قصص وروايات 📚📖
1.96K subscribers
9 photos
2 videos
102 files
43 links
هذه القناة تحتوي على..
روايات متنوعه
وقصص..
#روايات_حب❤️
#روايات_خيال🌪
#روايات_اجنبيه_مترجمه
#روايات_رومانسية💏

نضجت للحد الذي استبدلت وجود الاخرين بقراءة كِتاب 📙

بوت القناة : @Story_Novellbot
قنواتي :
@RouaAbd
Download Telegram
بتقله أمه: عن ست بدور مين غيرها..
ليش في حدا غيرها نكد علينا حياتنا

بيرد بجمود: معك حق

بيسأله عزام متجاهل كلامهن: وصلت الأمانة

بيرد حمودة : وصلتها وما قبلت تاخدها..
غصب عنها حطيتها بأيدها ومشيت

لتسأل بفضول أمه: أمانة شو

بيحكي عزام: ماتشغلي بالك
انا رح بدل ملابسي وراجع

لمّا بيبقو حمودة وأمه لوحدهن بالمكان بيقرب من أمه وبيحكي : انتي عاجبك عزام وحالته..
عاجبك انه متل الطير المذبوح عم يتخبط قدامك مفارق روحه وانتي عم تضحكي عليه..
مابيعرف ليش بعد مانطق كلماته تذكر مقولة
( لا تحسبو رقصي بينكم طرباً أنما الطير يرقص مذبوحاً من الألمي)

بتحكيلو بخوف: بس فترة وبكون بخير..
أنا بعرفه منيح

بيهمسلا بغضب: صدقيني مابتعرفيه..
لو بتعرفي ابنك مابيهون عليكي وبتسرقي سعادته منه..

وبنظرات كلها شك بيسأل: بعدين كيف مرام دفعتك وقدرت توقعك عن السلم...
احكيلي بالتفصيل

بتزدرد ريقها بخوف وبتلعثم:  هيّ كانت عم تنضف وأنا ماعجبني شغلها..
ولمّا حكيتلا عصبت مني ودفعتني بقوة
وأنا وقعت وحتى قبل ماتروح حكتلي بتستاهلي

حمودة باستغراب:هيك حكتلك

بتأكيد أمه: اي حكتلي هيك وكمان كانت بتدعي علي بالموت وتركتني وراحت

كان عم يبتسم حمودة لأنو زلق أمه بالكلام
وبوقتها بيكون عزام طالع من غرفته وسمع آخر كلامها بيقرب منها باستغراب وسأل: مرام هيك حكت ..؟

خافت أمه ماتوقعت كان بيسمعها لتقله: مابتذكر بالتفصيل

ليرد يسأل: هيّ كانت بتنضف وانتي ماعجبك شغلها..
بس اللي حكيتيه بيومها انها من الأساس ماقبلت تساعدك..

عم تطلع فيه بحيرة عم تتذكر شو حكت بهداك اليوم وماكانت تتذكر

كان أبوهم متابع كل اللي عم يصير بصمت
ليسأل هالمرة حمودة: طيب بيومها بنفس اللحظة وقعتي قبل يوصل عزام عالبيت..؟

حكتله بتأكيد: أي قبل بثواني قليلة

لحتى هالمرة يحكي عزام : آخر سؤال شو كانت لابسة بيومها مرام

لترد بمكر وهيّ بتتذكر  شو كانت مرتدية بيجاما قبل تدخل عغرفتها: كالعادة بيجاما بيتية

وبهاللحظة غمض عيونه بكل قهر الدنيا قارن كلام أمه يوم اللي كانت مرمية عالأرض وكلامها هلق،
قارن كلامها مو منطق بهالسرعة تقدر تتجهز مرام بغرفتها،
وكل هاد بيدل أنو أمه عم تكذب

ترك المنزل كله وغادر

بيقرب منها حمودة وبيحكي: أمي ليش هيك عملتي..
حرام اللي عملتيه بمرام..
شو استفدتي شوفي حالتك

عم تحاول تفهم ليش هيك غادر عزام مااستوعبت انه كشفها على حقيقتها
عيونها بتطلع بصدمة
لتسمع صوت زوجها بيحكي: أنا توقعت منك كل شئ لحتى تخربي هالزواج..
إلا تعملي هالتصرف..
مارح قلك غير كل اللي أنتي فيه هلق من فعل أيدك..
انتي مو بس خسرتي مرام خسرتينا كلنا

بيتركها وبيتوجه لغرفة نومه
أما حمودة بيهز رأسه بأسف وبيلحق عزام لحتى مايتهور ويعمل شيء بنفسه

ومابقي بجنبها غير سليمان الصغير كان بس مراقبها وشايفها كيف بقيت متجمدة لا عم تتحرك ولا تعطي اي ردة فعل

&

كان سلطان مراقب ولاده كيف عم يلعبو بلاي ستيشن مع بعض
كان مراقبهم بصمت وعم يبتسم كل الوقت وهو بيسمع أصواتهم المرتفعة وضحكاتهن،

لتقرب منه جيداء وتقعد بجانبه وتحط أيدها على ياقة قميصه وترتبلو ياها مستقصدة بحركتها تتقرب منه وبتهمسلو: لازم نكمل موضوعنا

لكنه ما تأثر بحركتها وحكالها: موضوعنا منتهي..
وطالما الحمل ضعيف ورح يتعبك لقدام الافضل تفكري منيح..
مارح قلك تعملي إجهاض بس بدي تعرفي اني عم فكر بشكل جدي بانفصالنا عن بعض

وتركها وانضم لأولاده  وشاركهن اللعب وهو معطيها ضهرو

بغضب مكبوت بتترك المكان وتتوجه لغرفتها وهيّ بتتحرك ذهاباً وإياباً بتوتر
وقررت من هاللحظة ماتتهاون بالموضوع وتسكره للأبد لتهمس بتوعد

( ياعصفور انا عرفت وين هو مكانك التاني ووعد مني رح ادعسه برجلي لحتى ترجعلي وتعرف ماعندك  مكام تاني غير هون)

&

كانت خطواته سريعة وغاضبة بيوصل أمام منزل عمه وبيرفع أيدو وقبل ما توصل للباب بيمسكها حمودة أخوه وبيحكي: انت هلق كتير متدايق..
ومعصب عالآخر انا برأيي بكرا تحكي معها

بيدفعه عنه بقوة وبيقله: بدي تسمعني..
لازم تسمعني

ليقاطعه أخوه: أنت وياها متل النار والبارود..
واذا بهاللحظة شافتك رح يكبر الخلاف اكتر..
اهدا وروق وحدد مسار مشاعرك وبعدها بتحكي معها

ارجع رأسه للخلف بتعب وهو ينظر للسما  بحيرة: انا حاسس أني مغدور.
أمي تعمل فيني هيك طيب ليش..
أنا ماعم اتقبل هالشيء..
لازم احكي مع مرام لازم اطلب المغفرة منها
مرام مامرقت بيوم حلو معي

ليقاطعه أخوه بجدية:مرام كل أيامها معك كانت سعيدة..
بتعرف ليش..؟

بيكون كل جسده عم يرتجف من الألم اللي بيعصف بداخله ليقله: ليش

بيحكي حمودة وهو عم يسحبه بعيد عن الحي وعزام عم يمشي معه ومركز بكلامه: لانها بتحبك..
صدقني بتحبك

بيهز برأسه رفض رفضاً تاماً بعيون تقدح غضب: إذا كانت بتحبني بعد ماقلعتها..
رح تناسني وتكرهني



#يتبع
13
#أحببتها_بقلب_جريح
#فرح_أوغلو #الأبدية
#الجزء13

ليرد حمودة بهدوء: ماتفكر هلق بشي وخلينا نأجل هالكلام لبكرا

بيهمس بحزن عزام: ياخوفي اخسرها..
أو يمكن كون عنجد خسرتها
ومايكون في بكرا

&

باليوم التاني بيصحو على صوت طرقات قوية عالباب وكانت الشرطة

بتفتح ام مرام وهيّ عم تنفض تيابها وبيرجف قلبها أول مابتشوف الشرطة أمامها

ليسأل العنصر : هون بيت حسن ال****

ام مرام: اي هون ..؟

العنصر : لازم تتفضلي معنا ..

على الأصوات بتقرب مرام منهن وبتسأل: بس فينا نعرف ليش

ليرد الشرطي: أنتو قدمتو بلاغ اختفاء باسم هالشخص..
ونحنا بحثنا وقدرنا نلاقيه..
وهلق تفضلو معنا

بتحكي أمها: اسأليه هو بخير

لتقاطعها مرام: اللي متله مابيصيبهن شيء
خلينا نروح نجيبه ونجي بيكفي شوشرة

بقيت نغم عند خواتها وبتتصل فوراً بسلطان لتخبرو شوصار

كانت مفكرة مرام أنهن متوجهين عمركز الشرطة مابتعرف ليش رجف قلبها وشعرت كأنها تائهة لما توقفو أمام المشفى

لتسأل بتلعثم :يعني هو مريض
وكانت أمها حاسة بانقباض بقلبها تمسكت بأيد مرام واستندت عليها

بيرد الشرطي وهو مركز معها : لمّا بحثنا بالمشافي لفت انتبهانا أنو في جثة لشخص مو معروف مين هو صاحبها..
ولأنها ذات الموصفات الي خبرتونا عنها قلنا لازم حدا من عيلته يشوف الجثة ويتأكد

مرام رجعت خطوة للخلف وحكت أمها وهيّ دموعها عم تسيل : أنا بتأكد

كانو عم يمشو بخطوات مهزومة خلف أحد العناصر ليوصلو على قسم التشريح بتتقدم أمها للداخل ومرام واقفة وعم تنتظرها وهيّ متوترة خايفة وكانت بتعد الدقائق والثواني لتشوف أمها

واخيراً اللحظة الحاسمة طلعت أمها وملامحها باهتة خالية من التعابير لتهز براسها بتأكيد أنه هو
وبهاللحظة خارت قواها ووقعت بأرضها لتصرخ مرام على الممرضين يساعدوها
نقلوها لأمها لغرفة خاصة وضعو محلول بوريدها

كانت مرام عم تراقب أمها الغافية وعم تبكي بكيت بقهر ودموعها كانت كالنهر ماعم توقف ولا لحظة،

رغم أنها كانت بتكره أبوها لكن مافيها تنكر أنها بهاللحظة خسرت سند كان ممكن بيوم من الايام تستند عليه كان في احتمال يتغير وتكون حياتهن طبيعية لكن بعد اليوم مابقي حدا كبير بهالعيلة غيرها ومن هاللحظة سوف ترغم نفسها على التغير رح تكون بعد اليوم سلسلة القيادة ولينة الجانب
ومن غير أن يدرك أحد أطفأت الحرق في أعماقها وحولته إلى رماد،

وقعت على انهم يتكفلو بدفن الجثمان وبتمشي الاجراءت بالدفن بدون مايودعوه
يمكن كان تصرف قاسي منها أنها ماتسمح لحدا يودعه لآخر مرة،

لكنها ايقنت أن ماحدا فيهم رح يكون قد هالحمل واحتمال كبير ينهارو امامها متل ماحصل مع أمها،
كان لازم تكون قوية وبالفعل تصرفاتها كانت لفتاة اكبر من عمرها

بعد ما خبرت كل الناس بموت حسن وأنه تم دفنه
وصل الخبر لبيت عمها أبو عزام ماتهاون لحظة عمها أن يوقف بجنبهم،

ونغم بتتصل على سلطان وبتخبرو وهيّ عم تبكي بقوة كانت شهقاتها مسموعة وعم تأكل روحه وبتطلب منه لازم روان تكون موجودة معنا ليأيدها بالفكرة وبالفعل قبل مايوصل لعندها بيتوجه لعند رؤوف و بيخبرو شو صار وكيف مات

رؤوف بينصدم من اللي سمعه وبيحكي: وشو المطلوب مني

سلطان بجدية: شو يعني المطلوب..
لازم روان تكون موجودة..
لو شو ماكان هاد بيكون أبوها عالقليلة تودعه

ليستدير بوجه عنه وبيحكي: مارح اسمحلك تقرب من روان..
واسكت مابدي تسمعك زوجتي..

ليرد سلطان بعصبية: انا ماعاد حدا يهمني..
بدها تسمع وتخبر جيداء خليها تسمع انا بدي اظهر زواجي للعلن بس ننتهي من قصة موت حسن

ليطلع فيه هالمرة رؤوف ويحكي بصرامة: أنت تغيرت كتير ..
بس ماتنسى أنا أخوك الاكبر منك.

ليرد سلطان وقت يوقف بغضب: لكن خبرني وين مكانها..
بوعدك اني اخدها وبرد برجعها بس هالمرة خلي تشوف أبوها..

ليصرخ بوجهو بعصبية : ليش ماعم تفهم عم قلك مابدي تطلع من مكانها


ليسأله بجدية: بتوقع هيّ بالمزرعة..


ليرد رؤوف بحزم : المزرعة انباعت..
و روان سفرتها لخارج البلد

بيبتسم ببرود سلطان: كيف يعني سفرتها وهيا صغيرة ومامعها جواز السفر

رؤوف بيتوتر وبلهجة جادة بيصرخ فيه بقوة : انقلع من هون..
ماتدخل فيني

هالمرة ماتعاطف معه سلطان وبتهديد قال: هلق انا رايح بس صدقني هالنقاش ما انتهى..
وروان رح خلصها منك ومارح اتركها معك

بيتركه مصدوم وبيمشي ورؤوف بيرد بيتسطح عالسرير وهالمرة بيصرخ بقوة كبيرة: تعبان كتير يالله..
بدي نام تركيني بحالي بقا..
حلي عني

كان كل الوقت يتخيل روان أمامه أوقات عم تبكي أوقات عم تضحك بكل حالاتها
وعلى صراخه بتدخل لعنده زوجته وبتحاول تهديه وبتصير تبكي وتشهق وهيّ بتقول: شو صابكن أنت من طرف وشادي من طرف..
هي لعنة واجت عراسنا

&

لمّا عزام خبر بموت عمه ماتردد لحظة وفوراً توجه لعندهن ليتلاقى هو وشخص أمام الباب كان ناطر حدا يرد عليه

بيطلع فيه عزام بتفحص كان واضح أنه من طبقة مرموقة ليسأله بفضول: مين حضرتك..؟
سلطان كمان بيتطلع فيه بعيون متفحصة ليرد بذات السؤال: انت اللي مين ..؟

ليرد عزام بغيظ: انا صهر هالبيت

ابتسم سلطان وقال: لكن انت زوج مرام..
اي تشرفنا

ليجاوبه بتخمين : وانت بتكون زوج نغم

ابتسم سلطان بسبب هالكلام وقله: أي نعم..
أنا زوجها

ليرد عليه عزام بذات الطريقة: أي تشرفنا

تقدمو للداخل وكل حدا فيهم توجه لعند زوجته

اقترب من نغم وفوراً عانقها بقوة أمام الجميع كان المنزل مليئ بالناس منهن أقربائهم منهم جيران وسلطان ماهتم غير بدموع نغم كان عم يشد بهالعناق وبيقلها:الله يرحمه..
الله يصبر قلبك ياعمري..
بعرف فراق الأب صعب الله يكون معك ويصبرك..
وماتنسي انا معك

كانت عم تسمع كلامه وتبكي بقوة أكتر وتشهق
وهو بس عم يحاول يهديها،

قرب عزام من مرام القاعدة بالأرض وبتطلع أمامها بسرحان بيحط ايدو على كتفها بحنية وبيحكي: الله يرحمه ويغفرله..
ادعيلو بالمغفرة

بترفع بنظرها عليه بالبداية مابتصدق أنه هو عزام لكن بعد ماتفرك عيونها بتقله: هاد أنت

بيمسح بأصبعه الدمعة اللي انسابت على اهدابها وحكا:معقول يعني هالسؤال..
أكيد أنا رح كون معك ماتخافي مرام..
مارح اسمح تكوني لحالك من جديد

بتشعر بلمسته الحنونة على وجهها كم تمنت لو أنه يتجرأ ويعانقها متل ماعمل سلطان
لكنها ماقدرت تطلب ولا هو كان عندو القدرة يقرب منها،

بقي قاعد جنبها وبيحكي بعض كلمات تهدئ نفسها وبينهي كلماتهه: يمكن مارح تصدقي بس من أنتي وصغيرة وانا بحب أهتم فيكي..
بالبداية كان اهتمام لأنك بنت عمي ولازم كون جنبك عطول..
بس مع الأيام صرت اشعر أني مسؤول عليكي وكأنك بنتي وأنا أبوكي..

