لما تجلت همة الأسد وظهرت شجاعته سمته العرب مائة أسم، فخذوا من الأسد ثلاثاً: لا ترهب المواقف، ولا تعاظم الخصوم، ولا ترض الحياة مع الذل.
في الوقت المناسب .. ستأتيك الأمنيات المؤجلة ؛ لترسم في قلبك فرحًا مختومًا بقوله تعالى .. " إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ " ~
وفي الاثر ان اصحاب المهدي (رهبان بالليل اسد بالنهار)
بقلم: الشيخ حسن التهامي
في الوقت المناسب .. ستأتيك الأمنيات المؤجلة ؛ لترسم في قلبك فرحًا مختومًا بقوله تعالى .. " إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ " ~
وفي الاثر ان اصحاب المهدي (رهبان بالليل اسد بالنهار)
بقلم: الشيخ حسن التهامي
قال صلّى الله عليه وسلّم:" يا عبد الله لا تكن مثل فلان، كان يقوم الليل فترك قيام الليل "، متفق عليه، وقال صلّى الله عليه وسلّم:" نعم الرّجل عبد الله لو كان يصلي من الليل، فكان بعد لا ينام من الليل إلا قليلاً "، متفق عليه. (1) وقد قام الله سبحانه وتعالى بمدح أهل قيام الليل، ومن يقومون عليه، والقانتين فيه، وقد أثنى عليهم، ووعدهم على ذلك أعظم موعدة ، فقال سبحانه وتعالى:" تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربّهم خوفاً وطمعاً وممّا رزقناهم ينفقون * فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرّة أعين جزاءً بما كانوا يعملون "، السجدة/16-17. وقد أخبرنا الله سبحانه وتعالى عن صفوة عباده، وأنّهم قد استحقوا الجنّة، وذلك لأنّ من صفاتهم أنّهم:" كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون * وبالأسحار هم يستغفرون "، الذاريات/17-18، وقد كان النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - يرغّب المسلمين في قيام الليل ولو بقدر حلب النّاقة، بمعنى في وقت يساوي الوقت الذي تحلب فيه النّاقة، وأقلّ قيام الليل ركعة يصليها المسلم وتراً.، كما يعتبر قيام الليل دأب الصّالحين وهديهم، ومن الأفضل أن يختم المسلم قيام الليل بالوتر، وذلك امتثالاً لقول النّبي صلّى الله عليه وسلّم:" اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وتراً "، رواه البخاري ومسلم
فيا انصار حركة الامام المهدي
لابد ان تكونوا رهبانا بالليل
(تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا….)
بقلم: الشيخ حسن التهامي
فيا انصار حركة الامام المهدي
لابد ان تكونوا رهبانا بالليل
(تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا….)
بقلم: الشيخ حسن التهامي
أخفى الله القبول ..
لتبقى القلوب على وجل
وأبقى باب التوبة مفتوحا ..
ليبقى الانسان على أمل
وجعل العبرة بالخواتيم ..
لئلا يغتر أحد بالعمل
لو كان الشكل والجسم أهم من الروح .. ما كانت الروح تصعد للسماء والجسم يدفن تحت التراب !!
كم من مشهور في الأرض مجهول في السماء .. وكم من مجهول في الأرض معروف في السماء .. فالمعيار عند الله التقوى وليس الأقوى ..
{إن أكرمكم عند الله أتقاكم}
فالتفت إلى قيمتك عند الله
يا أنصار المهدي عليه السلام:
لايخيفكم أشكال المعارضين ، وأجسامهم ، وأحزابهم ، وجماعاتهم ، وجمعياتهم ، وكثرتهم
فهم أشكال وأحجام وأبدان .. وأنتم أرواح بصدقكم .. أسد بثباتكم على الحق .. ورهبان بقيامكم الليل بين يدي ربكم ..
يعرفكم أهل الارض بأنصار المهدي .. وأهل السماء بعباد الله في الليل .. وستظلون غرباء في النهار .. سيجهلكم الناس وينكرونكم اليوم .. ويعرفونكم بين الركن والمقام غدا
بقلم: الشيخ حسنالتهامي
لتبقى القلوب على وجل
وأبقى باب التوبة مفتوحا ..
