عبدالله الوهيبي
18.6K subscribers
163 photos
3 videos
24 files
172 links
المدونة:
https://aalwhebey.com/
Download Telegram
اسرحْ بخيالك معي.. ماذا لو سألك إنسان قبل عشر سنوات: ما توقعاتك عن نفسك بعد عشر سنوات؟ أفكارك؟ مقاييس أبعاد شخصيتك (الخمس الكبرى: الانضباط، الانبساط، الانفتاح، التوافق، العصابية)؟ تفضيلاتك في الأكل والشرب والأماكن والأزمنة؟ اهتماماتك الأساسية؟ أولوياتك القيمية؟ ثم عد إلى واقعك الآن، وقارن. حسنًا.. الآن؛ ماذا عن العشر سنوات القادمة؟ ما الذي تتوقّع تغيّره؟ وبأي نسبة؟.
في يناير عام 2013م نشر عالم النفس الاجتماعي دان غيلبرت ومن معه ورقة بحثية عن توقعات الناس عن ذواتهم المستقبلية، وتوصلت الورقة إلى أن معظم الناس يرون أنهم تغيروا كثيرًا في الماضي، لكنهم لا ينظرون إلى تغيرات المستقبل بنفس القدر، بل يتوهمون أنهم بلغوا «الآن» نهاية تاريخهم الشخصي، وأن ذواتهم قد وصلت إلى صيغتها "النهائية"، فيقللون من حجم التغيّر المتوقّع في سنوات حياتهم المقبلة، ولذا فعنوان الورقة: "وهم نهاية التاريخ The end of history illusion"، وهو عنوان معبّر يحيل إلى كتاب فوكوياما الشهير "نهاية التاريخ والإنسان الأخير The End of History and the Last Man"، والذي قرر فيه أن الديموقراطية الليبرالية الغربية هي سقف التقدم الممكن، ونهاية التاريخ البشري العام، وهو تصور موهوم كما هو معلوم، وغليبرت ينقل هذه الفكرة إلى التاريخ الشخصي، فطبقًا للورقة فإن الناس -وفي كل الأعمار تقريبًا- يفشلون في تخيّل التغير الذي ينتظرهم في العقد التالي من حياتهم، لاسيما في حال الكبر، فكثير من الناس يتوهّمون أن التغيّر يتباطأ مع التقدّم في السن، بينما الواقع أن التغيّر مستمر طوال الحياة. ماذا يمكن أن نستنتج من هذا؟
أولًا: ضرورة التريث والتأنّي في القرارات الاستراتيجية في حياة الفرد، فليس من التعقّل اتخاذ قرارات طويلة المدى والتأثير طبقًا لمعطيات محتملة، فحين يصمم قرار الزواج أو التخصص (أو ما شابهها) من دون اعتبار لتغيرات الزمن المتوقّعة فسيواجه الفرد المصاعب حتمًا. وهذا بدهي تقريبًا.
ثانيًا: عمق التغيّر أو دوامه -وهو الثابت الإنساني الوحيد-؛ يفتح بابًا إلى الأمل، فما تكرهه في نفسك أو في من حولك؛ فإنه غالبًا لا يدوم (ويمكنك التأكد من ذلك بتأمل الماضي الذي توهمت دوامه)، كما أنه أيضًا يشرع بابًا آخر للحذر والتخوّف العاقل، فلا تطمئن لما أنت فيه أكثر مما ينبغي، وتمسك بحبل الله، فإن تقلبات الزمن لا تستثني أحدًا، فإن سلم لك دينك وقلبك فلا تأس على ما فاتك من غيره، ثم كابد ليكون تغيّرك الحتميّ ترقيًا في مدارج الكمالات الدينية، وصعودًا في منازل المقامات الروحية العالية.
ورد عن ابن عطاء رحمه الله أنه قال في قوله تعالى «وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ»: "قليلٌ من عبادي من يرى الطاعة منّة منّي عليه".
روى البيهقي رحمه الله بسنده عن وكيع بن الجراح، قال: «اعتلّ سفيان الثوري فتأخرتُ عن عيادته، ثم عُدْته فاعتذرتُ إليه، فقال: يا أخي لا تعتذر، فقلّ من اعتذر إلاَّ كذب، واعلم أن الصديق لا يحاسب على شيء، والعدوّ لا يحسب له بشيء».
Forwarded from ظلال
مقالات_و_خواطر_الأستاذ_عبد_الله_الوهيبي_2.pdf
4.8 MB
هذا ملف يحتوي على مقالات وخواطر ومنشورات الانستقرام للأستاذ عبد الله الوهيبي، بعض منشورات الانستقرام غير موجودة فيه، نضيفها قريبا إن شاء الله،جزى الله خيرا من جمعها ورفعها ومن أرسلتها.
«سُئل أبو عثمان رحمه الله تعالى عن الغمّ الذي يجده الإنسان ولا يدري من أيش هو؟ فقال: إن الروح تتحفّظ الذنوب والجنايات على النفس، وتنساها النفس؛ فإذا وجدت الروح صحوًا من النفس عُرِض عليها جناياتها فيغشاها الانكسار والذوبان، وهو الغمّ الذي يجده، ولا يدري من أين دخل عليه».

