قامت روز و اتوجهت لمكتبها ع طلب سلمى فتحت الباب و دخلت كان مكتب جداً بسيط بألوان خشبية هادئة يتحمل اضافات أخرى بسيطة و بنفس الوقت تعطيه طابع جذاب، ابتسمت روز و شعرت بتلك الرهبة اقتربت من الكرسي المتحرك و اعدت عليه خلف مكتبها تحركت بطريقة طفولية بالكرسي و ضحكت بصمت، أعادت الحركة مرة تانية و عدلت من هيأتها و كأنها عم تحاول تتقمس شخصبة المحامية القوية متل ما حكت سلمى لتناسب الكرسي و المكتب، شعرت بالسخرية من حركاتها بينما من داخلها كانت فعلاً حاسة بالسعادة و كأنها و لأول مرة أنجزت شيئ لنفسها شي خاص فيها و بمستقبلها...
.
توالت الأيام مسرعة و أتمت الشهر ،انغمست روز بشغلها فعاشت مابين توجيهات و إرشادات سلمى النفسية القاسية و مابين ارشاداتها العملية، اشغلتها سلمى عن كل التفكير و عن ماضيها، اشغلتها عم أوجاعها حتى و ألامها، اشغلت عقلها بالشغل و العمل و القضايا و مراجعات سير بعض القضايا و الأقوال لدرجة شعرت روز بالتعب بإحيان كتيرة لكنها لا زالت إلى الأن عم تتعافى من كتير اشياء ، عم تحاول تكابر ع نفسها و تستمع لسلمى و في بوادر نجاح بذلك لكنها تبقى غير مستقلة و تبقى روز بنت لساها هشة و رقيقة عم تحاول تتعافى من ماضيها، من ناحية تانية كان لسا يسار عم يتم التحقيق معه و احياناً يبقى بالسجن من دون اي كلام يذكر او حتى بصيص أمل يقدر من خلاله يشعر بأنه قارب على الخروج، خنقته جدران السجن و ضاق فيه الحال اشتاق لشغله و اشتاق لحياته قبل ما يعيش بهالوحدة هي اشتاق لكل شي كان يعمله قبل، و ما كانت ايامه بالسجن سوى ايام متشابهة ما بتشبه اللي كان يعيشها من قبل، يسار دفع تمن شخص حاول بكل بساطة يظهر الحق فإنقلبت الأية عليه...
.
بنفس الغرفة اللي التقت فيه فيها المرة الماضية تجدد لقائهم مرة تانية فكانت عم تحاول تتصنع السعادة و تزرع بداخله الأمل خصوصي بعد خيبة أملها هي فسألها
يسار:صار معك شي جديد بالفترة الماضية؟
سلمى:لا أبداً
شعر بأكتافه ثقلت و كأنه الهموم أثقلتها و اتعبتها فحكى موضح
يسار:يعني ما اجت البنت اللي وصفتلك ياها لعندك
اتنهدت سلمى و حكت موضحة
سلمى:لا يسار ما اجت لا ع المكتب و لا ع البيت ما اجا لعندي حدا
مسح ع جبينه بضيق واضح و بألم جلي ع وجهه أعقب
يسار:رحت فيها انا ع هالحالة
سلمى:صدقني يا يسار انا عم حاول والله، بس انت بتعرف اكتر مني رياض شو فيه يعمل انت بتعرف اني ضعيفة قدام هدول الناس
يسار:بعرف ماما سلمى والله بعرف و انا مابدي تعملي شي فوق طاقتك
سلمى:انت المهم ما تغير أقوالك ع التحقيق اصحك يسار، لازم تبقى ثابت ع نفس الكلام لو شو ما صار
يسار:اكيد مارح غير حرف من كلامي انا بعرف هيك أمور كيف بتمشي
سلمى:أنت لما اخدت هالوراق كان هدفك نبيل كنت مفكر انو بمجرد تسليمهن للقضاء رياض رح يتحاسب ع كل شي عمله انت ما توقعت من ورا هالوراق توصل لهون
اتنهد يسار بضيق و أعقب بصوت مليئ بالقهر بعد ما شرد بحالته
يسار:نطرت هاللحظة من سنين طويلة من لما بلشت اشتغل مع رياض و اتعينت مستشاره الخاص كنت دايماً شوف افعاله الغير قانونية كنت شوف الرشاوي اللي ياخدها و القضايا اللي ياما حكم فيها ظلم بس لأجل كم ليرة زيادة، و لأجل مصالحه الشخصية ما تنضر كنت اسكت و انطر اللحظة اللي بدي حاكمه فيها بالقانون و سلم كل هالأوراق اللي هي دليلي الوحيد للعدالة، ما كنت بعرف انو الطاولة حتنقلب و حتكون هالأوراق طريق نهايتي الي..
هزت رأسها سلمى بحزن ع حالة يسار و تذكرت أفعال رياض السابقة و تحايله ع القانون بكتير من قضاياه و حطت لتدعم يسار
سلمى:بعرف يسار أديش خططت و نطرت هاللحظة بس انا واثقة انو بالنهاية اكيد حينكشف مستحيل يبقى ع حاله مصيره بالنهاية يوقع
اتنهد يسار و حكى
يسار:صعب بلا الأوراق
سكتت سلمى و شردت باللي صار فيه، و قبل ما تنهي اللقاء حكت و كأنها تذكرت شي ضروري
سلمى:صحي بهاليومين رح تجي لعندك محامية متدربة عندي و رح تتناقش معك بخصوص القضية، هي عم تساعدني
انفجع من كلامها و حكى بغضب من فعلتها
يسار:عنجد عم تحكي يعني انا رايح فيها و انتِ بدك متدربة تدخل معنا، انتِ بتعرفي المحامين بهالمرحلة بكونوا ما عندهن خبرة و لا حنكة المحامي اصلاً
تفهمت سلمى عصبية يسار و كلامه لكنها طمأنته بكلام بسيط
سلمى:بعرف يسار بس هالبنت بالنسبة الي حالة خاصة بصراحة
تفهم يسار كلامها من لما حكت انها حالة خاصة، تفهم انو ممكن هالبنت تكون غالية ع قلبها لذلك حكى و هوي على دراية كاملة بمشاعرها حالياً و بذاكرتها وين راحت
يسار:ماشي ماما سلمى اعملي اللي بريحك، ناطرها للمحامية اللي رح تأنقذني من حبل المشنقة
افلتت منها ضحكة غصب العنها لمجرد سماع نكتة يسار و أعقب قائلة
سلمى:اكيد حتأنقذك مو متدربة عندي هي
.
توالت الأيام مسرعة و أتمت الشهر ،انغمست روز بشغلها فعاشت مابين توجيهات و إرشادات سلمى النفسية القاسية و مابين ارشاداتها العملية، اشغلتها سلمى عن كل التفكير و عن ماضيها، اشغلتها عم أوجاعها حتى و ألامها، اشغلت عقلها بالشغل و العمل و القضايا و مراجعات سير بعض القضايا و الأقوال لدرجة شعرت روز بالتعب بإحيان كتيرة لكنها لا زالت إلى الأن عم تتعافى من كتير اشياء ، عم تحاول تكابر ع نفسها و تستمع لسلمى و في بوادر نجاح بذلك لكنها تبقى غير مستقلة و تبقى روز بنت لساها هشة و رقيقة عم تحاول تتعافى من ماضيها، من ناحية تانية كان لسا يسار عم يتم التحقيق معه و احياناً يبقى بالسجن من دون اي كلام يذكر او حتى بصيص أمل يقدر من خلاله يشعر بأنه قارب على الخروج، خنقته جدران السجن و ضاق فيه الحال اشتاق لشغله و اشتاق لحياته قبل ما يعيش بهالوحدة هي اشتاق لكل شي كان يعمله قبل، و ما كانت ايامه بالسجن سوى ايام متشابهة ما بتشبه اللي كان يعيشها من قبل، يسار دفع تمن شخص حاول بكل بساطة يظهر الحق فإنقلبت الأية عليه...
.
بنفس الغرفة اللي التقت فيه فيها المرة الماضية تجدد لقائهم مرة تانية فكانت عم تحاول تتصنع السعادة و تزرع بداخله الأمل خصوصي بعد خيبة أملها هي فسألها
يسار:صار معك شي جديد بالفترة الماضية؟
سلمى:لا أبداً
شعر بأكتافه ثقلت و كأنه الهموم أثقلتها و اتعبتها فحكى موضح
يسار:يعني ما اجت البنت اللي وصفتلك ياها لعندك
اتنهدت سلمى و حكت موضحة
سلمى:لا يسار ما اجت لا ع المكتب و لا ع البيت ما اجا لعندي حدا
مسح ع جبينه بضيق واضح و بألم جلي ع وجهه أعقب
يسار:رحت فيها انا ع هالحالة
سلمى:صدقني يا يسار انا عم حاول والله، بس انت بتعرف اكتر مني رياض شو فيه يعمل انت بتعرف اني ضعيفة قدام هدول الناس
يسار:بعرف ماما سلمى والله بعرف و انا مابدي تعملي شي فوق طاقتك
سلمى:انت المهم ما تغير أقوالك ع التحقيق اصحك يسار، لازم تبقى ثابت ع نفس الكلام لو شو ما صار
يسار:اكيد مارح غير حرف من كلامي انا بعرف هيك أمور كيف بتمشي
سلمى:أنت لما اخدت هالوراق كان هدفك نبيل كنت مفكر انو بمجرد تسليمهن للقضاء رياض رح يتحاسب ع كل شي عمله انت ما توقعت من ورا هالوراق توصل لهون
اتنهد يسار بضيق و أعقب بصوت مليئ بالقهر بعد ما شرد بحالته
يسار:نطرت هاللحظة من سنين طويلة من لما بلشت اشتغل مع رياض و اتعينت مستشاره الخاص كنت دايماً شوف افعاله الغير قانونية كنت شوف الرشاوي اللي ياخدها و القضايا اللي ياما حكم فيها ظلم بس لأجل كم ليرة زيادة، و لأجل مصالحه الشخصية ما تنضر كنت اسكت و انطر اللحظة اللي بدي حاكمه فيها بالقانون و سلم كل هالأوراق اللي هي دليلي الوحيد للعدالة، ما كنت بعرف انو الطاولة حتنقلب و حتكون هالأوراق طريق نهايتي الي..
هزت رأسها سلمى بحزن ع حالة يسار و تذكرت أفعال رياض السابقة و تحايله ع القانون بكتير من قضاياه و حطت لتدعم يسار
سلمى:بعرف يسار أديش خططت و نطرت هاللحظة بس انا واثقة انو بالنهاية اكيد حينكشف مستحيل يبقى ع حاله مصيره بالنهاية يوقع
اتنهد يسار و حكى
يسار:صعب بلا الأوراق
سكتت سلمى و شردت باللي صار فيه، و قبل ما تنهي اللقاء حكت و كأنها تذكرت شي ضروري
سلمى:صحي بهاليومين رح تجي لعندك محامية متدربة عندي و رح تتناقش معك بخصوص القضية، هي عم تساعدني
انفجع من كلامها و حكى بغضب من فعلتها
يسار:عنجد عم تحكي يعني انا رايح فيها و انتِ بدك متدربة تدخل معنا، انتِ بتعرفي المحامين بهالمرحلة بكونوا ما عندهن خبرة و لا حنكة المحامي اصلاً
تفهمت سلمى عصبية يسار و كلامه لكنها طمأنته بكلام بسيط
سلمى:بعرف يسار بس هالبنت بالنسبة الي حالة خاصة بصراحة
تفهم يسار كلامها من لما حكت انها حالة خاصة، تفهم انو ممكن هالبنت تكون غالية ع قلبها لذلك حكى و هوي على دراية كاملة بمشاعرها حالياً و بذاكرتها وين راحت
يسار:ماشي ماما سلمى اعملي اللي بريحك، ناطرها للمحامية اللي رح تأنقذني من حبل المشنقة
افلتت منها ضحكة غصب العنها لمجرد سماع نكتة يسار و أعقب قائلة
سلمى:اكيد حتأنقذك مو متدربة عندي هي
انتهى اللقاء بيناتهم بشكل سريع خصوصي بعد ما عرف يسار انو البنت ما زارت سلمى، فحس بالكثير من الإحباط و القلق لأيامه القادمة، لابد انو يسار يرجع ع الحجز و سلمى ترجع للبيت لتبقى حد روز ، ودعته بعناق طويل و طمأنته انها حتبذل كل جهدها لتساعده تعلقت ابتسامة باكية ع شفايفها لما غادر يسار الغرفة و للحظة تذكرت لقائاتهم بمكتبه تذكرت ذلك الشب اللي كان عندها طالب كيف وصل لحلمه و كيف هلق بلحظة علق بين جدران السجن، دمعت عيونها ع حاله و لكنها بذات اللحظة هدت من نفسها و حاولت تلاقي حلول لأجله لكن كل حلولها ممكن تكون فاشلة أمام سيطرة و قوة رياض...
.
دخلت للبيت بعد وقت نوعاً ما طويل حطت الأكياس اللي حملتها بين ايديها ع الطاولة، جالت بنظرها باحثة عن روز فما لمحتها بالصالون، علقت جاكيتها على عجل و اتجهت لغرفتها خوفاً انها تشوفها للمرة التانية عم تبكي، كان باب الغرفة مفتوح و روز ماكثة ع سريرها و أمامها كومة أوراق مكدسة، بينما هي كانت عم تراقب نفسها بالمراية اللي قدامها، عيونها كانت عم تلمع و كأنها ع وشك البكي لكنها ما بكيت، ملامح وجهها تعيسة و بنفس الوقت مُتعبة، ايقظتها سلمى من شرودها قائلة
سلمى:ممنوع تشردي ع فكرة، كل ما شردتي بكيتي..
ارتجف جسدها اثناء ملاحظة سلمى و ابتسمت بهدوء و كأنها عم تعترف بكلام سلمى اللي كان صحيح، فحكت
روز:يمكن صح
قربت سلمى منها و راقبت الأوراق اللي كانت مكدسة أمامها طالعتهم ورقة ورقة، قرأتهم بتمعن و حكت موجهة كلامها لروز
سلمى:شغلك صح، بس بدي سرعة روز هيك ما بتلحقي للمدة اللي انا عاطيتك ياها
هزت رأسها روز بهدوء فنهرتها سلمى بقسوة
سلمى:تعلمي تحكي مو تهزي راسك بس، لازم تطلعي فيني و بعيوني و تجاوبيني، انتِ محامية و المحامية شخصيتها قوية صار حكيتها مية مرة، بتحكي و بترفع نظرها و بترد مو بتهز راسها تعلمي انو من حقك تحكي و من واجب الكل انو يسمع كلامك
روز:تمام فهمتك
اشاحت النظر سلمى و أعادت نظرها للأوراق لكنها حكت بعد صمت ثواني
سلمى:هاليومين جهزي حالك رح تروحي لأول مرة و تلتقي بيسار، يسار هوي ذات الشب اللي حكيتلك عنه المتورط بسرقة أوراق سرية و عدة تهم تانية باطلة طبعاً، رح احكيلك كل شي بخص القضية و ملابساتها كرمال تباشري بشغلك مع يسار تمام؟
بدا التوتر واضح على عيونها و للحظة كانت حتعترض لولا انها بتعرف شو ممكن تعمل سلمى لو نطقت بحرف هي ضده آو ضد اوامرها لذلك حكت
روز:ماشي
وقفت سلمى و رجعت الأوراق لمكانها قائلة
سلمى:كملي شغلك، حجهز الغدا
هزت رأسها روز بهاللحظة و كأنها نسيت تعليمات سلمى قبل دقائق قليلة، فإنتبهت سلمى و حكت بغضب واضح
سلمى:انا شو حكيت روز، احكي كلام ما تهزي براسك، كل بقلك ياه زرعيه هون بمخك مو احكيه من هون تنسيه بعد دقايق
اتنهدت روز و شعرت بضيق من ملاحظات سلمى اللانهائية و حكت بضيق واضح
روز:تمام، هالحركة ببالي لأني بعملها كتير، مرت فترة ما كان واجب عليي غير اني هز براسي
فهمت سلمى مقصد روز اللي كان ع حياتها مع ضياء لذلك اتنهدت و اعقبت بهدوء لكن بصراحة
سلمى:اسمعي و ركزي معي لا انا و لا حدا غيري بيأمرك شو تعملي فهمتي؟ لا ايمت بتحكي و لا شو بتعملي او تتصرفي كوني سيدة نفسك حطيها براسك منيح
سكتت فلاحظت تركيز روز بكلامها لتكمل
سلمى:كل شي عم علمك ياه هلق هاد لمصلحتك صدقيني حتوصلي ليوم و حتقولي انو كل هالنصايح جابت نتيجة فهمتي؟
حكت روز بينما انزرعت هالأفكار و هالكلام براسها
روز:فهمت عليكي
سلمى:كملي شغلك هلق
روز:ماشي
بينما غادرت سلمى الغرفة، ذاكرة روز بقيت او استرجعت ذكرى لجدتها و رجعت فيها اربع سنين لورا اغمضت عيونها و أعادت الزمن للوراء
__فلاش باك_
بينما كانت جالسة ع سريرها و حولها كومة الكتب، غارقة بين عدى أوراق أمامها و الكثير من الأقلام كان عندها حُب للأقلام فكانت تشتريها بكثرة واضحة، تبتسم عند بعض المحاضرات و تراجع بعضها و تعبس عن بعضها و كأنها مستاءة من ذاكرتها، لحظات قليلة و كان يفتح باب الخشب القديم مصدر صوت، فكان متناسق من سياق و ترتيب غرفتها اللي اثاثها مان قديم لكن دافئ مليئ بالحُب و الذكريات الحلوة، اطلت من الباب جدتها بظهرها البدى منحني نوعاً ما، مبتسمة قائلة
....:يعطيكي العافية، ما خلصتي؟
روز:لا لسا باقي شوي و بخلص
....:طيب اتركي هلق و تعي معي ع المطبخ علمك هالطبخة مشان لما تتزوجي تطبخيها، لأنو بالنهاية هالطبخات حتنفعك
ضحكت روز ع مبدأ جدتها اللي اعتادت عليه و كانت تؤمن فيه إلى حد ما
روز:والله انا شايفة يا تيتي خليني وقف هالجامعة و اتعلم الطبخات لأنو هي حتنفعني
ضحكت جدتها و استرسلت مدافعة
....:لا انا بدي تطلعي محامية و تتعلمي الطبخ بس بالنهاية البنت بتدرس و بتخلص و مالها غير بيت زوجها و ولادها لازم تحطي ببالك هالشي العيلة اهم من كل شي بالدنيا، و البنت اخرتها لبيت زوجها لهيك تعالي ساعديني و بعدين بتكملي
.
دخلت للبيت بعد وقت نوعاً ما طويل حطت الأكياس اللي حملتها بين ايديها ع الطاولة، جالت بنظرها باحثة عن روز فما لمحتها بالصالون، علقت جاكيتها على عجل و اتجهت لغرفتها خوفاً انها تشوفها للمرة التانية عم تبكي، كان باب الغرفة مفتوح و روز ماكثة ع سريرها و أمامها كومة أوراق مكدسة، بينما هي كانت عم تراقب نفسها بالمراية اللي قدامها، عيونها كانت عم تلمع و كأنها ع وشك البكي لكنها ما بكيت، ملامح وجهها تعيسة و بنفس الوقت مُتعبة، ايقظتها سلمى من شرودها قائلة
سلمى:ممنوع تشردي ع فكرة، كل ما شردتي بكيتي..
ارتجف جسدها اثناء ملاحظة سلمى و ابتسمت بهدوء و كأنها عم تعترف بكلام سلمى اللي كان صحيح، فحكت
روز:يمكن صح
قربت سلمى منها و راقبت الأوراق اللي كانت مكدسة أمامها طالعتهم ورقة ورقة، قرأتهم بتمعن و حكت موجهة كلامها لروز
سلمى:شغلك صح، بس بدي سرعة روز هيك ما بتلحقي للمدة اللي انا عاطيتك ياها
هزت رأسها روز بهدوء فنهرتها سلمى بقسوة
سلمى:تعلمي تحكي مو تهزي راسك بس، لازم تطلعي فيني و بعيوني و تجاوبيني، انتِ محامية و المحامية شخصيتها قوية صار حكيتها مية مرة، بتحكي و بترفع نظرها و بترد مو بتهز راسها تعلمي انو من حقك تحكي و من واجب الكل انو يسمع كلامك
روز:تمام فهمتك
اشاحت النظر سلمى و أعادت نظرها للأوراق لكنها حكت بعد صمت ثواني
سلمى:هاليومين جهزي حالك رح تروحي لأول مرة و تلتقي بيسار، يسار هوي ذات الشب اللي حكيتلك عنه المتورط بسرقة أوراق سرية و عدة تهم تانية باطلة طبعاً، رح احكيلك كل شي بخص القضية و ملابساتها كرمال تباشري بشغلك مع يسار تمام؟
بدا التوتر واضح على عيونها و للحظة كانت حتعترض لولا انها بتعرف شو ممكن تعمل سلمى لو نطقت بحرف هي ضده آو ضد اوامرها لذلك حكت
روز:ماشي
وقفت سلمى و رجعت الأوراق لمكانها قائلة
سلمى:كملي شغلك، حجهز الغدا
هزت رأسها روز بهاللحظة و كأنها نسيت تعليمات سلمى قبل دقائق قليلة، فإنتبهت سلمى و حكت بغضب واضح
سلمى:انا شو حكيت روز، احكي كلام ما تهزي براسك، كل بقلك ياه زرعيه هون بمخك مو احكيه من هون تنسيه بعد دقايق
اتنهدت روز و شعرت بضيق من ملاحظات سلمى اللانهائية و حكت بضيق واضح
روز:تمام، هالحركة ببالي لأني بعملها كتير، مرت فترة ما كان واجب عليي غير اني هز براسي
فهمت سلمى مقصد روز اللي كان ع حياتها مع ضياء لذلك اتنهدت و اعقبت بهدوء لكن بصراحة
سلمى:اسمعي و ركزي معي لا انا و لا حدا غيري بيأمرك شو تعملي فهمتي؟ لا ايمت بتحكي و لا شو بتعملي او تتصرفي كوني سيدة نفسك حطيها براسك منيح
سكتت فلاحظت تركيز روز بكلامها لتكمل
سلمى:كل شي عم علمك ياه هلق هاد لمصلحتك صدقيني حتوصلي ليوم و حتقولي انو كل هالنصايح جابت نتيجة فهمتي؟
حكت روز بينما انزرعت هالأفكار و هالكلام براسها
روز:فهمت عليكي
سلمى:كملي شغلك هلق
روز:ماشي
بينما غادرت سلمى الغرفة، ذاكرة روز بقيت او استرجعت ذكرى لجدتها و رجعت فيها اربع سنين لورا اغمضت عيونها و أعادت الزمن للوراء
__فلاش باك_
بينما كانت جالسة ع سريرها و حولها كومة الكتب، غارقة بين عدى أوراق أمامها و الكثير من الأقلام كان عندها حُب للأقلام فكانت تشتريها بكثرة واضحة، تبتسم عند بعض المحاضرات و تراجع بعضها و تعبس عن بعضها و كأنها مستاءة من ذاكرتها، لحظات قليلة و كان يفتح باب الخشب القديم مصدر صوت، فكان متناسق من سياق و ترتيب غرفتها اللي اثاثها مان قديم لكن دافئ مليئ بالحُب و الذكريات الحلوة، اطلت من الباب جدتها بظهرها البدى منحني نوعاً ما، مبتسمة قائلة
....:يعطيكي العافية، ما خلصتي؟
روز:لا لسا باقي شوي و بخلص
....:طيب اتركي هلق و تعي معي ع المطبخ علمك هالطبخة مشان لما تتزوجي تطبخيها، لأنو بالنهاية هالطبخات حتنفعك
ضحكت روز ع مبدأ جدتها اللي اعتادت عليه و كانت تؤمن فيه إلى حد ما
روز:والله انا شايفة يا تيتي خليني وقف هالجامعة و اتعلم الطبخات لأنو هي حتنفعني
ضحكت جدتها و استرسلت مدافعة
....:لا انا بدي تطلعي محامية و تتعلمي الطبخ بس بالنهاية البنت بتدرس و بتخلص و مالها غير بيت زوجها و ولادها لازم تحطي ببالك هالشي العيلة اهم من كل شي بالدنيا، و البنت اخرتها لبيت زوجها لهيك تعالي ساعديني و بعدين بتكملي
هزت رأسها و قامت بحماس من مكانها قائلة
روز:حاضر يا ست الكل...
_باك__
رجعت من تلك الذكرى و هي عم تبتسم ع تفكير جدتها و نقيضها اللي كانت سلمى، و ضحكت ع حالها كيف كانت مجبورة تساير الشخصيتين و تتصرف متل ما هنن بدهن لترضيهم، وقفت عند هالنقطة هي لطالما اتصرفت متل ما الناس بدها ولا مرة عملت متل ما هي بتحب و هي كانت نقطة ضعف منها، كانت دايماً تحقق رغبات اللي حولها بس ولا مرة حققت رغبتها هي...
نفضت تلك الأفكار من رأسها و انغمست بالشغل كانت بتعرف انها ضعيفة و من داخلها هشة لدرجة انها ما بتعرف شو ممكن تكون رغبتها بالحياة او الشي اللي هي بدها ياه، لذلك تركت هالأفكار و ركزت بتلك الأوراق...
بعد يومين:
واقفة أمام مرايتها كانت المرة الأولى اللي بتلتقي فيها بموكل عندها، يعني بشخص هي مسؤولة عن الدفاع عنه الفكرة بحد ذاتها ارعبتها الا انها حاولت تتصنع القوة و انو الوضع ممكن يكون عادي و بسيط لو ما هي بالغت بردة فعلها و بتفكيرها بالموضوع
جهزت حالها فلبست بنطلون أسود كلاسيكي كان ديق بطريقة مهندمة، فوقه قميص ابيض و جاكيت رسمي اسود ،نوعاً ما كان ستايلها هادي و لايق لصفتهتا لكنها، سكربينة مريحة بكعب مرتفع نوعاً ما ، فتميز بلونه الأبيض الهادي و تركت شعرها البني مفرود فوصل لنصف ضهرها، بحركة لا اراديه ارجعت شعراتها اللي اتناثروا ع وجهها فأعطاها جمال و بنفس الوقت شكل مختلف، تزينت بمكياج جداً خفيف، حملت شننتها الخاصة فيها كمحامية، كانت متوترة لكنها تماسكت أمام سلمى اللي كانت ناطرتها بالسيارة تحت
ركبت بالسيارة مع سلمى اللي ألقت عليها نظرها مطولة تأملت فيها شكلها و حطت بطريقة اعتيادية و كأنها طفلتها الوحيدة عم توصلها لأول يوم روضة الها
سلمى:اصحك تتوتري و تتلبكي، انتِ خلقتي لتكوني محامية تماسكي و ركزي بكلامك و اوثقي بنفسك هاد اهم الشي
كانت حتهز رأسها لكنها تذكرت كلام سلمى الليلة الماضية و خافت تحكي أي شي ممكن يزعجها لذلك اردفت
روز:تمام لا تهكلي هم
سلمى:هالنصايح لأنو يسار مانه شخص عادي هوي رجل قانون و بيعرف هيك شغلات و لقاءات كيف بتم لذلك كوني حذرة يسار شخصية ذكية جداً
حاولت تبين أنه هالكلام و هالمعلومات ما كتير أثرت فيها لكنها بالحقيقة شعرت بالخوف عم يتضاعف بعد كلام سلمى ز ملاحظاتها فتجملت بالسكوت طول الطريق اللي ما كان بافي ع انتهائه الا القليل
صفت سيارتها أمام المبنى الكبير و حكت موجهة الأوامر كعادتها
سلمى:انا مارح انزل معك، اللي بالداخل بيعرفوا انك من طرفي كل اللي عليكي انك تعرفي ع نفسك بأنك محامية يسار فقط و هنن حياخدوكي لعنده و تباشري شغلك، في مدة معينة للقاء استغليها صح تمام روز؟
روز:حاضر يا ست الكل...
_باك__
رجعت من تلك الذكرى و هي عم تبتسم ع تفكير جدتها و نقيضها اللي كانت سلمى، و ضحكت ع حالها كيف كانت مجبورة تساير الشخصيتين و تتصرف متل ما هنن بدهن لترضيهم، وقفت عند هالنقطة هي لطالما اتصرفت متل ما الناس بدها ولا مرة عملت متل ما هي بتحب و هي كانت نقطة ضعف منها، كانت دايماً تحقق رغبات اللي حولها بس ولا مرة حققت رغبتها هي...
نفضت تلك الأفكار من رأسها و انغمست بالشغل كانت بتعرف انها ضعيفة و من داخلها هشة لدرجة انها ما بتعرف شو ممكن تكون رغبتها بالحياة او الشي اللي هي بدها ياه، لذلك تركت هالأفكار و ركزت بتلك الأوراق...
