﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ﴾ أي: خلق السماوات والأرض، وما فيهما من المخلوقات ﴿لَآيَةً لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ﴾
فكلما كان العبد أعظم إنابة إلى اللّه، كان انتفاعه بالآيات أعظم، لأن المنيب مقبل إلى ربه، قد توجهت إراداته وهماته لربه، ورجع إليه في كل أمر من أموره، فصار قريبا من ربه، ليس له هم إلا الاشتغال بمرضاته، فيكون نظره للمخلوقات نظر فكرة وعبرة، لا نظر غفلة غير نافعة.
#تفسير السعدي
فكلما كان العبد أعظم إنابة إلى اللّه، كان انتفاعه بالآيات أعظم، لأن المنيب مقبل إلى ربه، قد توجهت إراداته وهماته لربه، ورجع إليه في كل أمر من أموره، فصار قريبا من ربه، ليس له هم إلا الاشتغال بمرضاته، فيكون نظره للمخلوقات نظر فكرة وعبرة، لا نظر غفلة غير نافعة.
#تفسير السعدي
عدم الخشوع والطمأنينة بذكر الله تكون من عدة أمور، من أبرزها :
- وجود نوع تهوين لفضل وأجر هذا العمل العظيم، وهذا حله بأن تقرأ وتسمع عن فضائل الذكر وآثاره، وبداية هذه السلسلة تفيدك إن شاء الله، وقد أرشد رسول الله ﷺ بقوله «لا تحقرن من المعروف شيئا»، شيئا صغيرا ولا كبيرا، فكيف إن كان من أجل الأعمال؟
- عدم التأمل في معاني الأذكار، إما لانشغال بالهاتف أثناء الذكر وهذا أمر خاطئ جدا، ولا ينبغي أبدا، بل اترك الهاتف وكل الشواغل وتدبر وتأمل فيما تقول.
- عدم فهم معاني الأذكار من الأصل، وهذا أمر مهم جدا، وفي السلسلة التي وضعت رابطها شرح لمعاني الأذكار، ويوجد كتاب للشيخ عبد الرزاق البدر عن فقه الأذكار، ويوجد في موقع الدرر السنية شرحح لمعانيها كذلك لمن يريد الاختصار تبحث عن الذكر (والذي هو من حديث في الأصل) وتقرأ في شرحه.
وتوجد أسباب أخرى كوجود خلل في الإخلاص، جهل بأسماء الله وصفاته وعظمة الله سبحانه وتعالى، فأغلب الأذكار تأتي مقررة لهذا الشأن، وكذلك قسوة القلب التي تلينها كثرة الذكر والتأمل في معانيه، وترك الذنوب والمعاصي والأهواء، والإقبال على الله بصدق.
ولا تنتظر أن تصير خاشعا متخشعا حتى تذكر الله، فذكر الله من أعظم سبل استجلاب الخشوع أصلا إذا عملته على النحو الصحيح بإذن الله، ولا تنتظر من أول بدايتك أن تجد شيئا عظيماً من الآثار فإن لم تجد تيأس وتترك.. فهذا من تلبيس الشيطان.
واعمل لك وردا -ولو قل- من الأذكار وداوم عليه، وليكن أقل القليل الذي لا تتركه مهما كانت الظروف، ثم زد بقدر طاقتك، ولا تكلف نفسك ما لا تطيق لأنك بشر في النهاية معرض للمشاغل، للملل، ولهذا أرشد النبي صلى الله عليه وسلم بقوله :
يا أيُّها النَّاسُ، خُذُوا مِنَ الأعْمَالِ ما تُطِيقُونَ؛ فإنَّ اللَّهَ لا يَمَلُّ حتَّى تَمَلُّوا، وإنَّ أحَبَّ الأعْمَالِ إلى اللَّهِ ما دَامَ وإنْ قَلَّ. رواه البخاري.
- وجود نوع تهوين لفضل وأجر هذا العمل العظيم، وهذا حله بأن تقرأ وتسمع عن فضائل الذكر وآثاره، وبداية هذه السلسلة تفيدك إن شاء الله، وقد أرشد رسول الله ﷺ بقوله «لا تحقرن من المعروف شيئا»، شيئا صغيرا ولا كبيرا، فكيف إن كان من أجل الأعمال؟
- عدم التأمل في معاني الأذكار، إما لانشغال بالهاتف أثناء الذكر وهذا أمر خاطئ جدا، ولا ينبغي أبدا، بل اترك الهاتف وكل الشواغل وتدبر وتأمل فيما تقول.
