عبدالله الهاشمي
41.5K subscribers
22 photos
11 videos
3 links
لايوجد هنا زمن .. هنا اللحظة ترحب بك للدخول ..
قناة عبدالله الهاشمي للوعي والسلام و تنمية الذات

Twitter : _abdala122
Download Telegram
مهما وصل انخفاضك لو وصلت حضيض الحضيض، قفل غرفتك وضع كل طاقتك بالتنفس اجعله يوصلك للاسترخاء التام واصل كأنك بمصعد كل مرة يتعمق تنفسك تتعمق أكثر ينزل فيك المصعد اكثر جسمك يختفي اكثر حتى تصبح مجرد استرخاء فقط، وعد لن يصبح الانخفاض معاناة بعد اليوم ..
لماذا يتوقف أغلب الناس عن التطبيق؟
أو يطبق فترة وينقطع فترات؟

يبدو أن هذا الأمر أصبح ظاهرة في عصرنا الحالي نظرا لكثرة الخيارات المتاحة في زمننا ورغبة الكثير في تحسين حياتهم، هذا الأمر هو التوقف عن مواصلة التطبيق،يشترك في دورة أو يضع له برنامج لتحقيق شئ معين ثم يترك هذا الأمر كلياً ..
ومن خلال رصدي لهذي الحالة أراها تتمحور حول سببين قد يوجد أسباب أخرى لكن هذي أهمها :

١- ظهور الاعراض
٢- المحافظة ع المكتسبات

بالنسبة للسبب الأول، من أين تأتي الأعراض؟ تأتي من نقيض ماتريد، بمعنى حينما تنوي الحصول على شئ يظهر نقيضه من داخلك، مثلاً شخص قرر يغير تعامله مع ذاته ويقدرها ويتوقف عن تأنيبها، لكن هذا الشخص لسنوات طويلة كان يعاملها بقسوة شديدة ينظر لها بإزدراء ويقارنها بالاخرين ويحط من قدرها، هذا التعامل مع ذاته جديد وهي غير معتادة عليه، لم تتعود منه التقدير والتفويت،
في الأيام الاولى بعد تعامله الجديد غالبا سوف يجد ثقلا أو ألم او مخاوف قد تزيد حدة الصوت الداخلي الذي يشكك بهذي العلمية ( اسكت ياكذاب)
هذا مااقصده من ظهور الأعراض أي أن التعامل الجديد حرك المياه الراكدة فظهر نقيض مايريد
في اول يوم غيّر فيه تعامله مع ذاته مثلا : بعد موقف تعود يشرشح نفسه لمدة عشرين سنة هذي المرة قال لها عادي حصل خير، ذاته باستغراب ( علينا يالكذوب) المرة الثانية ايضا حصل موقف آخر نفس الشئ عادي لايهم سامحتك ، ذاته ( وش فيه ذا ؟ ) السبب لاتوجد ثقة بعد، كتلة الم كل تلك السنوات لازالت جاثمة تحتاج فترة للتشافي
..
فالأعراض إما داخلية وهو ماذكرته سابقا ولكن مع التصبر والاستمرار تخف حتى تضمحل ..
أو أعراض خارجية وهو حدوث توتر بالعلاقات وهذا ما ساذكره بالسبب الثاني.

السبب الثاني المحافظة ع المكتسبات
وهي الاعراض الخارجية، عندما تغير الدور الذي كنت تقوم به سوف يكون هناك طرف خاسر يحاول ارجاع مكتسباته، بداية التغيير يحتاج قليلا من مواجهة الالم، إن الشخص الذي عاش لفترة طويلة عبارة عن ( ضحية ) اعتاد الحصول على طاقة جاهزة كشفقة الاخرين به، عندما يقرر أن يصبح شخصا حرا يحصل ع الطاقة نقية من روحه سوف يجد اعتراضات خارجية بالبداية، فجأة زوجها صار يزعل منها، قريبه أصبح يتسلط عليه، الخ الكثير يستجيب لهذا النزاع الخارجي ويتوقف وربما يعود أسوا من الأول.

ماهو المقترح للتعامل مع هذا الوضع؟
١-الوعي : مايحصل معك هو آثار غبار عالمك القديم يتهاوى، كل الذين كانوا مستفيدين من كونك ضحية سوف يذبلون الواحد تلو الآخر، لكن كن رحيما بذاتك تصبر، العواصف لاتستمر ، وليس من الصبر الكتمان، اعمل مايحلو لك ولكن هيهات ترجع مغلوباً على امرك، نعم سوف تبكي وتحزن وتتالم وتعبر وتصرخ وتقفل ع نفسك لكن هيهات ترجع ضحية كما كنت، نعم سوف تشعر بمرارة وخذلان ولكن هيهات ترجع لدورك القديم

٢- الاتصال : بدون وجود هذا الاتصال اليومي ماعرف ايش اقولك بصراحة؟ يجب أن يكون لديك اتصال بهذا المصدر المشع ع الدوام، اتصل بالله بالكون بالحياة، كل متصل مستمر، المتصل متجدد لاينقطع

٣- التأكيد ع الاحتمال الجديد:
احتمالك الجديد يأخذ شوية وقت حتى يكتمل، تواصل معه، ادعمه بأفكار بقناعات، عيش جو أنك تملكه، ضع وصلة تتصل به من خلالها، مثلا مقطوعة سميها احتمالي الاعلى لما تستمع لها تكون بقمة اتصالك به، أو حالة تأمل يتمدد بها وعيك،