بعد يومين:
واقفة أمام مرايتها كانت المرة الأولى اللي بتلتقي فيها بموكل عندها، يعني بشخص هي مسؤولة عن الدفاع عنه الفكرة بحد ذاتها ارعبتها الا انها حاولت تتصنع القوة و انو الوضع ممكن يكون عادي و بسيط لو ما هي بالغت بردة فعلها و بتفكيرها بالموضوع
جهزت حالها فلبست بنطلون أسود كلاسيكي كان ديق بطريقة مهندمة، فوقه قميص ابيض و جاكيت رسمي اسود ،نوعاً ما كان ستايلها هادي و لايق لصفتهتا لكنها، سكربينة مريحة بكعب مرتفع نوعاً ما ، فتميز بلونه الأبيض الهادي و تركت شعرها البني مفرود فوصل لنصف ضهرها، بحركة لا اراديه ارجعت شعراتها اللي اتناثروا ع وجهها فأعطاها جمال و بنفس الوقت شكل مختلف، تزينت بمكياج جداً خفيف، حملت شننتها الخاصة فيها كمحامية، كانت متوترة لكنها تماسكت أمام سلمى اللي كانت ناطرتها بالسيارة تحت
ركبت بالسيارة مع سلمى اللي ألقت عليها نظرها مطولة تأملت فيها شكلها و حطت بطريقة اعتيادية و كأنها طفلتها الوحيدة عم توصلها لأول يوم روضة الها
سلمى:اصحك تتوتري و تتلبكي، انتِ خلقتي لتكوني محامية تماسكي و ركزي بكلامك و اوثقي بنفسك هاد اهم الشي
كانت حتهز رأسها لكنها تذكرت كلام سلمى الليلة الماضية و خافت تحكي أي شي ممكن يزعجها لذلك اردفت
روز:تمام لا تهكلي هم
سلمى:هالنصايح لأنو يسار مانه شخص عادي هوي رجل قانون و بيعرف هيك شغلات و لقاءات كيف بتم لذلك كوني حذرة يسار شخصية ذكية جداً
حاولت تبين أنه هالكلام و هالمعلومات ما كتير أثرت فيها لكنها بالحقيقة شعرت بالخوف عم يتضاعف بعد كلام سلمى ز ملاحظاتها فتجملت بالسكوت طول الطريق اللي ما كان بافي ع انتهائه الا القليل
صفت سيارتها أمام المبنى الكبير و حكت موجهة الأوامر كعادتها
سلمى:انا مارح انزل معك، اللي بالداخل بيعرفوا انك من طرفي كل اللي عليكي انك تعرفي ع نفسك بأنك محامية يسار فقط و هنن حياخدوكي لعنده و تباشري شغلك، في مدة معينة للقاء استغليها صح تمام روز؟
الجزء الرابع
هزت رأسها و ابتسمت بهدوء فقابلتها سلمى بإبتسامة سعيدة فيها و بإنجازها الصغير جداً، لكنها من داخلها شعرت انو شغلها ما راح عباء منثور مع هالبنت
روز:تمام بشوفك بس خلص
سلمى:ماشي ناطرتك
نزلت روز من السيارة و بقيت مكانها بعد ما غادرت سلمى المكان استدارت و طالعت المبنى بالكامل برهبة كامنة و واضحة بنفس الوقت، اتنفست بعمق شديد لدرجة انفرجت اسارير روحها و غدت بطاقة نوعاً ما متجددة لكن لسا الخوف مسيطر عليها بطريقة قوية و مسيطر على تفكيرها
تقدمت بخطوات مترددة مليئة بالخوف و كأنها غير واثقة من نفسها، غير قادرة على إكمال الخطوات حاولت تتمالك نفسها و تركز انها عم تحاول تحقق احد أحلامها أيام الجامعة، دخلت للمبنى و من ثم اقتربت من أحد العساكر اللي كانوا موجودين، تلبكت و توترت قبل ما تحكي
روز:بقدر شوف المتهم يسار باكواتي
حكى العسكري تلقائياً
....:حضرتك المحامية روز
روز:اي انا
....:اتفضلي معي
تبعته بينما مشي هوي قدامها شعرت بالأرض تحتها عم تهتز من صعوبة موقفها لحد الأن هي مابتعرف شو بدها تقله، مابتعرف شو لازم تسأله و لا حتى كيف ممكن تبلش كلامها معه، تسارعت دقات قلبها و أصابها تشنجات خفيفة بمعدتها سببها الخوف و التوتر
دلفت مع العسكري لغرفة التحقيق و اعدت ع الكرسي اللي كان بجوار الطاولة فحكى العسكري
....:انتظريه هون دقايق و بكون موجود معك
هزت رأسها و جالت بنظرها بالغرفة اللي كان من المفترض انها تلتقي بيسار فيها، اتنفست بعمق و اتنهدت اكتر من مرة و كأنها للحظة ماعاد قدرت تتنفس الأكسجين اللي بالغرفة كان أقل من انو ينقذها من موجة اختناق ممكن تراودها بسبب التوتر اللي اعتلاها، طقطقت أصابعها و فركتهم ببعض اكتر من مرة أنزلت رأسها و قضمت شفايفها كانت من اكتر الحركات اللي بتعملها لما تتوتر او تحس انها فعلاً عم تفكر بشي غير قادرة على فعله
دخل من الباب برفقة العسكري اللي غادر اول ما اوصل يسار للغرفة، بينما يسار بقي مكانه لثوانٍ جداً معدودة طالع النظر بالبنت اللي كانت امامه نظراتها المرتبكة، حركة ايديها الدالة ع توترها بالإضافة لإفراطها بالحركة و كأنها غير مرتاحة بالمكان، جلستها ما كانت جلسة محامية نظراتها تائهة و ضايعة فيها الكثير من الخوف
اقترب منها و سحب الكرسي فإرتجف جسدها بخفة لما انتبهت لوجوده اعد مقابيلها و شبك كفوف ايديه ببعض حملق فيها بنظرات ثاقبة حازمة، كلها تركيز و كأنها عم يفرجيها كيف لازم تكون هي بجلستها و حضورها، قابل خوفها و توترها بثقة عالية أربكتها و اخافتها، بينما كانت هي متلبكة و خايفة كان يسار مرتاح و محافظ على هدوئه، فاللوهلة الأولى بتشعر انو يسار المحامي و روز المتهمة.
جملة وحدة اللي قدرت تحكيها و جاهدت لقدرت تطلع منها
روز: انا روز ، محاميتك
هز رأسه يسار مستخف بالتعريف اللي قدمته و حكى بعدم إهتمام
يسار: و النعم منك.
اجتاح الصمت الجلسة و كانت روز لا تزال عم ترتب الجملة برأسها و يأست لحد تلك اللحظة انها تحكيها تعرق جبينها بقوة و احمرت خدودها تلعثمت اكتر من مرة، كل ما تجي تحكي تحس بشي كاتم ع صدرها شي عقد لسانها و منعها حتى من الكلام أو التنفس بشكل جيد، زفر يسار عدة مرات بضيق و طالعها بالكثير من الاستهزاء و كأنه ماعم يصدق انو اللي امامه محامية لطالما قابل محاميات ببداية مسيرتهن لكن متل هيك نموذج كانت المرة الأولى، رفع ايده و أسندها ع دقنه ناطر اللحظة اللي رح تحكي فيها
راقب كل تصرفاتها و تأكد انها الخيار الخطأ كمحامية اله خصوصي بهيك ظرف و بهيك حالة لكن دامها من طرف سلمى كان قادر يتحمل كل تشتت أفكارها اللي عم تعيشه، و كل حروبها مع اللغة لتقدر تحكي كلمة مفهومة بالنسبة اله
اتنفس بعمق و كأنه عم ينبها لوجوده لتتنحنح بالنهاية و تحكي بتلثعم طاغي على مخارج حروفها
روز: أنت....م مت متهم بب بقضية ...كتير صعب..ة في عنا س..سسرقة أوراق...
قاطعها يسار بضربة ع الطاولة، رفع كف إيده اليمنى و خبط ع الطاولة بكل قوة فأرتجف جسد روز بقوة و انتفضت خلاياه أثر حركته ليحكي بنفاذ صبر و بالكثير من الغضب
يسار:انا هيك هيك رايح فيها، كان ناقصني بس محامية معتوهة تأكدلي هالشي
قام من مكانه بغضب واضح و بنظرات كلها استهزاء و بنفس الوقت استغراب من ضعفها اللي كان مثير للريبة كان واثق انها مو قادرة تكون محامية، مو قادرة تدافع عن نفسها هي، غادر الغرفة بغضب فاستقبله العسكري اللي قاده ع السجن مرة تانية
بقيت روز ساكتة و مصدومة بنفس الوقت ما توقعت الشي اللي عمله و لا حتى توقعت كلمته اللي أجفلتها، و لما تذكرتها و رنت بأذنها مرة تانية شعرت بالإهانة، و كانت قاسية ع قلبها لدرجة أدمعت عيونها فاستسلمت لفشلها و راحت تبكي بقوة، غطت ملامح وجهها بكفوف ايديها و بكيت من فعلتها و من توترتها بكيت من ردة فعل يسار و الأهم من وصفه اللي فعلاً أذاها نفسياً ما توقعت هالكلمة بأول لقاء بيناتهم يسار فجر كل توقعاتهامسحت دموعها بكفوف ايديها
هزت رأسها و ابتسمت بهدوء فقابلتها سلمى بإبتسامة سعيدة فيها و بإنجازها الصغير جداً، لكنها من داخلها شعرت انو شغلها ما راح عباء منثور مع هالبنت
روز:تمام بشوفك بس خلص
سلمى:ماشي ناطرتك
نزلت روز من السيارة و بقيت مكانها بعد ما غادرت سلمى المكان استدارت و طالعت المبنى بالكامل برهبة كامنة و واضحة بنفس الوقت، اتنفست بعمق شديد لدرجة انفرجت اسارير روحها و غدت بطاقة نوعاً ما متجددة لكن لسا الخوف مسيطر عليها بطريقة قوية و مسيطر على تفكيرها
تقدمت بخطوات مترددة مليئة بالخوف و كأنها غير واثقة من نفسها، غير قادرة على إكمال الخطوات حاولت تتمالك نفسها و تركز انها عم تحاول تحقق احد أحلامها أيام الجامعة، دخلت للمبنى و من ثم اقتربت من أحد العساكر اللي كانوا موجودين، تلبكت و توترت قبل ما تحكي
روز:بقدر شوف المتهم يسار باكواتي
حكى العسكري تلقائياً
....:حضرتك المحامية روز
روز:اي انا
....:اتفضلي معي
تبعته بينما مشي هوي قدامها شعرت بالأرض تحتها عم تهتز من صعوبة موقفها لحد الأن هي مابتعرف شو بدها تقله، مابتعرف شو لازم تسأله و لا حتى كيف ممكن تبلش كلامها معه، تسارعت دقات قلبها و أصابها تشنجات خفيفة بمعدتها سببها الخوف و التوتر
دلفت مع العسكري لغرفة التحقيق و اعدت ع الكرسي اللي كان بجوار الطاولة فحكى العسكري
....:انتظريه هون دقايق و بكون موجود معك
هزت رأسها و جالت بنظرها بالغرفة اللي كان من المفترض انها تلتقي بيسار فيها، اتنفست بعمق و اتنهدت اكتر من مرة و كأنها للحظة ماعاد قدرت تتنفس الأكسجين اللي بالغرفة كان أقل من انو ينقذها من موجة اختناق ممكن تراودها بسبب التوتر اللي اعتلاها، طقطقت أصابعها و فركتهم ببعض اكتر من مرة أنزلت رأسها و قضمت شفايفها كانت من اكتر الحركات اللي بتعملها لما تتوتر او تحس انها فعلاً عم تفكر بشي غير قادرة على فعله
دخل من الباب برفقة العسكري اللي غادر اول ما اوصل يسار للغرفة، بينما يسار بقي مكانه لثوانٍ جداً معدودة طالع النظر بالبنت اللي كانت امامه نظراتها المرتبكة، حركة ايديها الدالة ع توترها بالإضافة لإفراطها بالحركة و كأنها غير مرتاحة بالمكان، جلستها ما كانت جلسة محامية نظراتها تائهة و ضايعة فيها الكثير من الخوف
اقترب منها و سحب الكرسي فإرتجف جسدها بخفة لما انتبهت لوجوده اعد مقابيلها و شبك كفوف ايديه ببعض حملق فيها بنظرات ثاقبة حازمة، كلها تركيز و كأنها عم يفرجيها كيف لازم تكون هي بجلستها و حضورها، قابل خوفها و توترها بثقة عالية أربكتها و اخافتها، بينما كانت هي متلبكة و خايفة كان يسار مرتاح و محافظ على هدوئه، فاللوهلة الأولى بتشعر انو يسار المحامي و روز المتهمة.
جملة وحدة اللي قدرت تحكيها و جاهدت لقدرت تطلع منها
روز: انا روز ، محاميتك
هز رأسه يسار مستخف بالتعريف اللي قدمته و حكى بعدم إهتمام
يسار: و النعم منك.
اجتاح الصمت الجلسة و كانت روز لا تزال عم ترتب الجملة برأسها و يأست لحد تلك اللحظة انها تحكيها تعرق جبينها بقوة و احمرت خدودها تلعثمت اكتر من مرة، كل ما تجي تحكي تحس بشي كاتم ع صدرها شي عقد لسانها و منعها حتى من الكلام أو التنفس بشكل جيد، زفر يسار عدة مرات بضيق و طالعها بالكثير من الاستهزاء و كأنه ماعم يصدق انو اللي امامه محامية لطالما قابل محاميات ببداية مسيرتهن لكن متل هيك نموذج كانت المرة الأولى، رفع ايده و أسندها ع دقنه ناطر اللحظة اللي رح تحكي فيها
راقب كل تصرفاتها و تأكد انها الخيار الخطأ كمحامية اله خصوصي بهيك ظرف و بهيك حالة لكن دامها من طرف سلمى كان قادر يتحمل كل تشتت أفكارها اللي عم تعيشه، و كل حروبها مع اللغة لتقدر تحكي كلمة مفهومة بالنسبة اله
اتنفس بعمق و كأنه عم ينبها لوجوده لتتنحنح بالنهاية و تحكي بتلثعم طاغي على مخارج حروفها
روز: أنت....م مت متهم بب بقضية ...كتير صعب..ة في عنا س..سسرقة أوراق...
قاطعها يسار بضربة ع الطاولة، رفع كف إيده اليمنى و خبط ع الطاولة بكل قوة فأرتجف جسد روز بقوة و انتفضت خلاياه أثر حركته ليحكي بنفاذ صبر و بالكثير من الغضب
يسار:انا هيك هيك رايح فيها، كان ناقصني بس محامية معتوهة تأكدلي هالشي
قام من مكانه بغضب واضح و بنظرات كلها استهزاء و بنفس الوقت استغراب من ضعفها اللي كان مثير للريبة كان واثق انها مو قادرة تكون محامية، مو قادرة تدافع عن نفسها هي، غادر الغرفة بغضب فاستقبله العسكري اللي قاده ع السجن مرة تانية
بقيت روز ساكتة و مصدومة بنفس الوقت ما توقعت الشي اللي عمله و لا حتى توقعت كلمته اللي أجفلتها، و لما تذكرتها و رنت بأذنها مرة تانية شعرت بالإهانة، و كانت قاسية ع قلبها لدرجة أدمعت عيونها فاستسلمت لفشلها و راحت تبكي بقوة، غطت ملامح وجهها بكفوف ايديها و بكيت من فعلتها و من توترتها بكيت من ردة فعل يسار و الأهم من وصفه اللي فعلاً أذاها نفسياً ما توقعت هالكلمة بأول لقاء بيناتهم يسار فجر كل توقعاتهامسحت دموعها بكفوف ايديها
و غادرت الغرفة متجهة للخارج كان وقت اللقاء بينها و بين يسار انتهى قبل ما يبدأ اصلاً، خافت العودة مرة تانية خافت لقاءها بذاك الشخص المتهور العصبي، خافت تجتمع فيه مرة تانية و تكون ضعيفة بهالطريقة، طلعت من باب المبنى لتتفاجأ بسيارة سلمى مصفوفة ع الباب و كأنها ناطرتها، مشيت ناح السيارة و طلعت حد سلمى اللي كانت ناطرة كلامها ناطرة تحكيلها تفاصيل اللقاء و كيف تناقشوا...
لكن روز فجعتها ببكائها و استغربت السبب فحكت سائلة
سلمى:شو القصة روز شو اللي صار احكيلي
ارتجف جسدها و حاولت تحكي لكنها عجزت فحكت سلمى مهدئة
سلمى:اهدي و احكيلي شو القصة، شو صار معك جوا؟
طالعتها بعيون باكية و نظرات ملتهبة
روز:ماعرفت احكي كالعادة ضعفت مابعرف شو صرلي خفت كتير، خفت اني لوحدي بهيك موقف و هوي كتير عصبي مابعرف ما عملتله شي راح سبني بلا سبب
تغيرت ملامح سلمى للصدمة و كأنها ما صدقت كلام روز فحكت
سلمى:شو؟؟؟!! انتِ عم تحكي عنجد، شو قلك يسار
روز:حكالي مو ناقصني محامية معتوهة، انا يمكن كنت هشة ما قدرت احكي و خفت، بس هوي مو من حقه يوصفني بهيك وصف و يهيني خصوصي اني ما أسأت إله
اشاحت بنظرها سلمى و للحظة ما صدقت روز خصوصي أنها بتعرف أديش يسار انسان هادي و بنفس الوقت راكز بكلامه و لبق، يسار نموذج مثالي للشاب الخلوق من وجهة نظر سلمى لكن بعد كلام روز انصدمت خصوصي انو روز بنت ما بتكذب اطلعت فيها و حكت بعد صمت دقايق
سلمى:خليكي مكانك انا طالعة اتأكد بنفسي ليش هيك عمل
.
بقيت روز مكانها عم تمسح بقايا دموع سالت على خدودها بينما غادرت سلمى المكان متوجهة لداخل المبنى مرة تانية و كلها حزم و فضول لتشوف يسار و تعرف شو اللي صار معه، اقتربت من أحد العساكر
سلمى:انا سلمى العاجي المحامية الرسمية للمتهم يسار بقدر شوفه هلق
....:عفواً مدام سلمى المتهم يسار قابل محاميته قبل شوي فا اعتقد في داعي للقاء مرة تانية
سلمى:انا بعرف هالشي بس لو سمحت حدث سوء فهم و انا لازم اتأكد من بعض الأشياء منه هوي
هز رأسه بتفهم
....:تمام اتفضلي معي
لحقته و دخلت لذات الغرفة اللي اتعودت تلتقي يسار فيها، بقيت ناطرته على احر من الجمر، بعد دقائق دخل يسار من الباب و كان واضح ع ملامحه الغضب و كأنها بعدها موجة غضبه ما هديت، قرب من سلمى و اعد ع الكرسي بصمت فعرفت سلمى انو في شي مدايقه، خصوصي أنه ما رحب فيها كالعادة و حكى كلمته المعتادة "ماما سلمى"
سلمى:شو اللي صار يسار فهمني
سلمى:شو اللي صار يسار فهمني
اندفع يسار بالكلام بغضب كان واضح من كلامه و كأنه كان ناطر حضور سلمى ليحكي
يسار:انتِ اللي بدك تفهميني جايبة وحدة ادافع عني و هي أصلاً مو قادرة ادافع عن حالها، لك هي كلمتين ع بعضهم ماعم تعرف تحكي كيف بدها توقف بالمحكمة و تحكي قدام القاضي ع فكرة بتبهدلنا لك بضحك المحكمة كلها علينا
قاطعته بحدة نوعاً ما، ما قبلت يحكي عن روز بهالطريقة خصوصي انو روز الها وضع استثنائي و هي أدرى فيه
سلمى:يسار البنت الها وضع خاص صدقني هي قادرة تتغير
اتنهد يسار بنفاذ صبر
يسار:انو تتغير لك هي اذا تغيرت بدها شي سنتين تلاتة بكون انا تخيت بالحبوس، لا من هون لوقتها بكون انحكمت مشي الحال اعدام ع ايدها هي...
تجاهلت الحقيقة اللي باح فيها يسار و اللي كان فيها خصال من الكلام الصحيح، فتجاهلته و حكت بإندفاع بعد ما تذكرت كيف وصفها
سلمى:بس انت مو من حقك تقلها معتوهة ، يسار انت من ايمت بتحكي بهالطريقة مع الناس شو قصتك السجن بلش يأثر عليك يعني
تضايق من كلامها و خصوصي اخر جملة شعر انها و لأول مرة يمكن ماعم تحس بالشي اللي عم يحسه هوي فجاوبها بمرارة واضحة
يسار:ما أثر فيني السجن، بس فكرة اني صرت متهم و انا اللي كنت عم اركض لأظهر الحق خانقني، انا مستعد اعمل اي شي لأطلع، ماما سلمى انا بدي انتِ تمشي بالقضية مابدي حدا تاني
تفهمت سلمى كلام يسار و شعرت بالضيق لأجله اتنهدت و حكت
سلمى:لا تهكل هم يسار صدقني انا عم حاول و بالنسبة لروز هالبنت انا واثقة انو بيطلع منها شي ممتاز بس بدها تشجيع
ما علق ع موضوع روز و اكتفى انو هز رأسه بإيجاب....
انتهى اللقاء بيناتهم و رجعت سلمى لسيارة بعد ما ودعت يسار و حاولت تطمنه و تزرع داخله طفيف أمل كانت واثقة انو ما ممكن يأثر ع حالة يسار اللي كان واصللها، طلعت بالسيارة و كانت روز بعدها ناطرتها ما كانت عم تبكي لكن كانت شاردة بشي ما قدرت سلمى تعرفه، اكتفت سلمى بالصمت طول الطريق و ما سألت روز اي سؤال عن الشي اللي صار بينها و بين يسار لقبل ما يوصلوا ع البيت بشي خمس دقايق حكت
روز:شو اللي صار معك لما التقيتي فيه
كانت نظراتها لساها ع الطريق و اكتفت بنبرة جداً جافة
سلمى:بالبيت منحكي...
لكن روز فجعتها ببكائها و استغربت السبب فحكت سائلة
سلمى:شو القصة روز شو اللي صار احكيلي
ارتجف جسدها و حاولت تحكي لكنها عجزت فحكت سلمى مهدئة
سلمى:اهدي و احكيلي شو القصة، شو صار معك جوا؟
طالعتها بعيون باكية و نظرات ملتهبة
روز:ماعرفت احكي كالعادة ضعفت مابعرف شو صرلي خفت كتير، خفت اني لوحدي بهيك موقف و هوي كتير عصبي مابعرف ما عملتله شي راح سبني بلا سبب
تغيرت ملامح سلمى للصدمة و كأنها ما صدقت كلام روز فحكت
سلمى:شو؟؟؟!! انتِ عم تحكي عنجد، شو قلك يسار
روز:حكالي مو ناقصني محامية معتوهة، انا يمكن كنت هشة ما قدرت احكي و خفت، بس هوي مو من حقه يوصفني بهيك وصف و يهيني خصوصي اني ما أسأت إله
اشاحت بنظرها سلمى و للحظة ما صدقت روز خصوصي أنها بتعرف أديش يسار انسان هادي و بنفس الوقت راكز بكلامه و لبق، يسار نموذج مثالي للشاب الخلوق من وجهة نظر سلمى لكن بعد كلام روز انصدمت خصوصي انو روز بنت ما بتكذب اطلعت فيها و حكت بعد صمت دقايق
سلمى:خليكي مكانك انا طالعة اتأكد بنفسي ليش هيك عمل
.
بقيت روز مكانها عم تمسح بقايا دموع سالت على خدودها بينما غادرت سلمى المكان متوجهة لداخل المبنى مرة تانية و كلها حزم و فضول لتشوف يسار و تعرف شو اللي صار معه، اقتربت من أحد العساكر
سلمى:انا سلمى العاجي المحامية الرسمية للمتهم يسار بقدر شوفه هلق
....:عفواً مدام سلمى المتهم يسار قابل محاميته قبل شوي فا اعتقد في داعي للقاء مرة تانية
سلمى:انا بعرف هالشي بس لو سمحت حدث سوء فهم و انا لازم اتأكد من بعض الأشياء منه هوي
هز رأسه بتفهم
....:تمام اتفضلي معي
لحقته و دخلت لذات الغرفة اللي اتعودت تلتقي يسار فيها، بقيت ناطرته على احر من الجمر، بعد دقائق دخل يسار من الباب و كان واضح ع ملامحه الغضب و كأنها بعدها موجة غضبه ما هديت، قرب من سلمى و اعد ع الكرسي بصمت فعرفت سلمى انو في شي مدايقه، خصوصي أنه ما رحب فيها كالعادة و حكى كلمته المعتادة "ماما سلمى"
سلمى:شو اللي صار يسار فهمني
سلمى:شو اللي صار يسار فهمني
اندفع يسار بالكلام بغضب كان واضح من كلامه و كأنه كان ناطر حضور سلمى ليحكي
يسار:انتِ اللي بدك تفهميني جايبة وحدة ادافع عني و هي أصلاً مو قادرة ادافع عن حالها، لك هي كلمتين ع بعضهم ماعم تعرف تحكي كيف بدها توقف بالمحكمة و تحكي قدام القاضي ع فكرة بتبهدلنا لك بضحك المحكمة كلها علينا
قاطعته بحدة نوعاً ما، ما قبلت يحكي عن روز بهالطريقة خصوصي انو روز الها وضع استثنائي و هي أدرى فيه
سلمى:يسار البنت الها وضع خاص صدقني هي قادرة تتغير
اتنهد يسار بنفاذ صبر
يسار:انو تتغير لك هي اذا تغيرت بدها شي سنتين تلاتة بكون انا تخيت بالحبوس، لا من هون لوقتها بكون انحكمت مشي الحال اعدام ع ايدها هي...
تجاهلت الحقيقة اللي باح فيها يسار و اللي كان فيها خصال من الكلام الصحيح، فتجاهلته و حكت بإندفاع بعد ما تذكرت كيف وصفها
سلمى:بس انت مو من حقك تقلها معتوهة ، يسار انت من ايمت بتحكي بهالطريقة مع الناس شو قصتك السجن بلش يأثر عليك يعني
تضايق من كلامها و خصوصي اخر جملة شعر انها و لأول مرة يمكن ماعم تحس بالشي اللي عم يحسه هوي فجاوبها بمرارة واضحة
يسار:ما أثر فيني السجن، بس فكرة اني صرت متهم و انا اللي كنت عم اركض لأظهر الحق خانقني، انا مستعد اعمل اي شي لأطلع، ماما سلمى انا بدي انتِ تمشي بالقضية مابدي حدا تاني
تفهمت سلمى كلام يسار و شعرت بالضيق لأجله اتنهدت و حكت
سلمى:لا تهكل هم يسار صدقني انا عم حاول و بالنسبة لروز هالبنت انا واثقة انو بيطلع منها شي ممتاز بس بدها تشجيع
ما علق ع موضوع روز و اكتفى انو هز رأسه بإيجاب....
انتهى اللقاء بيناتهم و رجعت سلمى لسيارة بعد ما ودعت يسار و حاولت تطمنه و تزرع داخله طفيف أمل كانت واثقة انو ما ممكن يأثر ع حالة يسار اللي كان واصللها، طلعت بالسيارة و كانت روز بعدها ناطرتها ما كانت عم تبكي لكن كانت شاردة بشي ما قدرت سلمى تعرفه، اكتفت سلمى بالصمت طول الطريق و ما سألت روز اي سؤال عن الشي اللي صار بينها و بين يسار لقبل ما يوصلوا ع البيت بشي خمس دقايق حكت
روز:شو اللي صار معك لما التقيتي فيه
كانت نظراتها لساها ع الطريق و اكتفت بنبرة جداً جافة
سلمى:بالبيت منحكي...
حست روز انو في شي ناطرها بالبيت شي هي غير راضية عنه او بالأصح خايفة انها تسمعه او حتى تعرف شو هوي بهاللحظات اكتفت بمراقبة الطريق لعلها تقدر تطرد من بالها السناريوهات اللي ممكن تدور بينها و بين سلمى اول ما يوصلوا ع البيت
فتحت باب البيت و علقت جاكيتها كالعادة بينما دخلت روز للغرفة الخاصة فيها شلحت جاكيتها و رمته ع السرير عيونها كانت ع الباب عارفة انو بأي لحظة ممكن تدخل سلمى و فعلاً تبعتها و حكت بحدة ما عهدتها روز منها و بطريقة فعلاً دايقتها
سلمى:هي اخر مرة بتتصرفي بهي الطريقة المولدنة، انتِ محامية و انا بعتك بشغل مو باعتك لتفوتي بستين حيط و ماتعرفي تحكي كلمتين ع بعضهم ليش شو بيبي صغير انتِ؟ اصحي روز مابدي علمك الكلام كمان هي شغلتك مو شغلتي
حزت بنفسها كلمات سلمى اللاذعة لكنها بقيت جامدة بمكانها رفعت رأسها و نطقت محاولة لتبرير
روز:بس انا ماعملت شي هوي....
