This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
هذه أضاحيهم
اللهمَّ إليك نشكو ضعف قوتنا
وقلة حيلتنا
وهواننا على النّاس
وهواننا على النّاس
وهواننا على النّاس 💔
اللهمَّ إليك نشكو ضعف قوتنا
وقلة حيلتنا
وهواننا على النّاس
وهواننا على النّاس
وهواننا على النّاس 💔
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
درسٌ في العقيدة
من خطبة العيد في غزَّة 💚
من خطبة العيد في غزَّة 💚
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ
لا تَعِشْ دور الضَّحيّة!
تقولُ الطبيبةُ النَّفسيّةُ الأمريكية "آنا ليمبيكي" في كتابها الرّائع "أُمَّةُ الدوبامين" :
خلالَ أكثر من عشرينَ عامًا كطبيبةٍ نفسيَّةٍ، وأنا أستمعُ إلى عشراتِ الآلافِ من قصصِ المرضى، تكوَّنَتْ لديَّ قناعةٌ بأنَّ الطريقةَ التي نروي بها قصصنا الشخصيَّةَ هي علامةٌ ومؤشِّرٌ على الصِّحّةِ العقليَّةِ!
المرضى الذين يروون قصصًا غالبًا ما يكونون فيها الضَّحيَّة، ونادرًا ما يتحملونَ المسؤوليةَ عن النتائج السيئةِ لسلوكهم، في الغالبِ لا يبدُو عليهم أيُّ تحسُنٍّ ويبقون في دائرةِ الألمِ، إنهم مشغولون جدًا بإلقاءِ اللومِ على الآخرينَ بحيث لا يمكنهُم التركيزُ على عِلَّتِهم ومحاولةُ التَّعافي منها.
وعلى النَّقيضِ من ذلك، عندما يبدأُ مرضايَ في سَرْدِ القصص التي تُصوِّرُ مسؤوليتهم بدقةٍ، أعلمُ أنهم يتحسنون!
برأيي، ليس بالضَّرورةِ أنَّ من حلَّتْ به فاجعةٌ يتحمّلُ مسؤوليتها، أو جزءاً من المسؤولية، للأسفَ نحن في هذه الحياة نُؤذَى أحياناً ليس لأننا كُنّا سيّئين، وإنما لأننا كُنّا جيّدين أكثر مما ينبغي!
وبغضِّ النّظرِ عن الأسباب التي أدّت إلى الفاجعةِ التي ذُقنا مرارتها، نحن نهاية المطاف أمام فاجعةٍ قد حصلتْ! وسواءً كُنّا نتحمّلُ المسؤوليّة كاملةً، أو جزءاً منها على اعتبار أنّ الآخرين لا يمتطون ظهورنا إلا بموافقتنا، أو لا ذَنْبَ لنا ولا جريرة كما أُلقيَ يوسفُ عليه السّلام في الجُبِّ لأنه كان جميلاً جداً وأبوه يُحبُّه! فإنّ ما حصل قد حصل، وحَبْسُ الإنسان نفسَه في الأسباب يطيلُ أمدَ الفاجعة!
الأمورُ السّيئة تقعُ دوماً، هذه الدُّنيا مليئةٌ بالغادرين وقليلي الأصل، زاخرة بالمرضى النفسيين الذي لا يتعالجون وإنما يتعالجُ ضحاياهم! إلا أننا أمام خيارين لا ثالث لهما: إما أن نعيش كضحايا أو كناجين!
الشّخصُ الذي يختارُ أن يعيشَ ضحيّةً سيبقى سجين ماضيه، سيمرُّ العمرُ عليه وساعته الزّمنيّة متوقّفة على توقيتِ جرحه! سيبكي دون فائدة، وسيطيل العتبَ الذي لا طائل منه، وكلما جفّ جرحه قليلاً سيعمدُ إلى قشرته وينزعها ليبقى غضّاً طريّاً! فلا هو قادرٌ على أن يُعيد الحكاية من أولها ليأخذ حِذره، ولا هو قادرٌ على أن يطوي الصّفحة ويمضي! سيتعَبُ ويُتعِبُ من معه، لن يُعطيَ فرصةً لنفسه ليُحِبَّ ويُحَبُّ مجدداً، لن يكون قادراً على الثّقة بأحدٍ، ومن تبعاتِ هذه أن لا يكون مصدر ثقةٍ لأحدٍ، لأنّ الحُبّ والثّقة بَذْرٌ أولاً ثم حصاد، ولا حصادَ إلا لباذرٍ!
