Forwarded from أساور من فضة
=
هذه الطريقة مزعجة جدا، خاصة مع الكتب التي لم توضع لمثل هذا.
كتاب الأصول الثلاثة وضع للعوام، وليس لمن يريد دراسة النحو، ولا أظن أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب كان يريد لمن يشرح كتابه الذي وضعه للعوام أن يبدأ الشرح بإعراب "اعلم" !
حتى إن كان ثمة فائدة من إعراب هذه الكلمة، لكنها ليست في محلها، ولا أشك أن الشيخ لم يكن ليوافق على مثل هذا الشرح.
منذ فترة كان الشيخ محمد بن شمس الدين يشرح كتاب حلية طالب العلم، وفي الدرس الأول قرأ الصفحتين قراءةً ولم يشرح شيئا، فوجدت أحد المعلقين يقول: ما هذا الشرح وأنت لم تشرح شيئا؟
مع أن الكلام واضح بلغة معاصرة لا يحتاج لشرح، لكن الناس تعودوا على الشروحات البعيدة عن محتوى الكتاب وعن غرض المؤلف. ويظنون أن كل كلمة تحتاج لشرح، فيشرحون الكلام المشروح.
هل كان يرضى الإمام أحمد أن يبدأ شرح كتاب أصول السنة بــ "الأصل ما بني عليه غيره"؟
الذي أعتقده أن الإمام كان سيعد هذا سفسطة، لأن الشرح للعرب وليس للعجم، والعرب يعرفون معنى "الأصل".
ولا مشكلة أن تكون هناك مثل هذه الفوائد الجانبية من فترة لأخرى، لكن الواقع أن الشرح كله يتحول إلى شيء قريب من هذا.
هذه طريقة الأشعرية والمناطقة الذي تعودوا على تعريف كل شيء حتى يسهل عليهم تحريف الكلم عن مواضعه، ليقدروا على تحريف صفات الله بعد أن يعرفوها بتعريفات من عندهم ثم يزعمون أن هذا التعريف لا يليق بالله، فيحرفونها لمعنى آخر، لكن العرب لا يحتاجون إلى تعريف الماء بالماء.
لماذا يعطي هؤلاء التعريف للصلاة؟
هل على الكوكب مسلم لا يعرف معنى الصلاة؟ وإذا لم يكن يعرفها هل سيتعلم الصلاة من تعريفها؟
الذي يعرف الصلاة لا يحتاج لتعريفها، والذي لا يعرفها لن يفهم شيئا من: عبادة ذات أقوال وأفعال مخصوصة ومعلومة، تبدأ بالتكبير، وتنتهي بالتسليم.
إذا قرأت كتابا في الطب وفيه فوائد جانبية في اللغة الصينية، سأستفيد، لكن أن أقرأ كتاب الطب فأجد نصفه فوائد من اللغة الصينية فهذا عبث.
#مذهبيات
هذه الطريقة مزعجة جدا، خاصة مع الكتب التي لم توضع لمثل هذا.
كتاب الأصول الثلاثة وضع للعوام، وليس لمن يريد دراسة النحو، ولا أظن أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب كان يريد لمن يشرح كتابه الذي وضعه للعوام أن يبدأ الشرح بإعراب "اعلم" !
حتى إن كان ثمة فائدة من إعراب هذه الكلمة، لكنها ليست في محلها، ولا أشك أن الشيخ لم يكن ليوافق على مثل هذا الشرح.
منذ فترة كان الشيخ محمد بن شمس الدين يشرح كتاب حلية طالب العلم، وفي الدرس الأول قرأ الصفحتين قراءةً ولم يشرح شيئا، فوجدت أحد المعلقين يقول: ما هذا الشرح وأنت لم تشرح شيئا؟
مع أن الكلام واضح بلغة معاصرة لا يحتاج لشرح، لكن الناس تعودوا على الشروحات البعيدة عن محتوى الكتاب وعن غرض المؤلف. ويظنون أن كل كلمة تحتاج لشرح، فيشرحون الكلام المشروح.
هل كان يرضى الإمام أحمد أن يبدأ شرح كتاب أصول السنة بــ "الأصل ما بني عليه غيره"؟
الذي أعتقده أن الإمام كان سيعد هذا سفسطة، لأن الشرح للعرب وليس للعجم، والعرب يعرفون معنى "الأصل".
ولا مشكلة أن تكون هناك مثل هذه الفوائد الجانبية من فترة لأخرى، لكن الواقع أن الشرح كله يتحول إلى شيء قريب من هذا.
هذه طريقة الأشعرية والمناطقة الذي تعودوا على تعريف كل شيء حتى يسهل عليهم تحريف الكلم عن مواضعه، ليقدروا على تحريف صفات الله بعد أن يعرفوها بتعريفات من عندهم ثم يزعمون أن هذا التعريف لا يليق بالله، فيحرفونها لمعنى آخر، لكن العرب لا يحتاجون إلى تعريف الماء بالماء.
لماذا يعطي هؤلاء التعريف للصلاة؟
هل على الكوكب مسلم لا يعرف معنى الصلاة؟ وإذا لم يكن يعرفها هل سيتعلم الصلاة من تعريفها؟
الذي يعرف الصلاة لا يحتاج لتعريفها، والذي لا يعرفها لن يفهم شيئا من: عبادة ذات أقوال وأفعال مخصوصة ومعلومة، تبدأ بالتكبير، وتنتهي بالتسليم.
إذا قرأت كتابا في الطب وفيه فوائد جانبية في اللغة الصينية، سأستفيد، لكن أن أقرأ كتاب الطب فأجد نصفه فوائد من اللغة الصينية فهذا عبث.
#مذهبيات
Forwarded from أَبُو عُمَيْر - عِمْرَان الزُبَيْدي
"أنا واثقة بنفسي، أفلا تثق بي؟".
لا يا عزيزتي، لا أثق بك ولا في نفسي حتى؛ إذ أنّ النفس ليست دليلًا يوجهك إلى الخير دون الشر بإطلاق.
يقول الباري جل في عليائه: (ونفسٍ وما سوّاها * فألهمها فجورها وتقواها * قد أفلح من زكاها * وقد خاب من دسّاها)
جاء في تفسير قوله جل وعلا: "فألهمها فجورها وتقواها" معنيان، إما أنه بين لها الخير والشر، وإما أنه جعل فيها الخير والشر.
وعلى التقديرين فهي ليست مستقلة بالرشاد والهداية بنفسها؛ بل هي مفتقرة إلى وحي خالقها وتوجيهه وإرشاده وهدايته.
وكان من دعاء النبي ﷺ: "يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كله، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين".
