ومن أسمائه جل جلاله : الغَفَّار.
وهو اسم دال على كثرة مغفرة الله لعبده المذنب المستغفر.
يقول الغفار سبحانه : ﴿ وَإِنِّی لَغَفَّارࣱ لِّمَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ صَـٰلِحࣰا ثُمَّ ٱهۡتَدَىٰ ﴾ [سُورَةُ طه: ٨٢]
يقول #ابن_القيم رحمه الله:
ومنها: أن يشهد فضلَه في مغفرته، فإنَّ المغفرةَ فضلٌ من الله تعالى، وإلّا فلو وَاخَذَنا بالذَّنبِ لَوَاخَذَ بمحض حقِّه وكان عادلًا محمودًا، وإنّما غفره بفضله لا باستحقاقك، فيُوجِب لك ذلك أيضًا شكرًا له، ومحبّةً له، وإنابةً إليه، وفرحًا وابتهاجًا به، ومعرفةً له باسمه الغفّار، ومشاهدةً لهذه الصِّفة، وتعبُّدًا بمقتضاها. وذلك أكملُ في العبوديّة والمعرفة والمحبّة.
ويقول :
فتأمَّل ظهور هذين الاسمين: اسم الرزَّاق واسم الغفَّار في الخليقة، ترى ما يُعْجِبُ العقول، وتأمَّل آثارهما حقَّ التأمُّل في أعظم مجامع الخليقة، وانظر كيف وَسِعَهم رزقُه ومغفرتُه، ولولا ذلك لما كان لهم مِنْ قيامٍ -أي بشؤونهم- أصلًا.
#نبذة_عن_أسماء_الله_وصفاته
وهو اسم دال على كثرة مغفرة الله لعبده المذنب المستغفر.
يقول الغفار سبحانه : ﴿ وَإِنِّی لَغَفَّارࣱ لِّمَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ صَـٰلِحࣰا ثُمَّ ٱهۡتَدَىٰ ﴾ [سُورَةُ طه: ٨٢]
يقول #ابن_القيم رحمه الله:
ومنها: أن يشهد فضلَه في مغفرته، فإنَّ المغفرةَ فضلٌ من الله تعالى، وإلّا فلو وَاخَذَنا بالذَّنبِ لَوَاخَذَ بمحض حقِّه وكان عادلًا محمودًا، وإنّما غفره بفضله لا باستحقاقك، فيُوجِب لك ذلك أيضًا شكرًا له، ومحبّةً له، وإنابةً إليه، وفرحًا وابتهاجًا به، ومعرفةً له باسمه الغفّار، ومشاهدةً لهذه الصِّفة، وتعبُّدًا بمقتضاها. وذلك أكملُ في العبوديّة والمعرفة والمحبّة.
ويقول :
فتأمَّل ظهور هذين الاسمين: اسم الرزَّاق واسم الغفَّار في الخليقة، ترى ما يُعْجِبُ العقول، وتأمَّل آثارهما حقَّ التأمُّل في أعظم مجامع الخليقة، وانظر كيف وَسِعَهم رزقُه ومغفرتُه، ولولا ذلك لما كان لهم مِنْ قيامٍ -أي بشؤونهم- أصلًا.
#نبذة_عن_أسماء_الله_وصفاته
Forwarded from فقه النفس / مكاني
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
قال #ابن_القيم رحمه الله:
أعظم الذنوب عند الله إساءة الظن به، فإن المُسيء به الظن قد ظن به خلاف كماله المقدس، وظن به ما يناقض أسماءه وصفاته، ولهذا توعد الله سبحانه الظانين به ظن السوء بما لم يتوعد به غيرهم، كما قال تعالى: ﴿عليهم دائرة السوء وغضب الله عليهم ولعنهم وأعد لهم جهنم وساءت مصيرا﴾.
#منقول
https://t.me/nasiatibiadek
أعظم الذنوب عند الله إساءة الظن به، فإن المُسيء به الظن قد ظن به خلاف كماله المقدس، وظن به ما يناقض أسماءه وصفاته، ولهذا توعد الله سبحانه الظانين به ظن السوء بما لم يتوعد به غيرهم، كما قال تعالى: ﴿عليهم دائرة السوء وغضب الله عليهم ولعنهم وأعد لهم جهنم وساءت مصيرا﴾.
#منقول
https://t.me/nasiatibiadek
{ ۞ كَذَّبَتۡ قَبۡلَهُمۡ قَوۡمُ نُوحࣲ فَكَذَّبُوا۟ عَبۡدَنَا وَقَالُوا۟ مَجۡنُونࣱ وَٱزۡدُجِرَ (٩) فَدَعَا رَبَّهُۥۤ أَنِّی مَغۡلُوبࣱ فَٱنتَصِرۡ (١٠) }
[سُورَةُ القَمَرِ: ٩-١٠]
فعند ذلك دعا نوح ربه [فقال:] ﴿أَنِّي مَغْلُوبٌ﴾ لا قدرة لي على الانتصار منهم، لأنه لم يؤمن من قومه إلا القليل النادر، ولا قدرة لهم على مقاومة قومهم، ﴿فَانْتَصِرْ﴾ اللهم لي منهم. (تفسير السعدي)
اللهم إن أهلنا مستضعفون في غزة مغلوبون، فانتصر لهم من اليهـ.ـود أعدائك الكـ.ـفرة المشركين.
[سُورَةُ القَمَرِ: ٩-١٠]
فعند ذلك دعا نوح ربه [فقال:] ﴿أَنِّي مَغْلُوبٌ﴾ لا قدرة لي على الانتصار منهم، لأنه لم يؤمن من قومه إلا القليل النادر، ولا قدرة لهم على مقاومة قومهم، ﴿فَانْتَصِرْ﴾ اللهم لي منهم. (تفسير السعدي)
اللهم إن أهلنا مستضعفون في غزة مغلوبون، فانتصر لهم من اليهـ.ـود أعدائك الكـ.ـفرة المشركين.
Forwarded from 🍃الزبرقان- رجل مسلم 🌕
كل قضاء الله خير.
تقبلهم الله، خرجوا من ضيق الحصار إلى وسع الجنات إن شاء الله.