٤- سامح نفسك :
انت انسان متوقع إنك تغلط وتنسى وتجهل وتجيب العيد بل كل الاعياد متوقع منك التقصير والنسيان والانقطاع، ماعليك من كل اللي يقولك عكس هذا الكلام تراه يبي يكون ملاك ع حسابك، مهما غلطت وخبصت وجهلت وتصرفت تصرفات طايشة سامح نفسك، لايعني الاستمرار ولكن لايوجد مبرر لمعاقبة نفسك بالتأنيب، اعترف اعتذز ثم سامح نفسك،
أن تسامح نفسك يعني قدرتك دائما على العودة من جديد ..
أي شي مشربك بحياتك أو متعثر سواء اهداف او مشاعر أو اللي يكون امنحه الوعي كي يتغير ، ارمي اسلحتك القديمة لن تنفعك مجرد ضياع للوقت والطاقة، على سبيل المثال لو كنت تعاني من مشاعر ثقيلة بين الحين والآخر توقف عن الحكم عليها من الان وصاعدا، عندما تكون بذروتها اطلب من وعيك ان يتعامل معها وذلك اولا بالسماح لاتقاوم ثم راقبها بحياد، المراقبة من آليات الروح القوية التي تجتث جذور أي ألم لكنها كغيرها تحتاج وقت حتى تصبح ماستر فيها، اقبل التحسن البسيط جدا بالبداية ودعني الخص لك الكلام السابق :
١- الوعي هو الحل لكل المتعثرات
٢- كيف استخدم الوعي مثلا لمشاعري الثقيلة :
⁃ لاتحكم عليها
⁃ اسمح بوجودها
⁃ راقبها بحياد
وضعت سؤال بتويتر ثم قمت بحذفه لأني اكتفيت من الإجابات وهو :
ماهي الصفة التي تسبب لك إزعاج شديد من الآخرين ؟ واشترطت لمن يجاوب أن تكون هذي الصفة تسبب له إزعاج لأنه قد تكون لاتعجبك هذي الصفة ولكنك لست منزعجا منها ..

في البداية لاتعتقد أن هدفي من هذي المقالة أن أجعلك تحب هذي الصفة ولا حتى تغير نظرتك لها، لاأنتمي لهذا المنهج ولا أعلمه لأني اعتبره تزييف للوعي، بالعكس استمر على نفس نظرتك ولكن لا داعي للانزعاج الشديد منها وليس من الضروري أن تستنزفك الصفات التي لاتعجبك بالاخرين، في التجربة الأرضية المؤقتة أنت محاط بالمتناقضات والإختلافات والصفات العديدة والبشر في عمومهم طيبون ولكن ينقصهم الوعي، فلو كانت صفاتهم المزعجة تسبب لك ارباك واستهلاك طاقي فأنت ريشة في مهب صفاتهم تلك .

سوف أدخل بالموضوع مباشرة ونقوم بجولة من خلال الوعي لطريقة التعامل مع مشاعر الانزعاج تجاه هذي الصفات ..
توجد قاعدتين عظيمتين لو أدركتها مبروك عليك تقدمك بشكل كبير بالوعي :

١- السلام ليس هو انتهاء المشاكل إنما هو فن احتواء الذات عند المشاكل

٢- مشاكلنا بالحقيقة هي مع مشاعرنا وليس مع الاخرين

ويأتي السؤال العميق لماذا تزعجنا الصفات التي لانحبها بالآخرين ؟

لاحظ أني أتحدث عن الانزعاج العالي الذي يوترك جدا وأما الانزعاج الطبيعي فشئ عادي ومقبول في مرحلة معينة ..

الجواب :
تزعجنا تلك الصفات غالبا لأننا نمارسها بجوانب بحياتنا دون أن ندرك ذلك !
هل تكره التجاهل ؟ يزعجك جدا تجاهل الاخرين لك أو القريبين ويسبب لك ألم داخلي ؟ هل تراه يتكرر بحياتك؟
الآن ابحث عن شئ أنت تقوم بتجاهله من فترة طويلة؟ فتش عنه إذا لم تجده بالخارج ابحث عنه بداخلك، هل تتجاهل ذاتك ؟ تتجاهل مشاعرك؟ تكره الانفراد بنفسك ؟ لاتطيق التأمل وحضور الصمت معها؟

هل تنزعج جدا من تأنيب الاخرين لك ولومهم؟ وتراه مكرر جدا من أمك أو أبوك أو مديرك الخ ..

فتش بنفسك ما الذي تؤنب نفسك فيه؟ ماهو التأنيب الذي تمارسه على ذاتك؟ هل يوجد أحد أنت تقوم بتأنيبه؟ ربما أحد اولادك أو عمالك الخ ..

هل تكره الكذب والظلم والخذلان منهم ؟ اعمل نفس الشئ ابحث فتش لاتستثني أي شي عن خذلانك لذاتك وظلمك لها ..

عندما تجد هذي الاشياء ويلقطها وعيك سوف تشعر بفرح عميق حتى ولو تعمل شيئا، إن الوعي هو استبدال قوانين العقل لعوالم الروح، الأمر لايتعدى أكثر من الاعتراف اعترف بوجودها ثم اعمل على ترميمها ..
إن الترميم كله بتقدير الذات، الذات التي تجد تقديرا وتفويتاً واحتواء لقد تلقت بسلما وشفاء حقيقيا .

الله لو جعلت هذا هو منهجك كل مرة شي يزعجك بالخارج صديق خذلك، موقف اربك، تعامل آلمك ترجع بالداخل وتضبط هناك .

من المؤشرات أيضا لانزعاجنا الشديد من هذي الصفات هو خوفنا من وقوعنا في هذي الصفات وهي آلية يستخدمها العقل للدفاع الذاتي فالخوف أحد أهم الدوافع لحالة الاستياء الشديدة، تعرف هذا الشئ لما تجد شخص يهاجم بشدة الآخرين الذين يعملون عمل معين قد يلجأ لشتمهم وقذفهم والتعدي عليهم وفي العمق هو مذعور جدا أن يعمل مثلهم لذلك يهاجمهم بعنف .

