السلام عليك يا صاحبي ٥٠
السّلام عليكَ يا صاحبي،
تسألني: ماذا أفعلُ وقد وصلت الأمور إلى طريقٍ مسدود؟!
فأقول لكَ:
في العلاقات لا يوجد طريق مسدود،
هناك دوماً منفذٌ ما نعبرُ منه!
لتأخذ العلاقة شكلاً آخر غير الذي هي عليه الآن،
فإما أن تعود أقوى مما كانتْ عليه،
فبعض العلاقات كخيطان الصوف،
كلما ازدادت تشابكاً ازدادت متانة!
ونحن مدينون للخلافات أحياناً،
لأنها تُرينا حجمنا في قلوب الآخرين،
وترينا حجم الآخرين في قلوبنا!
وقد تصبحُ علاقة فاترة جداً،
لا هي بالحيَّة ولا بالميتة،
تماماً كالمريض الميْت دماغياً،
فلا هو مع الأموات فيُدفن،
ولا هو مع الأحياء فيقوم!
وقد تنتهي العلاقة إلى الأبد،
وهذا بحد ذاته منفذ،
فإن قيل لكَ أن الحياة لا تقِفْ على أحدٍ فصدِّقْ!
وصدِّق أيضاً أنه ليس المهم الحياة،
وإنما طعمها يا صاحبي،
فتشبّث بأولئك الذين يجعلون لحياتك طعماً!
يا صاحبي،
كل العلاقات تُصاب بلحظة فتور،
وهذا لا يعني نهايتها،
إنها استراحة المحاربين من وعثاء الحياة،
أحياناً نحن نحتاج هذه المساحة والمسافة من الفتور،
لننطلق أقوى من قبل!
اُنظر للسهم في يد الرامي،
كيف يضعه في كبد القوس،
ويرجعه بقوة شديدة إلى الوراء، ثم يقذفه،
فينطلق سريعاً وثاقباً وواثقاً من مسيره،
لولا هذا التراجع ما كان له هذه القوة،
والعلاقات كذلك!
والسّلام لقلبكَ
أدهم شرقاوي
السّلام عليكَ يا صاحبي،
تسألني: ماذا أفعلُ وقد وصلت الأمور إلى طريقٍ مسدود؟!
فأقول لكَ:
في العلاقات لا يوجد طريق مسدود،
هناك دوماً منفذٌ ما نعبرُ منه!
لتأخذ العلاقة شكلاً آخر غير الذي هي عليه الآن،
فإما أن تعود أقوى مما كانتْ عليه،
فبعض العلاقات كخيطان الصوف،
كلما ازدادت تشابكاً ازدادت متانة!
ونحن مدينون للخلافات أحياناً،
لأنها تُرينا حجمنا في قلوب الآخرين،
وترينا حجم الآخرين في قلوبنا!
وقد تصبحُ علاقة فاترة جداً،
لا هي بالحيَّة ولا بالميتة،
تماماً كالمريض الميْت دماغياً،
فلا هو مع الأموات فيُدفن،
ولا هو مع الأحياء فيقوم!
وقد تنتهي العلاقة إلى الأبد،
وهذا بحد ذاته منفذ،
فإن قيل لكَ أن الحياة لا تقِفْ على أحدٍ فصدِّقْ!
وصدِّق أيضاً أنه ليس المهم الحياة،
وإنما طعمها يا صاحبي،
فتشبّث بأولئك الذين يجعلون لحياتك طعماً!
يا صاحبي،
كل العلاقات تُصاب بلحظة فتور،
وهذا لا يعني نهايتها،
إنها استراحة المحاربين من وعثاء الحياة،
أحياناً نحن نحتاج هذه المساحة والمسافة من الفتور،
لننطلق أقوى من قبل!
اُنظر للسهم في يد الرامي،
كيف يضعه في كبد القوس،
ويرجعه بقوة شديدة إلى الوراء، ثم يقذفه،
فينطلق سريعاً وثاقباً وواثقاً من مسيره،
لولا هذا التراجع ما كان له هذه القوة،
والعلاقات كذلك!
والسّلام لقلبكَ
أدهم شرقاوي
على خُطى الرَّسول ﷺ ١٠٧
ربي وربك الله
حدَّثَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم أصحابه عن ليلة المعراج التي صعد فيها إلى السماء فقال:
لما كانت الليلة التي أُسري بي فيها، أتتْ عليَّ رائحة طيبة، فقلتُ: يا جبريل ما هذه الرائحة؟
فقال: هذه رائحة ماشطة ابنة فرعون وأولادها
قلتُ: وما شأنها؟
فقال: بينما هي تمشطُ ابنة فرعون ذات يوم، إذا سقط المشط من يدها، فقالتْ: بسم الله
فقالت لها ابنة فرعون: أبي؟
فقالتْ: لا، ولكن ربي ورب أبيك الله
قالت: أخبره بذلك؟
قالت: نعم
فأخبرته، فدعاها، وقال يا فلانة: وإنَّ لكِ رباً غيري؟
قالت: نعم، ربي وربك الله!
فأمر بوعاءٍ من نحاس، ووضع فيه زيتاً، فلما حميَ، جعل يسألها من ربكِ: فتقول: ربي وربك الله. فجعل يلقي بأولادها واحداً تلو الآخر، وفي كل مرة يسألها: من ربكِ؟ فتقول: ربي وربك الله!