قاطعتها سلمى قبل ما تكمل كلامها و بهاللحظة قررت تستخدم كل أوراقها الرابحة ضد روز، قررت تستخدم نقطة ضعفها اللي عارفة انها رخ تجيب نتيجة
سلمى:بتعرفي انتِ رح تبقي هيك، رح يضل ظل ضياء ملاحقك و رح تبقي بنفس المكان لأنو شخصيتك مسحها ضياء ما خلا منك غير مجرد حطام و رماد ناله اي معنى
باغتتها الكلمات الحارقة لكرامتها، أصابت صميمها فشعرت بضيق بصدرها، تجمعت كل ذكرياتها مع ضياء كساها الخوف لكن غلبها الكره و الحقد عليه، لمعت عيونها بحرقة ع نفسها و ع الحالة اللي وصلت الها و لكنها بقيت جامدة بخلايا محترقة
أكملت سلمى و كأنها فرصتها المناسبة لحتى تفجر كل قنابلها أمامها
سلمى: سكوتك ما علامته غير الرضى و أنه كلامي الصح، صار قلتلك اكتر من مرة انك محامية و لازم تكوني غير هيك بس انتِ ماعم تشوفي بعيونك غير كلام ستك عن ست البيت و عن الزواج و ماعم يروح من عقلك ظله لضياء حتبقي هون بهالمكان و مارح يتغير شي
لا زالت الصدمات عم تلاحقها صدمة تليها الأخرى و كل وحدة كانت تقسم قلبها اكتر و تعبها لدرجة ما تقدر ترد فيها، كانت كالصنم أمامها متحجرة عيونها باتت حمراء لكنها ما بكيت مانزلت ولا دمعة منها
سلمى:روز يسار متهم انتِ غلطانة مية بالمية الغلط راكبك هي مو اعدة محامية هي اعدة وحدة متهمة خايفة، اعدة بنت مو عارفة شي بهالدنيا كأنها جاية من عالم تاني اصحي يسار غلط بالكلام معك لكني بغفرله بتعرفي ليش لأنك انتِ وصلتي حالك لهالمرحلة
بقيت صامدة و ساكتة لكن جسدها عم يرتجف و ينتفض أمامها كانت عم تطالعها بعيون حارقة ملتهبة مليئة بالكلام المكتوم و المسجون داخلها
اتنهدت سلمى و شعور بالنصر بات يراودها البنت ما بكيت و هالنقطة بذات هوي مؤشر تغيير جداً كبير بالنسبة الها بدأت تحصد ثمار تعبها و جهدها
سلمى:بتعرفي شغلة انا هلق صرت متأكدة انو الماضي انتِ عم تعيشيه كل يوم مابدك تطلعي منه و لا من هالجو الكئيب اللي خانقة حالك فيه، أطلعي بحالك بالمراية روز حتشوفي وجه ضياء قدامك، كل الناس اللي عم تشوفيها عم تتصورلك كأنها ضياء عم تخافي منهم و كأنهم نسخ من ضياء هاد كله من خوفك و عجزك قدامه، اتذكري كلامي منيح وقتها بتعرفي اني ما ظلمتك ضياء ظلك ما طلع منك و رح يضل الوحش اللي بتخافي منه طول حياتك
غادرت الغرفة بغضب من دون ما تترك الها حق الرد او حتى البكاء، يمكن توقعت الصراخ او دموع غير متناهية لكن ردة فعل روز اشعلت داخلها بصيص من الأمل حست انو البنت قادرة تتغير و من هاللحظة هي اكيد حتكون احسن من قبل، تناهى لبالها صورة لفقيدتها بنفس حالة روز يأسها و ضعفها و عجزها، تذكرت ردة فعلها بذلك الوقت و كيف تصرفت حتى فات الأوان، و بقيت تلوم حالهت عليها سنين بعدها، تمنت و لو للحظة يرجع فيها الزمن لورى لكانت مسكت بإيد بنتها و شدتها غصب العنها ع الحياة لكانت صرخت بوجهها و علمتها تواجه صدمتها بإيدها، متل ما عم تعمل هلق مع روز، كانت ما تركتها تضيع من بين ايديها
اتنهدت و مسحت دمعة فرت من سجن عيونها حسن بغصة اجتاحت حلقها كانت حارقة بلحظتها اغمضت عيونها و غاصت ببحر ذكرياتها، غاصت و غابت عن حاضرها انعزلت بماضيها لعلها تواجه وجه فقيدتها اللي اشتاقت تداعبه بأناملهاو تتحسسه بحب و شوق، شوق يكاد يفتق بجروحها، لحظتها وقفت عند ذكرى جمعتها بلين
_فلاش باك____
بأحد زيارات لين لأهلها بعد ما تزوجت الشخص اللي أصرت عليه و حاربت لأجله كتير، و بقيت فترة طويلة عم تقنع اهلها أنه الشخص المناسب تزوجته بالنهاية لكن بهالزيارة شعرت سلمى بشي مو طبيعي فسألت لين أثناء شربهم قهوتهم بفترة ما بعد الضهر
سلمى:لين حاسستك مو ع بعضك يعني كأنك مو بنتي يلي بعرفها صاير معك شي
طالعتها لين بعيون متلبكة و حاولت تغير الموضوع
لين:لا أبداً مافيني شي بالعكس
سلمى:مابعرف وجهك الضاحك صار يشرد كتير، عيونك العشقانة صابها شوية تعب، اخر زيارتين حاسستك مو منيحة
ضحكت لين و كأنها عم تحاول تطرد هالأفكار من رأس والدتها قائلة
فتحت باب البيت و علقت جاكيتها كالعادة بينما دخلت روز للغرفة الخاصة فيها شلحت جاكيتها و رمته ع السرير عيونها كانت ع الباب عارفة انو بأي لحظة ممكن تدخل سلمى و فعلاً تبعتها و حكت بحدة ما عهدتها روز منها و بطريقة فعلاً دايقتها
سلمى:هي اخر مرة بتتصرفي بهي الطريقة المولدنة، انتِ محامية و انا بعتك بشغل مو باعتك لتفوتي بستين حيط و ماتعرفي تحكي كلمتين ع بعضهم ليش شو بيبي صغير انتِ؟ اصحي روز مابدي علمك الكلام كمان هي شغلتك مو شغلتي
حزت بنفسها كلمات سلمى اللاذعة لكنها بقيت جامدة بمكانها رفعت رأسها و نطقت محاولة لتبرير
روز:بس انا ماعملت شي هوي....
قاطعتها سلمى قبل ما تكمل كلامها و بهاللحظة قررت تستخدم كل أوراقها الرابحة ضد روز، قررت تستخدم نقطة ضعفها اللي عارفة انها رخ تجيب نتيجة
سلمى:بتعرفي انتِ رح تبقي هيك، رح يضل ظل ضياء ملاحقك و رح تبقي بنفس المكان لأنو شخصيتك مسحها ضياء ما خلا منك غير مجرد حطام و رماد ناله اي معنى
باغتتها الكلمات الحارقة لكرامتها، أصابت صميمها فشعرت بضيق بصدرها، تجمعت كل ذكرياتها مع ضياء كساها الخوف لكن غلبها الكره و الحقد عليه، لمعت عيونها بحرقة ع نفسها و ع الحالة اللي وصلت الها و لكنها بقيت جامدة بخلايا محترقة
أكملت سلمى و كأنها فرصتها المناسبة لحتى تفجر كل قنابلها أمامها
سلمى: سكوتك ما علامته غير الرضى و أنه كلامي الصح، صار قلتلك اكتر من مرة انك محامية و لازم تكوني غير هيك بس انتِ ماعم تشوفي بعيونك غير كلام ستك عن ست البيت و عن الزواج و ماعم يروح من عقلك ظله لضياء حتبقي هون بهالمكان و مارح يتغير شي
لا زالت الصدمات عم تلاحقها صدمة تليها الأخرى و كل وحدة كانت تقسم قلبها اكتر و تعبها لدرجة ما تقدر ترد فيها، كانت كالصنم أمامها متحجرة عيونها باتت حمراء لكنها ما بكيت مانزلت ولا دمعة منها
سلمى:روز يسار متهم انتِ غلطانة مية بالمية الغلط راكبك هي مو اعدة محامية هي اعدة وحدة متهمة خايفة، اعدة بنت مو عارفة شي بهالدنيا كأنها جاية من عالم تاني اصحي يسار غلط بالكلام معك لكني بغفرله بتعرفي ليش لأنك انتِ وصلتي حالك لهالمرحلة
بقيت صامدة و ساكتة لكن جسدها عم يرتجف و ينتفض أمامها كانت عم تطالعها بعيون حارقة ملتهبة مليئة بالكلام المكتوم و المسجون داخلها
اتنهدت سلمى و شعور بالنصر بات يراودها البنت ما بكيت و هالنقطة بذات هوي مؤشر تغيير جداً كبير بالنسبة الها بدأت تحصد ثمار تعبها و جهدها
سلمى:بتعرفي شغلة انا هلق صرت متأكدة انو الماضي انتِ عم تعيشيه كل يوم مابدك تطلعي منه و لا من هالجو الكئيب اللي خانقة حالك فيه، أطلعي بحالك بالمراية روز حتشوفي وجه ضياء قدامك، كل الناس اللي عم تشوفيها عم تتصورلك كأنها ضياء عم تخافي منهم و كأنهم نسخ من ضياء هاد كله من خوفك و عجزك قدامه، اتذكري كلامي منيح وقتها بتعرفي اني ما ظلمتك ضياء ظلك ما طلع منك و رح يضل الوحش اللي بتخافي منه طول حياتك
غادرت الغرفة بغضب من دون ما تترك الها حق الرد او حتى البكاء، يمكن توقعت الصراخ او دموع غير متناهية لكن ردة فعل روز اشعلت داخلها بصيص من الأمل حست انو البنت قادرة تتغير و من هاللحظة هي اكيد حتكون احسن من قبل، تناهى لبالها صورة لفقيدتها بنفس حالة روز يأسها و ضعفها و عجزها، تذكرت ردة فعلها بذلك الوقت و كيف تصرفت حتى فات الأوان، و بقيت تلوم حالهت عليها سنين بعدها، تمنت و لو للحظة يرجع فيها الزمن لورى لكانت مسكت بإيد بنتها و شدتها غصب العنها ع الحياة لكانت صرخت بوجهها و علمتها تواجه صدمتها بإيدها، متل ما عم تعمل هلق مع روز، كانت ما تركتها تضيع من بين ايديها
اتنهدت و مسحت دمعة فرت من سجن عيونها حسن بغصة اجتاحت حلقها كانت حارقة بلحظتها اغمضت عيونها و غاصت ببحر ذكرياتها، غاصت و غابت عن حاضرها انعزلت بماضيها لعلها تواجه وجه فقيدتها اللي اشتاقت تداعبه بأناملهاو تتحسسه بحب و شوق، شوق يكاد يفتق بجروحها، لحظتها وقفت عند ذكرى جمعتها بلين
_فلاش باك____
بأحد زيارات لين لأهلها بعد ما تزوجت الشخص اللي أصرت عليه و حاربت لأجله كتير، و بقيت فترة طويلة عم تقنع اهلها أنه الشخص المناسب تزوجته بالنهاية لكن بهالزيارة شعرت سلمى بشي مو طبيعي فسألت لين أثناء شربهم قهوتهم بفترة ما بعد الضهر
سلمى:لين حاسستك مو ع بعضك يعني كأنك مو بنتي يلي بعرفها صاير معك شي
طالعتها لين بعيون متلبكة و حاولت تغير الموضوع
لين:لا أبداً مافيني شي بالعكس
سلمى:مابعرف وجهك الضاحك صار يشرد كتير، عيونك العشقانة صابها شوية تعب، اخر زيارتين حاسستك مو منيحة
ضحكت لين و كأنها عم تحاول تطرد هالأفكار من رأس والدتها قائلة
لين لا ماما أبداً انا كتير منيحة و مبسوطة
أنزلت سلمى فنجان القهوة و سألتها لتتأكد
سلمى:يعني علاء عم يعاملك بطريقة منيحة؟
شردت لين و ابتسامتها كانت لا تزال مزينة وجهها لكن هالإبتسامة كانت تشوبها شائبة
لين:سبق و قلتلك ماما، علاء كتير بحبني و الحمدالله انا كتير منيحة
هزت رأسها سلمى و حست بالقليل من الهدوء و الراحة بعد كلام لين
هزت رأسها سلمى و حست بالقليل من الهدوء و الراحة بعد كلام لين
سلمى:الحمدالله انا هاد اللي بهمني انك تكوني مبسوطة و بس
__باك_
افاقت من شرودها و ذاكرتها ع دموع بدأت تتساقط من عيونها لعلها بدأت تحن و تشتاق الها مرة تانية بالرغم من انها ما غابت عن بالها ولا مرة لا زالت ساكنة قلبها و شاغلة تفكيرها لا زالت حسرة أيامها و الغصة اللي بتجتاح صدرها مل ليلة لتذكرها باللي مضى
.
بعد عدة ساعات كانت لا تزال روز اعدة بغرفتها الباب مسكر عليها و الغرفة مافيها الا ضو خافت نابع من إحدى المصابيح اللي كانت حد السرير، لأول مرة بتقعد مقابيل المراية ع الكرسي اللي كان موجود، راقبت نفسها بتأمل كانت المرة الأولى اللي بتتأمل تفاصيلها و كأنها شخص غريب عن نفسها، تلك المراية هي ذاتها اللي كانت خايفة تنقشع أمامها غبار و طلاسم أيامها السيئة و ندوبها المخبأة اليوم هي جالسة أمامها عارية من كل حزن و ظاهرة لكن تعب اجتاحها، مدت ايدها اليمين بشيئ من التردد و الرجفة اللي فعلاً كانت قد سيطرت عليها تعالت وتيرتها التنفسية، و قربت ايدها للمراية لحتى لابسة بأطراف اصابعها أماكن بعض الندبات بوجهها صحيح انهم اختفوا لكنها كانت لساها حافظة أماكنهم عن ظهر قلب كل وحدة و مكانها و طريقة ظهورها، أنزلت اصابعها و تحسست عيونها و أدركت انها فعلاً لامستهم ابتسمت لأنها يمكن اول مرة بتلاحظ انها تمتلك عيون عسلية واسعة و حلوة و بنفس الوقت، اتنهدت و حاولت تبتسم لنفسها بالمرأة بالبداية رجفت شوي لكنها ابتسمت بالنهاية و تلمست ابتسامتها اللي انزرعت ع المراية
تأملت تفاصيلها كاملة ع المراية دققت فيها و بنفسها، دققت بكل تفصيل صغير كان بوجهها لاحظته او ما كانت ملاحظته من قبل، شعرت لأول مرة انها جلست مع نفسها اعدت مع حالها و استكشف نفسها، مزاياها و جمالها الخارجي و الداخلي تأملت نفسها و اطباعها الهشة، بدون اي شعور منها تحجرت نظراتها و باتت أقوى من ذي قبل فحكت
روز:انا مو ظل ضياء انا روز، ما رح اسمحله أنه يمسحني او يمسح شخصيتي اللي رح ابنيها
تناهى لبالها مشهد سلمى كلامها الجارح معها دفاعها عن يسار و للحظة أعادت كل شي حكته سلمى ببالها و لأول مرة ردت حتى لو ع نفسها لكنها ردت
روز:انا المحامية و هوي المتهم اللي لازم غصب عنه يحترمني و يقدرني انا ما بينقلي معتوهة، انا بينقلي آنسة روز او أستاذة روز
تذكرت اعدتها امامه كيف و كلام سلمى عنها فأعادت
روز:هوي اللي كان لازم يكون خايف و ضايع و الكلام ما يطلع منه مو انا، انا محامية و لازم كون قوية كرمال حالي مو كرمال حدا
تلك اللحظة أعادت شريط حياتها بالكامل أمامها و كأنها استرجعته بثوانِ معدودة حست بثقل برأسها و دوران لكنها تماسكت كلامهم كسر ظهرها تصرفاتهم احنت عامودها الفقري، ذكرياتها اتعبت عقلها و جسدها، و كل تفصيل صغير سيئ حفر بقلبها، بلعت دموعها داخلها حبستهم جواتها و تماسكت شدت ع اطرافها قائلة بكل ما اوتت بقوة
روز:انا مو ظل ضياء، انا مو معتوهة، انا اللي رح انقذك..
.
بهالأثناء علي صوت رنين جرس البيت معلن عن قدوم ضيف للبيت، استغربت روز من رنين جرس البيت بهالوقت اللي يعتبر متأخر نوعاً ما، قامت من مكانها و اتجهت لباب غرفتها فتحته و أطلت بوجهها المليئ ببعض علامات الاستغراب، من لما سكنت عند سلمى و كان عدد مرات رنين هالجرس قليلة نوعاً ما، الأشخاص اللي بتعرفهم سلمى كتير قلال، فهي شخصية نوعاً ما غير اجتماعية، بهالأثناء اقبلت سلمى من غرفتها و قربت من باب البيت فتحته بدون ما تتأكد من هوية الطارق، اللي رن الجرس اكتر من مرة مُلح على فتح الباب
اول ما فتح الباب دخلت صبية بمنتصف العشرينات تقريباً ابتسامتها العريضة شاقة ملامحها السمراء الجذابة، ابتسامتها السعيدة بتشعرك انو الدنيا لساها بخير، لمعت عيونها بفرح و أقبلت ناح سلمى ضمتها بعد ما حكت
مي:شو رأيك بهالمفاجأة لا تقولي مو حلوة
ضحكت سلمى و بادلتها العناق بقوة قائلة
سلمى:حبيبتي ميوش دايماً بتجي بوقتك
بعدت عنها مي و طرت شنتتها من الباب قائلة بتفاخر مصطنع
مي:لك انا اخ بحس فيكي، بعرف انك بخطر و بجي بأنقذك دايماً
ضحكت سلمى بينما تعلقت أنظار مي ع روز اللي كانت واقفة بفضول عم تطالع حركات مي، قابلتها مي بذات الفضول لكنها كانت أجرأ منها و سألت
مي:مين هالصبية الحلوة؟
سلمى:هي روز كانت طالبة عندي و هلق عم تدرب بالشركة عندي ،عايشة معي و متل بنتي
أنزلت سلمى فنجان القهوة و سألتها لتتأكد
سلمى:يعني علاء عم يعاملك بطريقة منيحة؟
شردت لين و ابتسامتها كانت لا تزال مزينة وجهها لكن هالإبتسامة كانت تشوبها شائبة
لين:سبق و قلتلك ماما، علاء كتير بحبني و الحمدالله انا كتير منيحة
هزت رأسها سلمى و حست بالقليل من الهدوء و الراحة بعد كلام لين
هزت رأسها سلمى و حست بالقليل من الهدوء و الراحة بعد كلام لين
سلمى:الحمدالله انا هاد اللي بهمني انك تكوني مبسوطة و بس
__باك_
افاقت من شرودها و ذاكرتها ع دموع بدأت تتساقط من عيونها لعلها بدأت تحن و تشتاق الها مرة تانية بالرغم من انها ما غابت عن بالها ولا مرة لا زالت ساكنة قلبها و شاغلة تفكيرها لا زالت حسرة أيامها و الغصة اللي بتجتاح صدرها مل ليلة لتذكرها باللي مضى
.
بعد عدة ساعات كانت لا تزال روز اعدة بغرفتها الباب مسكر عليها و الغرفة مافيها الا ضو خافت نابع من إحدى المصابيح اللي كانت حد السرير، لأول مرة بتقعد مقابيل المراية ع الكرسي اللي كان موجود، راقبت نفسها بتأمل كانت المرة الأولى اللي بتتأمل تفاصيلها و كأنها شخص غريب عن نفسها، تلك المراية هي ذاتها اللي كانت خايفة تنقشع أمامها غبار و طلاسم أيامها السيئة و ندوبها المخبأة اليوم هي جالسة أمامها عارية من كل حزن و ظاهرة لكن تعب اجتاحها، مدت ايدها اليمين بشيئ من التردد و الرجفة اللي فعلاً كانت قد سيطرت عليها تعالت وتيرتها التنفسية، و قربت ايدها للمراية لحتى لابسة بأطراف اصابعها أماكن بعض الندبات بوجهها صحيح انهم اختفوا لكنها كانت لساها حافظة أماكنهم عن ظهر قلب كل وحدة و مكانها و طريقة ظهورها، أنزلت اصابعها و تحسست عيونها و أدركت انها فعلاً لامستهم ابتسمت لأنها يمكن اول مرة بتلاحظ انها تمتلك عيون عسلية واسعة و حلوة و بنفس الوقت، اتنهدت و حاولت تبتسم لنفسها بالمرأة بالبداية رجفت شوي لكنها ابتسمت بالنهاية و تلمست ابتسامتها اللي انزرعت ع المراية
تأملت تفاصيلها كاملة ع المراية دققت فيها و بنفسها، دققت بكل تفصيل صغير كان بوجهها لاحظته او ما كانت ملاحظته من قبل، شعرت لأول مرة انها جلست مع نفسها اعدت مع حالها و استكشف نفسها، مزاياها و جمالها الخارجي و الداخلي تأملت نفسها و اطباعها الهشة، بدون اي شعور منها تحجرت نظراتها و باتت أقوى من ذي قبل فحكت
روز:انا مو ظل ضياء انا روز، ما رح اسمحله أنه يمسحني او يمسح شخصيتي اللي رح ابنيها
تناهى لبالها مشهد سلمى كلامها الجارح معها دفاعها عن يسار و للحظة أعادت كل شي حكته سلمى ببالها و لأول مرة ردت حتى لو ع نفسها لكنها ردت
روز:انا المحامية و هوي المتهم اللي لازم غصب عنه يحترمني و يقدرني انا ما بينقلي معتوهة، انا بينقلي آنسة روز او أستاذة روز
تذكرت اعدتها امامه كيف و كلام سلمى عنها فأعادت
روز:هوي اللي كان لازم يكون خايف و ضايع و الكلام ما يطلع منه مو انا، انا محامية و لازم كون قوية كرمال حالي مو كرمال حدا
تلك اللحظة أعادت شريط حياتها بالكامل أمامها و كأنها استرجعته بثوانِ معدودة حست بثقل برأسها و دوران لكنها تماسكت كلامهم كسر ظهرها تصرفاتهم احنت عامودها الفقري، ذكرياتها اتعبت عقلها و جسدها، و كل تفصيل صغير سيئ حفر بقلبها، بلعت دموعها داخلها حبستهم جواتها و تماسكت شدت ع اطرافها قائلة بكل ما اوتت بقوة
روز:انا مو ظل ضياء، انا مو معتوهة، انا اللي رح انقذك..
.
بهالأثناء علي صوت رنين جرس البيت معلن عن قدوم ضيف للبيت، استغربت روز من رنين جرس البيت بهالوقت اللي يعتبر متأخر نوعاً ما، قامت من مكانها و اتجهت لباب غرفتها فتحته و أطلت بوجهها المليئ ببعض علامات الاستغراب، من لما سكنت عند سلمى و كان عدد مرات رنين هالجرس قليلة نوعاً ما، الأشخاص اللي بتعرفهم سلمى كتير قلال، فهي شخصية نوعاً ما غير اجتماعية، بهالأثناء اقبلت سلمى من غرفتها و قربت من باب البيت فتحته بدون ما تتأكد من هوية الطارق، اللي رن الجرس اكتر من مرة مُلح على فتح الباب
اول ما فتح الباب دخلت صبية بمنتصف العشرينات تقريباً ابتسامتها العريضة شاقة ملامحها السمراء الجذابة، ابتسامتها السعيدة بتشعرك انو الدنيا لساها بخير، لمعت عيونها بفرح و أقبلت ناح سلمى ضمتها بعد ما حكت
مي:شو رأيك بهالمفاجأة لا تقولي مو حلوة
ضحكت سلمى و بادلتها العناق بقوة قائلة
سلمى:حبيبتي ميوش دايماً بتجي بوقتك
بعدت عنها مي و طرت شنتتها من الباب قائلة بتفاخر مصطنع
مي:لك انا اخ بحس فيكي، بعرف انك بخطر و بجي بأنقذك دايماً
ضحكت سلمى بينما تعلقت أنظار مي ع روز اللي كانت واقفة بفضول عم تطالع حركات مي، قابلتها مي بذات الفضول لكنها كانت أجرأ منها و سألت
مي:مين هالصبية الحلوة؟
سلمى:هي روز كانت طالبة عندي و هلق عم تدرب بالشركة عندي ،عايشة معي و متل بنتي
شعرت روز بالقليل من الفرح اللي كسى قلبها بعد تعريفها صفة انها متل بنتها أمام مي حست بشيئ من الإنتماء، و الفرح لأول مرة شخص غريب بيحكي انها متل بنته، هي حتى من امها نا سمعتها، شي داخلها أعلن فرحه لكن لا زالت مدايقة من كلامها و توبيخها الها
بينما شعرت مي بالسعادة اول ما عرفت انو روز إقامتها دائمة عند سلمى و قربت منها بإندفاع و عانقتها دون اي مقدمات قائلة
مي:ياقلبي اهلا و سهلا فيكي...
تبلدت روز بتلك اللحظات و ما قابلتها بذات الحرارة و نفس العناق شعرت بشعور غريب عناق مي كان عادي، مجرد ردة فعل منها مو مليئ بالمشاعر لكن روز تلك الفتاة اللي مشاعرها جافة بكل ما تعنيه الكلمة، شعرت بالقليل من الدفئ لمجرد احتواء شخص الها، و لكن ماقدرت تبادلها نفس الحضن فبقيت ع حالهاشعرت سلمى باحراج روز من تصرف مي المندفع فحكت قائلة
سلمى:لك هلق اعتقي البنت و تعالي احكيلي كيفها اختي
استدارت مي لعند سلمى و حكت بتنهد
مي:اااه شو بدي احكيلك ماما ببيروت مقضيتها صبحيات نسوان، جمعات، فوتات و طلعات و كل ما بتكبر بتحلى و بتصغر
دخلت سلمى ع الصالون و تبعتها مي اما روز بقيت عم تراقب الحوار من بعيد
سلمى:عم تغاري من امك ولي
مي:لك هي ست الكل مين بغار منها
سلمى:كيف خطرت ع بالك صرلك زمان ما جيتي
مي:حقك عليي والله بس جامعة و أشغال كتيرة، اول ما صحتلي الفرصة جيت شوفك تؤبريني
سلمى:البيت بيتك ميوش
مي:هاد شي ما منختلف عليه
ضحكت سلمى ع عفويتها و اندفاعها و سرعتها بالكلام اللي رغم مرور السنين ما تغيروا و بقيت مي متل ما بتعرفها سلمى بدون اي تغير او حتى تجديد
سلمى:تمام ياقلبي ادخلي ع الغرفة ارتاحي
سحبت معها شنتتها و دخلت للغرفة تبعتها روز بعد تردد قصير و دخلت وراها، اقتربت من السرير و اعدت ع حرفه بينما فتحت مي شنتتها و طلعت تيابها بشكل عشوائي جداً باحثة عن بيجامة لنوم
مي:والله انا افشل حدا بضب شناتي سفر، تقولي بالي مو هيك
راقبتها روز بعناية تعلقت عيونها ع شعراتها اللي كانوا مصففين بعناية واضح انهم مسبوغين فتلونوا باللون البني الفاتح جداً، التسريحة اللي عاملتها مي ناسب الموضة و عاصرت وقتها، ملابسها كانت زاهية بألوان بتفتح النفس بتحسس بالتفاؤل اما اكسسواراتها فكانت متناسقة بطريقة غريبة مع لبسها، وجهها صافي و مليئ بالنضارة و الإشراق عكس بشرة روز اللي مليها التعب و الإرهاق حكت روز بعد ما اشاحت النظر عنها
روز:بتقدري تنامي ع التخت اذا بتحبي و انا بنام ع الكنباية
اطلعت مي ع السرير و الكنباية اللي أشرت عليها روز و حكت
مي:لا عادي نامي ع التخت بشكل طبيعي انا متعودة من لما كنت اجي أيام لين (الله يرحمها) كنت نام ع هديك الكبة، هي الها صندوق بيفتح و بتتحول لسرير صغير شوي بس تمام و مريح ع فكرة
ما ركزت بكلام مي بقدر تركيزها على ذكر لين روز بتعرف انو سلمى عندها بنت لكنها كانت المرة الأولى اللي بينحكها عنها امامها، هي ما بتعرف قصتها اللي بتعرفه بس انا توفت قبل أربع سنين لكن ما حدا كان بيعرف السبب او كيف توفت ، بقيت شاردة بالأفكار و لما صحيت من دوامة افكارها، كانت مي اعدة بيجامتها و غراضها و طالعة من الغرفة
هزت اكتافها بعدم اكتراث و كأنها غير مبالية بوجودها رفعت غطا التخت تسطحت و دثرت نفسها، تكورت ع نفسها كالجنين و غمضت عيونها محاولة للنوم اللي نجحت بعد دقائق عديدة ...
