أبو محمد الحنبلي
3.04K subscribers
382 photos
91 videos
77 files
543 links
﴿فللَّهِ الحمدُ ربّ السموات وربّ الأرضِ ربّ العالمين﴾
للتواصل: (أرجو عدم إرسال أسئلة) والتواصل للضرورة فقط.
https://t.me/B9Bot?start=6506675990
Download Telegram
صاحب الشبهة = مريض.

وإذا كنت تمتلك دواء هذا ما يعني أنك تجيد استخدامه، هذا إن كنت تمتلكه، وكانت لديك مناعة من مرضه وحواجزه تحجزك عنه!

فما دمت قليل العلم، أنعم الله عليك بمعرفة الحق، لا تقترب من أصحاب الشبهات، ولا تشاهد مقاطعهم، فمشاهدة مقاطعهم بغير سبب أصلا محذور حتى بالنسبة لمن عنده رسوخ ومعرفة، إلا بداعي الرد على صاحب الكلام أو ما شابه، ((لمن عنده رسوخ ومعرفة)) وليس لك أنت!

وليس هذا جبنا كما يظن بعض الحمقى، بل هو عين الشجاعة، وأنك تخاف على الحق الذي معك من أن يذهب، ومن يسميه جبنا هل يجترئ هو على الاقتراب من مرضى بأمراض معدية فتاكة، أو الذهاب لحرب مثلا بدون عتاد وتجهز وتعلم لاستعمال هذا العتاد؟ فقد يكون المرء لديه سلاح حتى وربما أسلحة، وهو لا يدري عن كيفية استعمالها! وما حال من يفعل هذا إلا الجنون والحماقة!
كما أن بدنك لا يستقيم بغير الأكل والشرب والاعتناء به، كذلك قلبك لا يطمئن ولا يسكن إلا بمعرفة الله والإيمان به سبحانه وتعالى ومحبته وذكره وعبادته.
عواقب الانشغال بالآخرين ...
أرشيف فقه النفس
عواقب الانشغال بالآخرين | العلاج الأساسي للانشغال بالآخرين | آدم الصقور


من أنفع ما سمعت.
ما مدخل السعادة هنا ؟..

قال ابن تيمية كما في مجموع الفتاوى : "والسعادة في معاملة الخلق : أن تعاملهم لله فترجو الله فيهم ولا ترجوهم في الله وتخافه فيهم ولا تخافهم في الله، وتحسن إليهم رجاء ثواب الله لا لمكافأتهم وتكف عن ظلمهم خوفًا من الله لا منهم. كما جاء في الأثر: «ارج الله في الناس ولا ترج الناس في الله وخف الله في الناس ولا تخف الناس في الله» أي: لا تفعل شيئًا من أنواع العبادات والقُرَب لأجلهم لا رجاءَ مدحهم ولا خوفًا مِن ذمهم بل ارج الله ولا تخفهم في الله فيما تأتي وما تذر بل افعل ما أُمرت به وإن كرهوه».

أقول : قد يسأل سائل ما وجه السعادة هنا هل يقصد السعادة الأخروية فحسب بل السعادة دنيويًا وأخرويًا ؟

الجواب : الشيخ يتكلم على السعادة الدنيوية والأخروية

وأكثر أسباب شقاء الخلق من التفريط بهذا المعنى الذي ذكره الشيخ

انظر إلى عامة من يعاني من الاكتئاب والإحباط ونحوها من المعاني تجد كثيرًا منهم سبب شعوره بهذا أنه بذل لبعض الناس ولكنه لم يجد منهم ما توقعه من الوفاء والتقدير ولو أنه فعله لله محتسبًا ما أصابته تلك الحسرة

وكثير من الناس تصيبه هذه المشاعر لفشله في تحقيق بعض الأماني ولو وضع الآخرة نصب عينيه وسعى لها سعيها محتسبًا فرجاؤه ثواب الآخرة وما يجده من الأنس بالله عز وجل

ولا يكاد يفلت كبير أحد من هذين الأمرين ( عدم تحصيل ما يراد من التقدير ) و ( عدم تحقيق عامة الأماني ) ويدخل على عامة الناس من الحزن ما يدخل كل بحسبه بسبب هذه الأمور والترياق فيما ذكر الشيخ والمؤمن يصيبه ما يصيبه من الهم والغم ولكنه إذا تذكر احتسابه للآخرة ارتد بصيرًا متسليًا وينجلي عنه الهم والغم.
ومن أسمائه جل جلاله: الحيّ.