أبو نصر السراج الطوسي (ت٣٧٨هـ)
«مما صدّ أكثر هذه الأمة عن تفهّم القرآن ظنهم أن الذي فيه من قصص الأولين وأخبار المثابين والمعاقبين، من أهل الأديان أجمعين، أن ذلك إنما مقصوده الأخبار والقصص فقط، كلا، وليس كذلك، إن ذلك إنما مقصوده الاعتبار والتنبيه بمشابهة متكررة في هذه الأمة، من نظائر جميع أولئك الأعداد وتلك الأحوال والآثار، حتى يسمع السامع جميع القرآن من أوله إلى خاتمته منطبقًا على هذه الأمة وأيمتها، هداتها وضلالها، فحينئذ ينفتح له باب الفهم، ويضيء له نور العلم، وتتجه له حال الخشية، ويرى في أصناف هذه الأمة ما سمع من أحوال القرون الماضية، وإنه كما قيل في المثل السائر "إياك أعنى، واسمعي ياجارة".
ثم إذا شهد انطباق القرآن على كلية الأمة، فكان بذلك عالمًا، ينفتح له باب ترقٍّ، فيترقّى سمعه إلى أن يجد جميع كلية القرآن المنطبق على كلية الأمة منطبقًا على ذاته، في أحوال نفسه وتقلباته، وتصرفات أفعاله وازدحام خواطره، حتى يسمع القرآن منطبقًا عليه، فينتفع بسماع جميعه، ويعتبر بأي آية سمعها منه، فيطلب موقعها في نفسه، فيجدها بوجهٍ ما، رغبة كانت أو رهبة، تقريبًا كانت أو تبعيدًا، إلى أرفع الغايات، أو إلى أنزل الدركات، فيكون بذلك عارفًا».


(فخر الدين أبو الحسن علي بن أحمد الحرالي ت 637هـ)
«الطريقة التي نتحدث بها مع أبنائنا تصبح هي صوتهم الداخلي

-بيجي أومارا



"The way we talk to our children become their inner voices."

‏- Peggy O'mara
«إذا نظرنا عن كثب؛ فإننا نرى أن أي عرض عنيف للسلطة تنتج عنه فورة حماقة كبيرة عند الكثير من البشر؛ في واقع الأمر، يبدو أن هذا قانون نفسي واجتماعي: قوة البعض تقتات على حماقة الآخر. ليس الأمر أن بعض القدرات البشرية والفكرية قد تعطلت أو تدمّرت؛ بل إن صعود السلطة -بالأحرى- يعطي انطباعًا جارفًا بأن البشر محرومون من رأيهم المستقلّ، وعليهم التخلّي عن محاولة تقييم الوضع الجديد بأنفسهم».


(اللاهوتي الألماني ديتريش بونهوفر Dietrich Bonhoeffer ت1945م، في رسائله وأوراقه التي كتبها إبان سجنه في معسكرات الاعتقال النازية)