كيف أحزن والله ربي
2.64K subscribers
174 photos
303 videos
8 files
45 links
(لا تظن أن دُعاءك لا يُستجاب فأن الله يسمعك ويدبر
أمرك يكتب لك كل خير ويصرف عنك الشر برحمته
فأطمئن الله عز وجل لا ينسى عبده )

القناة تابعة لمنتدى محمد بن علي الدعوي
@M_M_A_D_T
Download Telegram
#فصبر_جميل

أحاديث نبوية في وجوب حفظ اللسان، والتحذير من زلّاته:

قال ابن القيم رحمه الله:

في حديث أنس المرفوع: (لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه).

وسئل النبي صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس النار؟ فقال: (الفم والفرج). قال الترمذي: حديث حسن صحيح.

وقد سأل معاذ النبي صلى الله عليه وسلم عن العمل الذي يدخله الجنة ويباعده من النار، فأخبره النبي صلى الله عليه وسلم برأسه وعموده وذروة سنامه، ثم قال: (ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟) قال: بلى يا رسول الله، فأخذ بلسان نفسه ثم قال: (كُفّ عليك هذا)، فقال: وإنّا لَمؤاخذون بما نتكلّم به؟ فقال: (ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكبّ الناس في النار على وجوههم - أو: على مناخرهم - إلا حصائد ألسنتهم؟). قال الترمذي: حديث حسن صحيح...

وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: (إنّ العبد ليتكلّم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالا يرفعه الله بها درجات، وإنّ العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يُلقي لها بالا؛ يهوي بها في نار جهنم)...

وفي جامع الترمذي أيضا من حديث أنس قال: توفي رجل من الصحابة، فقال رجل: أبشر بالجنة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وما يدريك؟ لعله تكلّم فيما لا يعنيه، أو بخل بما لا ينقصه). وقال: حديث حسن...

وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة يرفعه: (مَن كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيرا أو ليصمت)...

وذكر الترمذي بإسناد صحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (مِن حُسن إسلام المرء تركه ما لا يَعنيه).

وعن سفيان بن عبد الله الثقفي قال: قلت: يا رسول الله، قل لي في الإسلام قولا لا أسأل عنه أحدا بعدك، قال: (قل: آمنت بالله ثم استقم)، قلت: يا رسول الله: ما أخوف ما تخاف عليّ؟ فأخذ بلسان نفسه، ثم قال: (هذا)، والحديث صحيح.

وعن أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (كل كلام ابن آدم عليه لا له إلا أمر بمعروف أو نهي عن منكر، أو ذكر لله عز وجل)، قال الترمذي: حديث حسن.

وفي حديث آخر: (إذا أصبح العبد، فإنّ الأعضاء كلها تكفّر اللسان، تقول: اتّق الله فينا، فإنما نحن بك، فإذا استقمْتَ استقمْنا، وإن اعوججْتَ اعوججْنا).

📗 الداء والدواء (ص ١٥٩-١٦٠).
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
«اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلى أزواجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ، كَما صَلَّيتَ عَلى آلِ إبراهيمَ، وَبارِك عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلى أزواجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ، كَما بارَكتَ عَلى آلِ إبراهيمَ، إنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ» .
#فصبر_جميل

شدّة بلاء النبي صلى الله عليه وسلم:

قال ابن القيم رحمه الله:

ثبت عن النبي ﷺ أنه قال: «أشدُّ النَّاس بلاءً الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل».

وقيل له في مرضه: إنك لَتُوعَكُ وَعْكًا شديدًا، قال: «أجل، إنّ لي أجر رجلين منكم»، يعني في وعكه، ولا ريب أنّ ذلك الوعك كان مؤلمًا له.

وأيضًا فإنه ﷺ في مرض موته قال: «وارأساه!»، وهذا إنما هو من وجود ألم الصداع.

وكان يقول في غمرات الموت: «اللهم أعِنِّي على سكرات الموت»، ويُدخِل يده في قدح الماء، ويمسح بها وجهه من كرب الموت.

وهذا كله لتكميل أجره وزيادة رفعة درجاته ﷺ.
وهل كان ذلك إلا محض العبودية وعين الكمال؟

📗 طريق الهجرتين (ص ٥٨١ - ٥٨٢).


