Forwarded from النفس المطمئنة
تكوين نواة من مرشدي وأخصائيي علم نفس إسلامي قادرين على إرشاد نفوس مسلمة لما فيه خير وفلاح في دنياها وآخرتها.
https://forms.gle/gS3GB3W9GZRNKVzf8
#بوصلة_الأخصائي_النفسي
#بوصلة
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
Forwarded from بوصلة
«من طَلَبَ العلم لِيُحيي بهِ الإسلام فهوَ من الصدّيقين ودرجته بعد درجة النبوّة.»
https://forms.gle/gS3GB3W9GZRNKVzf8
#بوصلة_الأخصائي_النفسي
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
تم بحمد الله نشر مادة "بناء المودة والرحمة في الزواج" والتي قدّمت عبر أكاديمية أساور الأنثوية
وهي متوفرة على الرابط
https://www.youtube.com/watch?v=6mbTkwY6Pys
المحاور:
نظرة إلى مركزية دور المرأة كزوجة.
ما هي المودة والرحمة المطلوبة في الزواج؟
حاجات الزوجين من بعضهما.
مدخل إلى التعامل مع الحاجات، تلبيتها وأولوياتها وتغيّرها.
أسأل الله أن ينفع بهذه المادة ويتقبل ويعفو عن أي زلل أو خطأ فيها..
وهي متوفرة على الرابط
https://www.youtube.com/watch?v=6mbTkwY6Pys
المحاور:
نظرة إلى مركزية دور المرأة كزوجة.
ما هي المودة والرحمة المطلوبة في الزواج؟
حاجات الزوجين من بعضهما.
مدخل إلى التعامل مع الحاجات، تلبيتها وأولوياتها وتغيّرها.
أسأل الله أن ينفع بهذه المادة ويتقبل ويعفو عن أي زلل أو خطأ فيها..
YouTube
بناء المودة والرحمة في الزواج
ما معنى المودة والرحمة التي جعلها الله بين الزوجين؟ هل تحدث من تلقاء نفسها بمجرد حدوث الزواج؟ أم أنها تتطلب جهداً وسعياً وعملاً مستمراً لتبنى ويحافَظ عليها؟ ما هو تطبيقها العملي التفصيلي؟ وكيف يمكن تحصيلها في الحياة العملية؟
هذه وغيرها من التساؤلات ناقشناها…
هذه وغيرها من التساؤلات ناقشناها…
قناة تسنيم راجح
تم بحمد الله نشر مادة "بناء المودة والرحمة في الزواج" والتي قدّمت عبر أكاديمية أساور الأنثوية وهي متوفرة على الرابط https://www.youtube.com/watch?v=6mbTkwY6Pys المحاور: نظرة إلى مركزية دور المرأة كزوجة. ما هي المودة والرحمة المطلوبة في الزواج؟ حاجات الزوجين…
(نبهتني إحدى الأخوات جزاها الله خيراً إلى أن حديث أسماء بنت يزيد الذي ذكرت في بداية هذا المجلس ضعيف، وقد حسبته حسناً، وسأعمل على حذفه من المقطع)
نلقاكنّ غداً بعون الله للإجابة على التساؤلات التي وردت لمجتمع فتيات غراس ⬇️
Forwarded from مجتمع فتيات غراس
وشوشات الحياة المُخمَليّة..
والضّوء الَّذي وعدونا به في آخر النَّفق!
والأنْس.. كلّ الأنْس، ينتظركم في:
فإذا ارتفعت خفقات قلوبكنّ شوقًا للسّهرة، فأرخين لي أسماعَكُنّ لأفصح لَكُنّ عن بعض كنوز الحلقة وأسرارها:
أعدِّي قهوتك!
أم تفضِّلين الشّاي؟!
أعدِّي ما تحبِّين وارتقبي..
#مرفأ_أمان
#مجتمع_فتيات_غراس
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
غداً بعون الله⬇️
لقاءٌ غزيرٌ في واقع عمل المرأة في عالمنا، ظروفه وأسبابه ومنافعه ومضاره، انطلاقاً من كلماتكنّ وتجاربكنّ، جمعناها لكنّ في صورةٍ كاملة لنصل لفهم هذا الواقع وتقديم وسائل ونصائح وأدواتٍ للتعامل معه واتخاذ القرارات الأصوب له..
(سنمرّ على نتائج استبيان “تجربة المرأة العاملة” وأهم الخلاصات منه)
لقاءٌ غزيرٌ في واقع عمل المرأة في عالمنا، ظروفه وأسبابه ومنافعه ومضاره، انطلاقاً من كلماتكنّ وتجاربكنّ، جمعناها لكنّ في صورةٍ كاملة لنصل لفهم هذا الواقع وتقديم وسائل ونصائح وأدواتٍ للتعامل معه واتخاذ القرارات الأصوب له..
(سنمرّ على نتائج استبيان “تجربة المرأة العاملة” وأهم الخلاصات منه)
Forwarded from مجتمع فتيات غراس
يسرُّنا دعوتكنّ لمتابعة لقاء:
#مجتمع_فتيات_غراس
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
تم بحمد الله نشر محاضرة أمس "عمل المرأة.. واقعه والتعامل معه" وهي متاحة في الرابط https://youtu.be/bgJfx8ulpX8
ركزت المادة على رؤية واقع عمل المرأة المسلمة اليوم، أسبابه، ظروفه، فوائده، أضراره، رأي العاملات به ونتائجه وصولاً إلى بعض الاستنتاجات والنصائح المتعلقة باتخاذ القرارات الأصوب فيما يتعلق به..
وانطلقت من نتائج البحث الذي أجرينا في سبتمبر 2024 عن عمل المرأة، والذي بُني على بيانات استبيان نشرناه بعنوان "تجربة المرأة العاملة"، أخذت الاستبيان 1644 امرأة وأجابوا عن رأيهم بعملهم، أسبابه، صعوباته وفوائده وتحدياته وغير ذلك..
المحاور:
▫️أسباب تغيُّر تعاملنا مع ملف عمل المرأة. (تركيز على ظروف المجتمع المسلم في المنطقة)
▫️مفهوم عمل المرأة في الإسلام.
▫️واقع عمل المرأة المُسلمة: الأسباب، الفوائد، المساوئ، الظروف العامة، الآثار..
▫️أدوات معينة لاتخاذ القرار الأصوب
▫️نصائح للثَّبات على الحقِّ.
أسأل الله أن ينفع بهذه المادة ويتقبل ويعفو عن أي زلل أو خطأ فيها..
ركزت المادة على رؤية واقع عمل المرأة المسلمة اليوم، أسبابه، ظروفه، فوائده، أضراره، رأي العاملات به ونتائجه وصولاً إلى بعض الاستنتاجات والنصائح المتعلقة باتخاذ القرارات الأصوب فيما يتعلق به..