ليبقى الانسان على أمل
وجعل العبرة بالخواتيم ..
لئلا يغتر أحد بالعمل
لو كان الشكل والجسم أهم من الروح .. ما كانت الروح تصعد للسماء والجسم يدفن تحت التراب !!
كم من مشهور في الأرض مجهول في السماء .. وكم من مجهول في الأرض معروف في السماء .. فالمعيار عند الله التقوى وليس الأقوى ..
{إن أكرمكم عند الله أتقاكم}
فالتفت إلى قيمتك عند الله
يا أنصار المهدي عليه السلام:
لايخيفكم أشكال المعارضين ، وأجسامهم ، وأحزابهم ، وجماعاتهم ، وجمعياتهم ، وكثرتهم
فهم أشكال وأحجام وأبدان .. وأنتم أرواح بصدقكم .. أسد بثباتكم على الحق .. ورهبان بقيامكم الليل بين يدي ربكم ..
يعرفكم أهل الارض بأنصار المهدي .. وأهل السماء بعباد الله في الليل .. وستظلون غرباء في النهار .. سيجهلكم الناس وينكرونكم اليوم .. ويعرفونكم بين الركن والمقام غدا
بقلم: الشيخ حسنالتهامي
صدقوني حتى لو بويع المهدي بين الركن والمقام
سيقولون ليس هو المهدي ثم ياتون بشبه من وحي شياطين الانس والجن...
ولوخسف بالجيش
سيقولون ليس هو جيش الخسف ويقولون ضعف في القشرة الارضية…
ولو قاتل المهدي في الملحمة يقولون ارهابي متطرف مخالف للقوانين والعهود الدولية محتجين بقول الله فانبذ اليهم على سوٱ ان الله لايحب الخائنين….
ولو دخل بيت المقدس وحررها سيقولون ليس هو المهدي الحقيقي لان المهدي يخرج بعد خلافة على منهاج النبوة تنزل ببيت المقدس ثم يخرج المهدي!!
بالطبع سيقولون ملك من الملوك وخليفة من الخلفاء لكن ليس المهدي ...
وربما يخرج الدجال بعد المهدي فيقولون هو المهدي الحقيقي لانه يزعم الخلافه وقد اتى بعد ان نزلت الخلافة بيت المقدس… وعند انزال القطر من السماء… وينبت الزرع ويحسبونها ايات… ياااااااه
فمال هؤلاء القوم لايكادون يفقهون حديثا
حسبنا الله عليهم من اهوائهم ومزاجاتهم…
يوحي بعضهم الى بعض زخرف القول غرور ولو شاء ربك مافعلوه فذزهم ومايفترون
ولتصغى اليه افئدة الذين لايؤمنون بالاخره وليرضوه وليقترفوا ماهم مقترفون
افغير الله ابتغي حكما.
بقلم: لشيخ حسن التهامي
سيقولون ليس هو المهدي ثم ياتون بشبه من وحي شياطين الانس والجن...
ولوخسف بالجيش
سيقولون ليس هو جيش الخسف ويقولون ضعف في القشرة الارضية…
ولو قاتل المهدي في الملحمة يقولون ارهابي متطرف مخالف للقوانين والعهود الدولية محتجين بقول الله فانبذ اليهم على سوٱ ان الله لايحب الخائنين….
ولو دخل بيت المقدس وحررها سيقولون ليس هو المهدي الحقيقي لان المهدي يخرج بعد خلافة على منهاج النبوة تنزل ببيت المقدس ثم يخرج المهدي!!
بالطبع سيقولون ملك من الملوك وخليفة من الخلفاء لكن ليس المهدي ...
وربما يخرج الدجال بعد المهدي فيقولون هو المهدي الحقيقي لانه يزعم الخلافه وقد اتى بعد ان نزلت الخلافة بيت المقدس… وعند انزال القطر من السماء… وينبت الزرع ويحسبونها ايات… ياااااااه
فمال هؤلاء القوم لايكادون يفقهون حديثا
حسبنا الله عليهم من اهوائهم ومزاجاتهم…
يوحي بعضهم الى بعض زخرف القول غرور ولو شاء ربك مافعلوه فذزهم ومايفترون
ولتصغى اليه افئدة الذين لايؤمنون بالاخره وليرضوه وليقترفوا ماهم مقترفون
افغير الله ابتغي حكما.