ومن إرشاد الباري سبحانه وتعالى لك أن تطيعي أمري ما لم آمرك بمعصية، لأني أرشد منك وأحكم وأعقل كما أخبر سبحانه: {وللرجال عليهنّ درجة) وقوله سبحانه: (بما فضل الله بعضهم على بعض) .
لا يا عزيزتي، لا أثق بك ولا في نفسي حتى؛ إذ أنّ النفس ليست دليلًا يوجهك إلى الخير دون الشر بإطلاق.
يقول الباري جل في عليائه: (ونفسٍ وما سوّاها * فألهمها فجورها وتقواها * قد أفلح من زكاها * وقد خاب من دسّاها)
جاء في تفسير قوله جل وعلا: "فألهمها فجورها وتقواها" معنيان، إما أنه بين لها الخير والشر، وإما أنه جعل فيها الخير والشر.
وعلى التقديرين فهي ليست مستقلة بالرشاد والهداية بنفسها؛ بل هي مفتقرة إلى وحي خالقها وتوجيهه وإرشاده وهدايته.
وكان من دعاء النبي ﷺ: "يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كله، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين".
ومن إرشاد الباري سبحانه وتعالى لك أن تطيعي أمري ما لم آمرك بمعصية، لأني أرشد منك وأحكم وأعقل كما أخبر سبحانه: {وللرجال عليهنّ درجة) وقوله سبحانه: (بما فضل الله بعضهم على بعض) .
على سيرة الثقة بالنفس..
هذا المصطلح يستعمله الكثير من الناس، حتى بعض من نحسن بهم الظن، يستعملونه ويقصدون به معانٍ حسنة، كالجرأة على فعل الخير، والحزم والتصميم في ذلك، والشجاعة في التعامل مع الناس وما يضاد الخوف والخجل ومثل هذه المعاني المذمومة.
ومن كان هذا قصده فقصده صحيح، لكن استعماله خاطئ، لماذا؟
لأن النفس كما قال أخي عمران ليست دليلا يوجه صاحبه للخير دون الشر بإطلاق، بل قد تحثك على فعل شيء يضر بك أو بغيرك.
وكيف تثق بمن تدعو ربك ألا يكلك إليها طرفة عين؟! والثقة من معاني التوكل والاعتماد التي ينفيها الدعاء الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا شك عندي في منافاة هذا اللفظ لما يقرره الشرع الحكيم.
وأما الثقة بالله سبحانه وتعالى، فهي أحق وأجدر وأولى بلا شك ولا ريب أن تكون هي ما يقال في هذه السياقات، فلما تتبع فيما تسير عليه من أمور حياتك(وهنا يمكن أن تستحضر نصوص كثيرة من الوحي، من أبرزها: حديث احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز)، وتعاملك مع الناس، وتعاملك مع نفسك، وحتى مع ربك، لما تتبع في هذا أوامر الحكيم الخبير، فجدير بك أن تثق تمام الثقة بما تعمله! وأنه الخير والحق والصواب وإن كرهه الناس أو أبغضوه أو سخروا منه ولا يصدك عنه مرتاب خفيف العقل! لأنك واثق بربك، لا بنفسك!
ولا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم..
هذا المصطلح يستعمله الكثير من الناس، حتى بعض من نحسن بهم الظن، يستعملونه ويقصدون به معانٍ حسنة، كالجرأة على فعل الخير، والحزم والتصميم في ذلك، والشجاعة في التعامل مع الناس وما يضاد الخوف والخجل ومثل هذه المعاني المذمومة.
ومن كان هذا قصده فقصده صحيح، لكن استعماله خاطئ، لماذا؟
لأن النفس كما قال أخي عمران ليست دليلا يوجه صاحبه للخير دون الشر بإطلاق، بل قد تحثك على فعل شيء يضر بك أو بغيرك.
وكيف تثق بمن تدعو ربك ألا يكلك إليها طرفة عين؟! والثقة من معاني التوكل والاعتماد التي ينفيها الدعاء الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا شك عندي في منافاة هذا اللفظ لما يقرره الشرع الحكيم.
وأما الثقة بالله سبحانه وتعالى، فهي أحق وأجدر وأولى بلا شك ولا ريب أن تكون هي ما يقال في هذه السياقات، فلما تتبع فيما تسير عليه من أمور حياتك(وهنا يمكن أن تستحضر نصوص كثيرة من الوحي، من أبرزها: حديث احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز)، وتعاملك مع الناس، وتعاملك مع نفسك، وحتى مع ربك، لما تتبع في هذا أوامر الحكيم الخبير، فجدير بك أن تثق تمام الثقة بما تعمله! وأنه الخير والحق والصواب وإن كرهه الناس أو أبغضوه أو سخروا منه ولا يصدك عنه مرتاب خفيف العقل! لأنك واثق بربك، لا بنفسك!
ولا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم..
قال الإمام #البخاري في #الأدب_المفرد:
باب التؤدة في الأمور
حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا أبو هلال، قال: حدثنا الحسن (وهو الحسن البصري):
أن رجلًا توفي وترك ابنًا له ومولى له، فأوصى مولاه بابنه، فلم يزل يألوه حتى أدرك وزوّجه فقال له: جهزني أطلب العلم، فجهزه فأتى عالما فسأله فقال: إذا أردت أن تنطلق فقل لي أعلّمكَ، فقال: حضر مني الخروج فعلمني، فقال: اتق الله واصبر ولا تستعجل.
قال الحسن: في هذا الخير كلّه.اه
يعني في الصبر والتقوى، وللأثر تتمة.
باب التؤدة في الأمور
حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا أبو هلال، قال: حدثنا الحسن (وهو الحسن البصري):
أن رجلًا توفي وترك ابنًا له ومولى له، فأوصى مولاه بابنه، فلم يزل يألوه حتى أدرك وزوّجه فقال له: جهزني أطلب العلم، فجهزه فأتى عالما فسأله فقال: إذا أردت أن تنطلق فقل لي أعلّمكَ، فقال: حضر مني الخروج فعلمني، فقال: اتق الله واصبر ولا تستعجل.
قال الحسن: في هذا الخير كلّه.اه
يعني في الصبر والتقوى، وللأثر تتمة.
Forwarded from رحلة نفس (آدم بن صقر الصقور)
إذا نصحت للناس وصدقتهم القول وصدقت الإخلاص لله ، ثم آذوك …
فأكمل طريقك بالصبر ..
فإنما تعاملك مع الله، ولم تغضب في الأولى لنفسك، فلا يخدعنك الشيطان في الثانية!
نصيحتي لنفسي وإخواني
https://youtube.com/shorts/x5W9rzZ4AsU?si=Doim9Et-zbQx7LJE
فأكمل طريقك بالصبر ..