- عدم فهم معاني الأذكار من الأصل، وهذا أمر مهم جدا، وفي السلسلة التي وضعت رابطها شرح لمعاني الأذكار، ويوجد كتاب للشيخ عبد الرزاق البدر عن فقه الأذكار، ويوجد في موقع الدرر السنية شرحح لمعانيها كذلك لمن يريد الاختصار تبحث عن الذكر (والذي هو من حديث في الأصل) وتقرأ في شرحه.
وتوجد أسباب أخرى كوجود خلل في الإخلاص، جهل بأسماء الله وصفاته وعظمة الله سبحانه وتعالى، فأغلب الأذكار تأتي مقررة لهذا الشأن، وكذلك قسوة القلب التي تلينها كثرة الذكر والتأمل في معانيه، وترك الذنوب والمعاصي والأهواء، والإقبال على الله بصدق.
ولا تنتظر أن تصير خاشعا متخشعا حتى تذكر الله، فذكر الله من أعظم سبل استجلاب الخشوع أصلا إذا عملته على النحو الصحيح بإذن الله، ولا تنتظر من أول بدايتك أن تجد شيئا عظيماً من الآثار فإن لم تجد تيأس وتترك.. فهذا من تلبيس الشيطان.
واعمل لك وردا -ولو قل- من الأذكار وداوم عليه، وليكن أقل القليل الذي لا تتركه مهما كانت الظروف، ثم زد بقدر طاقتك، ولا تكلف نفسك ما لا تطيق لأنك بشر في النهاية معرض للمشاغل، للملل، ولهذا أرشد النبي صلى الله عليه وسلم بقوله :
يا أيُّها النَّاسُ، خُذُوا مِنَ الأعْمَالِ ما تُطِيقُونَ؛ فإنَّ اللَّهَ لا يَمَلُّ حتَّى تَمَلُّوا، وإنَّ أحَبَّ الأعْمَالِ إلى اللَّهِ ما دَامَ وإنْ قَلَّ. رواه البخاري.
س: ما علة قول بعض السلف: الإيمان نصفان، نصفه صبر ونصفه شكر؟
الجواب -والله أعلم-: ذلك لأن حال المؤمن لا يخرج عن أمرين، إما أن يكون في نعمة فيشكرها بقلبه ولسانه وجوارحه، أو أن يكون في بلاء أو طاعة فيصبر عليه/عليها، أو في حال تدعوه نفسه لمعصية فيصبر عنها، ولا يمكن أن يخرج عن هذه الحالات ألبتة، فلهذا كان الإيمان نصفين، بهذا الاعتبار.
الجواب -والله أعلم-: ذلك لأن حال المؤمن لا يخرج عن أمرين، إما أن يكون في نعمة فيشكرها بقلبه ولسانه وجوارحه، أو أن يكون في بلاء أو طاعة فيصبر عليه/عليها، أو في حال تدعوه نفسه لمعصية فيصبر عنها، ولا يمكن أن يخرج عن هذه الحالات ألبتة، فلهذا كان الإيمان نصفين، بهذا الاعتبار.
Audio
#لقب #كنية
لا أريد استعمال لقب "دكتور"، واستثقل استعمال ما يقابله في العربية
https://t.me/asyilatalsuhba
لا أريد استعمال لقب "دكتور"، واستثقل استعمال ما يقابله في العربية
https://t.me/asyilatalsuhba
Forwarded from عبد الفتاح (أبو خديجة)
• النساء ومعرض الكتاب؛ قصة عشق لا تنتهي
تحسب أختنا الملتزمة وغير الملتزمة أنها لو لم تزر معرضًا، أو حدثا ثقافيا، أو شاطئًا، أو مركزا تجاريا في حياتها؛ أنها ستموت قهرًا وحزنا وتخلفا وكمدا.
