أبو محمد - أنس الهاشميّ
3.8K subscribers
435 photos
96 videos
33 files
507 links
طالب علم شغوف بعلوم الشريعة والنفس والتقنيّة، سلفي العقيدة، عربي الّلسان، سوريُّ المولِد والمستقرّ، هاشميّ الأصل.

للتواصل:
@AbimhmdalhanbaliBot

والعلم يدخل قلب كل موفق
من غير بواب ولا استئذان

ويرده المحروم من خذلانه
لا تشقنا اللهم بالحرمان
Download Telegram
وسُئِلَ #شيخ_الإسلام رحمه الله :


عَنْ رَجُلَيْنِ تَنازَعا فِي العِيدِ إذا وافَقَ الجُمُعَةَ فَقالَ أحَدُهُما: يَجِبُ أنْ يُصَلِّيَ العِيدَ ولا يُصَلِّيَ الجُمُعَةَ؛ وقالَ الآخَرُ: يُصَلِّيها. فَما الصَّوابُ فِي ذَلِكَ؟

فَأجابَ:


الحَمْدُ لِلَّهِ، إذا اجْتَمَعَ الجُمُعَةُ والعِيدُ فِي يَوْمٍ واحِدٍ فَلِلْعُلَماءِ فِي ذَلِكَ ثَلاثَةُ أقْوالٍ:


أحَدُها: أنَّهُ تَجِبُ الجُمُعَةُ عَلى مَن شَهِدَ العِيدَ. كَما تَجِبُ سائِرُ الجُمَعِ للعمومات الدّالَّةِ عَلى وُجُوبِ الجُمُعَةِ.

والثّانِي: تَسْقُطُ عَنْ أهْلِ البِرِّ مِثْلَ أهْلِ العَوالِي والشَّواذِّ؛ لِأنَّ عُثْمانَ بْنَ عفان أرْخَصَ لَهُمْ فِي تَرْكِ الجُمُعَةِ لَمّا صَلّى بِهِمْ العِيدَ.


والقَوْلُ الثّالِثُ: وهُوَ الصَّحِيحُ أنَّ مَن شَهِدَ العِيدَ سَقَطَتْ عَنْهُ الجُمُعَةُ لَكِنْ عَلى الإمامِ أنْ يُقِيمَ الجُمُعَةَ لِيَشْهَدَها مَن شاءَ شُهُودَها ومَن لَمْ يَشْهَدْ العِيدَ. وهَذا هُوَ المَأْثُورُ عَنْ النَّبِيِّ ﷺ وأصْحابِهِ: كَعُمَرِ وعُثْمانَ وابْنِ مَسْعُودٍ وابْنِ عَبّاسٍ وابْنِ الزُّبَيْرِ وغَيْرِهِمْ. ولا يُعْرَفُ عَنْ الصَّحابَةِ فِي ذَلِكَ خِلافٌ. وأصْحابُ القَوْلَيْنِ المُتَقَدِّمَيْنِ لَمْ يَبْلُغْهُمْ ما فِي ذَلِكَ مِن السُّنَّةِ عَنْ النَّبِيِّ ﷺ لَمّا اجْتَمَعَ فِي يَوْمِهِ عِيدانِ صَلّى العِيدَ ثُمَّ رَخَّصَ فِي الجُمُعَةِ وفِي لَفْظٍ أنَّهُ قالَ: ﴿أيُّها النّاسُ إنّكُمْ قَدْ أصَبْتُمْ خَيْرًا فَمَن شاءَ أنْ يَشْهَدَ الجُمُعَةَ فَلْيَشْهَدْ فَإنّا مُجْمِعُونَ﴾. وأيْضًا فَإنَّهُ إذا شَهِدَ العِيدَ حَصَلَ مَقْصُودُ الِاجْتِماعِ ثُمَّ إنّهُ يُصَلِّي الظُّهْرَ إذا لَمْ يَشْهَدْ الجُمُعَةَ فَتَكُونُ الظُّهْرُ فِي وقْتِها والعِيدُ يُحَصِّلُ مَقْصُودَ الجُمُعَةِ. وفِي إيجابِها عَلى النّاسِ تَضْيِيقٌ عَلَيْهِمْ وتَكْدِيرٌ لِمَقْصُودِ عِيدِهِمْ وما سُنَّ لَهُمْ مِن السُّرُورِ فِيهِ والِانْبِساطِ. فَإذا حُبِسُوا عَنْ ذَلِكَ عادَ العِيدُ عَلى مَقْصُودِهِ بِالإبْطالِ ولِأنَّ يَوْمَ الجُمُعَةِ عِيدٌ ويَوْمَ الفِطْرِ والنَّحْرِ عِيدٌ ومِن شَأْنِ الشّارِعِ إذا اجْتَمَعَ عِبادَتانِ مِن جِنْسٍ واحِدٍ أدْخَلَ إحْداهُما فِي الأُخْرى. كَما يُدْخِلُ الوُضُوءَ فِي الغُسْلِ وأحَدَ الغُسْلَيْنِ فِي الآخَرِ واَللَّهُ أعْلَمُ.اه‍ [مجموع الفتاوى (٢٤/٢١٠)].

روى ابن أبي شيبة في المصنف بإسناد صحيح عَنْ #وهب_بن_كيسان ، قالَ:

«اجْتَمَعَ عِيدانِ فِي عَهْدِ ابْنِ الزُّبَيْرِ فَأخَّرَ الخُرُوجَ، ثُمَّ خَرَجَ فَخَطَبَ، فَأطالَ الخُطْبَةَ، ثُمَّ صَلّى ولَمْ يَخْرُجْ إلى الجُمُعَةِ»، فَعابَ ذَلِكَ أُناسٌ عَلَيْهِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ عِنْدَ ابْنِ عَبّاسٍ فَقالَ: «أصابَ السُّنَّةَ» فَبَلَغَ ابْنَ الزُّبَيْرِ، فَقالَ: «شَهِدْتُ العِيدَ مَعَ عُمَرَ، فَصَنَعَ كَما صَنَعْتُ».