فإنما تعاملك مع الله، ولم تغضب في الأولى لنفسك، فلا يخدعنك الشيطان في الثانية!
نصيحتي لنفسي وإخواني
https://youtube.com/shorts/x5W9rzZ4AsU?si=Doim9Et-zbQx7LJE
YouTube
الصبر على الظلم !
Forwarded from رحلة نفس (آدم بن صقر الصقور)
أبو محمد - أنس الهاشميّ
إذا نصحت للناس وصدقتهم القول وصدقت الإخلاص لله ، ثم آذوك … فأكمل طريقك بالصبر .. فإنما تعاملك مع الله، ولم تغضب في الأولى لنفسك، فلا يخدعنك الشيطان في الثانية! نصيحتي لنفسي وإخواني https://youtube.com/shorts/x5W9rzZ4AsU?si=Doim9Et-zbQx7LJE
تذكيرا لإخواني الذين قد أوذوا معنا فيما نحن فيه.
ولا يختلط عليكم واجب الصبر في أنفسكم مع واجب الإنكار. ولا تلتفتوا في ذلك لمتحمس يثوركم عن الصبر أو مخذل يخذكم عن الأمر والنهي. كلاهما حق لله فأخرج نفسك منه وأخرج الناس.
ولا يختلط عليكم واجب الصبر في أنفسكم مع واجب الإنكار. ولا تلتفتوا في ذلك لمتحمس يثوركم عن الصبر أو مخذل يخذكم عن الأمر والنهي. كلاهما حق لله فأخرج نفسك منه وأخرج الناس.
مما ينقض مذهب المفوضة لمعاني الصفات الإلهية، الأحاديث والآيات والآثار التي فيها نفي مستلزم لإثبات صفة من الصفات (ولا يأتي في النصوص نفي محض كما نبه شيخ الإسلام).
مثال للتوضيح:
ورد النص بإثبات العين لله، في آيات من القرآن معروفات.
وورد الحديث عن رسول الله ﷺ صحيحا ثابتا لا شك فيه أنه قال: إن ربكم ليس بأعور. في الحديث الذي فيه صفة الدجال وأنه أعور العين اليمنى.
والأعور صفة لا تطلق عند العرب إلا على ذي عينين، فنفي العور يستلزم ضرورة وجود عينين منزهتين عن العوَر، فالمفوّض يزعم أن العين لا يعرف معناها إلا الله.
ونفي العوَر يرد عليه، ففيه تحقيق لمعنى الصفة بطريق لا يدع مجالا لشكّاك ولا مرتاب.
قال الإمام الدارمي في نقضه على المريسي:
والعور عند الناس: ضد البصر، والأعور عندهم: ضد البصير بالعينين.
مثال للتوضيح:
ورد النص بإثبات العين لله، في آيات من القرآن معروفات.
وورد الحديث عن رسول الله ﷺ صحيحا ثابتا لا شك فيه أنه قال: إن ربكم ليس بأعور. في الحديث الذي فيه صفة الدجال وأنه أعور العين اليمنى.
والأعور صفة لا تطلق عند العرب إلا على ذي عينين، فنفي العور يستلزم ضرورة وجود عينين منزهتين عن العوَر، فالمفوّض يزعم أن العين لا يعرف معناها إلا الله.
ونفي العوَر يرد عليه، ففيه تحقيق لمعنى الصفة بطريق لا يدع مجالا لشكّاك ولا مرتاب.
قال الإمام الدارمي في نقضه على المريسي:
والعور عند الناس: ضد البصر، والأعور عندهم: ضد البصير بالعينين.
ليت الناس تفهم لمن تلتفت وتسمع في أمر دينها!
"ومن يلتفت أيها المريسي إلى تفسيرك المحال في إتيان الله يوم القيامة، ويدع تفسير رسول الله ﷺ وأصحابه إلا كل جاهل مجنون، خاسر مفتون، لما أنك مغبون في الدين مأبون، وعلى تفسير كتاب الله غير مأمون؟!"
- نقض الدارمي على المريسي، ص١٨٥
"ومن يلتفت أيها المريسي إلى تفسيرك المحال في إتيان الله يوم القيامة، ويدع تفسير رسول الله ﷺ وأصحابه إلا كل جاهل مجنون، خاسر مفتون، لما أنك مغبون في الدين مأبون، وعلى تفسير كتاب الله غير مأمون؟!"
- نقض الدارمي على المريسي، ص١٨٥
من مداخل الشيطان على العبد: بدعة التفريط والإضاعة، وبدعة المجاوزة والإسراف والجور على النفس.
قال #ابن_القيم رحمه الله في مدارج السالكين:
والسلف يذكرون هذين الأصلين كثيرا، وهما الاقتصاد في الأعمال، والاعتصام بالسنة.
فإن الشيطان يشم قلب العبد ويختبره، فإن رأى فيه داعية للبدعة، وإعراضا عن كمال الإنقياد للسنة؛ أخرجه عن الاعتصام بها.
وإن رأى فيه حرصا على السنة، وشدة طلب لها ولم يظفر به منقطعا عنها؛ أمره بالاجتهاد، والجور على النفس، ومجاوزة حد الاقتصاد فيها قائلا له: إن هذا خير وطاعة، والزيادة والاجتهاد فيها أكمل، فلا تفتر مع أهل الفتور، ولا تنم مع أهل النوم، فلا يزال يحثه ويحرضه، حتى يخرجه عن الاقتصاد فيها، فيخرج عن حدها، كما أن الأول خارج عن هذا الحد، فكذا هذا الآخر خارج عن الحد الآخر، وكلا الأمرين خروج عن السنة إلى البدعة، لكنّ هذا إلى بدعة التفريط والإضاعة، والآخر إلى بدعة المجاوزة والإسراف.
وقال بعض السلف: ما أمر الله بأمر إلا وللشيطان فيه نزغتان، إما إلى تفريط، وإما إلى مجاوزة، وهي الإفراط، ولا يبالي بأيهما ظفر، زيادة أو نقصان.
قال #ابن_القيم رحمه الله في مدارج السالكين:
والسلف يذكرون هذين الأصلين كثيرا، وهما الاقتصاد في الأعمال، والاعتصام بالسنة.
فإن الشيطان يشم قلب العبد ويختبره، فإن رأى فيه داعية للبدعة، وإعراضا عن كمال الإنقياد للسنة؛ أخرجه عن الاعتصام بها.