بترفع بنظرها عليه كانت حاسة كلماته اجو بوقتهن هيّ حاسة انها وحيدة بس كلماته وحنيته ماقدرت تتخطاهن


حل الظلام وانتهى هاليوم الطويل غادرو كل الناس الموجودة ومابقي حدا غير عزام وإخوانه وسلطان

بتسأل نغم سلطان بحزن: وين روان ..
ماقدرت تشوفها كمان هالمرة

ماعرف شو يحكي ماعم يفهم ليش رؤوف عم يخفيها عن الكل : بوعدك اني رح خليكي تشوفيها..
بس عطيني وقت

لترد عليه: انا واثقة فيك سلطان

وبيطبع قبلة على جبينها وبيحكي: رح أجبره يحكي وينها..
من بعد اليوم متل مااهلك كلهن بيخصوني..
حتى روان بتخصني وبوعدك اذا مو مرتاحة معه رح خليه يتركها

ابتسمت بحب لكلامه وبهالمواقف اللي عم يكون فيها معها اتأكد من شعور كتير عميق بداخلها والظاهر أنه حُب،

&

ومرقت تلات أيام العزا على خير
صح ابوهن عذبهن كتير بحياته لكن
هنن ما بيدعولا إلا بالمغفرة والرحمة لأنه
مابيجوز عالميت إلا الرحمة،

ورب العالمين أعطاه نصيبه بهالدنيا أن يموت وحيد بدون حدا جنبه ويوقع بشر أعماله وان كان هيك عذابه بالدنيا فعذابه بالآخرة أعظم
&

تزوج بدون عرس كرامة لموت أخوه وكان ماسك بأيد عروسته وبينصدمو ولاده لمّا بيشوفوه بهالوضع،
كان متوجه من أم عزام المتسطحة عالأريكة بالصالة من يوم اللي مرضت وبيحكي وهو عيونه سعيدة: بعرفكن على زوجتي الجديدة

بينزل الخبر عليهن كالصاعقة لتحكي بتعلثم أم عزام: هاد انتي..
كيف قبلتي بزوجي

لترد أم حمدي بغيظ: شوفي حبيبتي صح انتي صديقتي وجارتي من سنين..
بس كل شيء لحال

كانو الشباب عم يطلعو وهنن مصدومين
كيف أبوهن تزوج على أمهن ومين أم حمدي اللي كل الناس بتعرفها قوية وقادرة ماهيّ موتت زوجها قهر منها

بيحكي أبوهن بصرامة: مابدكن تسلمو عليها

انقهرو على أمهن لكن مابيقدرو يقللو احترامهن لابوهن وبالفعل بيسلمو عليها وكل حدا فيهم بيتوجه لغرفته
ليتركو أبوهن مع زوجاته
بيبتسم حسين بمكر وبيحكي : قلت بما أنك صرتي مقعدة وماعم تستخدمي غرفتنا
رح انقل كل اشيائك للصالة لحتى تاخد راحتها زوجتي الجديدة بالغرفة

كانت عم تابعهم بقهر كيف مسك بأيدها وسحبها لغرفة نومها اللي مفروض كانت إلها
اطلعت بهالمكان الفارغ ولادها تركوها ماحدا وقف بوجه أبوهم ،

وعزام اللي وصلت نفسها للتهلكة كرماله من يوم عرف الحقيقة وهو مابيحكي معها كان مجافيها،
هلق وبهاللحظة عرفت أنو الحياة بالمنافسة والكره ما اسمها حياة بتصير جهنم
تخلت عن أفكارها ورضيت بواقعها تألمت بمفردها وبكيت بحسرتها
الكل بغرفته وعم يشوف حياته إلا هيّ
انتهى وجودها وصار وجودها وعدمو واحد مابتسبب فرق

&

كان عزام كل يوم بيزور بيت عمه ماتركهم لحظة وبكل فرصة يتقرب من مرام ويطلب منها تسامحه وترجع لمنزلها لكنها كانت ترفض رفض تام،
وهيّ تكون من داخلها سعيدة بتواجده وبكلامه معها
وهو ماكان يمل من رفضها وكأنها بكل مرة بترفضه فيها كان يتشبث فيها اكتر ويزداد تعلق بحبها،

توسل كتير لحماته تقنعها لكن مرام ماكانت تقبل كلام حدا عم تددل وتشوف نفسها عليه وهي مرتاحة وهو كله إصرار وعزيمة رح يرجعها بيوم،

ليحكي وهو ممثل العصبية: مابيكفي كل هالمدة بعيدة يلا نرجع سوا

بتعارض كلامه قائلة: لو سمحت ماتدخل فيني..
بقعد المدة اللي بريدها هاد بيت اهلي
وهنن مسؤولين عني

ليقاطعها عزام: حلو كتير هالكلام شو رأيك ابقى معك انا
بترد بنفور : لا

ليرد يحكي عزام: هاد مو منطق عفكرة..
لازم يكون عندك شوية إدراك

لتتجاهل كلامه هاد وتحكي: تركت الإدراك الك..
بعدين اذا نسيت بذكرك
عمي شو قلك ياعزام

ليهمس بداخله: يقطع لسانه لعزام

سمعته وحاولت تخفي ابتسامتها وكملت: قلك عمي اذا طلعت مارح ترجع وأنت بكل برود قلت شو..
تذكر ياعديم الإحساس والانسانية..
تذكر كلامك ياجاهل

رد بوقاحة ضاحكاً: أنا فقدت الذاكرة

لتقرب منه وترفع أيدها بوجه. بحزم: قلتلو أي لا ترجع..
أنا ماارجع ياعزام..
أي ماشي لهيك مارح ارجع

اتنهد بعذاب وحكا: ريتني ماحكيت هديك الكلمة ونقطع لساني تمام

لتقله: لا بعيد الشر بعدين كيف رح نتخانق

ليطلع فيها بعتب: بس كرمال الخناق يعني مو كرمالي

تركته مكانه وتوجهت للمطبخ وهيّ بتخفي ابتسامتها

لتسمعه بيقلها عملي قهوة وتعي لنكمل حديثنا

وبينتبه حماته والبنات عم يطلعو فيهن ويضحكو بخبث ليسأل بشك: انتو سمعتونا

لترد نغم وسلطان القاعد بجنبها وشابك أيدو بأيدها : لا ماسمعنا شي بالاخص ينقطع لساني

بيكتم ضحكته سلطان وبيقوله: والله عيب هالتصرفات متل الاولاد الصغار

ليرمقه عزام بغيظ: زعلها لنغم منك ولنشوف كيف رح تراضيها

بيحكي سلطان بحزم: انا اترجى واسمح بهالكلام متل الاولاد الصغار..
لحتى ترضى علي..
أنا كرامتي فوق كلشي

بتطلع فيه نغم بتعالي بعد ماتترك أيدها من أيدو وتسحبها بهدوء وتقله : لكن خلي كبريائك ينفعك

بقي سلطان عم يطلع فيها كيف تركته ومشيت لجنب اختها
وعزام نظراته كلها تشفي فيه ليهمس بشماتة: لنشوف كيف رح ترضى اي والله هلق مرام بتعلمها كم درس
بتخلي كبريائك عبرة للناس

بيوقف سلطان بخوف وبيقله : انا حاسس نغم متغيرة لتكون مرتك السبب..
لا خلص نحنا اسمحولنا لازم نمشي وهلق

بيفقعها ضحكة عزام عليه وسلطان بيتوجه لعند نغم قبل ماتحكي مع مرام وبيقلها: شو حبيبتي نمشي

بتقله مرام : لا نغم رح تبقى هون

ونغم تمسك بأيد مرام وبتأشر برأسها بأي
ليرد يسأل سلطان: هي صرلك مدة خلينا نرجع عبيتنا

كانت رح تمشي نغم لكن مرام بتسحبها لعندها وبتهمسلا : شبك انتي وغبائك مو علمتك شو تحكي

بتوقف نغم وبتقله: اي بدي قلك انو بل ..

بتنقلها مرام فوراً بهمس: الحب شبك

بترد بتحكي نغم: الحب مافي كبرياء

ابتسم سلطان عليها وحكى: طيب لكن خلي حب الأخت يفيدك..
بكرا بتتصالح مع عزام وبترجع معه
وانتي بتروح عليكي

تطلعت نغم بحيرة بمرام ومرام قالت بصوت مرتفع ليسمع عزام: عم تحلم أحلام اليقظة انت

وقبل مايمشي سلطان بيحكي: ماشي يانغم
خلي مرام تنفعك
وتركها وغادر المكان وهو سعيد ماهو من الأساس ماكان حابب ياخدها بلعكس هون مأمن عليها اكتر تركها هالمدة ببيت أهلها لعلهم يساعدوها تتخطى فقدتن والدها،

وبذات الوقت مانسي قصة روان وصار دائماً يسأل عنها بكل مكان..
بحث ليتأكد اذا رؤوف بالفعل مسفرها لكن كان هالكلام كذب ومافي أي جواز سفر باسمها،

&

رؤوف ماعاد غادر من غرفته ودائما يعصب ويكسر ويصرخ كان الكلام معه عقيم مافي منه جدوى وأي حدا يحكي معه يشتمه بأسوء الألفاظ قلة النوم وطيف روان اللي ماكان يفارقه عقله هستر وماكان أفضل من الشباب وضعهن أسوء بكتير وحتى أهاليهم شعرو فيه شيء خطأ وبيومها اتفقو الأهالي لحتى يغيرو من نفسيتهن اقترحو يحجزو بأوتيل عالبحر ويخلوهم يغيرو جو،

ولأن الكل كان تعبان ماحدا عارض بالأخص انهم رح يقدرو يلتقو سوا ويحكو بموضوع روان بدون خوف حزمو الأمتعة وودعو أهلهم ومشيو كان الوقت عند غروب الشمس شادي عم يقود السيارة و بجانبه بالمقعد الأمامي رأفت وقاعد بالخلف أمجد

ربت على ذراع صديقه وقال: حاسس هالرحلة رح تفيدنا..
بلكي بنقدر ننسى اللي صار..

رأفت بيتنهد بتعب: أنا رح جن ياشباب..
من يوم اللي صارت الحادثة وانا عقلي ما عم يستوعب اللي بيصير معي
دائماً عم شوفها أمامي

أمجد بيحكي بحزن أكبر: انا مرضت مرضة قوية ياشباب
ودائماَ اهدس فيها بالبداية فكرتها امي حبيبتي على قد ماسمعت اسمها..
حاسس بهالرحلة شوي بنقدر ننسى..
بس الله يوفقك شادي خليك بطيئ بخاف من السرعة أنا

شادي قال وعيونه عالطريق أمامه : أبي من يوم الحادثة وما غادر غرفته..
وماقبل يشوفني أو يسمع صوتي صاير بس يصرخ ويكسر وكلامه كلو شتائم..
كتير خايف عليه

رأفت بتساؤل: ماعرفت شو عمل بليلتها..
شو صار بجثتها ياترى..؟

شادي بقهر: ماعم يقبل يشوفني ولا يسمع صوتي..
كيف رح اعرف

ليحكي رأفت براحة: المهم تخلص منها


الكل كان سارح بخيالو أول مرة بيلتقو فيها ومابيكونو بحماس الشباب
كان شادي كل فكره عند أبوه وياترا رح يغفرلو بيوم..
بالأخص العملة اللي عملها مو قليلة ماتت بين أيده وطلعت زوجة أبوه
غبشت عيونه بالدموع ووصل على منحدر خطر ليسمع امجد بيحكي بخوف: منحدر بربك خفف السرعة..
طلعنا نغير جو

شادي مابيرد عليه وبيبقى بسرعته
كلهن بنفس الوقت بيشعرو عم يشوفو خيالات أمامهم ليسأل شادي: شو عم يصير ..
أنتو عم تشوفو متلي..؟
ليرد رأفت عليه: بيكون من خيالات الشجر ..

أمجد بيصير يبكي و بيحكي متردد:حاسس في حدا قاعد جنبي

بيزدردو ريقهم بخوف و بيطلعو بسرعة للخلف بيشوفو روان قاعدة وعم تطلع فيهم وتبتسم ابتسامة عزبة وتوجه نظرها لكل حدا فيهم وكأنو مافيها شيء أبداً،

بعدها بيصير يسيل الدم من فمها ببطئ وتتبدل لون عيونها للأحمر الفاقع وبتتبدل الابتسامة لبرود بملامحها،

حالة هلع بالسيارة شادي بيفقد السيطرة عالمقود وبيحاول يسيطر على مشاعرو وعلى السيارة لكنه مابيقدر كانت عم تتأرجح بالطريق وتنحدر بقوة وبذات اللحظة بتطلع أمامهم شاحنة كبيرة بالاتجاه المعاكس وبثواني قليلة بيطلعو ببعض نظرة أخيرة كأنهم بيودعو بعض ،

بتضرب فيهم الشاحنة و بتقلب السيارة فيهم عدة مرات وبعدها بتوقف
كلهم مجروحين ومكسرين بيصيرو يحاولو يطلعو من السيارة بأي طريقة لكنهم عالقين ومابيقدرو يتحركو سانتي من مكانهن،

بيترجل صاحب الشاحنة وبيقرب لعندهن وهو خايف عليهن وبينزل رأسو وبيطلع عليهن ليتطمن إذا بخير،

لمّا بيشوفو وجهو بتتجسد أمامهم روان
كأنها عم تطلع فيهم نظرة كره واستحقار وبأيدها حاملة شعلة نار بتشهق شهقة أخيرة كانت بتشبه آخر شهقة لروان قبل تموت وبلحظتها فقدو السيطرة عنفسهم وأمجد اغمى عليه،

بيطلع صاحب الشاحنة عالسيارة بتكون عم تنقط قطرات بانزين وبأي لحظة ممكن تنفجر بيبعد عنهم بخوف وبعد ثواني قليلة بتنفجر السيارة وبتطاير لأشلاء وبتصير اجسامهم مفحمة

&

كانو قاعدين عزام ومرام عم يشربو قهوة سوا بيقاطعها عزام لمّا بيسألها: دخلك انتي مو صغيرة عالقهوة..
يعني بحس بكير عليكي

ابتسمت مرام بمرارة وحكت: بتعرف ايمت تعودت عليها بالمشغل تبع الخياطة..
بالبداية ماحبيتها واول مرة شربتها عملتها قطر عقد مااضفتلا سكر
بعدين يوم عن يوم تعودت عليها وصارت جزء من يومي

اخد رشفة اخيرة من الفنجان وملامحه تبدلت لتسأل: ليش هيك ملامحك بالعكس آخر رشفة منها هيّ اللذاذة كلها..
بتعرف عزام في أوقات بتصير معنا مواقف كتير بتشبه القهوة
طعهما مر بس بتصحينا من غفلتنا

حكالها براحة: انا بتعجب اوقات كيف فيكي تكوني قوية هالقد..
مثلاً بالايام الماضية لو انك ماكنتي قوية وتحملتي كلشي ماكانت امك قادرة تثبت

ضحكت بحسرة وكان خلف الضحكات المُدوية جروح غائرة تنزف بداخلنا

بألم لتحكي بعد ذكرياتها الأليمة مع أبوها: أنا كنت مجبورة كون قوية ماعندي رفاهية الإنحناء كانو بدهن ينحنو ولما بقيت ثابتة ثبتوا....