وانطلقت من نتائج البحث الذي أجرينا في سبتمبر 2024 عن عمل المرأة، والذي بُني على بيانات استبيان نشرناه بعنوان "تجربة المرأة العاملة"، أخذت الاستبيان 1644 امرأة وأجابوا عن رأيهم بعملهم، أسبابه، صعوباته وفوائده وتحدياته وغير ذلك..
المحاور:
▫️أسباب تغيُّر تعاملنا مع ملف عمل المرأة. (تركيز على ظروف المجتمع المسلم في المنطقة)
▫️مفهوم عمل المرأة في الإسلام.
▫️واقع عمل المرأة المُسلمة: الأسباب، الفوائد، المساوئ، الظروف العامة، الآثار..
▫️أدوات معينة لاتخاذ القرار الأصوب
▫️نصائح للثَّبات على الحقِّ.
أسأل الله أن ينفع بهذه المادة ويتقبل ويعفو عن أي زلل أو خطأ فيها..
YouTube
عمل المرأة.. واقعه والتعامل معه: نتائج بحث على 1644 امرأة عاملة
تم تقديم هذه المحاضرة في 29 أكتوبر 2024 عبر مجتمع فتيات غراس، وركزت على رؤية واقع عمل المرأة المسلمة اليوم، أسبابه، ظروفه، فوائده، أضراره، رأي العاملات به ونتائجه وصولاً إلى بعض الاستنتاجات والنصائح المتعلقة باتخاذ القرارات الأصوب فيما يتعلق به..
وانطلقت…
وانطلقت…
طبعةٌ جديدة وبشرى للقراء!
تم بحمد الله إعداد الطبعة الثانية من كتاب أختكم “رسائل في الأمومة والأنوثة والحياة”، وهي طبعة منقحة وتحتوي مقالاتٍ جديدة تكمل الأفكار وتجيب تساؤلاتٍ مهمةً في أبوابها، وقد باتت متوفرةً في الأردن للطلب عبر الرقم +962 7 9850 7950 ، وستتوفر في بقية الدول قريباً بعون الله..
وفي هذه المناسبة نهدي القراء النسخة الالكترونية من الكتاب وبالطبعة الجديدة، متاحة للقراءة الكترونياً من هنا: https://drive.google.com/file/d/10oBnBYWHCfvzSIpOF5jeVQTVzSE0HmJD/view?usp=sharing
(ولا نجيز طباعتها أو نشرها ورقياً وبيعها إلا من قبل المكتبات المرخصة)
أسأل الله أن ينفعني وإياكم بهذا العمل وأن يتقبله ويبارك به..
--
تعديل:
كل تفاصيل تحصيل الكتاب ورقياً في الدول المختلفة موجودة هنا https://www.facebook.com/tassneem.rajeh/posts/9698671236841576
#رسائل_في_الأمومة_والأنوثة_والحياة
--
تم بحمد الله إعداد الطبعة الثانية من كتاب أختكم “رسائل في الأمومة والأنوثة والحياة”، وهي طبعة منقحة وتحتوي مقالاتٍ جديدة تكمل الأفكار وتجيب تساؤلاتٍ مهمةً في أبوابها، وقد باتت متوفرةً في الأردن للطلب عبر الرقم +962 7 9850 7950 ، وستتوفر في بقية الدول قريباً بعون الله..
وفي هذه المناسبة نهدي القراء النسخة الالكترونية من الكتاب وبالطبعة الجديدة، متاحة للقراءة الكترونياً من هنا: https://drive.google.com/file/d/10oBnBYWHCfvzSIpOF5jeVQTVzSE0HmJD/view?usp=sharing
(ولا نجيز طباعتها أو نشرها ورقياً وبيعها إلا من قبل المكتبات المرخصة)
أسأل الله أن ينفعني وإياكم بهذا العمل وأن يتقبله ويبارك به..
--
تعديل:
كل تفاصيل تحصيل الكتاب ورقياً في الدول المختلفة موجودة هنا https://www.facebook.com/tassneem.rajeh/posts/9698671236841576
#رسائل_في_الأمومة_والأنوثة_والحياة
--
https://youtu.be/KBoLBs5qoLo?feature=shared
أدعوكم لمشاهدة هذه المادة الغنية والنافعة لكل مقبل عن الزواج وللمتزوجين كذلك..
عن الاستعداد للزواج واختيار الزوج ومعايير ذلك وأصول المشكلات الزوجية والتعامل معها.. مع الأستاذ أنس اكريم
محتوى الحلقة:
00:00 مقدمة تشويقية
1:19 نظرة الناس للزواج وأهمية الحديث عنه
7:48 الخلل في مفهوم الزواج لدى المسلمين
15:45 التخويف من الزواج
19:55 الفرق بين نظرة الإسلام للزواج ونظرة غيره
27:18 الزواج شراكة أم طاعة؟
37:26 تقاليد يجب أن تكسر حول الزواج
46:32 متى أبدأ التفكير بالزواج؟
53:32 الاستعداد للزواج
2:11:17 الزواج أثناء الدراسة
2:14:13 دورات الزواج
2:28:25 كيف أبحث عن زوج؟ وكيف أختار؟
2:41:16 "الحب من أول نظرة"
2:46:43 التفاوت الاقتصادي والشخصي بين الذكر والأنثى
2:59:15 التفاوت العمري بين الذكر والأنثى
3:03:45 ماذا أسأل في الجلسة الشرعية؟
أدعوكم لمشاهدة هذه المادة الغنية والنافعة لكل مقبل عن الزواج وللمتزوجين كذلك..
عن الاستعداد للزواج واختيار الزوج ومعايير ذلك وأصول المشكلات الزوجية والتعامل معها.. مع الأستاذ أنس اكريم
محتوى الحلقة:
00:00 مقدمة تشويقية
1:19 نظرة الناس للزواج وأهمية الحديث عنه
7:48 الخلل في مفهوم الزواج لدى المسلمين
15:45 التخويف من الزواج
19:55 الفرق بين نظرة الإسلام للزواج ونظرة غيره
27:18 الزواج شراكة أم طاعة؟
37:26 تقاليد يجب أن تكسر حول الزواج
46:32 متى أبدأ التفكير بالزواج؟
53:32 الاستعداد للزواج
2:11:17 الزواج أثناء الدراسة
2:14:13 دورات الزواج
2:28:25 كيف أبحث عن زوج؟ وكيف أختار؟
2:41:16 "الحب من أول نظرة"
2:46:43 التفاوت الاقتصادي والشخصي بين الذكر والأنثى
2:59:15 التفاوت العمري بين الذكر والأنثى
3:03:45 ماذا أسأل في الجلسة الشرعية؟
YouTube
كيف أستعد للزواج مع أنس شيخ اكريم | بودكاست فُلك
متى أبدأ التفكير بالزواج؟ وكيف أعدّ نفسي للزواج؟ وما هو التصوّر الصحيح عن الحياة الزوجية؟
نناقش في هذه الحلقة من بودكاست فُلك مع أ. أنس شيخ اكريم عدة أفكار ومسائل متعلقة بالزواج وما يستلزمه في هذا الزمن من الجوانب المادية والاجتماعية والنفسية، ونهدم بعض…
نناقش في هذه الحلقة من بودكاست فُلك مع أ. أنس شيخ اكريم عدة أفكار ومسائل متعلقة بالزواج وما يستلزمه في هذا الزمن من الجوانب المادية والاجتماعية والنفسية، ونهدم بعض…
هناك بدأت القصة..
