•
سلوا الله بأرجى أعمالكم لديكم، وتوسلوا إليه بكل عمل صالح تعملونه أن يفرج الكرب ويكشف الغمة، فما نحن في عجزنا اليوم بأمثل ممن سد عليهم الغار وعدم المخرج ونأت بهم شقة الجبل عن أن يجاب الصريخ..

«إنما جعل الدار الآخرة محلا لجزاء عباده المؤمنين؛ لأن هذه الدار لا تسع ما يريد أن يعطيهم، و لأنه أجلّ أقدارهم عن أن يجازيهم في دار لا بقاء لها».
-ابن عطاء الله

«الابتلاء كمشروعِ تنقيب»

في الليل، تُدرك أنه لن يتحملك بكامل تقلباتك النفسية والجسدية، بآمالك المتراخية بطبيعة السفر الطويل، بعجزك الذي تخفيه صباحًا، باستسلامك الذي يبدأ حين تدخل الغرفة وحيدًا إلا من ورقةٍ وقلم، لن يتحملك غير خالقك في شأنك هذا كله، لن يُطبب هذا التذبذب إلا كاملُ الملك الذي على العرش استوى، فافتح الباب واستسلم.

http://saaid.org/rasael/831.htm

"وأنا مَعَه ..." فارتَعشت الرُّوح
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هذا المقال قرأته قبل سنوات عدّة، وكل مرةٍ أشعر بغفلة يتراءى لي كوميضٍ في جدار لتحفةٍ اعتادها صاحبها، يتجلَّى كورقة حلّ أولية لكل الدعاوى التي نؤجل حلها حيثما تتحسن الأمور.

ما سرّ هزيمة المسلمين اليوم؟

ـــــ
بعد أن تستمع لكلام الشيخ - نضّر الله وجهه ونوّر ضريحه -، تأمل أن كلامه هذا شرحٌ للقرآن، لآية من آيات سورة البقرة بل جزءٌ من آية، ثم تأمل أخرى: لمَ كان القرآن راية الإسلام الأولى في النفس والمجتمع والاقتصاد والسياسة، في الدنيا والآخرة!

أول شؤم الذنب: أن تتحول الصلاة من معراجٍ إلى معركة أرضية.

"الدعاء بظهر الغيب من عبوديات القلب العظيمة، وفيه من الإخلاص والتجرد والصدق والرحمة وإسداء النفع وتفريج الكرب ما يضيق الكلام عن وصفه، ومن تأمل ثناء الله على إيثار خير قوم، يجد أنه ثنّى بآخرين بعدهم =شأنهم الدعاء لإخوانهم!
"يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا.."
فكيف بمن تعاشر وتباشر، وكم من بلوى كشفت، وكربة فرجت؛ بدعاء مخلِص وافق تأمين ملك"

يا ربّ، نداؤنا الأول الذي عليه نعوّل، يا ربّ المستضعفين الذي خُذلوا .. يا ربنا وربّهم حاشاك أن لا تؤويهم ولا تنتقم لهم.


يا ربّ، بيقين الأنبياء الذي شهدناه في كتابك، يا ربّنا وكفانا.

لا أخشى على أهل غزة، إنما صرت أخشى على نفسي وأنا أتحسس قلبي كل يوم أنام فيه هادئة مطمئنة، فيَّ شرخٌ كبير لا يراه سواي!

كل أسماء الله الحسنى وصفاته العلا تردّك إلى اليقين بأن الشرّ ليس إليه، وبأنه حين أحبّ المقسطين وهو العدل سبحانه لم يحبّ الظلَمة فوق أرضه وتحت سمائه، وأنه حين ملَك وتجبر وتكبر وعزّ سبحانه منع ذلك على خلقه لكنهم أبوا ويأبون بقدَره إلا المنازعة «قَالَ اللَّه عزَّ وجلَّ: العِزُّ إِزاري، والكِبْرياءُ رِدَائِي، فَمَنْ يُنَازعُني في واحدٍ منهُما فقَدْ عذَّبتُه» وبمحراث اليقين هذا تمتد سيفًا ودرعًا وحصنًا يراه الله ولا يراه الناس، وإنـه لجيش وحدَه ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

«ربنا بيعوّض»

هذا اليقين الصلْب لم يأتِ بعد صدمة واحدة، بل من تشريدٍ وخوف وفقد وجوع وغياب مصائر، هذا اليقين يُذكرك بالله رأسًا؛ لأنها هبته الكبرى حين خذَلهم العالم.

قال سيدي وحبيبي ﷺ «ما من أيَّامٍ العملُ الصَّالحُ فيهنَّ أحبُّ إلى اللهِ من هذه الأيَّامِ العشرِ . قالوا : يا رسولَ اللهِ ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ ؟ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ إلَّا رجل خرج بنفسِه ومالِه فلم يرجِعْ من ذلك بشيءٍ»


إنْ رأيت من نفسك تهاونًا وكسلاً في هذه الأيام المباركة، فتذكر أنه لا يفضلُ عليها إلا مثل عمل هذا الرجل!

﴿مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ۝ لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ﴾ [الحديد: ٢٢-٢٣]


الله وحده العزاء في تكالب قوى الشر، في فرِيتهم وادعائهم، في تعاظمهم واختيالهم.

الله وحده العزاء في شرخ الطفولة، وقهر الرجال، وحزن النساء.

الله وحده العزاء في دنيا يستأسد بها الكافر ويُستضعف بها المسلم.

الله وحده العزاء حين نفدُ إليه شاكين باكين، لا نملك إلا قلوبنا الموقنة بهِ، حامدة الرجوع إليه.

أعظم محفز || الشيخ: طلال الحسان

يقول فريد الأنصاري - رحمه الله ونوّر ضريحه - :


«وُضعت أسرار تعبدية في فطرة الإنسان وأُغرقَ في الأرض ﴿قلنا اهبطوا منها جميعًا﴾ [البقرة: ٣٨] ورُبطوا بجاذبيتها المعنوية، ووضع الامتحان والميزان لمن استطاع أن يتخلص من جاذبيتها ويطير»



المقطع أعلاه مما يُخلص من جاذبية الطين، فتهيأ له وافتح قلبك وحلّق ..

تقبل الله منا ومنكم آل القناة الكرام، كل عام وأنتم بخير، نضّر الله وجوهكم بالقبول، وهنأكم جوار أحبابكم ♥️♥️♥️

مبكرين ولا عادي 😅

«وقدام طيب الله، المطلـوب يا قِلّـه
‏يا كـبــر فضله وأنا يا صغر ماعـوني»