وأخيرا كل ماذكرته وفق تحليل شخصي يحتمل الصح والخطأ لا ازعم أنه الحق الأبلج ربما توجد دوافع أكثر عمقا أعدك ألا ابخل عليك عندما اتوصل إليها لأني أحبك ❤️
هدف الاهداف كلها هو أن تجد وجودك في اللحظة الحالية، كل الاهداف تتفرع من هذا المعنى، بدون هذا الهدف الكلي سوف تكون مكينة تفرز التعاسة ..
ماذا تعني بإيجاد وجودك؟
ف الحقيقة هي ليست عملية بحث، وجودك راسخ في هذي اللحظة على الدوام
عمّق علاقتك باللحظة وسوف تلتقي بوجودك المخلوق من النعيم الخالص ..
‏أنا : أمر بحالة انخفاض شديدة

‏هو :طيب ؟

‏أنا :اقولك اعيش انخفاض عالي

‏هو : ايوه فهمت انك تمر بانخفاض شديد وين المشكلة ؟

‏أنا: المشكلة مو قادر اتحمل هالوضع واضحة يعني

‏هو : لا مو واضحة
هل مشكلتك مع الانخفاض ولا مع عدم تحملك ؟

‏أنا : مو ناقصني فلسفتك

‏هو : ما اتفلسف حقيقي

‏أنا : ممكن توضح الله يخليك

‏هو : الانخفاض شئ وعدم تحملك ومعاناتك شئ آخر لو أدركت هذي المعادلة بيختلف الوضع تماما

‏أنا : رجعنا للفلسفة ! مانقدر نفصل بين الاثنين لأن الانخفاض لو راح ما راح أعاني
‏الانخفاض هو سبب معاناتي

‏هو : غير صحيح، معاناتك ليس سببها حالة الانخفاض

‏أنا : مافهمت

‏هو : الانخفاض نزول بالمشاعر وبالمزاج وبالحالة النفسية بشكل عام أعراضه فقدان الرغبة بعمل أي شئ كسل خمول أو التواصل مع الآخرين

‏أنا : صحيح صحيح

‏هو : وعدم تحملك نزول بوعيك
‏فالانخفاض نزول بالمشاعر وعدم التحمل نزول بالوعي

‏أنا : كمل لاتوقف

‏هو : اذا انخفضت مشاعرك ( الانخفاض )
‏تمسك بوعيك، اللي يحصل عند الكثير اذا انخفضت مشاعره يخسر وعيه فتحدث المعاناة

‏أنا: طيب مولاي كيف اتمسك بوعيي إذا انخفضت مشاعري ؟

‏هو :الان اقتنعت بوجود الفرق بين الاثنين

‏أنا :نعم مولاي

‏هو :الوعي في حالة الانخفاض أول شي يقوم به السماح
‏بعطيك من الاخير بدون السماح سيستمر الانخفاض، اعترض ارفض اضرب راسك بالجدار ماعندك إلا السماح

‏أنا : ممكن مثال على السماح .

‏هو : تعبت ومليت من كثر مااعلمك

‏أنا : آخر مرة

‏هو : السماح من ثلاث خطوات
‏١- نية
‏٢- عمل
‏٣- تركيز

‏ ‏النية : أنا الان اسمح لهذي المشاعر المنخفضة أيًا كان مصدرها بالتواجد

‏العمل : جلسة تنفس عميق واسترخاء بشكل يومي ( الاسترخاء المنضبط مزيل كل الانخفاضات ) بس من يطبق ؟!

‏تركيز : الانخفاض ماهر جداً في جرفك إلى عوالم غبية لاتناسبك اعد توازنك ارجع لعالمك اللي تحبه ركز عليه

أنا : شكرا مولاي

‏هو : ماني مولاك ياملقوف أنا صديقك

‏أنا : العفو شكرا ياصديقي 💜

حوار ( أنا وهو ) 👇🏻
‏أنا : أحس إني ضايع ومشتت وسلبيتي زايدة جدا

‏هو : طيب وين المشكلة ؟

‏أنا : اووه رجعنا للطير ياللي ؟! خلاص مشيتها علي المرة الاولى هالمرة مابتمشيها علي

‏هو : براحتك ، أستأذنك

‏أنا : لا لا آسف آسف ، ساعدني

‏هو : وين المشكلة إذا كنت ضايع؟

‏أنا : مو طايق نفسي والعالم مكتوم وحزين

‏هو : وين المشكلة اذا كنت ضايع خليك ضايع وين المشكلة اذا سلبيتك زايدة خليها زايدة ؟؟

‏أنا : نورني سيدي

‏هو : الكلام اللي بقوله لك غريب بما أننا بزمن الغرابة

‏أنا : ايوه تفضل

‏هو : لما اقولك خليك ضايع لا اقصد ادعوك لمزيد من الضياع والسلبية

‏أنا : حيرتني اكون ضايع ولا لا ؟!

