#الألوهية #التوحيد
قال الإمام #سليمان_بن_سحمان رحمه الله في كتابه [الضياء الشارق] :
وأما قوله:
(قال السبكي، والقسطلاني في «المواهب اللدنية» والسمهودي في «تاريخ المدينة» وابن حجر في «الجوهر المنظم»: إن الاستغاثة به -صلى الله عليه وسلم - وبغيره من الأنبياء والصالحين إنما هي بمعنى التوسل بجاههم، والمستغيث يطلب من المستغاث به أن يجعل له الغوث ممن هو أعلى منه، فالمستغاث به في الحقيقة هو الله تعالى، والنبي ﷺ واسطة بين المستغيث وبين المستغاث به الحقيقي، فالغوث منه تعالى إنما يكون خلقا وإيجادا، والغوث من النبي تسببا وكسبا).
فالجواب أن يقال:
وهكذا كان المشركون السابقون الذين بعث الله الرسول إليهم، فإنهم كانوا يعلمون أن الله تعالى هو الخالق الموجد، وأما الأصنام فيقولون إنها أسباب ووسائل عادية، فمن أجل ذلك كانوا يدعونهم، ويستغيثون بهم ويعبدونهم، وهذا هو دأب عبدة الصالحين والقبور في هذا الزمان، يدعونهم ويستغيثون بهم، وينحرون لهم، وينذرون لهم، والدعاء والاستغاثة والنحر، والنذر كلها من أقسام العبادة.
وإذا جعلتم لفظ الدعاء والاستغاثة والنحر والنذر التي هي من أقسام العبادة على معناه المجازي، فكذلك فليحمل لفظ العبادة الواقع في كلام المشركين الأولين الذين حكاه الله تعالى عنهم، حيث قال سبحانه وتعالى: ﴿ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى﴾ فما وجه الفرق؟!
قال شيخ الإسلام #ابن_تيمية في "رده على ابن البكري في مسألة الاستغاثة:
[وأنه حرف الكلم عن مواضعه، وتمسك بمتشابهه، وترك المحكم، كما يفعله النصارى، وكما فعل هذا الضال -يعني ابن البكري- أخذ لفظة الاستغاثة وهي تنقسم إلى الاستغاثة بالحي والميت، والاستغاثة بالحي تكون فيما يقدر عليه، فجعل حكم ذلك كله واحدا، ولم يكفه حتى جعل السؤال بالشخص من مسمى الاستغاثة، ولم يكفه ذلك حتى جعل الطالب منه إنما طلب من الله لا منه، فالمستغيث به مستغيث بالله، ثم جعل الاستغاثة بكل ميت من نبي وصالح جائزة، فدخل عليه الخطأ من وجوه:
منها: أنه جعل المتوسل به بعد موته في دعاء الله مستغاثا به، وهذا لا يعرف في لغة أحد من الأمم، لا حقيقة ولا مجازا، مع دعواه الإجماع على ذلك، فإن المستغاث هو المسئول المطلوب منه لا المسئول به.
الثاني: ظنه أن توسل الصحابة في حياته، فإن توسلا بذاته ﷺ لا بدعائه وشفاعته، فيكون التوسل به بعد موته كذلك، وهذا غلط.
الثالث أنه أدرج السؤال أيضا في الاستغاثة به، وهذا صحيح جائز في حياته، وهو قد سوى في ذلك بين محياه ومماته، وهذا أصاب في لفظ الاستغاثة، لكن أخطأ في التسوية بين المحيا والممات.]اه
وقال في الرسالة «السنية»:
[فإذا كان على عهد رسول الله ﷺ ممن انتسب إلى الإسلام من مرق منه مع عبادته العظيمة، فليعلم أن المنتسب إلى الإسلام والسنة في هذه الأزمان قد يمرق أيضا من الإسلام لأسباب منها:
الغلو في بعض المشايخ، بل الغلو في علي بن أبي طالب، بل الغلو في المسيح عليه السلام، فكل من غلا في نبي أو رجل صالح، وجعل فيه نوعا من الإلهية، مثل أن يقول: يا سيدي فلان انصرني، أو أغثني، أو ارزقني، أو أنا في حسبك، ونحو هذه الأقوال، فكل هذا شرك وضلال، يستتاب صاحبه، فإن تاب وإلا قتل، فإن الله سبحانه وتعالى إنما أرسل الرسل، وأنزل الكتب، ليعبدوه وحده لا شريك له، ولا يدعى معه إله، والذين يدعون مع الله آلهة أخرى مثل المسيح والملائكة والأصنام، لم يكونوا يعتقدون أنها تخلق الخلائق، أو تنزل المطر، أو تنبت النبات، وإنما كانوا يعبدونهم أو يعبدون قبورهم، أو يعبدون صورهم، يقولون: إنما نعبدهم ليقربونا إلى الله زلفى. ويقولون: هؤلاء شفعاؤنا عند الله. فبعث الله سبحانه رسله تنهى عن أن يدعى أحد من دونه، لا دعاء عبادة ولا دعاء استغاثة.]اه.