إلا أن هذا التصور الذي ترسمه آليات الإعلام الليبيرالي، والصور الجميلة الملتقطة على مواقع التواصل الاجتماعي لتحسسها بمدى انغلاق عالمها؛ مصيدة تغفل وتهمل عن كثير من أماكن التنزه النظيفة المناسبة، والتي بإمكان المرأة زيارتها مع زوجها أو أبيها أو أحد محارمها، فتمشي شامخة الرأس لا يخشى عليها من طمع الطامعين وكيد الكائدين الذي ينتظرون وينظرون إليها كقطع لحم وجب تذوقها أو شهوة وجب قضاؤها كما جاء في عيون الأخبار لابن قتيبة (107/4) أنّ امرأة قدِمت إلى مكة تريد الحج والعمرة، وكانت من أجمل النساء، فلما ذهبت ترمي الجمار رآها عمرُ بن أبي ربيعة الشاعرُ المعروف، وكان مُغرماً بالنساء والتغزل بهن، فكلمها فلم تجبْه، فلما كانت الليلة الثانية تعرض لها، فصاحت به: إليك عني؛ فإني في حرم الله، وفي أيام عظيمة الحُرْمة؟ فألحَّ عليها، فخافت من افتضاحِ أمرها، فتركته ورجعت إلى خيمتها، فقالت لأخيها في الليلة الثالثة: اخرج معي فأرني المناسك، فلما رأى عمرُ بن أبي ربيعة أخاها معها، مكث في مكانه، ولم يتعرّض لها، فضحكت وقالت كلمتها المشهورة:
تعدو الكلابُ على مَنْ لا أسودَ لهُ
وتتّقي صولةَ المُسْتأسدِ الضاري
وهذا والله ما رأيته بالأمس والعام المنصرم والعام الذي قبله وفي كل محفل من ومع النساء، والفرق الشاسع بين تلك اللواتي أتين مع محارمهن، عكس الأخريات الغافلات الشاقيات..
وهوى النفس ومحاربة شرع الله وخاصة عند النساء في جانب حب الخروج من البيت عجيب وليس بجديد ومن سيء إلى أسوء، ويأبى إلا التعلّق بأماكن الريبة ومعاندة بنات جنسهن ولو كن على خطأ.. فقد ذكر الجُبْرُتي في حوادث سنة 1200 ه، فقال:
"وفيها نودي على النساء ألا يخرجن إلى الأسواق، وأنّ من خرجت شُنِقت.. فلم ينتهين".
ثم إنّ اكتظاظ المعرض والتصاق أجساد الناس ببعض؛ فيه مما تترفّع عنه المسلمة العفيفة إن كانت حرة تأبى الخلاعة والرذيلة، فمعرض الكتاب ليس أمرًا اضطراريًا يدفعها للذهاب إليه إلا مع محرم، وما أكثر الكتب سائر العام في جميع المكتبات مع توفّر خدمة التوصيل حتى باب المنزل، هذا لو افترضنا أنهن يذهبن فعلاً لشراء الكتب، لا لأنها موضة حديثة في النساء تساير خطى الغرب والعولمة والحداثة المقيتة لترسيخها في المجتمع، وجعل الاختلاط من المُسلّمات، وجعل حب الظهور والالتحاق بالمحافل والمناسبات وكل مكان أمرا إلزاميا وصفة محمودة تضاف لسيرتها الذاتية للدلالة على تفتحها وتحضرها -سفالتها وهوانها- ليكتمل مشهد المساواتية والحقوقية والاستحقاقية -ذكر/أنثى- لا أن يبقى حكرا على الرجال وفقط.
#عبد_الفتاح_سي_أحمد
تحسب أختنا الملتزمة وغير الملتزمة أنها لو لم تزر معرضًا، أو حدثا ثقافيا، أو شاطئًا، أو مركزا تجاريا في حياتها؛ أنها ستموت قهرًا وحزنا وتخلفا وكمدا.