امتدت خيوط الشمس الذهبية، و داعبت كل أركان المطبخ بنعومة لتعلن عن بداية يوم جديد حامل جواته قصص كتيرة
بينما كانت سلمى عم تغلي قهوتها الصباحية اللي ما بتقدر بلاها و بتحس انها ما صحصحت اذا ما شربتها، و كأنها فيتامين صباحي ببث النشاط بخلايا جسدها، صبتها بالفنجان بعد ما عقدتها اكتر من مرة، اجتاح المطبخ دخول مي عليه قائلة بصوت ناعس
مي:زكاتك صبيلي فنجان، و لا أنتو عندكن نسكافيه
ضحكت سلمى ع ملاحظة مي اللي ذكرتها ب لين كانت كتير تحبه و دايماً تشربه بكثرة، ما كانت تشرب قهوة بقدر ما تشرب نسكافيه، اتنهدت و تذكرت انها من أربع سنين ما جابته ع البيت و لا بتشربه، من بعد ما غادرت فقيدة قلبها
سلمى:للأسف ما منشربه و لا منشتريه، حصبلك قهوة
سحبت سلمى فنجان بينما قربت مي ع الشباك و راقبت العصافير و صوتها الصباحي، صوت فيروز الهادي المنبعث من الراديو القديم، مع الشمس المحاطة بكم هائل من السحب الرمادية، دليل كافي ع انهم بالشتوية، مرور بعض الناس بالشارع و تدثرهم بين تيابهم أكد الها انو هالشتوية حتكون قاسية فحكت بحب و شوق
مي:الله اشتقت قضي الشتوية بالشام بتعرفي لازم انزل ع السوق و جيب كم قطعة
هزت رأسها سلمى و أخذت تفكر بموضوع بينما اعدت مي مقابيلها فتحت تليفونها و راجعت بعض الإتصالات اللي كانت واصلتها، حكت سلمى بعد تفكير عميق و كأنها وجدت الحل اللي ممكن يساعدها و يسهل عليها مهمتها
سلمى: مي بدي منك خدمة ضرورية
مي:قليلي خالي شو بدك
بينما شعرت مي بالسعادة اول ما عرفت انو روز إقامتها دائمة عند سلمى و قربت منها بإندفاع و عانقتها دون اي مقدمات قائلة
مي:ياقلبي اهلا و سهلا فيكي...
تبلدت روز بتلك اللحظات و ما قابلتها بذات الحرارة و نفس العناق شعرت بشعور غريب عناق مي كان عادي، مجرد ردة فعل منها مو مليئ بالمشاعر لكن روز تلك الفتاة اللي مشاعرها جافة بكل ما تعنيه الكلمة، شعرت بالقليل من الدفئ لمجرد احتواء شخص الها، و لكن ماقدرت تبادلها نفس الحضن فبقيت ع حالهاشعرت سلمى باحراج روز من تصرف مي المندفع فحكت قائلة
سلمى:لك هلق اعتقي البنت و تعالي احكيلي كيفها اختي
استدارت مي لعند سلمى و حكت بتنهد
مي:اااه شو بدي احكيلك ماما ببيروت مقضيتها صبحيات نسوان، جمعات، فوتات و طلعات و كل ما بتكبر بتحلى و بتصغر
دخلت سلمى ع الصالون و تبعتها مي اما روز بقيت عم تراقب الحوار من بعيد
سلمى:عم تغاري من امك ولي
مي:لك هي ست الكل مين بغار منها
سلمى:كيف خطرت ع بالك صرلك زمان ما جيتي
مي:حقك عليي والله بس جامعة و أشغال كتيرة، اول ما صحتلي الفرصة جيت شوفك تؤبريني
سلمى:البيت بيتك ميوش
مي:هاد شي ما منختلف عليه
ضحكت سلمى ع عفويتها و اندفاعها و سرعتها بالكلام اللي رغم مرور السنين ما تغيروا و بقيت مي متل ما بتعرفها سلمى بدون اي تغير او حتى تجديد
سلمى:تمام ياقلبي ادخلي ع الغرفة ارتاحي
سحبت معها شنتتها و دخلت للغرفة تبعتها روز بعد تردد قصير و دخلت وراها، اقتربت من السرير و اعدت ع حرفه بينما فتحت مي شنتتها و طلعت تيابها بشكل عشوائي جداً باحثة عن بيجامة لنوم
مي:والله انا افشل حدا بضب شناتي سفر، تقولي بالي مو هيك
راقبتها روز بعناية تعلقت عيونها ع شعراتها اللي كانوا مصففين بعناية واضح انهم مسبوغين فتلونوا باللون البني الفاتح جداً، التسريحة اللي عاملتها مي ناسب الموضة و عاصرت وقتها، ملابسها كانت زاهية بألوان بتفتح النفس بتحسس بالتفاؤل اما اكسسواراتها فكانت متناسقة بطريقة غريبة مع لبسها، وجهها صافي و مليئ بالنضارة و الإشراق عكس بشرة روز اللي مليها التعب و الإرهاق حكت روز بعد ما اشاحت النظر عنها
روز:بتقدري تنامي ع التخت اذا بتحبي و انا بنام ع الكنباية
اطلعت مي ع السرير و الكنباية اللي أشرت عليها روز و حكت
مي:لا عادي نامي ع التخت بشكل طبيعي انا متعودة من لما كنت اجي أيام لين (الله يرحمها) كنت نام ع هديك الكبة، هي الها صندوق بيفتح و بتتحول لسرير صغير شوي بس تمام و مريح ع فكرة
ما ركزت بكلام مي بقدر تركيزها على ذكر لين روز بتعرف انو سلمى عندها بنت لكنها كانت المرة الأولى اللي بينحكها عنها امامها، هي ما بتعرف قصتها اللي بتعرفه بس انا توفت قبل أربع سنين لكن ما حدا كان بيعرف السبب او كيف توفت ، بقيت شاردة بالأفكار و لما صحيت من دوامة افكارها، كانت مي اعدة بيجامتها و غراضها و طالعة من الغرفة
هزت اكتافها بعدم اكتراث و كأنها غير مبالية بوجودها رفعت غطا التخت تسطحت و دثرت نفسها، تكورت ع نفسها كالجنين و غمضت عيونها محاولة للنوم اللي نجحت بعد دقائق عديدة ...
امتدت خيوط الشمس الذهبية، و داعبت كل أركان المطبخ بنعومة لتعلن عن بداية يوم جديد حامل جواته قصص كتيرة
بينما كانت سلمى عم تغلي قهوتها الصباحية اللي ما بتقدر بلاها و بتحس انها ما صحصحت اذا ما شربتها، و كأنها فيتامين صباحي ببث النشاط بخلايا جسدها، صبتها بالفنجان بعد ما عقدتها اكتر من مرة، اجتاح المطبخ دخول مي عليه قائلة بصوت ناعس
مي:زكاتك صبيلي فنجان، و لا أنتو عندكن نسكافيه
ضحكت سلمى ع ملاحظة مي اللي ذكرتها ب لين كانت كتير تحبه و دايماً تشربه بكثرة، ما كانت تشرب قهوة بقدر ما تشرب نسكافيه، اتنهدت و تذكرت انها من أربع سنين ما جابته ع البيت و لا بتشربه، من بعد ما غادرت فقيدة قلبها
سلمى:للأسف ما منشربه و لا منشتريه، حصبلك قهوة
سحبت سلمى فنجان بينما قربت مي ع الشباك و راقبت العصافير و صوتها الصباحي، صوت فيروز الهادي المنبعث من الراديو القديم، مع الشمس المحاطة بكم هائل من السحب الرمادية، دليل كافي ع انهم بالشتوية، مرور بعض الناس بالشارع و تدثرهم بين تيابهم أكد الها انو هالشتوية حتكون قاسية فحكت بحب و شوق
مي:الله اشتقت قضي الشتوية بالشام بتعرفي لازم انزل ع السوق و جيب كم قطعة
هزت رأسها سلمى و أخذت تفكر بموضوع بينما اعدت مي مقابيلها فتحت تليفونها و راجعت بعض الإتصالات اللي كانت واصلتها، حكت سلمى بعد تفكير عميق و كأنها وجدت الحل اللي ممكن يساعدها و يسهل عليها مهمتها
سلمى: مي بدي منك خدمة ضرورية
مي:قليلي خالي شو بدك
سلمى:اسمعي روز هي البنت اللي شفتيها عندي بدي منك ترافقيها حتى لو بالغصب، حاولي تاخديها و تطالعيها معك احكيلها شغلات حلوة بحياتك، خليها تتعمق بجو البنات شو بيشتروا شو بيلبسوا، البنت متل ما شفتيها كتير خجولة و هشة و انا بدياها ع الأقل تتخطى هالحاجز هي محامية متل ما بتعرفي
هزت رأسها مي موافقة و حكت
مي:صح كلامك، بس هي وين اهلها يعني ليش هيك كتير خجولة
ما كانت جاهزة سلمى للإجابة ع اي سؤال من أسئلة مي فحكت
سلمى:هلق انتِ شو بدك بهالكلام، بدي تغيري البنت تطالعيها و تغيري من نفسيتها و أهم الشي خليها تصير رفيقتك فهمتي علي؟
مي:فهمت عليكي خلص خليها علي، رح اعملها متلي بالضبط
حكت سلمى متهربة
سلمى: لا شو متلك مابدي انجلط
ضحكت مي و قابلتها سلمى ذات الضحكة
سلمى:صحي لأيمت باقية انتِ
مي:والله لسا ما قررت لسا، بتعرفي هالسنة خلصت جامعة مدري اذا بكمل ماجستير لغات السنة الجاية المهم هالسنة استراحة فأعدة ع قلبك
ضحكت سلمى و حكت
سلمى:احب ع قلبي تجي انتِ بتعرفي
سلمى:احب ع قلبي تجي انتِ بتعرفي
ابتسمت مي بحنان لخالتها و قابلت ابتسامتها بإبتسامة كلها دفئ و حياة..
.
بغرفة التحقيق اللي اتعود فيها يسار يقابل وجوه مألوفة و محببة لقلبه، بذلك اليوم كُتب عليه لقاء شخص ما بيتمنى لقاءه، جالس ع الطاولة نفسها بشعر مسرح غالبت خصلات الشيب شبابه اللي انتهى، عيونه حاقدة و بنفس الوقت مليئة بالشر اللي واضح من ملامحه وجهه، بالرغم من عمره الكبير الا انه ما كان بيملك ملامح و طلة قريبة من القلب، كان ذو هيبة و وقار و نظرات مفزعة نوعاً ما، هوي من الناس اللي اول ما تشوفهم بتتأكد انهم مستعدين ياكلوا الحرام خوفاً من الفقر و زوال المنصب، مد إيده ع الطاولة و حرك اصابيعه المليئة بالخواتم محدثة نغمة بسيط ...
بعد ثواني دخل العسكري و بإيده يسار اللي حدق فيه بنظرات طويلة ذات مغزى لطالما كانت ايامه بالسجن مليئة بالهم و الغم ايام عانى فيها، شعر بالضعف و قلة الحيلة، شعر أنه غير قادر على إنقاذ نفسه، تغيرت ملامحه و انكسرت نظراته
لكنه بهاللحظات و أمام رياض سرعان ما تغير حاله تحجرت نظراته و تملكه نفس البرود و الغرور السابق، اقترب بخطوات قليلة سحب الكرسي و جلس أمامه بأتم استعداد ليسمع ما عنده، ساد الصمت بيناتهم و للحظة توقع يسار انعقاد لسانه فاجأه بنظرات باردة و حارقة بنفس الوقت لا مبالية، فيها الكثير من الكره اللي لطالما كان دفين داخله
ابتدر رياض الكلام و حكى
رياض: اسمع انا مو جاية اطمن عليك، انا جاية بإتفاقية بترضينا نحنا التنين مستعد تسمع
نوعاً ما كان قادر يسار يتوقع شو بده منه فحكى
يسار:سمعني...
ارجع رياض جسده و اركاه ع الكرسي بكل استراحة و أعقب بتعالي و غرور
رياض:بما انك عالق هون بالسجن و بسببي طبعاً، و لزيدك من الشعر بيت تأخر التحقيق معك كان بسببي كمان، انا اللي سعيت لتبقى ايديك مربطة اكبر وقت ممكن
سكت رياض فلاحظ ايضاً سكوت يسار، كان بيعرف انو يسار بيحتفظ بحق الرد ببعض الأحيان لكنه برد بوقت اخر فأكمل كلامه بإستفزاز
رياض:انا جاييك بعرض خروجك من السجن مقابل الأوراق اللي سرقتها و اللي لسا لهلق انت ما تصرفت فيها مابعرف ليش
اقترب يسار من الطاولة و عقد كفوف ايديه ببعض ما فاجأه رياض بطلبه كان اكتر الناس اللي بيعرفوا رياض و تفكيره لكنه اجابه
يسار:و انت قلتها الأوراق عندي و رح تبقى عندي إلى أن استعملهم
ضحك رياض بذكاء و الكثير من الخبث
رياض:يا خوفي ما تلحق انت بتعرفني بخلقلك تهم تخليك تخ بالحبوس و ساعتها ما بتنفعك اوراقك
رياض:يا خوفي ما تلحق انت بتعرفني بخلقلك تهم تخليك تخ بالحبوس و ساعتها ما بتنفعك اوراقك
بادله يسار بإبتسامة ذكية
يسار:مو مشكلة يمكن نتساوى بفترة الحكم وقتها لأنو ذات الأوراق بتخليك تخ بالحبوس
شعر رياض برغبة جامحة لقتل يسار لكنه تمالك نفسه مو عجز منه او عدم مقدرة لكن ما كان هاد الحل اللي عم يسعى اله، كل همه رياض انه يحصل ع الأوراق ليخلص نفسه من كتير ورطات صارت بقبضة يسار
رياض:اسمع يسار بالمختصر الأوراق تساوي برائتك من السجن
اتنهد يسار و حكى بعد تفكير طويل و بذكاء
يسار:الأوراق مارح تتسلم إلا للعدالة
انزل رياض رأسه و اتنفس بعمق و قام من مكانه بغضب جامح و الكثير من اللعنات و المسبات اللي طالت يسار بداخله، ليأعقب بشيئ من التحدي و الحقد
رياض:ابقى فكر منيح و فرجيني وجهك بالمحكمة يا حضرة المستشار ، فكرك اللعب مع الكبار سهل شكلك نسيت مين رياض
ما انكر يسار انو رياض استفزه بكلامه لكنه حافظ ع هدوئه و نبرته الصارمة قائل
يسار:لا ما نسيت، بس انت ما تنسى انو مافي شجرة وصلت لربها
ابتسم بسخرية و اردف قبل ما يغادر الغرفة
رياض:اعطي حكم لقلك، اخرتك واقع طب ع راسك
هزت رأسها مي موافقة و حكت
مي:صح كلامك، بس هي وين اهلها يعني ليش هيك كتير خجولة
ما كانت جاهزة سلمى للإجابة ع اي سؤال من أسئلة مي فحكت
سلمى:هلق انتِ شو بدك بهالكلام، بدي تغيري البنت تطالعيها و تغيري من نفسيتها و أهم الشي خليها تصير رفيقتك فهمتي علي؟
مي:فهمت عليكي خلص خليها علي، رح اعملها متلي بالضبط
حكت سلمى متهربة
سلمى: لا شو متلك مابدي انجلط
ضحكت مي و قابلتها سلمى ذات الضحكة
سلمى:صحي لأيمت باقية انتِ
مي:والله لسا ما قررت لسا، بتعرفي هالسنة خلصت جامعة مدري اذا بكمل ماجستير لغات السنة الجاية المهم هالسنة استراحة فأعدة ع قلبك
ضحكت سلمى و حكت
سلمى:احب ع قلبي تجي انتِ بتعرفي
سلمى:احب ع قلبي تجي انتِ بتعرفي
ابتسمت مي بحنان لخالتها و قابلت ابتسامتها بإبتسامة كلها دفئ و حياة..
.
بغرفة التحقيق اللي اتعود فيها يسار يقابل وجوه مألوفة و محببة لقلبه، بذلك اليوم كُتب عليه لقاء شخص ما بيتمنى لقاءه، جالس ع الطاولة نفسها بشعر مسرح غالبت خصلات الشيب شبابه اللي انتهى، عيونه حاقدة و بنفس الوقت مليئة بالشر اللي واضح من ملامحه وجهه، بالرغم من عمره الكبير الا انه ما كان بيملك ملامح و طلة قريبة من القلب، كان ذو هيبة و وقار و نظرات مفزعة نوعاً ما، هوي من الناس اللي اول ما تشوفهم بتتأكد انهم مستعدين ياكلوا الحرام خوفاً من الفقر و زوال المنصب، مد إيده ع الطاولة و حرك اصابيعه المليئة بالخواتم محدثة نغمة بسيط ...
بعد ثواني دخل العسكري و بإيده يسار اللي حدق فيه بنظرات طويلة ذات مغزى لطالما كانت ايامه بالسجن مليئة بالهم و الغم ايام عانى فيها، شعر بالضعف و قلة الحيلة، شعر أنه غير قادر على إنقاذ نفسه، تغيرت ملامحه و انكسرت نظراته
لكنه بهاللحظات و أمام رياض سرعان ما تغير حاله تحجرت نظراته و تملكه نفس البرود و الغرور السابق، اقترب بخطوات قليلة سحب الكرسي و جلس أمامه بأتم استعداد ليسمع ما عنده، ساد الصمت بيناتهم و للحظة توقع يسار انعقاد لسانه فاجأه بنظرات باردة و حارقة بنفس الوقت لا مبالية، فيها الكثير من الكره اللي لطالما كان دفين داخله
ابتدر رياض الكلام و حكى
رياض: اسمع انا مو جاية اطمن عليك، انا جاية بإتفاقية بترضينا نحنا التنين مستعد تسمع
نوعاً ما كان قادر يسار يتوقع شو بده منه فحكى
يسار:سمعني...
ارجع رياض جسده و اركاه ع الكرسي بكل استراحة و أعقب بتعالي و غرور
رياض:بما انك عالق هون بالسجن و بسببي طبعاً، و لزيدك من الشعر بيت تأخر التحقيق معك كان بسببي كمان، انا اللي سعيت لتبقى ايديك مربطة اكبر وقت ممكن
سكت رياض فلاحظ ايضاً سكوت يسار، كان بيعرف انو يسار بيحتفظ بحق الرد ببعض الأحيان لكنه برد بوقت اخر فأكمل كلامه بإستفزاز
رياض:انا جاييك بعرض خروجك من السجن مقابل الأوراق اللي سرقتها و اللي لسا لهلق انت ما تصرفت فيها مابعرف ليش
اقترب يسار من الطاولة و عقد كفوف ايديه ببعض ما فاجأه رياض بطلبه كان اكتر الناس اللي بيعرفوا رياض و تفكيره لكنه اجابه
يسار:و انت قلتها الأوراق عندي و رح تبقى عندي إلى أن استعملهم
ضحك رياض بذكاء و الكثير من الخبث
رياض:يا خوفي ما تلحق انت بتعرفني بخلقلك تهم تخليك تخ بالحبوس و ساعتها ما بتنفعك اوراقك
رياض:يا خوفي ما تلحق انت بتعرفني بخلقلك تهم تخليك تخ بالحبوس و ساعتها ما بتنفعك اوراقك
بادله يسار بإبتسامة ذكية
يسار:مو مشكلة يمكن نتساوى بفترة الحكم وقتها لأنو ذات الأوراق بتخليك تخ بالحبوس
شعر رياض برغبة جامحة لقتل يسار لكنه تمالك نفسه مو عجز منه او عدم مقدرة لكن ما كان هاد الحل اللي عم يسعى اله، كل همه رياض انه يحصل ع الأوراق ليخلص نفسه من كتير ورطات صارت بقبضة يسار
رياض:اسمع يسار بالمختصر الأوراق تساوي برائتك من السجن
اتنهد يسار و حكى بعد تفكير طويل و بذكاء
يسار:الأوراق مارح تتسلم إلا للعدالة
انزل رياض رأسه و اتنفس بعمق و قام من مكانه بغضب جامح و الكثير من اللعنات و المسبات اللي طالت يسار بداخله، ليأعقب بشيئ من التحدي و الحقد
رياض:ابقى فكر منيح و فرجيني وجهك بالمحكمة يا حضرة المستشار ، فكرك اللعب مع الكبار سهل شكلك نسيت مين رياض
ما انكر يسار انو رياض استفزه بكلامه لكنه حافظ ع هدوئه و نبرته الصارمة قائل
يسار:لا ما نسيت، بس انت ما تنسى انو مافي شجرة وصلت لربها
ابتسم بسخرية و اردف قبل ما يغادر الغرفة
رياض:اعطي حكم لقلك، اخرتك واقع طب ع راسك
غادر رياض المكان و بقي يسار مكانه أغمض عيونه و رفع رأسه محاول يسترخي ما كان قادر يظهر أمامه جانبه الخائف حتى ما يزيد من سطوته و قوته عليه، تمسك بمبدأ انو الأوراق عنده و بمكان أمن لكن بالحقيقة حتى يسار نفسه ما كان بيعرف الأوراق وين و لا بإيد مين هلق، اتنهد بعمق و بثقل اعتلى صدره شعر لحظتها بالضيق و استرسل مخفف عن نفسه
يسار:حتى لو كانت الأوراق معي انا مستحيل سلمها لرياض مستحيل سلمه رقبتي و انا واثق انه رح يغدر فيني، و مستحيل يطلعني من هون ...
.
بعد مرور عدة ساعات:
دخلت مي للغرفة و كانت روز جالسة ع المكتب الموجود بزاوية الغرفة، غارسة رأسها بمجموعة أوراق عم تراجعهم و تعيد فهم محتوياتهم و كأنها عم تدرب على ما كُتب داخلهم، بعض الكلمات صاغتها ع دفتر خاص فيها و البعض الأخر ردتها بطريقة تلقائية، راقبتها مي بعيون فضولية لتحكي معها او حتى تتقرب منها، لطالما كانت شخصيتها فضولية و اجتماعية بنفس الوقت بتحب الناس و دايماً قريبة من الكل، حتى مع الأشخاص الباردين كروز، اقتربت منها بعد ما تذكرت كلام خالتها عنها و حكت بهدوء
مي:من لما فقتي و انتِ حاطة راسك بهالأوراق قومي خلينا نعمل شي شغلة انا و انتِ
تفاجأت روز نوعاً ما، كانت المرة الأولى اللي بيعرض عليها حدا هيك طلب،.....
طول فترة شبابها كانت فارغة من الأصدقاء، ما قدرت تكون صداقات حقيقية مع اي شخص التقت فيه، و بالتالي هيك طلب مباغت زرع داخلها شعور مختلف، وحدة روز كانت جدتها أحد أسبابها لأنها كانت دايماً تزرع براسها
انو الرفقة ممكن يخربوا تفكيرها و يجروها ع الشغلات السيئة، لذلك كانت تجهل شو بيعملوا الأصدقاء مع بعض و كيف بتكون طبيعة العلاقة بيناتهم، اتنهدت بتوتر و جاوبت متهربة
روز:مابعرف عندي شوية شغل
لكن مي كانت مصممة ع قرارها انو لازم يطلعوا سوا لذلك أصرت قائلة
مي:اسمعي تعي ننزل ع السوق انا كتير بحب اشتري لبس، منو منتسوق و بنفس الوقت منتعرف ع بعض، شو رأيك او قلك قومي لبسي بلا ما تفكري
كانت حتعارض و تتهرب خوفاً و حرجاً بنفس الوقت هي ما بتعرف مي لكن لاحتها شكلها كلامها و حتى شخصيتها كانت واضحة انها من عالم بيختفي عن عالم روز كلياً لذلك شعرت بالنقص أمامها و تكورت ع نفسها و قوقعتها اكتر فحكت
روز:بصراحة انا...
قبل ما تكمل كلامها قاطعتها سلمى قائلة بعد ما سمعت حوارهم
سلمى:قومي البسي و روحي معها روز صدقيني حتنبسطي اكتر من اعدتك هون معي و بنفس الوقت انتِ لازمك شوية لبس...
هزت رأسها روز و كأنها استسلمت للأمر الواقع، قامت من مكانها تجهز لبس خاص فيها ، بينما شقت ابتسامة عريضة وجه مي و كأنها سعيدة بنجاحها بتلك المهمة، شعرت انها قادرة تكسب روز رفيقة...
بعد عشرين دقيقة كانوا البنات مغادرين البيت، متوجهين للسوق استعارت مي سيارتها خالتها حتى ما تسوق هي و بنفس الوقت استغربت روز من قدرة مي ع معرفة عدد كبير من الأماكن بدمشق بالرغم من انها مو ساكنة فيها ع عكسها كانت الأماكن اللي بتعرفها جداً محدودة، اتنهدت بضيق صاحبه رغبة لتكون متلها بتعرف كتير اشياء و جريئة مع الغير و بنفس الوقت اجتماعية، قاطعت تفكيرها مي و كأنها قرأت افكارها
مي:انا بعرف الأماكن هون لأني كنت انزل كتير ع الشام قبل ما تموت لين بس بعدها صراحة صارت نزلتي كتير قليلة
هزت رأسها روز بتعاطف معها كونها فقدت شخص كانت تحبه، و تذكرت كيف فقدت جدتها و حزنت بوقتها حزن جداً كبير لدرجة بقيت عدة ايام ما تقدر تاكل، لحظتها سألت مي مرة تانية لما شافتها ما علقت
مي:انتِ بتعرفي لين، بقصد اعدة معها بتعرفي قصتها
اخر جملة حركت الشك داخلها شو ممكن تكون قصة لين اللي هي ما بتعرفها فحكت
روز:لا ما بعرفها و لا بعرف قصتها
مي:ايوا.
انتهى نقاشهم عند هالحد و لحظتها وقفت السيارة عند مجموعة محلات متقاربة من بعضها بتحمل علامة ماركة معروفة نزلت عندها مي و تبعتها روز بشكل تلقائي
يسار:حتى لو كانت الأوراق معي انا مستحيل سلمها لرياض مستحيل سلمه رقبتي و انا واثق انه رح يغدر فيني، و مستحيل يطلعني من هون ...
.
بعد مرور عدة ساعات:
دخلت مي للغرفة و كانت روز جالسة ع المكتب الموجود بزاوية الغرفة، غارسة رأسها بمجموعة أوراق عم تراجعهم و تعيد فهم محتوياتهم و كأنها عم تدرب على ما كُتب داخلهم، بعض الكلمات صاغتها ع دفتر خاص فيها و البعض الأخر ردتها بطريقة تلقائية، راقبتها مي بعيون فضولية لتحكي معها او حتى تتقرب منها، لطالما كانت شخصيتها فضولية و اجتماعية بنفس الوقت بتحب الناس و دايماً قريبة من الكل، حتى مع الأشخاص الباردين كروز، اقتربت منها بعد ما تذكرت كلام خالتها عنها و حكت بهدوء
مي:من لما فقتي و انتِ حاطة راسك بهالأوراق قومي خلينا نعمل شي شغلة انا و انتِ
تفاجأت روز نوعاً ما، كانت المرة الأولى اللي بيعرض عليها حدا هيك طلب،.....
طول فترة شبابها كانت فارغة من الأصدقاء، ما قدرت تكون صداقات حقيقية مع اي شخص التقت فيه، و بالتالي هيك طلب مباغت زرع داخلها شعور مختلف، وحدة روز كانت جدتها أحد أسبابها لأنها كانت دايماً تزرع براسها
انو الرفقة ممكن يخربوا تفكيرها و يجروها ع الشغلات السيئة، لذلك كانت تجهل شو بيعملوا الأصدقاء مع بعض و كيف بتكون طبيعة العلاقة بيناتهم، اتنهدت بتوتر و جاوبت متهربة
روز:مابعرف عندي شوية شغل
لكن مي كانت مصممة ع قرارها انو لازم يطلعوا سوا لذلك أصرت قائلة
مي:اسمعي تعي ننزل ع السوق انا كتير بحب اشتري لبس، منو منتسوق و بنفس الوقت منتعرف ع بعض، شو رأيك او قلك قومي لبسي بلا ما تفكري
كانت حتعارض و تتهرب خوفاً و حرجاً بنفس الوقت هي ما بتعرف مي لكن لاحتها شكلها كلامها و حتى شخصيتها كانت واضحة انها من عالم بيختفي عن عالم روز كلياً لذلك شعرت بالنقص أمامها و تكورت ع نفسها و قوقعتها اكتر فحكت
روز:بصراحة انا...
قبل ما تكمل كلامها قاطعتها سلمى قائلة بعد ما سمعت حوارهم
سلمى:قومي البسي و روحي معها روز صدقيني حتنبسطي اكتر من اعدتك هون معي و بنفس الوقت انتِ لازمك شوية لبس...
هزت رأسها روز و كأنها استسلمت للأمر الواقع، قامت من مكانها تجهز لبس خاص فيها ، بينما شقت ابتسامة عريضة وجه مي و كأنها سعيدة بنجاحها بتلك المهمة، شعرت انها قادرة تكسب روز رفيقة...
بعد عشرين دقيقة كانوا البنات مغادرين البيت، متوجهين للسوق استعارت مي سيارتها خالتها حتى ما تسوق هي و بنفس الوقت استغربت روز من قدرة مي ع معرفة عدد كبير من الأماكن بدمشق بالرغم من انها مو ساكنة فيها ع عكسها كانت الأماكن اللي بتعرفها جداً محدودة، اتنهدت بضيق صاحبه رغبة لتكون متلها بتعرف كتير اشياء و جريئة مع الغير و بنفس الوقت اجتماعية، قاطعت تفكيرها مي و كأنها قرأت افكارها
مي:انا بعرف الأماكن هون لأني كنت انزل كتير ع الشام قبل ما تموت لين بس بعدها صراحة صارت نزلتي كتير قليلة
هزت رأسها روز بتعاطف معها كونها فقدت شخص كانت تحبه، و تذكرت كيف فقدت جدتها و حزنت بوقتها حزن جداً كبير لدرجة بقيت عدة ايام ما تقدر تاكل، لحظتها سألت مي مرة تانية لما شافتها ما علقت
مي:انتِ بتعرفي لين، بقصد اعدة معها بتعرفي قصتها
اخر جملة حركت الشك داخلها شو ممكن تكون قصة لين اللي هي ما بتعرفها فحكت
روز:لا ما بعرفها و لا بعرف قصتها
مي:ايوا.