---
فاجأتني تلك القوة التي شعرتُ بها هناك، أمام مكتب مديرة القسم وأنا أطرق الباب، شعرت بطمأنينةٍ لا يعادلها شيء، ثبات واسترخاء، نفسي الأمارة بالسوء وشيطاني كانوا متعجّبين مني!
"لماذا لستِ متوترة؟ ألا تريدين أن تعيدي التفكير في قرارك؟ اهلعي قليلاً! انظري لما تكادين تفعلينه!"
- تفضّل..
كان صوت المديرة مقاطعاً للأفكار التي تجاهلتها..
- مرحباً دكتورة..
- أهلاً تسنيم، تفضّلي..
ما الأمر؟ قلتِ في الإيميل أنكِ تريدين الحديث في موضوع مهمٍّ بعد العطلة..
- نعم، هو مهمّ فعلاً ولم أرد تأجيله أكثر..
في الحقيقة، أنا لا أستطيع الاستمرار معكم كمتدربة في برنامج التغذية والحميات ..
- واو! ماذا حصل؟ هذا مفاجئ جداً!
- أعلم دكتورة.. وأدرك تماماً أنني أتخلى عن مكانٍ تنافسيٍّ جداً ويحزنني إن كنت أخذت مكاناً كان يمكن لغيري الاستفادة منه، لكني فعلاً لم أعد أستطيع..
لزمنٍ طويل كان كلّ ما أريده من حياتي هو أن أكون أفضل اختصاصيّة تغذية مرخّصة يمكن أن توجد، وقد سَعَيت كثيراً لهذا الهدف بكلّ طاقتي ولسنواتٍ طويلة، اجتهدت لتكون كلّ علاماتي تامّة في البكالوريوس وقمت بالأعمال التطوّعيّة المناسبة لاكتساب الخبرة وحصلتُ على رسائل التوصية الممتازة من معلميّ، واجتهدت لتكون سيرتي الذاتيّة كاملةً كما رأيتِ، لكنني اليوم لا أريد أياً من ذلك ولا أستطيع عيشه، أنا لا أريد إلا أن أكون مع أطفالي، لا أريد أن تفوتني هذه الدقائق معهم، لا أتحمّل أنني أترك ابنتي ذات الشهور القليلة لآتي للجامعة، مع أنّي ما زلت أحب دراستي وأريد إكمال الماجستير معكم، لكن العمل والتدرّب وساعاته وخصوصاً وهو بدوامٍ أكثر من كاملٍ ومع صفوف الماجستير هو ما لا أستطيع إكماله..
- أتفهّم ما تقولينه، العائلة تأتي أولاً بلا شكّ، لكنّ فرصتك الآن في خوض التدريب قد لا تتكرّر، أنتِ تعلمين أنكِ كخريجة جديدة تملكين الفرصة الأعلى في القبول للتدرّب ولأخذ الترخيص، أوراقك الآن مثاليّة حرفيّاً لتكوني في الجامعة التي اخترتيها، بعد ذلك سيكون الأمر أصعب بكثير، وهذا البرنامج من البرامج القليلة في كل الولايات المتحدة التي تتيح لكِ دراسة الماجستير مع القيام بالتدريب في عامٍ واحد فقط..
- صحيح، وأنتم كنتم متفهّمين جداً ومتعاونين معي حين أنجبتُ في مطلع العام الدراسيّ وسمحتم لي بأخذ شهرين إجازة، لكنني لا أستطيع الإكمال الآن، لا أستطيع إلا أن أكون مع أطفالي، كلّ أحلامي المهنية لا أشعر بأنّها شيء أمام أن أكون أفضل أمٍّ لهم، ربما أجرّب حظي مستقبلاً في التقدّم للتدرّب التغذوي مرةً أخرى ودخول المنافسة، وأعلم أن فرصتي ستكون أقل، خصوصاً وأنا أنسحب من برنامج مهمٍّ الآن، لكن لا بأس، سأكون على ما يرام إن شاء الله..
- إن كانت تلك رغبتك..
سأرسل لكِ الأوراق التي عليكِ ملؤها لتنسحبي رسميّاً، وسنتواصل معكِ بشأن بعض التفاصيل الإجرائية بعد ذلك، وستكملين في الماجستير ورسالته، صحيح؟
- نعم، أنا أعمل مع مشرفتي على الرسالة وآخذ مساقاتي تدريجياً..
- حسناً إذاً، أتمنّى لكِ التوفيق..
- شكراً جزيلاً لكِ دكتورة، أقدّر تفهّمك ودعمكِ جداً، وأعتذر إن كان هذا سيسبّب أي إرباكٍ للقسم..
..
ومع تلك الكلمات خرجتُ من المكتب، ومن القسم، بارتياحٍ كبيرٍ وسكينةٍ لا أستطيع أن أقول إلّا أن الله تبارك وتعالى امتنّ عليّ بها..
لم يساورني أدنى شكٍّ بأنني أتخذ الخيار الصحيح لأجل ديني ودنياي وآخرتي، الخيار الصحيح على كلّ المستويات، لم أعمل في ذاك المنصب التنافسيّ في التدرّب التغذويّ وفي تلك الجامعة المهمّة (والتي كان تواجدي فيها قطفاً لثمار سنوات البكالوريوس الطويلة) إلا لبضعة شهور، لكنّ هذه الشهور كانت كفيلةً بأن أعود لنفسي التي كنت أُسكِتُها طويلاً..
طوال فترة حملي بابنتي التي أنجبت مطلع ذاك العام كان جلّ ما يشغلني هو أسئلة: "كيف سأذهب للجامعة وأكون المتدرّبة التغذويّة وطالبة الماجستير المجتهدة مباشرةً بعد إنجاب طفلتي؟ كيف سأستطيع إرضاعها؟ هل سيسمحون لي بأخذ بعض الوقت بعد الولادة؟ كيف سأستطيع الدراسة والعمل مع بنتٍ رضيعة وطفلٍ صغيرٍ في الثالثة؟" وكان ردّ نفسي الجاهز دوماً: "لا بأس، لقد كنتُ قويةً دوماً وسأكون كذلك الآن، ماذا فيها إن تعبتُ قليلاً؟ لن يضرّني ذلك، هي فترةٌ محدودة وستمرّ، ابنتي لن تذكر ذلك وابني سيذهب للحضانة، سيكون كلّ شيءٍ على ما يرام، أنا مجتهدة وأستطيع الإكمال، أهلي وزوجي يساعدونني، هذه آخر خطوة لأحقق هدفي وأنهي هذا الجانب من حياتي، لن أتراجع الآن وقد قبلوني! لا يمكن!"