أما الشّخصُ الذي يختارُ أن يعيش كناجٍ فسيطوي الصّفحة ويمضي، سيتعلّمُ الدّرس من الفاجعة، وسيكون حَذِراً لا شَكَّاكاً، سيتقدَّمُ بعقله ويتراجعُ بقلبه، وسيحمدُ اللهَ أنّ الأمور السّيئة التي وقعتْ كان بالإمكان أن تكون أسوأ، وأنّ الصّفعة ثمنٌ عادل مقابل أن يستيقظ، فإنها فاجعة أخرى أن يبقى المرءُ مُغفّلاً وأُلعوبة!
النّاجي يعلمُ أنّ ما حدثَ كان بسوء اختياره، وأنّ الدُّنيا مليئةٌ بالأشخاص الجيّدين كما هي مليئةٌ بالأشخاص السّيئين! جُرْحُ الحُبّ يُداويه حُبٌّ جديد وإنْ بحذرٍ هذه المرّة، لأنّ الفرصة الثانية مخيفة أكثر من الفرصة الأولى، لأنّ المرء يعلمُ مقدار ما يُخاطرُ به، إنّه قلبه!
صديقٌ نَذْلٌ سيطويه صديقٌ طيّب، وجُرْحُ الثّقةِ سيندملُ مع شخصٍ وفيٍّ!
تجاوزوا السّيئين، لا تسمحوا لهم أن يُفسدوا حاضركم كما أفسدوا ماضيكم، لا أحدَ يستحِقُّ أن تهبه عمركَ مرّتين!
لا تسترِقوا النّظر إلى حياةِ جارحيكم، تخلّصوا من هذا الفضول الذّميم! ادفنوهم، وأهليوا عليهم التراب وتابعوا حياتكم، أَشرِقُوا مجدداً، أثبتُوا لأنفسكم أولاً ولهم ثانياً أنّ الحياة لا تتوقفُ على أحد، وأنّ من كان لائقاً بقلوبنا أحببناه، ومن كان نذلاً لم نكرهه، إنه أقلّ شأناً أن نمنحه شعوراً مهما كان نوعه!
أدهم شرقاوي
تقولُ الطبيبةُ النَّفسيّةُ الأمريكية "آنا ليمبيكي" في كتابها الرّائع "أُمَّةُ الدوبامين" :
خلالَ أكثر من عشرينَ عامًا كطبيبةٍ نفسيَّةٍ، وأنا أستمعُ إلى عشراتِ الآلافِ من قصصِ المرضى، تكوَّنَتْ لديَّ قناعةٌ بأنَّ الطريقةَ التي نروي بها قصصنا الشخصيَّةَ هي علامةٌ ومؤشِّرٌ على الصِّحّةِ العقليَّةِ!
المرضى الذين يروون قصصًا غالبًا ما يكونون فيها الضَّحيَّة، ونادرًا ما يتحملونَ المسؤوليةَ عن النتائج السيئةِ لسلوكهم، في الغالبِ لا يبدُو عليهم أيُّ تحسُنٍّ ويبقون في دائرةِ الألمِ، إنهم مشغولون جدًا بإلقاءِ اللومِ على الآخرينَ بحيث لا يمكنهُم التركيزُ على عِلَّتِهم ومحاولةُ التَّعافي منها.
وعلى النَّقيضِ من ذلك، عندما يبدأُ مرضايَ في سَرْدِ القصص التي تُصوِّرُ مسؤوليتهم بدقةٍ، أعلمُ أنهم يتحسنون!
برأيي، ليس بالضَّرورةِ أنَّ من حلَّتْ به فاجعةٌ يتحمّلُ مسؤوليتها، أو جزءاً من المسؤولية، للأسفَ نحن في هذه الحياة نُؤذَى أحياناً ليس لأننا كُنّا سيّئين، وإنما لأننا كُنّا جيّدين أكثر مما ينبغي!