وقال أيضا:
[من جعل بينه وبين الله وسائط، يتوكل عليهم، ويدعوهم، ويسألهم: كفر إجماعا.]اه
نقله عنه صاحب «الفروع» وصاحب «الإنصاف» وصاحب «الإقناع» وغيرهم.
وقال الحافظ #ابن_عبد_الهادي في رده على السبكي في قوله: (إن المبالغة في تعظيمة -أي الرسول ﷺ- واجبة):
[إن أريد به المبالغة بحسب ما يراه كل أحد تعظيما حتى الحج إلى قبره، والسجود له، والطواف به، واعتقاد أنه يعلم الغيب، وأنه يعطي ويمنع، ويملك لمن استغاث به من دون الله الضر والنفع، وأنه يقضي حوائج السائلين، ويفرج كربات المكروبين، وأنه يشفع فيمن يشاء، ويدخل الجنة من يشاء، فدعوى المبالغة في هذا التعظيم مبالغة في الشرك، وانسلاخ من جملة الدين.]اه.
وأما قوله: (فالغوث منه تعالى إنما يكون خلقا وإيجادا، والغوث من النبي ﷺ إنما يكون تسببا وكسبا).
فأقول:
هكذا كانت مشركوا الجاهلية حذو النعل بالنعل، كانوا يدعون الصالحين، والأنبياء والمرسلين، طالبين منهم الشفاعة عند رب العالمين، كما قال تعالى: ﴿ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله﴾،
وقال تعالى: ﴿ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى﴾.
قال الإمام #سليمان_بن_سحمان رحمه الله في كتابه [الضياء الشارق] :
وأما قوله:
(قال السبكي، والقسطلاني في «المواهب اللدنية» والسمهودي في «تاريخ المدينة» وابن حجر في «الجوهر المنظم»: إن الاستغاثة به -صلى الله عليه وسلم - وبغيره من الأنبياء والصالحين إنما هي بمعنى التوسل بجاههم، والمستغيث يطلب من المستغاث به أن يجعل له الغوث ممن هو أعلى منه، فالمستغاث به في الحقيقة هو الله تعالى، والنبي ﷺ واسطة بين المستغيث وبين المستغاث به الحقيقي، فالغوث منه تعالى إنما يكون خلقا وإيجادا، والغوث من النبي تسببا وكسبا).
فالجواب أن يقال:
وهكذا كان المشركون السابقون الذين بعث الله الرسول إليهم، فإنهم كانوا يعلمون أن الله تعالى هو الخالق الموجد، وأما الأصنام فيقولون إنها أسباب ووسائل عادية، فمن أجل ذلك كانوا يدعونهم، ويستغيثون بهم ويعبدونهم، وهذا هو دأب عبدة الصالحين والقبور في هذا الزمان، يدعونهم ويستغيثون بهم، وينحرون لهم، وينذرون لهم، والدعاء والاستغاثة والنحر، والنذر كلها من أقسام العبادة.
وإذا جعلتم لفظ الدعاء والاستغاثة والنحر والنذر التي هي من أقسام العبادة على معناه المجازي، فكذلك فليحمل لفظ العبادة الواقع في كلام المشركين الأولين الذين حكاه الله تعالى عنهم، حيث قال سبحانه وتعالى: ﴿ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى﴾ فما وجه الفرق؟!