ابتسم عكلامها وأيقن أنسانة صعب تتكرر وقلها : انا هلق رح امشي تمام..
بس يكون بعلمك المرة الجاية مارح امشي إلا أيدك بايدي..
صدقيني مابدي غيرك أنا..
بدي نشيخ سوا بغرفة وعسرير واحد..
بدي نشرب القهوة آخر الليل سوا ونتابع الافلام ونتخانق مين يختار الفيلم بدي كتير شغلات معك

ابتسمت برضا عكلامه وحكتله: العمر أمامنا عزام..
لا تضغط عليّ

ابتسم لكلامها ودعها بابتسامة هادية وغادر
لمنزله وقبل ما يأصدر صوت سمع صوت أمه بتحكي : وينك يامرفت تعي لحقيني بدي روح عالحمام كتير مدايقة

(مرفت بتكون ضرتها الي تزوجها حسين)

بتجي مرفت ببرودة اعصاب وبتحكي: شو بدك ..؟

أم عزام بخجل : بدي روح عالحمام

مرفت ببرود : وانا شو ذنبي..
روحي لحالك وو...
ولا لحظة وبتصير تضحك عليها بشماته
نسيت انك مقعدة

بتتركا وبترجع عغرفتها بدون ماتساعدها

أجهشت بالبكاء وبين شهقاتها حكت
( يارب ريحني من هالعذاب )

اعترفت لنفسها أنها أخطأت بحق مرام خطأ لا يغتفر واجا حدا يعاملها متل ماكانت تعامل مرام بالظبط

#يتبع
14
#أحببتها_بقلب_جريح
#فرح_أوغلو #الأبدية
#الجزء14

تراجع بخطواته للخلف ماقدر يتوجه لعند أمه شو رح يحكي كان بيلوم نفسه صح هي غلطت معه بس مالازم يتركها،

شو بيفرق هلق هو عن غيره انسان ماعندو ضمير قرر يكثف شغله بهالفترة ورح يبحث من الغد عن ممرضة تبقى مع أمه لحتى ماتحتاج حدا بغيابه هو وإخوانه
وماتتحمل تسمع اي كلام من زوجة أبوه الجديدة،

بحث بالحي واكتشف في لأمه ناس كتير بتحبها واستغرب طالما أمه إلها هالشعبية ليش مع مرام تتصرف بهالطريقة كان عم يمشي وحاطط أيديه بجيابو وعم يفكر ومتأكد رح يلاقي حل جذري لكل هالخلافات وأنها ماضاقت إلا لحتى تفرج

&

وصل سلطان على منزله كانت جيداء قافلة الباب من الداخل حاول كتير يفتح لكن ماقدر وكان الوقت متأخر وهو متأكد أن أطفاله نايمين وجيداء عن تنتقم منه لانه خبرها رح ينفصل عنها،

بيفرك جبينه بتوتر وبيتصل عليها وناطرها لترد لكنها بتغلق بوجهو ومابترد عليه اصلاً
كانت واقفة خلف الباب وعم تراقبه من الناضور بقي عم يتحرك بعصبية واتصل عليها كتير وهي بكل مرة تغلق بوجهو وتبتسم بنصر،

ماتحمل اكتر من هيك بيركل الجدار برجله وبيلكمه بقوة بقبضة أيدو وبيغادر المكان وبيقعد بسيارته،

كان قاعد وساند رأسه على المقود وملامحه تعبانة ليحكي لنفسه بندم
( أنا لازم احكي الحقيقة لنغم وهي إلها حرية الإختيار تبقى معي أو تفارقني..
لكن قبل لازم ارفع قضية طلاق على جيداء تصرفاتها وطيشها رغم عمرها الكبير ماعم اتقبلها..
تحملت كتير منها كرمال أطفالنا مايتشتتو بس بيكفي لهون وبس..
مابتغير من نفسها وبكل مرة بتفكر أنها اذا حملت رح تتغير حياتنا لوتعرف تهتم بنوار اللي هو بسن المراهقة وبحاجة أمه تكون بجنبه..
ولا زيد اللي كل وقته مع العاملة بيشوفها اكتر من أمه..
لك اي نغم استحت تعمل عمايلها طلع العمر ماله أي أهمية بفكر الإنسان شو تغيرت نظرتي للحياة من بعد ماعرفتك يانغم)


ابتسم عند ذكرها ومشي باتجاه منزلها
كان كل الطريق مبتسم وبيتناسى كل عمايل جيداء معه ليوصل واخيراً ويترجل من سيارته وهو متشوق كتير وكأن نغم موجود فيه وأول مابيفتح باب المنزل بيستنشق رائحة النظافة كانت نغم موسوسة نظافة وهاد الطبع بيعشقه فيها،

كيف ببعض الأحيان بيتشابهو بالتصرفات
جيداء اللي بتكبره بسنين كتيرة ولا مرة فهمت عليه شو بيحب ولا شو بيريد أما نغم كانت حنونة وبحنيتها قدرت تسرق قلبه وتفكيره،

فكرة انو يبقى دائماً بمقارنه بينها وبين جيداء وهي اللي تفوز كان هالموضوع موتره طيب هو اعترف لنفسه أنه بيحهبا واضح من تصرفاته لكن هي بتحبه أو لأنها بتشعر بالأمان معه لهيك لحد الان باقية معه،

واللي متوره اكتر ردة فعل نوار وزيد ياترا رح يتقبلو انفصاله عن أمهم
ورح يتقبلو وجود نغم المفاجئ بحياتهم ما انتهت هالافكار اللي عم تجول بذهنه ليقعد عالأريكة بالصالة وارجع رأسه للخلف واطلع بالسقف بحيرة،

اتذكر موقف جمعهن من فترة لمّا وصل قبل موعده عالغدا وانصدم فيها كيف كانت عم تجفف شعرها بالسشوار وهو بقي متابعها بكل غرام،

كان شعرها عم يتطاير منها وهي ترد تشد عليه وتسرحه كان طويل كتير ومتعبها وبكل كل مرة تتمرد خصلاتها بتتنرفز منه وبتتوعد رح تقصه،

لتنقز لما بتشوفه قرب منها وسحب من أيدها المشاطة وصار يسرح شعارتها وهي عم تراقبه عن طريق المرايا اللي قاعدة أمامها،

كانت نظراتها كلها عشق عم تابعه بصمت ماعارضت ولا احتدت سمحت لمشاعرها تغلبها وسمحت يقرب منها بهالطريقة الحنونة اللي بتأثر قلبها،

كان عم يلمس شعراتها وسعيد بملمسهن الناعم ليهمسلا كلمات هزت كيانها:بتعرفي نغم أنا لو بيوم نحكم علي بالإعدام..
مارح اقبل غير بهالشعرات يكون حبل الإعدام..


رجف قلبها من هالكلمة لتستدير لعندو بسرعة وتمسك أيده لتوقفه وتحكي: بعيد الشر عنك..
صدقني بقصهن وبرميهن بالزبالة ولا يصرلك مكروه

كلاماتها دغدغت رجولته بيسحبها لعنده لتوقف وبيلصق جبينه بخاصتها وبيهمس: إذا كان موتي علي أيدك انا رضيان
وبالأخص آخر أنفاسي تكون من رائحة شعراتك

كانت مستمتعة بقربه لكن عند سماع آخر كلامه بتدفعه عنها بقوة وبتحكي بلهجة جادة: اذا بسمعك عم تحكي بهالموضوع..
رح قصه..

رفع حاجبة بتعجب وبيقلها: عفكرة إذا بتمدي ايدك عليه بتنسى اللي بيناتنا

بترمقه بغيظ: هلق هيك الحكي شعراتي بيهموك اكتر مني

قعدها مكانها وقلها: قعدي ثابتة وماتتحركي

سمعت الكلام وقعدت وكانت عم تراقبه وهو بقي مستمتع وهو بيسرح بشعراتها وبيمسك خصلة منهن بيلفها على أصابعه وبيقربها منه وبيستنشق رائحتها،

غمضت عيونها بلحظتها ماقدرت تتحمل هالكم الهائل من المشاعر بالاخص لمّا بتكون بجانبه،

صحي من شروده وهو بيشعر بشوق كبير إلها بيوقف بتعب وبيتوجه لغرفة نومها بيتسطح عالسرير وبيضم وسادتها وبيغفى بكل راحة وبيرمي خلفه كل التعب وكل الهموم

&
بعد ماانتهى عزام من تفريغ طاقته بالمشي وكان الوقت متأخر كتير بيوصل وبيلتقي بأمه كانت بعدها ناطرتو وعم تطلع فيه وعيونها دموع لتقله كلماتها اللي بيحزو بقلبه وبيجرحوه: سامحني ياعزام

بيقرب منها وبكل عاطفة بيعانقها وبيحكي: مسامحك من البداية..
صدقيني مسامحك ولا حملت بقلبي عليكي
بس كان في عتب كبير..
كبير كتير يا أمي

لتشد بضمته وتقله من بين شهقاتها : بعرف عملتي لا تغتفر..
أنا ظلمت مرام كتير معي..
كلشي كنت احكيلك هو عنها كان افتراء..
ماحبيتها بيوم بكرها على كره أمها بس هيّ تحملتني كتير ولا بيوم وجهتلي أساءة وحدة..
أنا عرفت قيمتها بس متأخرة

بيبتعد عنها عزام وبيحكي: صدقيني أمي مرام بتسامح بس بحاجة شوية وقت..
وبحاجة تشوف أنك فعلاً تغيرتي

لتكمل كلامها بقهر مكبوت: صدقني تغيرت كتير ماعاد يهمني غير يرتاح ضميري لأن بشعر كلشي صار معي سببه معاملتي معها..
قلت بهالتمثيلية فيني رجعك عزام اللي بنعرفه..
كل القصص اللي عملتها مانفعت اتهمتها بتتعامل بالشعوذة والسحر..
اتهمتها بمدير المشغل اللي كانت فيه..
وبالآخر دفعت بنفسي للتهلكة ماتوقعت عأثر الوقعة صير مقعدة بهالطريقة..

غصت بكلامها وكملت بمرارة كالعلقم بحلقها:رب العالمين عاقبني على كل عاميلي معها..
وعطاني أول تنبيه وصرت مقعدة
بس انا بقيت ظالمة واظلمها معي وملئت رأسك عليها لتطلقها..
لحتى ابوك تزوج عليّ وهلق حالتي كيف صارت

وبتنهي كلامها ببكاء مرير
بيحزن على حالتها مابيعرف شو يتصرف يلومها أكتر ماعم تلوم نفسها ولا يلوم نفسه كان لازم من البداية موقف كل اللي عم يصير ومغادر هالمكان ويشتري سعادته أحياناً القرب من الأشخاص اللي بنحبهن بيأذينا ليحكي وعيونه مدمعة : ماكنت متوقع هالتصرفات منك أنتي..
صدمتيني ونقهرت ليش وصلنا لهون كيف هنت عليكي يا أمي مابتعرفي مرام بتكون روحي وأنا بدونها مابعيش..
حكيتلك يمكن اللي بداخلي باتجاهك عتب صدقيني عتبي على قد محبتي


لترد بندم عميق : الكره عمى على عيوني ما بعرف شو صرلي..
سامحني ياعزام وبدي أطلب منها كمان الغفران..
ماعاد بدي منك تنفصلو..
بدي ترجعها

ليرد بحزم: لا بدك تسمحيلي فيها أمي رجعة لهون ماعاد في..

غمضت عيونها بندم اكبر وردت : شو بدك اعمل..
المهم ترجعلك وارتاح من طرفك

تركها بعد هالنقاش وتوجه لغرفته
أما أم عزام بقيت تدعي كل الليل الله يريح قلب ابنها وماعاد تدخل بأي موضوع بيخصهن وتتركه يلاقي سعادته مع اللي ختارها قلبه

&

كانت نغم عم تشعر بألم بمعدتها تقلصات وألم رهيب بيصيبها بتبقى متسطحة بمكانها ومابتقدر تتحرك لكن صوت نحيبها الخافت وتأوهاتها كانت مسموعة لمرام النايمة بجانبها بتشعر على حركتها وبتصحي بتفتح عيونها بنعس وبتشوفها لنغم عم تتلوى من آلامها بتقرب منها مفزوعة وبتسأل: شبك نغم

نغم كانت بتشعر بصداع برأسها وألم معدتها عم يزيد بتقلها: مابعرف بس أول مرة بيكون هيك الوجع لا يحتمل

لتسألها مرام بفضول: كيف يعني فهميني..
أنتي كل مرة هيك بتتوجعي هالقد..؟

نغم وعم تكتم الألم: مابعرف صح صرلي شهور ماشفتها..
بس كل شهر بنفس التوقيت بتوجع بهالطريقة وحتى لو هيّ مفارقتني ألمها حالف مايتركني بحالي

ابتسمت مرام على كلامها وحكتلا: ياجدبة الظاهر حامل ومو عارفة

نقزت نغم من اللي سمعته وبقيت تطلع فيها بصدمة

لترد تسألها مرام:طيب انا بصراحة مابفهم بهي الأمور كتير..
رح شوف ماما واسألها

بترد نغم بخجل: شو تسأليها..
انا بخجل من هالموضوع

بتضربها بخفة على رأسها: شبك انتي هي امك..
بعدين مين بدك اسأل أم حمدي
وابتسمت لذكرى أم حمدي وحكت
صحي نغوم سمعتي انو أم حمدي اللي بتعرف أخبار الكبير والصغير تزوجت عمي وصارت ضرتها لحماتي

نغم بقهر: سمعت سمعت..
وهلق مو قت حكيك هاد

بتتركها مرام عم تضحك عليها وبتتوجه لعند أمها كانت بوقتها عم تصلي قيام الليل بتنتظرها شوي لتنتهي وبعدين بتقرب منها وبتسأل: ماما تعي معي نغم الغبية شكلها حامل ومو حاسة عحالها

ابتسمت أمها بفرح وتركت الغصة الأكبر بداخلها صغيرة بعدها على حمل الأطفال والمسؤولية بترافقها لمرام وبيتوجهو لعند نغم اللي شادة على معدتها بقوة وعم تخفي ألمها لتسأل بحزن: شبك نغومة شو صاير معك

هزت رأسها بالنفي

لتقاطعها مرام قائلة: فيها كل شيء..
عم تقول من وقت تزوجت هي هيك
وبالاشارة بتفهم عليها أمها شو بتقصد

لتكمل مرام: لهيك قلتلها بنسألك أنتي افضل بهالأمور

بتحكي أمها معاتبة :كل هالاشهر ومابتحكيلي..
بكرا ونحنا وراجعين من المقبرة بس نزور قبر أبوكي بنمرق لعند الدكتورة وبنتطمن عليكي

لتحكي مرام بإصرار: معناها مارح روح معكن أنا

امها بعتب. : هاد مو حل مرام..
أبوكي متوفي ولازم تروحي تزوري قبره

مرام بتتجاهل كلام امها: انا بكرا راجعة عالمشغل..
مو منطق عزام وسلطان اللي يصرفو علينا..
هنن مالهن مجبورين..
لهيك لازم اشتغل متل قبل واصرف عليكن

لتقاطعها أمها:انتي بدك تكبري الخلاف بينك وبين عزام
إذا سمع رح تشتغلي شو رح يعمل
لترد مرام بغيظ: هو اللي طلب ننفصل..
لهيك مابيحقلو يفرض رأيه عليّ
أنا رح روح واللي بدو يصير يصير

عرفت أنها عنيدة ورح تبقى لتحقق اللي برأسها واستدارت لعند نغم وسألت : وانتي كمان مابدك تروحي معي..
بدها تعبي برأسك مرام كمان

ردت بجمود:وين بدك بروح المهم ينتهي هالألم

لتسألها امها: طيب اعتبريني صديقتك
واحكيلي شو صار معك..
لحتى اعرف اذا حمل أو لا

جلست قعدتها واطلعت فيهم بحزن فهمت شو بدها تعرف أمها كانت بتشعر رح يجي هاليوم وتحكي هالحقيقة المُرة وقالت: بظن صار الوقت..
أنا خبيت عنكم هالموضوع كتير..
ويمكن اليوم هو الأنسب لحتى احكيه

اطلعو مرام وأمها ببعض بتساؤل كبير

لتكمل نغم كلامها وهي شادة على معدتها بقوة عم تخفي ألمها بدأت تتذكر وقلبها انقبض : اليوم اللي تزوجت فيه الليلة اللي بتحلم فيها كل بنت أنا كنت خايفة من المصير المجهول اللي ناطرني..
وصلنا أنا وسلطان سوا وحكالي سبقيني عالغرفة ولاحقك انا كنت خايفة منه ومن نظراته وبمجرد ماصرت بالغرفة قفلت الباب..
لمّا اكتشف سلطان عصب وصرخ وضرب الباب بقوة وانا بقيت بس ابكي واترجاه يتركني..
وبعد ساعات كان الهدوء مخيم بالمكان ولازم اطلع لأني تدايقت كتير وفكرته نام او راح وتركني..
بس اللي صار كان صعب أي شخص يتحملو لما شافني سحبني بكل همجية للغرفة رغم اني ضربت بالجدار وصرت انزف ما عطف علي..


