الذي وعدتَ يا الله
ليس لي عمَلٌ أُواجه به الله،
غير أنِّي أُحبُّه! ❤️
أبو اسحاق الحويني رحمه الله
غير أنِّي أُحبُّه! ❤️
أبو اسحاق الحويني رحمه الله
تقبَّلكَ اللهُ يا أبا حمزة،
وجعل روحك في عليين،
اليوم يظهرُ وجهُكَ،
اليوم تستعيدُ اسمك يا ناجي أبو سيف،
وجعل روحك في عليين،
اليوم يظهرُ وجهُكَ،
اليوم تستعيدُ اسمك يا ناجي أبو سيف،
"عيناكَ مُثْبَتتانِ على غزَّة
كأنَّكَ لو التفَتَّ خذلتَهُم!
وكأنَّكَ تريدُ أن تعتذرَ لهم لأنَّكَ بخير
رغم أنَّ مصابهم مُصابكَ
وأنتَ لستَ بخير!"
كأنَّكَ لو التفَتَّ خذلتَهُم!
وكأنَّكَ تريدُ أن تعتذرَ لهم لأنَّكَ بخير
رغم أنَّ مصابهم مُصابكَ
وأنتَ لستَ بخير!"
يا الله
لَسْنَا نَشُكُّ بالفَرَجِ أبداً
نحن فقط نرقبُه من أيِّ اتجاهٍ سيأتي
سبحانكَ لا يُخلَفُ وعدُكَ، ولا يُهزمُ جندُك
لَسْنَا نَشُكُّ بالفَرَجِ أبداً
نحن فقط نرقبُه من أيِّ اتجاهٍ سيأتي
سبحانكَ لا يُخلَفُ وعدُكَ، ولا يُهزمُ جندُك
سَلامٌ بلا خُيولٍ ، أيُّ ذُلِّ؟!
من الحواراتِ التي تخطفُ قلبي، ذاكَ المقطعُ من مسلسلِ الزِّيرِ سالم، حين قالَ الزِّيرُ لابنِ أخيه الجرو: لا يسمحون لكم بركوبِ الخيل؟
بل يسمحون، ونستطيعُ شراءَ الخُيول إذا أردنا!
والسُّيوف، هل اشتروا سيوفكم أيضاً؟ هل يسمحون لكم بحمل السُّيوف ؟
لا تُبالغْ يا عمَّاه، إنها مسألةُ خيولٍ فقط، وقد كانتْ صفقةً من أجلِ الماء، ولم نجد المسألةَ خطيرةً طالما السَّلامُ قائمٌ بيننا!
- سلامٌ بلا خُيول ، أيُّ ذلٍّ؟!
- ولكن لم تعُدْ هناك حاجةٌ للسيوف يا عمَّاه؟
فما للبَكريِّين وخيولكم إذاً؟
بما أنَّ الحرب انتهتْ فنحن في غنىً عنها!
- الحرب انتهتْ، وهل انتهتْ مطامحُ الرِّجال؟ هل وصلتم لحياةٍ آمنةٍ مطمئنَّة؟
نعم!
وكريمة، فيها أنفةٌ وكبرياءٌ وقدرةٌ على اتخاذ قرارٍ، فيها عظمةٌ وأحلامٌ وطموحات؟
ما لنا ولهذا كلِّه؟
- ما لكم وللحياة إذاً!
إنَّ كلَّ الذي يحدثُ في غزَّة الآن لا علاقة له بالأسرى والجُثث، لا بالمعابر ولا بالمخافر، الأمرُ كلُّه يتعلَّقُ بسلاحِ المقاومة!
يريدون منَّا سلاماً بلا خيول!
معادلة الرَّغيف مقابل البندقيَّة!
ونحن نعرفُ، وهم يعرفون، أنَّ ما يأتي بهم إلى طاولات المفاوضات هي هذه البندقيَّة، في اللحظة التي يأخذونها من أيدينا ويعطوننا الخُبز، فقد شرعوا في تسميننا ليذبحوننا!
لقد تعلَّمنا الدَّرس جيِّداً من كل ما حدث في هذا العالم!
في بيروت، أقنعُوا منظمة التحرير أن تأخذ بنادقها وترحل، لا حاجة للبنادق، مخيماتكم محميَّة بالقانون الدولي!