إلا أن هذا التصور الذي ترسمه آليات الإعلام الليبيرالي، والصور الجميلة الملتقطة على مواقع التواصل الاجتماعي لتحسسها بمدى انغلاق عالمها؛ مصيدة تغفل وتهمل عن كثير من أماكن التنزه النظيفة المناسبة، والتي بإمكان المرأة زيارتها مع زوجها أو أبيها أو أحد محارمها، فتمشي شامخة الرأس لا يخشى عليها من طمع الطامعين وكيد الكائدين الذي ينتظرون وينظرون إليها كقطع لحم وجب تذوقها أو شهوة وجب قضاؤها كما جاء في عيون الأخبار لابن قتيبة (107/4) أنّ امرأة قدِمت إلى مكة تريد الحج والعمرة، وكانت من أجمل النساء، فلما ذهبت ترمي الجمار رآها عمرُ بن أبي ربيعة الشاعرُ المعروف، وكان مُغرماً بالنساء والتغزل بهن، فكلمها فلم تجبْه، فلما كانت الليلة الثانية تعرض لها، فصاحت به: إليك عني؛ فإني في حرم الله، وفي أيام عظيمة الحُرْمة؟ فألحَّ عليها، فخافت من افتضاحِ أمرها، فتركته ورجعت إلى خيمتها، فقالت لأخيها في الليلة الثالثة: اخرج معي فأرني المناسك، فلما رأى عمرُ بن أبي ربيعة أخاها معها، مكث في مكانه، ولم يتعرّض لها، فضحكت وقالت كلمتها المشهورة:
تعدو الكلابُ على مَنْ لا أسودَ لهُ
وتتّقي صولةَ المُسْتأسدِ الضاري
وهذا والله ما رأيته بالأمس والعام المنصرم والعام الذي قبله وفي كل محفل من ومع النساء، والفرق الشاسع بين تلك اللواتي أتين مع محارمهن، عكس الأخريات الغافلات الشاقيات..
وهوى النفس ومحاربة شرع الله وخاصة عند النساء في جانب حب الخروج من البيت عجيب وليس بجديد ومن سيء إلى أسوء، ويأبى إلا التعلّق بأماكن الريبة ومعاندة بنات جنسهن ولو كن على خطأ.. فقد ذكر الجُبْرُتي في حوادث سنة 1200 ه، فقال:
"وفيها نودي على النساء ألا يخرجن إلى الأسواق، وأنّ من خرجت شُنِقت.. فلم ينتهين".
ثم إنّ اكتظاظ المعرض والتصاق أجساد الناس ببعض؛ فيه مما تترفّع عنه المسلمة العفيفة إن كانت حرة تأبى الخلاعة والرذيلة، فمعرض الكتاب ليس أمرًا اضطراريًا يدفعها للذهاب إليه إلا مع محرم، وما أكثر الكتب سائر العام في جميع المكتبات مع توفّر خدمة التوصيل حتى باب المنزل، هذا لو افترضنا أنهن يذهبن فعلاً لشراء الكتب، لا لأنها موضة حديثة في النساء تساير خطى الغرب والعولمة والحداثة المقيتة لترسيخها في المجتمع، وجعل الاختلاط من المُسلّمات، وجعل حب الظهور والالتحاق بالمحافل والمناسبات وكل مكان أمرا إلزاميا وصفة محمودة تضاف لسيرتها الذاتية للدلالة على تفتحها وتحضرها -سفالتها وهوانها- ليكتمل مشهد المساواتية والحقوقية والاستحقاقية -ذكر/أنثى- لا أن يبقى حكرا على الرجال وفقط.
#عبد_الفتاح_سي_أحمد
﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلنَّاسُ أَنتُمُ ٱلۡفُقَرَاۤءُ إِلَى ٱللَّهِۖ وَٱللَّهُ هُوَ ٱلۡغَنِیُّ ٱلۡحَمِیدُ﴾ [فاطر]
يخاطب تعالى جميع الناس، ويخبرهم بحالهم ووصفهم، وأنهم فقراء إلى الله من جميع الوجوه:- فقراء في إيجادهم؛ فلولا إيجاده إياهم لم يوجدوا. - فقراء في إعدادهم بالقوى والأعضاء والجوارح التي لولا إعداده إياهم بها لما استعدوا لأي عمل كان. - فقراء في إمدادهم بالأقوات، والأرزاق، والنعم الظاهرة والباطنة؛ فلولا فضله وإحسانه وتيسيره الأمور لما حصل لهم من الرزق والنعم شيء. - فقراء في صرف النقم عنهم، ودفع المكاره، وإزالة الكروب والشدائد؛ فلولا دفعه عنهم وتفريجه لكرباتهم وإزالته لعسرهم لاستمرت عليهم المكاره والشدائد.