فلما بقيَ ابنها الرضيع، فكأنها تقاعست من أجله، فقال لها: يا أماه، اقتحمي فإن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخره!
فقالت لفرعون: إن لي عندك حاجة
قال: وما حاجتكِ
قالت: أن تجمع عظامي وعظام أولادي وتضعها في في ثوب واحد
فقال: ذلك لكِ
ثم أمر بها فألقيت في الزيت!
يا للإيمان ما يفعلُ بالناس، إنه إذا تمكن من قلب الإنسان قلب الدنيا رأساً على عقب، كان فرعون هو الملك، والماشطة هي الأَمَة.
فلما تواجه الإيمان مع الكفر انقلبتْ الأدوار، صار فرعون هو العبد والماشطة هي الملكة!
وهذا بالضبط ما حصل مع بلال بن رباح، كان عبداً لأمية بن خلف، حتى جاءت اللحظة الحاسمة، وأعلن بلال إسلامه، وحصلت بينهما المواجهة الشهيرة، وانقلبت الأدوار وصار بلال هو السيد وأمية هو العبد!
فاللهم هب لنا من الإيمان ما يقلب في أنظارنا الدنيا رأساً على عقب!
أدهم شرقاوي / صحيفة الوطن القطرية
ربي وربك الله
حدَّثَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم أصحابه عن ليلة المعراج التي صعد فيها إلى السماء فقال:
لما كانت الليلة التي أُسري بي فيها، أتتْ عليَّ رائحة طيبة، فقلتُ: يا جبريل ما هذه الرائحة؟
فقال: هذه رائحة ماشطة ابنة فرعون وأولادها
قلتُ: وما شأنها؟
فقال: بينما هي تمشطُ ابنة فرعون ذات يوم، إذا سقط المشط من يدها، فقالتْ: بسم الله
فقالت لها ابنة فرعون: أبي؟
فقالتْ: لا، ولكن ربي ورب أبيك الله
قالت: أخبره بذلك؟
قالت: نعم
فأخبرته، فدعاها، وقال يا فلانة: وإنَّ لكِ رباً غيري؟
قالت: نعم، ربي وربك الله!
فأمر بوعاءٍ من نحاس، ووضع فيه زيتاً، فلما حميَ، جعل يسألها من ربكِ: فتقول: ربي وربك الله. فجعل يلقي بأولادها واحداً تلو الآخر، وفي كل مرة يسألها: من ربكِ؟ فتقول: ربي وربك الله!
فلما بقيَ ابنها الرضيع، فكأنها تقاعست من أجله، فقال لها: يا أماه، اقتحمي فإن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخره!
فقالت لفرعون: إن لي عندك حاجة
قال: وما حاجتكِ
قالت: أن تجمع عظامي وعظام أولادي وتضعها في في ثوب واحد
فقال: ذلك لكِ
ثم أمر بها فألقيت في الزيت!
يا للإيمان ما يفعلُ بالناس، إنه إذا تمكن من قلب الإنسان قلب الدنيا رأساً على عقب، كان فرعون هو الملك، والماشطة هي الأَمَة.
فلما تواجه الإيمان مع الكفر انقلبتْ الأدوار، صار فرعون هو العبد والماشطة هي الملكة!
وهذا بالضبط ما حصل مع بلال بن رباح، كان عبداً لأمية بن خلف، حتى جاءت اللحظة الحاسمة، وأعلن بلال إسلامه، وحصلت بينهما المواجهة الشهيرة، وانقلبت الأدوار وصار بلال هو السيد وأمية هو العبد!
فاللهم هب لنا من الإيمان ما يقلب في أنظارنا الدنيا رأساً على عقب!
أدهم شرقاوي / صحيفة الوطن القطرية
السلام عليك يا صاحبي ٥١
السّلام عليكَ يا صاحبي،
كان من عادة النبيِّ ﷺ إذا انتهتْ المعركة
أن يقول لأصحابه: هل تفقدون أحداً؟!
وبعد انفضاض إحدى المعارك قال كعادته:
هل تفقدون أحداً؟
فقال الصحابة: لا
فقال لهم: ولكني أفقدُ جليبيباً!
فبحثوا عنه، فوجدوه في القتلى
إلى جانب سبعةٍ من المشركين قد قتلهم ثم قتلوه!
فوقف النبيُّ ﷺ عند رأسه وقال:
قتل سبعةً وقتلوه، هذا مني وأنا منه!
ثم وضعه على ساعده ريثما يُحفر له قبر!
إنه جُليبيب يا صاحبي،
كان دميم الوجه، مدقع الفقر،
هكذا تقول حسابات الناس،
أما عند اللهِ فهناك حكاية أخرى،
كان ناصع القلب، ثري الإيمان!
وكان آخر عهده بالدنيا أن يتوسد ساعد النبي ﷺ ريثما يحفرون قبره،
يا لهذه النهاية، ويا لآخر العهد بالدنيا،
فاللهم حُسن الخاتمة!
يا صاحبي،
لم تكن القضية يوماً قضية وجوه،
وإنما قضية قلوب،
الوسامة الحقيقية في الروح،
هذا الدفء في المعاملة،
الحنان في التعاطي،
اللين في الكلام!