كنت ذكرت على المستوى الشخصي أن على الرجل ألا يشكو بلاءًا وقع عليه، لأن من يريد عونه عاجز لسبب أو لآخر، و من يستطيع عونه لا ينويه، و الأمثلة اليوم تُرى على مستوى أمة.
اجتهد بالدعاء و العمل، و دع البكائيات و الشكوى، و خذ بالمباح من النعم لا تلتفت لمعاتب فيها و لا لامز، و لا يشتد و لا يطل حزنك على بلاء، فهي دنيا، و موعد من قُبض على التوحيد الجنة إن شاء الله.
حسن النجار
تقبلهم الله، خرجوا من ضيق الحصار إلى وسع الجنات إن شاء الله.
كنت ذكرت على المستوى الشخصي أن على الرجل ألا يشكو بلاءًا وقع عليه، لأن من يريد عونه عاجز لسبب أو لآخر، و من يستطيع عونه لا ينويه، و الأمثلة اليوم تُرى على مستوى أمة.
اجتهد بالدعاء و العمل، و دع البكائيات و الشكوى، و خذ بالمباح من النعم لا تلتفت لمعاتب فيها و لا لامز، و لا يشتد و لا يطل حزنك على بلاء، فهي دنيا، و موعد من قُبض على التوحيد الجنة إن شاء الله.
حسن النجار
{ وَمَن كَانَ فِی هَـٰذِهِۦۤ أَعۡمَىٰ فَهُوَ فِی ٱلۡـَٔاخِرَةِ أَعۡمَىٰ وَأَضَلُّ سَبِیلࣰا }
[سُورَةُ الإِسۡرَاءِ: ٧٢]
عن #قتادة في قوله ﴿وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى﴾ يقول:
من كان في هذه الدنيا أعمى عما عاين فيها من نعم الله وخلقه وعجائبه ﴿فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلا﴾ فيما يغيب عنه من أمر الآخرة وأعمى.
#تفسير
[سُورَةُ الإِسۡرَاءِ: ٧٢]
عن #قتادة في قوله ﴿وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى﴾ يقول:
من كان في هذه الدنيا أعمى عما عاين فيها من نعم الله وخلقه وعجائبه ﴿فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلا﴾ فيما يغيب عنه من أمر الآخرة وأعمى.
#تفسير
الصحابة وهم من هم كانوا يحرصون على سماع المواعظ من رسول الله ﷺ في وقت حياته، ومن غيره كذلك بعد وفاته صلى الله عليه وسلم... وهم في خير القرون،وهم خير البرية بعد الأنبياء والمرسلين، وكان يعظ بعضهم بعضا، كما كان ابن مسعود رضي الله عنه يتخول أصحابه بالموعظة كما كان يفعل رسولنا صلوات ربي وسلامه عليه.
وبعض الناس في زمن الفتن هذا يظن أنه يمكنه الاستغناء عن سماع وقراءة المواعظ!
وبعض الناس في زمن الفتن هذا يظن أنه يمكنه الاستغناء عن سماع وقراءة المواعظ!
{ وَٱصۡبِرۡ نَفۡسَكَ مَعَ ٱلَّذِینَ یَدۡعُونَ رَبَّهُم بِٱلۡغَدَوٰةِ وَٱلۡعَشِیِّ یُرِیدُونَ وَجۡهَهُۥۖ وَلَا تَعۡدُ عَیۡنَاكَ عَنۡهُمۡ تُرِیدُ زِینَةَ ٱلۡحَیَوٰةِ ٱلدُّنۡیَاۖ وَلَا تُطِعۡ مَنۡ أَغۡفَلۡنَا قَلۡبَهُۥ عَن ذِكۡرِنَا وَٱتَّبَعَ هَوَىٰهُ وَكَانَ أَمۡرُهُۥ فُرُطࣰا }
[سُورَةُ الكَهۡفِ: ٢٨]
هذا خطاب لرسول الله ﷺ... فتأمل.
[سُورَةُ الكَهۡفِ: ٢٨]
هذا خطاب لرسول الله ﷺ... فتأمل.
Forwarded from كُنَاشةُ أبي عزام (فتىً من أقصى المدينة)
التزاور في الله؛ وحفظ الصحبة ومعاهدة الرفاق وتقديرهم ومعرفة حقوقهم ودمح الزلات للأصحاب ومناصحتهم ودماثة الخلق معهم والصدق في الصداقة وبناء الصحبة على تقوى الله والمروءة وسلامة الصدر، وعدم الحسد والكبر، هذه المعاني قلّت في السنوات الأخيرة بين من ينتسبون للعلم فضلًا عن غيرهم؛ وأكبر الأسباب في ظني : انتشار النفَس الأنثوي والطاغوت الحريمي والتفكير بعقلية النساء؛ فمُقلٌّ ومستكثر.