‏هو : لاتكون أي شئ ، فقط كن من القلة القلة والزمرة الحية والغرباء، كن من أهل الحب ❤️

‏ أنا : كيف ؟

‏هو : التفت لذاتك وقول: ادري إنك حاليا ضايعة ومشتتة وسلبيتك عالية جدا ومع ذلك أحبك وأدعمك واسمح لكل مشاعرك

‏أنا : الله الله، طيب إذا عملت كذا تروح سلبيتي؟

‏هو :رجعنا للخداع والنقاق

‏أنا : أي نفاق الله يهديك بالعكس متأثر بحديثك

‏هو : هذا السؤال هو نكبة النكبات، لما تضع شرطاً للحب! الحب حساس جداً لايتواجد في عالم الشروط، لما تقول : ( إذا ) يقولك الحب خل الشروط تنفعك

‏أنا : سامحني بس ذي النقطة وضحها أكثر

‏هو : نعم الموضوع شائك بالبداية سوف تقفز كل الشروط بذهنك سوف تنتظر النتائج بفارغ الصبر سوف تشعر باليأس حتى تتعلم عدم انتظار النتائج، عندما تترك عادة انتظار النتائج سوف يأتي الحب ليعمل عمله العظيم في ترتيب حياتك

‏أنا : الله عظيم سيدي، اسمحي اقولك اللي فهمته وصحح لي

‏أنا : المشكلة ليست في حالة الضياع اللي امر فيها، المشكلة في هجراني لذاتي الضايعة
‏الحل : العودة للحب برفق، انتبه للشروط والانتظار ، اتصبر بالبداية للمشاعر الهائجة الرافضة لهذا الحب الجديد لأنها غير معتادة للحب بدون نتيجة

‏هو : الأخيرة من كيسك لكن اعجبتني

أنا : شكرا سيدي ❤️

هو : مابتبطل اللقافة ؟!

أنا : آسف شكرا ياصديقي ❤️❤️:)
التشافي من التعلق

هذا المقال مكتوب بحب عميق لك ونية قوية بأن تتحرر من كل تعلق بحياتك، ارتمي في أحضان طاقة كلماته❤️

بالبداية كنت سأجعل العنوان ( التشافي من الإدمان) ولكن لأن مصطلح الادمان شائع في المدرسة الطبية العلاجية وحرصا على عدم تداخل التخصصات استخدمت كلمة التعلق المستخدمة في مجال الوعي بدل الإدمان، رغم أني لا أجد فرق بين الادمان والتعلق كلاهما حالة من الاحتياج الشديد والجارف تجاه شئ معين، إن المدمن على التعاطي هو متعلق والمدمن على مشاهدة المواقع الاباحية هو متعلق كذلك المدمن على وجود أشخاص بحياته هو أيضا متعلق، فالإدمان كماذكرت حالة من التعلق الشديد الذي يصعب جدا الإقلاع عنه، وبما أني مهتم بمجال الوعي الذاتي سوف يكون مقالي خاص عن التعلق العاطفي في العلاقات وسوف تفيدك تطبيقات المقال في التشافي من أي تعلق آخر.

وسأنطلق في هذا المقال من ثلاث محاور :
١- مصدره
٢- أسبابه المتكررة
٣- طرق لتشافي منه

المحور الأول مصدره، وهو الجذر الذي نبتت منه هذي الشجرة التعيسة، يجب أن تعلم نقطة مهمة أن النفس تخاف من الخواء، لاتريد الخواء والفراغ، تبحث دائما عن الامتلاء، هي دائما في بحث حثيث عن مايشبع خواءها بالنسبة لها هذا الخواء تهديد من أكثر شئ تفزع منه وهي الوحدة،
إن الوحدة مرعبة جدا لكثير من البشر، ولا اقصد بالوحدة الخلوة، اقصد فقدان الاهتمام من الاخرين،
الوحدة ليس لها علاقة بمخالطة البشر نهائيا، قد تجد أشخاص متواجدين في كل التجمعات مختلطين بكل المناسبات متواصلين مع كثير البشر لديهم معارف لاتحصى ولكن شعور الوحدة يمزقهم، بالمقابل هناك أشخاص أقل منهم تعارفا وخلطةً ولايجدون هذا الشعور.
ولاتعتقد بكلامي أني اعقد مقارنة بين المخالطة والانطواء، بالعكس وجود علاقات داعمة واصدقاء هو من أهم وسائل التشافي والصحة النفسية .

نرجع لموضوعنا عندما يشعر الإنسان بهذا الخواء الداخلي ينمو الخوف من الوحدة التي هي فقدان الاهتمام من الآخرين، فتتحرك رغبة البقاء عنده فيقتحم عالم العلاقات العاطفية، فبمجرد دخول أي شخص في عالمه يلقي القبض عليه مباشرة، بالنسبة له هذا الشخص منقذه الذي أنقذه من الخواء والوحدة، فيتعلق به حتي لو كان هذا الإنسان كثير الاهمال له في العلاقة يعطيه مشاعر بالقطارة مايهم، اعطيني مشاعر بالقطارة عادي، جوعني بهذلني عادي، قطرة مشاعر خير من وحدة.

من أين نشأ التعلق ؟

من حالة الانفصال الاولى لما جاء لهذا العالم عندما انفصل عن رحم أمه لحظة الولادة، لكن هذا الانفصال لم يكن معاناة لكنه الشرارة الاولى فالطفل حديث عهد بعالم روحه الممتلئ والهانئ، إن روحك لاتخيفها الوحدة لأنها لاترى الانفصال هي تشعر بالوحدة الكونية ( خلقكم من نفس واحدة) كلنا شئ واحد متصل هذي طبيعة الروح، لكن عندما حدث الانفصال برزت (الأنا الخاوية) التي صنعتها ذاكرة المعاملات اليومية التي خاضها الانسان منذ طفولته حتى التحق بمدرسته مرورا بالمجتمع هنا تضخمت (الأنا) المنفصلة عن الروح، نشأ التعلق من التمسك باللعبة وأنت طفل، نشأ من مخاوف خروج الأم من البيت، من خوف انتهاء علاقة الام والأب، من التعلق بالمعلمة او المعلم في المدرسة، إن التعلق هو أحد آثار الأنا الخاوية التي تبحث عن المزيد طول الوقت.