(يتبع)
---
فاجأتني تلك القوة التي شعرتُ بها هناك، أمام مكتب مديرة القسم وأنا أطرق الباب، شعرت بطمأنينةٍ لا يعادلها شيء، ثبات واسترخاء، نفسي الأمارة بالسوء وشيطاني كانوا متعجّبين مني!
"لماذا لستِ متوترة؟ ألا تريدين أن تعيدي التفكير في قرارك؟ اهلعي قليلاً! انظري لما تكادين تفعلينه!"
- تفضّل..
كان صوت المديرة مقاطعاً للأفكار التي تجاهلتها..
- مرحباً دكتورة..
- أهلاً تسنيم، تفضّلي..
ما الأمر؟ قلتِ في الإيميل أنكِ تريدين الحديث في موضوع مهمٍّ بعد العطلة..
- نعم، هو مهمّ فعلاً ولم أرد تأجيله أكثر..
في الحقيقة، أنا لا أستطيع الاستمرار معكم كمتدربة في برنامج التغذية والحميات ..
- واو! ماذا حصل؟ هذا مفاجئ جداً!
- أعلم دكتورة.. وأدرك تماماً أنني أتخلى عن مكانٍ تنافسيٍّ جداً ويحزنني إن كنت أخذت مكاناً كان يمكن لغيري الاستفادة منه، لكني فعلاً لم أعد أستطيع..
لزمنٍ طويل كان كلّ ما أريده من حياتي هو أن أكون أفضل اختصاصيّة تغذية مرخّصة يمكن أن توجد، وقد سَعَيت كثيراً لهذا الهدف بكلّ طاقتي ولسنواتٍ طويلة، اجتهدت لتكون كلّ علاماتي تامّة في البكالوريوس وقمت بالأعمال التطوّعيّة المناسبة لاكتساب الخبرة وحصلتُ على رسائل التوصية الممتازة من معلميّ، واجتهدت لتكون سيرتي الذاتيّة كاملةً كما رأيتِ، لكنني اليوم لا أريد أياً من ذلك ولا أستطيع عيشه، أنا لا أريد إلا أن أكون مع أطفالي، لا أريد أن تفوتني هذه الدقائق معهم، لا أتحمّل أنني أترك ابنتي ذات الشهور القليلة لآتي للجامعة، مع أنّي ما زلت أحب دراستي وأريد إكمال الماجستير معكم، لكن العمل والتدرّب وساعاته وخصوصاً وهو بدوامٍ أكثر من كاملٍ ومع صفوف الماجستير هو ما لا أستطيع إكماله..
- أتفهّم ما تقولينه، العائلة تأتي أولاً بلا شكّ، لكنّ فرصتك الآن في خوض التدريب قد لا تتكرّر، أنتِ تعلمين أنكِ كخريجة جديدة تملكين الفرصة الأعلى في القبول للتدرّب ولأخذ الترخيص، أوراقك الآن مثاليّة حرفيّاً لتكوني في الجامعة التي اخترتيها، بعد ذلك سيكون الأمر أصعب بكثير، وهذا البرنامج من البرامج القليلة في كل الولايات المتحدة التي تتيح لكِ دراسة الماجستير مع القيام بالتدريب في عامٍ واحد فقط..
- صحيح، وأنتم كنتم متفهّمين جداً ومتعاونين معي حين أنجبتُ في مطلع العام الدراسيّ وسمحتم لي بأخذ شهرين إجازة، لكنني لا أستطيع الإكمال الآن، لا أستطيع إلا أن أكون مع أطفالي، كلّ أحلامي المهنية لا أشعر بأنّها شيء أمام أن أكون أفضل أمٍّ لهم، ربما أجرّب حظي مستقبلاً في التقدّم للتدرّب التغذوي مرةً أخرى ودخول المنافسة، وأعلم أن فرصتي ستكون أقل، خصوصاً وأنا أنسحب من برنامج مهمٍّ الآن، لكن لا بأس، سأكون على ما يرام إن شاء الله..
- إن كانت تلك رغبتك..
سأرسل لكِ الأوراق التي عليكِ ملؤها لتنسحبي رسميّاً، وسنتواصل معكِ بشأن بعض التفاصيل الإجرائية بعد ذلك، وستكملين في الماجستير ورسالته، صحيح؟
- نعم، أنا أعمل مع مشرفتي على الرسالة وآخذ مساقاتي تدريجياً..
- حسناً إذاً، أتمنّى لكِ التوفيق..
- شكراً جزيلاً لكِ دكتورة، أقدّر تفهّمك ودعمكِ جداً، وأعتذر إن كان هذا سيسبّب أي إرباكٍ للقسم..
..
ومع تلك الكلمات خرجتُ من المكتب، ومن القسم، بارتياحٍ كبيرٍ وسكينةٍ لا أستطيع أن أقول إلّا أن الله تبارك وتعالى امتنّ عليّ بها..
لم يساورني أدنى شكٍّ بأنني أتخذ الخيار الصحيح لأجل ديني ودنياي وآخرتي، الخيار الصحيح على كلّ المستويات، لم أعمل في ذاك المنصب التنافسيّ في التدرّب التغذويّ وفي تلك الجامعة المهمّة (والتي كان تواجدي فيها قطفاً لثمار سنوات البكالوريوس الطويلة) إلا لبضعة شهور، لكنّ هذه الشهور كانت كفيلةً بأن أعود لنفسي التي كنت أُسكِتُها طويلاً..
طوال فترة حملي بابنتي التي أنجبت مطلع ذاك العام كان جلّ ما يشغلني هو أسئلة: "كيف سأذهب للجامعة وأكون المتدرّبة التغذويّة وطالبة الماجستير المجتهدة مباشرةً بعد إنجاب طفلتي؟ كيف سأستطيع إرضاعها؟ هل سيسمحون لي بأخذ بعض الوقت بعد الولادة؟ كيف سأستطيع الدراسة والعمل مع بنتٍ رضيعة وطفلٍ صغيرٍ في الثالثة؟" وكان ردّ نفسي الجاهز دوماً: "لا بأس، لقد كنتُ قويةً دوماً وسأكون كذلك الآن، ماذا فيها إن تعبتُ قليلاً؟ لن يضرّني ذلك، هي فترةٌ محدودة وستمرّ، ابنتي لن تذكر ذلك وابني سيذهب للحضانة، سيكون كلّ شيءٍ على ما يرام، أنا مجتهدة وأستطيع الإكمال، أهلي وزوجي يساعدونني، هذه آخر خطوة لأحقق هدفي وأنهي هذا الجانب من حياتي، لن أتراجع الآن وقد قبلوني! لا يمكن!"