﴿ وَإِذۡ قُلۡنَا لِلۡمَلَـٰۤىِٕكَةِ ٱسۡجُدُوا۟ لِـَٔادَمَ فَسَجَدُوۤا۟ إِلَّاۤ إِبۡلِیسَ كَانَ مِنَ ٱلۡجِنِّ فَفَسَقَ عَنۡ أَمۡرِ رَبِّهِۦۤۗ أَفَتَتَّخِذُونَهُۥ وَذُرِّیَّتَهُۥۤ أَوۡلِیَاۤءَ مِن دُونِی وَهُمۡ لَكُمۡ عَدُوُّۢۚ بِئۡسَ لِلظَّـٰلِمِینَ بَدَلࣰا (٥٠) ۞ مَّاۤ أَشۡهَدتُّهُمۡ خَلۡقَ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَلَا خَلۡقَ أَنفُسِهِمۡ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ ٱلۡمُضِلِّینَ عَضُدࣰا ﴾ [سُورَةُ الكَهۡفِ: ٥١]
يقول تعالى: ما أشهدت الشياطين [وهؤلاء المضلين]، خلق السماوات والأرض ولا خلق أنفسهم أي: ما أحضرتهم ذلك، ولا شاورتهم عليه، فكيف يكونون خالقين لشيء من ذلك؟! بل المنفرد بالخلق والتدبير، والحكمة والتقدير، هو الله، خالق الأشياء كلها، المتصرف فيها بحكمته، فكيف يجعل له شركاء من الشياطين، يوالون ويطاعون، كما يطاع الله، وهم لم يخلقوا ولم يشهدوا خلقا، ولم يعاونوا الله تعالى؟! ولهذا قال: ﴿وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا﴾ أي: معاونين، مظاهرين لله على شأن من الشئون، أي: ما ينبغي ولا يليق بالله، أن يجعل لهم قسطا من التدبير، لأنهم ساعون في إضلال الخلق والعداوة لربهم، فاللائق أن يقصيهم ولا يدنيهم. (تفسير السعدي)
#تفسير
يقول تعالى: ما أشهدت الشياطين [وهؤلاء المضلين]، خلق السماوات والأرض ولا خلق أنفسهم أي: ما أحضرتهم ذلك، ولا شاورتهم عليه، فكيف يكونون خالقين لشيء من ذلك؟! بل المنفرد بالخلق والتدبير، والحكمة والتقدير، هو الله، خالق الأشياء كلها، المتصرف فيها بحكمته، فكيف يجعل له شركاء من الشياطين، يوالون ويطاعون، كما يطاع الله، وهم لم يخلقوا ولم يشهدوا خلقا، ولم يعاونوا الله تعالى؟! ولهذا قال: ﴿وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا﴾ أي: معاونين، مظاهرين لله على شأن من الشئون، أي: ما ينبغي ولا يليق بالله، أن يجعل لهم قسطا من التدبير، لأنهم ساعون في إضلال الخلق والعداوة لربهم، فاللائق أن يقصيهم ولا يدنيهم. (تفسير السعدي)
#تفسير
يسوغ الاحتجاج بالقدر في :
Final Results
11%
كل شيء (مصائب وذنوب)
18%
في المصائب فقط
64%
في المصائب والذنوب التي تاب صاحبها منها
7%
جواب آخر
ومن أسمائه جل جلاله : الرؤوف.
﴿إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾
أي : إن الله بجميع عباده ذو رأفة، والرأفة أعلى معاني الرحمة وأشدها، وهي عامة لجميع الخلق في الدنيا، ولبعضهم في الآخرة.
#نبذة_عن_أسماء_الله_وصفاته
﴿إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾
أي : إن الله بجميع عباده ذو رأفة، والرأفة أعلى معاني الرحمة وأشدها، وهي عامة لجميع الخلق في الدنيا، ولبعضهم في الآخرة.
#نبذة_عن_أسماء_الله_وصفاته
أبو محمد الحنبلي
يسوغ الاحتجاج بالقدر في :
🔸 متى يسوغ الاحتجاج بالقدر ؟
هذا المنشور في غاية الأهمية وأرجو أن يقرأ كاملاً وبعناية لفهم ما ذكر فيه من الأمور المهمة والنافعة.
- لا يجوز الاحتجاج بالقدر إلا في المصائب، والذنوب التي تاب صاحبها منها وخلص من آثارها وتبعاتها، لو لامه أحد عليها فله أن يحتج بالقدر بعد أن تاب وأناب.
- والنظر للقدر يكون عند المصائب التي لا حيلة للإنسان في دفعها، فيرضى ويسلم، وإلا فما له حيلة في دفعه عليه أن يجتهد بقدر استطاعته على دفعه بما يسر الله له من أسباب، لقول النبي صلى الله عليه وسلم «احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز».
• ويقول #ابن_القيم رحمه الله في شرح هذا الحديث كلاما قيما أنقله بتمامه لشدة أهميته :
«فإذا جمعت بين هذا التوحيد وبين إثبات الأسباب استقام قلبك على السير إلى الله، ووضح لك الطريق الأعظم الذي مضى عليه جميع رسل الله وأنبيائه وأتباعهم، وهو الصراط المستقيم، صراط الذين أنعم الله عليهم. وبالله التوفيق.
وما سبق به حكمه وعلمه حق، وهو لا ينافي إثبات الأسباب، ولا يقتضي إسقاطها، فإنه سبحانه قد علم وحكم أن كذا وكذا يحدث بسبب كذا وكذا، فسبق العلم والحكم بحصوله عن سببه، فإسقاط السبب خلاف موجب علمه وحكمه.
فمن نظر إلى الحدوث بغير الأسباب لم يكن نظره وشهوده مطابقا للحق، بل كان شهوده غيبة، ونظره عمى.
فإذا كان علمه وحكمه قد سبق بحدوث الأشياء بأسبابها، فكيف يشهد العبد الأمور بخلاف ما هي عليه في علمه وحكمه وخلقه وأمره؟
والعلل التي تنفى وتتقى في الأسباب نوعان؛
أحدهما: الاعتماد عليها، والتوكل عليها، والثقة بها، ورجاؤها وخوفها.
فهذا شرك يرق ويغلظ وبين ذلك.
الثاني: ترك ما أمر به من الأسباب، وهذا أيضا قد يكون كفرا وظلما وبين ذلك.
بل على العبد أن يفعل ما أمره به من الأسباب، ويتوكل عليه توكل من يعتقد أن الأمر كله بمشيئة الله، سبق به علمه وحكمه، وأن السبب لا يضر ولا ينفع، ولا يعطي ولا يمنع، ولا يقضي ولا يحكم، ولا يحصل للعبد ما لم تسبق به المشيئة الإلهية، ولا يصرف عنه ما سبق به الحكم والعلم.
فيأتي بالأسباب إتيان من لا يرى النجاة والفلاح والوصول إلا بها، ويتوكل على الله توكل من يرى أنها لا تنجيه، ولا تحصل له فلاحا، ولا توصله إلى المقصود. فيجرد عزمه للقيام بها حرصا واجتهادا، ويفرغ قلبه من الاعتماد عليها والركون إليها تجريدا للتوكل، واعتمادا على الله وحده.
وقد جمع النبي ﷺ بين هذين الأصلين في الحديث الصحيح، حيث يقول: «احرص على ما ينفعك، واستعن بالله، ولا تعجز». فأمره بالحرص على الأسباب، والاستعانة بالمسبب، ونهاه عن العجز، وهو نوعان: تقصيره في الأسباب وعدم الحرص عليها، وتقصيره في الاستعانة بالله وترك تجريدها، فالدين كله - ظاهره وباطنه، شرائعه وحقائقه - تحت هذه الكلمات النبوية.اه».