الصبر بالله ولله:

اعلم أنك لا تقدر على الصبر إلا بمعونة الله لك، فاسأله أن يعينك على الصبر على فعل الطاعات، وعن ترك المعاصي، وعلى أقدار الله المؤلمة.

ثم إذا صبرتَ فإنّك لا تؤجر على صبرك إلا إذا كان صبرك لأحكام الله، وطلبا لمرضاة الله، وابتغاء وجه الله.

قال ابن القيم رحمه الله:

الصبر ثمرة التصبّر، وكلاهما إنّما يُحمَد إذا كان لله، وإنما يكون إذا كان بالله، فما لم يكن به لا يكون، وما لم يكن له لا ينفع ولا يثمر.

فكلاهما لا يحصل للمريد السالك مقصودُه إلّا أن يكون بالله ولله. قال تعالى في الصبر به: {وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِالله} [النحل/ 127]. وقال في الصبر له: {وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ}».

📗 طريق الهجرتين (ص ٥٨٥).
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
محرمات استهان بها الناس

18 ــ الغيبة:

صارت فاكهة كثير من المجالس غيبة المسلمين والولوغ في أعراضهم وهو أمر قد نهى الله عنه ونفر عباده منه ومثله بصورة كريهة تتقزز منها النفوس فقال عز وجل: ( ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه ) الحجرات/12 .

وقد بين معناها النبي -صلى الله عليه وسلم- بقوله: " أتدرون ما الغيبة؟ قالوا الله ورسوله أعلم. قال: ذكرك أخاك بما يكره. قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه فقد بهته ".
📚 رواه مسلم 4/2001 .

فالغيبة ذكرك للمسلم بما فيه مما يكرهه سواء كان في بدنه أو دينه أو دنياه أو نفسه أو أخلاقه أو خلقته ولها صور متعددة منها أن يذكر عيوبه أو يحاكي تصرفا له على سبيل التهكم.

والناس يتساهلون في أمر الغيبة مع شناعتها وقبحها عند الله ويدل على ذلك قوله -صلى الله عليه وسلم-: " الربا اثنان وسبعون بابا أدناها مثل إتيان الرجل أمه وإن أربى الربا استطالة الرجل في عرض أخيه ".
📚 السلسلة الصحيحة 1871 .

ويجب على من كان حاضرا في المجلس أن ينهى عن المنكر ويدافع عن أخيه المغتاب وقد رغب في ذلك النبي -صلى الله عليه وسلم- بقوله: " من رد عن عرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة ".
📚 رواه أحمد 6/450 وهو في صحيح الجامع 6238.

يتبع.....
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
كان القعنبي يشرب النبيذ ويصحب الأحداث-قطاع الطرق ومدمنى الخمور-، فدعاهم يوماً لشرب النبيذ وقد قعد على الباب ينتظرهم ، فمر شعبة بن الحجاج -أمير المؤمنين في الحديث- على حماره والناس خلفه يهرعون ،

فقال : من هذا ؟

قيل : شعبة .

قال : و من شعبة ؟

قالوا : محدث .

فقام إليه وعليه إزار أحمر فقال له : حدثني .

فقال له : ما أنت من أصحاب الحديث فأحدثك .

فأخرج سكينا وقال : تحدثني أو أجرحك ؟

فقال له : حدثنا منصور عن رِبّعيّ بن حراش عن أبي مسعود البدري قال :  ️قال رَسُولُ اللَّهِ ﷺ :
( إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلامِ النُّبُوَّةِ الأُولَى إِذَا لَمْ تَسْتَحِ فَاصْنَعْ ما شئت ) .

فاستحيى القعنبي ورمى سكينه ورجع إلى منزله ، فقام إلى جميع ما كان عنده من الشراب فأهرقه ، وسأل : من أعلم الناس ؟

فقالوا له : مالك .

فمضى إلى المدينة ولزم مالك بن أنس وحفظ عنه الموطأ ، ثم رجع إلى البصرة ، فسأل عن شعبة

فقالوا له : مات .

فما روى القعنبي عن شعبة إلا هذا الحديث .