#تفسير السعدي
يخاطب تعالى جميع الناس، ويخبرهم بحالهم ووصفهم، وأنهم فقراء إلى الله من جميع الوجوه:- فقراء في إيجادهم؛ فلولا إيجاده إياهم لم يوجدوا. - فقراء في إعدادهم بالقوى والأعضاء والجوارح التي لولا إعداده إياهم بها لما استعدوا لأي عمل كان. - فقراء في إمدادهم بالأقوات، والأرزاق، والنعم الظاهرة والباطنة؛ فلولا فضله وإحسانه وتيسيره الأمور لما حصل لهم من الرزق والنعم شيء. - فقراء في صرف النقم عنهم، ودفع المكاره، وإزالة الكروب والشدائد؛ فلولا دفعه عنهم وتفريجه لكرباتهم وإزالته لعسرهم لاستمرت عليهم المكاره والشدائد.
#تفسير السعدي
Forwarded from ناصيتي بيدك
فمن رحمة الأب بولده: أن يُكرِهه على التأدّب بالعلم والعمل، ويشقّ عليه في ذلك بالضّرب وغيره، ويمنعه شهواته التي تعود بضرره، ومتى أهمل ذلك من ولده كان لقِلَّة رحمته به، وإن ظنّ أنه يرحمه ويُرفّهُه ويُريحه، فهذه رحمة مقرونة بجهل، كرحمة الأم.
(ابن القيم).
(ابن القيم).
"ابن القيم ونقض عقيدة التدخل الإلهي عند النصارى"
وكانَ مِن دُعاءِ النَّبِيِّ ﷺ «اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِرِضاكَ مِن سُخْطِكَ، وأعُوذُ بِمُعافاتِكَ مِن عُقُوبَتِكَ، وأعُوذُ بِكَ مِنكَ».
فَتَأمَّلْ ذِكْرَ اسْتِعاذَتِهِ ﷺ بِصِفَةِ الرِّضا مِن صِفَةِ السُّخْطِ وبِفِعْلِ المُعافاةِ مِن فِعْلِ العُقُوبَةِ، فالأوَّلُ لِلصِّفَةِ، والثّانِي لِأثَرِها المُتَرَتِّبِ عَلَيْها، ثُمَّ رَبَطَ ذَلِكَ كُلَّهُ بِذاتِهِ سُبْحانَهُ، وأنَّ ذَلِكَ كُلَّهُ راجِعٌ إلَيْهِ وحْدَهُ، لا إلى غَيْرِهِ، فَما أعُوذُ مِنهُ واقِعٌ بِمَشِيئَتِكَ وإرادَتِكَ، وما أعُوذُ بِهِ مِن رِضاكَ وُمُعافاتِكَ هُوَ بِمَشِيئَتِكَ وإرادَتِكَ، إنْ شِئْتَ أنْ تَرْضى عَنْ عَبْدِكَ وتُعافِيَهُ، وإنْ شِئْتَ أنْ تَغْضَبَ عَلَيْهِ وتُعاقِبَهُ، فَإعاذَتِي مِمّا أكْرَهُ وأحْذَرُ، ومَنعُهُ أنْ يَحِلَّ بِي هُوَ بِمَشِيئَتِكَ أيْضًا، فالمَحْبُوبُ والمَكْرُوهُ كُلُّهُ بِقَضائِكَ ومَشِيئَتِكَ، فَعِياذِي بِكَ مِنكَ عِياذِي بِحَوْلِكَ وقُوَّتِكَ وقُدْرَتِكَ ورَحْمَتِكَ وإحْسانِكَ مِمّا يَكُونُ بِحَوْلِكَ وقُوَّتِكَ وقُدْرَتِكَ وعَدْلِكَ وحِكْمَتِكَ، فَلا أسْتَعِيذُ بِغَيْرِكَ مِن غَيْرِكَ، ولا أسْتَعِيذُ إلّا بِكَ مِن شَيْءٍ هُوَ صادِرٌ عَنْ مَشِيئَتِكَ وخَلْقِكَ، بَلْ هُوَ مِنكَ، ولا أسْتَعِيذُ بِغَيْرِكَ مِن شَيْءٍ هُوَ صادِرٌ عَنْ مَشِيئَتِكَ وقَضائِكَ، بَلْ أنْتَ الَّذِي تُعِيذُنِي بِمَشِيئَتِكَ مِمّا هُوَ كائِنٌ بِمَشِيئَتِكَ، فَأعُوذُ بِكَ مِنكَ.