وقد روى الإمام البخاري في صحيحه : احْتَجَّ آدَمُ وَمُوسَى، فَقَالَ لَهُ مُوسَى يَا آدَمُ أَنْتَ أَبُونَا خَيَّبْتَنَا وَأَخْرَجْتَنَا مِنَ الْجَنَّةِ. قَالَ لَهُ آدَمُ يَا مُوسَى اصْطَفَاكَ اللَّهُ بِكَلاَمِهِ، وَخَطَّ لَكَ بِيَدِهِ، أَتَلُومُنِي عَلَى أَمْرٍ قَدَّرَ اللَّهُ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَنِي بِأَرْبَعِينَ سَنَةً. فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى، فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى.
• يقول شيخ الإسلام ابن تيمية مبينا لهذه المسألة :
- فَإِنَّ الْإِنْسَانَ لَيْسَ مَأْمُورًا أَنْ يَنْظُرَ إلَى الْقَدَرِ عِنْدَ مَا يُؤْمَرُ بِهِ مِنْ الْأَفْعَالِ،
وَلَكِنْ عِنْدَ مَا يَجْرِي عَلَيْهِ مِنْ الْمَصَائِبِ الَّتِي لَا حِيلَةَ لَهُ فِي دَفْعِهَا
فَمَا أَصَابَكَ بِفِعْلِ الْآدَمِيِّينَ أَوْ بِغَيْرِ فِعْلِهِمْ اصْبِرْ عَلَيْهِ وَارْضَ وَسَلِّمْ قَالَ تَعَالَى: ﴿مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ﴾ قَالَ بَعْضُ السَّلَفِ - إمَّا ابْنُ مَسْعُودٍ وَإِمَّا عَلْقَمَةُ -: هُوَ الرَّجُلُ تُصِيبُهُ الْمُصِيبَةُ فَيَعْلَمُ أَنَّهَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَيَرْضَى وَيُسَلِّمُ.
- وَلِهَذَا قَالَ آدَمَ لِمُوسَى: أَتَلُومُنِي عَلَى أَمْرٍ قَدَّرَهُ اللَّهُ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ أُخْلَقَ بِأَرْبَعِينَ سَنَةً فَحَجَّ آدَمَ مُوسَى؛
- لِأَنَّ مُوسَى قَالَ لَهُ: لِمَاذَا أَخْرَجْتَنَا وَنَفْسَكَ مِنْ الْجَنَّةِ؟
- فَلَامَهُ عَلَى الْمُصِيبَةِ الَّتِي حَصَلَتْ بِسَبَبِ فِعْلِهِ لَا لِأَجْلِ كَوْنِهَا ذَنْبًا وَلِهَذَا احْتَجَّ عَلَيْهِ آدَمَ بِالْقَدَرِ
- وَأَمَّا كَوْنُهُ لِأَجْلِ الذَّنْبِ كَمَا يَظُنُّهُ طَوَائِفُ مِنْ النَّاسِ فَلَيْسَ مُرَادًا بِالْحَدِيثِ؛ لِأَنَّ آدَمَ كَانَ قَدْ تَابَ مِنْ الذَّنْبِ وَالتَّائِبُ مِنْ الذَّنْبِ كَمَنْ لَا ذَنْبَ لَهُ وَلَا يَجُوزُ لَوْمُ التَّائِبِ بِاتِّفَاقِ النَّاسِ.
- وَأَيْضًا فَإِنَّ آدَمَ احْتَجَّ بِالْقَدَرِ،
هذا المنشور في غاية الأهمية وأرجو أن يقرأ كاملاً وبعناية لفهم ما ذكر فيه من الأمور المهمة والنافعة.
- لا يجوز الاحتجاج بالقدر إلا في المصائب، والذنوب التي تاب صاحبها منها وخلص من آثارها وتبعاتها، لو لامه أحد عليها فله أن يحتج بالقدر بعد أن تاب وأناب.
- والنظر للقدر يكون عند المصائب التي لا حيلة للإنسان في دفعها، فيرضى ويسلم، وإلا فما له حيلة في دفعه عليه أن يجتهد بقدر استطاعته على دفعه بما يسر الله له من أسباب، لقول النبي صلى الله عليه وسلم «احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز».
• ويقول #ابن_القيم رحمه الله في شرح هذا الحديث كلاما قيما أنقله بتمامه لشدة أهميته :
«فإذا جمعت بين هذا التوحيد وبين إثبات الأسباب استقام قلبك على السير إلى الله، ووضح لك الطريق الأعظم الذي مضى عليه جميع رسل الله وأنبيائه وأتباعهم، وهو الصراط المستقيم، صراط الذين أنعم الله عليهم. وبالله التوفيق.
وما سبق به حكمه وعلمه حق، وهو لا ينافي إثبات الأسباب، ولا يقتضي إسقاطها، فإنه سبحانه قد علم وحكم أن كذا وكذا يحدث بسبب كذا وكذا، فسبق العلم والحكم بحصوله عن سببه، فإسقاط السبب خلاف موجب علمه وحكمه.
فمن نظر إلى الحدوث بغير الأسباب لم يكن نظره وشهوده مطابقا للحق، بل كان شهوده غيبة، ونظره عمى.
فإذا كان علمه وحكمه قد سبق بحدوث الأشياء بأسبابها، فكيف يشهد العبد الأمور بخلاف ما هي عليه في علمه وحكمه وخلقه وأمره؟
والعلل التي تنفى وتتقى في الأسباب نوعان؛
أحدهما: الاعتماد عليها، والتوكل عليها، والثقة بها، ورجاؤها وخوفها.
فهذا شرك يرق ويغلظ وبين ذلك.
الثاني: ترك ما أمر به من الأسباب، وهذا أيضا قد يكون كفرا وظلما وبين ذلك.