انتهى نقاشهم عند هالحد و لحظتها وقفت السيارة عند مجموعة محلات متقاربة من بعضها بتحمل علامة ماركة معروفة نزلت عندها مي و تبعتها روز بشكل تلقائي
الجزء الخامس
قضوا وقت طويل بالسوق كانت مي انسانة موسوسة بطريقة لبسها فبتحب تختار لبسها بدقة و عناية بألوان مفرحة مُلفتة، بينما روز كانت تختار بعشوائية و بألوان غامقة نوعاً ما ساعدتها مي كتير و عدلت ع كتير من اختياراتها، اختارت لبس يناسب عمرها و شكلها و بنفس الوقت يكون محترم لنوعية شغلها، اختارتلها ألوان مفرحة لعلها تعدل من نفسيتها، اعترضت روز بالبداية متحججة انها ما بتحب هالنوع من اللبس لكن مي عارضتها بأنو هالنوع هوي المناسب، حست روز بالتعب بس مي بقيت تتنقل من محل لمحل و السعادة غامرتها كانت عم تمارس هوايتها المفضلة التسوق و التنسيق و لذلك ما شعرت بأي تعب
نهاية التسوق ما اكتفت مي بالملابس، ضافة لنزلتهم مكان تاني و لأول مرة بتاخد روز معها لمركز عناية بالبشرة، رفضت روز أكتر من مرة بس مي ما سمعت لأي كلمة من اللي حكتها و كانت مصممة ع موقفها، بالنهاية استسلمت روز لرغبتها، و دخلت للمركز اللي فيه عملت اول جلسة لتنضيف البشرة و العناية فيها، انتابها شعور غريب مزيج مابين الخوف و الحماس، و الكثير من الفضول لتعرف شو ممكن يتغير فيها بعد هالجلسة
لما رجعوا ع البيت كانت مي بعدها عن حماسها لكن روز كانت ع وشك النوم و هي واقفة من شدة تعبها، ادركت انها خسرت جزء كبير من وزنها بالرغم من انها ضعيفة، بينما مي فردت كل الأكياس و فرجتهم لخالتها اللي طالعت ثياب روز بتركيز و دقة و كانت معجبة بمعظم القطع اللي اختارتهن مي، ما كان بهمها اللبس ع قد ما همها تتغير نفسيتها و تقدر تتأقلم مع الواقع مرة تانية
.
بعد مرور عدة ايام:
دخلت سلمى للمكتب و كان واضح عليها القلق من خلال حروفها اللي كانت نابعة بغضب و كأنها غير مصدقة للشي يلي صار معها
سلمى:اليوم كانت المحكمة الأولى و متل ما قلت حيتحاكم معتقل
أعقب احمد اللي كان متوقع أساساً هالقصة
احمد:توقعت سلمى و انا قلتلك و هالشي كله بسبب محاولة هروبه من البلد
اتنهدت سلمى بضيق كان أكثر من ملحوظ و حكت بحقد
سلمى:هالشي كله بسبب رياض
احمد:شو ناوية تتصرفي
سلمى:حأنقض بالحكم ليتحاكم طليق، يمكن اذا تحاكم طليق نقدر نعمل شي
سلمى:و انا هيك برأيي قدمي طعن بحكم المحكمة و انتظري المحاكمة التانية
سلمى:هيك حأعمل بس انا اللي بريحني انو نلاقي هالشنتة هاد هوي الحل الوحيد
احمد:مو مشكلة سلمى لا تنسي لسا معنا وقت يمكن من هون للمحاكمة التانية نقدر نلاقي الحل و كل شي يصير تمام
هزت سلمى رأسها بتمني
بينما روز اللي كانت قابعة بمكتبها و اللي ما قدرت تسمع غير جملة (يسار حيتحاكم معتقل) ابتسمت ابتسامة خبيثة او بمعنى أصح كان فيها قدر كافي من الشماتة، حست للحظة انها شمتانه فيه، شمتانه بالشي اللي صار معه، فتزين ثغرها بتلك الإبتسامة اللي ما كانت روز متعودة عليها او حتى ما كانت متعودة ع تلك المشاعر السيئة تجاه شخص معين...
.
بعد ليلة هادئة تحسست روز فيها وجهها اكتر من مرة أثر تلك الجلسة و حست برضا غمر قلبها، ظهرت عليها علامات الحماس صباح ذلك اليوم
فكانت جالسة للمرة التانية أمام مرايتها، صففت شعرها بهدوء و اتقان لتعطي تسريحتها الجديدة نعومة و جمال لوجهها، و تمعنت بنفسها لاحظت كل التفاصيل الكامنة داخلها و الكثير من الجمال مُخبأ تحت ملامح طمسها التعب و القسوة، اتنهدت و عدلت احد تفاصيل التسريحة، طالعت نفسها بالمراية لكن هالمرة بتركيز شديد اتنهدت براحة و تنفست بقوة و كأنها هم تجهز حالها للشي القادم، هالمرة ما مدت ايدها للمراية رفعتها و تحسست وجهها بكل هدوء، أطراف اصابعها داعبت و لامست بشرتها الحقيقية فشعرت بالحب غزى قلبها و لكن هالمرة افضل حب ممكن يعيشه الإنسان و هوي حب النفس للنفس، و أيقنت روز لأول مرة انها قادرة تحب نفسها او بلشت تحب نفسها و شكلها خصوصي بعد ما أعطت لنفسها الوقت و المساحة الخاصة لتظهر او تحاول تظهر ما اخفاه الزمن و دفنته الظروف
عدلت من ياقة جاكيتها الرسمي اللي حمل لون سماوي فأعطى بريق ناعم لوجهها، لاق عليها هاللون و تناغم مع ملامح وجهها
تذكرت لقائها مع يسار اللي رح يكون بعد نص ساعة من الأن، زفر بضيق و خوف كان خفيف لكنه تسرب الها خصوصاً بعد آخر و أول موقف صار بينهم، حست بالنفور من هالشخص او بالأحرى حكمت عليه سلباً من هاللقاء، لكنها سرعان ما تذكرت الشي اللي عملتها و تصرفاته اللي لا تليق فيها كمحامية، و مع ذلك بقي بنظرها الشخص المخطئ بحقها
طالعت نفسها و اعدلت جلستها انتصب ضهرها و ارتفعت اكتافها ثبتت عيونها بنقطة و أبدت للمرأة نظرات جدية اعطتها مظهر حلو و مهيب لكنه كان مختلف عنها، ما كان بيشبه روز من داخلها و مع ذلك أصرت تلقاه هيك ليعدل نظرته عنها
طالعت نفسها و اعدلت من جلستها حيث انتصب ضهرها و ارتفعت اكتافها ثبتت عيونها بنقطة و أبدت للمرأة نظرات جدية اعطتها مظهر حلو و مهيب لكنه كان مختلف عنها، ما كان بيشبه روز من داخلها و مع ذلك أصرت تلقاه هيك ليعدل نظرته عنها
قضوا وقت طويل بالسوق كانت مي انسانة موسوسة بطريقة لبسها فبتحب تختار لبسها بدقة و عناية بألوان مفرحة مُلفتة، بينما روز كانت تختار بعشوائية و بألوان غامقة نوعاً ما ساعدتها مي كتير و عدلت ع كتير من اختياراتها، اختارت لبس يناسب عمرها و شكلها و بنفس الوقت يكون محترم لنوعية شغلها، اختارتلها ألوان مفرحة لعلها تعدل من نفسيتها، اعترضت روز بالبداية متحججة انها ما بتحب هالنوع من اللبس لكن مي عارضتها بأنو هالنوع هوي المناسب، حست روز بالتعب بس مي بقيت تتنقل من محل لمحل و السعادة غامرتها كانت عم تمارس هوايتها المفضلة التسوق و التنسيق و لذلك ما شعرت بأي تعب
نهاية التسوق ما اكتفت مي بالملابس، ضافة لنزلتهم مكان تاني و لأول مرة بتاخد روز معها لمركز عناية بالبشرة، رفضت روز أكتر من مرة بس مي ما سمعت لأي كلمة من اللي حكتها و كانت مصممة ع موقفها، بالنهاية استسلمت روز لرغبتها، و دخلت للمركز اللي فيه عملت اول جلسة لتنضيف البشرة و العناية فيها، انتابها شعور غريب مزيج مابين الخوف و الحماس، و الكثير من الفضول لتعرف شو ممكن يتغير فيها بعد هالجلسة
لما رجعوا ع البيت كانت مي بعدها عن حماسها لكن روز كانت ع وشك النوم و هي واقفة من شدة تعبها، ادركت انها خسرت جزء كبير من وزنها بالرغم من انها ضعيفة، بينما مي فردت كل الأكياس و فرجتهم لخالتها اللي طالعت ثياب روز بتركيز و دقة و كانت معجبة بمعظم القطع اللي اختارتهن مي، ما كان بهمها اللبس ع قد ما همها تتغير نفسيتها و تقدر تتأقلم مع الواقع مرة تانية
.
بعد مرور عدة ايام:
دخلت سلمى للمكتب و كان واضح عليها القلق من خلال حروفها اللي كانت نابعة بغضب و كأنها غير مصدقة للشي يلي صار معها
سلمى:اليوم كانت المحكمة الأولى و متل ما قلت حيتحاكم معتقل
أعقب احمد اللي كان متوقع أساساً هالقصة
احمد:توقعت سلمى و انا قلتلك و هالشي كله بسبب محاولة هروبه من البلد
اتنهدت سلمى بضيق كان أكثر من ملحوظ و حكت بحقد
سلمى:هالشي كله بسبب رياض
احمد:شو ناوية تتصرفي
سلمى:حأنقض بالحكم ليتحاكم طليق، يمكن اذا تحاكم طليق نقدر نعمل شي
سلمى:و انا هيك برأيي قدمي طعن بحكم المحكمة و انتظري المحاكمة التانية
سلمى:هيك حأعمل بس انا اللي بريحني انو نلاقي هالشنتة هاد هوي الحل الوحيد
احمد:مو مشكلة سلمى لا تنسي لسا معنا وقت يمكن من هون للمحاكمة التانية نقدر نلاقي الحل و كل شي يصير تمام
هزت سلمى رأسها بتمني
بينما روز اللي كانت قابعة بمكتبها و اللي ما قدرت تسمع غير جملة (يسار حيتحاكم معتقل) ابتسمت ابتسامة خبيثة او بمعنى أصح كان فيها قدر كافي من الشماتة، حست للحظة انها شمتانه فيه، شمتانه بالشي اللي صار معه، فتزين ثغرها بتلك الإبتسامة اللي ما كانت روز متعودة عليها او حتى ما كانت متعودة ع تلك المشاعر السيئة تجاه شخص معين...
.
بعد ليلة هادئة تحسست روز فيها وجهها اكتر من مرة أثر تلك الجلسة و حست برضا غمر قلبها، ظهرت عليها علامات الحماس صباح ذلك اليوم
فكانت جالسة للمرة التانية أمام مرايتها، صففت شعرها بهدوء و اتقان لتعطي تسريحتها الجديدة نعومة و جمال لوجهها، و تمعنت بنفسها لاحظت كل التفاصيل الكامنة داخلها و الكثير من الجمال مُخبأ تحت ملامح طمسها التعب و القسوة، اتنهدت و عدلت احد تفاصيل التسريحة، طالعت نفسها بالمراية لكن هالمرة بتركيز شديد اتنهدت براحة و تنفست بقوة و كأنها هم تجهز حالها للشي القادم، هالمرة ما مدت ايدها للمراية رفعتها و تحسست وجهها بكل هدوء، أطراف اصابعها داعبت و لامست بشرتها الحقيقية فشعرت بالحب غزى قلبها و لكن هالمرة افضل حب ممكن يعيشه الإنسان و هوي حب النفس للنفس، و أيقنت روز لأول مرة انها قادرة تحب نفسها او بلشت تحب نفسها و شكلها خصوصي بعد ما أعطت لنفسها الوقت و المساحة الخاصة لتظهر او تحاول تظهر ما اخفاه الزمن و دفنته الظروف
عدلت من ياقة جاكيتها الرسمي اللي حمل لون سماوي فأعطى بريق ناعم لوجهها، لاق عليها هاللون و تناغم مع ملامح وجهها
تذكرت لقائها مع يسار اللي رح يكون بعد نص ساعة من الأن، زفر بضيق و خوف كان خفيف لكنه تسرب الها خصوصاً بعد آخر و أول موقف صار بينهم، حست بالنفور من هالشخص او بالأحرى حكمت عليه سلباً من هاللقاء، لكنها سرعان ما تذكرت الشي اللي عملتها و تصرفاته اللي لا تليق فيها كمحامية، و مع ذلك بقي بنظرها الشخص المخطئ بحقها
طالعت نفسها و اعدلت جلستها انتصب ضهرها و ارتفعت اكتافها ثبتت عيونها بنقطة و أبدت للمرأة نظرات جدية اعطتها مظهر حلو و مهيب لكنه كان مختلف عنها، ما كان بيشبه روز من داخلها و مع ذلك أصرت تلقاه هيك ليعدل نظرته عنها
طالعت نفسها و اعدلت من جلستها حيث انتصب ضهرها و ارتفعت اكتافها ثبتت عيونها بنقطة و أبدت للمرأة نظرات جدية اعطتها مظهر حلو و مهيب لكنه كان مختلف عنها، ما كان بيشبه روز من داخلها و مع ذلك أصرت تلقاه هيك ليعدل نظرته عنها
روز:ما تخافي روز هوي بالنهاية متهم و انتِ المحامية امامه، جهزي جلستك و نفسك لتكوني أمامه بشكل جديد و كأنك مو نفس البنت اللي كانت خايفة و متلبكة، مافي شي يستدعي الخوف أصلاً انتِ لازم تكوني قوية مو كرمال حدا كرمالك انتِ، أطلعي بحالك بالمراية لسا في فرصة قدامك لتفرجي الكل انك قمتي و استعدتي قوتك بعد كل العقبات اللي عشتيها
ابتسمت ابتسامة خفيفة و حكت اخر جملة
روز:لسا في فرصة و انا لازم استغلها
بالخارج كانت سلمى واقفة عند الباب سمعت حوارها مع نفسها الكلام اللي كانت عم تقوي حالها فيه و بنفس الوقت عبارات الدعم نفسي، تلقائياً ابتسمت بينما لمعت عيونها حباً و شوقاً لإنسانة كانت بتتمنى تشوفها بهيك حالة و بهيك راحة، بنفس اللحظة شعرت بالفخر بروز و اخيراً البنت اللي عاشت عقبات بحياتها عم تقدر تتخطى و هالشي زرع داخلها امل و قوة لتكمل معها تمسك ايدها و يكملوا سوا لأخر الطريق
ركبت بسيارة سلمى بجانبها، دورت سلمى المفتاح و بدأت القيادة متجهة للقاء يسار برفقة روز هالمرة لتتفادى حدوث اي سوء تفاهم بيناتهم، تصورت انو ممكن يكون وجودها هوي داعم خفي لروز حتى ما تتوتر او تتلبك، مدت ايدها و رفعت من صوت المسجلة، و كالعادة صدع صوت أصالة، تلك الحنجرة الأنثوية قائلة بكل ما ملكت من احساس و قوة
حبة ظروف اتجمعت على شكل واحده قلبها مجروح
حبت تعيش بين البشر مالقتش بينهم اي باب مفتوح
كل اللي جاي جاي بوجع ياخد مكانه وفرحها يروح
ومن النهارده ياروح مافي بعدك روح
ويعيني علي لف السنين بتهد مين وتعلي مين
علي التاني شر الحليم مش من مافيش
وهعيش لمين لو مش هعيش علشاني
حررني من كل الحاجات والخوف في قلبي لما زاد قواني
لفتت كلمات الأغنية روز حركت داخلها مشاعر شتة، شعرت انها انكتبت الها او كأنها اجت بالوقت المناسب، و بدون اي ادراك حست بلفحات قوة بدأت تتصاعد داخلها، اتنهدت و اغمضت عيونها بعد ما رفعت من الصوت اكتر، لتقول أصالة بكل طرب..
كل شئ باوانه والنهارده اوانه
اسرار في قلبي لا تتكتم ولا تتحكي
ولا يفهموها الناس بس اللى لازم يتعرف
كتر الالم بيموت الاحساس
مش كل ماضي بنعشقه في ماضي
لازم يتنسي ويتداس وكفايه انه اتعاش وقت ماسبناش
انتبهت سلمى ع حركات روز و نظراتها أثناء سماعها للأغنية، فشعرت انها انسجمت معها ما حبت تدايقها و تركتها مابين تخبطاتها الحالية، مابين شعورها بالألم و القوة اللي بدأ يولد داخلها، لطالما كانت القوة وليدة الألم و الوجع
بعد عشرين دقيقة دخلوا لنفس الغرفة اللي لطالما التقوا يسار فيها طالعت سلمى روز و حكت بهدوء محاولة انها ما اتقل عليها خصوصي بعد ما سمعت حوارها مع نفسها قبل ما يطلعوا من البيت
سلمى:تماسكي روز انا معك
طالعتها روز بنظرات متفهمة و حكت
روز:تمام...
قطع حوارهم البسيط دخول يسار مع العسكري اللي بمجرد ما دلف يسار للغرفة غادرها، قامت سلمى من مكانها اقتربت من يسار بحركة اعتيادية و ضمته، بادلها الحضن و أعقب
يسار:ماما سلمى
بقيت روز مكانها متجمدة ما قامت و لا حتى حكت كانت بعدها عم تراقب الموقف ما كانت بتعرف معزة يسار او حتى محبته بقلب سلمى كانت مفكرته مجرد شخص بتعزه لكن اللي اكتشفته روز انه عزيز ع قلب سلمى جداً، اكتفت بمراقبة المشهد اللي امامه و للحظة حسدت يسار ع ذلك الحضن الأمن الدافئ اللي حصل عليه، و تمنت لو ترجع سلمى و تحضنها بتلك الحنية ، اتنهدت و اعدلت من جلستها و تذكرت تلقائياً كلمة يسار اللي حكاها باللقاء السابق اللي جمعهن و حست بالكثير من المشاعر المتناقضة لكن اهمها هو الثأر لنفسها او يمكن محاولة إظهار نقيضها و تغير نظرة يسار الها..
جلس يسار مقابلها و لاحظ جلستها اللي كانت مختلفة كل الإختلاف عن أول مرة شافها فيها، جسدها مشدود و رأسها مرتفع ارتفاع بسيط نظراتها فيها من الحيرة و التردد لكنها كانت ثاقبة، عيونها لا زالت عم تحكي و نظراتها لا زالت غير مختلفة كتير لكنها تغيرت، نظر الها نظرة مختلفة نوعاً ما عن النظرة السابقة، يمكن اول مرة بلاحظ فيها قسمات وجهها لأنه قدر يطلع فيها بوضوح، اعدل من جلسته و قابلها بنفس نظراتها تقريباً قائل
يسار:مرحبا آنسة روز
هزت رأسها بخفة و حكت بثقة مصطنعة لكنها كبداية الها كانت جيدة
روز:أهلاً
شبك كفوف ايديه ببعض و اطلع بسلمى ليحكي بعد ما تنفس بعمق
يسار:عندي الك اخبار
سلمى:احكي
يسار:رياض كان موجود هون تقريباً قبل المحاكمة، التقينا
بهاللحظة قاطعت روز حوار يسار اللي كان رح يكمله لولا تدخلها و كأنها عم تجبره يوجه الكلام أو الحديث الها بعد ما كان موجهه لسلمى فقط، و كأنها إشارة منها اله ع وجودها بهالمكان و أنها ايضاً شريكة معهم
روز:شو كان بده
ابتسم يسار بخفة و كأنه فهم اشارتها فصوب نظرها تجاهها و حكى قائل
ابتسم يسار بخفة و كأنه فهم اشارتها فصوب نظرها تجاهها و حكى قائل
يسار: اجا يقايضني ع الملفات و الأوراق، بسلمه الأوراق و الملفات كاملة مقابل يطلعني من هون
ابتسمت ابتسامة خفيفة و حكت اخر جملة
روز:لسا في فرصة و انا لازم استغلها
بالخارج كانت سلمى واقفة عند الباب سمعت حوارها مع نفسها الكلام اللي كانت عم تقوي حالها فيه و بنفس الوقت عبارات الدعم نفسي، تلقائياً ابتسمت بينما لمعت عيونها حباً و شوقاً لإنسانة كانت بتتمنى تشوفها بهيك حالة و بهيك راحة، بنفس اللحظة شعرت بالفخر بروز و اخيراً البنت اللي عاشت عقبات بحياتها عم تقدر تتخطى و هالشي زرع داخلها امل و قوة لتكمل معها تمسك ايدها و يكملوا سوا لأخر الطريق
ركبت بسيارة سلمى بجانبها، دورت سلمى المفتاح و بدأت القيادة متجهة للقاء يسار برفقة روز هالمرة لتتفادى حدوث اي سوء تفاهم بيناتهم، تصورت انو ممكن يكون وجودها هوي داعم خفي لروز حتى ما تتوتر او تتلبك، مدت ايدها و رفعت من صوت المسجلة، و كالعادة صدع صوت أصالة، تلك الحنجرة الأنثوية قائلة بكل ما ملكت من احساس و قوة
حبة ظروف اتجمعت على شكل واحده قلبها مجروح
حبت تعيش بين البشر مالقتش بينهم اي باب مفتوح
كل اللي جاي جاي بوجع ياخد مكانه وفرحها يروح
ومن النهارده ياروح مافي بعدك روح
ويعيني علي لف السنين بتهد مين وتعلي مين
علي التاني شر الحليم مش من مافيش
وهعيش لمين لو مش هعيش علشاني
حررني من كل الحاجات والخوف في قلبي لما زاد قواني
لفتت كلمات الأغنية روز حركت داخلها مشاعر شتة، شعرت انها انكتبت الها او كأنها اجت بالوقت المناسب، و بدون اي ادراك حست بلفحات قوة بدأت تتصاعد داخلها، اتنهدت و اغمضت عيونها بعد ما رفعت من الصوت اكتر، لتقول أصالة بكل طرب..
كل شئ باوانه والنهارده اوانه
اسرار في قلبي لا تتكتم ولا تتحكي
ولا يفهموها الناس بس اللى لازم يتعرف
كتر الالم بيموت الاحساس
مش كل ماضي بنعشقه في ماضي
لازم يتنسي ويتداس وكفايه انه اتعاش وقت ماسبناش
انتبهت سلمى ع حركات روز و نظراتها أثناء سماعها للأغنية، فشعرت انها انسجمت معها ما حبت تدايقها و تركتها مابين تخبطاتها الحالية، مابين شعورها بالألم و القوة اللي بدأ يولد داخلها، لطالما كانت القوة وليدة الألم و الوجع
بعد عشرين دقيقة دخلوا لنفس الغرفة اللي لطالما التقوا يسار فيها طالعت سلمى روز و حكت بهدوء محاولة انها ما اتقل عليها خصوصي بعد ما سمعت حوارها مع نفسها قبل ما يطلعوا من البيت
سلمى:تماسكي روز انا معك
طالعتها روز بنظرات متفهمة و حكت
روز:تمام...
قطع حوارهم البسيط دخول يسار مع العسكري اللي بمجرد ما دلف يسار للغرفة غادرها، قامت سلمى من مكانها اقتربت من يسار بحركة اعتيادية و ضمته، بادلها الحضن و أعقب
يسار:ماما سلمى
بقيت روز مكانها متجمدة ما قامت و لا حتى حكت كانت بعدها عم تراقب الموقف ما كانت بتعرف معزة يسار او حتى محبته بقلب سلمى كانت مفكرته مجرد شخص بتعزه لكن اللي اكتشفته روز انه عزيز ع قلب سلمى جداً، اكتفت بمراقبة المشهد اللي امامه و للحظة حسدت يسار ع ذلك الحضن الأمن الدافئ اللي حصل عليه، و تمنت لو ترجع سلمى و تحضنها بتلك الحنية ، اتنهدت و اعدلت من جلستها و تذكرت تلقائياً كلمة يسار اللي حكاها باللقاء السابق اللي جمعهن و حست بالكثير من المشاعر المتناقضة لكن اهمها هو الثأر لنفسها او يمكن محاولة إظهار نقيضها و تغير نظرة يسار الها..
جلس يسار مقابلها و لاحظ جلستها اللي كانت مختلفة كل الإختلاف عن أول مرة شافها فيها، جسدها مشدود و رأسها مرتفع ارتفاع بسيط نظراتها فيها من الحيرة و التردد لكنها كانت ثاقبة، عيونها لا زالت عم تحكي و نظراتها لا زالت غير مختلفة كتير لكنها تغيرت، نظر الها نظرة مختلفة نوعاً ما عن النظرة السابقة، يمكن اول مرة بلاحظ فيها قسمات وجهها لأنه قدر يطلع فيها بوضوح، اعدل من جلسته و قابلها بنفس نظراتها تقريباً قائل
يسار:مرحبا آنسة روز
هزت رأسها بخفة و حكت بثقة مصطنعة لكنها كبداية الها كانت جيدة
روز:أهلاً
شبك كفوف ايديه ببعض و اطلع بسلمى ليحكي بعد ما تنفس بعمق
يسار:عندي الك اخبار
سلمى:احكي
يسار:رياض كان موجود هون تقريباً قبل المحاكمة، التقينا
بهاللحظة قاطعت روز حوار يسار اللي كان رح يكمله لولا تدخلها و كأنها عم تجبره يوجه الكلام أو الحديث الها بعد ما كان موجهه لسلمى فقط، و كأنها إشارة منها اله ع وجودها بهالمكان و أنها ايضاً شريكة معهم
روز:شو كان بده
ابتسم يسار بخفة و كأنه فهم اشارتها فصوب نظرها تجاهها و حكى قائل
ابتسم يسار بخفة و كأنه فهم اشارتها فصوب نظرها تجاهها و حكى قائل
يسار: اجا يقايضني ع الملفات و الأوراق، بسلمه الأوراق و الملفات كاملة مقابل يطلعني من هون
رفعت سلمى حاجبها الأيسر و اردفت بعد ما عقدت ذراعيها أمام صدرها
سلمى: لهيك كان حكم المحكمة عليك تتحاكم معتقل، انا كنت عارفة انه هوي وراها و انت شو قلتله
يسار:اكيد رفضت انتِ بتعرفي رياض اكتر مني، اصلاً الأوراق مو موجودة و حتى لو كانت موجودة انا مستحيل سلمه ياها، رياض ماله أمان مستحيل يطلعني من هون اذا اخد الأوراق
سلمى: كان من الممكن المحكمة تتساهل معك و خصوصي انك رجل قانون معروف و نبيل،،لكن بما انو رياض دخل بالقصة فلا تحلم ابداً...
هز رأسه يسار بتفهم بعد ما تذكر حكم المحكمة اللي كان قاسي عليه و بالرغم من انه رجل قانون و عارف انه ممكن ينحكم نفس الحكم، إلا أنه أثناء نطق الحكم شعر بتلك الرهبة اللي بتجتاح صدر الإنسان و بتخلق داخله نوع من الحزن و الخوف
يسار:صحيح كلامك بس انا مستحيل اتنازل امامه
سلمى:يسار الأوراق اذا وصلت لإيد رياض اعتبر حالك رح تختفي تماماً ماعد حدا رح يقدر يوصلك...
هز رأسه يسار و حكى
يسار:انا بعرف هالشي
سلمى:اسمع لازم تبقى عند موقفك و اصحك حدا يعرف شي بخصوص هالأوراق أبداً لازم تكون حريص
شرد قليلاً و اردف سائل
يسار:بالنسبة الكن صار معكن شي
هزت رأسها سلمى نافية فتحركت روز من مكانها بخفة و طلعت دفتر صغير كانت حاملته بشنتتها تابعها يسار متسائل عن الشي اللي رح تعمله، فتحت الدفتر و سألت يسار قائلة
روز:البنت اللي سلمتها الأوراق بالمطار مين كان معها
حكت جملتها بسلاسة و بدون اي تردد او حتى تعثر بالكلمات انتقلت بين الحروف بهدوء
يسار:اللي بذكره انها كانت واقفة لحالها
روز:طيب ما كان فيها علامات مميزة يعني شي غريب
يسار:بصراحة انا مو ذاكر غير انه شعرها احمر ناري و هي بأخر العشرينات
سجلت روز كل ملاحظاتها و افكارها، طالعها يسار مستغرب و بنفس الوقت ماعم يفهم اللي عم يصير معقول هي نفسها البنت اللي كانت امامه من اسبوع، حركات روز كانت عادية لكن الشي اللي رسمه يسار بباله عنها يختلف تماماً عن الشخصية اللي امامه، ما كان عارف سر التحول الفجائي بشخصيتها، حكت بعد صمت ثوانٍ
روز:طيب نحنا ليش ما منراجع كاميرات المطار
هزت رأسها سلمى و اعقبت و كأنها كانت عم تفكر بنفس فكرة روز
سلمى:فعلاً هي الخطوة اللي بعدها، نحنا لازم نحاول نوصل للأوراق قبل ما رياض يتمرد اكتر
يسار:ماشي راقبوا الكاميرات و رديلي شو بصير معك، ماني مطمن للي جاية يمكن يتحدد موعد محاكمتي و انا لسا ما عملت شي
تعاطفت سلمى معه و شعرت روز بالقليل من الحزن لأجله لكنها ما نسيت كلمته اللي حكاها، و لكن مع ذلك هي بتعرف شو معنى الحزن و الألم و لذلك هي قدرت تحس فيه لأنها عاشت هالشهور
سلمى:اطمن يسار رح تطلع من هون بإذن الله....