كانت معاملته قاسية كتير وماكلف خاطره يقول هالبنت طفلة صغيرة انا بعرف في بنات بيتزوجو بعمرنا بس مو بالاجبار وبهالطريقة هيّ..
بيومها اخد حقه مني رغم كل توسلاتي رغم اني ترجيتو كتير بس ماسمعني وآخر شي بذكرو اغمى علي وبعدها مابذكر شيء تاني

أنهت كلامها هاد وانطلقت من داخلها شهقة وأجهشت بالبكاء هالحقيقة المخباية ظهرت اليوم وأمام مين أقرب أشخاص إلها،

ليقربو منها بجمود ماعم يصدقو اللي سمعوه عن سلطان معقول ملامحه البريئة ساترة عليه معقول يتصرف هالتصرف الطائش معها،

كانت مرام عم تشد عليها بقوة وتهمسلا: انا معك..
انتي مو لوحدك..
صدقيني رح يحلم بظفرك بعد اليوم

وأمها بس تبكي معها وتربت على ضهرها كانت متدايقة وحزينة حزنها تضاعف بعد سماع هالكلام كانت مفكرتها مرتاحة ونغم الوحيدة اللي حياتها تمام ماعرفت أنها أكتر حدا بين بناتها تعرض للظلم ورح يبقى ظلم سلطان مرافقها بكل حياتها وللأبد،

لتكمل كلامها مرام:مارح ترجعي لعندو..
والله لحتى يتربى قليل هالترباية

شدت نغم بضمتها وكانت خايفة مرام قوية بعكسها وقررت تسلمها زمام الأمور
وهيّ بما أنها سمعت الفضفضة اللي بداخلها مع أنها مابتحب تحكي عن خصوصياتها أمام حدا برأيها الفضفضة نوع من التعري لهيك لا تعري ضعفك إلا لشخص
حريص على سترك

&

بصباح يوم جديد هاليوم اللي كله صدمات
للكل بتتصل الشرطة برؤوف وبيخبروه أنو ابنه توفى أثر حادث اصطدام شاحنة بسيارتهم ولازم فوراً يستلمو الجثمان،

بيوقع الموبايل من أيدو بصدمة وزوجته اللي كانت قاعدة بجانبه وسمعت هالكلام
مابيحملها عقلها وبيغمى عليها فوراً،

رؤوف كان مصدوم ماعم يصدق اللي سمعه بياخد نفسه بصعوبة ومابيعرف شو بيعمل ولا شو يتصرف بيتصل على سلطان بأيدين مرتجفة وعيون مفزوعة ليسمع صوته وكانه نايم بيحكي رؤوف: فوراً بتكون عندي أنت والاسعاف

بيغلق بوجهو و سلطان بيجلس رأسه وبيفرك عيونه بنعس اتذكر انه غافي عسرير نغم بيوقف بسرعة وبيرتب قميصه بعشوائية وكان عم يتحرك بفوضى واللي زاد القلق بداخله لما سمع صوت رؤوف كانت نبرته بتعبر عن كارثة حصلت،

بعد مدة قصيرة وصل سلطان والاسعاف مع بعض بينصدم لما بيشوف زوجة أخوه مغمي عليها ورؤوف سارح وعم يطلع أمامه بعيون مفزوعة وكأنه عم يحاول يتقبل الصدمة،

بيركض لعندو بلهفة وبيهزو بقوة وهو بيصرخ :شبك رؤوف احكي

ماكان في رد منه وكانه جماد
بينقلوه عالنقالة هو وزوجته وسلطان مرافقهن وكانه مضيع عقله،

وصلو عالمشفى ورؤوف مابيقبل إلا هو وماحدا غيره يشوف شادي رغم اعتراض سلطان الكبير لكن كان رؤوف عنيد وماقدر حدا يمنعه وطلب من الدكتور يشوف جثمان ابنه،

يمكن كان عندو شك أنه مازال على قيد الحياة واذا ماشافه مارح يتأكد وخلص يتقبل الواقع بخطوات متثاقلة بطيئة كان بيتوجه لقسم التشريح كانو اهلهم لرأفت وأمجد كمان موجودين لكن ماحدا كان عنده قوة القلب متل رؤوف تخطى الكل ومشي وهو بيفكر أكيد مو شادي،


بيدخل رؤوف وبيوقف بكل شموخ كان حاسس أنو مارح يكون شادي وعنده يقين كبير انو ابنه موجود ماعم يستوعب اللي صار بيفتحو براد الموتى ببطئ كان عم يسمع صرير الباب وعم يمر أمام عيونه ذكرى يوم اللي تهجم عليه بوحشية وكان عم يضربه بكل عنف وتجبر،

فتح عيونه بذعر وسقطت دمعته على جسد شادي المفحم
كان جثمانه كله حروق عميقة وعيونه منفتحة بفزع وكأن آخر مشهد لمحه قبل يموت افزعه بهالطريقة البشعة،
بينهد حيلو وارتخى جسدو ليوقع بالارض جاسي على رجليه وهو مصدوم وكان انهيارو بهاللحظة هو تأكدو أنه ابنه شادي الإبن الوحيد اللي كان شايف فيه مستقبل كبير وزاهر
هلق هو أمامه جثة هامدة ومو معروف معالمه،

بيحني رأسه بقسى للأرض وسقطت دموعه عالأرض كأنها أمطار غزيرة كان صوت بكائه مسموع للكل بالخارج لحتى مايصبر سلطان ويتوجه لعندو بسرعة ليسانده ليخبرو أنه مو وحيد أنا جنبك يا أخي،

أما رؤوف ماتوقف للحظة كان بيبكي بقهر
قهر من نفسه ومن جشعه هو اللي وصل ابنه لنهاية هالطريق بيرفع رأسه ليرد على سلطان ولا بيوقف بكاء وببيفتح حجر عينه وبيتلفت بطريقة مجنونة كان شايف أمامه بالظبط متجسدة جثة روان متل ماشافها لما كانت بالسرير ذات الملامح
مابيحملو عقله بلحظتها وفقد السيطرة على نفسه وبيصير يصرخ بصوت مرتفع وهو بيحاول يدفع عنه سلطان ويقلو : امحيها من حياتي احكيلا تتركنا نرتاح..
احكيلا تتركني بحالي انا تعبت والله تعبت

كانت كلماتو غير مفهومة لأنه بيصرخ وبيبكي وبيشهق بذات الوقت فقد السيطرة عنفسه متل ما فقد عقله بذات اللحظة،

بيصرخ سلطان على الممرضين ليساعدوه بيحاولو يقربو منه ويسحبوه للخارج لكن ماحدا فيهم بيقدر حتى سلطان كان كل ماقرب منه خطوة يصرخ فيه رؤوف اللي كان عم يطلع بكل مكان وبوجوه الكل عم يشوف روان فقط روان لحتى بالاخير لمحها قاعدة بزواية المكان وقاعدة وضامة رجليها لصدرها وبتطلع فيه بابتسامة كانت شمتانة فيه شايفة عزابه ومستمتعة
كانت ابتسامتها كلها انتصار
وهو القلق استملك قلبه ليأشر يأيديه لمكانها ويصرخ : هيّ هون قيدوها قبل ماتهرب

بيطلعو الممرضين مكان ماعم يأشر بأيدو وبينصدمو مافي حدا

بيعصب أكتر وبيوقف وبصير يمشي لمكانها كانت قريبة كتير منه لكنه ماتردد وحكا : أنا واقف جنبها..
ليش ماعم تشوفوها متلي..
ليش ماعم تصدقوني ليكها هي هون

لمّا بيرد بيطلع عمكانها ومابيشوفها بيجمد للحظة وبهالاثناء بيستغل الوضع سلطان وبقرب منه وبيصير يسحبه لعند الممرضين فوراً بيحقنوه إبرة مهدأ وبيقدرو يسيطرو عليه،

الدكتور المسؤول: فوراً الفحوصات اللازمة

كان سلطان بالكارديور عم يمشي ذهاباً وإياباً وهو خايف على رؤوف ياترا شو رح يصير فيه وبزوجته اللي من لمّا سمعت الخبر وهي غايبة عن الوعي ،

اقترب الدكتور منه وقال: مع الأسف نحن تبين معنا أن أخوك ماتحمل موت أبنه وعم يتوهم بأمور كتيرة مابيتقبلها العقل البشري..
لهيك الافضل ننقله لمشفى الأمراض النفسية..

تمتم سراً غير مصدق
( مختل عقلياً ورح بينقلوه على مشفى الامراض النفسية والعصبية)

بلحظتها سلطان خارت قواه استند عالجدار بتعب وقعد على المقعد اللي خلفه ماقدر يتحمل يبقى واقف كان بيشعر أنه وحيد كأنه مابقيلو حدا بهالدنيا،

أما رؤوف كان كل مايصحى يضل يصرخ بقوة وبكل ثانية يتوهم ان روان عم تراقبه لحتى يفقدو السيطرة عليه وفوراً ويعطوه حقنة مهدأ

تقدم سلطان لعند زوجة رؤوف وبقي واقف أمامها بجانب السرير وبيحكي: يا مرت أخي لازم تكوني قوية..
اليوم رح يدفنو الجثمان ولازم تكوني موجودة..
مابدك تودعي شادي لآخر مرة

سقطت دمعتها على اهدابها وقالت: بكير كتيرر..
ليش بهالسرعة راح

كانت تعبانة نفسياً خسرت ابنها الوحيد
وخسرت زوجها بذات اليوم عن اي قوة عم يحكي،

بيتركها لدموعها وانكسارها وبيتوجه لغرفة رؤوف وبيمشي لجانبه وبيحكي: يارؤوف مابيصير اللي عم تعملو..
اصحى بقا ورجاع رؤوف القوي اللي بعرفه..
رح ينقلوك عمشفى الأمراض النفسية أنت عم تستوعب شو يعني..
كرمال الله ترجع تقوى لازم تشارك بدفن شادي بعد صلاة الضهر..
أنا مارح اسمحلهن إلا أنت تكون موجود

كان رؤوف عم يطلع فيه بجمود ليحكي: ابني مامات

سلطان بيزفر نفسه بتعب بيحكي: بعرف صعب عليك تتقبل..
بس هاد الواقع اتقبل لتعيش بسلام

تسطح رؤوف وبقي بيطلع بالسقف متجاهلو
هالمرة بيسألو سلطان : احكيلي وينها روان ..
لازم اوصلها أنت بهالحالة وروان مو معروف وينها أنا قلقان عليها..
أنت مو واضح اديش رح تبقى بهالحالة ركز معي واحكيلي وينها

رؤوف بيأشرلو عالسقف وبجدية بيحكي :هون هيّ

سلطان بيزفر نفسه بتعب: رؤوف اسمعني منيح وبدك تجاوبني..
أنا ماسمعتك وتوجهت عالمزرعة لقيتها منهارة عالأرض واللي شتراها منك رح يعملها مشروع كبير ..
يعني روان مو بالمزرعة احكيلي هلق وينها..؟

رؤوف بيطلع فيه وبابتسامة باردة بيرد: بححح ..

وبيصير يضحك ويغني ويبكي كانت تصرفاته غريبة كتير

سلطان بيفرك جبينه بقلة حيلة بيتركه وبيغادر بقي بالكاريدور قاعد على مقعد لحاله وارجع رأسه عالجدار وهو بيفكر شو رح يعمل بهالمصيبة
وكأن همومه مابتكفيه ليزيد عليهن هم رؤوف

بيتصل على جيداء ليخبرها اللي صار لكنها كانت بتغلق بوجهو بكل مرة
أقسم بداخله بمجرد ماينتهي العزا رح ينفصل عنها للأبد

&
كانت قاعدة نغم بجانب أمها أمام القبر عم تقرأ الشاهدة اللي بأسم أبوها وبتبكي بصمت أما أمها كانت عم تحكي وتفرغ كل اللي بداخلها لتسمعها بتقول معاتبة: هيك عملت فينا ياحسن أنت وعايش ماقدرت عارضك بيوم ولا ناقشك بموضوع بس اليوم وأنت تحت التراب تركتلي مجال لحتى احكي..
كتر خيرك على جراحنا وعذابنا
أنت تغيرت من لمّا تعرفت على رفقاتك السوء..
وأنا احكيلك يا حسن الصاحب ساحب انتبه منهن وأنت بكل مرة تخرسني فيها لحتى بالآخر شوف شو صار فيك ..

يوصلنا خبر موتك ومابنعرف لا كيف ولا شو السبب..
ضحيت ببناتك اللي رح يشفعولك بالآخرة..
شو أخدت من دنيتك أنت ظلمتنا بقسوتك ياحسن..
وظلمك عم يزيد يوم عن يوم حتى ولو أنت رحت

بتنهي كلامها وبتوجه سؤالها لنغم: مابدك تحكي شيء يابنتي

هزت رأسها بالنفي وقالت: يمكن الصمت يبوح عن كل اللي بداخلي..
يمكن لأني مابعرف شو احكي..
قولتك رح يفيد الحكي يا أمي

كانو بيقرأو الفاتحة عروحه قبل يغادرو انتبهو على شبين بأجسام ضخمة قربت منهن

ماقدرو حتى يكفو الآية الكريمة ليسمعو واحد من الرجال بيحكي: شو بتقربوه للمتوفي

نغم بتمسك بأيد أمها بخوف وأمها بتحكي ممثلة القوة: بيكون زوجي

ليرد الرجال عليها بلهجة تهديد: طالما هيك معناها حسابنا معكن..
زوجك قبل يموت كان في دين كبير برقبته..
هو دفع الثمن بحياته..
بس بقي الباقي

بيرجف قلبهن من الخوف بعد مايفهمو انهن السبب بموته

ليرد يحكي وهالمرة بجدية اكبر: معكن مدة قليلة لحتى تردو المبلغ بالكامل..
وإلا رح تخسري فرد من عليلتك مرة تانية

تركوها ومشيو ونغم بقيت متمسكة فيها اكتر
لتطلع امها على قبر زوجها وتحكي بلوم: لسه شو بدك فينا ياحسن..
حتى وانت بعيد عنا ماتركتنا بحالنا..
حتى وأنت تحت التراب مشاكلك لاحقتنا..
همومك ايمت رح تتركنا بحالنا

سحبت نغم ومشيت وعند بوابة التربة بتوقف سيارة رانج روفر سبورت وبتترجل منها صبية بتتوجه لعندهن كانت ملامحها واضح أنها كبيرة بالعمر لكن أدوات التجميلية كان لها رأي آخر لتظهرها أصغر بكيتر من عمرها،

وملابسها أنيقة وغالية بتزيل عن عيونها النظارة الشمسية وبتسأل وعيونها بتتفحصهن بتكبر : عفواً مين منكم زوجة سلطان.؟

بتترك نغم أيد أمها وبتقرب منها كانت نغم طويلة طولها وملامحها فاتنة وبريئة شعرها الطويل اللي عم يتناثر ويحجب عنها الرؤيا بتوقف أمامها مواجهتا بالظبط،

كانت عم تتفحصها ونار الغيرة بتحرق بقلبها
بتبقى مصممة على قرارها وبتحكي:بتعرفي انا مين بكون..؟

بتهز رأسها نغم بالنفي وبتحكي: أنتي اللي سألتي عن اسمي..
معناها أنتي اللي بتعرفيني

لتحكي مبتسمة بغرور: أنا اسمي جيداء..