عن الْقَعْنَبِيُّ، عَنْ شُعْبَةَ ، عن منصور ، عن ربعي بْن حِرَاشٍ ، عَن أَبِي مَسْعُودٍ الْبَدْرِيِّ ، قال :
قال رَسُولُ اللَّهِ ﷺ :«إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلامِ النُّبُوَّةِ الأُولَى: إِذَا لَمْ تَسْتَحِ فَاصْنَعْ ما شئت».

وصار القعنبي إماما فى الفقه والحديث ، وكان عابدا زاهدا فاضلا وهو أوثق من روى الموطأ ، قال علي بن المديني ، عن أبيه ، قال : " لا يقدم أحد من رواة الموطأ على القعنبي " .

الجَرح والتعديل لابن أبى حاتم 5/181
وَفيات الأعيان لابن خلكان 3/40
سِير أعلام النبلاء للذهبي 10/257
محرمات استهان بها الناس

19 ــ شهادة الزور:

قال الله تعالى: ( فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور حنفاء لله غير مشركين به ) الحج /30 - 31 .

وعن عبد الرحمن بن أبي بكرة -رضي الله عنهما- عن أبيه قال: كنا عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال:" ألا أنبئكم بأكبر الكبائر " ثلاثا " الإشراك بالله وعقوق الوالدين ـ وجلس وكان متكئا ـ فقال: ألا وقول الزور قال فما زال يكررها حتى قلنا: ليته سكت ".
📚 رواه البخاري انظر الفتح 5/261 .

وتكرار التحذير من شهادة الزور هنا لتساهل الناس بها وكثرة الدواعي إليها من العداوة والحسد ولما يترتب عليها من المفاسد الكثيرة فكم ضاع من الحقوق بشهادة الزور وكم وقع من ظلم على أبرياء بسببها أو حصل أناس على مالا يستحقون أو أعطوا نسبا ليس بنسبهم بناء عليها.

ومن التساهل فيها ما يفعله بعض الناس في المحاكم من قوله لشخص يقابله هناك اشهد لي وأشهد لك فيشهد له في أمر يحتاج إلى علم بالحقيقة والحال كأن يشهد له بملكية أرض أو بيت أو تزكية وهو لم يقابله إلا على باب المحكمة أو في الدهليز وهذا كذب وزور فينبغي أن تكون الشهادة كما ورد في كتاب الله: ( وما شهدنا إلا بما علمنا ) يوسف / 81 .

يتبع.....
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
#فصبر_جميل

أيّهما أفضل: الصبر على فعل الطاعة أم الصبر عن ارتكاب المعصية؟

قال ابن القيم رحمه الله:

وهاهنا مسألةٌ تكلم فيها الناس، وهي: أي الصبرين أفضل: صبر العبد عن المعصية، أم صبره على الطاعة؟

فطائفةٌ رجَّحت الأول، وقالت: الصبر عن المعصية من وظائف الصِدّيقين، كما قال بعض السلف: «أعمال البر يفعلها البر والفاجر، ولا يقوى على ترك المعاصي إلا صِدّيقٌ».

قالوا: ولأن داعي المعصية أشدّ من داعي ترك الطاعة، فإنّ داعي المعصية داعٍ إلى أمرٍ وجوديٍّ تشتهيه النفس وتلتذُّ به، والداعي إلى ترك الطاعة الكسل والبطالة والمهانة، ولا ريب أن داعي المعصية أقوى.

قالوا: ولأن العصيان قد اجتمع عليه داعي النفس، والشيطان، والهوى، وأسباب الدنيا، وقرناء الرجل، وطلب التشبه والمحاكاة، وميل الطبع، وكل واحدٍ من هذه الدواعي يجذب العبد إلى المعصية ويطلب أثره؛ فكيف إذا اجتمعت وتظاهرت على القلب؟ فأيّ صبرٍ أقوى من صبره عن إجابتها؟ ولولا أنّ الله يُصبِّره لما تأتَّى منه الصبر.

وهذا القول - كما ترى - حجته في غاية الظهور.

ورجحت طائفةٌ الصبر على الطاعة بناءً منها على أنّ فعل المأمورات أفضل من ترك المنهيات، واحتجّت على ذلك بنحوٍ من عشرين حجةٍ، ولا ريب أنّ فعل المأمورات إنما يتم بالصبر عليها، فإذا كان فعلها أفضل كان الصبر عليها أفضل.