.
السعودية:
تجمعت العائلة بفيلا جواد، مستعدين لإستقبال العرسان من الصباح، وسط اجواء من التحضير و التنضيف ، ليرجعوا ع الفيلا و هي بأحسن صورة، الكل اتجمع و الفرحة كانت واضحة ع وجوه الكل، عبارات الشوق احاطت عرسانهم بهالة من الحُب و الفرحة، وسط عناقهم الهم و عبارات الترحيب اللي سمعوها، مع الكتير من الزغاريد اللي علت بوسط الفيلا و بحب واضح و ابتسامات نابعة من القلب احاطوهم بشوق و لهفة...
أقترب كل من مريم و جواد منهم و قابلوهم بنفس الحب و الشوق غابوا شهر أو اكتر بشوي لكنهم حسوا و كأنهم غابوا عنهم دهر، لشدة محبتهم و تعلقهم ببعض...
مريم:اشتقتلك مرت عمو حبيبتي الحمدالله شفناكم بخير
.....:حبيبة قلبي نورت السعودية ياعمري
انتقلت مريم و سكنت ضلوع والدتها عانقتها بشدة و الكثير من عبارات الشوق تعلقت ع لسانها
مريم:اشتقتلك ياعيوني كتير ، ما صدقت رجعت و شفتك
ضحكت والدتها و حكت
....:و انا اشتقتلك مريومة، بس مأمنة عليكي دامك مع جواد
قابلها جواد بإبتسامة واسعة و أعقب بحب
جواد:بعيوني والله مريم
اقتربوا ع سفرة الغدا اللي كانت جاهزة و بإنتظارهم و موجود عليها ما لذ و طاب من الأكل اللي بحبوه و المفضل عند كل واحد فيهم، طبخ بكل حُب و اعد خصوصي الهم
جواد:الله الله شو هالروايح الحلوة
ضحك الجميع عليه و جلسوا ليتبادلوا الأكل سوا وسط أجواء عائلية ساحرة مليانة دفئ و حنان و الأهم فيها من المحبة ما يكفي ليتمنوا لبعضهم كل الخير، حكوا مريم و جواد عن رحلتهم و عن كل اللحظات اللي عاشوها و تمنوا لو أهلهم كانوا موجودين معهم، بعد ما اكملوا غداهم اقترحت والدة جواد انهم يطلعوا و يرتاحوا بغرفتهم اللي بجناحهم بعد تعب السفر وافقوهم الرأي و عقد جواد ايده بإيد مريم لينتقلوا لجناحهم اللي صُمم و جهز بكل عشق و حُب
سكر باب الغرفة وراه بينما دلفت مريم لوسط الغرفة مبسوطة بالنتائج النهائية طالعت كل شبر بالغرفة و كأنها عم تشوفه لأول مرة اقترب منها جواد و حاوط وجهها بكفوف ايديه قائل بحنان
جواد:عجبتك؟
مريم:كتير حلوة
ابتسم جواد و طالعها بنظرات كلها حُب نظرات لو نطقت لأسكتت كل الشعراء أعقب جواد
سلمى: لهيك كان حكم المحكمة عليك تتحاكم معتقل، انا كنت عارفة انه هوي وراها و انت شو قلتله
يسار:اكيد رفضت انتِ بتعرفي رياض اكتر مني، اصلاً الأوراق مو موجودة و حتى لو كانت موجودة انا مستحيل سلمه ياها، رياض ماله أمان مستحيل يطلعني من هون اذا اخد الأوراق
سلمى: كان من الممكن المحكمة تتساهل معك و خصوصي انك رجل قانون معروف و نبيل،،لكن بما انو رياض دخل بالقصة فلا تحلم ابداً...
هز رأسه يسار بتفهم بعد ما تذكر حكم المحكمة اللي كان قاسي عليه و بالرغم من انه رجل قانون و عارف انه ممكن ينحكم نفس الحكم، إلا أنه أثناء نطق الحكم شعر بتلك الرهبة اللي بتجتاح صدر الإنسان و بتخلق داخله نوع من الحزن و الخوف
يسار:صحيح كلامك بس انا مستحيل اتنازل امامه
سلمى:يسار الأوراق اذا وصلت لإيد رياض اعتبر حالك رح تختفي تماماً ماعد حدا رح يقدر يوصلك...
هز رأسه يسار و حكى
يسار:انا بعرف هالشي
سلمى:اسمع لازم تبقى عند موقفك و اصحك حدا يعرف شي بخصوص هالأوراق أبداً لازم تكون حريص
شرد قليلاً و اردف سائل
يسار:بالنسبة الكن صار معكن شي
هزت رأسها سلمى نافية فتحركت روز من مكانها بخفة و طلعت دفتر صغير كانت حاملته بشنتتها تابعها يسار متسائل عن الشي اللي رح تعمله، فتحت الدفتر و سألت يسار قائلة
روز:البنت اللي سلمتها الأوراق بالمطار مين كان معها
حكت جملتها بسلاسة و بدون اي تردد او حتى تعثر بالكلمات انتقلت بين الحروف بهدوء
يسار:اللي بذكره انها كانت واقفة لحالها
روز:طيب ما كان فيها علامات مميزة يعني شي غريب
يسار:بصراحة انا مو ذاكر غير انه شعرها احمر ناري و هي بأخر العشرينات
سجلت روز كل ملاحظاتها و افكارها، طالعها يسار مستغرب و بنفس الوقت ماعم يفهم اللي عم يصير معقول هي نفسها البنت اللي كانت امامه من اسبوع، حركات روز كانت عادية لكن الشي اللي رسمه يسار بباله عنها يختلف تماماً عن الشخصية اللي امامه، ما كان عارف سر التحول الفجائي بشخصيتها، حكت بعد صمت ثوانٍ
روز:طيب نحنا ليش ما منراجع كاميرات المطار
هزت رأسها سلمى و اعقبت و كأنها كانت عم تفكر بنفس فكرة روز
سلمى:فعلاً هي الخطوة اللي بعدها، نحنا لازم نحاول نوصل للأوراق قبل ما رياض يتمرد اكتر
يسار:ماشي راقبوا الكاميرات و رديلي شو بصير معك، ماني مطمن للي جاية يمكن يتحدد موعد محاكمتي و انا لسا ما عملت شي
تعاطفت سلمى معه و شعرت روز بالقليل من الحزن لأجله لكنها ما نسيت كلمته اللي حكاها، و لكن مع ذلك هي بتعرف شو معنى الحزن و الألم و لذلك هي قدرت تحس فيه لأنها عاشت هالشهور
سلمى:اطمن يسار رح تطلع من هون بإذن الله....
.
السعودية:
تجمعت العائلة بفيلا جواد، مستعدين لإستقبال العرسان من الصباح، وسط اجواء من التحضير و التنضيف ، ليرجعوا ع الفيلا و هي بأحسن صورة، الكل اتجمع و الفرحة كانت واضحة ع وجوه الكل، عبارات الشوق احاطت عرسانهم بهالة من الحُب و الفرحة، وسط عناقهم الهم و عبارات الترحيب اللي سمعوها، مع الكتير من الزغاريد اللي علت بوسط الفيلا و بحب واضح و ابتسامات نابعة من القلب احاطوهم بشوق و لهفة...
أقترب كل من مريم و جواد منهم و قابلوهم بنفس الحب و الشوق غابوا شهر أو اكتر بشوي لكنهم حسوا و كأنهم غابوا عنهم دهر، لشدة محبتهم و تعلقهم ببعض...
مريم:اشتقتلك مرت عمو حبيبتي الحمدالله شفناكم بخير
.....:حبيبة قلبي نورت السعودية ياعمري
انتقلت مريم و سكنت ضلوع والدتها عانقتها بشدة و الكثير من عبارات الشوق تعلقت ع لسانها
مريم:اشتقتلك ياعيوني كتير ، ما صدقت رجعت و شفتك
ضحكت والدتها و حكت
....:و انا اشتقتلك مريومة، بس مأمنة عليكي دامك مع جواد
قابلها جواد بإبتسامة واسعة و أعقب بحب
جواد:بعيوني والله مريم
اقتربوا ع سفرة الغدا اللي كانت جاهزة و بإنتظارهم و موجود عليها ما لذ و طاب من الأكل اللي بحبوه و المفضل عند كل واحد فيهم، طبخ بكل حُب و اعد خصوصي الهم
جواد:الله الله شو هالروايح الحلوة
ضحك الجميع عليه و جلسوا ليتبادلوا الأكل سوا وسط أجواء عائلية ساحرة مليانة دفئ و حنان و الأهم فيها من المحبة ما يكفي ليتمنوا لبعضهم كل الخير، حكوا مريم و جواد عن رحلتهم و عن كل اللحظات اللي عاشوها و تمنوا لو أهلهم كانوا موجودين معهم، بعد ما اكملوا غداهم اقترحت والدة جواد انهم يطلعوا و يرتاحوا بغرفتهم اللي بجناحهم بعد تعب السفر وافقوهم الرأي و عقد جواد ايده بإيد مريم لينتقلوا لجناحهم اللي صُمم و جهز بكل عشق و حُب
سكر باب الغرفة وراه بينما دلفت مريم لوسط الغرفة مبسوطة بالنتائج النهائية طالعت كل شبر بالغرفة و كأنها عم تشوفه لأول مرة اقترب منها جواد و حاوط وجهها بكفوف ايديه قائل بحنان
جواد:عجبتك؟
مريم:كتير حلوة
ابتسم جواد و طالعها بنظرات كلها حُب نظرات لو نطقت لأسكتت كل الشعراء أعقب جواد
ابتسم جواد و طالعها بنظرات كلها حُب نظرات لو نطقت لأسكتت كل الشعراء أعقب جواد
جواد:ناطر هاللحظة من زمان من لما كنا صغار نلعب و احميكي و دير بالي عليكي بحجة اني ابن عمك تتذكري
افلتت منها ضحكة غمرت قلبه بأكوام من الحب و اردفت
مريم:بتذكر، اصلاً انا ما نسيت
ضمها لصدره و عانقها بخفة فبادلته ذات العناق، بعد ثوانٍ غاصوا فيها بذكرياتهم اللي مرقت بسرعة و كأنهم عاشوها مبارح ممتنين لكل لحظة، بعد عنها قائل
جواد:انا رح اخد حمام كرمال ارتاح بعدني تعبان شوي
مريم:تمام و انا رح شوف ماما كيف مجهزة غراضي حتى طلع لبس الي
غادر المكان متوجه لحمام الغرفة سكر الباب خلفه و اتوجهت هي للخزانة فتحتها و لقت قدامها كمية وفيرة من اللبس المرتب بطريقة متقنة، حاولت تختار لكنها احتارت فقلبت بكتير من القطع، رفعت رأسها و مدت ايدها للدرفة العالية لكنها اصطدمت بملمس صلب ما كانت عارفة شو اللي موجود و كأنه صندوق اسود سحبته و ما أن نزلته حتى عصفت فيها الذكريات لنفس اليوم اللي اجت فيه ع السعودية تذكرت الشنتة و قصتها و كيف خبتها بين تيابها خوفاً من كم المعلومات المرعبة اللي كانت موجودة، بلعت ريقها و كأنها هلق لصحيت ع الشي اللي عملته شعور بالذنب اعتلاها،
آفاق ضميرها و بدأت تفكر بالإنسان اللي اسمه يسار صاحب الشنتة اللي أمن فيها و سلمها اياها، ترددت ببالها جملته اللي حكاها قبل ما يمدها بالشنتة "خلاصي فيها" تاهت بأفكارها و شردت بشو ممكن يكون صار فيه، وين ممكن يكون وصل و شو اللي عم يعيشه حالياً، اول مرة بتحس انها فعلاً خايفة لامت نفسها ع اخفائها للسر او بالأصح عجقتها بالعرس و زواجها من حب طفولتها اشغلها عن هالشي اللي كان لازم تحله و تتخلص من العبق اللي رح تعيشه...
اتنهدت و بهالأثناء نقرات متتالية ع الباب تبعها دخول والدتها قائلة
ام مريم:قلت بجي بساعدك يمكن ما تعرفي مكان غراضك
لاحظت والدتها انو لونها تغير و كأنها شافت او سمعت شي سيئ جداً فحكت
ام مريم:شوفي مريم شبك، ليش حاملة الشنتة و انتِ مصدومة
اتنهدت مريم و حكت جملة وحدة فقط
مريم:انا لازم انزل ع الشام بسرعة
ام مريم: ليش بدك تنزلي شو صار
تنهدت مريم خافت تحكي و بنفس الوقت لابد انها تحل هالمشكلة و الورطة اللي علقت حالها فيهم
مريم:ماما من الاخر هي الشنتة فيها معلومات كتير خطيرة بتخص رياض ال**** سلمنياها شخص بالمطار و نحا جايين ع السعودية اسمه يسار باكواتي و امني سلمها لوحدة اسمها سلمى العاجي لا تقوليلي كيف اخدت الشنتة لإني لهلق مابعرف، بس هالشخص بخطر و انا كان لازم انقذه و وصل الأمانة لصاحبتها
شعرت والدتها بالغضب من تصرفها الغير مسؤول و بنفي الوقت بالمصيبة اللي بدها توقع حالها فيها، صوت المي المنساب أكد لها انو جواد بعده بالحمام فحكت بغضب و لوم
ام مريم:شو هالكلام هاد انتِ واعية شو عم تحكي، جنيتي شو ما بتعرفي مين هدول الناس ليش يدك تورطي حالك و تورطينا معك
مريم:ماما بس انا
قاطعتها بحدة
ام مريم:مريم اسكتي و انسي أمر الشنتة ع الأخر انتِ هلق بنت متزوجة بلا ما تجيبي المصايب لزوجك و نزلة ع الشام مالك لا تفكري فيها بالمرة فهمتي
بقيت ساكتة مو عارفة شو تتصرف فأعقبت والدتها
ام مريم:و هالشنتة تخلصي منها او هاتي انا بتخلص منها
بعدت مريم الشنتة عن امها و حكت
مريم:خلص ماما انا بتخلص منها لا تفكري بالقصة انتِ
طالعتها بنظرات ثاقبة و اعقبت
ام مريم: اكيد
و بهاللحظات توقف صوت المي هزت مريم رأسها بإيجاب و رجعت الشنتة ع الخزانة و حاولت تخبيها عن انظار جواد حتى تلاقي الحل المناسب الها، و عادت الشنتة و دفنت مرة تانية و دفنت معها الحقائق و الملفات ...
.
دخلت ع الغرفة محتضنة بين كف ايدها فنجان ساخن من النسكافيه، دخلته بهدوء و كأنها عم تحاول تخفيه عن أعين حدا طالعتها روز و ضحكت ع شكلها فسألت
روز:شو عم تشربي
حكت مي بصوت منخفض
مي:نسكافيه
روز:و ليش عم تخبيه يعني
مي:لأنو ممنوع نشربه من لما ماتت لين
و بهاللحظات تطرقت روز لموضوع لين و سألت بهدوء و الكثير من الفضول اعتلى سؤالها
روز:كيف ماتت لين ليش؟
اصاب مي لحظة ادراك انو روز ما بتعرف قصة لين لذلك تجملت بالصمت و حكت
مي:الأحسن تسمعي من خالتي
هزت روز رأسها و كانت لسا عم تفكر بموضوع لين او بالأحرى موضوع موتها، فسألتها مي
مي:شو عم تسمعي
روز:أصالة ، حبة ظروف
مي:الله والله ذوقك فُل
ضحكت روز و حكت سائلة بفضول او ممكن باحثة عن إجابة سؤال و شعور هي عاشته كتير و دائماً
روز: ما اشتقتي لأهلك؟
هزت مي رأسها و تصنعت الحزن فبدى شكلها مضحك و ابتسمت روز و كم كانت ابتسامتها النابعة من داخلها جميلة و فاتنة، لكن سرعان ما تغيرت ملامح مي و حكت بشوق واضح
مي:بصراحة كتير خصوصي بابا، هوي كتير حنون علينا و بحبنا
مي:بصراحة كتير خصوصي بابا، هوي كتير حنون علينا و بحبنا
جواد:ناطر هاللحظة من زمان من لما كنا صغار نلعب و احميكي و دير بالي عليكي بحجة اني ابن عمك تتذكري
افلتت منها ضحكة غمرت قلبه بأكوام من الحب و اردفت
مريم:بتذكر، اصلاً انا ما نسيت
ضمها لصدره و عانقها بخفة فبادلته ذات العناق، بعد ثوانٍ غاصوا فيها بذكرياتهم اللي مرقت بسرعة و كأنهم عاشوها مبارح ممتنين لكل لحظة، بعد عنها قائل
جواد:انا رح اخد حمام كرمال ارتاح بعدني تعبان شوي
مريم:تمام و انا رح شوف ماما كيف مجهزة غراضي حتى طلع لبس الي
غادر المكان متوجه لحمام الغرفة سكر الباب خلفه و اتوجهت هي للخزانة فتحتها و لقت قدامها كمية وفيرة من اللبس المرتب بطريقة متقنة، حاولت تختار لكنها احتارت فقلبت بكتير من القطع، رفعت رأسها و مدت ايدها للدرفة العالية لكنها اصطدمت بملمس صلب ما كانت عارفة شو اللي موجود و كأنه صندوق اسود سحبته و ما أن نزلته حتى عصفت فيها الذكريات لنفس اليوم اللي اجت فيه ع السعودية تذكرت الشنتة و قصتها و كيف خبتها بين تيابها خوفاً من كم المعلومات المرعبة اللي كانت موجودة، بلعت ريقها و كأنها هلق لصحيت ع الشي اللي عملته شعور بالذنب اعتلاها،
آفاق ضميرها و بدأت تفكر بالإنسان اللي اسمه يسار صاحب الشنتة اللي أمن فيها و سلمها اياها، ترددت ببالها جملته اللي حكاها قبل ما يمدها بالشنتة "خلاصي فيها" تاهت بأفكارها و شردت بشو ممكن يكون صار فيه، وين ممكن يكون وصل و شو اللي عم يعيشه حالياً، اول مرة بتحس انها فعلاً خايفة لامت نفسها ع اخفائها للسر او بالأصح عجقتها بالعرس و زواجها من حب طفولتها اشغلها عن هالشي اللي كان لازم تحله و تتخلص من العبق اللي رح تعيشه...
اتنهدت و بهالأثناء نقرات متتالية ع الباب تبعها دخول والدتها قائلة
ام مريم:قلت بجي بساعدك يمكن ما تعرفي مكان غراضك
لاحظت والدتها انو لونها تغير و كأنها شافت او سمعت شي سيئ جداً فحكت
ام مريم:شوفي مريم شبك، ليش حاملة الشنتة و انتِ مصدومة
اتنهدت مريم و حكت جملة وحدة فقط
مريم:انا لازم انزل ع الشام بسرعة
ام مريم: ليش بدك تنزلي شو صار
تنهدت مريم خافت تحكي و بنفس الوقت لابد انها تحل هالمشكلة و الورطة اللي علقت حالها فيهم
مريم:ماما من الاخر هي الشنتة فيها معلومات كتير خطيرة بتخص رياض ال**** سلمنياها شخص بالمطار و نحا جايين ع السعودية اسمه يسار باكواتي و امني سلمها لوحدة اسمها سلمى العاجي لا تقوليلي كيف اخدت الشنتة لإني لهلق مابعرف، بس هالشخص بخطر و انا كان لازم انقذه و وصل الأمانة لصاحبتها
شعرت والدتها بالغضب من تصرفها الغير مسؤول و بنفي الوقت بالمصيبة اللي بدها توقع حالها فيها، صوت المي المنساب أكد لها انو جواد بعده بالحمام فحكت بغضب و لوم
ام مريم:شو هالكلام هاد انتِ واعية شو عم تحكي، جنيتي شو ما بتعرفي مين هدول الناس ليش يدك تورطي حالك و تورطينا معك
مريم:ماما بس انا
قاطعتها بحدة
ام مريم:مريم اسكتي و انسي أمر الشنتة ع الأخر انتِ هلق بنت متزوجة بلا ما تجيبي المصايب لزوجك و نزلة ع الشام مالك لا تفكري فيها بالمرة فهمتي
بقيت ساكتة مو عارفة شو تتصرف فأعقبت والدتها
ام مريم:و هالشنتة تخلصي منها او هاتي انا بتخلص منها
بعدت مريم الشنتة عن امها و حكت
مريم:خلص ماما انا بتخلص منها لا تفكري بالقصة انتِ
طالعتها بنظرات ثاقبة و اعقبت
ام مريم: اكيد
و بهاللحظات توقف صوت المي هزت مريم رأسها بإيجاب و رجعت الشنتة ع الخزانة و حاولت تخبيها عن انظار جواد حتى تلاقي الحل المناسب الها، و عادت الشنتة و دفنت مرة تانية و دفنت معها الحقائق و الملفات ...
.
دخلت ع الغرفة محتضنة بين كف ايدها فنجان ساخن من النسكافيه، دخلته بهدوء و كأنها عم تحاول تخفيه عن أعين حدا طالعتها روز و ضحكت ع شكلها فسألت
روز:شو عم تشربي
حكت مي بصوت منخفض
مي:نسكافيه
روز:و ليش عم تخبيه يعني
مي:لأنو ممنوع نشربه من لما ماتت لين
و بهاللحظات تطرقت روز لموضوع لين و سألت بهدوء و الكثير من الفضول اعتلى سؤالها
روز:كيف ماتت لين ليش؟
اصاب مي لحظة ادراك انو روز ما بتعرف قصة لين لذلك تجملت بالصمت و حكت
مي:الأحسن تسمعي من خالتي
هزت روز رأسها و كانت لسا عم تفكر بموضوع لين او بالأحرى موضوع موتها، فسألتها مي
مي:شو عم تسمعي
روز:أصالة ، حبة ظروف
مي:الله والله ذوقك فُل
ضحكت روز و حكت سائلة بفضول او ممكن باحثة عن إجابة سؤال و شعور هي عاشته كتير و دائماً
روز: ما اشتقتي لأهلك؟
هزت مي رأسها و تصنعت الحزن فبدى شكلها مضحك و ابتسمت روز و كم كانت ابتسامتها النابعة من داخلها جميلة و فاتنة، لكن سرعان ما تغيرت ملامح مي و حكت بشوق واضح
مي:بصراحة كتير خصوصي بابا، هوي كتير حنون علينا و بحبنا
مي:بصراحة كتير خصوصي بابا، هوي كتير حنون علينا و بحبنا
لمعت عيون روز و شعرت بالغصة تكاد تخنقها، تسابقت الدموع لكنها بقيت متماسكة قدر الإمكان أمام شعورها القاتل باليُتم هي حتى ما عاشت حنية من ابوها، راقبت لمعان عيون مي بحب لما حكت عن ابوها و تسائلت هي كيف بتبين نظراتها لما تحكي عنه معقول كره؟
مي:بدك الصراحة الكل اشتقتلهن حتى اكتر شي سهراتنا المسا و بهادل ماما اللي كلها حُب، يعني بحسها بتبهدلنا لأنها بتخاف علينا و بتحبنا ، و اخواتي الشباب و غلاظتهن و مزحهن معي الدائم، و اشتقت كيف براضوني ببوظة اذا زعلت، حتى اشتقت لفريدة و حلوياتها
روز:مين فريدة اختك؟
مي:لا هي مُساعدة عنا بالفيلا
هزت رأسها روز و حسدتها ع عيلتها و حبهم لبعض من خلال كلام مي لاحظت انها سعيدة مع عيلتها اي انها نشأت وسط عيلة بتحب بعضها و بتخاف ع بعضها، بينما هي كانت عكسها تماماً، نقيضها بنت مثقلة بالهموم و التعب اللي كبرها بالعمر و بالسنين، قارنت نفسها هي مليئة بالهموم و الأفكار اللي اثقلت جسدها بينما مي لا كانت سعيدة بكل ما تعنيه الكلمة فسألتها سؤال غريب لكنها شعرت برغبة لتعرف جوابه، شعرت انها لازم تعرف انو اللي بيربوا بأسر محبة بكون عندهم هموم، ام الهموم كتبت للي متلها
روز:يعني انتِ ماعندك هم بحياتك
دارت مي بنظرتها بالغرفة و فكرت بينما ارتشفت من النسكافيه و حكت
مي:يعني مو هم بمعنى الكلمة بس بفكر فيه كل فترة، انا بحب شخص معي بالجامعة بس حب من طرف واحد
رمشت عدة مرات و تظاهر البؤس أمام روز لتضحك روز مرة تانية ع تصرفاتها و حكت
روز:اذا هيك هاد مو هم معناها
قاطعتها مي بجدية
مي:بتعرفي شغلة احياناً الحُب بكون هم و بيبقى فترة طويلة شاغلك عن كل اللي حواليكي، الحب ممكن يطفيكي و ممكن ينورلك حياتك لا تستخفي فيه
روز:بس انتِ عايشة حياتك بسعادة مع انك بتحبي من طرف واحد
مي:حسب كل شخص في ناس بتاخده كشي عادي يعني ايجابي مو سلبي و بتفكر بعقلها قبل قلبها، و في ناس للأسف بدمر حياتها لأجله
و لحظتها تذكرت لين و شعرت بالكثير من الحزن للشي اللي عاشته و وصلتله بسبب الحُب
روز:احسن الي ما حب معناها
ضحكت مي و حكت و كأنها عاشقة حقيقية
مي:ع فكرة الحب مو قرار بتقرريه، الحُب روح بتتلبسك و صدقيني بتبطلي بعدها مسؤولة عن تصرفاتك بتبطلي تقدري تعرفي حالك، الحُب شعور غريب بينتاب الإنسان
تراجعت روز للخلف و بقيت عم تراقب الفراغ حوارها مع مي كان مليئ بالمعلومات و بالكثير من الأوجاع الها، حكت مي بعدها و كأنها بدها تستمر بالكلام
مي:طيب انتِ وين اهلك؟ اشتقتيلهن؟
أنزلت رأسها و حكت بخجل واضح منها، اعتلاها الإحراج
روز:بحكيلك بعدين
نزلت تحت اللحاف و غطت حالها بعد ما تكورت ع نفسها كالجنين و حست بالكثير و الكثير من الحزن و العتب ع اهلها اللي وصلوها لهالمرحلة السيئة اللي ممكن يعيشها اي انسان، انسابت دموعها الصامتة بقوة و حست بالنقص و انها انسان قليلة أمام مي اللي عاشت احلى ايام حياتها برفقة اهلها، شو بدها تحكيلها عن اسرتها تحكيلها كيف تركوها و راحوا و كأنها شيئ لا قيمة اله، كيف خذلوها و تركوا الحياة تتكفل بتربيتها كل واحد فيهم كان عم يعاقب التاني و بالحقيقة كانت روز المعاقب الوحيد باللعبة و اللي خسرت..
.
المطار:
دخلت للمطار بعد ما نفذت كل الحلول أمامهم و بأمر من سلمى تسلمت هي هالمهمة الصعبة و اللي قوتها بنفس الوقت، خافت بالبداية كونها حتكون مسؤولة عن موضوع كامل و توترت، لكنها و بدون اي شك تحمست لتقدر تثبت نفسها و قدراتها بمجالها و قدراتها بعد كل اللي صار معها
خطواتها كانت ثابتة و ثباتها كان مصطنع لكنها قدرت تسيطر ع ترددها و توترها بإبتسامة خافتة، تزينت ببنطلون بيج كلاسيكي ديق مع قميص أبيض ضبته بالبنطلون، تركت شعراتها منسدلين ع اكتافها، و ما نسيت جاكيتها الخاص بلبسها كونه الجو كان بارد نوعاً ما، أعادت الحوار اللي دار بينها و بين سلمى قبل ما تطلع من البيت، و اقتربت من أحد الموظفين اللي عرفته تلقائياً لأنه سلمى كان مفرجيتها صورته، بخامة صوت متماسكة حكت
روز:مرحبا، انا روز من طرف المحامية سلمى العاجي، ع الأغلب انت بتعرف انو في لقاء بيني و بين المدير
شرد لثوانٍ و من ثم اطرق و حياها بإبتسامة
....:تمام، بس انا لازم شوف ورقة الإذن ..