شعرت نغم انها بتعرف هالاسم ولمّا تذكرت مين جيداء فتحت عيونها بصدمة
لكن ما اكتفت جيداء وقالت: قلت لازم شوفك وخبرك هالخبر..
اللي أنا متأكدة بيهمك


شعرت بارتجاف أوصالها أجبرت نفسها تبقى قوية أمامها وكانت ناطرة شو تحكي

لتحكي جيداء وهي عم تلمس بطنها بابتسامة شامتة: نحن ناطرين الطفل التالت..
بعد شهور قليلة رح ينور حياتنا طفل جديد

فتحت عيونها نغم بصدمة تمالكت أعصابها حاولت ماتظهر أمامها انزعاجها لتكمل جيداء هالمرة بنبرة قاسية: لو سمحتي تغادري حياتنا بهدوء..
طفل تالت عيلة كبيرة وحياة هادية..
أكيد سلطان مارح يفكر ينفصل عنك بتعرفي ليش.. ؟

هالمرة قربت أمها لنغم من جيداء وقالت بتمرد : مين أنتي لتحكي مع بنتي بهالطريقة

لترد بثبات وعيونها متابعتهن بجدية : أنا زوجة سلطان و أم أطفاله الاتنين وهلق ناطرين الطفل التالت بحرارة

تقدمت خطوة منها نغم لتقلص المسافة الباقية بينهم وبتحكي بنبرة صوت قوية وصارمة وكأنها بتخبرها بكلامك هاد مارح اتخلى عن سلطان وحكت:
#يتبع
#أحببتها_بقلب_جريح
#فرح_أوغلو #الأبدية
#الجزء15

شعرت بارتجاف أوصالها أجبرت نفسها تبقى قوية أمامها وكانت ناطرة شو تحكي

لتحكي جيداء وهي عم تلمس بطنها بابتسامة شامتة: نحن ناطرين الطفل التالت..
بعد شهور قليلة رح ينور حياتنا طفل جديد

فتحت عيونها نغم بصدمة تمالكت أعصابها حاولت ماتظهر أمامها انزعاجها لتكمل جيداء هالمرة بنبرة قاسية: لو سمحتي تغادري حياتنا بهدوء..
طفل تالت عيلة كبيرة وحياة هادية..
أكيد سلطان مارح يفكر ينفصل عنك بتعرفي ليش.. ؟

هالمرة قربت أمها لنغم من جيداء وقالت بتمرد : مين أنتي لتحكي مع بنتي بهالطريقة

لترد بثبات وعيونها متابعتهن بجدية : أنا زوجة سلطان و أم أطفاله الاتنين وهلق ناطرين الطفل التالت بحرارة

تقدمت خطوة منها نغم لتقلص المسافة الباقية بينهم وبتحكي بنبرة صوت قوية وصارمة وكأنها بتخبرها بكلامك هاد مارح اتخلى عن سلطان وحكت بكل غيرة عم تحاول تكتمها :وأنا كمان زوجته

كتمان الغيرة أشبه بجمرة ملتهبة تمسك باليد مجبرة على تحمل الوجع كما هي مجبرة ان تتحمل الوجع حتى تخمد

لتقاطعها بتحدي: زوجته لفترة محدودة لو سلطان راضي بزواجكن ليش ليقبل كل هالمدة يبقى بالسر..
صدقيني سلطان مو سعيد بزواجك وباقي معك لأنه عمرك صغير وبفكرو اذا انفصل عنك خسرتي مستقبلك..
لاتتوهمي وتفكري حب سلطان الك حقيقي هو مجرد وهم..
هو حبيبي إلي وبس
حبيبي؟
لفظتها سراً بداخلها و جمرة أصبحت ليست في يدها بل بقلبها وتزداد توهج..
لكن ملامحها الهادئة بقيت عحالها حاولت قدر المستطاع ماتظهر النار يلي بتحرقها داخلياً
حاولت ماتظهر كمية القهر اللي انصابت بداخلها

تركتها جيداء وغادرت بعد ما قذفت كلامها بوجه نغم بدون اي رحمة صحيح عم تحارب عن زوجها لكن مو بهالطريقة إذا كان في شخص لازم يتحاسب هو سلطان،

حاولت تنظم أنفاسها نغم لكنها ماقدرت كانت بتشعر بالدوار وكأنه نفسها نقطع لحتى ترتطم بالأرض منهارة و مغمي عليها وأمها بتصرخ بقوة لأي شخص يساعدهم أما جيداء كانت عم تقود سيارتها وهي بتضحك بتوعد وسعيدة بانتصارها عليها
كانت شايفة كيف أمها بتصرخ بتطلب المساعدة ومافي حدا بهالمكان

بعد مدة من الصراخ بيشعر على أصواتها حارس التربة و اتصل بالاسعاف وأمها كانت عم تسندها بقوة وتصرخ بوجها لحتى تصحي لكن وين كانت نغم بغير عالم
كانت مستسلمة عالآخر ولا كأنها بهالدنيا

&

ارسل رسالة لجيداء محتواها
(شادي ابن أخي رؤوف توفى وهلق نحنا رح نغادر المشفى ومتوجهين للتربة كوني هنيك بسرعة..
زوجة أخي لحالها ولازم تكوني بقربها)

وضع موبايلو بجيبتو ومشي لعند زوجة أخيه ساعدها لتغادر الغرفة

واستندت عليه ومسكت بذراعه كانت رح تتهاون بأي لحظة وتفقد سيطرتها على نفسها لكنها تحملت وقاومت بس كرمال وداع شادي،

بيتوجهو لخارج المشفى وبيوقفو أمام باب المشفى الكبير ورؤوف قاعد على كرسي متحرك وكان اخد حقنة مهدأ ليبقى ساكن وهادئ وسلطان مراقبهن بصمت لكن بداخله كان مهزوم وهالقوة الظاهرة بملامحه هيّ مجرد قناع،

كان في كتير من الناس بجانبه من أقرباء عيلته والاصحاب وبعض الاشخاص اللي بينهم عمل وحتى عائلات رأفت وأمجد كانو ناطرين بجانبهم وكل حدا عم يعبر عن ألمه بطريقته بقيو واقفين وناطرين يستلمو جثامين هالشباب التلات

بهالأثناء بيسمعو صوت إنذار سيارة الإسعاف بتوقف بجانبهن قريب منهم كان سلطان عم يطلع بفضول ليعرف مين المريض بطبع كل شخص فينا فضوله بيقوده لفعل هيك حماقات وفتح عيونه بصدمة لما لمح حماته اللي ترجلت من السيارة وهيّ بتبكي بقوة وبصراخ عم تحكي اسم نغم
اطلع على النقالة بعيون مفجوعة ليشوف نغم عم يدفعوها أمامه على النقالة وهيّ جامدة بدون حركة وأمها عم تركض خلفها وهيّ بتصرخ بأسمها وبتبكي بقوة

وبذات اللحظة اخرجو جثمان شادي من المشفى عالنقالة والكل ركض لعندهن إلا سلطان كان واقف
أصابها الشلل في تفكيره في أنه يتحتم عليه أن يلجأ إلى الاختيار مرة أخرى
مين رح يختار ولوين رح يمشي
واقف بالمنتصف والنقالات عم يندفعو بطريقة معاكسة عن بعض،

&

كانت عم تمشي متوجهة للمشغل اللي كانت تشتغل فيه قبل ما تتزوج عزام و لمّا شافوها الكل قرب منها وسلم عليها
تلاقت مع بعض أصدقائها واخدهن الحديث
لحتى قرب منها صاحب المشغل وعلى وجهو ابتسامة صفرا وقال : يا أهلا وسهلا بمرام..
والله وأشرقت

ما تغيرت ملامحها ولا اظهرت أي ردودة فعل وحكت ببرود : اجيت لحتى خبرك ناوية ارجع عالشغل


ليحكي صاحب المشغل بابتسامة عريضة: بتنوري..
ماهو مكانك موجود وناطرك

لترد عليه: واذا سمحت بدي دفعة عالحساب

ليرد عليها باستفزاز: طيب بالمكتب بنتفاهم عالتفاصيل

وقبل مايكمل كلمته سمع صوت رجولي بقول: رح نتفاهم على تفاصيل دفنك

الكل مرة وحدة استدار لمكان الصوت وكان عزام واقف وأيديه بجيابه وبيحكي ونظرات عيونو الثاقبة عم تضرب فيه

استغربت مرام شو عرفه أنها هون وأيقنت بداخلها أنها أمها ماهيّ من البداية معارضة على موضوع شغلها،
أما هو ماتركلها فرصة للتفكير حتى قرب منها وشبك أيدو بكف أيدها وقال: مالنا بحاجة هالشغل..
مشي معي مرام

كانت عم تشد على أيدو بقوة ونظراتها بأتنذره يبتعد عنها لكنه مابيعمل غير اللي برأسه وبيسحبها معه للخارج أمام أنظار الجميع المصدومة،

كانت عم تحاول تسحب أيدها منه لكنه منعها وبقي بكل عصبية وغيرة متملكة ماشي وهيّ بجانبه ولما بيوصلو للحي اللي هنن فيه بيتركها وبيحكي بغيرة مكتومة: أنتي شو هاد اللي عمليته..
مين طلب منك تشتغلي

لتجاوبة بعناد: لتكون مفكرني رح اقبل أنت أو غيرك تصرفو علينا..
نحنا كبار ومسؤولين من نفسنا

ليرد بغضب مكبوت: أنا زوجك وأنتي وعيلتك كلها من مسؤوليتي..
مو منطقية تصرفاتك أنك تكوني زعلانة مني هاد مابيعني تحقدي عليّ

لتجاوبه : أنا مابحب حدا يتدخل فيني ..
وأنت ونحنا بعيدين عن بعض بتبقى متحكم بتصرفاتي..

ليقلها: مرام ارحميني..
بيكفيني اللي فيني

حزنت عليه بداخلها وهي بتعرف اديش عم يتحمل لتهمسلو: عزام خلينا نفترق
هيك بيكون أفضل إلي والك

ليرد عليها بغضب أكبر: بدل ماتكوني معي وتهوني علي مصايبي..
بدك تتركيني واجه كلشي لحالي..
اديش سهل عليكي تهربي

لترد نافية كلامه: انا مابهرب

قاطعها قائلاً: أنتي مابتواجهي مشاكلك مرام..
بتلاقي الهرب أسهل من المواجهة..
لهيك بتبقي عم تهربي وتتركينا بذات الدوامة

وقبل مايكمل كلامه بيرن موبايلها بتطلع رقم أمها لترد عليها سريعاً وتسمع كلماتها اللي جعلوها ترتجف قلق

قرب منها وسندها وحكالها بتوتر: شوفي مرام..؟

حكت بكلمات متباعدة: نغم أغمي عليها..
وهي بالمشفى

&

تحركت خطواته تلقائياً خلف نغم ماقدر يكمل معهن أمن ببعض من معارفه يوصلو عالتربة وينطروه ومايتصرفو لحتى يوصل وعدهم مارح يتأخر،

ركض بكل قوته لعندها كانت خطواته سريعة وقلبه مقبوض بخوف ماله حمل يخسرها هي بالذات مو حمل خسرانها
وصل لعند حماته الواقفة بالكاريدور وسألها بلهفة : شو صاير معكن..
ليش نغم هون

اتطلعت فيه بقهر شو تحكيلو شو تخبرو فضلت ترمي كل أفعاله بوجهو : لسه الك عين تسأل عن نغم..
كل اللي صار فيها منك انت ومن زوجتك الحرباية
لسه بكل بجاحة جاي بتسأل شبها..؟

بيشعر الوقت عم يداهمه ومافي وقت يستجوب أمها عن سبب عنفوانها بوجهو بهالطريقة بيقتحم الغرفة اللي فيها نغم وبيتابع بنظرو كيف عم يعالجوها كانو عم يوضعولها محلول بوريدها ليسأل بلهفة: شو صاير معها..
هيّ بخير

التفت لعندو الدكتورة وهيّ بتحكي: مافي داعي للقلق مجرد هبوط ضغطها سببلها دوار و...