أسبابها المتكررة :

هو انفلات هذي الأنا الخاوية بديلا عن الوعي، إن الوعي هو القوة الخفية المهملة، الوعي هو سبب قدومك لهذا العالم لكنك نسيت، كل إنسان يملك هذي القوة لايوجد مفاضلة بين أحد، هل لاحظت تكرار تجربة التعلق في كل العلاقات؟ السبب هو المحافظة على نفس المشاعر، صدقني بتلف وتدور بتقوم وتقعد وبتدخل دورات كثيرة وتأخذ استشارات عديدة وبتقرأ كتب مختلفة وبدون الالتفات لجانب المشاعر لن يتغير شئ، فنصيحة اختصر على نفسك الموضوع ولتكن البداية من المشاعر التي سأعرضها في جانب طرق التشافي.

(طالما أنت تحمل هذا الفايروس الداخلي في مشاعرك سوف يتكرر مرضك بالتعلق في كل علاقة عاطفية تدخلها)
يتبع 👇🏻
طرق التشافي منه :

١- الاعتراف: عندما تعترف تقولك روحك ياهلااا ومرحبا مطول الغيبات، يجب أن تعترف أنك في حالة تعلق إياك والانكار والمكابرة أنت الخاسر الوحيد، الاعتراف ليس ضعفا عندما تعترف سوف تشعر بإرتياح مفاجئ والسبب هو سقوط المقاومة، لقد كنت في حالة مقاومة وانكار وكل هذا يستهلك وينهك شعورك.

٢- الوعي بالشعور الذي تعطيك هذي العلاقة:
هل تعطيك الأمان؟ أو الاحتواء ؟ أو المتعة؟ أو تشعرك بقيمتك ووجودك ؟ فقط كن واعي فيه اكتشفه اكتبه كماهو مثلا : هذا الشخص يشعرني بالامان الخ

٣- تعرف على وجودك :
إن وجودك مخلوق من النعيم الخالص الذي لاينفذ هذي حقيقة وليست شعراً، لكنك كنت تائها وخاملاً ثم دخل هذا الشخص حياتك وحرك كل ذكرياتك تجاه وجودك الخاص لكنك فقدت البوصلة واعتقدت أن هذا الشخص هو البديل عنك، وإلا مالذي يجعل شخصا كان خاملا كئيبا خاويا من أي طاقة تجاه الحياه ثم يدخل إنسان حياته وفجأة دبت الحياة بداخله فصار سعيدا حيوياً ثم غادر حياته فرجع خاملا منطفئا مرة أخرى، لايوجد سبب إلا أنه قام بتحريك وجودك الخاص الذي هو أصلا موجود قبل مجيئه وبعد رحيله.

كيف اكتشف وجودي الخاص؟
هو ليس شيئا مخبئا وغامضا حتى تبحث عنه هو موجود دائما أمام عينيك فقط افتح عينيك، العيون التي اطلب منك فتحها ليست عيني رأسك بل عيني قلبك، شلون؟ ابدأ بالتأمل، التأمل هو النافذة المطلة على روحك، بداخل روحك توجد محيطات من الأمان والنعيم ومن خلال التأمل اليومي سوف تراه وسوف يغمرك
في حسابي بتويتر سوف اكتب لك طريقة التأمل بشكل مبسط تمارسه بشكل يومي، مداومة التأمل سوف يجعلك ممتلئا بلا أحد، وحيويا بلا أشخاص، وسعيدا بلا فزعة من أحد، ارجوك لاتفهم من كلامي أنها دعوة للرهبنة وقطع العلاقات، كلنا نريد الحب والاهتمام ولنا احتياجات بشرية لكن هيهاااااات وشتااان بين الاحتياج الطبيعي والتعلق العاطفي
يتبع 👇🏻
٤- السماح :
اصدقائي اعضاء منهج العيش الطيب اصبحت هذي عادة يومية يتواصلون معي ويخبروني كيف هذي الطريقة البسيطة في التجريب العظيمة في الأثر كيف غيرت حياتهم جذريا، عندما يشتد عليك ألم التعلق والتفكير القهري بهذا الشخص، لاتهرب لاتهرب اترك محاولاتك القديمة بمحاولة نسيانه بالاجبار، لن تنساه بهذي الطريقة، لا اريد منك أن تتوقف عن التفكير فيه، لا فكر فيه خذ راحتك ، ولكن اطلب منك التالي اوعدني أنك سوف تعمله: عندما تأتي تلك الافكار الشديدة تجاهه المحملة بالحنين والاشواق تخيل أنك شخصين: أنك نسختين : هذا الشخص الذي يحن ويفكر ويشتاق ونسخة أخرى تراقبك وتشاهدك بصمت وحب دون أي محكامة عليك أو استنقاص أو أدانة : فقط استرخي تماما عندما تقوى مشاعر التعلق شاهدها بالنسخة الصامتة اسمح لهذي المشاعر بالمرور وانت في حالة مشاهدة صامتة. قد يثور عليك الشعور ويشتد لايهم واصل العملية ،هذي ردة فعل الأنا لقد ضربتها في مقتل، الأنا بالبداية سوف تقاوم وعيك وحضورك ومراقبتك ربما تشككك في كل العملية وتقول اش قاعد تخربط انت؟! أو تروغ عنك أو تنقل الالم مكان آخر أو تأتيك في أحلامك على شكل كوابيس، لايهم اصمد في موقعك المراقب وكرر المحالة قد تحتاج لجلسات عديدة حتى تتقنها :