وهو الحي حياةً كاملة ليست مسبوقة بعدم، ولا يلحقها زوال ولا فناء، ولا يعتريها نقص ولا عيب، جل ربنا وتقدس عن ذلك، حياة تستلزم كمال صفاته وأفعاله سبحانه وتعالى من رزق وإرادة وتدبير وغيرها، وهو بهذا وحده المستحق للعبادة، وأن يتوكل عليه لا على غيره ﴿وتوكل على الحيّ الذي لا يموت﴾، وأما الحي الذي يموت أو الذي ليس به حياة أصلا كالجماد فلا يستحق شيئا من هذا، لعجزه وضعفه قد جل ربنا عن هذا وتقدّس.

#نبذة_عن_أسماء_الله_وصفاته
ذكر بعض الرقاة المتمرسين أن أحد السحرة تاب ورجع إلى الإسلام ، وكان سبب توبته أنه أراد أن يسحر رجلا ، ولكنه عجز عن ذلك على مدى سنة كاملة ، وذلك لأن هذا الرجل كان يقرأ سورة الملك كل ليلة فما استطاع أن يصل إليه بأذى فأذعن لقوة الحق كما أذعن سحرة فرعون .
قلت : الذي ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنها المانعة تمنع عذاب القبر ، فإذا منعت عذاب القبر على شدته فلا يبعد أن تمنع تأثير السحر مهما كانت قوته .
عن معاذ بن أنس رضي الله عنه، أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم، قال:

مَنْ كَظَمَ غَيظًا، وَهُوَ قَادِرٌ عَلَى أنْ يُنْفِذَهُ، دَعَاهُ اللهُ سُبحَانَهُ وَتَعَالى عَلَى رُؤُوسِ الخَلائِقِ يَومَ القِيامَةِ حَتَّى يُخَيِّرَهُ مِنَ الحُورِ العِينِ مَا شَاءَ. رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه


قال الشيخ خالد السبت:

تصور لو قيل للناس اليوم: مَن فعلَ الفعل الفلاني -مع أنه شيء لا يكلفه مالاً، كظْمُ غيظ فقط- خُير من نساء الدنيا ما شاء، يتزوجها ويُدفع عنه المهر، ماذا يفعل الناس؟ يقولون: نكظم الغيظ إلى يوم القيامة.

أليس الناس يتهالكون على نساء الدنيا؟ والرجل يدرس سبع عشرة سنة في أقل الأحوال، ثم بعد ذلك يعمل من أجل أن يجمع مهراً وقوتاً، ولربما اقترض القروض، ولربما أخذ الزكوات، من أجل أن يحصّل شيئاً من المال من أجل أن يتزوج، وهذا الزواج قد يفشل، والمرأة فيها من العيوب ما فيها مما يعرف في بني آدم، ومع ذلك فأين هذا من ذاك؟، يخيره الله من الحور العين على عمل يسير، فهذا يدل دلالة واضحة صريحة على أن كظم الغيظ من أفضل الأعمال، وأبرها عند الله -عز وجل، فهو ثقيل في الميزان، مع أننا قد نتساهل في مثل هذه الأمور.اه‍
يردد البعض شبهة مفادها أنه عندما يلتزم العامي من المسلمين بتقليد من يثق فيه من أهل العلم، ولا يتشكك في فتواه ولا يناقشها ولا يخضعها لعقله، فإنه بذلك يهين عقله ويذل نفسه ويستوي بسائر أهل الملل الباطلة الذين اتبعوا كهنتهم ورهبانهم! وهذا ظاهر البطلان، بل إن فلاسفة المعرفة المعاصرين قد اتفقوا على الضرورة الفردية للتقليد في إطار ما يعرف عندهم باسم Individual epistemic dependence، فهذه خصلة لا يتصور خلو أحد من البشر منها في شيء مما يتركب منه بنيانه المعرفي الفردي. فهل يجرؤ أحد على التشكيك في قرارات تشخيص الطبيب المتخصص لحالته المرضية (رغم أنه لا يفقه شيئا في الطب)! فهذا عند العقلاء ليس كهنوتا، بل هو مقتضى العقل السليم والنقل الصحيح أن يُرجع في المسائل التي تتطلب علما بموضوع السؤال إلى أهل التخصص ممن اجتمعت لهم أسباب المعرفة الصحيحة -التي هي منتفية عند غيرهم-.
قال ابن كثير :