وبغضِّ النّظرِ عن الأسباب التي أدّت إلى الفاجعةِ التي ذُقنا مرارتها، نحن نهاية المطاف أمام فاجعةٍ قد حصلتْ! وسواءً كُنّا نتحمّلُ المسؤوليّة كاملةً، أو جزءاً منها على اعتبار أنّ الآخرين لا يمتطون ظهورنا إلا بموافقتنا، أو لا ذَنْبَ لنا ولا جريرة كما أُلقيَ يوسفُ عليه السّلام في الجُبِّ لأنه كان جميلاً جداً وأبوه يُحبُّه! فإنّ ما حصل قد حصل، وحَبْسُ الإنسان نفسَه في الأسباب يطيلُ أمدَ الفاجعة!
الأمورُ السّيئة تقعُ دوماً، هذه الدُّنيا مليئةٌ بالغادرين وقليلي الأصل، زاخرة بالمرضى النفسيين الذي لا يتعالجون وإنما يتعالجُ ضحاياهم! إلا أننا أمام خيارين لا ثالث لهما: إما أن نعيش كضحايا أو كناجين!
الشّخصُ الذي يختارُ أن يعيشَ ضحيّةً سيبقى سجين ماضيه، سيمرُّ العمرُ عليه وساعته الزّمنيّة متوقّفة على توقيتِ جرحه! سيبكي دون فائدة، وسيطيل العتبَ الذي لا طائل منه، وكلما جفّ جرحه قليلاً سيعمدُ إلى قشرته وينزعها ليبقى غضّاً طريّاً! فلا هو قادرٌ على أن يُعيد الحكاية من أولها ليأخذ حِذره، ولا هو قادرٌ على أن يطوي الصّفحة ويمضي! سيتعَبُ ويُتعِبُ من معه، لن يُعطيَ فرصةً لنفسه ليُحِبَّ ويُحَبُّ مجدداً، لن يكون قادراً على الثّقة بأحدٍ، ومن تبعاتِ هذه أن لا يكون مصدر ثقةٍ لأحدٍ، لأنّ الحُبّ والثّقة بَذْرٌ أولاً ثم حصاد، ولا حصادَ إلا لباذرٍ!
أما الشّخصُ الذي يختارُ أن يعيش كناجٍ فسيطوي الصّفحة ويمضي، سيتعلّمُ الدّرس من الفاجعة، وسيكون حَذِراً لا شَكَّاكاً، سيتقدَّمُ بعقله ويتراجعُ بقلبه، وسيحمدُ اللهَ أنّ الأمور السّيئة التي وقعتْ كان بالإمكان أن تكون أسوأ، وأنّ الصّفعة ثمنٌ عادل مقابل أن يستيقظ، فإنها فاجعة أخرى أن يبقى المرءُ مُغفّلاً وأُلعوبة!
النّاجي يعلمُ أنّ ما حدثَ كان بسوء اختياره، وأنّ الدُّنيا مليئةٌ بالأشخاص الجيّدين كما هي مليئةٌ بالأشخاص السّيئين! جُرْحُ الحُبّ يُداويه حُبٌّ جديد وإنْ بحذرٍ هذه المرّة، لأنّ الفرصة الثانية مخيفة أكثر من الفرصة الأولى، لأنّ المرء يعلمُ مقدار ما يُخاطرُ به، إنّه قلبه!
صديقٌ نَذْلٌ سيطويه صديقٌ طيّب، وجُرْحُ الثّقةِ سيندملُ مع شخصٍ وفيٍّ!
تجاوزوا السّيئين، لا تسمحوا لهم أن يُفسدوا حاضركم كما أفسدوا ماضيكم، لا أحدَ يستحِقُّ أن تهبه عمركَ مرّتين!
لا تسترِقوا النّظر إلى حياةِ جارحيكم، تخلّصوا من هذا الفضول الذّميم! ادفنوهم، وأهليوا عليهم التراب وتابعوا حياتكم، أَشرِقُوا مجدداً، أثبتُوا لأنفسكم أولاً ولهم ثانياً أنّ الحياة لا تتوقفُ على أحد، وأنّ من كان لائقاً بقلوبنا أحببناه، ومن كان نذلاً لم نكرهه، إنه أقلّ شأناً أن نمنحه شعوراً مهما كان نوعه!