فتحت شنتتها و طالعت وحدة من الأوراق اللي حكت سلمى اكتر من مرة على ضرورة احضارها معها للمطار و نبهتها من نسيانها، مدتها للموظف، قرأها بتمعن و تركيز و بعدها حكى
...:تفضلي
مشيت خلفه و قادها لأحد الممرات اللي بالنسبة الها كانت سرية لأنها ما سبق و عرفت انو ممكن يكون في هيك غرف بالمطارات، دلفت معه لأحد الغرف اللي كانت كلها عبارة عن أجهزة كومبيوتر و شاشات عم تبث كل شي عم ترصده الكاميرات بالثانية، دخلت للغرفة و تواجهت مع شخص واضح انو عمره كبير من خلال الشيب اللي غزا شعراته، فيه وقار و نظراته كانت ثاقبة مد ايده و صافح روز قائل
مي:بدك الصراحة الكل اشتقتلهن حتى اكتر شي سهراتنا المسا و بهادل ماما اللي كلها حُب، يعني بحسها بتبهدلنا لأنها بتخاف علينا و بتحبنا ، و اخواتي الشباب و غلاظتهن و مزحهن معي الدائم، و اشتقت كيف براضوني ببوظة اذا زعلت، حتى اشتقت لفريدة و حلوياتها
روز:مين فريدة اختك؟
مي:لا هي مُساعدة عنا بالفيلا
هزت رأسها روز و حسدتها ع عيلتها و حبهم لبعض من خلال كلام مي لاحظت انها سعيدة مع عيلتها اي انها نشأت وسط عيلة بتحب بعضها و بتخاف ع بعضها، بينما هي كانت عكسها تماماً، نقيضها بنت مثقلة بالهموم و التعب اللي كبرها بالعمر و بالسنين، قارنت نفسها هي مليئة بالهموم و الأفكار اللي اثقلت جسدها بينما مي لا كانت سعيدة بكل ما تعنيه الكلمة فسألتها سؤال غريب لكنها شعرت برغبة لتعرف جوابه، شعرت انها لازم تعرف انو اللي بيربوا بأسر محبة بكون عندهم هموم، ام الهموم كتبت للي متلها
روز:يعني انتِ ماعندك هم بحياتك
دارت مي بنظرتها بالغرفة و فكرت بينما ارتشفت من النسكافيه و حكت
مي:يعني مو هم بمعنى الكلمة بس بفكر فيه كل فترة، انا بحب شخص معي بالجامعة بس حب من طرف واحد
رمشت عدة مرات و تظاهر البؤس أمام روز لتضحك روز مرة تانية ع تصرفاتها و حكت
روز:اذا هيك هاد مو هم معناها
قاطعتها مي بجدية
مي:بتعرفي شغلة احياناً الحُب بكون هم و بيبقى فترة طويلة شاغلك عن كل اللي حواليكي، الحب ممكن يطفيكي و ممكن ينورلك حياتك لا تستخفي فيه
روز:بس انتِ عايشة حياتك بسعادة مع انك بتحبي من طرف واحد
مي:حسب كل شخص في ناس بتاخده كشي عادي يعني ايجابي مو سلبي و بتفكر بعقلها قبل قلبها، و في ناس للأسف بدمر حياتها لأجله
و لحظتها تذكرت لين و شعرت بالكثير من الحزن للشي اللي عاشته و وصلتله بسبب الحُب
روز:احسن الي ما حب معناها
ضحكت مي و حكت و كأنها عاشقة حقيقية
مي:ع فكرة الحب مو قرار بتقرريه، الحُب روح بتتلبسك و صدقيني بتبطلي بعدها مسؤولة عن تصرفاتك بتبطلي تقدري تعرفي حالك، الحُب شعور غريب بينتاب الإنسان
تراجعت روز للخلف و بقيت عم تراقب الفراغ حوارها مع مي كان مليئ بالمعلومات و بالكثير من الأوجاع الها، حكت مي بعدها و كأنها بدها تستمر بالكلام
مي:طيب انتِ وين اهلك؟ اشتقتيلهن؟
أنزلت رأسها و حكت بخجل واضح منها، اعتلاها الإحراج
روز:بحكيلك بعدين
نزلت تحت اللحاف و غطت حالها بعد ما تكورت ع نفسها كالجنين و حست بالكثير و الكثير من الحزن و العتب ع اهلها اللي وصلوها لهالمرحلة السيئة اللي ممكن يعيشها اي انسان، انسابت دموعها الصامتة بقوة و حست بالنقص و انها انسان قليلة أمام مي اللي عاشت احلى ايام حياتها برفقة اهلها، شو بدها تحكيلها عن اسرتها تحكيلها كيف تركوها و راحوا و كأنها شيئ لا قيمة اله، كيف خذلوها و تركوا الحياة تتكفل بتربيتها كل واحد فيهم كان عم يعاقب التاني و بالحقيقة كانت روز المعاقب الوحيد باللعبة و اللي خسرت..
.
المطار:
دخلت للمطار بعد ما نفذت كل الحلول أمامهم و بأمر من سلمى تسلمت هي هالمهمة الصعبة و اللي قوتها بنفس الوقت، خافت بالبداية كونها حتكون مسؤولة عن موضوع كامل و توترت، لكنها و بدون اي شك تحمست لتقدر تثبت نفسها و قدراتها بمجالها و قدراتها بعد كل اللي صار معها
خطواتها كانت ثابتة و ثباتها كان مصطنع لكنها قدرت تسيطر ع ترددها و توترها بإبتسامة خافتة، تزينت ببنطلون بيج كلاسيكي ديق مع قميص أبيض ضبته بالبنطلون، تركت شعراتها منسدلين ع اكتافها، و ما نسيت جاكيتها الخاص بلبسها كونه الجو كان بارد نوعاً ما، أعادت الحوار اللي دار بينها و بين سلمى قبل ما تطلع من البيت، و اقتربت من أحد الموظفين اللي عرفته تلقائياً لأنه سلمى كان مفرجيتها صورته، بخامة صوت متماسكة حكت
روز:مرحبا، انا روز من طرف المحامية سلمى العاجي، ع الأغلب انت بتعرف انو في لقاء بيني و بين المدير
شرد لثوانٍ و من ثم اطرق و حياها بإبتسامة
....:تمام، بس انا لازم شوف ورقة الإذن ..
فتحت شنتتها و طالعت وحدة من الأوراق اللي حكت سلمى اكتر من مرة على ضرورة احضارها معها للمطار و نبهتها من نسيانها، مدتها للموظف، قرأها بتمعن و تركيز و بعدها حكى
...:تفضلي
مشيت خلفه و قادها لأحد الممرات اللي بالنسبة الها كانت سرية لأنها ما سبق و عرفت انو ممكن يكون في هيك غرف بالمطارات، دلفت معه لأحد الغرف اللي كانت كلها عبارة عن أجهزة كومبيوتر و شاشات عم تبث كل شي عم ترصده الكاميرات بالثانية، دخلت للغرفة و تواجهت مع شخص واضح انو عمره كبير من خلال الشيب اللي غزا شعراته، فيه وقار و نظراته كانت ثاقبة مد ايده و صافح روز قائل
سلمان:محامية روز انا سلمان المدير المسؤول عن رصد كل التحركات هون..
مدت ايدها و صافحته و حيته بإبتسامة خفيفة
اعد ورا احد الحواسيت و حكى بتركيز
سلمان:ذكريني بالتاريخ و الوقت لو سمحتي
روز:خمسة عشر ديسمبر، الوقت ع حسب كلامه عند الفجر
روز:خمسة عشر ديسمبر، الوقت ع حسب كلامه عند الفجر
اخذ الموضوع دقائق بينما كانت هي عم تتفحص بعيونها الناس اللي توزعت بالمطار بأشكال عشوائية، احجامهم و أشكالهم طبيعة لقائهم و تواجدهم بالمطار، و شردت كتير فيهم و ببعض اللحظات اللي كانت وداع فشعرت بشيئ دغدغ روحها يمكن لأنها ما حظيت بوداع بينها و بين امها، أو حتى والدها كلهم غادروا بدون وداع يليق فيها، أو يليق بكونها بنتهم
اتنهدت بعمق و نفضت هالأفكار من رأسها محاولة التركيز بشغلها و بتلك اللحظة، حكى بعد ما غاص لدقائق بذاكرة الحاسوب
....:بتقدري تتفضلي لتراقبي اللي بدك ياه
قربت منه و أسندت كفوف ايديها، عقدت حواجبها بتركيز تام عدة دقائق مرت و ما ظهرت صورة يسار كانت حافظة ملامحه، لأنه من الأشخاص اللي بيبقى عالق بالذاكرة فيه تفاصيل ما بتغيب عن البال، بتلك اللحظات استرجعت صفات يسار و ثوانٍ ظهر أمامها و راقبت عملية دخوله للمطار و كل الإجراءات اللي اتمها بذلك الوقت، إلى أن وصلت للمقطع المهم
قربت نظرها اكتر و صوبت عيونها لتتبسمر عند صورة البنت اللي سلم يسار الها الشنتة فعلاً كانت متل ما وصفها، ذات شعر أحمر ناري، حاولت تظهر علامات مميزة فيها اكتر، لكنها عجزت فهي كانت بنت عادية ذو ملامح عادية حكت بعد تركيز اكتر، صوبت سبابتها لأحد اللقطات قائلة
روز:كبر الصورة عند هاللقطة
عمل زوم للقطة، طالعت تليفونها روز و اخدت صورة للبنت لكن للأسف حتى الصورة كانت ذو جودة سيئة اي انها نوعاً ما ما قدرت تستفيد من تلك الحركة اللي عملوها، بقيت ثوانٍ عديدة و طويلة عم تتفحص صورة البنت اللي قبلها دون اي نتيجة تذكر، شعرت بالإحباط و للحظات كانت حتفقد الأمل بنجاته لكنها تذكرت انها محامية و لابد انها تكون صبورة اكتر من هيك، تسعى لإظهار برائته بأكتر من طريقة و ما تستسلم من اول مرة، فحكت مخاطبة السيد سلمان
روز:هيك مستحيل نقدر نوصللها، نحنا لازم نرجع لأرشيف المسافرين و نحاول نلقط البنت بأي طريقة
هز رأسه سلمان و أعقب بحزم
سلمان:أستاذة روز هاد الشي اللي عم تحكي عنه بياخد وقت جداً طويل و جهد كبير و صعب، حتى لو قدرنا نرجع في كتير إجراءات لازم تتم قبل ما نخطي هالخطوة لأنو هالمسافرة اللي عم تدوروا عليها انتو ما بتعرفوا عنها شي، و لا تنسي الموضوع مرق عليه وقت طويل
هزت روز رأسها بتفهم لكلامه و تمنت من اعماقها يكونوا بيعرفوا ع الأقل معلومة تانية عنها، اسمها كنيتها أو أي شي دال عنها...
أعقب مرة تانية ليحاول يفهمها صعوبة الموضوع
أعقب مرة تانية ليحاول يفهمها صعوبة الموضوع
سلمان:و بالنهاية لا تنسي البنت صورتها مو واضحة و نحنا مافينا نستند ع لون شعرها بس، انتبهي الوقت اللي تسلمت فيه الشنتة في كتير بنات دخلوا بعدها حاملين نفس لون للشعر، فنحنا مامنقدر نوصل بالتأكيد لنفس البنت..
ظهرت عليه علامات اليأس و حست بصعوبة المهمة، كل كلام السيد سلمان كان منطقي الأمر اشبه بالبحث عن ابرة بكومة قش، اتنهدت و غادرت الغرفة بالكثير من خيبة الأمل و التفكير بمصير يسار المعلق بهالبنت المجهولة، كانت حاسة بأبواب الدنيا متسكرة بوجهها و ودت لو يخطر ببالها اي حل تقدر من خلاله تنقذ يسار
غادرت المطار محملة بالخيبة، اتنهدت و تمنت بشدة لو تظهر هالبنت اللي كل الأمال محملة ع ظهورها و تسليمها للشنتة، لكن تبقى الأمنية أمنية ممكن ما تتحقق و هي اكتر حدا بيعرف معنى هالكلام فهي حلمت كتير و بالنهاية مو كل شي تمنته تحقق...
.
بعد وصولها ع البيت بالتكسي اللي بعتتها سلمى كرمال تجيبها من المطار، نظراً لإزدحام شغلها بشركة المحاماة، وصلوا ع البيت تقريباً بنفس الوقت دخلت روز بعد وصول سلمى بوقت قصير دخلت لغرفتها رأساً، و اتنهدت بتعب فتبعتها سلمى و حكت
سلمى:شو صار معك
قطع كلام روز اللي ما بدأ، دخول مي اللي كانت حاطة سماعات بإدنيها و عم تسمع اغاني صاخبة و تتمايل بنفس الوقت ع ايقاعها، ممسكة بكوب كبير من القهوة المتلجة اتنهدت سلمى و ضربت كف بكف قائلة
سلمى:خدي ع هالسحبة، خالصة هي
راقبتها روز لما دخلت و كيف كانت عايشة بعالمها الخاص بعيدة عن عالمهم و كأنهم مو موجودين و ضحكت بعفوية لتصرفاتها اللي كانت بالنسبة الها عم تترك أثر حلو بنفسها، رجعت لجديتها و حكت
روز:قابلت المدير و رجعت بالفيديو كامل اللي سجل لحظة دخول يسار للمطار للحظة اللي قبضوا عليه، شفت البنت و فعلاً ما كان في اي علامات مميزة غير شعراتها، المشكلة انو الكاميرات بعيدة انا ماعرفت يسار غير من ملامحه اللي كانت واضحة نوعاً ما بالنسبة الي، بس هالصبية كل ما عملت عليها زوم كانت تضعف الجودة كتير ، حتى الزاوية اللي لاقطين الها الفيديو مو كتير واضحة
مدت ايدها و صافحته و حيته بإبتسامة خفيفة
اعد ورا احد الحواسيت و حكى بتركيز
سلمان:ذكريني بالتاريخ و الوقت لو سمحتي
روز:خمسة عشر ديسمبر، الوقت ع حسب كلامه عند الفجر
روز:خمسة عشر ديسمبر، الوقت ع حسب كلامه عند الفجر
اخذ الموضوع دقائق بينما كانت هي عم تتفحص بعيونها الناس اللي توزعت بالمطار بأشكال عشوائية، احجامهم و أشكالهم طبيعة لقائهم و تواجدهم بالمطار، و شردت كتير فيهم و ببعض اللحظات اللي كانت وداع فشعرت بشيئ دغدغ روحها يمكن لأنها ما حظيت بوداع بينها و بين امها، أو حتى والدها كلهم غادروا بدون وداع يليق فيها، أو يليق بكونها بنتهم
اتنهدت بعمق و نفضت هالأفكار من رأسها محاولة التركيز بشغلها و بتلك اللحظة، حكى بعد ما غاص لدقائق بذاكرة الحاسوب
....:بتقدري تتفضلي لتراقبي اللي بدك ياه
قربت منه و أسندت كفوف ايديها، عقدت حواجبها بتركيز تام عدة دقائق مرت و ما ظهرت صورة يسار كانت حافظة ملامحه، لأنه من الأشخاص اللي بيبقى عالق بالذاكرة فيه تفاصيل ما بتغيب عن البال، بتلك اللحظات استرجعت صفات يسار و ثوانٍ ظهر أمامها و راقبت عملية دخوله للمطار و كل الإجراءات اللي اتمها بذلك الوقت، إلى أن وصلت للمقطع المهم
قربت نظرها اكتر و صوبت عيونها لتتبسمر عند صورة البنت اللي سلم يسار الها الشنتة فعلاً كانت متل ما وصفها، ذات شعر أحمر ناري، حاولت تظهر علامات مميزة فيها اكتر، لكنها عجزت فهي كانت بنت عادية ذو ملامح عادية حكت بعد تركيز اكتر، صوبت سبابتها لأحد اللقطات قائلة
روز:كبر الصورة عند هاللقطة
عمل زوم للقطة، طالعت تليفونها روز و اخدت صورة للبنت لكن للأسف حتى الصورة كانت ذو جودة سيئة اي انها نوعاً ما ما قدرت تستفيد من تلك الحركة اللي عملوها، بقيت ثوانٍ عديدة و طويلة عم تتفحص صورة البنت اللي قبلها دون اي نتيجة تذكر، شعرت بالإحباط و للحظات كانت حتفقد الأمل بنجاته لكنها تذكرت انها محامية و لابد انها تكون صبورة اكتر من هيك، تسعى لإظهار برائته بأكتر من طريقة و ما تستسلم من اول مرة، فحكت مخاطبة السيد سلمان
روز:هيك مستحيل نقدر نوصللها، نحنا لازم نرجع لأرشيف المسافرين و نحاول نلقط البنت بأي طريقة
هز رأسه سلمان و أعقب بحزم
سلمان:أستاذة روز هاد الشي اللي عم تحكي عنه بياخد وقت جداً طويل و جهد كبير و صعب، حتى لو قدرنا نرجع في كتير إجراءات لازم تتم قبل ما نخطي هالخطوة لأنو هالمسافرة اللي عم تدوروا عليها انتو ما بتعرفوا عنها شي، و لا تنسي الموضوع مرق عليه وقت طويل
هزت روز رأسها بتفهم لكلامه و تمنت من اعماقها يكونوا بيعرفوا ع الأقل معلومة تانية عنها، اسمها كنيتها أو أي شي دال عنها...
أعقب مرة تانية ليحاول يفهمها صعوبة الموضوع
أعقب مرة تانية ليحاول يفهمها صعوبة الموضوع
سلمان:و بالنهاية لا تنسي البنت صورتها مو واضحة و نحنا مافينا نستند ع لون شعرها بس، انتبهي الوقت اللي تسلمت فيه الشنتة في كتير بنات دخلوا بعدها حاملين نفس لون للشعر، فنحنا مامنقدر نوصل بالتأكيد لنفس البنت..
ظهرت عليه علامات اليأس و حست بصعوبة المهمة، كل كلام السيد سلمان كان منطقي الأمر اشبه بالبحث عن ابرة بكومة قش، اتنهدت و غادرت الغرفة بالكثير من خيبة الأمل و التفكير بمصير يسار المعلق بهالبنت المجهولة، كانت حاسة بأبواب الدنيا متسكرة بوجهها و ودت لو يخطر ببالها اي حل تقدر من خلاله تنقذ يسار
غادرت المطار محملة بالخيبة، اتنهدت و تمنت بشدة لو تظهر هالبنت اللي كل الأمال محملة ع ظهورها و تسليمها للشنتة، لكن تبقى الأمنية أمنية ممكن ما تتحقق و هي اكتر حدا بيعرف معنى هالكلام فهي حلمت كتير و بالنهاية مو كل شي تمنته تحقق...
.
بعد وصولها ع البيت بالتكسي اللي بعتتها سلمى كرمال تجيبها من المطار، نظراً لإزدحام شغلها بشركة المحاماة، وصلوا ع البيت تقريباً بنفس الوقت دخلت روز بعد وصول سلمى بوقت قصير دخلت لغرفتها رأساً، و اتنهدت بتعب فتبعتها سلمى و حكت
سلمى:شو صار معك
قطع كلام روز اللي ما بدأ، دخول مي اللي كانت حاطة سماعات بإدنيها و عم تسمع اغاني صاخبة و تتمايل بنفس الوقت ع ايقاعها، ممسكة بكوب كبير من القهوة المتلجة اتنهدت سلمى و ضربت كف بكف قائلة
سلمى:خدي ع هالسحبة، خالصة هي
راقبتها روز لما دخلت و كيف كانت عايشة بعالمها الخاص بعيدة عن عالمهم و كأنهم مو موجودين و ضحكت بعفوية لتصرفاتها اللي كانت بالنسبة الها عم تترك أثر حلو بنفسها، رجعت لجديتها و حكت
روز:قابلت المدير و رجعت بالفيديو كامل اللي سجل لحظة دخول يسار للمطار للحظة اللي قبضوا عليه، شفت البنت و فعلاً ما كان في اي علامات مميزة غير شعراتها، المشكلة انو الكاميرات بعيدة انا ماعرفت يسار غير من ملامحه اللي كانت واضحة نوعاً ما بالنسبة الي، بس هالصبية كل ما عملت عليها زوم كانت تضعف الجودة كتير ، حتى الزاوية اللي لاقطين الها الفيديو مو كتير واضحة
زفرت سلمى بضيق و شعرت بغضب داخلها، و كأنها عم تحط اللوم ع كل حدا بالمطار ماقدر يساعدها، اتنهدت بعمق و قبل ما تحكي حكت روز
روز:انا اخدتلها صورة اذا بدك شوفيها
حكت بفضول و كأنها عم تحاول تخفف عنها او تزرع داخلها امل جديد، ناولتها روز الصورة و دققت فيها و بملامحها لكنها كانت صورة غير كافية متل ما حكت روز عنها و مابتقدر من خلالها تعرف الملامح الحقيقية لصاحبة الشعر الأحمر
سلمى:معناها ما استفدنا شي، مو عارفة كيف بدنا نخبر يسار، بكرى موعد لقاء بينك و بينه كرمال القضية خبريه و شوفي شو ممكن يطلع معه
هزت رأسها روز موافقة و اعقبت بعد ما تذكرت انها لازم عليها تحكي حتى لو كلمة بسيطة
روز:ماشي
توترت من لقائها فيه مرة تالتة و لوحدهم لكنها حاولت انها تتماسك و تأدي مهمتها فقط ع اكمل وجه لتثبتله انها جديرة بهالقضية و قادرة تكون قدها و تحرره، قاطع شرودها كلام مي
مي:وين شاردة
روز:ولاشي بالشغل و انتِ
اتنهدت مي و تصنعت بالحزن قائلة بفرحة و نظرات هائمة
مي:بالحُب
ضحكت روز بخفة ع كلامها و اعقبت بعد ما طلعت تيابها من الخزانة
روز:بتحبيه؟
اتسعت ابتسامة مي و لمعوا عيونها ببريق كان واضح و للحظة شعرت انو انفرجت اسارير قلبها لمجرد الكلام عنه
مي:كتير بحبه
روز:طيب و هوي
مي:بظن بحبني بس خجلان
هزت رأسها روز بإيجاب و ابتسامة بينما نزعت حذائها و حملت أغراضها لتطلع من الغرفة فباغتها سؤال مي
مي:و انتِ ما بتحبي حدا، أو ما بتحبي حدا
ابتسمت بحسرة ع حالها هي ما كانت فاضية لهالقصص و ما قدرت تعيشها او بالأحرى هي ما عاشت شعور الحب و لا بتعرف معناه، هي عاشت الفقد الألم، الكسرة و الحسرة و الحزن الا الحُب ما قدرت تعيشه فحكت بإبتسامة أقرب للباكية
روز:ما لحقت
مي:ليش
رفعت اكتافها خجلاً من إظهار الحقيقة أمام مي و حطت بشيئ من الغموض كما سمته مي
روز:ظروف
مي:ع فكرة انتِ كتير غامضة سألتك ع اهلك و حياتك ما حكيتي و هي هلق الحُب، نحنا كيف بدنا نكون رفقة ع هالحالة؟ احكيلي انا انسانة بحب الرغي
ضحكت روز ع كلامها و هزت رأسها موافقة و حكت قبل ما تغادر الغرفة
روز:خلص والله رح احكيلك بس مو هلق...
كانت لساها خجلانة من اطلاق سراح سرها لإنسانة غير سلمى و بنفس الوقت ما كانت عارفة شو ممكن تكون نظرة مي الها بعد ما تعرف قصتها الكاملة، لذلك بقيت محافظة عليها داخلها...
.
اليوم التالي:
وقفت أمام مرايتها بعد ما عدلت من ياقة قميصها اللي حمل اللون الوردي، مع بنطلون رسمي باللون الأسود عدلت من شعراتها اللي فردتهم ع اكتافها و بخت من عطرها بعناية، كانت راضية ع ستايلها و لبسها اللي بليق بمهنتها و بنفس الوقت مريح الها، اتنهدت و اطلعت بالمراية ابتسمت ابتسامة هادية و للحظة تذكرت كل ما مرت فيه، لحظات قليلة مر فيها شريط ذاكرتها من اول ما وصلت لهون لحد هاللحظة شعرت بخوف اندمج بلذة انتصار لذة فرح انها قدرت تتغير بعد ما كانت عند الحافة، أثناء شرودها ما كانت ملاحظة تلك الرجفة اللي اجتاحت اصابعها لتكون خير دليل انو ذلك الجرح و تلك الذكريات لا تزال حية و قادرة على اوجاعها...
حملت شنتتها و اطلعت بمي اللي كانت لساها نايمة بمكانها ابتسمت ع وضعها بخفة و راجعت بعض الأوراق اللي كانت رح تاخدها معها و من ثم انطلقت، و بتلك الأثناء تواجهت مع سلمى اللي كانت طالعة لشغلها بنفس الوقت طالعتها سلمى بنظرات راضية و حكت
سلمى:طالعة كرمال تشوفي يسار صح؟
روز:بالضبط لازم نحكي مشان مبارح
سلمى:معك حق تعي انا بوصلك بطريقي
روز:تمام
اتوجهت بصحبة سلمى للقاء يسار، هاد اللقاء التالت الهم ما قدرت تخفي شعورها بالتوتر خصوصي أنها حتكون لوحدها معه، لكن شي داخلها كان عم يطمنها عم يزرع داخلها امل انو لقائهم رح يمشي و يعدي ع خير، أطلقت العنان لتفكيرها و راجعت اقوالها و ادلتها عدة مرات، تذكرت مرة تانية كيف لازم تكون جلستها امامه ، مناقشتها اله و بنفس الوقت نبرتها، ركزت حتى عند تفصيل نظراتها، و كأنها رح تقابل مديرها بالشغل..
طول الطريق كانت شاردة بهالموضوع عم تحاول تهيأ نفسها للقائه لا تزال لهالحظة عم تحاول تثبتله كلامه الغلط و وصفه السيئ الها، لا تزال عم تراجع كل تفصيل فيها فقط لتثبت اله و لنفسها و للجميع انها قادرة تتغير و بنفس الوقت قادرة تكون احسن ...
بينما كانت جالسة عم تراجع أوراقها بتركيز تام دخل يسار للغرفة بصحبة رجال الأمن، لمحت بعيونه تعب طفيف رغم قوة نظراته و ثبات حركاته و اتزانه الا انه من الوهلة الأولى و من طريقة دخوله قدرت تحس انه مو ع طبيعته، غادروا رجال الأمن فدخل متجه الها ، جلس ع الكرسي اللي مقابيلها بينما راقبته هي بعيونها و تفحصت حركاته فحكت لما لاحظت صمته
روز:كيفك اليوم..
هز رأسه باهتمام و أعقب
يسار:تمام الحمدالله و انتِ؟
روز:منيحة جاهز لنحكي !
روز:انا اخدتلها صورة اذا بدك شوفيها
حكت بفضول و كأنها عم تحاول تخفف عنها او تزرع داخلها امل جديد، ناولتها روز الصورة و دققت فيها و بملامحها لكنها كانت صورة غير كافية متل ما حكت روز عنها و مابتقدر من خلالها تعرف الملامح الحقيقية لصاحبة الشعر الأحمر
سلمى:معناها ما استفدنا شي، مو عارفة كيف بدنا نخبر يسار، بكرى موعد لقاء بينك و بينه كرمال القضية خبريه و شوفي شو ممكن يطلع معه
هزت رأسها روز موافقة و اعقبت بعد ما تذكرت انها لازم عليها تحكي حتى لو كلمة بسيطة
روز:ماشي
توترت من لقائها فيه مرة تالتة و لوحدهم لكنها حاولت انها تتماسك و تأدي مهمتها فقط ع اكمل وجه لتثبتله انها جديرة بهالقضية و قادرة تكون قدها و تحرره، قاطع شرودها كلام مي
مي:وين شاردة
روز:ولاشي بالشغل و انتِ
اتنهدت مي و تصنعت بالحزن قائلة بفرحة و نظرات هائمة
مي:بالحُب
ضحكت روز بخفة ع كلامها و اعقبت بعد ما طلعت تيابها من الخزانة
روز:بتحبيه؟
اتسعت ابتسامة مي و لمعوا عيونها ببريق كان واضح و للحظة شعرت انو انفرجت اسارير قلبها لمجرد الكلام عنه
مي:كتير بحبه
روز:طيب و هوي
مي:بظن بحبني بس خجلان
هزت رأسها روز بإيجاب و ابتسامة بينما نزعت حذائها و حملت أغراضها لتطلع من الغرفة فباغتها سؤال مي
مي:و انتِ ما بتحبي حدا، أو ما بتحبي حدا
ابتسمت بحسرة ع حالها هي ما كانت فاضية لهالقصص و ما قدرت تعيشها او بالأحرى هي ما عاشت شعور الحب و لا بتعرف معناه، هي عاشت الفقد الألم، الكسرة و الحسرة و الحزن الا الحُب ما قدرت تعيشه فحكت بإبتسامة أقرب للباكية
روز:ما لحقت
مي:ليش
رفعت اكتافها خجلاً من إظهار الحقيقة أمام مي و حطت بشيئ من الغموض كما سمته مي
روز:ظروف
مي:ع فكرة انتِ كتير غامضة سألتك ع اهلك و حياتك ما حكيتي و هي هلق الحُب، نحنا كيف بدنا نكون رفقة ع هالحالة؟ احكيلي انا انسانة بحب الرغي
ضحكت روز ع كلامها و هزت رأسها موافقة و حكت قبل ما تغادر الغرفة
روز:خلص والله رح احكيلك بس مو هلق...
كانت لساها خجلانة من اطلاق سراح سرها لإنسانة غير سلمى و بنفس الوقت ما كانت عارفة شو ممكن تكون نظرة مي الها بعد ما تعرف قصتها الكاملة، لذلك بقيت محافظة عليها داخلها...
.