المطلوب شرعاً : إنما هو تحسين الصوت الباعث على تدبر #القرآن وتفهمه ، والخشوع والخضوع والانقياد للطاعة

فأما الأصوات بالنغمات المحدثة ، المركبة على الأوزان والأوضاع الملهية , والقانون الموسيقائي ، فالقرآن يُنزّه عن هذا ويُجلُّ ويعظم أن يُسلك في أدائه هذا المذهب

ثم ذكر الآثار والأحاديث في ذلك وقال :

وهذا يدل على أنه محذور كبير وهو قراءة القرآن بالألحان التي يسلك بها مذاهب الغناء

وقد نص الأئمة رحمهم الله على النهي عنه

فأما إذا خرج إلى التمطيط الفاحش الذي يزيد بسببه حرفاً أو ينقص حرفاً فقد اتفق العلماء على تحريمه .


[ كتاب فضائل القرآن ص 195 وما بعدها ]
قال #شيخ_الإسلام رحمه الله تعالى ورضي عنه :

الناس مأمورون أن يقرأوا #القرآن على الوجه المشروع


كما كان يقرؤه السلف من الصحابة والتابعين لهم بإحسان

فإن القراءة سُنة يأخذها الآخرُ عن الأول ...


والسلف كانوا يحسنون القرآن بأصواتهم

من غير أن يتكلفوا أوزان الغناء , مثل ما كان أبو موسى الأشعري ( رضي الله عنه ) يفعل
...

وأما ما أُحدثَ بعدهم من : تكلف القراءة على ألحان الغناء فهذا ينهى عنه عند جمهور العلماء :

- لأنه بدعة


- ولأن ذلك فيه تشبيه للقران بالغناء


- ولأن ذلك يورث أن يبقى قلبُ القاريء مصروفاً إلى وزن اللفظ بميزان الغناء , لا يتدبره ولا يعقله


- وأن يبقى المستمعون يصغون إليه لأجل الصوت الملحّن كما يُصغى إلى الغناء , لا لأجل استماع القرآن وفهمه وتدبُّره والانتفاع به


والله أعلم

[ جامع المسائل 3 / 304 - 305 ] باختصار يسير
#نبذة_عن_أسماء_الله_وصفاته

ومن أسمائه جل جلاله: القيّوم.

وهو الدائم الذي لا يزول، القائم بنفسه، القائم بغيره؛ فجميع الموجودات مفتقرة إليه، وهو غني عنها، ولا قوام لها بدون أمره، كما قال تَعالَى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ﴾

قال الشيخ السعدي: «الذي قام بنفسه، فاستغنى عن جميع مخلوقاته، وقام بغيره فافتقرت إليه جميع مخلوقاته في الإيجاد والإعداد والإمداد، فهو الذي قام بتدبير الخلائق وتصريفهم، تدبير للأجسام وللقلوب والأرواح».

قال الإمام ابن القيم:
هَذَا وَمِنْ أَوْصَافِهِ: القَيُّومُ وَالـ
ـقَيُّومُ فِي أَوْصَافِهِ أَمْرَانِ

إِحْدَاهُمَا القَيُّومُ قَامَ بِنَفْسِه
والكَوْنُ قَامَ بِهِ هُمَا الأَمْرَانِ

فَالأَوَّلُ اسْتِغْنَاؤُهُ عَنْ غَيْرِه
والفَقْرُ مِنْ كُلٍّ إِلَيْهِ الثَّانِي

وقال:
«انتظم هذان الاسمان صفات الكمال والغنى التام والقدرة التامة، فكأن المستغيث بهما مستغيث بكل اسم من أسماء الرب تَعَالَى، وبكل صفة من صفاته، فما أولى الاستغاثة بهذين الاسمين أن يكونا في مظنة تفريج الكربات وإغاثة اللهفات وإنالة الطلبات».