انصدمو هنن الاتنين ببعض
تراجعت الذكريات بمخيلته وعرفها من نبرة صوتها المرتفعة ونظرات عيونها القوية لتقله: أنت أبوها ماهيك..
بتذكر من شهور جبتها لعندي بوقتها كانت عم تنزف واستئصلنا الرحم..
كيف بتغادر بوقتها بهالطريقة لازم نحاسب زوجها على فعلته فيها وينال العقاب

سمع من خلفه شهقة قوية كانو مرام وعزام بنفس اللحظة وصلو وسمعو كلام الدكتورة كله أما أمها كانت عم تطلع فيه بصدمة ماتوقعت تسمع هالكلام عن بنتها وهيّ بهالعمر،

حنى رأسه بقهر شد على قبضة أيدو لتبرز عروقه بغضب من نفسه كيف وضع نفسه بهالموقف عم يطلع بالأرض محني رأسه ومو قادر يرفع نظره عليهن

لتحكي الدكتورة بتهديد: المرة الماضية قدرت تاخد بنتك وبتهرب..
لكن هالمرة لازم زوجها يتعاقب ومارح اسمح بتهاون

وبتتركهن الدكتورة وبتغادر بعد ماتنهي كلامها انها اغمى عليها بسبب الضغط اللي تعرضتلو ولازم تبقى لينتهي المحلول وبعدها فيهم يغادرو،

وسلطان مابيتحمل يبقى مع كل نظراتهم المتوعدة والمليئة بالخيبة بيقرب من نغم للمرة الاخيرة
اللي ماتوقعه أنها تكون صاحية وسمعت كل هالكلام قرب منها ليدافع عن نفسه ليخبرها أنه ندم كل الأرض فيه ليخبرها اديش تعبان واديش كان هالموضوع بينهش فيه من الداخل لكنها رفضت قربه بتدفعه عنها وبتصير تبكي كانت عم تشد على معدتها وتشهق بقهر ،

تركها وابتعد بخطواته للخلف تركها وهو وبكل خطوة كان بيشعر روحه عم تفارق جسده غادر قسم الإسعاف ومشي للخارج وهو مكسور خايب وذليل،

ليستوقفه صوت عزام لما بيحكي: لوين رايح

بيحكي سلطان وعيونه بالأرض يمكن ماكان بيقدر يظهر حزنه لحدا ولا يشوف هالخيبة اللي بعيونه ليقله: رايح عالتربة اتوفى ابن أخي ورح ندفنه بعد الصلاة

سأله عزام بقلق: أنت منيح سلطان

ليرد عليه وعيونه لسه عالارض: مابعرف إذا منيح..
اللي بعرفه أني بستاهل كلشي عم يصير معي..
بدي أمنك على نغم أنا بعرف انه بينوثق فيك عزام

ليأشرلو عزام على عيونه وبيحكي: بعيوني ماتأكل هم ..
المهم أنت تكون بخير

تنهد براحة سلطان وغادر المشفى متوجه للتربة بيترك المكان وبيمشي لكن ترك قلبه عندها كان كاتم حزنه بداخله بيشعر بأنفاسه عم تتقل وكأنه رح ينهار لكن مو هلق ياسلطان لازم تبقى صامد كانت خطواته عم تبتعد عنها وقلبه عندها

&
كانت نغم منهارة بعد اللي سمعته من الدكتورة بعد هالخبر الصادم ومع صمت سلطان اتأكدت أنه صح رجعتلها ذكريات كتيرة أليمة كانت عم تتناسها ياما مثلت أنها فاقدة للذاكرة لهي الليلة كم تمنت لو فعلياً تنسى كلشي بيخص هي الليلة لكن لايمتا هالليلة خلقت جواتها ندبة رح يبقى أثرها للأبد،

يعني مافيها تكون أم مافيها تحمل بيوم من الأيام معقول هالدنيا شو ظالمة كرمال سعادتنا اديش بنقدم تنازلات
بكيت كتير لحتى البكاء تعب منها تورمت عيونها وكل مابتحاول تصمد ترد تبكي بقوة اكتر،

كانت أمها بجانبها واختها من الطرف التاني كانو مساندينها واقفين معها لكن هيّ رغم كرهه ألو بدها قربه هيّ بحاجتو ألو
بحاجة يكون معها بهالوقت بالذات مو هو اللي علمها عالحب يلا علمها عالكره
متل ماخليتها تحبك بهالطريقة الجنونية علمها الكره ،

&

قدر يوصل عالوقت المحدد كان واقف وعامل بالواجب على أكمل وجه عم يستقبل التعازي ويسلم بالايادي كان قوي من الخارج واضح انه صلب وقوي لكنه من الداخل متل الطفل الصغير بدو بس ينزوي على نفسه ويبكي ويفرغ طاقته،

انتهو من الدفن ورؤوف كان عم يراقب كل اللي عم يصير بصمت ماقدر يتأثر ولا تغيرت ملامحه ماكان بيشعر لا بحزن ولا تعب وكأنه اتجرد من الشعور

أما زوجته انهارت وبكيت وصرخت الكل تعاطف معها وسلطان حاول يسندها ويخليها تكون قوية لكنه ماقدر هو بدو مين يقويه كل هالصفعات خلف بعضها كانت كتيرة عليه
قربت جيداء وسندتها واخدتها معها ورجعو على الفيلا اللي انفتح فيها العزا وبدأت تستقبل الناس،

ورؤوف فوراً تحول لمشفى الأمراض النفسية بعد نهاية الدفن وضعه خطر ومابيسمح يكون لوحده،

انتهى هاليوم الطويل على سلطان وبعد ما ودع آخر شخص بالفيلا بيقعد على الأريكة وبيسند رأسه بتعب وبيحكي: وين نوار وزيد

كانت أم شادي قاعدة وحاطة أيدها على خدها بحزن وعيونها مدمعة وجيداء قاعدة بجانبها وعم تحاول تواسيها
لترد عليه جيداء: هنن بغرفة شادي..
أنا حكيتلهن انو راح للسماء

وقف سلطان وتوجه لعندهن
كان نوار قاعد على السرير وعم يطلع على مجموعة الموسيقى اللي عند شادي كان معروف بعشقه لهي الآلة
بيقعد بجانبه سلطان وبيسأله : شبك نوار

ليحكي بحزن: شادي كان من أقرب الناس لقلبي ..
كتير كنا رفقة كيف رح اتحمل فراقه..
كنا نتشارك القعدة لمّا تصير مملة وقت تحكي أنت وعمي رؤوف بالشغل..
هلق مين رح يحكي معي

بيضمه لصدره بحنية وبيحكي: هو صح مو موجود بهالدنيا بس هو شايفنا وسامعنا..
انتي جرب احكي معه وشوف كيف رح تشعر أنه معك دائما

بيهز برأسه بحزن: طيب طالما شايفنا احكيلو يرجع..
انا من هلق اشتقتلو

بيتنهد بتعب وبيجاوبه: سمعني منيح يا نوار أوقات الحياة بتسرق مننا ناس غالية على قلبنا..
نحنا لازم نكون أقوياء ونقدر نتحمل ونتخطى..
إذا بدك تعلق حياتك وتوقفها على كل شخص غادر منها رح تبقى حياتك كلها على الهامش..
خود وقتك بالحزن والتعب والأنهيار اسمح لنفسك تتعب بوقتها كرمال لبعدين تتخطى بدون ماتتعب..
تكون تعلمت الإكتفاء وانك عطيت حزنك حجمه بيكفيه ومالازم تعطيه أكبر من حجمه لأنه رح يتغلب عليك وتبقى حياتك كلها واقف عند هالنقطة..

ليرد نوار: بس انا كتير حزين عليه هالشيء سيء

ليرد سلطان مؤيد لكلامه: سيء إذا طول..
نحنا كلنا بحياة بعض فترات..
ماحدا ضامن هالحياة لهيك ماتتوقع من الناس تبقى معك لآخر عمرك توقع من الكل الفراق

كان بيشعر هالكلام ماعم يبوح فيه كرمال ابنه بل كرماله هو

بقيو أيام العزا بمنزل رؤوف ماقدر يغادر ويتركو زوجة رؤوف لحالها خاف عليه يصيبها الجنون،

وجيداء بهالفترة ماقصرت حاولت بكل الطرق تتقرب من سلطان وهو يرفضها بالأخص كل ماتذكر أنها تكلمت مع نغم وهيّ السبب بدخولها المشفى كان الشوق غالبه لكنه خايف ومو قادر يشوفها متوقع الرفض منها وهاد كان سبب بعده

&

بالايام التلات اللي مرقت عزام قرر يترك مرام عراحتها ومايضغط عليها بالأخص لمّا عرف وضع نغم الصعب وبحاجة تكون جنبها بهالفترة لكن يومياً لما ينتهي من عمله يمرق لعندهن يتطمن عليها ويقضي كل مشتريات اللازمة وبيرجع لعند أمه بيتطمن عليها وماتركها كانت الممرضة قاعدة جنبها ليسأل عزام: وكيف أمي اليوم

اتطلعت فيه الممرضة بفرح لما عرفته وصل وبتحكي: لا اليوم أفضل بكتير

بيسلم عزام على أمه وبيقعد بجانبها وبيسألها: مرفت عم تحكي معك..
عم تزعجك بكلامها

بتطلع فيه بحب :لا من يوم اللي جبت ممرضة وهي مابشوف وجهها..
اصلاً دائماً عند الجيران

وبهاللحظة بيدخل أبو عزام وبيسلم عليهم وبيقعد بالصالة بعيد عنهم
ليسألو لعزام بحيرة: ماحاجتها بقا مرام عند أهلها..؟

ليرد عزام: بعرف لازم ترجع بس هلق وضع نغم صعب ولازم تبقى معها

ليرد عليه أبوه بصرامة: يا ابني مابيصير هيك..
بكرا بتتعلم على كل خناقة بينكم تحرد بالشهور

ابتسم على كلامه عزام وقال: معناها أنت تصرف..
مرام بتعزك وبتعتبرك بمقام أبوها..
إذا طلبت منها مارح تردك

ليجاوبه: لكن شو رأيك بكرا بنروح وبنرجعها
ليرد بحيرة : طيب ليش لبكرا..
لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد يا أبو عزام

ابتسم على كلام ابنه وقله: لكن يلا حضر حالك وخبر إخوانك ناخدهن معنا

بالفعل هاد اللي حصل عزام خبر إخوانه وتوجهو لبيت عمه فوراً

لتقعد الممرضة بجانب أم عزام وتسأل: مين مرام اللي عم يحكو عنها

لترد عليها مبتسمة : بتكون زوجته

لتحكي سريعاً: ليش عزام متزوج

ابتسمت أم عزام على سؤالها ولأنها عرفت مرادها من هالسؤال قالت: أي متزوج بأحلى بنت بهالقرية..
وكانت عند أهلها لأن أبوها توفى..
واليوم أكيد راجعة

ابتعدت الممرضة عنها وتدايقت من هالكلام بتقعد وتفكر بخيبة أملها اللي كانت راسمتها على عزام لأنها ماشافت شخص بيعامل أمه بهالحنية

أما أم عزام بقيت تطلع فيها بشماتة وحكت بنفسها
(غلطت مرة معك يا عزام وبوعدك ماعيدو العمر كله)

&

كانت مرام عم تحضر صفرة الطعام وترتب فيها الأطباق سمعت صوت الباب عم يقرع بقوة،

كانت نغم قاعدة وسارحة ولا كأنها بهالدنيا
وأمها عم تطلع فيها وحزينة على حالها،

بتفتح مرام وبتنصدم لما بتشوف أمامها عمها وكل ولاده بيخفق قلبها بقوة لمّا بتشوف ابتسامة عزام إلها

ليسألها عمها: شو رح نبقى واقفين
وتبقي عم تطلعي فينا هيك

ابتسمت بحب عكلامه وقربت منه سلمت عليه ورحبت فيهن وعزمتهن ليشاركوهن الطعام وبالفعل كان بيحكي عمها باطراء: من لمّا رحتي يامرام انحرمنا اللقمة الذاكية

ابتسمت بتفاخر: يعني كنت تحب طبخاتي عمي

ليهمسلا بمناغشة: بصراحة أطيب من طبخات حماتك حتى ..
بس أوعك تحكيلا

والكل بيضحكو عكلامه

لتسأل أم مرام : ماتؤاخذنا يا أبو عزام ماقدرنا نشوف زوجتك بس والله بتعرف خبر اختفاء حسن وبعدها وفاته كله كان كبير علينا..
وصلها سلامنا

ابتسم عكلامها وقال: وماتنسي خلاف عزام ومرام كمان سبب يا أم مرام..
ونحنا اليوم عندكم لهاد السبب

بيرجف قلبها لمرام وبتطلع على عزام اللي كانت نظراته كلها شوق وتحدي بذات الوقت

لتكمل كلامها أم مرام: كلو خير
بنتتهي وبنحكي بكل الأمور

كل الوقت وعزام نظراته على مرام لدرجة بتتوتر ومابتعرف تمضغ الطعام

ليهزه أخوه حمودة القاعد بجنبه: حرام عليك ماهنتيها..
تركها بيكفي تطلع فيها

ليهمسلو عزام: والله اللي بيأكل العصي مو متل اللي بيعدها..
سمعنا سكوتك وخليني استمتع بهالوجه الملائكي

أما مرام ماقدرت تتحمل أكتر وقفت وحملت معها الأطباق الفارغة وتساعدت هيّ ونغم من نقل كل الأطباق للمطبخ ولقمت إبريق الشاي عالنار وسألتها لنغم: قولتك رح يطلب ارجع

اتطلعت فيها نغم وبقيت ساكتة
لتقرب منها مرام وتحكي بحزن: لك نغم بيكفي اللي بتعمليه بحالك
حرام هالتصرف من يوم عرفتي باللي عملو سلطان فيكي وأنتي ماحكيتي حرف..
لهلق الدكتورة اللي كشفت أمرك كل يوم بتتصل وبتسأل اذا رح تقدمي بلاغ ضدو أو هي رح تتصرف..
اختاري يا ينحكم ويتعاقب على الخطأ أو سامحيه بس لا ترجعيلو..
إذا بتفكري مجرد تفكير ترجعي رح تلاقيني أنا واقفة بوجهك

بقيت ساكتة وبس عم تفكر بكلامها
لترد تحكي هالمرة مرام بحنية: بيكفي اللي بتعمليه بحالك لاعم تأكلي ولا تشربي ولا تحكي..
شو بدك تعملي بحالك بدك تموتي حالك يعني..
وهو ماسأل عنك ولا حتى اطمن من لما رجعنا من المشفى

تركتها نغم ومشيت بدون ماتتبدل ملامحها وبدون ماتنطق بحرف تركتها تكمل كلامها وهيّ غادرت لتستفرد بوجعها لحالها،

تنهدت مرام بحزن وحملت الشاي ومشيت توجهت لعندهن وشاركتهن القعدة
وفوراً بدأ الحديث عمها: أي يامرام هيّ تركتك على راحتك..
ماخلصت زيارتك عند أهلك

بقيت ساكتة وماحكت حرف

ليكمل عمها : مارح اقبل تكوني أنتي وحماتك تحت ذات السقف..
اذا هاد هو سبب رفضك ترجعي

لتحكي أمها: شو يعني يا أبو عزام..
بنتي وين رح تكون

ليجاوبها بصدق: انا بحثت على منزل يكون قريب من هون ولقيت الحمدلله..
لهيك عم خبركن

هالمرة مرام حكت كلام صدم الكل وقالت: ياعمي أنت تزوجت من جديد مو الأفضل أنت اللي تاخده وأنا برجع لغرفتي اللي كانت

كان عزام عم يطلع فيها بفخر
وبيضربه بخفة حمودة على ساقه وهو بيقول: اي لكن مابتهون عليها..
عيش بهالنعيم

سألها عمها بتأكيد: أنتي متأكدة من كلامك

لترد مرام وهيّ واثقة اكتر بعد نظرات عزام إلها: أنا مارح اسمح لأمه لزوجي حدا يهتم فيها غيري..
مارح اسمح تبقى أنت وزوجتك الجديدة بذات المكان وبكل مرة تشوفكم ينحرق قلبها..
أنا مرآة وحاسة بمرت عمي كتير منيح

مو بس عزام اللي بيشعر بالفخر بكلامها حتى أمها وعمها بيشعر انه استعجل بهالزواج

لترد تحكي مرام بحزم : لكن اسمحلي يا عمي ما ارجع معكن اليوم..
بدي ابقى لحتى اتطمن على نغم أختي واعرف شو رح يصير معها..
ولحتى اقدر لاقي اختي روان المفقودة

الكل كان معها بقرارها
لتنتهي السهرة بتوديعهم وهيّ على ثغرها ابتسامة مشرقة لتعيد الحياة لوجه عزام

&

بأرض المزرعة الكبيرة اللي صارت منهارة عالارض
صاحب المزرعة الجديد قرر يعمل مشروع ضخم ويعيد بنائها بطريقة جديدة،
بعد ما تم هدم المزرعة بالكامل صار الوقت الحفر لوضع حجر الأساس للمشروع
وهنن عم يحفرو بالآلات الضخمة وكل العمال عم يشتغلو بهمة ونشاط وقفو لما بيلاقو شيء غريب تحت الأرض،

بيصرخ العامل بقوة ليوقفو حفر بيطفي الآلة والكل بيتقدم ليشوفو ليش هالصراخ
لينصعقو من الفاجعة اللي بيشوفوها

#يتبع
#أحببتها_بقلب_جريح
#فرح_أوغلو #الأبدية
#الجزء16

بالشركة كانت عم تسأل عن سلطان وبتطلب تشوفه لكن السكرتيرة كانت مستفزة ومابتقبل ترد عليها بالأخص لمّا شافتها كبيرة بالعمر وملامحها تعبانة لكن ماقبلت ترد عليها لترد بإصرار تقول: لو سمحتي الموضوع ضروري ولازم احكي معه..
واذا مو موجود رح انطرو

وقعدت تنطرو ومتجاهلة نظرات السكرتيرة
المتفحصة إلها

اتصلت السكرتيرة وقالت سراً: يامدام حبيت خبرك قبل ما يوصل سلطان بيك في وحدة خمسينية عم تسأل عنه..
وماقبلت تحكيلي السبب..؟

لترد جيداء بفتور: ماعاد يهمني..
ما عاد تحكيلي اخبارو..
اللي بدي هو عرفته وهلق مهمتك انتهت

واغلقت المكالمه بوجهها فوراً ازدرت ريقها وشعرت بالصفعة اللي  تلقتها منها لتطلع بقهر أمامها وتابع عملها

&

كان عم يرتدي قميصه وعم يرتبه ويقفل الأزرار لتقرب منه جيداء وتمسك أيديه وبتسحبهن للخلف وبتصير هيّ تكمل عنه
زفر نفسه بتعب وقال : هالطرق الملتوية اللي عم تتبعيها عم تخليني اقرف أكتر

بتشعر بالغضب الشديد من كلامه بتدفعه من صدرو بقوة  ليتراجع خطوة للخلف وقالت : أنا عم اعمل كلشي كرمال هالزواج يستمر..
وأنت ابقى قابلني بالصد بهالطريقة..
ابقى ردني خايبة

تجاهلها وابتعد عنها كمل هو بيرتدي الجاكيت وقال: أنا عطيتك فرص كتير وانتي ماستغليتها..
هلق بتكوني كتير منيحة وتصرفاتك تمام ..
وبس حكيتلك رح نكفي بترجعي لعادتك القديمة..
أنتي مابدك كون بحياتك كرمال يكتمل زواجنا ولا كرمال هالاطفال اللي بينا اللي عم تحاولي تقنعي نفسك انه بسببهن..
أنتي بدك نبقى كرمال بريستيجك كرمال صورتك ماتنهز أمام المجتمع اللي شايفة حالك فيه..
كرمال غرورك وبس

قاطعته شراّ: وأنت مكمل كرمال مصالحكن مع ابي بالشغل..
فكرك مابعرف أنو زواجنا من البداية عبارة عن صفقة واجبرك عليها رؤوف..
متل ما أنا عم ضحي وأنت كمان لازم تقدم تضحيات..