وأخيرا : المقال ليس ضد الاشواق والحب ليس دعوة ايجابية زائفة ولكنه يأخذ بيدك نحو حريتك الداخلية إن طبقت واستمريت.
محبتي ❤️
تطبيق التأمل بكتبه هنا :
١- إذا اول مرة تجرب التأمل خذ بالبداية تنفس عميق شهيق وزفير حتى تشعر بالاسترخاء
٢- اترك التحكم بالتنفس خليه طبيعي زي ماهو
٣- وجه انتباهك ع التنفس راقب الهواء الداخل من الانف إلى البطن ثم ايضا اتبعه وهو يخرج من البطن عبر الانف
٤- طبيعي الافكار تخرب جوك وتشتت تأملك عااادي كل ماتجيك افكار ارجع بهدوء للتأمل، طيب الافكار كثيرة وقوية عاااااادي، حضرتك عقود من السنوات كنت تابع لافكارك في بداية التطبيق اعتبره تحدي، لو ١٠ ثواني فقط قدرت تركز ع تنفسك تراه انجاز ومع التكرار والتطبيق المتواصل يأتي الاحتراف
٥- ابدأ اول الايام ٥ دقائق وتمرحل حتى تصل ع الاقل ٢٠ دقيقة

هل استمر بتطبيق التأمل طول حياتي ؟
لاطبعا، التأمل كتطبيق هو وصفة روحية لمن يعاني من التعلق، عندما تتحرر وترتفع بالوعي لن تحتاج للتطبيق سوف تصبح حياتك كلها عبارة عن تأمل :)
أي شئ لاتريده سيجد طريقه إليك وعندما لاتريده بشده سيطوق حياتك بشدة
تمرين مريح جدا :
سجل الاشياء التي لاتريدها
واذا مالك نفس تكتب تذكرها
ماهي؟
شعور لاتريده
علاقة
طريقة تعامل
أمور لاتتحقق
الآن لمدة ٢٠ دقيقة فقط لاغير، استرخي ثم قم بالتفكير بهذا الشئ الذي لاتريده قد يكون حالة شعورية مزعجة وكرر :
أنا اسمح بحدوث هذا الشئ.
استمر حتى تحس بالراحة
لتوضيح التمرين السابق :

قد يأتي سؤال كيف لا أريده وبنفس الوقت تقول أفكر فيه كذا كأني اجذبه أو أطلبه ؟

أنا أتحدث عن المشاعر وليس الحدث
مثلا :
اول شي حدد ماالشي الذي لاتريده
أنت لاتريد أحد يتعامل معك بأسلوب معين؟
بعدين تسأل نفسك :
ماهي المشاعر اللي تحس فيها لما الاخرين يتعاملون معك بهذا النوع من التعامل ؟
إهانة، عار،احتقار للذات، حزن شديد وشعور بالوحدة

تطبيق التمرين :
تسترخي عندما تشعر بهذي المشاعر وتخلي هذي المشاعر في محلها ثم تراقبها وتكرر اسمح بحدوثها ووجودها


مثال آخر :
أنت لاتريد هذا الشخص يتركك ؟
ثم تسأل نفسك :
ماهي المشاعر اللي أحس فيها لو تركني هذا الشخص؟
خوف،فرااغ قاتل، ندم شديد،فقدان كامل للأمان

تطبيق التمرين:
تسترخي وأنت تشعر بهذي المشاعر لاتخدرها أو تهرب منها أو تفتح موبايلك عشان تكبته وتكرر وانت تراقب هذي المشاعر أنا اسمح بحدوثها

افعله مع اي شئ لاتريده مع المشاعر .
(التعامل مع حالة الهروب في العلاقات)

بدخل بالموضوع مباشرة،أي واحد عنده خلل ومشكلة متكررة مع الصداقات القريبة ليس من السهل يعترف بهذا الخلل سوف يغلف هروبه المستمر بحجج واهية عشان بس يستمر ويقنع نفسه إن هالعلاقة غير مفيدة وكل هذي مبررات ليخفي الجذر الحقيقي وهو الخوف من الصداقات الحقيقية


نعم بعض العلاقات مستنزفة
نعم بعض العلاقات اطلع منها بدون تردد
لكن هنا اتكلم عن جانب خفي عند البعض وهو الهرب والخلل المتكرر تجاه أي صداقة حقيقية تظهر له، لايوجد مشكلة أنك تهرب اهرررب لكن لاتغلف هربك وتسقط على هذي العلاقة، الهرب ليس ذنبا من حقك تختار دور الهارب وحتى الفاشل ولكن اعترف بكل بساطة وقل بينك وبين نفسك :أنا لا أجيد التعامل مع هذا النوع من الصداقات القريبة


المشكلة الأخطر أن الايجو قد يستخدم الوعي ايضا كغلاف يغلف به هذا الهروب، تشوف بعض المهتمين بالوعي مثلا يدخلون علاقات ثم تتفركش، المشكلة وين؟ هذا المهتم بالوعي حط غلاف اكبر من سد الصين تجاه هذي العلاقة، بالماضي كان يهرب وهو ساكت، الآن يغطي هروبه بكلام لايودي ولايجيب، أصبح يعطي مسكنات واهية لهذا الهروب المستمر.