وفصل النزاع في ذلك: أن هذا يختلف باختلاف الطاعة والمعصية:
فالصبر على الطاعة العظيمة الكبيرة أفضل من الصبر عن المعصية الصغيرة الدنية،
والصبر عن المعصية الكبيرة أفضل من الصبر على الطاعة الصغيرة.

فصبر العبد على الجهاد مثلاً أفضل وأعظم من صبره عن كثير من الصغائر،
وصبره عن كبائر الإثم والفواحش أعظم من صبره على صلاة الضحى وصوم يومٍ تطوعًا ونحوه.

فهذا فصل النزاع في المسألة. والله أعلم.

📗 طريق الهجرتين (ص ٥٩٨ - ٦٠٠).
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
#فصبر_جميل

الأسباب المعينة على الصبر على المصائب:

قال ابن القيم رحمه الله:

الصبر على البلاء ينشأ من أسبابٍ عديدةٍ:

أحدها: شهود [أي: استحضار] جزائها وثوابها.

الثاني: شهود تكفيرها للسيئات ومحوها لها.

الثالث: شهود القدَر السابق الجاري بها، وأنها مقدَّرةٌ في أمّ الكتاب قبل أن تُخلَق، فلا بدّ منها، فجزَعه لا يزيده إلا بلاءً.

الرابع: شهوده حق الله عليه في تلك البلوى، وواجبه فيها، وهو الصبر بلا خلاف بين الأمة، أو الصبر والرضا على أحد القولين، فهو مأمور بأداء حق الله وعبوديته عليه في تلك البلوى، فلا بدّ له منه وإلا تضاعفت عليه.

الخامس: شهود ترتُّبها عليه بذنبه؛ كما قال تعالى: ﴿وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ﴾ [الشورى: ٣٠]. وهذا عامٌّ في كل مصيبةٍ دقيقةٍ وجليلةٍ، فيشغله شهود هذا السبب بالاستغفار الذي هو أعظم الأسباب في رفع تلك المصيبة، قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: «ما نزل بلاءٌ إلا بذنبٍ، ولا رُفِع بلاءٌ إلا بتوبةٍ».

السادس: أن يعلم أن الله قد ارتضاها له واختارها وقسَمها، وأن العبودية تقتضي رضاه بما رضي له به سيده ومولاه. فإن لم يُوفِ هذا المقام حقه فهو لضعفه؛ فلينزل إلى مقام الصبر عليها، فإنْ نزل عنه نزل إلى مقام الظلم وتعدي الحق.

📗 طريق الهجرتين (ص ٦٠٠ - ٦٠١).


منزلة الصبر ومكانته:

قال ابن القيم رحمه الله:

لا إيمان لِمن لا صبر له، وإن كان فإيمانٌ قليلٌ في غاية الضعف، وصاحبه مِمَّن ﴿يَعبُدُ الله عَلى حَرفٍ فَإِنْ أَصابَهُ خَيرٌ اطمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصابَتهُ فِتنَةٌ انقَلَبَ عَلى وَجهِهِ خَسِرَ الدُّنيا وَالآخِرَةَ﴾ [الحج: ١١]، ولم يَحْظَ منهما إلا بالصفقة الخاسرة.

فخير عيشٍ أدركه السعداء بصبرهم، وترقَّوْا إلى أعلى المنازل بشُكرهم، فساروا بين جناحي الصبر والشكر إلى جنات النعيم، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم.

📗 عدة الصابرين (ص ٨ - ٩).
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
#حقوق_القلب

#مفسدات_القلب_الخمسة : ١

قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى:

  المفسد الأول:

كثرة المخالطة:
فأما ما تؤثره كثرة الخلطة: فامتلاء القلب من دخان أنفاس بني آدم حتى يسود، ويوجب له تشتتا وتفرقا وهما وغما، وضعفا، وحملا لما يعجز عن حمله من مؤنة قرناء السوء، وإضاعة مصالحه، والاشتغال عنها بهم وبأمورهم، وتقسم فكره في أودية مطالبهم وإراداتهم. فماذا يبقى منه لله والدار الآخرة؟ هذا، وكم جلبت خلطة الناس من نقمة، ودفعت من نعمة، وأنزلت من محنة، وعطلت من منحة، وأحلت من رزية، وأوقعت في بلية. وهل آفة الناس إلا الناس؟ وهذه الخلطة التي تكون على نوع مودة في الدنيا، وقضاء وطر بعضهم من بعض، تنقلب إذا حقت الحقائق عداوة، ويعض المخلط عليها يديه ندما، كما قال تعالى:
{ وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً ، يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَاناً خَلِيلاً ، لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي } [الفرقان:27-29].