بل على العبد أن يفعل ما أمره به من الأسباب، ويتوكل عليه توكل من يعتقد أن الأمر كله بمشيئة الله، سبق به علمه وحكمه، وأن السبب لا يضر ولا ينفع، ولا يعطي ولا يمنع، ولا يقضي ولا يحكم، ولا يحصل للعبد ما لم تسبق به المشيئة الإلهية، ولا يصرف عنه ما سبق به الحكم والعلم.
فيأتي بالأسباب إتيان من لا يرى النجاة والفلاح والوصول إلا بها، ويتوكل على الله توكل من يرى أنها لا تنجيه، ولا تحصل له فلاحا، ولا توصله إلى المقصود. فيجرد عزمه للقيام بها حرصا واجتهادا، ويفرغ قلبه من الاعتماد عليها والركون إليها تجريدا للتوكل، واعتمادا على الله وحده.
وقد جمع النبي ﷺ بين هذين الأصلين في الحديث الصحيح، حيث يقول: «احرص على ما ينفعك، واستعن بالله، ولا تعجز». فأمره بالحرص على الأسباب، والاستعانة بالمسبب، ونهاه عن العجز، وهو نوعان: تقصيره في الأسباب وعدم الحرص عليها، وتقصيره في الاستعانة بالله وترك تجريدها، فالدين كله - ظاهره وباطنه، شرائعه وحقائقه - تحت هذه الكلمات النبوية.اه».
وقد روى الإمام البخاري في صحيحه : احْتَجَّ آدَمُ وَمُوسَى، فَقَالَ لَهُ مُوسَى يَا آدَمُ أَنْتَ أَبُونَا خَيَّبْتَنَا وَأَخْرَجْتَنَا مِنَ الْجَنَّةِ. قَالَ لَهُ آدَمُ يَا مُوسَى اصْطَفَاكَ اللَّهُ بِكَلاَمِهِ، وَخَطَّ لَكَ بِيَدِهِ، أَتَلُومُنِي عَلَى أَمْرٍ قَدَّرَ اللَّهُ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَنِي بِأَرْبَعِينَ سَنَةً. فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى، فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى.
• يقول شيخ الإسلام ابن تيمية مبينا لهذه المسألة :
- فَإِنَّ الْإِنْسَانَ لَيْسَ مَأْمُورًا أَنْ يَنْظُرَ إلَى الْقَدَرِ عِنْدَ مَا يُؤْمَرُ بِهِ مِنْ الْأَفْعَالِ،
وَلَكِنْ عِنْدَ مَا يَجْرِي عَلَيْهِ مِنْ الْمَصَائِبِ الَّتِي لَا حِيلَةَ لَهُ فِي دَفْعِهَا
فَمَا أَصَابَكَ بِفِعْلِ الْآدَمِيِّينَ أَوْ بِغَيْرِ فِعْلِهِمْ اصْبِرْ عَلَيْهِ وَارْضَ وَسَلِّمْ قَالَ تَعَالَى: ﴿مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ﴾ قَالَ بَعْضُ السَّلَفِ - إمَّا ابْنُ مَسْعُودٍ وَإِمَّا عَلْقَمَةُ -: هُوَ الرَّجُلُ تُصِيبُهُ الْمُصِيبَةُ فَيَعْلَمُ أَنَّهَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَيَرْضَى وَيُسَلِّمُ.
- وَلِهَذَا قَالَ آدَمَ لِمُوسَى: أَتَلُومُنِي عَلَى أَمْرٍ قَدَّرَهُ اللَّهُ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ أُخْلَقَ بِأَرْبَعِينَ سَنَةً فَحَجَّ آدَمَ مُوسَى؛
- لِأَنَّ مُوسَى قَالَ لَهُ: لِمَاذَا أَخْرَجْتَنَا وَنَفْسَكَ مِنْ الْجَنَّةِ؟
- فَلَامَهُ عَلَى الْمُصِيبَةِ الَّتِي حَصَلَتْ بِسَبَبِ فِعْلِهِ لَا لِأَجْلِ كَوْنِهَا ذَنْبًا وَلِهَذَا احْتَجَّ عَلَيْهِ آدَمَ بِالْقَدَرِ
- وَأَمَّا كَوْنُهُ لِأَجْلِ الذَّنْبِ كَمَا يَظُنُّهُ طَوَائِفُ مِنْ النَّاسِ فَلَيْسَ مُرَادًا بِالْحَدِيثِ؛ لِأَنَّ آدَمَ كَانَ قَدْ تَابَ مِنْ الذَّنْبِ وَالتَّائِبُ مِنْ الذَّنْبِ كَمَنْ لَا ذَنْبَ لَهُ وَلَا يَجُوزُ لَوْمُ التَّائِبِ بِاتِّفَاقِ النَّاسِ.
- وَأَيْضًا فَإِنَّ آدَمَ احْتَجَّ بِالْقَدَرِ،
أبو محمد الحنبلي
يسوغ الاحتجاج بالقدر في :
وَلَيْسَ لِأَحَدِ أَنْ يَحْتَجَّ بِالْقَدَرِ عَلَى الذَّنْبِ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ وَسَائِرِ أَهْلِ الْمِلَلِ وَسَائِرِ الْعُقَلَاءِ؛ فَإِنَّ هَذَا لَوْ كَانَ مَقْبُولًا لَأَمْكَنَ كُلَّ أَحَدٍ أَنْ يَفْعَلَ مَا يَخْطُرُ لَهُ مِنْ قَتْلِ النُّفُوسِ وَأَخْذِ الْأَمْوَالِ وَسَائِرِ أَنْوَاعِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ وَيَحْتَجَّ بِالْقَدَرِ.
ونفس الْمُحْتَجِّ بِالْقَدَرِ إذَا اُعْتُدِيَ عَلَيْهِ وَاحْتَجَّ الْمُعْتَدِي بِالْقَدَرِ لَمْ يَقْبَلْ مِنْهُ بَلْ يَتَنَاقَضُ وَتَنَاقُضُ الْقَوْلِ يَدُلُّ عَلَى فَسَادِهِ؛ فَالِاحْتِجَاجُ بِالْقَدَرِ مَعْلُومُ الْفَسَادِ فِي بِدَايَةِ الْعُقُولِ.
