كثير ممن ابتلي بسماع الأغاني حتى لو كان ممن يخادع نفسه بأنها "حلال" تجد عنده ما يدل على أنه يراها من الخبائث في قرارة نفسه، فتراه يتحرى عدم تشغيلها أوقات الآذان، وحتى أني أعرف أحدهم عنده عود، ولكنه في رمضان يعتزله ولا يعزف عليه، ويكأن الطيبات تحرُم طيلَة شهرِ رمضان! فهذا إقرار ضمني بأنها من الخبائث، ثم تجد بعضهم ينافح عن كونها حلالًا مع فعله لما سبق ذكره.
ويعرف كذلك في قرارة نفسه أنه لا يتحمل أن يجلس ويستمع للقرآن بصوت ليس فيه تلحين مشابه للأغاني، ولا يتنعم بالتدبر في كتاب الله وتعقُّلِ معانيه، نسأل الله السلامة والعافية، حتى لو كابر وقال لك لا أنا أقرأ القرآن والخ..، يستحيل ألا يجد في نفسه شيئا من هذا!
ويرحم الله الإمام ابنَ قيم الجوزية إذ يقول:
حُبُّ الكِتَابِ وَحُبُّ ألحَانِ الغِنَا ...
فِي قَلْبِ عَبْدٍ لَيْسَ يَجْتَمِعَانِ
ثَقُلَ الكِتَابُ عَلَيْهِمُ لَمَّا رَأَوْا ...
تَقييدَهُ بِشَرَائِعِ الإِيمَانِ
وَاللَّهْوُ خَفَّ عَلَيْهِمُ لَمَّا رَأَوْا ...
مَا فِيهِ مِنْ طَرَبٍ وَمِنْ ألحَانِ
قُوتُ النُّفُوسِ وَإنَّمَا القُرْآنُ قُو ...
تُ القَلْبِ أنَّى يَسْتَوِي القُوتَانِ!
وَلِذَا تَرَاهُ حَظَّ ذِي النُّقْصَانِ كَالْـ ...
ـجُهَّالِ والصِّبْيَانِ والنِّسْوَانِ
وَأَلَذُّهُمْ فِيهِ أَقَلُّهُمُ مِنَ الْـ ...
ـعَقْلِ الصَّحِيحِ فَسَلْ أَخَا العِرْفَانِ
يَا لَذَّةَ الفُسَّاقِ لَسْتِ كَلَذَّةِ الْـ ...
أبْرارِ فِي عَقْلٍ وَلَا قُرْآنِ
وقد قال ابن مسعود رضي الله عنه:
الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء البقل.
قال #ابن_القيم رحمه الله في مدارج السالكين:
وهذا كلام عارف بأثر الغناء وثمرته فإنه ما اعتاده أحد إلا نافق قلبه وهو لا يشعر ، ولو عرف حقيقة النفاق وغايته لأبصره في قلبه ، فإنه ما اجتمع في قلب عبد قط محبة الغناء ومحبة القرآن إلا طردت إحداهما الأخرى ، وقد شاهدنا نحن وغيرنا ثقل القرآن على أهل الغناء وسماعه ، وتبرمهم به ، وصياحهم بالقارئ إذا طول عليهم ، وعدم انتفاع قلوبهم بما يقرؤه ، فلا تتحرك ولا تطرب ، ولا تهيج منها بواعث الطلب ، فإذا جاء قرآن الشيطان فلا إله إلا الله ، كيف تخشع منهم الأصوات ، وتهدأ الحركات ، وتسكن القلوب وتطمئن ، ويقع البكاء والوجد ، والحركة الظاهرة والباطنة ، والسماحة بالأثمان والثياب ، وطيب السهر ، وتمني طول الليل ، فإن لم يكن هذا نفاقا فهو آخية النفاق وأساسه!.
ويعرف كذلك في قرارة نفسه أنه لا يتحمل أن يجلس ويستمع للقرآن بصوت ليس فيه تلحين مشابه للأغاني، ولا يتنعم بالتدبر في كتاب الله وتعقُّلِ معانيه، نسأل الله السلامة والعافية، حتى لو كابر وقال لك لا أنا أقرأ القرآن والخ..، يستحيل ألا يجد في نفسه شيئا من هذا!
ويرحم الله الإمام ابنَ قيم الجوزية إذ يقول:
حُبُّ الكِتَابِ وَحُبُّ ألحَانِ الغِنَا ...
فِي قَلْبِ عَبْدٍ لَيْسَ يَجْتَمِعَانِ
ثَقُلَ الكِتَابُ عَلَيْهِمُ لَمَّا رَأَوْا ...
تَقييدَهُ بِشَرَائِعِ الإِيمَانِ
وَاللَّهْوُ خَفَّ عَلَيْهِمُ لَمَّا رَأَوْا ...
مَا فِيهِ مِنْ طَرَبٍ وَمِنْ ألحَانِ
قُوتُ النُّفُوسِ وَإنَّمَا القُرْآنُ قُو ...
تُ القَلْبِ أنَّى يَسْتَوِي القُوتَانِ!
وَلِذَا تَرَاهُ حَظَّ ذِي النُّقْصَانِ كَالْـ ...
ـجُهَّالِ والصِّبْيَانِ والنِّسْوَانِ
وَأَلَذُّهُمْ فِيهِ أَقَلُّهُمُ مِنَ الْـ ...
ـعَقْلِ الصَّحِيحِ فَسَلْ أَخَا العِرْفَانِ
يَا لَذَّةَ الفُسَّاقِ لَسْتِ كَلَذَّةِ الْـ ...
أبْرارِ فِي عَقْلٍ وَلَا قُرْآنِ
وقد قال ابن مسعود رضي الله عنه:
الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء البقل.
قال #ابن_القيم رحمه الله في مدارج السالكين:
وهذا كلام عارف بأثر الغناء وثمرته فإنه ما اعتاده أحد إلا نافق قلبه وهو لا يشعر ، ولو عرف حقيقة النفاق وغايته لأبصره في قلبه ، فإنه ما اجتمع في قلب عبد قط محبة الغناء ومحبة القرآن إلا طردت إحداهما الأخرى ، وقد شاهدنا نحن وغيرنا ثقل القرآن على أهل الغناء وسماعه ، وتبرمهم به ، وصياحهم بالقارئ إذا طول عليهم ، وعدم انتفاع قلوبهم بما يقرؤه ، فلا تتحرك ولا تطرب ، ولا تهيج منها بواعث الطلب ، فإذا جاء قرآن الشيطان فلا إله إلا الله ، كيف تخشع منهم الأصوات ، وتهدأ الحركات ، وتسكن القلوب وتطمئن ، ويقع البكاء والوجد ، والحركة الظاهرة والباطنة ، والسماحة بالأثمان والثياب ، وطيب السهر ، وتمني طول الليل ، فإن لم يكن هذا نفاقا فهو آخية النفاق وأساسه!.