وقال تعالى: { الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ } [الزخرف:67]،
وقال خليله إبراهيم لقومه: { إِنَّمَا اتَّخَذْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَوْثَاناً مَّوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُم بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُم بَعْضاً وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن نَّاصِرِينَ } [العنكبوت:25]، وهذا شأن كل مشتركين في غرضك يتوادون ما داموا متساعدين على حصوله، فإذا انقطع ذلك الغرض، أعقب ندامة وحزناً وألماً وانقلبت تلك المودة بغضاً ولعنة، وذماً من بعضهم لبعض.

والضابط النافع في أمر الخلطة: أن يخالط الناس في الخير كالجمعة والجماعة، والأعياد والحج، وتعلم العلم، والجهاد، والنصيحة، ويعتزلهم في الشر وفضول المباحات.


فإن دعت الحاجة إلى خلطتهم في الشر، ولم يمكنه اعتزالهم: فالحذر الحذر أن يوافقهم، وليصبر على أذاهم، فإنهم لابد أن يؤذوه إن لم يكن له قوة ولا ناصر. ولكن أذى يعقبه عز ومحبة له، وتعظيم وثناء عليه منهم، ومن المؤمنين، ومن رب العالمين، وموافقتهم يعقبها ذل وبغض له، ومقت، وذم منهم، ومن المؤمنين، ومن رب العالمين. فالصبر على أذاهم خير وأحسن عاقبة، وأحمد مالا. وإن دعت الحاجة إلى خلطتهم في فضول المباحات، فليجتهد أن يقلب ذلك المجلس طاعة لله إن أمكنه.


ويشجع نفسه، ويقوي قلبه، ولا يلتفت إلى الوارد الشيطاني القاطع له عن ذلك، بأن هذا رياء ومحبة لإظهار علمك وحالك، ونحو ذلك، فليحاربه، وليستغن بالله، ويؤثر فيهم من الخير ما أمكنه.
فإن أعجزته المقادير عن ذلك، فليَسُلَّ قلبه من بينهم كسل الشعرة من العجين، وليكن فيهم حاضراً غائباً، قريباً بعيداً، نائماً يقظاناً، ينظر إليهم ولا يبصرهم، ويسمع كلامهم ولا يعيه، لأنه قد أخذ قلبه من بينهم ورقى به إلى الملأ الأعلى، يسبح حول العرش مع الأرواح العلوية الزكية، وما أصعب هذا وأشقه على النفوس، وإنه ليسير على من يسره الله عليه، فبين العبد وبينه : أن يصْدُق الله تبارك وتعالى، ويديم اللجأ إليه، ويلقي نفسه على بابه طريحاً ذليلاً، ولا يُعين على هذا إلا محبة صادقة، والذكر الدائم بالقلب واللسان، وتجنب المفسدات الأربع الباقية الآتي ذكرها، ولا ينال هذا إلا بعدة صالحة، ومادة قوة من الله عز و جل، وعزيمة صادقة، وفراغ من التعلق بغير الله تعالى. والله تعالى أعلم.


يتبع إن شاء الله...
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
محرمات استهان بها الناس

21 ــ سماع المعازف والموسيقى:

كان ابن مسعود -رضي الله عنه- يقسم بالله أن المراد بقوله تعالى: ( ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله ) هو الغناء.
📚 [ تفسير ابن كثير 6/333].

وعن أبي عامر وأبي مالك الأشعري -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: " ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف ... ".
📚 رواه البخاري انظر الفتح 10/51 .

وعن أنس -رضي الله عنه- مرفوعا: " ليكونن في هذه الأمة خسف وقذف ومسخ وذلك إذا شربوا الخمور واتخذوا القينات وضربوا بالمعازف ".
📚 انظر السلسلة الصحيحة 2203 وعزاه إلى ابن أبي الدنيا في ذم الملاهي والحديث رواه الترمذي رقم 2212 .