• ويقول الشيخ في موضع آخر :
- إِنَّ عَامَّةَ بَنِي آدَمَ يُؤْمِنُونَ بِالْقَدَرِ وَيَقُولُونَ: إنَّهُ لَا بُدَّ مِنْ عُقُوبَةِ الْمُعْتَدِينَ حَتَّى الْمَجَانِينَ وَالْبَهَائِمَ يُؤَدَّبُونَ لِكَفِّ عُدْوَانِهِمْ وَإِنْ كَانَتْ أَفْعَالُهُمْ مُقَدَّرَةً وَبِعَفْوِ كُلِّ الْآدَمِيِّينَ عَنْ عُدْوَانِهِمْ.
- فَالْعَبْدُ عَلَيْهِ أَنْ يَصْبِرَ وَيَنْبَغِيَ لَهُ أَنْ يَرْضَى بِمَا قُدِّرَ مِنْ الْمَصَائِبِ وَيَسْتَغْفِرَ مِنْ الذُّنُوبِ والمعائب وَلَا يَحْتَجَّ لَهَا بِالْقَدَرِ وَيَشْكُرَ مَا قَدَّرَ اللَّهُ لَهُ مِنْ النِّعَمِ وَالْمَوَاهِبِ فَيَجْمَعَ بَيْنَ الشُّكْرِ وَالصَّبْرِ وَالِاسْتِغْفَارِ وَالْإِيمَانِ بِالْقَدَرِ وَالشَّرْعِ. وَاَللَّهُ أَعْلَمُ.
• ويقول في [منهاج السنة] :
وَأَيْضًا فَآدَمُ وَمُوسَى أَعْلَمُ بِاللَّهِ مِنْ أَنْ يَحْتَجَّ أَحَدُهُمَا عَلَى الذَّنْبِ بِالْقَدَرِ وَيَقْبَلَهُ الْآخَرُ، فَإِنَّ هَذَا لَوْ كَانَ مَقْبُولًا لَكَانَ لِإِبْلِيسَ الْحُجَّةُ بِذَلِكَ أَيْضًا، وَلِقَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَفِرْعَوْنَ.
وَإِنْ كَانَ مَنِ احْتَجَّ عَلَى مُوسَى بِالْقَدَرِ لِرُكُوبِ الذَّنْبِ قَدْ حَجَّهُ، فَفِرْعَوْنُ أَيْضًا يَحُجُّهُ بِذَلِكَ. وَإِنْ كَانَ آدَمُ إِنَّمَا حَجَّ مُوسَى لِأَنَّهُ رَفَعَ اللَّوْمَ عَنِ الْمُذْنِبِ لِأَجْلِ الْقَدَرِ فَيَحْتَجُّ بِذَلِكَ عَلَيْهِ إِبْلِيسُ مِنَ امْتِنَاعِهِ مِنَ السُّجُودِ لِآدَمَ، وَفِي الْحَقِيقَةِ هَذَا إِنَّمَا هُوَ احْتِجَاجٌ عَلَى اللَّهِ، وَهَؤُلَاءِ هُمْ خُصَمَاءُ اللَّهِ الْقَدَرِيَّةُ الَّذِينَ يُحْشَرُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَى النَّارِ حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ.اه
ويقول ابن القيم رحمه الله في [شفاء العليل] مبينا الشق الآخر من المسألة :
فإذا أذنب الرجل ذنبًا ثم تاب منه توبة نصوحًا، وزال أثره وموجبه حتى كأن لم يكن، فأنَّبه مؤنِّب عليه ولامه= حَسُنَ منه أن يحتج بالقدر بعد ذلك، ويقول: هذا أمر كان قد قُدِّر عليَّ قبل أن أُخلق، فإنه لم يَدفع بالقدر حقًّا، ولا ذكره حجة له على الباطل، فلا محذور في الاحتجاج به.اه
ولمن يريد الاستزادة، ليراجع :
شرح القصيدة التائية في القدر للشيخ محمد بن إبراهيم الحمد :
https://t.me/c/1269314107/140718
وقد تكلم الشيخ على هذه المسألة وما يتعلق بها بدءًا من الصفحة ١٤٩، والنقولات استفدتها من بحثه فيها.
جوامع في القدر :
https://t.me/abimhmdalhanbali/1916
#القدر #التوحيد
ونفس الْمُحْتَجِّ بِالْقَدَرِ إذَا اُعْتُدِيَ عَلَيْهِ وَاحْتَجَّ الْمُعْتَدِي بِالْقَدَرِ لَمْ يَقْبَلْ مِنْهُ بَلْ يَتَنَاقَضُ وَتَنَاقُضُ الْقَوْلِ يَدُلُّ عَلَى فَسَادِهِ؛ فَالِاحْتِجَاجُ بِالْقَدَرِ مَعْلُومُ الْفَسَادِ فِي بِدَايَةِ الْعُقُولِ.
• ويقول الشيخ في موضع آخر :
- إِنَّ عَامَّةَ بَنِي آدَمَ يُؤْمِنُونَ بِالْقَدَرِ وَيَقُولُونَ: إنَّهُ لَا بُدَّ مِنْ عُقُوبَةِ الْمُعْتَدِينَ حَتَّى الْمَجَانِينَ وَالْبَهَائِمَ يُؤَدَّبُونَ لِكَفِّ عُدْوَانِهِمْ وَإِنْ كَانَتْ أَفْعَالُهُمْ مُقَدَّرَةً وَبِعَفْوِ كُلِّ الْآدَمِيِّينَ عَنْ عُدْوَانِهِمْ.
- فَالْعَبْدُ عَلَيْهِ أَنْ يَصْبِرَ وَيَنْبَغِيَ لَهُ أَنْ يَرْضَى بِمَا قُدِّرَ مِنْ الْمَصَائِبِ وَيَسْتَغْفِرَ مِنْ الذُّنُوبِ والمعائب وَلَا يَحْتَجَّ لَهَا بِالْقَدَرِ وَيَشْكُرَ مَا قَدَّرَ اللَّهُ لَهُ مِنْ النِّعَمِ وَالْمَوَاهِبِ فَيَجْمَعَ بَيْنَ الشُّكْرِ وَالصَّبْرِ وَالِاسْتِغْفَارِ وَالْإِيمَانِ بِالْقَدَرِ وَالشَّرْعِ. وَاَللَّهُ أَعْلَمُ.