(يتبع)
(تابع)
لكن الواقع كان أعقد من الكلام النظري والأفكار المجرّدة بكثير، لم تكن مشكلتي حين خرجت للعمل وتركتُ طفليّ مع جدّتهم وفي الحضانة هو تعبي أنا، كان التعب جزءاً من الثمن الذي أدفعه طبعاً، لكنّه كان الأقل في تلك المعادلة، كنت أدفع وقتاً ينبغي أن أقضيه معهم، دقائق ثمينة من عمرهم، ذكرياتهم، نظراتهم، ضحكاتهم، أوقاتٌ لهم وتغيّراتٌ فيهم لا يمكن أن تعود ولا أن يعودوا إليها بعد تخرّجي، ابنتي لن تعود ابنة الشهر والشهرين مرةً أخرى أبداً، أول ضحكةٍ وأول مناغاةٍ تفوتني لن يكون بإمكاني استرجاعها حين أتخرّج ولو كنت الأولى على دفعتي أو أخصائيّة التغذية الأفضل في جامعتي!
وإلى جانب ذلك كنت أعود إلى زوجي وأطفالي في نهاية كلٍّ من أيامي الطويلة لأقابلهم وأنا منهكةٌ لا وجود لأي شيءٍ عندي من الوسع لهم، لم أكن إلا مرهقةً ومستنزفةً تماماً، نشاطي وقدراتي تذهب بين المرضى وفي الأبحاث وبين الطلاب وفي عدّ الحريرات وتنظيم الوجبات، من مكتب لآخر وبين جدول بياناتٍ وآخر، في هذا الذي كانوا يقولون عنه أنه الحلم، أنّه قمة نجاح طالب التغذية، وأنني كنت محظوظة جداً لأني قُبِلتُ لأعمله في مكانٍ كهذا ومن أول مرة!
لكني لم أعد أستطيع إسكات التناقض الصارخ فيّ أكثر، لم أعد أذكر لماذا أفعل هذا الذي أفعله؟ ما الذي أوصلني إلى هنا؟ لماذا أقود سيارتي منذ السابعة صباحاً بابنتي ذات الشهرين إلي بيت جدتها ومن ثم أمضي إلى جامعتي لأعمل وأدرُس حتى الخامسة أو السادسة أو السابعة؟ لماذا؟
سألت نفسي ذاك السؤال وأنا أكلّم أمي وأختي يوماً بعد شهرين فقط من البدء، كنتُ أقول لهم أنّي لا أريد العودة إلى العمل، الأمر صعبٌ جداً، إنه خطأٌ مؤلم وفادح، كلّ شيءٍ أفعله خارج بيتي خاطئ، هذه "التضحية" التي أقدّمها كلّ يومٍ لأجل الأهداف التي لم أعد أستطيع تسميتها، إنها خاطئة جداً ومن كلّ الجوانب، ولا أصدّق أني لم أواجه تلك الحقيقة من قبل!
تلك "التضحية" بأيامي وبوقتي مع عائلتي، لقد كانت خدعةً في حقيقتها، وكان ينبغي أن أتوقف عنها نحو الصواب الذي أحتاج بعض التألم وبعض الصبر لأكفّ عن رفضه!
لقد كنتُ أستطيع (جسديّاً ونفسيّاً) الاستمرار بذاك الطريق، بل وكان يوافق هواي وميولي الأكاديميّة وحبّي لدراستي وللعلوم الصحيّة عموماً وللأبحاث العلميّة وللتعامل مع المرضى ومساعدتهم في تحسين غذائهم أو تخطيط الحمية الأفضل لمرضهم، ولم يكن لديّ أدنى كسلٍ عن الإكمال ولا ضعف همّةٍ عنه، لكنّه كان ينبغي أن يتوقف، كان ينبغي أن أمنعه عن الاستمرار لأيّ لحظةٍ أخرى!
قلتها لهما لأول مرة هناك: أنا لا أستطيع العودة للتدرّب، أنا لن أعود!
لعلّه بدا قراراً عاطفياً أو متسرّعاً حينها، أنا نفسي تفاجأت من خروج الكلمات على لساني، قلت لهما أنني لا أصدق أني أقولها! لكنّ القرار كان حقيقةً يتهيّأ في قلبي لشهورٍ طويلة سبقت، منذ أواخر مرحلة للبكالوريوس ودخولي في دروس العلم ومعرفتي بصحبتي الصالحة وقراءاتنا معاً ومناقشاتنا للدروس والمحاضرات، في فقه النفس ومواد الدكتور إياد قنيبي وكتابات إبراهيم السكران وغيرها، كَبُر التناقض في داخلي حتى سمحت لصوته أن يظهر، ليصرخ أن كفى! الحلّ واضح وسهل وبسيط، لكنّكِ أنتِ من لم تسمحي له بالكلام!
أمّي وأختي جزاهما الله خيراً دعمتا قراري تماماً، وكانتا من القلائل الذين فعلوا ذلك بالإضافة إلى زوجي ولله الحمد، لكن الذي فاجأني هو العائق الكبير الذي واجهني بعد الخطوة الأولى، إنه وحش كلام الناس، كلمات: "يا لضيعانك!"، نظرات: "مسكينة! مضحوك عليكِ!"، والعبارات التي توقظ النفس الأمارة بالسوء: "ماذا إن ندمتِ؟! ماذا إن لم تستطيعي العودة؟!"، "انظري لفلانة التي تطلقت ولا عمل ولا دَخل ثابت لها ماذا أصابها! لا أحد يضمن الظروف!"، "أنتِ كنتِ ذكيّة، كنتِ الأولى في دفعتك! ألم تستطيعي الصبر قليلاً بعد!"،"ألا تخافين أن تتقلّب بك الظروف؟ كيف تضيعين سنين عمركِ سدىً!"
وغيرها الكثير الكثير من كلمات ونظراتٍ وعباراتٍ مخيفة أو مُخجلة، كنتُ أعلم تماماً أنها مُغالِطة، لكنها مع ذلك كانت مؤلمة، ما بال الناس؟ هم يعلمون أني لا أحتاج العمل لأجل الوارد المالي، ويعلمون أني أتخلى عن الذي أتخلى عنه لأجل واجبي الذي لا يمكن لأحد أن يشغله عني، لأجل أن أكون بجانب أطفالي ولأجل الدور الأهم في حياتي، فما المشكلة؟ كيف صار عملي واجباً أو دليل نجاح أو إنجاز بعدما كان شيئاً زائداً قد أقوم به وقد لا أفعل؟ أهذا ما تتعرض له النساء في هذه المواقف؟ كيف؟ ولماذا؟ أيعقل أن شرّ النِسْويَّة الذي كنت أقرأ عنه حقيقيٌ لهذه الدرجة؟ كيف وصل الناس (حتى "المتدينون" منهم) لهذه النقطة؟ كيف صارت هذه الأفكار هي "أعرافهم" و"مسلّماتهم"؟
(يتبع)
لكن الواقع كان أعقد من الكلام النظري والأفكار المجرّدة بكثير، لم تكن مشكلتي حين خرجت للعمل وتركتُ طفليّ مع جدّتهم وفي الحضانة هو تعبي أنا، كان التعب جزءاً من الثمن الذي أدفعه طبعاً، لكنّه كان الأقل في تلك المعادلة، كنت أدفع وقتاً ينبغي أن أقضيه معهم، دقائق ثمينة من عمرهم، ذكرياتهم، نظراتهم، ضحكاتهم، أوقاتٌ لهم وتغيّراتٌ فيهم لا يمكن أن تعود ولا أن يعودوا إليها بعد تخرّجي، ابنتي لن تعود ابنة الشهر والشهرين مرةً أخرى أبداً، أول ضحكةٍ وأول مناغاةٍ تفوتني لن يكون بإمكاني استرجاعها حين أتخرّج ولو كنت الأولى على دفعتي أو أخصائيّة التغذية الأفضل في جامعتي!