وإن رأى فيه حرصا على السنة، وشدة طلب لها ولم يظفر به منقطعا عنها؛ أمره بالاجتهاد، والجور على النفس، ومجاوزة حد الاقتصاد فيها قائلا له: إن هذا خير وطاعة، والزيادة والاجتهاد فيها أكمل، فلا تفتر مع أهل الفتور، ولا تنم مع أهل النوم، فلا يزال يحثه ويحرضه، حتى يخرجه عن الاقتصاد فيها، فيخرج عن حدها، كما أن الأول خارج عن هذا الحد، فكذا هذا الآخر خارج عن الحد الآخر، وكلا الأمرين خروج عن السنة إلى البدعة، لكنّ هذا إلى بدعة التفريط والإضاعة، والآخر إلى بدعة المجاوزة والإسراف.
وقال بعض السلف: ما أمر الله بأمر إلا وللشيطان فيه نزغتان، إما إلى تفريط، وإما إلى مجاوزة، وهي الإفراط، ولا يبالي بأيهما ظفر، زيادة أو نقصان.
ابن القيم رحمه الله وهو يصف تلبيس الجهمية - وهذا مشاهد اليوم - على العوام والجهلة بحالهم!
قال رحمه الله في «الصواعق المرسلة» (٤/١٤٤٠):
وهؤلاء النفاة تجدهم دائما يعتمدون هذه الطريقة المتضمنة للتلبيس والتدليس، وينفون بها حقائق ما أخبر الله به عن نفسه؛ فيأتون إلى ألفاظ معناها في العربية أخص من معناها في اصطلاحهم؛ فينفون معناها العام الذي اصطلحوا عليه، ويوهمون الناس أنهم إنما نفوا معناها المعروف في اللغة، والناس أول ما يسمعون تلك الألفاظ إنما يفهمون معناها اللغوي فيوافقونهم على النفي تعظيما لله، وتنزيها له، ومرادهم نفي المعنى العام الذي اصطلحوا عليه، وقد جمعوا في ذلك: تحريف لغة العرب عن مواضعها، وتحريف كلام الله ورسوله عن مواضعه، ولبس الحق بالباطل في النفي والإثبات. فمعرفة مراد هؤلاء وكلامهم من تمام مقاصد الدين؛ ليتمكن أهل السنة والحديث من رد باطلهم، وتبيين إفكهم.اه
وقال رحمه الله:
ويقولون: نحن ننزه الله تعالى عن (الأعراض)، و(الأغراض)، و(الأبعاض)، و(الحدود)، و(الجهات)، و(حلول الحوادث)، فيسمع الغر المخدوع هذه الألفاظ فيتوهم منها أنهم ينزهون الله عما يفهم من معانيها عند الإطلاق من العيوب والنقائص والحاجة، فلا يك أنهم يمجدونه ويعظمونه، ويكشف الناقد البصير ما تحت هذه الألفاظ فيرى تحتها الإلحاد وتكذيب الرسل، وتعطيل الرب تعالى عما يستحقه من كماله.
- فتنزيههم عن (الأعراض): هو جحد صفاته: كسمعه وبصره وحياته وعلمه وكلامه وإرادته، فإن هذه الأعراض له عندهم لا تقوم إلا بجسم، فلو كان متصفا بها لكان جسما، وكانت أعراضا له، وهو منزه عن الأعراض.
وأما (الأغراض): فهي الغاية والحكمة التي لأجلها يخلق، ويفعل، ويأمر، وينهى، ويثيب، ويعاقب، وهي الغايات المحمودة المطلوبة من أمره ونهيه وفعله، ويسمونها:(أغراضا منه)، وعللًا ينزهونه عنها.
وأما (الأبعاض): فمرادهم بتنزيهه عنها؛ أنه ليس له وجه ولا يدان ولا يمسك السموات على أصبع، والأرض على أصبع...
وأما (الحدود والجهات): فمرادهم بتنزيهه عنها أنه: ليس فوق السموات رب، ولا على العرش إله، ولا يشار إليه بالأصابع، إذ لو كان كذلك لزم إثبات الحدود والجهات، وهو منزه عن ذلك...
وأما (حلول الحوادث): فيريدون به أنه لا يتكلم بقدرته ومشيئته، ولا ينزل كل ليلة إلى سماءِ الدنيا، ولا يجيء، ولا يغصب بعد أن كان راضيًا، ولا يرضى بعد أن كان غضبان، ولا يقوم به فعل البتة، ولا أمر مجدد بعد أن لم يكن، ولا يريد شيئا بعد أن لم يكن مريدًا له....اهـ.
*والنقلان مستفادان من تحقيق الشيخ عادل آل حمدان على نقض الدارمي.
قال رحمه الله في «الصواعق المرسلة» (٤/١٤٤٠):
وهؤلاء النفاة تجدهم دائما يعتمدون هذه الطريقة المتضمنة للتلبيس والتدليس، وينفون بها حقائق ما أخبر الله به عن نفسه؛ فيأتون إلى ألفاظ معناها في العربية أخص من معناها في اصطلاحهم؛ فينفون معناها العام الذي اصطلحوا عليه، ويوهمون الناس أنهم إنما نفوا معناها المعروف في اللغة، والناس أول ما يسمعون تلك الألفاظ إنما يفهمون معناها اللغوي فيوافقونهم على النفي تعظيما لله، وتنزيها له، ومرادهم نفي المعنى العام الذي اصطلحوا عليه، وقد جمعوا في ذلك: تحريف لغة العرب عن مواضعها، وتحريف كلام الله ورسوله عن مواضعه، ولبس الحق بالباطل في النفي والإثبات. فمعرفة مراد هؤلاء وكلامهم من تمام مقاصد الدين؛ ليتمكن أهل السنة والحديث من رد باطلهم، وتبيين إفكهم.اه
وقال رحمه الله:
ويقولون: نحن ننزه الله تعالى عن (الأعراض)، و(الأغراض)، و(الأبعاض)، و(الحدود)، و(الجهات)، و(حلول الحوادث)، فيسمع الغر المخدوع هذه الألفاظ فيتوهم منها أنهم ينزهون الله عما يفهم من معانيها عند الإطلاق من العيوب والنقائص والحاجة، فلا يك أنهم يمجدونه ويعظمونه، ويكشف الناقد البصير ما تحت هذه الألفاظ فيرى تحتها الإلحاد وتكذيب الرسل، وتعطيل الرب تعالى عما يستحقه من كماله.
- فتنزيههم عن (الأعراض): هو جحد صفاته: كسمعه وبصره وحياته وعلمه وكلامه وإرادته، فإن هذه الأعراض له عندهم لا تقوم إلا بجسم، فلو كان متصفا بها لكان جسما، وكانت أعراضا له، وهو منزه عن الأعراض.
وأما (الأغراض): فهي الغاية والحكمة التي لأجلها يخلق، ويفعل، ويأمر، وينهى، ويثيب، ويعاقب، وهي الغايات المحمودة المطلوبة من أمره ونهيه وفعله، ويسمونها:(أغراضا منه)، وعللًا ينزهونه عنها.