ليقرب منها خطوة. يقطع المسافة بينهم ويسأل: شو لازم قدم تضحيات..
شو تفضلتي..؟

لتهميس بحرقة: أي لازم تتخلى عنها كرمالنا..
هي متزوجتك كرمال مالك..
مكملة معك لأنك غني أنا حافظة هيك نوعية..
استوعب سلطان ليش تقبل فيك رغم كل فارق هالسنين..
  لا في بينكم تقارب فكري ولا تقارب عمري

ازدرد ريقه بتعب وقال: سمحتلك تدخلي بكتير أمور بحياتي..
أنا بعرف من زمان كتير أنك بتعرفي بزواجي..
وصدقيني ماعندي أي نية اخفي هالسر..
لكن ما كان في وقت مناسب لحتى احكي

لتجاوبة بمكر: انت خايف ماحدا يتقبل وجودها..
بالأخص لمّا الناس تعرف الفارق العمري بينكم رح تسمع كتير انتقادات لاذعة..

قال بكل صراحة: بتصدقي إذا قلتلك ماحدا هاممني غيرها..
أنا خايف عليها هيّ
خايف ماتتحمل وكلام الناس يكسرها..
أنا متأكد من اختياري وواثق فيها بس مو واثق بالبشر

بتكمل بعصبية: برافو سلطان افتح وراقك واكشف نفسك أكتر

بيتجاهلها سلطان وبيمشي  وبيقول: انا بعمري ماتعاملت معك بغموض..
بس ياخسارة كل هالعمر اللي بينا ياجيداء..
حطي في بالك اليوم ورقة طلاقك بتكون عندك

غادر الغرفة بكل برود وتركها النار تأكل فيها
كأنه طعنها بقلبها بخنجر متلم وتركه بداخلها لينزف اكتر كل ماتتذكر كلامه ودفاعه عنها،

لتفتح الموبايل وتتصل بشخص مجهول وتحكي جملة وحدة: البنوتة الصغيرة لازم تروح لعند أبوها..
حرام يبقى لحاله بده مين يونسه

بتغلق الخط وعيونها عم تقدح شراً

كان سلطان قاعد بجانب أطفاله على طاولة الطعام ليتناولو وجبة الإفطار بأيديه بيطعمي زيد وهو مبتسم برضا ليقاطعهن نوار: بابا ايمت رح نرجع عبيتنا

لتقاطعه معاتبة أم شادي: ليش يا نوار..
مليت

ليحكي سلطان مبرراً:  مو متعود ينام غير على سريره وهاد السبب

وبيلتفت على نوار وبيكمل: هلق لازم اتوجه للشركة في أمور معقدة لازم تنتهي وبعدها بنرجع

لتحكي أم شادي بقهر: يا سلطان بدي خبرك بموضوع..
انا قررت سافر لخارج البلد..
وطالما رح تتركوني لحالي الليلة بسافر..
ومارح ارجع مرة تانية

اتطلع فيها بحزن كان بيشعر فيها ليحكي: طيب ورؤوف بدك تتركيه يواجه مصيرو لحاله..
مابدك تبقي كرماله

لتقاطعه بعيون مدمعة: ماعم اتحمل أنا لازم سافر لحتى ارتاح..
لحتى انسى..
واليوم بالليل طائرتي

ليحكي سلطان موجه كلامه للكل حتى لجيداء اللي كانت عم تقرب منهم وتقعد مكانها: اليوم بنودع مرت عمكم وبعدها بنرجع على منزلنا

كان بلحظتها زيد بيطلب من أمه لمّا شافها قعدت  تطعيمه لكنها كانت مشغولة بالموبايل وبتصرخ على العاملة وبتحكي: يعني بالفعل غبية ماعم تسمعي زيد شو بيريد..
يلا تركي من أيدك وتعي طعميه

زيد بيشعر بكسرة بخاطره بيقفز عن المقعد وبيركض لغرفته وهو بيخفي دمعته

لتطلع فيه جيداء باللا مبالاة وبتكمل طعامها وانشغالها بالموبايل
أما نوار بيرمقها نظرة قهر وبيدفع مقعده وبيغادر غرفة الطعام وهو متدايق من تصرفات أمه القاسية معهن وبيتوجه لعند زيد ليواسيه بكل مرة بتكسر بخاطره فيها أمه،
بيضرب سلطان على الطاولة بقبضة أيدو وبيحكي: حكيتلك رح ترجعي لعاداتك القديمة..
حكيتلك هاد كلو تمثيل بس لنرجع وبمجرد مانرجع رح تعيدي ذات التصرفات..
أنا طاقتي نفدت معك

وتركهم وغادر لشركته وهو مهموم كتير وبشو يفكر مابيعرف بالعمل المتراكم عليه ولا رؤوف اللي عم يتراجع ماعم يتحسن ولا جيداء الشجعة اللي مابتسأل غير عنفسها وتاركة ولادها الغريب يربيهن
ولا نغم وآه من نغم كم تمنى يركض لعندها ويغفى بحضنها كم تمنى لو ترجعله وتخفف عنه هالهموم،

كان بيمشي لكنه مو سلطان صاحب الابتسامة العزبة القديم
كانت حتى ملامح وجهه بتعبر عن اللي بيحصل بداخله
بيوضع النظارة الشمسية لحتى يخبي عيونه وماحدا يلمح الكسرة اللي فيه

&

كل العمال واقفين وعم يطلعو بعيون متفحصة ومذعورة ومدير المشروع بيتصل ليخبر الشرطة والاسعاف باللي شافته عيونهن،

الكل بيتراجع للخلف لحتى ماحدا يتحمل المسؤولية وبعد مدة قصيرة بيوصلو
كانو شايفين رجلين جثة ظاهرة عالتراب
بيبحثو وبيحفرو ليقدرو يوصلو  لجثة روان وبياخدوها عالمشفى سريعا،

بعد التشريح  ظهر سبب الوفاة
ولازم يتخذو الإجراءات الأزمة وبدأت عملية البحث عن أهلها ومين صاحب المزرعة السابقين ليقدرو يوصلو للمجرم ويتعاقب،

&

وصل سلطان على الشركة كان بيستقبل التعازي من الموظفين وهو بيرد عليهم باختصار وأوقات باتبسامة لحتى وصل على مكتبه وما انتبه على الست القاعدة وناطرته من مدة طويلة ،

قربت لعنده السكرتيرة وقدمت التعازي كمان وخبرته عن جدول العمل لليوم ونهياتاً بتخبره في شخص ناطرو

انتهد سلطان وقال: مو قدرتي شوف أي حدا..
لو سمحتي اتصرفي

طلعت السكرتيرة وتوجهت لعند الست القاعدة على مقعد الإنتظار وقالت: سلطان بيك مشغول كتير...
خبرني احكيلك ترجعي بغير يوم

ماكانت متحملة تصبر لثانية كيف عم تخبرها تصبر ليوم كامل وقفت وتجاهلت كلامها وتقدمت باتجاه مكتب سلطان دفعت الباب بقوة وقالت: انت لازم تسمعني..

لمّا شافها كبيرة بالعمر تقدم منها بسرعة وقال باحترام : تفضلي ارتاحي

من نظراته شعرت أنه مابيشبه رؤوف كانت عيونه عم تبرق وملامحه باهتة وحزينة قعدت وقالت: أنا بحثت كتير عن هالشركة وتعذبت كتير لحتى لقيتها..
لو سمحت مو أنت أخوه لرؤوف بيك

فتح عيونه بصدمة وقال: اي أنا

لتتنهد براحة وتكمل: أنا بكون أم علاء العاملة بمزرعة رؤوف بيك..
لكنن انطردت من مدة قصيرة ولمّا رجعت عالمزرعة لحتى اسأل عن أصحابها لقيتها مهدومة..
وسمعت باللي صار مع رؤوف بيك بتمناله السلامة 

قاطعها سلطان: أنتي العاملة بالمزرعة..؟

هزت رأسها مؤكدة وقالت: أي أنا..
اجيت اسأل عن زوجته روان

عند سماع هالاسم ماقدر يبقى قاعد سلطان فوراً وقف وتقدم منها وقعد أمامها وقال : تسألي عنها..
أنتي بتعرفيها

ردت بتأكيد: روان كانت عايشة معي وبتشوفني اكتر من رؤوف بيك..
مرقت فترة سافر فيها وانقطعت اخبارو وما حدا كان يزورنا غير  السائق بيحضر كلشي بنحتاجه..
وبالليلة اللي وصل فيها حصلت حادثة بالمزرعة..

سألها بفضول: حادثة شو

لتجاوبه وهيّ بتحاول تتذكر: بليلتها كنت نايمة بغرفتي سمعت صوت صراخ روان واستنجادها
حاولت ساعدها بس كان باب الغرفة مقفول وماقدرت وبعدها ماعدت سمعت أي صوت وانا نشغل بالي عليها وقلبي كان عم ينقبض  لبعد ساعات طويلة بيفتح رؤوف بيك وبيخبرني أن لص اختلس كل المال بالمزرعة وروان بالمشفى وحكالي رح يسفرها لهيك مافي داعي لوجودي..
وبيومها طردني رؤوف بيك بذات اللحظة ماسمحلي حتى اتفقد الغرف او رتبها من الخراب اللي كان صاير فيها

الشك استوطن قلبه ليسأل: انتي حسيتي على اللص

حاولت تتذكر لكنها هزت رأسها بالنفي وكملت كلامها: أنا اشتقت لروان كتير وبحثت عنها لحتى شوفها..
أنا اعتبرتها متل بنتي وماقدرت انساها بيوم لو سمحت اذا بتعرف بيت أهلها خبرني عنه..
في رسالة خبرتني عنها روان ولازم وصلها لمكانها الصحيح

سألها بفضول: كيف عرفتي عني

لتقله: بالفترة اللي بقينا فيها روان حكتلي عن كل أمور حياتها..
ومنها انك تزوجت أختها  بظن اسمها نغم و بنفس الليلة..
وانا من عرفت أنك أخوه لرؤوف بيك بدأت البحث عنك

وقف ورتب ملابسه وقال: اتفضلي لحتى اخدك لعندهن..
وهنن ضايجين وبس بدهم خبر من بنتهم المفقودة..
وأنا سألت رؤوف كتير وحاولت معه كتير ماكان يخبرني وينها..
واللي متأكد منه هيّ بالبلد ومو مسافرة

غادرو المكتب سوا متوجهين لبيت روان

&

كانت نغم قاعدة بالمنتصف وحواليها أمها وأختها مرام والدكتورة اللي أشرفت على علاجها،

كانت بتطلع فيهم وحدة وحدة وهيّ بتشعر أنها بضياع وكأنها داخل متاهة كبيرة وكلها أبواب وماعم تقدر تلاقي الحل وتختار الباب الصح ،

لتحكي الدكتورة بلهجة جدية: الشرطة معي اخي ضابط مهم  بالشرطة ولمّا حكيت عن وضعك ماتهاون لحظة..
الموضوع مابينسكت عليه..
قاصر وبعمر صغير تتعامل بها لطريقة لازم يتعاقب أشد عقاب

لترد مرام مؤيدة لكلامها: لازم ينال عقابه شو كان مفكر يعني فيه يعمل اللي بدو ياه وماحدا فيه يمنعه
وأمها فقط عم تبكي وتطلع على بنتها بحرقة قلب مو عارفة اذا هالتصرف صح أو لا بالأخص أنه سلطان كتير وقف معهن وماتركهم يوم،

قربت الدكتورة مجموعة أوراق من نغم وقالت: وقعي على البلاغ يابنتي..
وقعي لحتى يتعاقب ويصبر عبرة لكل شخص بيفكر يعمل متله

حتى ولو كسر قلبها بفعلته كيف فيها تقسى عليه كيف فيها تحرم أطفاله منه ماعم تتقبل أنه لازم يتعاقب بهالطريقة
هيّ بدها يشعر بالخطأ لكن مو هيك،

لآخر مرة قالت الدكتورة  : يلا يابنتي

بقلة حيلة مسكت بأيدها القلم  وقربت ببطئ عالاوراق وقلبها رافض رفض تام  لكن عقلها كان بيحكي هاد الصح الحرب بين القلب والعقل بهاللحظة كانت طاحنة ومين رح ينتصر بالنهاية ياترا غير العقل وقعت ووضعت القلم بقلة حيلة ورفع العقل رايته بالنصر وبقي القلب يبكي بحرقة على فقدان محبوبه،

وقفت الدكتورة وتوجهت للخارج وهيّ بتقول: بوعدك أشد العقوبات بحقه..
ماتزعلي يانغم ربنا رح يعوضك

تابعو معها للخارج أمها ومرام  وتخدر جسدها لنغم بعد هالخطوة وتكورت على نفسها وصارت تبكي بحرقة،

ووقفو أمام باب المنزل من الخارج وهنن عم يودعوها
وقبل ماتطلع بسيارتها بيوصل سلطان  بلحظتها بيتعجب ليش في شرطة بالحي
ماكان متوقع أنها كرماله
توقف أمامهم وترجل من السيارة ومعه ام علاء وتقدم لعندهن وقال: مرت عمي عرفت أخبار عن روان..
وهيّ بتكون..

