الكاتبة سعاد الشامي

في الآونة الأخير تكررت حادثةُ حرقِ المُصحفِ الشّريف في دولٍ غربيّة ، وبعيدًا عن قضيّة السّاكتين من علماء البلاط والمتطرفين من أبناء الأمة والذين لم يحرّكوا ساكنًا ؛ ثمّة أمرٌ لا بُد من النظرَ إليه ولو من زاوية مختلفة.

اللّٰه بيدهِ أن يستنصر لكتابه الشّريف ، وبأن يُميت أولاك الّذين تراكلوا المصحف بأقدامهم بطريقةٍ مُخزية ، اللّٰه بيدهِ أن تنهار السّويد بلحظةٍ فتضحو خالية من كلِّ فاسق، لذا فالأمرُ ليسَ من بابِ تحدٍّ لله .

الأمرُ برمّتهُ يحتاجُ إلى ما نوّه إليه الشهيد القائد في كلِّ دروسه "يجب أن نعودَ إلى القرآن الكريم!" ، نحنُ اليوم بحاجة إلى أن نعودَ إليه عودةً تجعلُ مِنّا أشخاصًا قُرآنيين!
كشعبٍ مسلمٍ وعلى مستوى كلِّ فرد .

الأمرُ لا يقتصِر على أن نُصبح كالسياسيين"شعارات ع الفاضي" ، القضيّة مهمّة للغاية ، ولهذا قالَ الشهيد القائد ببساطة في سلسلة مديح القرآن :
المعصية هي الحالة الشاذة, الباطل هو الحالة الشاذة بالنسبة لفطرة الإنسان, بالنسبة لسنن الكون, بالنسبة للهداية الإلهية, الهداية الإلهية لا تقوم على أساس أنه لا بُد أن يطبع في الدنيا نصفاً باطلاً, يطبع لك: نصف باطل ونصف حق, نصف طاعة ونصف معصية"يوم لك ويوم لربّك", ويجعلك في الوسط ويقول لك في الاختيار ｜لا｜يا إمَّا تذهب مع الحق, أو تذهب مع الباطل.
حالة المنتصف هي في أصلِها باطل!
مثلًا في الحياة العامّة :
أستمِع للأغاني ولكن أسأل اللّٰه أن يهديني!
أُشاهِدُ أفلامًا ومسلسلاتٍ غربيّة وغيرها لكنني لن أتأثّر!
أؤخر الصلاة لكن سألتزم فيما بعد!
سأبدأُ حينما أهتدي!
الدين ليس للتضييق!
وهكذا انتصاف ، مع أنّ الدين واضح ، ديننا واضحٌ للغاية ، شرائعه أحكامه وطرق وسبل إقامة الحياة من خلاله ، الدين بكلّه وضع حدًّا لكلِّ شيء.
وماذا بعد؟!
سنبقى هكذا ، سنتغير فيما بعد وسنقول بأن اليهود أفضل مِنا ، وبأننا بلد غير حضاري ، وبأن العالم سعيد ونحنُ فقط التعساء ، وسنعيش وسنتطور وسينتشر التبرّج أكثر فأكثر ، وسيُصبح الفساد عاديًا ، ولن يستنكر أحدٌّ أن تقام في بلده مراقص وحفلات ترفيه لأنهُ لو خرج إلى خارج البلد سيرومُ للحضور فيها والحصول على توقيعِ الفنان الساقط أو تلك العاهرة وكأنهُ حصل على صكّّ غفران!
ولماذا تقتلون المواهب والأصوات الجميلة وفنّ الرقص وفنّ السينما الهابِطة وفنّ التعايشِ مع الجنسِ الآخر والصداقة ، وبعدها نودُّ أن نكون كالغرب ولن نُبالي باستنكار ماقد يفعله المتحوّل جنسيًا أو الذي يُمارس اللواط ، في الأخير هي حريّة شخصيّة!
الأمرُ بهذه الخطورة تمامًا !
أن ترضى بالسينما والرقص والأغاني والميوعة والتبرّج معناهُ أنك سترضى في الأخير إلى أن تصِل إلى مرحلة أن تُصبِح ديّوثًا بامتياز.
لم يعد الوقت وقتَ طيشٍ وبعدها توبة، اللّٰه لم يخلُقَك مسلمًا لتمتازَ باليهودةِ النفسيّة تحتَ انتماءٍ إسلاميّ ، وإذا ما كنتَ منجذبًا لكلِّ ما من شأنهِ أن يظهرَ الفساد فلن تستطيع محاربته.
بالأصل إذا كنت لا تُمسِكُ القرآنَ إلّا في حالاتٍ طقوسيّة كشهرٍ واحد من بينِ شهور السنة أو كيومٍ واحد بين أيّام الأسبوع ؛ فلستَ مؤهلًا لأن تقولَ بحرارة أنك مسلم وتعتزُّ بذلك!
إذا كانت حِلاقةُ وبنطال ذلك الذي يركلُ القرآن بقدمهِ هي لا تختلفُ عن شبابِنا فلماذا نستنكر ما فعلهُ ذلك الكافر؟
بالأصلِ هذا المسلم ببنطالهِ الضيّق وحلاقتهِ المايعة وملابسه الأنوثيّة هو يركلُ القرآن أيضًا !
يركلهُ حينما يحملُ وِدًّا لذلك اليهوديّ أو المتطرّف ويُمثّلهُ في إصدارات الموضة ، هو اليوم بأنوثته وملابسه الناعمة وملامحه التي لا ينقصها إلّا أحمرُ الشّفاة سيُصبحُ غدًا مثليًا !
وكذلك الفتاة لن تختلف ، بتبرّجها ، بتغليفها لجسدها لا بستره وبإظهار مفاتنها وبمزاحمتها للرجل تحت عناوين الحريّة وغيرها ، ستصِل إلى مرحلةٍ تُشاركُ فيها الرجل لبسه وتقاضيه وتقِفُ هي في أسواقِ التجارة وشركاتِها كإمرأة ممتهنة كان المفترضُ أن تُصبِح بكينونيتها ملكة في بيتها تُمارسُ حقها في الالتزامِ والطاعة والمنزل والحياة الزوجيّة وتعمل فيما يُرضي اللّٰه وفيما لا يستنزِفُها..
القضيّة بهذهِ الخطورة التي لا تحملون همّها !
والتي يستعدُّ شبابنا أن يحمل همّ امتحاناته وهمّ متى سينزلُ المسلسل الذي يحكي قصّة قليلٍ من الساقطين الذين يمارسون حياةً شاذة تحت عنوان الشجاعة أو الحبّ أو الخيانة ، وسيحملُ همّ كيف سيبدو مظهره ، وسيحملُ همّ من سيفوز في "مباراة كرة القدم" ، وكذلك هي الأخرى ستستعدُّ لأن تُقيم حفلةً باهضة ، ولأن تكون متكلّفة ، وهمَّ كيف تدافع عن فرقةٍ موسيقيّة أو فنانٍ وسيم أو حتّى عاهرة موهبتها التمثيل وتستحق الدعم!

1.0K views07:59