ولم تكن القضية يوماً في الجيوب،
وإنما في القلوب أيضاً،
الثراء الحقيقي في الروح،
هذا الإيمان الراسخ رسوخ الجبال،
فلا تهزه حوادث الليالي،
وهذا اليقين الشامخ الذي لا تُركعه تقلبات الأيام!
والسّلام لقلبكَ
أدهم شرقاوي
السّلام عليكَ يا صاحبي،
كان من عادة النبيِّ ﷺ إذا انتهتْ المعركة
أن يقول لأصحابه: هل تفقدون أحداً؟!
وبعد انفضاض إحدى المعارك قال كعادته:
هل تفقدون أحداً؟
فقال الصحابة: لا
فقال لهم: ولكني أفقدُ جليبيباً!
فبحثوا عنه، فوجدوه في القتلى
إلى جانب سبعةٍ من المشركين قد قتلهم ثم قتلوه!
فوقف النبيُّ ﷺ عند رأسه وقال:
قتل سبعةً وقتلوه، هذا مني وأنا منه!
ثم وضعه على ساعده ريثما يُحفر له قبر!
إنه جُليبيب يا صاحبي،
كان دميم الوجه، مدقع الفقر،
هكذا تقول حسابات الناس،
أما عند اللهِ فهناك حكاية أخرى،
كان ناصع القلب، ثري الإيمان!
وكان آخر عهده بالدنيا أن يتوسد ساعد النبي ﷺ ريثما يحفرون قبره،
يا لهذه النهاية، ويا لآخر العهد بالدنيا،
فاللهم حُسن الخاتمة!
يا صاحبي،
لم تكن القضية يوماً قضية وجوه،
وإنما قضية قلوب،
الوسامة الحقيقية في الروح،
هذا الدفء في المعاملة،
الحنان في التعاطي،
اللين في الكلام!
ولم تكن القضية يوماً في الجيوب،
وإنما في القلوب أيضاً،
الثراء الحقيقي في الروح،
هذا الإيمان الراسخ رسوخ الجبال،
فلا تهزه حوادث الليالي،
وهذا اليقين الشامخ الذي لا تُركعه تقلبات الأيام!
والسّلام لقلبكَ
أدهم شرقاوي
السلام عليك يا صاحبي ٥٢
السّلام عليكَ يا صاحبي،
تسألني على استحياءٍ: إلى أي مدىً تُشبه أنتَ كلماتك؟
فأجيبك بمرارة:
إني أُقاتل كي يُشبه فعلي كلامي،
ولكن يحدث كثيراً أن أفشل!
وصدقني مرَّتْ عليَ لحظات كثيرة،
فكرتُ فيها أن أتوقف عن الكتابة،
فعزّاني الحسنُ البصري بقوله:
لو لم ينصح الناس إلا من يعمل بنصحه،
ما نصحَ الناس أحدٌ!
فشددتُ أزري، وعدتُ إلى حربيَ القديمة،
أحاول في الحياة أن أُشبهني على الورق،
وكنتُ كلما نجحتُ سعدتُ،
وكلما فشلتُ انكسرتُ،
فعزّاني الخطيب البغدادي في تاريخه،
فقد حكى عن إمام الحرم يوسف بن الحُسين الرازي،
أنه رُئيَ في المنام بعد موته،
فقيل له: ماذا فعلَ اللهُ بكَ؟
فقال: غفرَ لي
فقيل له: بماذا؟
فقال: بكلماتٍ قلتها عند الموت!
قلتُ: اللهم إني نصحتُ الناس قولاً وخنتُ نفسي فعلاً،
فهبْ خيانة فعلي لنصيحة قولي!
يا صاحبي،
لا يجمعُ العاقل قبيح الفعل وقبيح القول،
فإن سرقتَ، فلا تقلْ إن السرقة حلال!
وإن غششتَ فعلاً، فلا تغشَّ قولاً!
وقاتل دوماً لأجل أن يُشبه قولك فعلك،
فإن الحياة معركة مستمرة،
مرة تنتصر، ومرة تُهزم!
وكلنا مثقوبون بالعيوب لولا ستر الله!
والسّلام لقلبكَ
أدهم شرقاوي
السّلام عليكَ يا صاحبي،
تسألني على استحياءٍ: إلى أي مدىً تُشبه أنتَ كلماتك؟
فأجيبك بمرارة:
إني أُقاتل كي يُشبه فعلي كلامي،
ولكن يحدث كثيراً أن أفشل!
وصدقني مرَّتْ عليَ لحظات كثيرة،
فكرتُ فيها أن أتوقف عن الكتابة،
فعزّاني الحسنُ البصري بقوله:
لو لم ينصح الناس إلا من يعمل بنصحه،
ما نصحَ الناس أحدٌ!
فشددتُ أزري، وعدتُ إلى حربيَ القديمة،
أحاول في الحياة أن أُشبهني على الورق،
وكنتُ كلما نجحتُ سعدتُ،
وكلما فشلتُ انكسرتُ،
فعزّاني الخطيب البغدادي في تاريخه،
فقد حكى عن إمام الحرم يوسف بن الحُسين الرازي،
أنه رُئيَ في المنام بعد موته،
فقيل له: ماذا فعلَ اللهُ بكَ؟
فقال: غفرَ لي
فقيل له: بماذا؟
فقال: بكلماتٍ قلتها عند الموت!