وأما (الأبعاض): فمرادهم بتنزيهه عنها؛ أنه ليس له وجه ولا يدان ولا يمسك السموات على أصبع، والأرض على أصبع...
وأما (الحدود والجهات): فمرادهم بتنزيهه عنها أنه: ليس فوق السموات رب، ولا على العرش إله، ولا يشار إليه بالأصابع، إذ لو كان كذلك لزم إثبات الحدود والجهات، وهو منزه عن ذلك...
وأما (حلول الحوادث): فيريدون به أنه لا يتكلم بقدرته ومشيئته، ولا ينزل كل ليلة إلى سماءِ الدنيا، ولا يجيء، ولا يغصب بعد أن كان راضيًا، ولا يرضى بعد أن كان غضبان، ولا يقوم به فعل البتة، ولا أمر مجدد بعد أن لم يكن، ولا يريد شيئا بعد أن لم يكن مريدًا له....اهـ.
*والنقلان مستفادان من تحقيق الشيخ عادل آل حمدان على نقض الدارمي.
Forwarded from معلومات مهمة عن الفلسفة والدين والعلم الطبيعي
انتشرت دعوى فاسدة (خصوصا بين من يرد على الملاحدة) مفادها ان الحيوانات مسلوبة القيم والاخلاق ومنهم من يقول بهذا تاثرا ببعض فلاسفة اللاهوت النصراني كوليام الكريغ الذي قام بصياغة برهان متهافت اسمه الدليل الاخلاقي, وقد سلك هذا المسلك حتى يقول بان الانسان هو الكائن الوحيد الذي يملك ملكة التحسين والتقبيح الاخلاقي فيجب وجود مرجح غير اليات الانتخاب والطفرة, ويشترك معه في هذا اغلب انصار نظرية التطور لانهم يجعلون ظهور ملكات العقل والاخلاق متاخرا في العالم نتيجة بطئ عملية الترقي والتطور.
بينما معتقد اهل الحديث هو ان الله سبحانه وتعالى قد خلق في الحيوانات والطيور ملكة اخلاقية والقدرة على التمييز بين الحسن والقبيح والنافع والضار الخ, وكيف يصح لمسلم يعي ما يقول بان يدعي عكس هذا وهو يقرا قصة هدهد سليمان الذي كان عالما بالتوحيد والتوحيد هو راس الاخلاق كلها!.
لا يصح ان يقال بان الحيوانات او الطيور لا تملك وازعا اخلاقيا وكل دليل يستدل به الدراونة و فلاسفة اللاهوت النصراني ومقلديهم من المسلمين هو في الاخير من مغالطة الاستدلال بالجهل والتكذيب بما لم يحيطوا به علما.
بينما معتقد اهل الحديث هو ان الله سبحانه وتعالى قد خلق في الحيوانات والطيور ملكة اخلاقية والقدرة على التمييز بين الحسن والقبيح والنافع والضار الخ, وكيف يصح لمسلم يعي ما يقول بان يدعي عكس هذا وهو يقرا قصة هدهد سليمان الذي كان عالما بالتوحيد والتوحيد هو راس الاخلاق كلها!.
لا يصح ان يقال بان الحيوانات او الطيور لا تملك وازعا اخلاقيا وكل دليل يستدل به الدراونة و فلاسفة اللاهوت النصراني ومقلديهم من المسلمين هو في الاخير من مغالطة الاستدلال بالجهل والتكذيب بما لم يحيطوا به علما.
Forwarded from معلومات مهمة عن الفلسفة والدين والعلم الطبيعي
جواب دقيق من شيخ الاسلام على سؤال يتداوله كثيرا بعض الخائضين في موضوع القضاء والقدر—فييجب على سؤال لما لم يخلق الله الانسان على كيفية لا تقتضي الا الخير دون الشر فاجاب بان ذلك يقتضي تغير حقيقة الانسانية نفسها فينتقل الكلام الى كائن اخر غير الانسان وحكمة اخرى غير الحكمة من خلق السموات والارض والانس والجن . اي ان الانسان ولوازمه تقتضي ذلك اي فعل الشر والخير (يمتنع وجود اللازم بدون لوازمه), والافعال الشريرة التي تقع منه (اي الانسان ) ليست شرا محضا بل هي شر اضافي نسبي (الانسان الذي يفعل الشر مستحق للذم والعقاب اما خلق الله لذلك الفعل فهو لحكم وغايات ومقاصد جليلة يحبها . هو شر بالنسبة الى فاعله وخير بالنسبة الى خالقه) . فلما يقال لماذا لم يخلق الله الانسان على طبيعة لا تفعل الا الخير فيجاب بان هذا السؤال يشبه السؤال لماذا لم يجعل الله الانسان كائنا اخر مسلوبا لوزام انسانيته. فقد خلق الانسان خلقة عظيمة تستلزم وجود تلك الافعال لحكمة عظيمة ورحمة عميمة وحكمة الله من هذا الخلق تقتضي ان يكون الكمال هو ما خلق في هذا العالم كما هو عليه الان, ولا تحصل تلك الحكمة الا بهذا. وهناك تفصيل اخر في المسالة غير هذا...
Forwarded from معلومات مهمة عن الفلسفة والدين والعلم الطبيعي
السلام عليكم هناك اخ يحتاج مساعدة ببعض المال القليل وقد فقد الصبر صراحة فمن يريد ان يساعده يتواصل معه على حساب التلغرام https://t.me/phlswithout
Telegram
Hamada Arab
إياك وحب الرياسة فإن من الناس من تكون الرياسة أحب إليه من الذهب والفضة
Forwarded from قناةُ أبي زيد | طالب علم
مغالطة تأكيد التبعة Affirming the consequent
📚 معيار النظر «2/82»
ونمثل لها بقولنا : • كل نيجيري (أ) فهو أسود (ب)
• فلان أسود (ب) إذاً فهو نيجيري (أ)
وهذه مغالطة كما ترى إذ أن التلازم من طرف واحد
فكون فلاناً أسود لا يعني أنه نيجيري ولا علاقة لهذا بكون كل النيجيريين سود
وقد تكلمنا عن التفريق بين التلازم من طرف واحد والتلازم من طرفين في منشور آخر
وكما ترى فإن استدلالات الدراونة من نفس النوع
فيقولون : • إن كان التطور صحيحاً (أ) فسيحصل تشابه بين المخلوقات (ب)
• التشابه موجود (ب) إذاً التطور صحيح (أ)
وهذه عين صيغة المغالطة كما ترى فالتطور ليس التفسير الوحيد للتشابه فهذا تلازم من طرف واحد.