اليوم التالي:
وقفت أمام مرايتها بعد ما عدلت من ياقة قميصها اللي حمل اللون الوردي، مع بنطلون رسمي باللون الأسود عدلت من شعراتها اللي فردتهم ع اكتافها و بخت من عطرها بعناية، كانت راضية ع ستايلها و لبسها اللي بليق بمهنتها و بنفس الوقت مريح الها، اتنهدت و اطلعت بالمراية ابتسمت ابتسامة هادية و للحظة تذكرت كل ما مرت فيه، لحظات قليلة مر فيها شريط ذاكرتها من اول ما وصلت لهون لحد هاللحظة شعرت بخوف اندمج بلذة انتصار لذة فرح انها قدرت تتغير بعد ما كانت عند الحافة، أثناء شرودها ما كانت ملاحظة تلك الرجفة اللي اجتاحت اصابعها لتكون خير دليل انو ذلك الجرح و تلك الذكريات لا تزال حية و قادرة على اوجاعها...
حملت شنتتها و اطلعت بمي اللي كانت لساها نايمة بمكانها ابتسمت ع وضعها بخفة و راجعت بعض الأوراق اللي كانت رح تاخدها معها و من ثم انطلقت، و بتلك الأثناء تواجهت مع سلمى اللي كانت طالعة لشغلها بنفس الوقت طالعتها سلمى بنظرات راضية و حكت
سلمى:طالعة كرمال تشوفي يسار صح؟
روز:بالضبط لازم نحكي مشان مبارح
سلمى:معك حق تعي انا بوصلك بطريقي
روز:تمام
اتوجهت بصحبة سلمى للقاء يسار، هاد اللقاء التالت الهم ما قدرت تخفي شعورها بالتوتر خصوصي أنها حتكون لوحدها معه، لكن شي داخلها كان عم يطمنها عم يزرع داخلها امل انو لقائهم رح يمشي و يعدي ع خير، أطلقت العنان لتفكيرها و راجعت اقوالها و ادلتها عدة مرات، تذكرت مرة تانية كيف لازم تكون جلستها امامه ، مناقشتها اله و بنفس الوقت نبرتها، ركزت حتى عند تفصيل نظراتها، و كأنها رح تقابل مديرها بالشغل..
طول الطريق كانت شاردة بهالموضوع عم تحاول تهيأ نفسها للقائه لا تزال لهالحظة عم تحاول تثبتله كلامه الغلط و وصفه السيئ الها، لا تزال عم تراجع كل تفصيل فيها فقط لتثبت اله و لنفسها و للجميع انها قادرة تتغير و بنفس الوقت قادرة تكون احسن ...
بينما كانت جالسة عم تراجع أوراقها بتركيز تام دخل يسار للغرفة بصحبة رجال الأمن، لمحت بعيونه تعب طفيف رغم قوة نظراته و ثبات حركاته و اتزانه الا انه من الوهلة الأولى و من طريقة دخوله قدرت تحس انه مو ع طبيعته، غادروا رجال الأمن فدخل متجه الها ، جلس ع الكرسي اللي مقابيلها بينما راقبته هي بعيونها و تفحصت حركاته فحكت لما لاحظت صمته
روز:كيفك اليوم..
هز رأسه باهتمام و أعقب
يسار:تمام الحمدالله و انتِ؟
روز:منيحة جاهز لنحكي !
ابتسم يسار لحماسها و هز رأسه لتبادر هي بكلامها بحماس قدر يسار يتحسسه و قدر يشعر فيه، قربت اله ورقة لصورة بنت غير واضحة بشكل كامل و حكت بعد ما أشرت عليها قائلة
الجزء السادس
روز:هي هي البنت اللي معها الشنتة صحيح؟
ضيق نظره عليها و عقد حواجبه بتركيز تام بعد ما رفع الورقة و كاد ان يثقبها بنظراته ليحكي
يسار:بتصدقي ما قدرت اعرفها منيح غير من شعرها
روز:معقول ما قدرت تتعرف ع شكلها
ضحك يسار من ملاحظة روز اللي كانت صحيحة و حكى
يسار:كلامك صح بس انا من تسرعي و اندفاعي بهداك اليوم كنت مو قادر ركز بملامحها حتى كان اهم الشي عندي انو تكون الشنتة بعيدة عني كرمال اقدر استرجعها، و بنفس الوقت كنت متوقع انو بمجرد اني عطيتها اسم سلمى تتصرف هي
هزت رأسها متفهمة و اعقبت ملاحظاتها اللي تدربت عليهم كتير لتحكيهم قدامه بكل ثقة
روز:المهم انو متل مو ملاحظ الصورة اللي قدرت احصل عليها للبنت جودتها جداً سيئة خلاف هيك انت ما بتعرف اسمها و هالشي صعب المهمة اكتر ، ومع الاسف يسار انا فكرت انو نراجع سجلات الراكبين بالطيارة بس كان الموضوع اشبه باللي عم يدور ع ابرة بكومة قش بده أذونات كتير واوراق كتير ووقت طويل قد يستمر لشهور وشهور طويلة خلال هالفترة ممكن نخسر وقت كبير اذا حطينا كل املنا بالعثور على البنت من خلال التسجيلات و ما نستفيد خصوصي انو الراكبين عددهم كبير، و هيك شغلات انت بتعرف انو كتير كتير صعب نقدر نعملها خصوصي انو في خصوصية للمسافرين مافينا ننتهكها إلا بإذن..
ماكان عم يشوفها كان عم يسمع كلامها بس والاشيا الي جرت معه ليلة المطار هي الوحيدة الي عم بشوفها أمامه ، تفكيره كان بحجم الخسارة الي هو فيها اليوم حيطان السجن الي بدأت تضيق على قلبه ، مهنته حياته الي هو على وشك خسارتهم ، وصل لقمة غضبه لرفضه للحالة الي صار فيها بالاخص لما بدأت تلمع صورة رياض امام عيونه الي اقسم بقلبه لو كان امامه بهي اللحظات لكن قتله
كانت عم تراقبه من بعد ما انتهت من كلامها ، عم تشوف حالته الي بدأت تتغير إحمرار عيونه الشديد الي كان ان دل على شيء فبدل على البركان الي على وشك انه ينفجر
حكت بصوت فيه شي من القلق على حاله
روز : يسار انت منيح !
ماكانت عارفة انو سؤالها حيكون الحجرة الي انرمت بفوهة البركان لتخليه ينفجر ، صرخ فيها بحدّة وهو بيضرب بقبضة إيده على الطاولة
يسار : لا ماني منيح ، انا مو منيح ولا فيني كون منيح وانا بين اربع حيطان مع الحرمية وقتالين القتلة ، انا مافيني كون منيح وانا شو عم شوف واحد ابن ستين**** برا عم يسرح ويمرح على كيفه عم يغتال ويسرق وينهب وانا لاني قررت افضحه وين صرت!!! اه روز خبريني وين انا ؟؟
بدأ يروح ويجي بخطوات متسارعة منفعلة أمامها الغضب مسيطر على كُل مافيه وهو عم بيرد جملة وحدة
يسار : انا مو منيح انا مو منيح
قامت بإتجاهه بخطوات قلقلة منه وعليه مدت إيدها بتردد لتلامس قبضته وهي بتحكيه
روز : يسار كله حيصير منيح صدقني القصة بدها وقت
انفجر بوجهها من جديد وبحدة أكبر من قبل وكأنه هي المُذنبة
يسار : ايمتا حصير منيح ؟ لما ختير بين هالأربع حيطان لما موت وانا ناطر تلتقى الأوراق ؟ انتي بتعرفي انو اذا ما وصلت الأوراق لايدينا قبل المحاكمة النهائية شو حيصير فيني ؟؟ رياض حيدفع ثروته كلها لينحكم علي مؤبد هي اذا مو إعدام انا حموت هون وانتو مافي غير بتجيبولي كل خير أسوأ من التاني،ماما سلمى وينها !!! شو عم تعمل ليش مالقت طريقة ع الاقل اتحاكم فيها طليق ولا عاملين فيها محاميين ع الفاضي
اتقبلت الطريقة الي عم يصرخ فيها بوجهها كانت عارفة شعوره منيح كتير ، شعور الخوف الوحدة شعور النهاية ، قبضة إيديه بدأت تتخبط بالحيطان بقوة وكأنه عم يفرغ كل مافيه من غضب بهالطريقة ، حالته قلقتها بزيادة و بثت الخوف بداخلها كانت واقفة أمام انسان منهار
انسان على وشك يفقد كل مابقي من عمره كل ماجمعه وتعب كرماله عيلته، ناسه ،شهادته، اصدقائه، حياته، ليكمل طريقه مع ناس هو الي زجّهم جوات هالسجن الكبير ، عم يعيش معهم متل نقطة بيضا بصفحة مليانة شخابير سودا، ماكانت عارفة شو تعمل ولا كيف ممكن تهديه ،خطر لبالها سلمى شو ممكن تعمل لو كانت مكانها شو ممكن تتصرف مع يسار ما قدرت تفكر بأي حل ، فتخيلت حالها لما كانت تمر بأضعف حالاتها شو كانت تحتاج، بتكون بحاجة شي يدفيها يطمنها ويحن عليها وهلأ كانت عم تشوف يسار عم بيمر بنفس الحالة اللي مرت فيها و ماكان فيها الا من فرط رقتها تقرب منه و بكل حنان تخالط مع خوفها و عانقته من طرفه الأيمن لتلم إيديه ضمن عناقها اللي شمل ت
صف جسده الأيمن، خمدت النار الشاعلة جواه وهي عم تحكيله بصوت فيه الكتير من السكينة والطمأنينة الي عم تحاول تبثهم بداخله
روز : بعرف أديه هي فترة صعبة واديه الوحدة والانكسار صعبين، انك تشوف خيوط النهاية قدامك شي كتير بيوجع يسار ، بس صدقيني انا وماما سلمى معك وعم نحاول بأي طريقة كرمالك ماممكن نتركك بهيك مكان كون متأكد ورى هالعتمة الكبيرة في ضو كبييير وكتير حلو ناطرك بالنهاية
روز:هي هي البنت اللي معها الشنتة صحيح؟
ضيق نظره عليها و عقد حواجبه بتركيز تام بعد ما رفع الورقة و كاد ان يثقبها بنظراته ليحكي
يسار:بتصدقي ما قدرت اعرفها منيح غير من شعرها
روز:معقول ما قدرت تتعرف ع شكلها
ضحك يسار من ملاحظة روز اللي كانت صحيحة و حكى
يسار:كلامك صح بس انا من تسرعي و اندفاعي بهداك اليوم كنت مو قادر ركز بملامحها حتى كان اهم الشي عندي انو تكون الشنتة بعيدة عني كرمال اقدر استرجعها، و بنفس الوقت كنت متوقع انو بمجرد اني عطيتها اسم سلمى تتصرف هي
هزت رأسها متفهمة و اعقبت ملاحظاتها اللي تدربت عليهم كتير لتحكيهم قدامه بكل ثقة
روز:المهم انو متل مو ملاحظ الصورة اللي قدرت احصل عليها للبنت جودتها جداً سيئة خلاف هيك انت ما بتعرف اسمها و هالشي صعب المهمة اكتر ، ومع الاسف يسار انا فكرت انو نراجع سجلات الراكبين بالطيارة بس كان الموضوع اشبه باللي عم يدور ع ابرة بكومة قش بده أذونات كتير واوراق كتير ووقت طويل قد يستمر لشهور وشهور طويلة خلال هالفترة ممكن نخسر وقت كبير اذا حطينا كل املنا بالعثور على البنت من خلال التسجيلات و ما نستفيد خصوصي انو الراكبين عددهم كبير، و هيك شغلات انت بتعرف انو كتير كتير صعب نقدر نعملها خصوصي انو في خصوصية للمسافرين مافينا ننتهكها إلا بإذن..
ماكان عم يشوفها كان عم يسمع كلامها بس والاشيا الي جرت معه ليلة المطار هي الوحيدة الي عم بشوفها أمامه ، تفكيره كان بحجم الخسارة الي هو فيها اليوم حيطان السجن الي بدأت تضيق على قلبه ، مهنته حياته الي هو على وشك خسارتهم ، وصل لقمة غضبه لرفضه للحالة الي صار فيها بالاخص لما بدأت تلمع صورة رياض امام عيونه الي اقسم بقلبه لو كان امامه بهي اللحظات لكن قتله
كانت عم تراقبه من بعد ما انتهت من كلامها ، عم تشوف حالته الي بدأت تتغير إحمرار عيونه الشديد الي كان ان دل على شيء فبدل على البركان الي على وشك انه ينفجر
حكت بصوت فيه شي من القلق على حاله
روز : يسار انت منيح !
ماكانت عارفة انو سؤالها حيكون الحجرة الي انرمت بفوهة البركان لتخليه ينفجر ، صرخ فيها بحدّة وهو بيضرب بقبضة إيده على الطاولة
يسار : لا ماني منيح ، انا مو منيح ولا فيني كون منيح وانا بين اربع حيطان مع الحرمية وقتالين القتلة ، انا مافيني كون منيح وانا شو عم شوف واحد ابن ستين**** برا عم يسرح ويمرح على كيفه عم يغتال ويسرق وينهب وانا لاني قررت افضحه وين صرت!!! اه روز خبريني وين انا ؟؟
بدأ يروح ويجي بخطوات متسارعة منفعلة أمامها الغضب مسيطر على كُل مافيه وهو عم بيرد جملة وحدة
يسار : انا مو منيح انا مو منيح
قامت بإتجاهه بخطوات قلقلة منه وعليه مدت إيدها بتردد لتلامس قبضته وهي بتحكيه
روز : يسار كله حيصير منيح صدقني القصة بدها وقت
انفجر بوجهها من جديد وبحدة أكبر من قبل وكأنه هي المُذنبة
يسار : ايمتا حصير منيح ؟ لما ختير بين هالأربع حيطان لما موت وانا ناطر تلتقى الأوراق ؟ انتي بتعرفي انو اذا ما وصلت الأوراق لايدينا قبل المحاكمة النهائية شو حيصير فيني ؟؟ رياض حيدفع ثروته كلها لينحكم علي مؤبد هي اذا مو إعدام انا حموت هون وانتو مافي غير بتجيبولي كل خير أسوأ من التاني،ماما سلمى وينها !!! شو عم تعمل ليش مالقت طريقة ع الاقل اتحاكم فيها طليق ولا عاملين فيها محاميين ع الفاضي
اتقبلت الطريقة الي عم يصرخ فيها بوجهها كانت عارفة شعوره منيح كتير ، شعور الخوف الوحدة شعور النهاية ، قبضة إيديه بدأت تتخبط بالحيطان بقوة وكأنه عم يفرغ كل مافيه من غضب بهالطريقة ، حالته قلقتها بزيادة و بثت الخوف بداخلها كانت واقفة أمام انسان منهار
انسان على وشك يفقد كل مابقي من عمره كل ماجمعه وتعب كرماله عيلته، ناسه ،شهادته، اصدقائه، حياته، ليكمل طريقه مع ناس هو الي زجّهم جوات هالسجن الكبير ، عم يعيش معهم متل نقطة بيضا بصفحة مليانة شخابير سودا، ماكانت عارفة شو تعمل ولا كيف ممكن تهديه ،خطر لبالها سلمى شو ممكن تعمل لو كانت مكانها شو ممكن تتصرف مع يسار ما قدرت تفكر بأي حل ، فتخيلت حالها لما كانت تمر بأضعف حالاتها شو كانت تحتاج، بتكون بحاجة شي يدفيها يطمنها ويحن عليها وهلأ كانت عم تشوف يسار عم بيمر بنفس الحالة اللي مرت فيها و ماكان فيها الا من فرط رقتها تقرب منه و بكل حنان تخالط مع خوفها و عانقته من طرفه الأيمن لتلم إيديه ضمن عناقها اللي شمل ت
صف جسده الأيمن، خمدت النار الشاعلة جواه وهي عم تحكيله بصوت فيه الكتير من السكينة والطمأنينة الي عم تحاول تبثهم بداخله
روز : بعرف أديه هي فترة صعبة واديه الوحدة والانكسار صعبين، انك تشوف خيوط النهاية قدامك شي كتير بيوجع يسار ، بس صدقيني انا وماما سلمى معك وعم نحاول بأي طريقة كرمالك ماممكن نتركك بهيك مكان كون متأكد ورى هالعتمة الكبيرة في ضو كبييير وكتير حلو ناطرك بالنهاية
كان بالفعل هاد الشي الوحيد الي هو بحاجته حدا يطمنه يسكّنه وحركتها وكلماتها كانت المُدئ لجروحه، حضنها البسيط قدر يبث بأوصالها كمية كبيرة من السكينة و الهدوء
حكى بصوت التعب واضح فيه و لأول مرة بيحكي بإنهزام واضح
يسار: شو الحل روز الله يخليكي كيف بدي اطلع من هون
روز : خلينا نقعد ومنحكي بهدوء ومنفكر تمام ؟
يسار : ماشي
بعدت عنه بهدوء بعد ما استوعبت انها عم تعانق اطرافه، شعرت بالخجل كساها و الإحراج اعتلى ملامحها فرجعت مكانها و تلقائياً قرب ليقعد قبالها
روز:قلتلك يمكن الموضوع ياخد وقت بس صدقني مارح نسمح أبدا بأنك تبقى هون حتى لوقت المحاكمة النهائية حالياً عم نسعى لانو نقدم طلب بمحاكمة جديدة بلكي منقدر نقنع القاضي بأنك تتحاكم وانت طليق
يسار : هالشي مستحيل طول ما رياض وراه روز
روز : بعرف هالشي كتير منيح بس مع هيك رح نسعى ورح نفرجي لرياض انو نحنا مو قاعدين وناطرين الحكم متل ماهو ظانن
هز رأسه يسار مؤيد لجملتها الأخيرة الكثير من القلق تسرب لداخله، اتنهد بضيق واضح و أسند رأسه على كفوف ايديه و حكى
يسار:شو هالورطة اللي وقعت حالي فيها
كان لازم تخفف عنه و تمنحه القوة تطمنه انه كل شي حيكون منيح، حتى لو كان املهم ضعيف لابد من زرع الأمل بنفسه ..
روز:اهدى نحنا عم نحاول بكل الطرق و اكيد بالنهاية رح ينكشف كل شي
هز رأسه بتفهم بينما طالعته هي بنظرات تخالطت ما بين الحزن و الشفقة ع حالته كانت المرة الأولى اللي بتكون هي مسؤولة لتخمد نيران شخص ثائر، المرة الأولى اللي بتتصرف و بتكون هي عم تهدي حدا منهار امامها، ذاك الموقف أثر فيها و حسسها بقيمة مهتنها و قيمة الشي اللي عم تقدمه، حسسها بأهتميتها
فشعرت بتلك اللحظة بالكلام بدأ يتدفق من داخلها بعد ما شردت فيه لثوانٍ جداً معدودة، اطلعت فيه و ابتسمت بخفة و كأنها عم تحاول تبث داخله القوة او يمكن تزرع الأمل بأرضه القاحلة من خلال حروفها القليلة فحكت
روز: بتعرف من لما كنت ادرس عند أستاذة سلمى ايام الجامعة كنت اسمع عنك كتير، كانت كتير تحكي عن أخلاقك و اوصافك واديه انت حدا شاطر وذكي كنت معجبة فيك كتير يعني بذكائك وشطارتك كان هدفي دائماً كون متلك رغم انو بعمري مالمحتك من قبل
اللي حكته كان مختفي من بالها بأول لقاء بيناتهم، ما كانت عارفة كيف و بتلك اللحظات القليلة تذكرت كلام سلمى عنه و كيف كانت توصفه و كأنه احسن انسان بهالعالم
ابتسم يسار بإتزان و بنفس الوقت لمعت عيونه الجذابة فزادته جمال و حكى
يسار:ماما سلمى من زمان كانت ما تحكي عني غير كل خير
يسار:ماما سلمى من زمان كانت ما تحكي عني غير كل خير
روز: كنت مضرب مثلها الدائم وكنت القدوة الي ولأغلب الطلاب ، ورغم كلشي كنت اسعى اله واركد واتعب واشتغل على حالي كرمال اوصلك وتفتخر فيني الاستاذة سلمى الا انو مجرد ماتحكي عنك حس حالي ماقدرت اوصل لسا لمقدار ذرة متل الي وصلتله انت وانو لسا الطريق قدامي طويل
قهقهة صغيرة طالت مبسمه ليحكي بشيء فيه كتير من الثقة
يسار : شكلك كنتي تغاري مني
هزت رأسها روز موافقة لكلامه و اعقبت بهدوء و كأنها عم تأكد عليه
روز: بيني وبينك اي شوي يعني انا سامعة عنك من زمان بس ما قدرت التقي فيك غير لبعد هالسنين الطويلة
راقبها يسار بدقة أثناء كلامها و كأنه عم يحاول يدرس حروفها و يراجع داخله لقائهم الأول كان لحد هاللحظة مو مصدق انها ذات البنت، نفض تلك الأفكار من رأسه و ابتسم الها قائل بتشجيع منه
يسار:التقينا و كنتِ انتِ محامية هالشب اللي سمعتي عنه كتير ، بمعنى أصح التقينا بمكان ما تخيلتي تشوفيني فيه يمكن
رفعت حواجبها مستنكرة و مفكرة بكلامه بنفس الوقت و اعقبت بشرود
روز:يمكن
صمت اجتاحهم شعرت روز بغرابة ما حكته، كانت مرتاحة اثناء كلامها اللي طلع منها بطريقة عفوية و غير مدروسة و هاد شيئ فاجئها ،فبدأت هي بجمع اشيائها بهدوء قائلة
روز:انا لازم روح هلق اذا صار شي معي اكيد رح نكون ع تواصل
قامت من مكانها بعد ما ابتسمت بهدوء و طمأنينة قبل ما تغادر المكان اوقفها صوت يسار قائل بخفوت و كأنه خائف من كلماته، متوتر و بنفس الوقت في قوة بكلامه و ندم طفيف
يسار:بالنسبة للي صار بيناتنا بأول لقاء، اعذريني انا ما كنت بحالة منيحة
التفتت صوبه بعد ما اسعدها كلامه، كانت المرة الأولى الي بيعتذر حدا منها، المرة الأولى اللي بحاول فيها شخص يعتذر عن شي اقلقها او دايقها، المرة الأولى اللي بتشعر برد اعتبار الها، و بتلك اللحظة منحها يسار شعور هي ما عاشته من قبل، تلاقت عيونهم فلمعت نظراتها فرحاً بتلك اللحظة هزت رأسها و لمح طرف ابتسامة خفيفة ع ثغرها و لأول مرة عجز يسار يفسر ابتسامتها، عجز حقيقةً يدرك معنى تلك الإبتسامة اللي قابلته فيها فإكتفى بالصمت بينما هي التفتت و غادرت المكان بهدوء متل ما اجت، لطالما كان يسار هادئ و متزن قادر يعرف غلط تصرفاته و يصححه قادر، يستشعر أنه ببعض المواقف لابد من تصحيح بعض الأشياء اللي بتصير و لذلك
حكى بصوت التعب واضح فيه و لأول مرة بيحكي بإنهزام واضح
يسار: شو الحل روز الله يخليكي كيف بدي اطلع من هون
روز : خلينا نقعد ومنحكي بهدوء ومنفكر تمام ؟
يسار : ماشي
بعدت عنه بهدوء بعد ما استوعبت انها عم تعانق اطرافه، شعرت بالخجل كساها و الإحراج اعتلى ملامحها فرجعت مكانها و تلقائياً قرب ليقعد قبالها
روز:قلتلك يمكن الموضوع ياخد وقت بس صدقني مارح نسمح أبدا بأنك تبقى هون حتى لوقت المحاكمة النهائية حالياً عم نسعى لانو نقدم طلب بمحاكمة جديدة بلكي منقدر نقنع القاضي بأنك تتحاكم وانت طليق
يسار : هالشي مستحيل طول ما رياض وراه روز
روز : بعرف هالشي كتير منيح بس مع هيك رح نسعى ورح نفرجي لرياض انو نحنا مو قاعدين وناطرين الحكم متل ماهو ظانن
هز رأسه يسار مؤيد لجملتها الأخيرة الكثير من القلق تسرب لداخله، اتنهد بضيق واضح و أسند رأسه على كفوف ايديه و حكى
يسار:شو هالورطة اللي وقعت حالي فيها
كان لازم تخفف عنه و تمنحه القوة تطمنه انه كل شي حيكون منيح، حتى لو كان املهم ضعيف لابد من زرع الأمل بنفسه ..
روز:اهدى نحنا عم نحاول بكل الطرق و اكيد بالنهاية رح ينكشف كل شي
هز رأسه بتفهم بينما طالعته هي بنظرات تخالطت ما بين الحزن و الشفقة ع حالته كانت المرة الأولى اللي بتكون هي مسؤولة لتخمد نيران شخص ثائر، المرة الأولى اللي بتتصرف و بتكون هي عم تهدي حدا منهار امامها، ذاك الموقف أثر فيها و حسسها بقيمة مهتنها و قيمة الشي اللي عم تقدمه، حسسها بأهتميتها
فشعرت بتلك اللحظة بالكلام بدأ يتدفق من داخلها بعد ما شردت فيه لثوانٍ جداً معدودة، اطلعت فيه و ابتسمت بخفة و كأنها عم تحاول تبث داخله القوة او يمكن تزرع الأمل بأرضه القاحلة من خلال حروفها القليلة فحكت
روز: بتعرف من لما كنت ادرس عند أستاذة سلمى ايام الجامعة كنت اسمع عنك كتير، كانت كتير تحكي عن أخلاقك و اوصافك واديه انت حدا شاطر وذكي كنت معجبة فيك كتير يعني بذكائك وشطارتك كان هدفي دائماً كون متلك رغم انو بعمري مالمحتك من قبل
اللي حكته كان مختفي من بالها بأول لقاء بيناتهم، ما كانت عارفة كيف و بتلك اللحظات القليلة تذكرت كلام سلمى عنه و كيف كانت توصفه و كأنه احسن انسان بهالعالم
ابتسم يسار بإتزان و بنفس الوقت لمعت عيونه الجذابة فزادته جمال و حكى
يسار:ماما سلمى من زمان كانت ما تحكي عني غير كل خير
يسار:ماما سلمى من زمان كانت ما تحكي عني غير كل خير
روز: كنت مضرب مثلها الدائم وكنت القدوة الي ولأغلب الطلاب ، ورغم كلشي كنت اسعى اله واركد واتعب واشتغل على حالي كرمال اوصلك وتفتخر فيني الاستاذة سلمى الا انو مجرد ماتحكي عنك حس حالي ماقدرت اوصل لسا لمقدار ذرة متل الي وصلتله انت وانو لسا الطريق قدامي طويل
قهقهة صغيرة طالت مبسمه ليحكي بشيء فيه كتير من الثقة
يسار : شكلك كنتي تغاري مني
هزت رأسها روز موافقة لكلامه و اعقبت بهدوء و كأنها عم تأكد عليه
روز: بيني وبينك اي شوي يعني انا سامعة عنك من زمان بس ما قدرت التقي فيك غير لبعد هالسنين الطويلة
راقبها يسار بدقة أثناء كلامها و كأنه عم يحاول يدرس حروفها و يراجع داخله لقائهم الأول كان لحد هاللحظة مو مصدق انها ذات البنت، نفض تلك الأفكار من رأسه و ابتسم الها قائل بتشجيع منه
يسار:التقينا و كنتِ انتِ محامية هالشب اللي سمعتي عنه كتير ، بمعنى أصح التقينا بمكان ما تخيلتي تشوفيني فيه يمكن
رفعت حواجبها مستنكرة و مفكرة بكلامه بنفس الوقت و اعقبت بشرود
روز:يمكن
صمت اجتاحهم شعرت روز بغرابة ما حكته، كانت مرتاحة اثناء كلامها اللي طلع منها بطريقة عفوية و غير مدروسة و هاد شيئ فاجئها ،فبدأت هي بجمع اشيائها بهدوء قائلة
روز:انا لازم روح هلق اذا صار شي معي اكيد رح نكون ع تواصل
قامت من مكانها بعد ما ابتسمت بهدوء و طمأنينة قبل ما تغادر المكان اوقفها صوت يسار قائل بخفوت و كأنه خائف من كلماته، متوتر و بنفس الوقت في قوة بكلامه و ندم طفيف
يسار:بالنسبة للي صار بيناتنا بأول لقاء، اعذريني انا ما كنت بحالة منيحة
التفتت صوبه بعد ما اسعدها كلامه، كانت المرة الأولى الي بيعتذر حدا منها، المرة الأولى اللي بحاول فيها شخص يعتذر عن شي اقلقها او دايقها، المرة الأولى اللي بتشعر برد اعتبار الها، و بتلك اللحظة منحها يسار شعور هي ما عاشته من قبل، تلاقت عيونهم فلمعت نظراتها فرحاً بتلك اللحظة هزت رأسها و لمح طرف ابتسامة خفيفة ع ثغرها و لأول مرة عجز يسار يفسر ابتسامتها، عجز حقيقةً يدرك معنى تلك الإبتسامة اللي قابلته فيها فإكتفى بالصمت بينما هي التفتت و غادرت المكان بهدوء متل ما اجت، لطالما كان يسار هادئ و متزن قادر يعرف غلط تصرفاته و يصححه قادر، يستشعر أنه ببعض المواقف لابد من تصحيح بعض الأشياء اللي بتصير و لذلك