• ويقول في [منهاج السنة] :
وَأَيْضًا فَآدَمُ وَمُوسَى أَعْلَمُ بِاللَّهِ مِنْ أَنْ يَحْتَجَّ أَحَدُهُمَا عَلَى الذَّنْبِ بِالْقَدَرِ وَيَقْبَلَهُ الْآخَرُ، فَإِنَّ هَذَا لَوْ كَانَ مَقْبُولًا لَكَانَ لِإِبْلِيسَ الْحُجَّةُ بِذَلِكَ أَيْضًا، وَلِقَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَفِرْعَوْنَ.
وَإِنْ كَانَ مَنِ احْتَجَّ عَلَى مُوسَى بِالْقَدَرِ لِرُكُوبِ الذَّنْبِ قَدْ حَجَّهُ، فَفِرْعَوْنُ أَيْضًا يَحُجُّهُ بِذَلِكَ. وَإِنْ كَانَ آدَمُ إِنَّمَا حَجَّ مُوسَى لِأَنَّهُ رَفَعَ اللَّوْمَ عَنِ الْمُذْنِبِ لِأَجْلِ الْقَدَرِ فَيَحْتَجُّ بِذَلِكَ عَلَيْهِ إِبْلِيسُ مِنَ امْتِنَاعِهِ مِنَ السُّجُودِ لِآدَمَ، وَفِي الْحَقِيقَةِ هَذَا إِنَّمَا هُوَ احْتِجَاجٌ عَلَى اللَّهِ، وَهَؤُلَاءِ هُمْ خُصَمَاءُ اللَّهِ الْقَدَرِيَّةُ الَّذِينَ يُحْشَرُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَى النَّارِ حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ.اه
ويقول ابن القيم رحمه الله في [شفاء العليل] مبينا الشق الآخر من المسألة :
فإذا أذنب الرجل ذنبًا ثم تاب منه توبة نصوحًا، وزال أثره وموجبه حتى كأن لم يكن، فأنَّبه مؤنِّب عليه ولامه= حَسُنَ منه أن يحتج بالقدر بعد ذلك، ويقول: هذا أمر كان قد قُدِّر عليَّ قبل أن أُخلق، فإنه لم يَدفع بالقدر حقًّا، ولا ذكره حجة له على الباطل، فلا محذور في الاحتجاج به.اه
ولمن يريد الاستزادة، ليراجع :
شرح القصيدة التائية في القدر للشيخ محمد بن إبراهيم الحمد :
https://t.me/c/1269314107/140718
وقد تكلم الشيخ على هذه المسألة وما يتعلق بها بدءًا من الصفحة ١٤٩، والنقولات استفدتها من بحثه فيها.
جوامع في القدر :
https://t.me/abimhmdalhanbali/1916
#القدر #التوحيد
Forwarded from أرشيف فقه النفس (منصة غير رسمية)
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
تقاصر عملك ولا تستعظمه - عبدالرحمن ذاكر الهاشمي
الجمع بين أخذ الأسباب مع عدم التوكل إلا على الله يمكن أن تفهمه بمثال يسير يقرب لك الأمر بسهولة :
تخيل لو أن إنساناً يغرق، ثم كان بجانبه شخص، فقال لهذا الشخص : أنقذني!
فرمى له هذا الشخص حبلا، فالآن هناك ثلاث حالات من الناحية النظرية لا الواقعية :
- أن يأخذ الحبل ويتمسك به، وينجو بنفسه ويكون ممتنا وشاكرا ومعتمدا على ذاك الشخص الذي رمى له الحبل، لا على نفس الحبل.
- أن يأخذ الحبل ويتمسك به ويمتن للحبل لا لمن رمى له به! وهذا مثل من يأخذ بما يسر الله له من أسباب ثم يكون اعتماده وتوكله عليها وتعلقه بها لا بمن خلقها ويسرها له وجعل فيها سببا لحصول المطلوب بفضله ورحمته.
- ألا يأخذ الحبل! وهذا مثل من يقول أنا متوكل على الله ثم يرفض الأسباب التي ساقها الله له وسخرها له سبحانه وتعالى!
فهل يعقل عاقل مثل هذا؟! وصاحب هذا الكلام للجنون أقرب، فلما تسأل الله المعونة والنجاة والسداد عليك أن تأخذ بما ييسره لك من أسباب متاحة، ولو كانت هناك عوائق! بعض الناس يتخيل أنه بالتوكل والدعاء مثلا هناك حدث خارق سيحصل ولما يستيقظ للفجر مثلاً إن كان دعا الله بأن ييسر له القيام له، ينتظر أن يشعر بالهمة والنشاط الشديدين حتى يقوم! وإذا لم يحصل هذا ربما تخيل أن الله لم يُعِنه!
وهذا من أجهل الجهل، ولو كان عنده امتحان للمدرسة لقام مسرعاً، فما باله هاهنا جلس وتكاسل؟ وما هو إلا من تسويل الشيطان.
فقد جعل الله لك من الأسباب العظيمة ما لو أخذت به لتيسر لك حصول مطلوبك بإذنه، ولكن أنت المفرط والعاجز لتوانيك عن هذا ومخالفتك أمر رسولك ﷺ (احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز) و(اعملوا فكل ميسر لما خلق له).
وعجبي ممن يقرأ القرآن ويقرأ امتنان الله على عباده بما سخر لهم في هذه الارض من نعم كثيرة، وفي أنفسهم كذلك، ثم هو يعطّل الأسباب من حيث لا يشعر! وأي امتنان يكون حينها إذا عطلت هذه الأسباب عما جعل الله فيها!
والحمدلله رب العالمين، ولمن يريد أن يستزيد في هذا المبحث :
https://t.me/abimhmdalhanbali/1820
https://t.me/abimhmdalhanbali/1854
https://t.me/abimhmdalhanbali/1904
تخيل لو أن إنساناً يغرق، ثم كان بجانبه شخص، فقال لهذا الشخص : أنقذني!