قلتُ: اللهم إني نصحتُ الناس قولاً وخنتُ نفسي فعلاً،
فهبْ خيانة فعلي لنصيحة قولي!
يا صاحبي،
لا يجمعُ العاقل قبيح الفعل وقبيح القول،
فإن سرقتَ، فلا تقلْ إن السرقة حلال!
وإن غششتَ فعلاً، فلا تغشَّ قولاً!
وقاتل دوماً لأجل أن يُشبه قولك فعلك،
فإن الحياة معركة مستمرة،
مرة تنتصر، ومرة تُهزم!
وكلنا مثقوبون بالعيوب لولا ستر الله!
والسّلام لقلبكَ
أدهم شرقاوي
على خُطى الرَّسول ﷺ ١٠٨
إنه من أهل الجنّة
كان أبو هريرة يقول للناس: حدثوني عن رجلٍ دخل الجنّة ولم يُصَلِّ قط؟!
فإذا لم يعرفوه، سألوه من هو؟
فيقول: أُصيرم بني عبد الأشهل عمرو بن ثابت بن وقيش!
أما القصة فهي كالتالي:
الأُصيرم هو لقبٌ غلبَ عليه فكان يُنادى به، واسمه الحقيقي عمرو بن ثابت. كان الأُصيرم يأبى الدخول في الإسلام على عكس قومه بنو عبد الأشهل، فلما كان يوم أُحدٍ، وخرج النبيُّ صلى الله عليه وسلم لقتال قريش، راجع الأُصيرم نفسه في شأن هذا الدين، وتفكَّر في هذا الرجل الذي نزل يوماً من غارٍ مظلم في مكة يقول دثروني زملوني، كيف أصبح اليوم أُمة كاملة، وقوةً يُحسبُ لها حساب في جزيرة العرب، وكيف قد تبعه خيرة أهل المدينة المنورة، فخلصَ إلى أن الرجل نبيٌّ حقاً، وأنَّ هذا الدين االذي جاء به هو من عند الله فعلاً، فشرحَ اللهُ صدره للإسلام!
فأخذَ سيفه، ولحقَ بالجيش، فما وصل إلا والمعركة دائرة، والقتال على أشده، فقاتل ببسالةٍ قتال الأبطال، حتى أُصيبَ إصابةً بليغة، فلما رآه المسلمون عرفوه، فقالوا: هذا واللهِ الأُصيرم، ولقد تركناه وراءنا وإنه لمُنكرٌ لهذا الدين!
فسألوه: ما جاء بكَ يا عمرو؟ أحرباً مع قومكَ؟ أم رغبةً في الإسلام؟
فقال: بل رغبةً في الإسلام، آمنتُ باللهِ ورسوله وأسلمتُ، ثم أخذتُ سيفي فغدوتُ مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقاتلتُ حتى أصابني ما أصابني!
ولم يلبث الأُصيرم قليلاً حتى مات بين أيديهم، فذكروه للنبيِّ صلى الله عليه وسلم فقال: إنه لمن أهل الجنة!
وهذه القصة لا يُستدلُّ بها على أن الصلاة ليستْ بتلك الأهمية، ولا على أن تاركَ العبادات أمره يسير ويكفيه إيمانه دون عمل ليدخل الجنة، لأن الأُصيرم إنما آمن بعد الصلاة وقُتل قبل الصلاة التي بعدها!
يُستدلُّ بهذه القصة أن الإسلام يجبُّ ما قبله! وأن التوبة الصادقة تجبُّ ما قبلها، وأن الإنسان إذا عزم على التوبة بينه وبين الله، وعلمَ الله صدق توبته، ثم وافته المنية قبلَ الله تعالى منه توبته تكرماً وإن لم يشرع بأعمال التائبين!
يُستدلُّ بهذه القصة على أن الأعمال بالخواتيم، وأن المرء يُبعثُ على ما ماتَ عليه، على أن نُحسن الظن بالله بأنه أرحم وأكرم من أن يعلم أن عبده لا يريدُ إلا وجهه، وأنه يسعى في رضاه وإن عصاه، ثم يقبضه على معصية!
أدهم شرقاوي / صحيفة الوطن القطرية
إنه من أهل الجنّة
كان أبو هريرة يقول للناس: حدثوني عن رجلٍ دخل الجنّة ولم يُصَلِّ قط؟!
فإذا لم يعرفوه، سألوه من هو؟
فيقول: أُصيرم بني عبد الأشهل عمرو بن ثابت بن وقيش!
أما القصة فهي كالتالي:
الأُصيرم هو لقبٌ غلبَ عليه فكان يُنادى به، واسمه الحقيقي عمرو بن ثابت. كان الأُصيرم يأبى الدخول في الإسلام على عكس قومه بنو عبد الأشهل، فلما كان يوم أُحدٍ، وخرج النبيُّ صلى الله عليه وسلم لقتال قريش، راجع الأُصيرم نفسه في شأن هذا الدين، وتفكَّر في هذا الرجل الذي نزل يوماً من غارٍ مظلم في مكة يقول دثروني زملوني، كيف أصبح اليوم أُمة كاملة، وقوةً يُحسبُ لها حساب في جزيرة العرب، وكيف قد تبعه خيرة أهل المدينة المنورة، فخلصَ إلى أن الرجل نبيٌّ حقاً، وأنَّ هذا الدين االذي جاء به هو من عند الله فعلاً، فشرحَ اللهُ صدره للإسلام!
