النُضج عزيز ، لا يُهدِيك ذاته إلا بعد أن يُذِيقك مرارة المواقف ، ويُجرّعك من كؤوس التجارب .. ويأخذ ضريبته من نفسك ، لكنك ستشكر كل ذلك .. بعد أن تصل إلى مرحلة تقرأ فيها ملامح الدروب قبل أن تمضي فيها وتستشفّ محتواها .. وتُقدِّر بحقٍ خطوتك ، فلا تبذلها في كل سبيل يلوح لك .

وما من شيءٍ أهنأ على الإنسان من أن يُغلق بابَ بيته آمِنًا .. وأن يكونَ صحيحًا في نفسه وذرّيته وأهله ، يعودُ حامِلًا طمأنينته وأنسه في صدره ولا يُنازِعه أحدٌ فيهما .

العلاقة مع الله منيعه وجابرة وأبدية، عندما يحبك الله سينعكس حبهُ علىٰ وجهك ويسخر لك الأرض وما عليها، يأخذ جل تفكيرك حتىٰ تبغض فكرة الانشغال عن غيره، ستجده دائماً عندما تحتاجه يراقبك ستشعر معه بالحماية وبتفاهة الدنيا وقيمة نفسك

‏{رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي}

تتزاحم الآلام في قلب العَبد حتى ما يظن أنَّ لها كاشفة ، فإذا بالجبَّار يجبر ذلك القلب .. وبعد أشهر ينسَى العبد كل آلامه وأوجَاعه لأنَّ الله لم يذهبها فحسَب ، بل جبر المكان الذي حطّمته فعاد كأن لم يتهشّم بالأمس !

لأنني أعرف ماذا وهَبتك
‏أعرف أنك لن تنساني.

يقولُ الشافعي : أصعب الحرام أولُه، ثم يَسْهُل، ثم يُسْتَسَاغ، ثم يُؤلف، ثم يحلُو، ثم يطبع على القلب، ثم يبحث القلبُ عن حرامٍ آخر! .

لا كالذين يربحون دائماً ، بل كالذين لا يستسلمون أبداً

‏﴿ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ؛ فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ ﴾

‏"أحبّ سورة مريم، وأحبّ قافية الألف الخفيفة في نهاية آياتها، وأحبّ أن الله حقق فيها معجزتين لمريم ولزكريا وفي المرتين قال: "هو عليّ هيّن".. أحبّ نداء الله لمريم ألّا تخافي ولا تحزني، وكُلي واشربي وقرّي عينًا، وأحبّ "وما كان ربّك نسيًّا".