السؤال المهم :
ماهو سبب هربه ؟

هذي العلاقة فيها التزامات تخيفه، يريد السيطرة على جوانب فيها، عنده حاجة للتواصل اليومي يريد العلاقة تكون ع وتيرة وحدة،
يخاف من فقدان الثقة فيك لذلك يهرب قبل ينحط بموقف يخسرك فيه، يراقبك في كل صغيرة وكبيرة يحاول التحقق من كل تحركاتك وتصرفاتك سئ الظن فيك، ولأنه لن يعترف بهربه سوف يعتبر هذي الاسباب استنزاف والقصة كلها سوء تصرف منه للتعامل معها، وبدل مايعدلها ويحسمها يذهب للخيار الاجبن وهو الإسقاط على الطرف الآخر

كل هذي الاسباب تسبب له اختناق،وهذا النوع من الصداقات هي التي تستفزها وتحركها للخروج لذلك عندما يرجع وحيدا كما كان يشعر بالارتياح واخينا في الله يظنه تحرر 😅 وكل الأمر أن المؤثر الخارجي اختفى

هذا الشخص لو ظهر بحياته واحد من الملائكة على هيئة بشر قمة في الاتزان والنقاء والصفاء لن يمر وقت حتى يفتعل معه مبرر جديد للهروب منه ربما : أوف هذا الشخص حنون زيادة عن اللزوم هههههه

هذي النوعية راح تقابلها بعد عشرين سنة وهي مازالت في نفس الدائرة، هروب وإسقاط مالم تقرر بوعي الخروج من هذي الدائرة، قد تعتقد لما تتعامل مع هذي النوعية أنها بلامروءة كونه يسقط عليك كذباً، لكن اعذره تفهم ألمه، لاتتحسس منه خذها بروح رياضية

الحل:
ماذكرته بالبداية انزع كل الاقنعة والاغلفة التي تحمي بها ذاتك، لاتخف لن يصيبك أي مكروه عندما تعترف أنك لا تتحمل هذا القرب، بإمكانك لو أحببت تغلق هذا الباب مؤقتا حتى تتعامل مع هذا النفور تجاه العلاقات القريبة خذ وقتك بالكامل، في فترة التوقف المؤقت اعمل تنظيف شامل تجاه قناعاتك الحقيقية وتنظيف آخر تجاه أهدافك المبطنة التي تريد من هذي العلاقة تحقيقها لك، إذا لم تواجه مشاعرك العارية تماما من أي تغليف وأقنعة سوف يكون الهروب هو خيارك الدائم في أي علاقة
يتبع
تمرين بسيط وأثره عميق:
اكتب قائمة بالصداقات التي دخلت حياتك
سجل الصفات التي تعجبك فيها
والصفات التي لاتعجبك فيها
ثم لاحظ بيقظة هل يوجد تشابه بين الاشخاص اللي مروا بحياتك وبين هذي الصفات اللي ماتعجبك؟

اذا كان الجواب نعم : يتشابهون بالنفاق والخداع والكذب والإهمال والخيانة الخ اعمل مااسميه
( التوازن مع النقيض ) يعني توقف عن كراهية الكذب وازدراء النفاق والتقرف من الخيانة ؟ قصدك أحبها؟
لا لا ، لاتحبها ولاتكرهها لاتعطيها أي طاقة أو مشاعر بإختصار 👇🏻

(إذا كنت متطرف تجاه أي صفة سوف يظهر لك النقيض ليعلمك التوازن )

يعني اذا عندك تطرف وولاء شعوري للوفاء وكراهية شديدة للخيانة ظهر الخونة بحياتك حتي يوصلون لك رسالة خليك متوازن يالحبيب : اوكي الوفاء جميل وقيمة عظيمة بس ماله داعي تكرهنا وتتقزز منا وتحاربنا في كل مكان، نعم كن وفي وانشر الوفاء وعلمه وباركه ولكن من دون ماتشغل مشاعرك فينا وإلا ترى بنطلع لك بكل مكان.

مختصر الحلول :
١- اعترف لاتغلف مشاعرك
٢- توقف مؤقتا عن الدخول بأي علاقة
٣- توازن مع الصفات اللي تركهها بشدة
محبتي ❤️
Channel photo updated
( تجاوز المقاومة والعيش بسلام )

من أخطر الأمراض الروحية على الاطلاق هو مرض ( المقاومة الشعورية ) ماتفعله تلك المقاومة من الوهن النفسي والضرر الجسدي وابتلاع معنوياتك بالكامل لايمكن وصفه وخاصة لو أخذنا بالاعتبار أنها مدعومة بقناعات صلبة تصور لك أنها مشروعة وتتظاهر لك أنها الطريقة الصحيحة لتعديل مسارك، فعندما تقول :
لا أريد الشعور بهذي المشاعر
لا أريد التعامل معي بهذي الطريقة
لا اريد الاستمرار بهذا الوضع
جميع العبارات السابقة أمور طبيعية ليست المشكلة في تعبيرك عن رفضك لها ولكن المشكلة في الطاقة التي تدفعك، هي طاقة سامة جدا وأعلن عن عجزي التام عن وصف خطورتها وسيطرتها على المتمسكين بها..

تبدأ المقاومة صغيرة جدا ثم تتحول لهوية ومركز داخلي لجذب كافة المشاعر المرتبطة بهذي الهوية تصبح أشبه بالبالوعة التي تبتلع أي معنى للحياة، لقد وجدت أن كافة المشاكل بين الشريكين أيضا تعتمد بشكل أساسي علي وجود هذي الهوية الخطيرة التي ألقت بثقلها بينهم على مدار سنوات العلاقة

توضيح مبسط جدا للمقاومة الشعورية :
هي الرفض الشديد للحالة أو المشاعر أو التعامل أو الوضع الذي تمر فيه حاليا، ومن الطبيعي أنه يوجد أمور لانريدها ليست المشكلة هنا، المشكلة في مقاومتها أي تسليط كل انتباهك ومشاعرك لهذي الأمور التي لاتريدها بحيث تصبح المحور الوحيد الذي يحركك