ولا يَعْلَمُ ما فِي هَذِهِ الكَلِماتِ - مِنَ التَّوْحِيدِ والمَعارِفِ والعُبُودِيَّةِ - إلّا الرّاسِخُونَ فِيالعِلْمِ بِاللَّهِ ومَعْرِفَتِهِ، ومَعْرِفَةِ عُبُودِيَّتِهِ.
وأشَرْنا إلى شَيْءٍ يَسِيرٍ مِن مَعْناها، ولَوِ اسْتَقْصَيْنا شَرْحَها لَقامَ مِنهُ سِفْرٌ ضَخْمٌ، ولَكِنْ قَدْ فُتِحَ لَكَ البابُ، فَإنْ دَخَلْتَ رَأيْتَ ما لا عَيْنٌ رَأتْ، ولا أُذُنٌ سَمِعَتْ، ولا خَطَرَ عَلى قَلْبِ بَشَرٍ.اه
- مدارج السالكين
ما هي عقيدة التدخل الإلهي عند النصارى؟
https://t.me/AboObadaShami/1507
https://t.me/AboObadaShami/4254
https://t.me/AboObadaShami/4261
#ابن_القيم #عقيدة #القدر
وكانَ مِن دُعاءِ النَّبِيِّ ﷺ «اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِرِضاكَ مِن سُخْطِكَ، وأعُوذُ بِمُعافاتِكَ مِن عُقُوبَتِكَ، وأعُوذُ بِكَ مِنكَ».
فَتَأمَّلْ ذِكْرَ اسْتِعاذَتِهِ ﷺ بِصِفَةِ الرِّضا مِن صِفَةِ السُّخْطِ وبِفِعْلِ المُعافاةِ مِن فِعْلِ العُقُوبَةِ، فالأوَّلُ لِلصِّفَةِ، والثّانِي لِأثَرِها المُتَرَتِّبِ عَلَيْها، ثُمَّ رَبَطَ ذَلِكَ كُلَّهُ بِذاتِهِ سُبْحانَهُ، وأنَّ ذَلِكَ كُلَّهُ راجِعٌ إلَيْهِ وحْدَهُ، لا إلى غَيْرِهِ، فَما أعُوذُ مِنهُ واقِعٌ بِمَشِيئَتِكَ وإرادَتِكَ، وما أعُوذُ بِهِ مِن رِضاكَ وُمُعافاتِكَ هُوَ بِمَشِيئَتِكَ وإرادَتِكَ، إنْ شِئْتَ أنْ تَرْضى عَنْ عَبْدِكَ وتُعافِيَهُ، وإنْ شِئْتَ أنْ تَغْضَبَ عَلَيْهِ وتُعاقِبَهُ، فَإعاذَتِي مِمّا أكْرَهُ وأحْذَرُ، ومَنعُهُ أنْ يَحِلَّ بِي هُوَ بِمَشِيئَتِكَ أيْضًا، فالمَحْبُوبُ والمَكْرُوهُ كُلُّهُ بِقَضائِكَ ومَشِيئَتِكَ، فَعِياذِي بِكَ مِنكَ عِياذِي بِحَوْلِكَ وقُوَّتِكَ وقُدْرَتِكَ ورَحْمَتِكَ وإحْسانِكَ مِمّا يَكُونُ بِحَوْلِكَ وقُوَّتِكَ وقُدْرَتِكَ وعَدْلِكَ وحِكْمَتِكَ، فَلا أسْتَعِيذُ بِغَيْرِكَ مِن غَيْرِكَ، ولا أسْتَعِيذُ إلّا بِكَ مِن شَيْءٍ هُوَ صادِرٌ عَنْ مَشِيئَتِكَ وخَلْقِكَ، بَلْ هُوَ مِنكَ، ولا أسْتَعِيذُ بِغَيْرِكَ مِن شَيْءٍ هُوَ صادِرٌ عَنْ مَشِيئَتِكَ وقَضائِكَ، بَلْ أنْتَ الَّذِي تُعِيذُنِي بِمَشِيئَتِكَ مِمّا هُوَ كائِنٌ بِمَشِيئَتِكَ، فَأعُوذُ بِكَ مِنكَ.
ولا يَعْلَمُ ما فِي هَذِهِ الكَلِماتِ - مِنَ التَّوْحِيدِ والمَعارِفِ والعُبُودِيَّةِ - إلّا الرّاسِخُونَ فِيالعِلْمِ بِاللَّهِ ومَعْرِفَتِهِ، ومَعْرِفَةِ عُبُودِيَّتِهِ.