==
==

وقال رحمه الله:«صفة الحياة متضمنة لجميع صفات الكمال مستلزمة لها، وصفة القيومية متضمنة لجميع صفات الأفعال؛ ولهذا كان اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى هو اسم الحي القيوم».

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: «ولهذا كان أعظم آية في القرآن: ﴿اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ﴾ [البقرة: ٢٥٥]. وهو الاسم الأعظم».

عن أنس بن مالك: قال: «كَانَ النَّبِيُّ ﷺ إِذَا كَرَبَهُ أَمْرٌ قَالَ: يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغِيثُ».

وكان من دعاء رسول الله ﷺ في الصباح والمساء أن يقول:
يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين.

وقال ابن القيم (بتصرف من مدارج السالكين):

ومن أدمن (أي أكثر) من قول «يا حي يا قيوم لا إله إلا أنت (برحمتك أستغيث)» أورثه ذلك حياة القلب والعقل.

وكان شيخ الإسلام(ابن تيمية) شديد اللهج بها جدًا وقال لي يومًا لهذين الاسمين وهما «الحي القيوم» تأثير عظيم في حياة القلب.

#نبذة_عن_أسماء_الله_وصفاته
تعليقي على توبة أحد الملاحدة المشاهير
ومن أسمائه جل جلاله: الخالِق والخلّاق، والخلاق صيغة مبالغة تدل على كثرة الخلق.

والخالق هو موجد الأشياء ومبدعها على غير مثال سابق، وكذلك هو المقدّر والمهيء لها سبحانه وتعالى، هذان معنيان للخلق، والله منفرد بالخلق على المعنى الأول. وأما المعنى الثاني فقد يطلق على المخلوقين.

﴿هَـٰذَا خَلۡقُ ٱللَّهِ فَأَرُونِی مَاذَا خَلَقَ ٱلَّذِینَ مِن دُونِهِۦۚ بَلِ ٱلظَّـٰلِمُونَ فِی ضَلَـٰلࣲ مُّبِینࣲ﴾ [لقمان ١١]

قال الإمام #ابن_القيم رحمه الله:

قوله تعالى: ﴿هَذا خَلْقُ اللَّهِ فَأرُونِي ماذا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ﴾ فلله ما أحلى هذا اللفظ وأوجزه وأدله على بطلان الشرك، فإنهم إن زعموا أن آلهتهم خلقت شيئا مع الله طولبوا بأن يروه إياه وإن اعترفوا بأنها أعجز وأضعف وأقل من ذلك كانت آلهيتها باطلا ومحالا.

#نبذة_عن_أسماء_الله_وصفاته
‏قال #ابن_القيم رحمه الله:

"فلو عرف العبد كل شيء ولم يعرف ربه فكأنه لم يعرف شيئًا، ولو نال كلَّ حظ من حظوظ الدنيا ولذّاتها وشهواتها، ولم يظفر بمحبة الله والشوق إليه والأنس به، فكأنه لم يظفر بلذة ولا نعيم ولا قرة عين".

(إغاثة اللهفان | 112/1)

#منقول
﴿وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ [الجاثية ١٣]

وجملة ذلك أن خلقها وتدبيرها وتسخيرها دال على نفوذ مشيئة الله وكمال قدرته، وما فيها من الإحكام والإتقان وبديع الصنعة وحسن الخلقة دال على كمال حكمته وعلمه، وما فيها من السعة والعظمة والكثرة دال على سعة ملكه وسلطانه، وما فيها من التخصيصات والأشياء المتضادات دليل على أنه الفعال لما يريد، وما فيها من المنافع والمصالح الدينية والدنيوية دليل على سعة رحمته، وشمول فضله وإحسانه وبديع لطفه وبره، وكل ذلك دال على أنه وحده المألوه المعبود الذي لا تنبغي العبادة والذل والمحبة إلا له وأن رسله صادقون فيما جاءوا به، فهذه أدلة عقلية واضحة لا تقبل ريبا ولا شكا.