فأخذَ سيفه، ولحقَ بالجيش، فما وصل إلا والمعركة دائرة، والقتال على أشده، فقاتل ببسالةٍ قتال الأبطال، حتى أُصيبَ إصابةً بليغة، فلما رآه المسلمون عرفوه، فقالوا: هذا واللهِ الأُصيرم، ولقد تركناه وراءنا وإنه لمُنكرٌ لهذا الدين!
فسألوه: ما جاء بكَ يا عمرو؟ أحرباً مع قومكَ؟ أم رغبةً في الإسلام؟
فقال: بل رغبةً في الإسلام، آمنتُ باللهِ ورسوله وأسلمتُ، ثم أخذتُ سيفي فغدوتُ مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقاتلتُ حتى أصابني ما أصابني!
ولم يلبث الأُصيرم قليلاً حتى مات بين أيديهم، فذكروه للنبيِّ صلى الله عليه وسلم فقال: إنه لمن أهل الجنة!
وهذه القصة لا يُستدلُّ بها على أن الصلاة ليستْ بتلك الأهمية، ولا على أن تاركَ العبادات أمره يسير ويكفيه إيمانه دون عمل ليدخل الجنة، لأن الأُصيرم إنما آمن بعد الصلاة وقُتل قبل الصلاة التي بعدها!
يُستدلُّ بهذه القصة أن الإسلام يجبُّ ما قبله! وأن التوبة الصادقة تجبُّ ما قبلها، وأن الإنسان إذا عزم على التوبة بينه وبين الله، وعلمَ الله صدق توبته، ثم وافته المنية قبلَ الله تعالى منه توبته تكرماً وإن لم يشرع بأعمال التائبين!
يُستدلُّ بهذه القصة على أن الأعمال بالخواتيم، وأن المرء يُبعثُ على ما ماتَ عليه، على أن نُحسن الظن بالله بأنه أرحم وأكرم من أن يعلم أن عبده لا يريدُ إلا وجهه، وأنه يسعى في رضاه وإن عصاه، ثم يقبضه على معصية!
أدهم شرقاوي / صحيفة الوطن القطرية
أمّا القريب فقال :
"اقتلُوا يوسف"
وأمَّا الغريب فقال :
"أكرمي مثواه"
إنَّ الحُبَّ رزق
وإنك لا تعرفُ في أي قلبٍ رزقك ! ❤
.
#رسائل_من_القرآن
"اقتلُوا يوسف"
وأمَّا الغريب فقال :
"أكرمي مثواه"
إنَّ الحُبَّ رزق
وإنك لا تعرفُ في أي قلبٍ رزقك ! ❤
.
#رسائل_من_القرآن
مرضك الذي لا يعلمه إلا الله
اجعلْ له صدقةً خفية لا يعلمها إلا الله
والهمُّ الذي يربض على صدرك ولا يعلمه إلا الله
اجعلْ له استغفاراً خفياً لا يسمعه إلا الله
القلق الذي يعتريك ولا يعلمه إلا الله
اجعلْ له ركعتين في الله لا يراهما إلا الله
كان ابن القيم يقول :
الخوافي للخوافي ! ❤️
اجعلْ له صدقةً خفية لا يعلمها إلا الله
والهمُّ الذي يربض على صدرك ولا يعلمه إلا الله
اجعلْ له استغفاراً خفياً لا يسمعه إلا الله
القلق الذي يعتريك ولا يعلمه إلا الله
اجعلْ له ركعتين في الله لا يراهما إلا الله
كان ابن القيم يقول :
الخوافي للخوافي ! ❤️
السلام عليك يا صاحبي ٥٣
السّلام عليكَ يا صاحبي،
آلمتني هذا اليوم جداً بتصرفك،
ربما لو الأمر من غيركَ لهانَ عليَّ!
ولكن ضربة الصديق مضاعفة،
وطعنة الحبيب موجعة أكثر،
أتعرفُ ما هو أسوأ شيءٍ في خصام الأحبة؟
هو أننا مكشوفون تماماً، ونقاط ضعفنا ماثلة للعيان!
لهذا الأحبة -أو من كانوا كذلك- أقدر الناس على إيلامنا،
لأنهم يعرفون أين يُسدّدون ضرباتهم بالضبط!
في مكمن الوجع يا صاحبي، في مكمن الوجع!
أتعرفُ يا صاحبي ما هو المؤلم أكثر من الضربة؟
وما هو موجع أكثر من الطعنة؟
إنها الخيبة!
أن تحسبَ أنك في مأمنٍ، فتكتشف أنك في مرمى النار!
وأن تعتقد أنك في منعةٍ، فتجد أنك هُنتَ!
الجرح يلتئم، ومكانه يشفى،
ولكن الخيبة ستبقى تنزُّ إلى الأبد!
يا صاحبي،
أنا لست منزعجاً منكَ،
وإن كان الإنزعاج أقل واجب!
ولستُ غاضباً أيضاً،
وإن كان الغضبُ شعور طبيعي في موقف كهذا،
ولكني موجوع، موجوع جداً!