📚 معيار النظر «2/82»
ونمثل لها بقولنا : • كل نيجيري (أ) فهو أسود (ب)
• فلان أسود (ب) إذاً فهو نيجيري (أ)
وهذه مغالطة كما ترى إذ أن التلازم من طرف واحد
فكون فلاناً أسود لا يعني أنه نيجيري ولا علاقة لهذا بكون كل النيجيريين سود
وقد تكلمنا عن التفريق بين التلازم من طرف واحد والتلازم من طرفين في منشور آخر
وكما ترى فإن استدلالات الدراونة من نفس النوع
فيقولون : • إن كان التطور صحيحاً (أ) فسيحصل تشابه بين المخلوقات (ب)
• التشابه موجود (ب) إذاً التطور صحيح (أ)
وهذه عين صيغة المغالطة كما ترى فالتطور ليس التفسير الوحيد للتشابه فهذا تلازم من طرف واحد.
Forwarded from فقه النفس / مكاني
#أضحى #عيد #معايدة
تعظيم شعائر الله من تحقيق العبودية
وفقه الزمان والمكان هو من فقه النفس
والنفس المؤمنة القوية هي من تقوى على التوسط بين الأحوال المختلفة
عيدنا كأعياد كثيرة مرت
وهي دنيا مطبوعة على الابتلاءات والمنغصات
ولسنا في جنّة
لكن حق الله ثم حق النفس ثم حق الآخرين = أولى
وبين هذا وذاك = يكون فقه النفس
فتقبل الله منا ومنكم
وأعاننا وأعانكم على القيام بالحقوق كلها
دون إفراط ولا تفريط
ولا ننسى أطفالنا
كما لا ننسى أطفالهم
فتقبل الله منا ومنكم ... ومنهم
.
تعظيم شعائر الله من تحقيق العبودية
وفقه الزمان والمكان هو من فقه النفس
والنفس المؤمنة القوية هي من تقوى على التوسط بين الأحوال المختلفة
عيدنا كأعياد كثيرة مرت
وهي دنيا مطبوعة على الابتلاءات والمنغصات
ولسنا في جنّة
لكن حق الله ثم حق النفس ثم حق الآخرين = أولى
وبين هذا وذاك = يكون فقه النفس
فتقبل الله منا ومنكم
وأعاننا وأعانكم على القيام بالحقوق كلها
دون إفراط ولا تفريط
ولا ننسى أطفالنا
كما لا ننسى أطفالهم
فتقبل الله منا ومنكم ... ومنهم
.
روى البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:
كانَتْ ناقَةٌ لِرَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ تُسَمَّى: العَضْباءَ، وكانَتْ لا تُسْبَقُ، فَجاءَ أعْرابِيٌّ علَى قَعُودٍ له فَسَبَقَها، فاشْتَدَّ ذلكَ علَى المُسْلِمِينَ، وقالوا: سُبِقَتِ العَضْباءُ، فقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّ حَقًّا علَى اللَّهِ أنْ لا يَرْفَعَ شيئًا مِنَ الدُّنْيا إلَّا وضَعَهُ.اه
من سُنَّةِ اللهِ في خَلْقِه أنْ بعْدَ الصُّعودِ يَكونُ الهُبوطُ، فلا يَدومُ الحالُ في الدُّنيا لأحَدٍ.
وفيه: التَّنبيهُ على تَرْكِ المُباهاةِ والفَخرِ بمَتاعِ الدُّنيا.
- من موقع الدرر السنية، باختصار.
كانَتْ ناقَةٌ لِرَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ تُسَمَّى: العَضْباءَ، وكانَتْ لا تُسْبَقُ، فَجاءَ أعْرابِيٌّ علَى قَعُودٍ له فَسَبَقَها، فاشْتَدَّ ذلكَ علَى المُسْلِمِينَ، وقالوا: سُبِقَتِ العَضْباءُ، فقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّ حَقًّا علَى اللَّهِ أنْ لا يَرْفَعَ شيئًا مِنَ الدُّنْيا إلَّا وضَعَهُ.اه
من سُنَّةِ اللهِ في خَلْقِه أنْ بعْدَ الصُّعودِ يَكونُ الهُبوطُ، فلا يَدومُ الحالُ في الدُّنيا لأحَدٍ.
وفيه: التَّنبيهُ على تَرْكِ المُباهاةِ والفَخرِ بمَتاعِ الدُّنيا.
- من موقع الدرر السنية، باختصار.
عن عبيد الله بن أبي يزيد: قال سمعت ابن عباس رضي الله عنهما وذُكر له الخوارج، واجتهادهم وصلاتهم، قال: ليس هم بأشد اجتهادا من اليهود والنصارى، وهم على ضلالة.
- الشريعة للإمام الآجري
وفيه عدم الاغترار بالمظاهر التي تغرّ أكثرَ الناس، وأن حكم المرء - أهو على حق أم على باطل في اعتقاده - لا دخل له بكثرة عبادته وأعماله، بل بموافقته للسنة من عدمها، كما قال بعض السلف: اقتصاد في سنة خير من اجتهاد في بدعة.
وفي مسائل الإمام حرب الكرماني - والنقل مستفاد -: عن أيوب قال: رآني سعيد بن جبير مع طلق بن حبيب، فقال: لمَ أراك مع طلق؟ لا تجالسنّه. وقال: ما أدركت بالبصرة رجلا كان أبر بوالديه منه، ولا أعبدَ منه.
وعند اللالكائي من قول أيوب أنه قال عن طلق بن حبيب: وكان يرى رأي المرجئة.
- الشريعة للإمام الآجري
وفيه عدم الاغترار بالمظاهر التي تغرّ أكثرَ الناس، وأن حكم المرء - أهو على حق أم على باطل في اعتقاده - لا دخل له بكثرة عبادته وأعماله، بل بموافقته للسنة من عدمها، كما قال بعض السلف: اقتصاد في سنة خير من اجتهاد في بدعة.
وفي مسائل الإمام حرب الكرماني - والنقل مستفاد -: عن أيوب قال: رآني سعيد بن جبير مع طلق بن حبيب، فقال: لمَ أراك مع طلق؟ لا تجالسنّه. وقال: ما أدركت بالبصرة رجلا كان أبر بوالديه منه، ولا أعبدَ منه.
وعند اللالكائي من قول أيوب أنه قال عن طلق بن حبيب: وكان يرى رأي المرجئة.