#تفسير السعدي
قال شيخ الإسلام #ابن_تيمية :

إن البدن كما يتغذى بالطيب والخبيث، كذلك القلوب تتغذى بالكلم الطيب والعمل الصالح، وتتغذى بالكلم الخبيث والعمل الفاسد، ولها صحة ومرض، وإذا مرضت اشتهتْ ما يضرها وكرهتْ ما ينفعها.

جامع المسائل (١/‏١٣٣) — ابن تيمية (ت ٧٢٨).
ما الذي يمنعك عن أن تقوم وتصلي ركعتين لله تدعو فيهما لنفسك ولإخوانك المستضعفين، الأمر سهل ويسير جدا بفضل الله، لكن تدري ما المشكلة؟ من أن يسول لك الشيطان احتقار المعروف، فتتكاسل عنه بحجة أنه قليل مثلا أو لا يكفي، وبالإضافة إلى كون هذا الكلام تخرصًا فأصلا مهما عملت من أعمال ستبقى مقصرا عن شكر نعمة الله المتوالية عليك، والله سبحانه وبحمده متفضل عليك بألا يؤاخذك على تقصيرك هذا بل ويجازيك بالحسنة عشرة أمثالها إلى ٧٠٠ ضعف، لكن:

رسول الله ﷺ قد حل هذه الإشكالية بكلمة وجيزة جامعة لما قال: لا تحقرن من المعروف شيئًا.

أي شيء من المعروف لا تحقرنه، لا يلبس عليك الشيطان، هذه وصية نبيك، فامتثلها.
أركان الكفر أربعة.pdf
182.6 KB
قال #ابن_القيم:
فصل
أركان الكفر أربعة: الكبر، والحسد، والغضب، والشهوة؛ فالكبر يمنعه الانقياد، والحسد يمنعه قبول النصيحة وبذلها، والغضب يمنعه العدل، والشهوة تمنعه التفرغ للعبادة.
فإذا انهدم ركن الكبر سهل عليه الانقياد، وإذا انهدم ركن الحسد سهل عليه قبول النصح وبذله، وإذا انهدم ركن الغضب سهل عليه العدل والتواضع، وإذا انهدم ركن الشهوة سهل عليه الصبر والعفاف والعبادة.

الفصل كاملا هنا (ورقتان).
عن ذكر الله وعظيم فضله، يقول الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله:

شرع الله الدين والعبادات والأوامر والنواهي لإقامة ذكره؛ ولهذا يذكر أن العبادات ناشئة عن ذكره، كما قال تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى (14) وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى}. فجعل الصلاة ناشئة عن الذكر ومسببة عنه؛ كما جعل الصلاة لإقامة ذكره، فقال: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي}.

وقال في ترك الذنوب والاستغفار منها: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ}. فجعل الاستغفار ناشئًا عن الذكر، فدل ذلك على أن الذكر لله هو الأصل الجامع الذي يتصف به المؤمن الكامل، فيصير الذكر صفة لقلبه، فيفعل لذلك المأمورات ويترك المنهيات، وذلك ناشئ عن تعظيم الله تعالى وذكره، وهو دليل على ذلك وهو أعظم المقصودات في العبادات؛ قال تعالى: {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ﴾، وقال تعالى: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ}. وقال تعالى: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ}.

كل من كان في عبادة فهو في ذكر الله، ومن ترك منهيًا لله فهو في ذكر الله، وهذا هو المعنى الذي خلق الله الخلق لأجله، وشرع الشرائع لأجله، وجعل النعم الظاهرة والباطنة مقصودة لأجله ومعينة عليه، فنسأله تعالى أن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته، ويجعلنا من الذاكرين الله كثيرًا والذاكرات، آمين.


- المواهب الربانية من الآيات القرآنية