تؤلمني فكرة أن حسبتُ أني أحفظك عن ظهر قلب،
فأكتشفُ أنك كغريبٍ ألقى عليَّ التحية في مطار ومضى!
لا أعرفه، ولا يعرفني!
يا صاحبي،
ما أقسى أن يصبح الأحبة غرباء!
والسّلام لقلبكَ
أدهم شرقاوي
السّلام عليكَ يا صاحبي،
آلمتني هذا اليوم جداً بتصرفك،
ربما لو الأمر من غيركَ لهانَ عليَّ!
ولكن ضربة الصديق مضاعفة،
وطعنة الحبيب موجعة أكثر،
أتعرفُ ما هو أسوأ شيءٍ في خصام الأحبة؟
هو أننا مكشوفون تماماً، ونقاط ضعفنا ماثلة للعيان!
لهذا الأحبة -أو من كانوا كذلك- أقدر الناس على إيلامنا،
لأنهم يعرفون أين يُسدّدون ضرباتهم بالضبط!
في مكمن الوجع يا صاحبي، في مكمن الوجع!
أتعرفُ يا صاحبي ما هو المؤلم أكثر من الضربة؟
وما هو موجع أكثر من الطعنة؟
إنها الخيبة!
أن تحسبَ أنك في مأمنٍ، فتكتشف أنك في مرمى النار!
وأن تعتقد أنك في منعةٍ، فتجد أنك هُنتَ!
الجرح يلتئم، ومكانه يشفى،
ولكن الخيبة ستبقى تنزُّ إلى الأبد!
يا صاحبي،
أنا لست منزعجاً منكَ،
وإن كان الإنزعاج أقل واجب!
ولستُ غاضباً أيضاً،
وإن كان الغضبُ شعور طبيعي في موقف كهذا،
ولكني موجوع، موجوع جداً!
تؤلمني فكرة أن حسبتُ أني أحفظك عن ظهر قلب،
فأكتشفُ أنك كغريبٍ ألقى عليَّ التحية في مطار ومضى!
لا أعرفه، ولا يعرفني!
يا صاحبي،
ما أقسى أن يصبح الأحبة غرباء!
والسّلام لقلبكَ
أدهم شرقاوي
على خُطى الرَّسول ﷺ ١٠٩
إنَّها جِنان
أُصيبَ حارثة بن سُراقة يوم بدر بسهمٍ طائشٍ لا يُدرى أُطلِقَ من معسكر المسلمين أم من معسكر المشركين فاستشهد، فصار الناس يتحدثون بذلك كالمشككين باستشهاده.
فجاءت أمه الرُّبيعُ بنت النَّضر إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم وقالت له: يا رسول الله، أخبرني عن حارثة، لئن أصابَ خيراً احتسبتُ وصبرتُ، وإن لم يُصب الخير اجتهدتُ في الدعاء!
فقال لها النبيُّ صلى الله عليه وسلم: يا أم حارثة إنها جنان، وإنَّ ابنكِ أصابَ الفردوس الأعلى، والفردوس ربوة الجنة وأوسطها وأفضلها!
ليس المهم كيف يموتُ الإنسان، المهم إلى أين كان يسيرُ لحظة موته، لا فرقَ بين سهم طائش وسهم مقصود ما دام القبُ في طريقه إلى الله، لا يهم في حادث سيارة، أو في مرض، أو في حريق، المهم عندما حانت تلك اللحظة كم كان مقدار الله في قلبك!
الذي قتل تسعةً وتسعين نفساً ثم جاء إلى عابدٍ يسأله هل له من توبة، فأخبره أن لا توبه له، فقتله وأتمَّ به المئة، أراد بعد ذلك أن يتوب، فجاء إلى عالمٍ هذه المرة، فأخبره أن باب التوبة مفتوح، وأن رحمة الله أكبر من ذنوب الإنسان مهما بلغتْ، ولكن نصحه أن يُغادر قرية السوء التي يعيش بها، ويتجه إلى قرية الصالحين، فعزمَ على التوبة، وخرج يريدُ تلك القرية ولا شيء في قلبه إلا أن يُصلح ما بينه وبين الله، فماتَ في الطريق، فأخذته ملائكة الرحمة على ما كان في نيته!
اِجعل الله دوماً في نيتك، ورضاه نصب عينيكَ، إذا فتح اللهُ لكَ باب طاعةٍ فلا تُغلقه، وإذا فتح لكَ الشيطان باب معصية فأسرع بالرجوع، زِدْ في الطاعة، واستغفِرْ من المعصية، أرِ اللهَ أنه لا شيء في قلبكَ أكبر منه سبحانه ثم لا عليكَ بأي طريقةٍ كانت النهاية!
أبو بكر ماتَ على فراشه، وعمر وعلي شهيدين في صلاة الفجر، وعثمان مذبوحاً على المصحف، وخالد على فراشه، وأبو عبيدة بالطاعون، اختلفت النهايات ولكن الحياة تشابهتْ، جميعهم كانوا يسيرون إلى الله!
أدهم شرقاوي / صحيفة الوطن القطرية
إنَّها جِنان
أُصيبَ حارثة بن سُراقة يوم بدر بسهمٍ طائشٍ لا يُدرى أُطلِقَ من معسكر المسلمين أم من معسكر المشركين فاستشهد، فصار الناس يتحدثون بذلك كالمشككين باستشهاده.