وأشَرْنا إلى شَيْءٍ يَسِيرٍ مِن مَعْناها، ولَوِ اسْتَقْصَيْنا شَرْحَها لَقامَ مِنهُ سِفْرٌ ضَخْمٌ، ولَكِنْ قَدْ فُتِحَ لَكَ البابُ، فَإنْ دَخَلْتَ رَأيْتَ ما لا عَيْنٌ رَأتْ، ولا أُذُنٌ سَمِعَتْ، ولا خَطَرَ عَلى قَلْبِ بَشَرٍ.اه
- مدارج السالكين
ما هي عقيدة التدخل الإلهي عند النصارى؟
https://t.me/AboObadaShami/1507
https://t.me/AboObadaShami/4254
https://t.me/AboObadaShami/4261
#ابن_القيم #عقيدة #القدر
أبو محمد الحنبلي
"ابن القيم ونقض عقيدة التدخل الإلهي عند النصارى" وكانَ مِن دُعاءِ النَّبِيِّ ﷺ «اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِرِضاكَ مِن سُخْطِكَ، وأعُوذُ بِمُعافاتِكَ مِن عُقُوبَتِكَ، وأعُوذُ بِكَ مِنكَ». فَتَأمَّلْ ذِكْرَ اسْتِعاذَتِهِ ﷺ بِصِفَةِ الرِّضا مِن صِفَةِ السُّخْطِ…
القول في تأويل قوله تعالى: ﴿مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (١١) ﴾
يقول تعالى ذكره: لم يصب أحدًا من الخلق مصيبة إلا بإذن الله، يقول: إلا بقضاء الله وتقدير ذلك عليه ﴿وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ﴾ يقول: ومن يصدّق بالله فيعلم أنه لا أحد تصيبه مصيبة إلا بإذن الله بذلك يهد قلبه: يقول: يوفِّق الله قلبه بالتسليم لأمره والرضا بقضائه.
عن ابن عباس قوله: ﴿وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ﴾ يعني: يهد قلبه لليقين، فيعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه.
#تفسير الطبري
يقول تعالى ذكره: لم يصب أحدًا من الخلق مصيبة إلا بإذن الله، يقول: إلا بقضاء الله وتقدير ذلك عليه ﴿وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ﴾ يقول: ومن يصدّق بالله فيعلم أنه لا أحد تصيبه مصيبة إلا بإذن الله بذلك يهد قلبه: يقول: يوفِّق الله قلبه بالتسليم لأمره والرضا بقضائه.
عن ابن عباس قوله: ﴿وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ﴾ يعني: يهد قلبه لليقين، فيعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه.
#تفسير الطبري
والله ليتمن الله هذا الأمر!
الشيخ خالد بن عثمان السبت
شرح حديث «والله ليتمن الله هذا الأمر».
• للشيخ: خالد بن عثمان السبت.
• للشيخ: خالد بن عثمان السبت.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ۚ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ۚ
#منقول
#منقول
القول في تأويل قوله تعالى: ﴿فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ (١٤٣) لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (١٤٤) فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ (١٤٥) وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ (١٤٦) ﴾
يقول تعالى ذكره: ﴿فَلَوْلا أَنَّهُ﴾ يعني يونس ﴿كَانَ مِنَ﴾ المُصَلِّينَ لله قبل البلاء الذي ابتُلي به من العقوبة بالحبس في بطن الحوت ﴿لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾ يقول: لبقي في بطن الحوت إلى يوم القيامة، يوم يبعث الله فيه خلقه محبوسا، ولكنه كان من الذاكرين الله قبل البلاء، فذكره الله في حال البلاء، فأنقذه ونجَّاه.
#تفسير الطبري
يقول تعالى ذكره: ﴿فَلَوْلا أَنَّهُ﴾ يعني يونس ﴿كَانَ مِنَ﴾ المُصَلِّينَ لله قبل البلاء الذي ابتُلي به من العقوبة بالحبس في بطن الحوت ﴿لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾ يقول: لبقي في بطن الحوت إلى يوم القيامة، يوم يبعث الله فيه خلقه محبوسا، ولكنه كان من الذاكرين الله قبل البلاء، فذكره الله في حال البلاء، فأنقذه ونجَّاه.