وإلى جانب ذلك كنت أعود إلى زوجي وأطفالي في نهاية كلٍّ من أيامي الطويلة لأقابلهم وأنا منهكةٌ لا وجود لأي شيءٍ عندي من الوسع لهم، لم أكن إلا مرهقةً ومستنزفةً تماماً، نشاطي وقدراتي تذهب بين المرضى وفي الأبحاث وبين الطلاب وفي عدّ الحريرات وتنظيم الوجبات، من مكتب لآخر وبين جدول بياناتٍ وآخر، في هذا الذي كانوا يقولون عنه أنه الحلم، أنّه قمة نجاح طالب التغذية، وأنني كنت محظوظة جداً لأني قُبِلتُ لأعمله في مكانٍ كهذا ومن أول مرة!
لكني لم أعد أستطيع إسكات التناقض الصارخ فيّ أكثر، لم أعد أذكر لماذا أفعل هذا الذي أفعله؟ ما الذي أوصلني إلى هنا؟ لماذا أقود سيارتي منذ السابعة صباحاً بابنتي ذات الشهرين إلي بيت جدتها ومن ثم أمضي إلى جامعتي لأعمل وأدرُس حتى الخامسة أو السادسة أو السابعة؟ لماذا؟
سألت نفسي ذاك السؤال وأنا أكلّم أمي وأختي يوماً بعد شهرين فقط من البدء، كنتُ أقول لهم أنّي لا أريد العودة إلى العمل، الأمر صعبٌ جداً، إنه خطأٌ مؤلم وفادح، كلّ شيءٍ أفعله خارج بيتي خاطئ، هذه "التضحية" التي أقدّمها كلّ يومٍ لأجل الأهداف التي لم أعد أستطيع تسميتها، إنها خاطئة جداً ومن كلّ الجوانب، ولا أصدّق أني لم أواجه تلك الحقيقة من قبل!
تلك "التضحية" بأيامي وبوقتي مع عائلتي، لقد كانت خدعةً في حقيقتها، وكان ينبغي أن أتوقف عنها نحو الصواب الذي أحتاج بعض التألم وبعض الصبر لأكفّ عن رفضه!
لقد كنتُ أستطيع (جسديّاً ونفسيّاً) الاستمرار بذاك الطريق، بل وكان يوافق هواي وميولي الأكاديميّة وحبّي لدراستي وللعلوم الصحيّة عموماً وللأبحاث العلميّة وللتعامل مع المرضى ومساعدتهم في تحسين غذائهم أو تخطيط الحمية الأفضل لمرضهم، ولم يكن لديّ أدنى كسلٍ عن الإكمال ولا ضعف همّةٍ عنه، لكنّه كان ينبغي أن يتوقف، كان ينبغي أن أمنعه عن الاستمرار لأيّ لحظةٍ أخرى!
قلتها لهما لأول مرة هناك: أنا لا أستطيع العودة للتدرّب، أنا لن أعود!
لعلّه بدا قراراً عاطفياً أو متسرّعاً حينها، أنا نفسي تفاجأت من خروج الكلمات على لساني، قلت لهما أنني لا أصدق أني أقولها! لكنّ القرار كان حقيقةً يتهيّأ في قلبي لشهورٍ طويلة سبقت، منذ أواخر مرحلة للبكالوريوس ودخولي في دروس العلم ومعرفتي بصحبتي الصالحة وقراءاتنا معاً ومناقشاتنا للدروس والمحاضرات، في فقه النفس ومواد الدكتور إياد قنيبي وكتابات إبراهيم السكران وغيرها، كَبُر التناقض في داخلي حتى سمحت لصوته أن يظهر، ليصرخ أن كفى! الحلّ واضح وسهل وبسيط، لكنّكِ أنتِ من لم تسمحي له بالكلام!
أمّي وأختي جزاهما الله خيراً دعمتا قراري تماماً، وكانتا من القلائل الذين فعلوا ذلك بالإضافة إلى زوجي ولله الحمد، لكن الذي فاجأني هو العائق الكبير الذي واجهني بعد الخطوة الأولى، إنه وحش كلام الناس، كلمات: "يا لضيعانك!"، نظرات: "مسكينة! مضحوك عليكِ!"، والعبارات التي توقظ النفس الأمارة بالسوء: "ماذا إن ندمتِ؟! ماذا إن لم تستطيعي العودة؟!"، "انظري لفلانة التي تطلقت ولا عمل ولا دَخل ثابت لها ماذا أصابها! لا أحد يضمن الظروف!"، "أنتِ كنتِ ذكيّة، كنتِ الأولى في دفعتك! ألم تستطيعي الصبر قليلاً بعد!"،"ألا تخافين أن تتقلّب بك الظروف؟ كيف تضيعين سنين عمركِ سدىً!"
وغيرها الكثير الكثير من كلمات ونظراتٍ وعباراتٍ مخيفة أو مُخجلة، كنتُ أعلم تماماً أنها مُغالِطة، لكنها مع ذلك كانت مؤلمة، ما بال الناس؟ هم يعلمون أني لا أحتاج العمل لأجل الوارد المالي، ويعلمون أني أتخلى عن الذي أتخلى عنه لأجل واجبي الذي لا يمكن لأحد أن يشغله عني، لأجل أن أكون بجانب أطفالي ولأجل الدور الأهم في حياتي، فما المشكلة؟ كيف صار عملي واجباً أو دليل نجاح أو إنجاز بعدما كان شيئاً زائداً قد أقوم به وقد لا أفعل؟ أهذا ما تتعرض له النساء في هذه المواقف؟ كيف؟ ولماذا؟ أيعقل أن شرّ النِسْويَّة الذي كنت أقرأ عنه حقيقيٌ لهذه الدرجة؟ كيف وصل الناس (حتى "المتدينون" منهم) لهذه النقطة؟ كيف صارت هذه الأفكار هي "أعرافهم" و"مسلّماتهم"؟
(يتبع)
(تابع)
أسئلة كثيرة كانت تراودني، لكنّها مع ذلك لم تكن تعكّر عليّ الطمأنينة الكبيرة التي رزقني الله إياها بعد ذاك القرار، لقد عادت الحياة لابتسامتي، وجدتُ في نفسي تقديراً عجيباً لكلّ دقيقة مع أطفالي، لكلّ حوارٍ معهم، شعرتُ أن أمومتي لهم بدأت من جديد وشعرتُ أنني استعدت ما رزقني إيّاه ربي، وجدتني أتعجب من جمال صغاري الذي كنتُ غافلةً عنه، أنبهر بأدقّ حركاتهم، وأرغب فوق الوصف بفعل ما يرضي الله معهم وأنا أشعر أن الله تبارك وتعالى ردّني بفضله إليهم..