فجاءت أمه الرُّبيعُ بنت النَّضر إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم وقالت له: يا رسول الله، أخبرني عن حارثة، لئن أصابَ خيراً احتسبتُ وصبرتُ، وإن لم يُصب الخير اجتهدتُ في الدعاء!
فقال لها النبيُّ صلى الله عليه وسلم: يا أم حارثة إنها جنان، وإنَّ ابنكِ أصابَ الفردوس الأعلى، والفردوس ربوة الجنة وأوسطها وأفضلها!
ليس المهم كيف يموتُ الإنسان، المهم إلى أين كان يسيرُ لحظة موته، لا فرقَ بين سهم طائش وسهم مقصود ما دام القبُ في طريقه إلى الله، لا يهم في حادث سيارة، أو في مرض، أو في حريق، المهم عندما حانت تلك اللحظة كم كان مقدار الله في قلبك!
الذي قتل تسعةً وتسعين نفساً ثم جاء إلى عابدٍ يسأله هل له من توبة، فأخبره أن لا توبه له، فقتله وأتمَّ به المئة، أراد بعد ذلك أن يتوب، فجاء إلى عالمٍ هذه المرة، فأخبره أن باب التوبة مفتوح، وأن رحمة الله أكبر من ذنوب الإنسان مهما بلغتْ، ولكن نصحه أن يُغادر قرية السوء التي يعيش بها، ويتجه إلى قرية الصالحين، فعزمَ على التوبة، وخرج يريدُ تلك القرية ولا شيء في قلبه إلا أن يُصلح ما بينه وبين الله، فماتَ في الطريق، فأخذته ملائكة الرحمة على ما كان في نيته!
اِجعل الله دوماً في نيتك، ورضاه نصب عينيكَ، إذا فتح اللهُ لكَ باب طاعةٍ فلا تُغلقه، وإذا فتح لكَ الشيطان باب معصية فأسرع بالرجوع، زِدْ في الطاعة، واستغفِرْ من المعصية، أرِ اللهَ أنه لا شيء في قلبكَ أكبر منه سبحانه ثم لا عليكَ بأي طريقةٍ كانت النهاية!
أبو بكر ماتَ على فراشه، وعمر وعلي شهيدين في صلاة الفجر، وعثمان مذبوحاً على المصحف، وخالد على فراشه، وأبو عبيدة بالطاعون، اختلفت النهايات ولكن الحياة تشابهتْ، جميعهم كانوا يسيرون إلى الله!
أدهم شرقاوي / صحيفة الوطن القطرية
السلام عليك يا صاحبي ٥٤
السّلام عليكَ يا صاحبي،
إياكَ أن تعتقدَ أني ساذجٌ
وأنه قد تمَّ خداعي!
صدقني، كنتُ أعرفُ أني سأصلُ إلى هذا القدر من الخيبة،
منذ أول خطوةٍ خطوتها في هذا الطريق!
يا صاحبي،
يحدثُ أن ترى الثقب في سفينة أحدهم،
وهي واقفة في المرفأ قبل أن تخطو في البحر خطوة واحدة،
ولكنكَ تُغامر وتركب،
ممنياً نفسك أن الحُبَّ يستطيعُ
أن يسُدَّ كل الثقوب حتى لو كانت في السُّفن!
فينتهي بكَ المطاف بثقبٍ في قلبك!
يا صاحبي،
يحدثُ أن تعرف أنَّ كتف أحدهم لا يصلح إلا لحمل الجنائز،
ولكنكَ تتكئ على كتفه معتقداً أن الحُبَّ يُقوِّم القلوب لا الأكتاف فحسب،
ولكن ينتهي بك المطاف جثةً هامدة على كتفٍ كنتَ تعرفُ أنه لا يحسنُ غير هذا!
يا صاحبي،
يحدثُ أن ترى شراسةً منذ الخطوة الأولى،
ولكنكَ تُتابع سيركَ وتقولُ في نفسك:
إنه بالحُب وحسن المعاملة!
يستطيعُ الإنسان أن يُروِّضَ الحيوانات المفترسة،
فتكتشفُ أن ترويض الحيوانات أسهل من ترويض الناس،
وينتهي بك الأمر فريسةً مضرجةً بدمائها!
يا صاحبي،
نحن لم نكن عمياناً منذ البداية،
وواللهِ لم نكن ساذجين،
نحن فقط آمنا أن الحُبَّ يصنعُ المعجزات!
والسّلام لقلبكَ
أدهم شرقاوي
السّلام عليكَ يا صاحبي،
إياكَ أن تعتقدَ أني ساذجٌ
وأنه قد تمَّ خداعي!
صدقني، كنتُ أعرفُ أني سأصلُ إلى هذا القدر من الخيبة،
منذ أول خطوةٍ خطوتها في هذا الطريق!
يا صاحبي،
يحدثُ أن ترى الثقب في سفينة أحدهم،
وهي واقفة في المرفأ قبل أن تخطو في البحر خطوة واحدة،
ولكنكَ تُغامر وتركب،
ممنياً نفسك أن الحُبَّ يستطيعُ
أن يسُدَّ كل الثقوب حتى لو كانت في السُّفن!
فينتهي بكَ المطاف بثقبٍ في قلبك!