توضيح المقاومة بحوار ومثال :
أنا : ما أبغاهم يعاملوني بهذي الطريقة
هو : ايش هي المعاملة ؟
أنا : التجاهل والاحتقار
هو : اوك لما يعاملونك كذا تشعر بإيش ؟
أنا : اشعر إني نكرة ومالي قيمة واكره نفسي واحيانا اتمنى الموت
هو : اوك ماهي الطريقة اللي تعملها بشكل معتاد لما يتم التعامل معك بهذي الطريقة ؟
أنا : اقاوم هذا الشئ وارفضه بشدة ولكن ألاحظ استمراره وزيادته مهما حاولت إلا يطلع لي ناس تحسسني بهذا الشعور .. ( انتهى )

اعترف لك أن التخلي عن المقاومة ليس شئ بسيط بالبداية يحتاج لجهد ووعي وتذكير بسبب الحراسة المشددة من القناعات التي تؤيد بقاءك في دور المقاوم ..
والان ننتقل للتعامل مع هذي الهوية

في البداية حدد بالضبط ماهي الأشياء التي لاتريدها ؟
هل تعامل معين من زوجك او زوجتك؟
صفة تكرهها فيك جدا ؟
سلوك قهري يتملكك مثلا غضب شديد على اطفالك ؟
تعلقك الشديد بالاشخاص الاماكن الاشياء؟
حالة وعي لازلت عالق فيها ماقدرت تتعداها ؟
أو شئ آخر لاتريده المهم اكتبه بوضوح الاشياء التي حاليا تقاومها أي ترفض وجودها بشدة .

ثم اكتب أمام الاشياء التي لاتريدها الاشياء التي تريدها
((وقبل اعطيك مثال، اكيد مر ببالك إن هالفكرة مكررة وعادية؟ ودي اقسم لك ألف مرة عشان تصدق إن هالموضوع مو بسيط وإن كثييييييير من البشر عالقين فيه، ترى قليل من البشر تعرف ايش تبي بالضبط، ومتأكدة من الشئ الذي تريده، ترى محتاج أحد يهزك بالقوة عشان يخليك تتأكد من ذي النقطة، حتى أنت يافالح اللي مسوي نفسك مخلص ابو الوعي لاتمر من هالكلام وتهز راسك انك متأكد من الامور التي تريدها فلاتستثني نفسك بليز، إن معرفتك التامة مماتريده هو بداية اليقظة الروحية الفعلية))
يتبع 👇🏻
طلع معك : لا اريد زوجي يعاملني بهذي الطريقة وتحددها ايش هي المعاملة بالضبط، أمامها اكتب اريد منه أن يعاملني بتقدير واحترام
طلع معك: لا اريد ان شكلي يفشل لما اتكلم واعبر عند الاخرين ، أمامها اريد ثقة واحتواء لذاتي وتقدير لمشاعرها من ذاتي اولا والاخرين

واستمر بهذي الطريقة حدد أمام مالاتريد الذي تريد من الان اجعل انتباهك له، وطبعا الانتباه وحده لايكفي لانك ربما تركز على ماتريد ويأتي مالاتريد، اوف ليش طيب؟
لانك تركز عليه ومشاعرك مليانة مقارنة وحاجة وغيرة وتأنيب للذات فتأتي الامور بشكل عكسي!

فالمطلوب امرين :
١- تغير توجيه الانتباه من الامور التي لاتريدها للامور التي تريدها
٢- تصفية مشاعرك تجاه ماتريد

بالنسبة لتصفية المشاعر الآن اريد منك تركز على نقطة المشاعر لأنها هي المحور الحقيقي في التحول لو اشتغلت عليها، في عمق اعماقك أنت لا تريد هذي المشاعر لذلك تقاومها بشدة فتظهر بالسطح على صورة مشاكل ..
ابدأ الان بالتعامل مع هذي المشاعر
الخوف الغضب الاضطراب سوف تلاحظ كثير من السلوكات التي تعملها تخف جدا

تتصفى مشاعرك بطريقتين عميقتين :
١- كن بحالة وعي أنك بحالة مقاومة يعني لما تشتد عليك قوة المشاعر فقط ذكر نفسك انك الان تُدار من خلال هذي الطاقة اجلب شيئا بسيطا جدا من الوعي وأنت تقوم بهذا السلوك السلبي يعني اعمله بانتباه وحضور ذهنك
٢- حاول تسمح بوجودها لو بشكل جزئي
كيف اسمح بوجودها ؟
المقاومة تتغذى على جسد مشدود وذهن غائب وانفاس ضعيفة لذلك عندما تضبط تنفسك ترخي جسدك توقظ ذهنك انت تحرم هذي المقاومة من مادة تواجدها،

على سبيل المثال :
بداخلك حالياً غضب عارم وشديد تبغيى تكسر الدنيا، اوك انتبه أن جسدك ومشاعرك وتنفسك في هذي اللحظة مستعبدة استعباد تام من هذي الطاقة ووعيك الان منفصل تماما، جسمك متصل بطاقة الغضب هم المسيطرين علي الموقف، لا اطلب منك كبت الغضب اريد منك احضار الوعي ثم تنفس حبة حبة بعمق ولو باقي ثورة الغضب اوكي عبر عنها طلعها بمكان آخر غير تفريغه على الاخرين، عندما تفرغ غضبك على الاخرين سوف يعود عليك مضاعفا ماكنك سويت شئ ..

لاتتوقع تحولاً فوريا من المحاولات الأولى تحتاج لفترة حتى تتحرر من طاقة المقاومة وأخواتها، تدرج حتى لو رجعت للمقاومة مرة أخرى عادي حصل خير مو مشكلة، المهم اشتعلت الان بمخك لمبة واصبحت تفرق بين النور وبين الظلام .
محبتي ❤️