لما قامت دولة الصليحيين في اليمن كانت عاصمتهم في البداية صنعاء، ولما تولى الحكم المكرم أحمد بن علي الصليحي أشارت عليه زوجته السيدة أروى بنقل العاصمة من صنعاء إلى جبلة في إب، فلم يكن مقتنعاً بذلك في أول الأمر، فقالت للمكرم:
"أرسل يا مولانا إلى أهل صنعاء فليحتشدوا في غد وليحضروا إلى هذا الميدان.
فلما حضروا قالت له: أشرف عليهم انظر ماذا ترى؟
فلم يقع طرفه إلا على بروق السيوف ولمع البيض والأسنة.
ثم لما توجهت إلى ذي جبلة، قالت له: احشد أهل ذي جبلة ومن حولها.
فلما اجتمعوا صبيحة اليوم الثاني قالت: أشرف يا مولانا وانظر ماذا ترى؟
*فلم يقع طرفه إلا على رجل يجر كبشاً، أو يحمل براً أو سمناً أو عسلاً.
فقالت له: العيش بين هؤلاء أصلح من أولئك، فقال المكرم: صدقت".
◾ يقول القاضي المؤرخ محمد بن علي الأكوع معلقاً على ذلك:
"هم هكذا مع الأسف الشديد عبر التاريخ ولا يزالون إلى يوم الناس هذا، فالتاريخ كما يُقال يعيد نفسه".
وقال عن أهل جبلة وإب: "وهذه الأخلاق السامية الرقيقة، والسمات الفاضلة هي لا تزال في أهل هذا الصقع بما فيه مخلاف المعافر وتهامة أو ما يسمونه اليوم باليمن الأسفل بحكم طبيعة البلاد والبيئة، فهم أهل مكارم وسماح، يؤثرون الهدوء والسكينة والعافية على إثارة القلاقل والشغب، وذلك لخصب بلادهم ورخاء أرضهم وقربهم من رحمة الله عليهم، فلن يتخلف عنهم قطر السماء، فلذا أشرقت قلوبهم ورقت أخلاقهم، واطفت أذواقهم وغمرتهم المرؤة، وعمرت أفئدتهم الرحمة والعطف، وفاضت نفوسهم بالخير والبركة، فبلادهم أشبه بالقرار والمدن العامرة".
📗 تاريخ اليمن
جبلة - إب
🌹💫
"أرسل يا مولانا إلى أهل صنعاء فليحتشدوا في غد وليحضروا إلى هذا الميدان.
فلما حضروا قالت له: أشرف عليهم انظر ماذا ترى؟
فلم يقع طرفه إلا على بروق السيوف ولمع البيض والأسنة.
ثم لما توجهت إلى ذي جبلة، قالت له: احشد أهل ذي جبلة ومن حولها.
فلما اجتمعوا صبيحة اليوم الثاني قالت: أشرف يا مولانا وانظر ماذا ترى؟
*فلم يقع طرفه إلا على رجل يجر كبشاً، أو يحمل براً أو سمناً أو عسلاً.
فقالت له: العيش بين هؤلاء أصلح من أولئك، فقال المكرم: صدقت".
◾ يقول القاضي المؤرخ محمد بن علي الأكوع معلقاً على ذلك:
"هم هكذا مع الأسف الشديد عبر التاريخ ولا يزالون إلى يوم الناس هذا، فالتاريخ كما يُقال يعيد نفسه".
وقال عن أهل جبلة وإب: "وهذه الأخلاق السامية الرقيقة، والسمات الفاضلة هي لا تزال في أهل هذا الصقع بما فيه مخلاف المعافر وتهامة أو ما يسمونه اليوم باليمن الأسفل بحكم طبيعة البلاد والبيئة، فهم أهل مكارم وسماح، يؤثرون الهدوء والسكينة والعافية على إثارة القلاقل والشغب، وذلك لخصب بلادهم ورخاء أرضهم وقربهم من رحمة الله عليهم، فلن يتخلف عنهم قطر السماء، فلذا أشرقت قلوبهم ورقت أخلاقهم، واطفت أذواقهم وغمرتهم المرؤة، وعمرت أفئدتهم الرحمة والعطف، وفاضت نفوسهم بالخير والبركة، فبلادهم أشبه بالقرار والمدن العامرة".
📗 تاريخ اليمن
جبلة - إب
🌹💫