وبمجرد مالمحته الدكتورة قالت للشرطة هاد هو المتهم ركضو لعنده وقيدو أيديه قبل مايكفي كلامه  وهو واقف ومصدوم وعم يطلع بقلق بوجوه الكل وبيطلع بالقيود اللي بمعصمه

كانت نغم بعدها بالداخل مستسلمة لبكاها ولمّا سمعت صوت مرام بتقلها: برجليه اجا لهون يانغم..
كأنه بيعرف رح يتعاقب على أفعاله

رفعت نظرها عليها وفتحت عيونها بفزع بخطوات متسارعة ركضت لتوقف أمام الباب وتلمحه واقف أمامها مقيد الأيدين وعناصر الشرطة محاوطه من الطرفين
كأنه أسد ومحجوز نظرات عيونه كلها خيبة
وملامحه كلها آسف وكانه بيوجه كلامه ماتوقعت أنتي كمان تكوني عليّ ماتوقعت أنتي اللي تقسي،

كانت عيونها مدمعة قربت منها مرام وسندتها لأنها شعرت رح توقع من طولها وقالت: لك ليش سمحتيلو يشوفك

بقيت نغم مركزة بنظرها عليه كان أمامها واقف مقيد محجوز وكأنه سفاح ماتحملت نظراته ولومه ماتحمل قلبها هالنظرات الثاقبة اللي عم يلومها فيها،

كان بيشعر كأنه انطعن من اقرب شخص إله كان فيه يسلم نفسه ويعترف بغلطه لكنه نطر ليشوف رح تضحي فيه رح يهون عليها وطالما قبلت معناها مارح تسامحه بعمرها وانقطعت كل السبل بينهم،

بيمشي مع العناصر بدون مايحكي حرف واحد وكأنه أبكم وكم تمنى لو أنه أعمى لحتى مايشوف هالغدر منها ونظرات الشفقة من الجميع

&

كانت جيداء عم توضع روج لون أحمر فاقع أمنت ولادها عند سلفتها وقالت: انا رح اقضي مشوار ضروري يا أم شادي وما بيتأجل..
بدي نوار وزيد يبقو عندك وأنا راجعة

تركتها حتى قبل ماتجاوبها وبقيو عم يطلعو فيها نوار وزيد بحسرة  كيف فيها تعاملهن بهالتجاهل،

توجهت لسيارتها واتصلت على شخص مجهول وقالت: مارح اسمح ضيع هالمشهد من أيدي..
بتبقو مراقبين ومابتتصرفو وبتقتلوها لحتى أوصل لعندكن..
انتظروني مسافة الطريق

ليرد عليها: معناها رح نوصل سوا..
ونحن متوجهين للموقع

اغلقت الموبايل وتوجهت لمكان اللي رح يستدرجو فيه نغم وينهو حياتها فيه

كانت مستمتعة كل الطريق وهيّ عم تتخيل كيف بعد موتها رح يرجعلها سلطان مكسور ويطلب رضاها كانت بترسم كتير سيناروهات بمخيلتها وعم تفكر بالمستقبل القريب اللي ناطرها،

ماكنت بتعرف انه للقدر رأي آخر وقبل ماتوصل للمكان وعند تقاطع الطرق بتصطدم فيها سيارة مسرعة وكان فيها الرجال اللي تكلمت معهن لقتل نغم،

&

وصل سلطان عمركز الشرطة وتم حجزه وماقبل يوضع لنفسه محامي كان حابب يتحمل العقاب بدون أي تدخل من أي حدا الشيء الوحيد اللي طلبه يقابل شخص واحد،

بعد ما تكلم المحامي مع عزام وطلب منه يكون بسرعة عنده أمن لقاء خاص مع سلطان ليحكي سلطان:بعرف طلبي رح يكون مفاجئ ألك بس صدقني أنا شخص مابوثق بحدا..
مابقدر امنح ثقتي بسرعة لأي شخص..
لكن أنت كنت غير قدرت تكون صديقي بفترة قصيرة..
كنت صديق المواقف مو الأيام..
وأنا مارح اقدر أمن واوثق غير فيك

اتطلع فيه عزام بصدمة

ليكمل سلطان: الشركة والمعامل اللي كنت مستلمها أنا وأخي رح تستلمها أنت وتكون مسؤول عنها..
في سكرتيرة رح تخبرك  عن كل الأمور واحكي مع مدير العلاقات رح يساعدك انت ذكي وأنا متأكد رح تنجح..

قاطعه عزام: انا ماكملت دراسة..
ورح افشل مارح اقدر اقبل ..

ليقاطعه سلطان بجدية: أنت قدها وقدود ورح تقدر وتعمل اللي ماحدا عمله..
أنا واثق فيك عزام..
الله اعلم المدة اللي رح ابقى فيها..
أخي مو بعقله زوجته رح تسافر
أطفالي صغار وزوجتي غير مسؤولة عن حالها لتكون مسؤولة عنهن..
اقبل تحمل عبئي لأني صدقني أنا وحيد كتير
ماقدر يردو خايب نظرات سلطان كلها ترجي كلها خيبة وافق
وسلطان فوراً عمل توكيل باسمه ليكون حر التصرف
ورجع على الزنزانة هو وحيد حزين ومتجرد من كل شيء،

أما عزام وافق على حمل هالمسؤولية وقرر يعمل كل جهدو لحتى مايكسر ثقة سلطان فيه

&

بالمشفى  حاولو إنقاذ جيداء والجنين مع الاسف أجهضت الجنين وهيّ حاولو ينقذوها لكنها  بالعناية المركزة دخلت بغيبوبة أثر الحادثة ومو ظاهر ايمت بتصحى،

وبدأت الإجراءات ليتواصلو مع عيلتها

&

كانت أم شادي عم تطلع بساعتها بتوتر قرب موعد سفرها وجيداء مارجعت ولا اتصلت وعم تتصل عليها بيكون مغلق،

كان نوار قاعد ومعانق زيد أخوه ليقلها: ماتقلقي علينا..
أمي دائماً بتنسانا بالساعات وبنروح عن بالها

بتحزن عليهن كتير هيّ بتعرف بتعامل جيداء مع أطفالها لكن ماتوقعت تكون هالقد قاسية ومستهترة لتسأل: طيب بالعادة ايمت بترجع

رفع كتافه وقال: احتمال بعد ساعتين أو تلات..
ماتضعي سفرتك بسببنا

قالت باعتراض: وكيف رح أمن لا ابوكن عم يرد ولا أمكن كيف رح أمن تبقو لوحدكم

ليجاوب بقوة: نحنا مو صغار ولا بحاجة حدا صح زيد

هز رأسه زيد بحزن تأييد على كلام اخوه

لتقلهم :طيب خلوني وصلكن وأمن أنكم بأمان بمنزلكن وبعدها بسافر

وبالفعل هاد اللي حصل وصلتهم ودعتهم بحرقة وسافرت هيّ ماعادت تتحمل لحظة بالبلد كل مكان بيذكرها بشادي بكل لحظة عم تنجرح وتنقهر كان لازم تبعد لحتى ترتاح
وسافرت لخارج البلاد متوجهة لعند أهلها
وبقي نوار وزيد بمفردهن
بقيو بدون أي حدا

&

كان عزام مشغول بمكتب سلطان عم يحاول يستوعب شو يعمل الصداع ماتركه من كمية المعلومات لكن ماتركته السكرتيرة لحظة وحدة ومدير العلاقات كان عم يوجهو ويساعده اخترق اجتماعهن اتصال على الشركة وكان من المشفى بينصدم بالخبر اللي سمعه كيف رح يتقبله وياترا كيف رح يخبر سلطان،

كيف رح يشرح اللي صار زوجته بغيبوبة لتقاطعه السكرتيرة: سلطان بيك محجوز وزوجته بغيبوبة نوار وزيد أطفاله مع مين بقيو ياترا..؟

بيفتح عيونه بصدمة وبيتذكرهن بيحكي: انا رح حل هالموضوع..
ارسلي عنوانهم برسالة

وتركهم قاعدين وغادر بسرعة لعند بيت عمه لعند نغم بالذات ،

استقبلته حماته بابتسامة وقالت: اذا بدك مرام هلق راحت تجيب بعض المشتريات

قاطعها سريعاً: بدي شوف نغم..
في موضوع مهم لازم تعرفه

لتقله بحزن: ما تحركت من مكانها وماقبلت تحكي ولا تنطق بحرف من لمّا احتجزو سلطان..
قاعدة وعم تبكي وبس

توجه لعندها وهيّ بمجرد ما لمحته جلست قعدتها بخجل واتطلعت فيه
وأمها واقفة عند الباب وعم تسمعهن

كان عم يجمع حروفه كيف رح يحكي ويشرح اللي حصل بتر الصمت قائلاً : أنتي بتعرفي أنو سلطان محجوز واحتمال يبقى مدة طويلة..
لكن اللي مابتعرفيه أنه زوجته اليوم تعرضت لحادث سير..
وهيّ الآن بغيبوية

فتحت عيونها بصدمة تذكرت ملامحها لمّا شافتها ماتخيلت معقول هالمرأة الجبارة بغيبوبة كانت ملامحها بيومها كتير قوية ياترا هلق كيف،

ليكمل عزام بترجي: بتعرفي انه بقيو أطفاله لحالهن مافي حدا من الأقرباء بجانبهم..
مافي حدا يكون معهن وبسندهن غيرك يانغم

ماكانت عم تفهم شو بيقصد لحتى يكمل كلامه : أطفاله بقيو بمفردهن لا أم ولا أب
ولا حتى عم يحن عليهن..
كل هالدنيا قسيت عليهن وتركتهن..
بدك تكوني أنتي والدنيا عليهن..
انتي تعتبري زوجة أبوهم وأقرب حدا منهم وبيحقلك انتي عن غيرك تكوني بجنبهم

كانت نغم كل هالمدة ماعم تحكي من لمّا سمعت كلام الدكتورة بالمشفى وكأنها فقدت النطق لكن بهاللحظة قالت كلمة وحدة: خدني لعندهن

ابتسم عزام بانتصار وقال: أنتي اصيلة يانغم..
وكنت متأكد مارح تقبلي بظلمهم

لتقاطعه بتهديد: بس مابدي سلطان يعرف..
مابدي يعرف بخبر زوجته ولا اني مرافقة أطفاله..
اذا بتريد هاد طلبي الوحيد

ابتسم عزام برضا: عفكرة حتى أنا ماكنت رح خبرو..
هيك أفضل همو كبير مابدي يزيد همو هم

بتوقف نغم بترتب ملابسها وبتوضع بعض الملابس بشنتة صغيرة وبتحكي: أنا جاهزة..
خلينا نمشي قبل ماتوصل مرام

ابتسم لما تذكر مرام العنيدة وقال: معك حق هلق بتعلن الحرب علينا..

كانت أمها عم تسمع كل الحديث وبس نغم بتطلع فيها بتقرب منها وبتعانقها وبتهمسلا: كوني بخير يانغم..
وابقي طمنيني عنك

لتحكي نغم: حل مؤقت صدقيني..
وأنتي مارح تبقي هون رح اضمك لعيلتي وتعيشي معي عن قريب

لتحكي بصرامة: اذا ماتطمنت عن روان لا
انا مستحيل اتحرك قبل ما اسمع خبر يطمني عنها

تنهدت نغم بتعب ومشيت مع عزام وغادرت متوجهين لمنزل سلطان

وقفت أمام الباب وهيّ عم تحاول تبقى متماسكة وتتمالك أعصابها وماتنهار هلق مو وقته،

بيطرق عزام الباب وبينطر الرد
بعد لحظات قليلة بيفتح طفل واضح عمره صغير بتقرب منه نغم وبتحرك شعراته بعشوائية وبتسأل: صاحب العيون الملونة زيد ماهيك

ابتسم زيد وقال: صح

لترد تسأله نغم: احلى طفل بالعالم شو عم يعمل

رد زيد بحزن: نوار نايم وانا قاعد لحالي..
وكتير مالل
لتجاوبه نغم: وبيصير نحن نفتح الباب لأشخاص غريبة ونحكي معهن..

هز برأسه بالنفي وهو ملامحه تبدلت للخوف

لتقعد جاسية أمامه وبتحكي: لكن ياعسول بتروح بتصحي نوار واحكيلو في ضيوف عالباب

عمل متل ماطلبت منه وعزام سألها باستغراب: ليش نحن واقفين هون

حكتله بعد تنهيدة: مالازم يعرفو مين انا..
لازم يوثقو فيني بالاول واذا وثقو رح ندخل

بقيو ناطرين نوار اللي وصل وهو بيفرك عيونه بنعس وقال: مين أنتو

ليبث الطمأنينة بقلبه قال عزام: أنا صديق أبوك المقرب..
هو سافر بسبب الشغل سفرية طارئة وأمك كمان رافقته..
وطلب مني اهتم فيكم

ليرد بشك: وليش انا مابعرفك

رد عزام: لانو من جديد صرنا اصدقاء..
وبعرفك على نغم بتكون..
بتكون

لترد نغم: أنا العاملة الجديدة وبذات الوقت المربية اللي رح تهتم بزيد

ماقدر يصدقهم اغلق الباب بوجهم وقال: نحنا مو بحاجة حدا يهتم فينا

لتقرب نغم من الباب وتحكي ببكاء: بس أنا بحاجتكن

وقف نوار استوقفه كلامها
لترد تقول: أنا بحاجتكن صدقني..
اسمحلي كون معكن وإذا ماقدرت توثق فيني مستعدة غادر بذات اللحظة..
فتحت موبايلها وطالعت صورة بتجمعها مع سلطان وقالت:  اذا مو مصدق اني صديقة والدك شوف هون

فتح نوار الباب ببطئ واتطلع على صورتها مع أبوه كانو قاعدين بجانب بعض وعيون أبوه عم تضحك بقوة أيقن بداخله أنها مو مجرد صديقة وبهالحظة ابتعد وسمحلهن بالدخول،

ابتسمت نغم بنصر ومشيت خلفه وعزام اغلق الباب ولحقهن

حكا نوار: ماكان فيكي تنطري أمي لترجع وتشوفك..
وبعدها هيّ بتقرر

قالت نغم بحزن: بس انا ماعندي مكان نام فيه..
اهلي مسافرين بتسمحلي أبقى هون

اتطلع نوار بصدمة: مالي قرار أنا هون
أمي المستلمة كل شيء

لتقاطعه: طيب بما أنه أنت الكبير أنت المسؤول

كان عزام خايف وحزين معه حق هالطفل مايقبل كيف رح يقبل فيهن وهي أول مرة بيشوفهم لكن شو طالع بالأيد متل ما هالحياة قسيت عليهن قسيت على نغم

&

رجعت مرام وهي تعبانة لتحكي: امي انا يمكن اشتريت عن شهر

ابتسمت أمها عكلامها وركضو خواتها الصغار لعندها وعانقوها

ابتسمت مرام ولكل وحدة عطتها شوكلا  ليقبلوها من خدها بفرح ويتركوها ويرجعو لمكانهم

اتطلعت مرام وسألت : وينها نغم..؟

حكتلها أمها اللي صار وكانت متوقعة تنفجر كالقنبلة المؤقتة وتعصب لكنها صدمتها لمّا قالت: عملت خير

وبدأت بترتيب المشتريات لمكانهم ليقاطعها لمّا سمعت مرام طرقات قوية عالباب تركت كل شيء من أيدها وركضت عالباب وانصدمت لمّا شافت عناصر من الشرطة أمامها
ويخبروهم الخبر الصادم
لتصرخ أمها صوت بيهز أرجاء المنزل بالكامل وكل اللي بالحي بيركضو لعندهن ليعرفو شو صاير ليش هالصراخ ومنهم ابناء عمها حمودة وسليمان لينصدمو وهنن شاهدين على انهيار مرت عمهم أمامهم بعد سماع الخبر المفجع،

كانت منهارة بالأرض وعم تصرخ بقوة وتبكي ومرام منهارة متلها وعم تحاول تهديها لكن أمها كانت ماعم تشوف أمامها بتبكي وبتصرخ ياخدوها لعندها وتحكي كلمة وحدة وينها روان خدوني لعند روان

#يتبع