أدهم شرقاوي
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
يا وجع القلب 💔
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
"وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا"
غزَّة الوفاء،
غزَّة الحُبّ ❤️
غزَّة الوفاء،
غزَّة الحُبّ ❤️
"وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ"
تُؤذيه الكلمة الجارحة
ويضيقُ صدره بالقول السيء
وهو نبيٌّ
فما بالك بمن هم دونه
فسلاماً ثم سلاماً ثم سلاماً
على الذين يختارون كلماتهم
كما يختارون ملابسهم
لأنهم يعرفون أن الكلام أناقة أيضاً ! ❤️
تُؤذيه الكلمة الجارحة
ويضيقُ صدره بالقول السيء
وهو نبيٌّ
فما بالك بمن هم دونه
فسلاماً ثم سلاماً ثم سلاماً
على الذين يختارون كلماتهم
كما يختارون ملابسهم
لأنهم يعرفون أن الكلام أناقة أيضاً ! ❤️
دِينٌ ودُنيا معاً !
يقول محمد الغزالي في كتابه «علل وأدوية» :
إنني أريد إفهام المؤمنين أنّ الحياة في سبيل الله، كالموت في سبيل الله، جهاد مبرور! وأن الفشل في كسب الدنيا حتمًا سيتبعه الفشل في نصرة الدِّين!
ما هنا أكبر من جُملة، وحتمًا أوسع من اقتباس! ما زال كثيرون منا يعتقدون أن هذا الدين أكبر مساحة يمكن أن يشغلها هي المسجد، وأعلى نقطة يمكن أن يرقاها هي المنبر! يجهلون أن هذا الدين إن لم يخض سجالًا في معركة الحياة فلن تبقى له حتى مساجد! بالتأكيد لن يفهم أحد من هذا الكلام أني أنتقص من المساجد، إلا إذا قرأ بسوء نية وهذا لا سبيل لي لدفعه، أما عن الفكرة فيمكن أن أنافح وأستشهد وأدلي!
تخبرنا كتب السيرة أن صلاح الدين الأيوبي عشية معركة حطين كان يتفقد جنوده، فمرَّ على خيمة يتلو فيها الجنود القرآن ويُصلّون، فقال: من هنا يأتي النصر، ومر على خيمة أخرى فرأى الجنود يتسامرون ويتضاحكون فقال: من هنا تأتي الهزيمة!
ولكن هذه الكتب لا تقول إن صلاح الدين كان قد هيأ للمعركة مجانق -جمع منجنيق- أذهلت جيوش الصليبيين! ليس بالدعاء والصلاة فقط تنتصر الأمة، ولا بالأسلحة فقط، إنما هي دين ودنيا معًا، وأخذ بالأسباب، ثم جعل التوكل على الله لا على الأسباب!
وتخبرنا كتب السيرة أيضًا أن محمد الفاتح، الخليفة ذو الاثنين وعشرين عامًا، التقيُّ النقيُّ الذي فتح القسطنطينية، وتقلد أرفع وسام نبوي قال فيه سيدنا صلى الله عليه وسلم:
«نِعم الجيش جيشها ونِعم الأمير أميرها»
كان صائمًا مصليًا طائعًا! وهذا حق، ولكن هذه الكتب لا تخبرنا أنه يومذاك، كان يمتلك أقوى مدفع على وجه الأرض! حتمًا نحن لا ننتصر بالمدافع، والدليل أن لدينا اليوم منها الكثير، ولكن من المؤكد أننا دون مدافع سنُباد!
المعادلة لم تكن يومًا خيارًا بين العبادة والأسباب، بل التكامل بينهما، ثم إن الأخذ بالأسباب عبادة، أجل عبادة!
عندما خرج النبي صلى الله عليه وسلم اصطحب معه دليلًا يرشده إلى الطريق، ولم يقل في نفسه: أنا نبي وسأصل على أية حال، رغم أنه لو قال لصدق، ولكنه أراد أن يعلِّمنا!