يا صاحبي،
يحدثُ أن تعرف أنَّ كتف أحدهم لا يصلح إلا لحمل الجنائز،
ولكنكَ تتكئ على كتفه معتقداً أن الحُبَّ يُقوِّم القلوب لا الأكتاف فحسب،
ولكن ينتهي بك المطاف جثةً هامدة على كتفٍ كنتَ تعرفُ أنه لا يحسنُ غير هذا!
يا صاحبي،
يحدثُ أن ترى شراسةً منذ الخطوة الأولى،
ولكنكَ تُتابع سيركَ وتقولُ في نفسك:
إنه بالحُب وحسن المعاملة!
يستطيعُ الإنسان أن يُروِّضَ الحيوانات المفترسة،
فتكتشفُ أن ترويض الحيوانات أسهل من ترويض الناس،
وينتهي بك الأمر فريسةً مضرجةً بدمائها!
يا صاحبي،
نحن لم نكن عمياناً منذ البداية،
وواللهِ لم نكن ساذجين،
نحن فقط آمنا أن الحُبَّ يصنعُ المعجزات!
والسّلام لقلبكَ
أدهم شرقاوي
السلام عليك يا صاحبي ٥٥
السّلام عليكَ يا صاحبي،
لطالما كان الاعتذار دليل تحضُّرٍ ورُقيٍّ،
ولكن ليست كل المواقف يصلحها الاعتذار!
الاعتذار عندما تدوس قدمي بغير قصد،
لا عندما تدوس قلبي!
وعندما تكسرُ لي كوباً أو قلماً أُحبه،
لا عندما تكسرُ خاطري!
وعندما تجرح غلاف كتاب عزيز عليَّ أعرتُكَ إياه،
لا عندما تجرحُ لي كرامتي وقد أمّنتُكَ عليها!
يا صاحبي،
هناك أخطاء لا تصلحها كلمة آسف!
فأحياناً يكون الجرح أكبر من الاعتذار،
والطعنة أعمق من المفردات،
والكسر أعقد من أن تصلحه جبائر العالم كله،
هناك أخطاء لا تُغتفر،
كأن تدوس على موضع ألمي، وأنتَ تعلمُ أن هذا سيوجعني جداً،
وكأن أبوح لكَ بسرٍّ كدتُ أن أخفيه عن نفسي،
فأجدكَ تحاربني به،
وكأن أصحبك إلى أعمق نقطةٍ فيَّ،
فأجدكَ قد عثتَ فيَّ فساداً!
يا صاحبي،
بعض المواقف لا يمكن إصلاحها،
والماء لا يعود دوماً إلى مجاريه،
وإن عاد فسيبقى إلى الأبد آسناً،
ولا أحد يرغبُ أن يشربَ ماءً آسناً ولو ماتَ من العطش!
فلا تعتذر مني،
حيث تكون سكّينك ما زالت تقطرُ من دمي!
صدقني،
أن ترحل بصمتٍ فهذا أجدى لي ولكَ!
لا تعتذر،
وقد أحدثتَ في قلبي فجوةً لن يملأها كل كلام الغزل الذي لا روح فيه!
يا صاحبي،
لا تعُدْ إليَّ بعد أن كنتُ في يدكَ وأفلتني!
والسّلام لقلبكَ
أدهم شرقاوي
السّلام عليكَ يا صاحبي،
لطالما كان الاعتذار دليل تحضُّرٍ ورُقيٍّ،
ولكن ليست كل المواقف يصلحها الاعتذار!
الاعتذار عندما تدوس قدمي بغير قصد،
لا عندما تدوس قلبي!
وعندما تكسرُ لي كوباً أو قلماً أُحبه،
لا عندما تكسرُ خاطري!
وعندما تجرح غلاف كتاب عزيز عليَّ أعرتُكَ إياه،
لا عندما تجرحُ لي كرامتي وقد أمّنتُكَ عليها!
يا صاحبي،
هناك أخطاء لا تصلحها كلمة آسف!
فأحياناً يكون الجرح أكبر من الاعتذار،
والطعنة أعمق من المفردات،
والكسر أعقد من أن تصلحه جبائر العالم كله،
هناك أخطاء لا تُغتفر،
كأن تدوس على موضع ألمي، وأنتَ تعلمُ أن هذا سيوجعني جداً،
وكأن أبوح لكَ بسرٍّ كدتُ أن أخفيه عن نفسي،
فأجدكَ تحاربني به،
وكأن أصحبك إلى أعمق نقطةٍ فيَّ،
فأجدكَ قد عثتَ فيَّ فساداً!
يا صاحبي،
بعض المواقف لا يمكن إصلاحها،
والماء لا يعود دوماً إلى مجاريه،
وإن عاد فسيبقى إلى الأبد آسناً،
ولا أحد يرغبُ أن يشربَ ماءً آسناً ولو ماتَ من العطش!
فلا تعتذر مني،
حيث تكون سكّينك ما زالت تقطرُ من دمي!
صدقني،
أن ترحل بصمتٍ فهذا أجدى لي ولكَ!
لا تعتذر،
وقد أحدثتَ في قلبي فجوةً لن يملأها كل كلام الغزل الذي لا روح فيه!
يا صاحبي،
لا تعُدْ إليَّ بعد أن كنتُ في يدكَ وأفلتني!
والسّلام لقلبكَ
أدهم شرقاوي