#تفسير الطبري
وقوله ﴿وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ﴾
يقول تعالى ذكره: وأنبتنا على يونس شجرة من الشجر التي لا تقوم على ساق، وكل شجرة لا تقوم على ساق كالدُّباء والبِطِّيخ والحَنْظَل ونحو ذلك، فهي عند العرب يَقْطِين.
#تفسير الطبري
يقول تعالى ذكره: وأنبتنا على يونس شجرة من الشجر التي لا تقوم على ساق، وكل شجرة لا تقوم على ساق كالدُّباء والبِطِّيخ والحَنْظَل ونحو ذلك، فهي عند العرب يَقْطِين.
#تفسير الطبري
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
وكثير من الناس إذا رأى المنكر، أو تغيَُرَ كثير من أحوال الإسلام: جَزع وكَلَّ وناحَ كما ينوح أهل المصائب وهو منهيٌ عن هذا بل هو مأمورٌ بالصبر والتوكل والثباتِ على دين الإسلام وأن يؤمن بأن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون، وأن العاقبة للتقوى، وأن ما يصيبه فهو بذنوبه فليصبر إن وعد الله حق، ويستغفر لذنبه.
#منقول
وكثير من الناس إذا رأى المنكر، أو تغيَُرَ كثير من أحوال الإسلام: جَزع وكَلَّ وناحَ كما ينوح أهل المصائب وهو منهيٌ عن هذا بل هو مأمورٌ بالصبر والتوكل والثباتِ على دين الإسلام وأن يؤمن بأن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون، وأن العاقبة للتقوى، وأن ما يصيبه فهو بذنوبه فليصبر إن وعد الله حق، ويستغفر لذنبه.
#منقول
فكُلُّ من أعرضَ عن عبوديَّةِ اللهِ وطاعتهِ ومحبَّتهِ بُلِيَ بعبوديةِ المخلوق ومحبَّتهِ.
- #ابن_القيم رحمه الله
- #ابن_القيم رحمه الله
ومن أسمائه جل جلاله: الكريم.
وهو كثير الخير عظيم المنَّ والعطاء، يعطى ما يشاء لمن يشاء وكيف يشاء بسؤال وغير سؤال، ويعفو عن الذنوب ويستر العيوب.
قال الطبري: «كريم، ومن كرمه: إفضاله على من يكفر نعمه، ويجعلها وصلة يتوصل بها إلى معاصيه».
قال #ابن_القيم: «إن (الكريم) هو البهي، الكثير الخير، العظيم النفع، وهو من كل شيء أحسنه وأفضله، والله سُبْحَانَهُ وصف نفسه بالكرم، ووصف به كلامه، ووصف به عرشه، ووصف به ما كثر خيره وحسن منظره من النبات وغيره»
قال السعدي: «كثير الخير يعم به الشاكر، والكافر، إلا أن شكر نعمه داع للمزيد منها، وكفرها داع لزوالها».
#نبذة_عن_أسماء_الله_وصفاته
وهو كثير الخير عظيم المنَّ والعطاء، يعطى ما يشاء لمن يشاء وكيف يشاء بسؤال وغير سؤال، ويعفو عن الذنوب ويستر العيوب.
قال الطبري: «كريم، ومن كرمه: إفضاله على من يكفر نعمه، ويجعلها وصلة يتوصل بها إلى معاصيه».
قال #ابن_القيم: «إن (الكريم) هو البهي، الكثير الخير، العظيم النفع، وهو من كل شيء أحسنه وأفضله، والله سُبْحَانَهُ وصف نفسه بالكرم، ووصف به كلامه، ووصف به عرشه، ووصف به ما كثر خيره وحسن منظره من النبات وغيره»
قال السعدي: «كثير الخير يعم به الشاكر، والكافر، إلا أن شكر نعمه داع للمزيد منها، وكفرها داع لزوالها».
#نبذة_عن_أسماء_الله_وصفاته
"سورة البقرة" لإمام وخطي...
جامع حطين
سورة البقرة
• القارئ: أحمد السويلم
• القارئ: أحمد السويلم
سأقرأ بعد قليلٍ بإذن الله من كتاب الرقائق لابن المبارك رحمه الله.
على هذه القناة:
https://t.me/rawak_Athar
على هذه القناة:
https://t.me/rawak_Athar