قال شيخ الإسلام #ابن_تيمية في "رده على ابن البكري في مسألة الاستغاثة:
[وأنه حرف الكلم عن مواضعه، وتمسك بمتشابهه، وترك المحكم، كما يفعله النصارى، وكما فعل هذا الضال -يعني ابن البكري- أخذ لفظة الاستغاثة وهي تنقسم إلى الاستغاثة بالحي والميت، والاستغاثة بالحي تكون فيما يقدر عليه، فجعل حكم ذلك كله واحدا، ولم يكفه حتى جعل السؤال بالشخص من مسمى الاستغاثة، ولم يكفه ذلك حتى جعل الطالب منه إنما طلب من الله لا منه، فالمستغيث به مستغيث بالله، ثم جعل الاستغاثة بكل ميت من نبي وصالح جائزة، فدخل عليه الخطأ من وجوه:
منها: أنه جعل المتوسل به بعد موته في دعاء الله مستغاثا به، وهذا لا يعرف في لغة أحد من الأمم، لا حقيقة ولا مجازا، مع دعواه الإجماع على ذلك، فإن المستغاث هو المسئول المطلوب منه لا المسئول به.
الثاني: ظنه أن توسل الصحابة في حياته، فإن توسلا بذاته ﷺ لا بدعائه وشفاعته، فيكون التوسل به بعد موته كذلك، وهذا غلط.
الثالث أنه أدرج السؤال أيضا في الاستغاثة به، وهذا صحيح جائز في حياته، وهو قد سوى في ذلك بين محياه ومماته، وهذا أصاب في لفظ الاستغاثة، لكن أخطأ في التسوية بين المحيا والممات.]اه
وقال في الرسالة «السنية»:
[فإذا كان على عهد رسول الله ﷺ ممن انتسب إلى الإسلام من مرق منه مع عبادته العظيمة، فليعلم أن المنتسب إلى الإسلام والسنة في هذه الأزمان قد يمرق أيضا من الإسلام لأسباب منها:
الغلو في بعض المشايخ، بل الغلو في علي بن أبي طالب، بل الغلو في المسيح عليه السلام، فكل من غلا في نبي أو رجل صالح، وجعل فيه نوعا من الإلهية، مثل أن يقول: يا سيدي فلان انصرني، أو أغثني، أو ارزقني، أو أنا في حسبك، ونحو هذه الأقوال، فكل هذا شرك وضلال، يستتاب صاحبه، فإن تاب وإلا قتل، فإن الله سبحانه وتعالى إنما أرسل الرسل، وأنزل الكتب، ليعبدوه وحده لا شريك له، ولا يدعى معه إله، والذين يدعون مع الله آلهة أخرى مثل المسيح والملائكة والأصنام، لم يكونوا يعتقدون أنها تخلق الخلائق، أو تنزل المطر، أو تنبت النبات، وإنما كانوا يعبدونهم أو يعبدون قبورهم، أو يعبدون صورهم، يقولون: إنما نعبدهم ليقربونا إلى الله زلفى. ويقولون: هؤلاء شفعاؤنا عند الله. فبعث الله سبحانه رسله تنهى عن أن يدعى أحد من دونه، لا دعاء عبادة ولا دعاء استغاثة.]اه.
وقال أيضا:
[من جعل بينه وبين الله وسائط، يتوكل عليهم، ويدعوهم، ويسألهم: كفر إجماعا.]اه
نقله عنه صاحب «الفروع» وصاحب «الإنصاف» وصاحب «الإقناع» وغيرهم.
وقال الحافظ #ابن_عبد_الهادي في رده على السبكي في قوله: (إن المبالغة في تعظيمة -أي الرسول ﷺ- واجبة):
[إن أريد به المبالغة بحسب ما يراه كل أحد تعظيما حتى الحج إلى قبره، والسجود له، والطواف به، واعتقاد أنه يعلم الغيب، وأنه يعطي ويمنع، ويملك لمن استغاث به من دون الله الضر والنفع، وأنه يقضي حوائج السائلين، ويفرج كربات المكروبين، وأنه يشفع فيمن يشاء، ويدخل الجنة من يشاء، فدعوى المبالغة في هذا التعظيم مبالغة في الشرك، وانسلاخ من جملة الدين.]اه.
وأما قوله: (فالغوث منه تعالى إنما يكون خلقا وإيجادا، والغوث من النبي ﷺ إنما يكون تسببا وكسبا).
فأقول:
هكذا كانت مشركوا الجاهلية حذو النعل بالنعل، كانوا يدعون الصالحين، والأنبياء والمرسلين، طالبين منهم الشفاعة عند رب العالمين، كما قال تعالى: ﴿ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله﴾،
وقال تعالى: ﴿ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى﴾.