ويوم أحد لبس درعين لا درعًا واحدًا، ولم يقل: أنا نبي وسأنجو على أية حال، ولو قال لصدق، ولكنه أراد أن يعلّمنا أن المعركة لا تُخاض بالإيمان وحده!
الأمة التي تستورد كل شيء من الإبرة حتى الصاروخ لن تنتصر أبدًا، وحتى الاستيراد وإن كان أخذًا بالأسباب، إلا أنه سبب ناقص، لأنك تسلم رقبتك لغيرك، الأمة التي لا تصنع سلاحها لا تملك حرية استخدامه!
- أدهم شرقاوي
يقول محمد الغزالي في كتابه «علل وأدوية» :
إنني أريد إفهام المؤمنين أنّ الحياة في سبيل الله، كالموت في سبيل الله، جهاد مبرور! وأن الفشل في كسب الدنيا حتمًا سيتبعه الفشل في نصرة الدِّين!
ما هنا أكبر من جُملة، وحتمًا أوسع من اقتباس! ما زال كثيرون منا يعتقدون أن هذا الدين أكبر مساحة يمكن أن يشغلها هي المسجد، وأعلى نقطة يمكن أن يرقاها هي المنبر! يجهلون أن هذا الدين إن لم يخض سجالًا في معركة الحياة فلن تبقى له حتى مساجد! بالتأكيد لن يفهم أحد من هذا الكلام أني أنتقص من المساجد، إلا إذا قرأ بسوء نية وهذا لا سبيل لي لدفعه، أما عن الفكرة فيمكن أن أنافح وأستشهد وأدلي!
تخبرنا كتب السيرة أن صلاح الدين الأيوبي عشية معركة حطين كان يتفقد جنوده، فمرَّ على خيمة يتلو فيها الجنود القرآن ويُصلّون، فقال: من هنا يأتي النصر، ومر على خيمة أخرى فرأى الجنود يتسامرون ويتضاحكون فقال: من هنا تأتي الهزيمة!
ولكن هذه الكتب لا تقول إن صلاح الدين كان قد هيأ للمعركة مجانق -جمع منجنيق- أذهلت جيوش الصليبيين! ليس بالدعاء والصلاة فقط تنتصر الأمة، ولا بالأسلحة فقط، إنما هي دين ودنيا معًا، وأخذ بالأسباب، ثم جعل التوكل على الله لا على الأسباب!
وتخبرنا كتب السيرة أيضًا أن محمد الفاتح، الخليفة ذو الاثنين وعشرين عامًا، التقيُّ النقيُّ الذي فتح القسطنطينية، وتقلد أرفع وسام نبوي قال فيه سيدنا صلى الله عليه وسلم:
«نِعم الجيش جيشها ونِعم الأمير أميرها»
كان صائمًا مصليًا طائعًا! وهذا حق، ولكن هذه الكتب لا تخبرنا أنه يومذاك، كان يمتلك أقوى مدفع على وجه الأرض! حتمًا نحن لا ننتصر بالمدافع، والدليل أن لدينا اليوم منها الكثير، ولكن من المؤكد أننا دون مدافع سنُباد!
المعادلة لم تكن يومًا خيارًا بين العبادة والأسباب، بل التكامل بينهما، ثم إن الأخذ بالأسباب عبادة، أجل عبادة!
عندما خرج النبي صلى الله عليه وسلم اصطحب معه دليلًا يرشده إلى الطريق، ولم يقل في نفسه: أنا نبي وسأصل على أية حال، رغم أنه لو قال لصدق، ولكنه أراد أن يعلِّمنا!
ويوم أحد لبس درعين لا درعًا واحدًا، ولم يقل: أنا نبي وسأنجو على أية حال، ولو قال لصدق، ولكنه أراد أن يعلّمنا أن المعركة لا تُخاض بالإيمان وحده!
الأمة التي تستورد كل شيء من الإبرة حتى الصاروخ لن تنتصر أبدًا، وحتى الاستيراد وإن كان أخذًا بالأسباب، إلا أنه سبب ناقص، لأنك تسلم رقبتك لغيرك، الأمة التي لا تصنع سلاحها لا تملك حرية استخدامه!
- أدهم شرقاوي
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
يكفيكَ أنَّ اللهَ يعلم!