لكنّي مع ذلك عزمتُ على الخوض في ذاك الملف وفي عمق نفسي، للنظر فيما أوصلني وأوصلنا جميعاً إلى هناك، في الحلول الفكرية والعمليّة لهذا الواقع المؤسف، من أين يُغرس في ذهن الفتاة منذ نعومة أطفالها أن كونها أمّاً و زوجةً "فقط" شيءٌ سخيف؟ لماذا وصلتُ أنا إلى تلك النقطة التي كنت أعمل وأعمل وأعمل فيها ولا أملك أي فكرةٍ لماذا؟ ولماذا كان ردّ الناس عليّ بتلك الطريقة؟
وهناك وجدتني أريد أن أتقرب لربّي وأتعرف على نفسي، أريد أن أفكك المفاهيم المغلوطة فيّ وفي غيري، أريد أن أثبُت وأثبّت غيري من الإناث والأمهات والزوجات، أريد أن أفتح ملفات الأنوثة والأمومة والزواج، أنظر أين ابتعدنا كمجتمعٍ فيها عن وحي ربنا وكيف وصلنا إلى ضنك عيشنا وخسارة أعمارنا..
ومن هناك بدأت أكتب..
....
-----
من مقدمة كتاب #رسائل_في_الأمومة_والأنوثة_والحياة
أسئلة كثيرة كانت تراودني، لكنّها مع ذلك لم تكن تعكّر عليّ الطمأنينة الكبيرة التي رزقني الله إياها بعد ذاك القرار، لقد عادت الحياة لابتسامتي، وجدتُ في نفسي تقديراً عجيباً لكلّ دقيقة مع أطفالي، لكلّ حوارٍ معهم، شعرتُ أن أمومتي لهم بدأت من جديد وشعرتُ أنني استعدت ما رزقني إيّاه ربي، وجدتني أتعجب من جمال صغاري الذي كنتُ غافلةً عنه، أنبهر بأدقّ حركاتهم، وأرغب فوق الوصف بفعل ما يرضي الله معهم وأنا أشعر أن الله تبارك وتعالى ردّني بفضله إليهم..
لكنّي مع ذلك عزمتُ على الخوض في ذاك الملف وفي عمق نفسي، للنظر فيما أوصلني وأوصلنا جميعاً إلى هناك، في الحلول الفكرية والعمليّة لهذا الواقع المؤسف، من أين يُغرس في ذهن الفتاة منذ نعومة أطفالها أن كونها أمّاً و زوجةً "فقط" شيءٌ سخيف؟ لماذا وصلتُ أنا إلى تلك النقطة التي كنت أعمل وأعمل وأعمل فيها ولا أملك أي فكرةٍ لماذا؟ ولماذا كان ردّ الناس عليّ بتلك الطريقة؟
وهناك وجدتني أريد أن أتقرب لربّي وأتعرف على نفسي، أريد أن أفكك المفاهيم المغلوطة فيّ وفي غيري، أريد أن أثبُت وأثبّت غيري من الإناث والأمهات والزوجات، أريد أن أفتح ملفات الأنوثة والأمومة والزواج، أنظر أين ابتعدنا كمجتمعٍ فيها عن وحي ربنا وكيف وصلنا إلى ضنك عيشنا وخسارة أعمارنا..
ومن هناك بدأت أكتب..
....
-----
من مقدمة كتاب #رسائل_في_الأمومة_والأنوثة_والحياة
ما معنى {وليس الذكر كالأنثى}؟ هل الاختلاف الذي في الكون محصور على الذكور والإناث؟ وما معنى التفضيل الذي جعل الله بين الرجال والنساء؟ ولماذا يبدو كشبهة؟
ماذا عن تنمية الأنوثة ورعايتها؟ وكيف نتعامل مع كل هذه الملفات برضىً وقلبٍ سلبم؟
هذا ما ناقشناه في هذا اللقاء الذي قُدِّم عبر مدرسة خديجة بحمد الله..
المحاور:
- التأسيس بسنة الاختلاف في الكون
- التفضيل بين الجنسين: ما هو ولماذا يبدو كشبهة؟
- ما معنى أنني أنثى؟ هل أنا مختلفةٌ كلياً عن الرجل؟
- الأنوثة بين التعقيد والاختزال وبين التنميط والتشويه..
وهو متاح على الزابط
https://youtu.be/F8SlWSaDeNw?si=_tkEHn80cN6Hl0NY
أسأل الله أن ينفع بهذه المادة ويتقبل ويعفو عن أي زلل أو خطأ فيها..
ماذا عن تنمية الأنوثة ورعايتها؟ وكيف نتعامل مع كل هذه الملفات برضىً وقلبٍ سلبم؟
هذا ما ناقشناه في هذا اللقاء الذي قُدِّم عبر مدرسة خديجة بحمد الله..
المحاور:
- التأسيس بسنة الاختلاف في الكون
- التفضيل بين الجنسين: ما هو ولماذا يبدو كشبهة؟
- ما معنى أنني أنثى؟ هل أنا مختلفةٌ كلياً عن الرجل؟
- الأنوثة بين التعقيد والاختزال وبين التنميط والتشويه..
وهو متاح على الزابط
https://youtu.be/F8SlWSaDeNw?si=_tkEHn80cN6Hl0NY
أسأل الله أن ينفع بهذه المادة ويتقبل ويعفو عن أي زلل أو خطأ فيها..
YouTube
وليس الذكر كالأنثى.. عن الاختلاف، والتفضيل، وجمال الأنوثة وابتلائها..
قُدّمت هذه المحاضرة لطالبات برنامج "مدرسة خديجة بتاريخ ٣ نوفمبر ٢٠٢٤، وناقشت معاني الاختلاف والتفضيل وفطريتها وتحدثت عن التمايز بين الذكورة والأنوثة وعن تنمية الأنوثة ورعايتها وحمايتها أو إحيائها إن ذبلت..
المحاور:
التأسيس بسنة الاختلاف في الكون
التفضيل…
المحاور:
التأسيس بسنة الاختلاف في الكون
التفضيل…
“- انه ابننا وليست له أم
- هذا شيء لو استطعت صراخه من الأسطح لفعلت، ابننا لديه أبوين وليست له أم..
..
- هناك تعليقاتٌ تأتينا بأن هذا الطفل تم سحبه من أمه، هذا غير صحيح أبداً،
نحن صنعنا بيشوب من متبرعة بيوض، وهي منفصلة عن المرأة التي حملت به وهي السيروغيت، وكل من هاتين المرأتين لا تشعر بأنه ابنها..
- نحن نقول أنه لديه متبرعة بيوض، ولديه سيروغيت، وليست له أم”!