قلب الأدلة على المشركين - الاستدلال بحديث الأعمى أنموذجًا
وهذا نص الحديث كما رواه الإمام الترمذي :
عن عثمان بن حُنَيْف «أن رجلًا ضرير البصر أتى النبي ﷺ فقال: ادع الله أن يعافيني، قال: إن شئت دعوت، وإن شئت صبرت، فهو خير لك قال: فادعه، فأمره أن يتوضأ، ويحسن وضوءه، ويدعو بهذا الدعاء: اللهم إني أسألك، وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة، إني توجهت به إلى ربي في حاجتي هذه لتقضى،اللهم فشفعه في».
• قال العلامة سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب رحمه الله :
«الوجه الثاني: أنه في غير محل النّزاع،
فأين طلب الأعمى من النبي ﷺ أن يدعو له، وتوجهه بدعائه مع حضوره، من دعاء الأموات، والسجود لهم، ولقبورهم، والتوكل عليهم، والالتجاء إليهم في الشدائد والنذر والذبح لهم، وخطابهم بالحوائج من الأمكنة البعيدة: يا سيدي يا مولاي افعل بي كذا؟!
فحديث الأعمى شيء، ودعاء غير الله تعالى والاستغاثة به شيء آخر، فليس في حديث الأعمى شيء غير أنه طلب من النبي ﷺ أن يدعو له، ويشفع له، فهو توسل بدعائه وشفاعته، ولهذا قال في آخره «اللهم فشفعه في»، فعلم أنه شفع له.
وفي رواية أنه طلب من النبي ﷺ أن يدعو له، فدل الحديث على أنه ﷺ شفع له بدعائه، وأن النبي ﷺ أمره هو أن يدعو الله ويسأله قبول شفاعته، فهذا من أعظم الأدلة على أن دعاء غير الله شرك، لأن النبي ﷺ أمره أن يسأل قبول شفاعته، فدل على أن النبي ﷺ لا يدعى.
ولأنه ﷺ لم يقدر على شفائه إلا بدعاء الله له، فأين هذا من تلك الطوام، والكلام إنما هو في سؤال الغائب أو سؤال المخلوق فيما لا يقدر عليه إلا الله، أما أن تأتي شخصًا يخاطبك فتسأله أن يدعو لك فلا إنكار في ذلك على ما في حديث الأعمى، فالحديث سواء كان صحيحًا أو لا، وسواء ثبت قوله فيه: يا محمد أو لا، لا يدل على سؤال الغائب، ولا على سؤال المخلوق فيما لا يقدر عليه إلا الله بوجه من وجوه الدلالات، ومن ادعى ذلك، فهو مفتر على الله وعلى رسوله ﷺ؛ لأنه إن كان سأل النبي ﷺ نفسه، فهو لم يسأل منه إلا ما يقدر عليه، وهو أن يدعو له، وهذا لا إنكار فيه وإن كان توجه به من غير سؤال منه نفسه، فهو لم يسأل منه، وإنما سأل من الله به، سواء كان متوجهًا بدعائه، كما هو نص أول الحديث وهو الصحيح، أو كان متوجهًا بذاته على قول ضعيف، فإن التوجه بذوات المخلوقين، والإقسام بهم على الله بدعة منكرة، لم تأت عن النبي ﷺ ولا عن أحد من أصحابه، والتابعين لهم بإحسان، ولا الأئمة الأربعة ونحوهم من أئمة الدين.اهـ».من كتابه «تيسير العزيز الحميد».
قلت: وما يثبت أنه كان توسلا بدعاء النبي هو ما رواه البخاري عن أنس بن مالك أنَّ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ، كانَ إذَا قَحَطُوا اسْتَسْقَى بالعَبَّاسِ بنِ عبدِ المُطَّلِبِ فَقَالَ: اللَّهُمَّ إنَّا كُنَّا نَتَوَسَّلُ إلَيْكَ بنَبِيِّنَا صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَتَسْقِينَا، وإنَّا نَتَوَسَّلُ إلَيْكَ بعَمِّ نَبِيِّنَا فَاسْقِنَا قَالَ: فيُسْقَوْنَ.