باب في الكلام عن التحزّب
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله - والنقل مستفاد - :
"في الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (تُفتحُ أبوابُ الجنةِ كلَّ يومِ اثنينٍ وخميس؛ فيُغفرُ لكل عبدٍ لا يشرك بالله شيئًا؛ إلا رجلًا كان بينه وبين أخيه شحناء؛ فيقال: أنظِروا هذين حتى يصطلحا)، وقال صلى الله عليه وسلم: (لا يحلُّ لمسلمٍ أن يهجرَ أخاه فوق ثلاث؛ يلتقيانِ فيَصُدُّ هذا، ويصدُّ هذا، وخيرُهما الذي يبدأُ بالسلام).
وليس لأحدٍ من المعلمين أن يعتديَ على الآخر، ولا يؤذيَهُ بقولٍ ولا فعلٍ بغير حق؛ فإنَّ اللهَ تعالى يقول: {والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانًا وإثمًا مبينا}.
وليس لأحدٍ أن يعاقبَ أحدًا على غير ظلمٍ ولا تعدي حدٍّ ولا تضييع حق؛ بل لأجل هواه! فإنَّ هذا من الظلمِ الذي حرَّمَ اللهُ ورسولُه؛ فقد قال تعالى فيما روى عنه نبيه صلى الله عليه وسلم: (يا عبادي إني حرمت الظلمَ على نفسي، وجعلته بينكم محرما؛ فلا تَظالَموا).
وإذا جنى شخصٌ فلا يجوزُ أن يعاقَبَ بغير العقوبةِ الشرعية، وليس لأحدٍ من المتعلمينَ والأستاذينَ أن يعاقب بما يشاء، وليس لأحدٍ أن يعاونَهُ ولا يوافقَهُ على ذلك؛ مثلَ: أن يأمرَ بهجر شخصٍ فيهجرَهُ بغير ذنبٍ شرعي، أو يقول: أقعدته أو أهدرته أو نحو ذلك؛ فإنَّ هذا من جنسِ ما يفعله القساوسةُ والرهبانُ مع النصارى، والحزابون مع اليهود، ومن جنس ما يفعله أئمةُ الضلالةِ والغوايةِ مع أتباعهم.
وقد قال الصِّدِّيقُ الذي هو خليفةُ رسول الله صلى الله عليه وسلمَ في أمته: (أطيعوني ما أطعتُ الله؛ فإنْ عصيتُ اللهَ فلا طاعةَ لي عليكم).
وقد قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: (لا طاعةَ لمخلوقٍ في معصية الخالق)، وقال: (مَن أمركم بمعصية الله فلا تطيعوه).
فإذا كان المعلمُ أو الأستاذُ قد أمر بهجرِ شخصٍ؛ أو بإهداره وإسقاطه وإبعاده ونحوِ ذلك = نُظر فيه؛ فإنْ كان قد فعل ذنبًا شرعيًّا عوقب بقدر ذنبه بلا زيادة، وإن لم يكن أذنب ذنبًا شرعيًّا لم يَجُز أن يُعاقبَ بشيءٍ لأجل غرض المعلم أو غيره.
وليس للمعلمين أن يحزِّبوا الناسَ ويفعلوا ما يلقي بينهم العداوةَ والبغضاء؛ بل يكونوا مثل الإخوة المتعاونين على البر والتقوى؛ كما قال تعالى: {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان}.
وليس لأحدٍ منهم أن يأخذَ على أحدٍ عهدًا بموافقته على كل ما يريده، وموالاةِ من يواليه، ومعاداةِ من يعاديه؛ بل مَن فعل هذا كان من جنس جِنكيزخان وأمثاله الذين يجعلون من وافقهم صديقًا مواليا، ومن خالفهم عدوًّا باغيا؛ بل عليهم وعلى أتباعهم عهدُ اللهِ ورسولِه؛ بأن يطيعوا اللهَ ورسولَه، ويفعلوا ما أمرَ اللهُ بهِ ورسولُه، ويحرِّموا ما حرم اللهُ ورسولُه، ويراعوا حقوق المسلمين كما أمر اللهُ ورسولُه؛ فإنْ كان أستاذُ أحدٍ مظلومًا نصره، وإن كان ظالمًا لم يعاونْهُ على الظلم؛ بل يمنعُهُ منه؛ كما ثبت في الصحيح عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: (انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا)؛ قيل: يا رسول الله! أنصُرُهُ مظلومًا؛ فكيف أنصره ظالمًا؟ قال: (تمنعُهُ من الظلم! فذلك نصرُكَ إياه).
وإذا وقع بين معلمٍ ومعلمٍ أو تلميذٍ وتلميذٍ أو معلمٍ وتلميذٍ خصومةٌ ومشاجرة = لم يَجُز لأحدٍ أن يعينَ أحدَهما حتى يعلم الحق؛ فلا يعاونه بجهلٍ ولا بهوى؛ بل ينظر في الأمر؛ فإذا تبين له الحقُّ أعان المحقَّ منهما على المُبطِل؛ سواءٌ كان المحقُّ من أصحابهِ أو أصحابِ غيرِه؛ فيكون المقصود عبادة الله وحده وطاعة رسوله، واتباع الحق، والقيام بالقِسط؛ قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداءَ لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين إن يكن غنيًّا أو فقيرًا فاللهُ أولى بهما فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا وإن تَلْوُوا أو تُعرضوا فإنَّ الله كان بما تعملون خبيرا}؛ يقال: لوى يلوي لسانه فيُخبرُ بالكذب، والإعراضُ: أن يكتم الحق؛ فإنَّ الساكت عن الحق شيطانٌ أخرس.
ومَن مالَ مع صاحبه -سواءٌ كان الحقُّ له أو عليه- فقد حكمَ بحُكم الجاهلية، وخرج عن حُكم الله ورسوله، والواجب على جميعهم أن يكونوا يدًا واحدةً مع المحقِّ على المبطل؛ فيكونَ المعظَّمُ عندهم: مَن عظَّمه الله ورسوله، والمقدَّمُ عندهم: مَن قدَّمه الله ورسوله، والمحبوبُ عندهم: من أحبه الله ورسوله، والمهانُ عندهم: من أهانه الله ورسوله؛ بحسب ما يرضي اللهَ ورسولَه؛ لا بحسب الأهواء؛ فإنه من يطع اللهَ ورسولَهُ فقد رشد، ومن يعص اللهَ ورسولَهُ فإنه لا يضر إلا نفسَه".
مجموع الفتاوى جـ ٢٨ صـ ١٤
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله - والنقل مستفاد - :
"في الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (تُفتحُ أبوابُ الجنةِ كلَّ يومِ اثنينٍ وخميس؛ فيُغفرُ لكل عبدٍ لا يشرك بالله شيئًا؛ إلا رجلًا كان بينه وبين أخيه شحناء؛ فيقال: أنظِروا هذين حتى يصطلحا)، وقال صلى الله عليه وسلم: (لا يحلُّ لمسلمٍ أن يهجرَ أخاه فوق ثلاث؛ يلتقيانِ فيَصُدُّ هذا، ويصدُّ هذا، وخيرُهما الذي يبدأُ بالسلام).