----
بهذه الطريقة تكلم الشاذان المشهوران كولتون أندروود وجوردان براون في "بودكاست" مشترك عن الطفل المسكين الذي اختارا التلاعب ببعض الخلايا لجمعها مخبرياً وزراعتها في رحم امرأةٍ اشتريا جسدها بمالهم ليولد هذا الصغير، وليكون مجرد أداةٍ ليحقق لهم متعتهم ويشعرهم بأنهم “أسرة حقيقية” ويلعبوا به ويشبعوا فيه بعض غرائزهم البشرية!
هذا نتاج "العلم"! وهذا ما يقال أنه "قمة" السعي البشري في "أكثر الدول تقدّماً"!
وتلك هذه وظيفة هذا الإنسان! إنه دميتهم الجديدة التي لا يحقّ لأحدٍ أن يقول لهم أنهم يظلمونه أو يسيؤون إليه أو يجبرونه على الحياة التي تهيئه للمرض النفسي وللتعاسة في الدنيا قبل الآخرة! وذلك في نفس العالم الذي يسنّ القوانين لحماية الأطفال من تربية آبائهم المتدينة يتم التصفيق لهذا الجنون!
وهكذا بكل بساطة! يَظهرون بالطفل البريء الذي اختاروا أن يولد في جوٍ بعيدٍ كل البعد عن السواء، محروماً أصالةً من حنان الأم ودفئها ورعايتها، محرومةً أمه الحقيقية من ادعاء أنها أمه (وهي غير مكترثة به أصلاً)، منتزعاً من جسدها لجسد أخرى وهو بعد لم يتعدّ الخلية الواحدة!!
يقول: “نحن صنعناه” أيّ كبر وأي طغيان وأي جنون! ومن أنتم؟ أيعني جمع بعض المواد الوراثية معاً صناعة إنسان؟ ماذا عن التكوّن والنمو ونفخ الروح؟ ماذا عن الوعي والحس والحياة؟ أهكذا يتحوّل الإنسان إلى لعبةٍ أو سيّارةٍ جديدة يركّبها من يملك ثمنها ويملؤها بالبنزين ليتفاخر بها أمام أصدقائه!
وكيف رضيت المرأة التي “ناضلت” لعقود لأجل أن تتحرر من الرجال أن تتحول فعلياً إلى أداةٍ تباع وتشترى بين أيديهم! بل هم حتى لا يعبؤون بها ولا يعنيهم شيء منها، الأم عندهم تساوي بيضةً ورحماً فقط، هي وظيفة جامدةٌ لا أكثر، يشترون من واحدةٍ بيضة، ومن أخرى وقتاً في رحمها، ومن ثم يسحبون الطفل منهما وتنتهي حاجتهم لهن!
وهكذا باتت الأنثى التي تظن نفسها نالت التحرر وارتقت عن حدود تحكّم الرجال بجسدها وأنكرت اختلافاتها عنهم ونالت مساواتها بهم!
وهكذا بات الإنسان الذي يظن نفسه تقدّم وتحرّر عن حال أسلافه السابقين..
أي ضلالٍ وأي عارٍ هذا الذي تتجه له الإنسانية بين يدي الشياطين اليوم!
(في الصورة: جوردان بروان، ناشط سياسي يساري أمريكي وهو يحمل ما يدعي أنه ابنه)
- هذا شيء لو استطعت صراخه من الأسطح لفعلت، ابننا لديه أبوين وليست له أم..
..
- هناك تعليقاتٌ تأتينا بأن هذا الطفل تم سحبه من أمه، هذا غير صحيح أبداً،
نحن صنعنا بيشوب من متبرعة بيوض، وهي منفصلة عن المرأة التي حملت به وهي السيروغيت، وكل من هاتين المرأتين لا تشعر بأنه ابنها..
- نحن نقول أنه لديه متبرعة بيوض، ولديه سيروغيت، وليست له أم”!
----
بهذه الطريقة تكلم الشاذان المشهوران كولتون أندروود وجوردان براون في "بودكاست" مشترك عن الطفل المسكين الذي اختارا التلاعب ببعض الخلايا لجمعها مخبرياً وزراعتها في رحم امرأةٍ اشتريا جسدها بمالهم ليولد هذا الصغير، وليكون مجرد أداةٍ ليحقق لهم متعتهم ويشعرهم بأنهم “أسرة حقيقية” ويلعبوا به ويشبعوا فيه بعض غرائزهم البشرية!
هذا نتاج "العلم"! وهذا ما يقال أنه "قمة" السعي البشري في "أكثر الدول تقدّماً"!
وتلك هذه وظيفة هذا الإنسان! إنه دميتهم الجديدة التي لا يحقّ لأحدٍ أن يقول لهم أنهم يظلمونه أو يسيؤون إليه أو يجبرونه على الحياة التي تهيئه للمرض النفسي وللتعاسة في الدنيا قبل الآخرة! وذلك في نفس العالم الذي يسنّ القوانين لحماية الأطفال من تربية آبائهم المتدينة يتم التصفيق لهذا الجنون!
وهكذا بكل بساطة! يَظهرون بالطفل البريء الذي اختاروا أن يولد في جوٍ بعيدٍ كل البعد عن السواء، محروماً أصالةً من حنان الأم ودفئها ورعايتها، محرومةً أمه الحقيقية من ادعاء أنها أمه (وهي غير مكترثة به أصلاً)، منتزعاً من جسدها لجسد أخرى وهو بعد لم يتعدّ الخلية الواحدة!!
يقول: “نحن صنعناه” أيّ كبر وأي طغيان وأي جنون! ومن أنتم؟ أيعني جمع بعض المواد الوراثية معاً صناعة إنسان؟ ماذا عن التكوّن والنمو ونفخ الروح؟ ماذا عن الوعي والحس والحياة؟ أهكذا يتحوّل الإنسان إلى لعبةٍ أو سيّارةٍ جديدة يركّبها من يملك ثمنها ويملؤها بالبنزين ليتفاخر بها أمام أصدقائه!
وكيف رضيت المرأة التي “ناضلت” لعقود لأجل أن تتحرر من الرجال أن تتحول فعلياً إلى أداةٍ تباع وتشترى بين أيديهم! بل هم حتى لا يعبؤون بها ولا يعنيهم شيء منها، الأم عندهم تساوي بيضةً ورحماً فقط، هي وظيفة جامدةٌ لا أكثر، يشترون من واحدةٍ بيضة، ومن أخرى وقتاً في رحمها، ومن ثم يسحبون الطفل منهما وتنتهي حاجتهم لهن!
وهكذا باتت الأنثى التي تظن نفسها نالت التحرر وارتقت عن حدود تحكّم الرجال بجسدها وأنكرت اختلافاتها عنهم ونالت مساواتها بهم!
وهكذا بات الإنسان الذي يظن نفسه تقدّم وتحرّر عن حال أسلافه السابقين..
أي ضلالٍ وأي عارٍ هذا الذي تتجه له الإنسانية بين يدي الشياطين اليوم!
(في الصورة: جوردان بروان، ناشط سياسي يساري أمريكي وهو يحمل ما يدعي أنه ابنه)