فالحديث فيه حجة عليهم، فلو كان رسول الله ﷺ يسمع ويجيب لكانوا أول الذاهبين إليه، وكيف يتركونه وهو يكشف الكربات ويفرج المصائب كما يزعم المشركون ويذهبون للعباس رضي الله عنه ومن العباس بجانب رسول الله ﷺ وفضله؟ فهم مقصرون عند المشركين،
وأما كونه توسلًا بالدعاء فلأنه لو كان توسلا بجاه النبي أو بذاته ﷺ لكان الأولى أن يتوسلوا بالنبي ﷺ لا العباس! وكذلك حديث الأعمى الذي توسل بالنبي، جاء إلى النبي وقال له ادع الله لي، ثم توسل، فهو توسل بدعائه ﷺ، وهذا ممتنع بعد موته فلهذا توسلوا بدعاء العباس رضي الله عنه.
#التوحيد #الألوهية
وهذا نص الحديث كما رواه الإمام الترمذي :
عن عثمان بن حُنَيْف «أن رجلًا ضرير البصر أتى النبي ﷺ فقال: ادع الله أن يعافيني، قال: إن شئت دعوت، وإن شئت صبرت، فهو خير لك قال: فادعه، فأمره أن يتوضأ، ويحسن وضوءه، ويدعو بهذا الدعاء: اللهم إني أسألك، وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة، إني توجهت به إلى ربي في حاجتي هذه لتقضى،اللهم فشفعه في».
• قال العلامة سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب رحمه الله :
«الوجه الثاني: أنه في غير محل النّزاع،
فأين طلب الأعمى من النبي ﷺ أن يدعو له، وتوجهه بدعائه مع حضوره، من دعاء الأموات، والسجود لهم، ولقبورهم، والتوكل عليهم، والالتجاء إليهم في الشدائد والنذر والذبح لهم، وخطابهم بالحوائج من الأمكنة البعيدة: يا سيدي يا مولاي افعل بي كذا؟!
فحديث الأعمى شيء، ودعاء غير الله تعالى والاستغاثة به شيء آخر، فليس في حديث الأعمى شيء غير أنه طلب من النبي ﷺ أن يدعو له، ويشفع له، فهو توسل بدعائه وشفاعته، ولهذا قال في آخره «اللهم فشفعه في»، فعلم أنه شفع له.
وفي رواية أنه طلب من النبي ﷺ أن يدعو له، فدل الحديث على أنه ﷺ شفع له بدعائه، وأن النبي ﷺ أمره هو أن يدعو الله ويسأله قبول شفاعته، فهذا من أعظم الأدلة على أن دعاء غير الله شرك، لأن النبي ﷺ أمره أن يسأل قبول شفاعته، فدل على أن النبي ﷺ لا يدعى.
ولأنه ﷺ لم يقدر على شفائه إلا بدعاء الله له، فأين هذا من تلك الطوام، والكلام إنما هو في سؤال الغائب أو سؤال المخلوق فيما لا يقدر عليه إلا الله، أما أن تأتي شخصًا يخاطبك فتسأله أن يدعو لك فلا إنكار في ذلك على ما في حديث الأعمى، فالحديث سواء كان صحيحًا أو لا، وسواء ثبت قوله فيه: يا محمد أو لا، لا يدل على سؤال الغائب، ولا على سؤال المخلوق فيما لا يقدر عليه إلا الله بوجه من وجوه الدلالات، ومن ادعى ذلك، فهو مفتر على الله وعلى رسوله ﷺ؛ لأنه إن كان سأل النبي ﷺ نفسه، فهو لم يسأل منه إلا ما يقدر عليه، وهو أن يدعو له، وهذا لا إنكار فيه وإن كان توجه به من غير سؤال منه نفسه، فهو لم يسأل منه، وإنما سأل من الله به، سواء كان متوجهًا بدعائه، كما هو نص أول الحديث وهو الصحيح، أو كان متوجهًا بذاته على قول ضعيف، فإن التوجه بذوات المخلوقين، والإقسام بهم على الله بدعة منكرة، لم تأت عن النبي ﷺ ولا عن أحد من أصحابه، والتابعين لهم بإحسان، ولا الأئمة الأربعة ونحوهم من أئمة الدين.اهـ».من كتابه «تيسير العزيز الحميد».
قلت: وما يثبت أنه كان توسلا بدعاء النبي هو ما رواه البخاري عن أنس بن مالك أنَّ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ، كانَ إذَا قَحَطُوا اسْتَسْقَى بالعَبَّاسِ بنِ عبدِ المُطَّلِبِ فَقَالَ: اللَّهُمَّ إنَّا كُنَّا نَتَوَسَّلُ إلَيْكَ بنَبِيِّنَا صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَتَسْقِينَا، وإنَّا نَتَوَسَّلُ إلَيْكَ بعَمِّ نَبِيِّنَا فَاسْقِنَا قَالَ: فيُسْقَوْنَ.