ولم تكد البواخر ترسو في تونس، حتى كان جيش الاحتلال وعملاؤه، يذبحون الرّجال، ويبقرون بطون النساء في صبرا وشاتيلا!
في أوكرانيا، القوة النَّووية الثالثة في العالم بعد انهيار الاتحاد السوفياتي!
أقنعهم الأوروبيون والأمريكان أنَّ الذي يحمي الدول ليس الأسلحة وإنما الاتفاقيات!
أخذوا منهم الأسلحة وأعطوهم اتفاقاً!
وحين جاءت الحرب اكتشف الأوكرانيون أنَّ الاتفاق الذي لا تحميه البندقية لا يساوي قيمة الورق الذي كُتب عليه!
في أمريكا، أقنعوا الهُنود الحمر أن يتخلوا عن أقواسهم وسهامهم ورماحهم!
قالوا لهم: الدستور يكفل حقوق الجميع!
لم يطل الوقت حتى اكتشفَ الهنود الحمر أنَّ هذا الدستور سيُكتب بدمائهم!
في الأندلس، أقنعوا ملوك الطوائف أن لا علاقة لأحدهم بالآخر، قالوا لهم: القوا السِّلاح ولا تثريب عليكم اليوم!
صدَّق السفهاء هذه الوعود!
وبعد وقت قصير وجدوا أنفسهم يُقتادون كالخراف إلى محاكم التفتيش!
لا يوجد نموذج واحد في التاريخ لشعبٍ ألقى سلاحه ونجا!
العكس من هذا تماماً، أثناء المفاوضات في الدوحة بين طالبان وأمريكا لتأمين انسحابها من أفغانستان، قال لهم الأمريكان في أول جلسة: عليكم أن تتخلوا عن سلاحكم كشرطِ لاستمرار المفاوضات!
قالتْ لهم طالبان: ما أجلسكم معنا إلا السِّلاح!
أثناء الاحتلال الأمريكي لفيتنام، كان الأمريكان يشترطون أن يتوقف الفيتناميون عن إطلاق النَّار أثناء المفاوضات!
كان الفيتناميون يرفضون هذا ويقولون لهم: نحن لا نُفاوض إلا تحت أزيز الرَّصاص!
وعليه، بندقية المقاومة في غزَّة ليس للمفاوضات، والرصاص مقابل الرغيف يُساوم فيها المواشي لا الأحرار!
أما نحن، الأحرار كثيراً، الأحرار جداً، لن نترك السَّاح ولن نُلقي السلاح!
أدهم شرقاوي / سُطور
من الحواراتِ التي تخطفُ قلبي، ذاكَ المقطعُ من مسلسلِ الزِّيرِ سالم، حين قالَ الزِّيرُ لابنِ أخيه الجرو: لا يسمحون لكم بركوبِ الخيل؟
بل يسمحون، ونستطيعُ شراءَ الخُيول إذا أردنا!
والسُّيوف، هل اشتروا سيوفكم أيضاً؟ هل يسمحون لكم بحمل السُّيوف ؟
لا تُبالغْ يا عمَّاه، إنها مسألةُ خيولٍ فقط، وقد كانتْ صفقةً من أجلِ الماء، ولم نجد المسألةَ خطيرةً طالما السَّلامُ قائمٌ بيننا!
- سلامٌ بلا خُيول ، أيُّ ذلٍّ؟!
- ولكن لم تعُدْ هناك حاجةٌ للسيوف يا عمَّاه؟
فما للبَكريِّين وخيولكم إذاً؟
بما أنَّ الحرب انتهتْ فنحن في غنىً عنها!
- الحرب انتهتْ، وهل انتهتْ مطامحُ الرِّجال؟ هل وصلتم لحياةٍ آمنةٍ مطمئنَّة؟
نعم!
وكريمة، فيها أنفةٌ وكبرياءٌ وقدرةٌ على اتخاذ قرارٍ، فيها عظمةٌ وأحلامٌ وطموحات؟
ما لنا ولهذا كلِّه؟
- ما لكم وللحياة إذاً!
إنَّ كلَّ الذي يحدثُ في غزَّة الآن لا علاقة له بالأسرى والجُثث، لا بالمعابر ولا بالمخافر، الأمرُ كلُّه يتعلَّقُ بسلاحِ المقاومة!