وليس لأحدٍ من المعلمين أن يعتديَ على الآخر، ولا يؤذيَهُ بقولٍ ولا فعلٍ بغير حق؛ فإنَّ اللهَ تعالى يقول: {والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانًا وإثمًا مبينا}.
وليس لأحدٍ أن يعاقبَ أحدًا على غير ظلمٍ ولا تعدي حدٍّ ولا تضييع حق؛ بل لأجل هواه! فإنَّ هذا من الظلمِ الذي حرَّمَ اللهُ ورسولُه؛ فقد قال تعالى فيما روى عنه نبيه صلى الله عليه وسلم: (يا عبادي إني حرمت الظلمَ على نفسي، وجعلته بينكم محرما؛ فلا تَظالَموا).
وإذا جنى شخصٌ فلا يجوزُ أن يعاقَبَ بغير العقوبةِ الشرعية، وليس لأحدٍ من المتعلمينَ والأستاذينَ أن يعاقب بما يشاء، وليس لأحدٍ أن يعاونَهُ ولا يوافقَهُ على ذلك؛ مثلَ: أن يأمرَ بهجر شخصٍ فيهجرَهُ بغير ذنبٍ شرعي، أو يقول: أقعدته أو أهدرته أو نحو ذلك؛ فإنَّ هذا من جنسِ ما يفعله القساوسةُ والرهبانُ مع النصارى، والحزابون مع اليهود، ومن جنس ما يفعله أئمةُ الضلالةِ والغوايةِ مع أتباعهم.
وقد قال الصِّدِّيقُ الذي هو خليفةُ رسول الله صلى الله عليه وسلمَ في أمته: (أطيعوني ما أطعتُ الله؛ فإنْ عصيتُ اللهَ فلا طاعةَ لي عليكم).
وقد قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: (لا طاعةَ لمخلوقٍ في معصية الخالق)، وقال: (مَن أمركم بمعصية الله فلا تطيعوه).
فإذا كان المعلمُ أو الأستاذُ قد أمر بهجرِ شخصٍ؛ أو بإهداره وإسقاطه وإبعاده ونحوِ ذلك = نُظر فيه؛ فإنْ كان قد فعل ذنبًا شرعيًّا عوقب بقدر ذنبه بلا زيادة، وإن لم يكن أذنب ذنبًا شرعيًّا لم يَجُز أن يُعاقبَ بشيءٍ لأجل غرض المعلم أو غيره.
وليس للمعلمين أن يحزِّبوا الناسَ ويفعلوا ما يلقي بينهم العداوةَ والبغضاء؛ بل يكونوا مثل الإخوة المتعاونين على البر والتقوى؛ كما قال تعالى: {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان}.
وليس لأحدٍ منهم أن يأخذَ على أحدٍ عهدًا بموافقته على كل ما يريده، وموالاةِ من يواليه، ومعاداةِ من يعاديه؛ بل مَن فعل هذا كان من جنس جِنكيزخان وأمثاله الذين يجعلون من وافقهم صديقًا مواليا، ومن خالفهم عدوًّا باغيا؛ بل عليهم وعلى أتباعهم عهدُ اللهِ ورسولِه؛ بأن يطيعوا اللهَ ورسولَه، ويفعلوا ما أمرَ اللهُ بهِ ورسولُه، ويحرِّموا ما حرم اللهُ ورسولُه، ويراعوا حقوق المسلمين كما أمر اللهُ ورسولُه؛ فإنْ كان أستاذُ أحدٍ مظلومًا نصره، وإن كان ظالمًا لم يعاونْهُ على الظلم؛ بل يمنعُهُ منه؛ كما ثبت في الصحيح عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: (انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا)؛ قيل: يا رسول الله! أنصُرُهُ مظلومًا؛ فكيف أنصره ظالمًا؟ قال: (تمنعُهُ من الظلم! فذلك نصرُكَ إياه).
وإذا وقع بين معلمٍ ومعلمٍ أو تلميذٍ وتلميذٍ أو معلمٍ وتلميذٍ خصومةٌ ومشاجرة = لم يَجُز لأحدٍ أن يعينَ أحدَهما حتى يعلم الحق؛ فلا يعاونه بجهلٍ ولا بهوى؛ بل ينظر في الأمر؛ فإذا تبين له الحقُّ أعان المحقَّ منهما على المُبطِل؛ سواءٌ كان المحقُّ من أصحابهِ أو أصحابِ غيرِه؛ فيكون المقصود عبادة الله وحده وطاعة رسوله، واتباع الحق، والقيام بالقِسط؛ قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداءَ لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين إن يكن غنيًّا أو فقيرًا فاللهُ أولى بهما فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا وإن تَلْوُوا أو تُعرضوا فإنَّ الله كان بما تعملون خبيرا}؛ يقال: لوى يلوي لسانه فيُخبرُ بالكذب، والإعراضُ: أن يكتم الحق؛ فإنَّ الساكت عن الحق شيطانٌ أخرس.
ومَن مالَ مع صاحبه -سواءٌ كان الحقُّ له أو عليه- فقد حكمَ بحُكم الجاهلية، وخرج عن حُكم الله ورسوله، والواجب على جميعهم أن يكونوا يدًا واحدةً مع المحقِّ على المبطل؛ فيكونَ المعظَّمُ عندهم: مَن عظَّمه الله ورسوله، والمقدَّمُ عندهم: مَن قدَّمه الله ورسوله، والمحبوبُ عندهم: من أحبه الله ورسوله، والمهانُ عندهم: من أهانه الله ورسوله؛ بحسب ما يرضي اللهَ ورسولَه؛ لا بحسب الأهواء؛ فإنه من يطع اللهَ ورسولَهُ فقد رشد، ومن يعص اللهَ ورسولَهُ فإنه لا يضر إلا نفسَه".
مجموع الفتاوى جـ ٢٨ صـ ١٤
محاضرة غزيرة الفوائد، الدكتور شرح بشكل دقيق أين الخلل في الوسواس القهري، وأن المشكلة الأساسية ليست في الأفكار الوسواسية وإنما في أخطاء في التعامل معها يرتكبها الموسوس، وغير هذا من الأمور المهمة في التعامل مع هذا المرض.
https://youtu.be/kHzbi2Wf39U?si=KiAqQ507QHUYZ8_o
https://youtu.be/kHzbi2Wf39U?si=KiAqQ507QHUYZ8_o
YouTube
علاج وسواس العقيدة مع الدكتور خالد الجابر