فالحديث فيه حجة عليهم، فلو كان رسول الله ﷺ يسمع ويجيب لكانوا أول الذاهبين إليه، وكيف يتركونه وهو يكشف الكربات ويفرج المصائب كما يزعم المشركون ويذهبون للعباس رضي الله عنه ومن العباس بجانب رسول الله ﷺ وفضله؟ فهم مقصرون عند المشركين،
وأما كونه توسلًا بالدعاء فلأنه لو كان توسلا بجاه النبي أو بذاته ﷺ لكان الأولى أن يتوسلوا بالنبي ﷺ لا العباس! وكذلك حديث الأعمى الذي توسل بالنبي، جاء إلى النبي وقال له ادع الله لي، ثم توسل، فهو توسل بدعائه ﷺ، وهذا ممتنع بعد موته فلهذا توسلوا بدعاء العباس رضي الله عنه.
#التوحيد #الألوهية
أوسم - هاشتاغات - القناة (متجدد، وبعضها ليس فيه منشورات) :
• أسماء الأعلام :
#ابن_القيم
#ابن_تيمية
• سلاسل :
#نبذة_عن_أسماء_الله_وصفاته
• مواضيع :
#المرأة
#التوحيد
#الألوهية
#الأسماء_والصفات
#القدر
#تفسير
#فقه_الحنابلة
#كتب
#مقتطف
• أسماء الأعلام :
#ابن_القيم
#ابن_تيمية
• سلاسل :
#نبذة_عن_أسماء_الله_وصفاته
• مواضيع :
#المرأة
#التوحيد
#الألوهية
#الأسماء_والصفات
#القدر
#تفسير
#فقه_الحنابلة
#كتب
#مقتطف
القنوات التي أنشأتها:
القناة الرئيسية:
t.me/abimhmdalhanbali
قناة تفريغ كتاب السنة للإمام حرب الكرماني:
t.me/harbalkermani
قناة علاج الانشغال بالآخرين - قناة مشتركة بيني وبين بعض الإخوة - (جمع لمواد الدكتورين عبدالرحمن ذاكر الهاشمي وآدم الصقور عن هذا الأمر):
t.me/nafsinafsi1
قناة نقد منهاج الثالث الثانوي وبيان المخالفات الشرعية فيه
https://t.me/bacaloria3
أوسم - هاشتاغات - القناة (متجدد، وبعضها ليس فيه منشورات) :
• أسماء الأعلام :
#ابن_القيم
#ابن_تيمية
• سلاسل :
#نبذة_عن_أسماء_الله_وصفاته
• مواضيع :
#المرأة
#التوحيد
#الألوهية
#الأسماء_والصفات
#القدر
#تفسير
#فقه_الحنابلة
#كتب
#مقتطف
القناة الرئيسية:
t.me/abimhmdalhanbali
قناة تفريغ كتاب السنة للإمام حرب الكرماني:
t.me/harbalkermani
قناة علاج الانشغال بالآخرين - قناة مشتركة بيني وبين بعض الإخوة - (جمع لمواد الدكتورين عبدالرحمن ذاكر الهاشمي وآدم الصقور عن هذا الأمر):
t.me/nafsinafsi1
قناة نقد منهاج الثالث الثانوي وبيان المخالفات الشرعية فيه
https://t.me/bacaloria3
أوسم - هاشتاغات - القناة (متجدد، وبعضها ليس فيه منشورات) :
• أسماء الأعلام :
#ابن_القيم
#ابن_تيمية
• سلاسل :
#نبذة_عن_أسماء_الله_وصفاته
• مواضيع :
#المرأة
#التوحيد
#الألوهية
#الأسماء_والصفات
#القدر
#تفسير
#فقه_الحنابلة
#كتب
#مقتطف
Telegram
أبو محمد الحنبلي
﴿فللَّهِ الحمدُ ربّ السموات وربّ الأرضِ ربّ العالمين﴾
للتواصل: (أرجو عدم إرسال أسئلة) والتواصل للضرورة فقط.
https://t.me/B9Bot?start=6506675990
للتواصل: (أرجو عدم إرسال أسئلة) والتواصل للضرورة فقط.
https://t.me/B9Bot?start=6506675990