فرمى له هذا الشخص حبلا، فالآن هناك ثلاث حالات من الناحية النظرية لا الواقعية :
- أن يأخذ الحبل ويتمسك به، وينجو بنفسه ويكون ممتنا وشاكرا ومعتمدا على ذاك الشخص الذي رمى له الحبل، لا على نفس الحبل.
- أن يأخذ الحبل ويتمسك به ويمتن للحبل لا لمن رمى له به! وهذا مثل من يأخذ بما يسر الله له من أسباب ثم يكون اعتماده وتوكله عليها وتعلقه بها لا بمن خلقها ويسرها له وجعل فيها سببا لحصول المطلوب بفضله ورحمته.
- ألا يأخذ الحبل! وهذا مثل من يقول أنا متوكل على الله ثم يرفض الأسباب التي ساقها الله له وسخرها له سبحانه وتعالى!
فهل يعقل عاقل مثل هذا؟! وصاحب هذا الكلام للجنون أقرب، فلما تسأل الله المعونة والنجاة والسداد عليك أن تأخذ بما ييسره لك من أسباب متاحة، ولو كانت هناك عوائق! بعض الناس يتخيل أنه بالتوكل والدعاء مثلا هناك حدث خارق سيحصل ولما يستيقظ للفجر مثلاً إن كان دعا الله بأن ييسر له القيام له، ينتظر أن يشعر بالهمة والنشاط الشديدين حتى يقوم! وإذا لم يحصل هذا ربما تخيل أن الله لم يُعِنه!
وهذا من أجهل الجهل، ولو كان عنده امتحان للمدرسة لقام مسرعاً، فما باله هاهنا جلس وتكاسل؟ وما هو إلا من تسويل الشيطان.
فقد جعل الله لك من الأسباب العظيمة ما لو أخذت به لتيسر لك حصول مطلوبك بإذنه، ولكن أنت المفرط والعاجز لتوانيك عن هذا ومخالفتك أمر رسولك ﷺ (احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز) و(اعملوا فكل ميسر لما خلق له).
وعجبي ممن يقرأ القرآن ويقرأ امتنان الله على عباده بما سخر لهم في هذه الارض من نعم كثيرة، وفي أنفسهم كذلك، ثم هو يعطّل الأسباب من حيث لا يشعر! وأي امتنان يكون حينها إذا عطلت هذه الأسباب عما جعل الله فيها!
والحمدلله رب العالمين، ولمن يريد أن يستزيد في هذا المبحث :
https://t.me/abimhmdalhanbali/1820
https://t.me/abimhmdalhanbali/1854
https://t.me/abimhmdalhanbali/1904
مع كون القول مكذوبا على شيخ الإسلام
لكن على فرض ثبوته، فهل مثل هذا يفهم كما يفهم الدواب هؤلاء؟
بمعنى : هل كل المسلمين في البلاد يجاهدون مع أهلنا في فلسطين مثلاً ؟
أو هل يصح أن نقول هم في حرب الآن!
وهل يقول هذا عاقل!
يقول #ابن_القيم رحمه الله تعالى:
[نُوّاب إبليس في الأرض، وهم الذين يُثبطون الناس عن طلب العلمِ والتفقٌه في الدِّين، فهؤلاء أضرٌّ عليهم من شياطينِ الجن، فإنهم يَحولون بين القلوب وبين هُدى الله وطَرِيقه]
(مفتاح دار السعادة ١٦٠/١)
مصاب أهلنا في إدلب من سنوات، يعني نوقف طلب العلم طيلة هذه المدة؟
أم من في إدلب لا بواكي لهم؟
الايغور كذلك وما يحل بالمسلمين هناك.. سبحان الله.
لكن على فرض ثبوته، فهل مثل هذا يفهم كما يفهم الدواب هؤلاء؟
بمعنى : هل كل المسلمين في البلاد يجاهدون مع أهلنا في فلسطين مثلاً ؟
أو هل يصح أن نقول هم في حرب الآن!
وهل يقول هذا عاقل!
يقول #ابن_القيم رحمه الله تعالى:
[نُوّاب إبليس في الأرض، وهم الذين يُثبطون الناس عن طلب العلمِ والتفقٌه في الدِّين، فهؤلاء أضرٌّ عليهم من شياطينِ الجن، فإنهم يَحولون بين القلوب وبين هُدى الله وطَرِيقه]
(مفتاح دار السعادة ١٦٠/١)
مصاب أهلنا في إدلب من سنوات، يعني نوقف طلب العلم طيلة هذه المدة؟
أم من في إدلب لا بواكي لهم؟
الايغور كذلك وما يحل بالمسلمين هناك.. سبحان الله.
ومن أسمائه جلّ جلاله : الحليم.
هو الذي لا يُعجل العقوبة على عباده مع قدرته على عقابهم، بل يصفح عنهم ويغفر لهم إذا استغفروه
قال #ابن_القيم رحمه الله:
وهو الحليم فلا يعاجل عبده
بعقوبة ليتوب من عصيان
قال الطبري في قوله تعالى: ﴿وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ﴾: «يعني: أنه ذو أناة، لا يعجل على عباده بعقوبتهم على ذنوبهم».
وقال في قوله تعالى: ﴿وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا﴾: «إن الله كان حليمًا لا يعجل على خلقه الذين يخالفون أمره، ويكفرون به، ولولا ذلك لعاجل هؤلاء المشركين الذين يدعون معه الآلهة والأنداد بالعقوبة».
#نبذة_عن_أسماء_الله_وصفاته
هو الذي لا يُعجل العقوبة على عباده مع قدرته على عقابهم، بل يصفح عنهم ويغفر لهم إذا استغفروه
قال #ابن_القيم رحمه الله:
وهو الحليم فلا يعاجل عبده
بعقوبة ليتوب من عصيان
قال الطبري في قوله تعالى: ﴿وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ﴾: «يعني: أنه ذو أناة، لا يعجل على عباده بعقوبتهم على ذنوبهم».
وقال في قوله تعالى: ﴿وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا﴾: «إن الله كان حليمًا لا يعجل على خلقه الذين يخالفون أمره، ويكفرون به، ولولا ذلك لعاجل هؤلاء المشركين الذين يدعون معه الآلهة والأنداد بالعقوبة».
#نبذة_عن_أسماء_الله_وصفاته