يريدون منَّا سلاماً بلا خيول!
معادلة الرَّغيف مقابل البندقيَّة!
ونحن نعرفُ، وهم يعرفون، أنَّ ما يأتي بهم إلى طاولات المفاوضات هي هذه البندقيَّة، في اللحظة التي يأخذونها من أيدينا ويعطوننا الخُبز، فقد شرعوا في تسميننا ليذبحوننا!
لقد تعلَّمنا الدَّرس جيِّداً من كل ما حدث في هذا العالم!
في بيروت، أقنعُوا منظمة التحرير أن تأخذ بنادقها وترحل، لا حاجة للبنادق، مخيماتكم محميَّة بالقانون الدولي!
ولم تكد البواخر ترسو في تونس، حتى كان جيش الاحتلال وعملاؤه، يذبحون الرّجال، ويبقرون بطون النساء في صبرا وشاتيلا!
في أوكرانيا، القوة النَّووية الثالثة في العالم بعد انهيار الاتحاد السوفياتي!
أقنعهم الأوروبيون والأمريكان أنَّ الذي يحمي الدول ليس الأسلحة وإنما الاتفاقيات!
أخذوا منهم الأسلحة وأعطوهم اتفاقاً!
وحين جاءت الحرب اكتشف الأوكرانيون أنَّ الاتفاق الذي لا تحميه البندقية لا يساوي قيمة الورق الذي كُتب عليه!
في أمريكا، أقنعوا الهُنود الحمر أن يتخلوا عن أقواسهم وسهامهم ورماحهم!
قالوا لهم: الدستور يكفل حقوق الجميع!
لم يطل الوقت حتى اكتشفَ الهنود الحمر أنَّ هذا الدستور سيُكتب بدمائهم!
في الأندلس، أقنعوا ملوك الطوائف أن لا علاقة لأحدهم بالآخر، قالوا لهم: القوا السِّلاح ولا تثريب عليكم اليوم!
صدَّق السفهاء هذه الوعود!
وبعد وقت قصير وجدوا أنفسهم يُقتادون كالخراف إلى محاكم التفتيش!
لا يوجد نموذج واحد في التاريخ لشعبٍ ألقى سلاحه ونجا!
العكس من هذا تماماً، أثناء المفاوضات في الدوحة بين طالبان وأمريكا لتأمين انسحابها من أفغانستان، قال لهم الأمريكان في أول جلسة: عليكم أن تتخلوا عن سلاحكم كشرطِ لاستمرار المفاوضات!
قالتْ لهم طالبان: ما أجلسكم معنا إلا السِّلاح!
أثناء الاحتلال الأمريكي لفيتنام، كان الأمريكان يشترطون أن يتوقف الفيتناميون عن إطلاق النَّار أثناء المفاوضات!
كان الفيتناميون يرفضون هذا ويقولون لهم: نحن لا نُفاوض إلا تحت أزيز الرَّصاص!
وعليه، بندقية المقاومة في غزَّة ليس للمفاوضات، والرصاص مقابل الرغيف يُساوم فيها المواشي لا الأحرار!
أما نحن، الأحرار كثيراً، الأحرار جداً، لن نترك السَّاح ولن نُلقي السلاح!
أدهم شرقاوي / سُطور
"اللهُمَّ قد اشتدَّ البلاءُ بأهلنا في غزة،
وأصابتهم البأساء والضرّاء،
فارحم يا ربّ ضعفهم،
وتولَّ أمرهم،
واشفِ مريضهم،
وتقبّلْ شهيدهم،
وأطعِمْ جائعهم،
وألبِسْ عاريهم،
وأدفِءْ بردهم،
واكبِتْ عدوّهم،
وفرّجْ كُربتهم،
إنك بكلِّ شيءٍ عليمٍ، وعلى كل شيءٍ قدير"
وأصابتهم البأساء والضرّاء،
فارحم يا ربّ ضعفهم،
وتولَّ أمرهم،
واشفِ مريضهم،
وتقبّلْ شهيدهم،
وأطعِمْ جائعهم،
وألبِسْ عاريهم،
وأدفِءْ بردهم،
واكبِتْ عدوّهم،
وفرّجْ كُربتهم،
إنك بكلِّ شيءٍ عليمٍ، وعلى كل شيءٍ قدير"