وقد نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الكوبة وهي الطبل ووصف المزمار بأنه صوت أحمق فاجر وقد نص العلماء المتقدمون كالإمام أحمد -رحمه الله- على تحريم آلات اللهو والعزف كالعود والطنبور والشبابة والرباب والصنج ولا شك أن آلات اللهو والعزف الحديثة تدخل في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- في النهي عن المعازف وذلك كالكمنجة والقانون والأورج والبيانو والغيتار وغيرها بل إنها في الطرب والنشوة والتأثير أكبر بكثير من الآلات القديمة التي ورد تحريمها في بعض الأحاديث بل إن نشوة الموسيقى وسكرها أعظم من سكر الخمر كما ذكر أهل العلم كابن القيم وغيره ولا شك أن التحريم يشتد والذنب يعظم إذا رافق الموسيقى غناء وأصوات كأصوات القينات وهن المغنيات والمطربات وتتفاقم المصيبة عندما تكون كلمات الأغاني عشقا وحبا وغراما ووصفا للمحاسن ولذلك ذكر العلماء أن الغناء بريد الزنا وأنه ينبت النفاق في القلب وعلى وجه العموم صار موضوع الأغاني والموسيقى من أعظم الفتن في هذا الزمان.

ومما زاد البلاء في عصرنا دخول الموسيقى في أشياء كثيرة كالساعات والأجراس وألعاب الأطفال والكمبيوتر وبعض أجهزة الهاتف فصار تحاشي ذلك أمرا يحتاج إلى عزيمة. والله المستعان.

يتبع.....
محرمات استهان بها الناس

22 ــ تطيب المرأة عند خروجها ومرورها بعطرها على الرجال:

وهذا مما فشا في عصرنا رغم التحذير الشديد من النبي -صلى الله عليه وسلم- بقوله: " أيما امرأة استعطرت ثم مرت على القوم ليجدوا ريحها فهي زانية ".
📚 رواه الإمام أحمد 4/418 انظر صحيح الجامع 105 .

وعند بعض النساء غفلة أو استهانة يجعلها تتساهل بهذا الأمر عند السائق والبائع وبواب المدرسة، بل إن الشريعة شددت على من وضعت طيبا بأن تغتسل كغسل الجنابة إذا أرادت الخروج ولو إلى المسجد.

قال -صلى الله عليه وسلم-: " أيما امرأة تطيبت ثم خرجت إلى المسجد ليوجد ريحها لم يقبل منها صلاة حتى تغتسل اغتسالها من الجنابة ".
📚 رواه الإمام أحمد 2/444 وانظر صحيح الجامع 2703 .

فإلى الله المشتكى من البخور والعود في الأعراس وحفلات النساء قبل خروجهن واستعمال هذه العطورات ذات الروائح النفاذة في الأسواق ووسائل النقل ومجتمعات الإختلاط وحتى في المساجد في ليالي رمضان وقد جاءت الشريعة بأن طيب النساء ما ظهر لونه وخفي ريحه.

نسأل الله أن لا يمقتنا وأن لا يؤاخذ الصالحين والصالحات بفعل السفهاء والسفيهات وأن يهدي الجميع إلى صراطه المستقيم.

يتبع.......
محرمات استهان بها الناس

23 - وصل الشعر بشعر مستعار لآدمي أو لغيره للرجال والنساء:

عن أسماء بنت أبي بكر قالت جاءت امرأة إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقالت يا رسول الله إن لي ابنة عريسا أصابتها حصبة فتمرق ( أي تساقط ) شعرها أفأصله فقال: " لعن الله الواصلة والمستوصلة ".
📚 رواه مسلم 3/1676 .

وعن جابر بن عبد الله قال: زجر النبي -صلى الله عليه وسلم- أن تصل المرأة برأسها شيئا ".
📚 رواه مسلم 3/1679 .

ومن أمثلة هذا ما يعرف في عصرنا بالباروكة ومن الواصلات في عصرنا " الكوافيرات " وما تزخر به صالاتهن من المنكرات.

ومن أمثلة هذا المحرم أيضا لبس الشعر المستعار كما يفعله بعض من لا خلاق لهم من الممثلين والممثلات في التمثيليات والمسرحيات.

يتبع....