بقلم: لشيخ حسن التهامي
اخواني واحبابي المؤمنون
ان المراحل التي مر بها رسول الله صلى الله عليه واله وسلم واصحابه في عهد الغربة الاولى لابد ان يمر بها جيل الغربة الأخيرة
لذلك لابد ان يكون طريقة التعامل مع المرحلة الاخيره وطريقة تربية الجيل الاخير بنفس طريقة تربية الجيل الاول لتشابه الاحوال والوقائع والنوازل
واتباع اي طريقة اخرى سيفشل العمل ويؤخر جيل النصر
وسيجعل الجيل في تخبط عشواء وربما كانت سنة الاستبدال
(وان تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لايكونوا امثالكم)
بقلم: الشيخ حسن التهامي
ان المراحل التي مر بها رسول الله صلى الله عليه واله وسلم واصحابه في عهد الغربة الاولى لابد ان يمر بها جيل الغربة الأخيرة
لذلك لابد ان يكون طريقة التعامل مع المرحلة الاخيره وطريقة تربية الجيل الاخير بنفس طريقة تربية الجيل الاول لتشابه الاحوال والوقائع والنوازل
واتباع اي طريقة اخرى سيفشل العمل ويؤخر جيل النصر
وسيجعل الجيل في تخبط عشواء وربما كانت سنة الاستبدال
(وان تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لايكونوا امثالكم)
بقلم: الشيخ حسن التهامي
🌹 وفاءً لصديق _ الحلقة الأولى
يا ذا الذي أجرى العيون دماً ومقلتيها
وسكب سيل الحزن على وجنتيها
ومضى يكتب فوق سفوح جفونها
عبرا ترقرق في جداول حدقتيها
يا أبا محمد ...
كانت آخر مقالة لك قبل أن ترتقي في الخالدين وأنت تدافع عني
واليوم كانت أول مقالة لي كتبتها عن قصة حياتك وصمودك كتبتها في أول يوم من رمضان وكنت أول من يكتب عنك بعد رحيلك ...
لتبقى سيرتك في الخالدين ...
فعذراً إلى روحك الطاهرة في الخالدين ... ويا رب مع الشهداء الصادقين ...
نعم لن أستطيع أن أفيك حقك ... ولكنه دين لك علي لا بد أن أؤدي منه ولو القليل.
قصة وسيرة بطل وعلم من أعلام الشموخ في مشروع الإمام المهدي ...
الشيخ (أبو محمد اليماني)
سليمان محمد سليمان عطية الزرنوقي
من عمق الذكريات وعبق الماضي وسطور الحاضر ...
في أول يوم من رمضان من عام 1438 للهجرة
كتبت هذه الأسطر في قصة الهزبر الضاري والإمام الجهبذ والعلامة القارئ والمجاهد البطل
أبو محمد اليماني التهامي رحمه الله وتقبله في ركب الشهداء
كيف وأين عرفت (أبا محمد اليماني التهامي)
وأول مرة التقيت به؟!!!
ينطلق قطار الذكريات من اليمن من إحدى مدن تهامة في "الحديدة".
من محطة سجن الأمن السياسي ...
عندما ألقي القبض عليّ في اليمن بعد سنتين من المطاردة من قبل دولتين….
دولة السعودية التي أوعزت وغررت بدولة اليمن ...
وضخّم الإعلام حينها خبر وطريقة القبض علي في وسائل الإعلام كالقنوات والصحف والإنترنت….
وكانت الصحف في تلك الفترة يسمح بدخولها لسجناء الأمن السياسي الذين كان من بينهم اثنين من إخوتي ...
قبض عليهما على ذمة قضيتي وكوسيلة ضغط لتسليم نفسي ...
مكثا في السجن مدة سنة ...
وبينما كنت مختفٍ في عشة من عشش تهامة (العشش: هي بيوت مثل القباب تصنع من القصب وجذوع الشجر) هجم الأمن اليمني بقواته وألقى القبض علي واقتادني معصوب العينين موثق اليدين إلى مبنى الأمن السياسي في الحديدة ...
وبينما كنت أقبع في السجن ...
في غرفة العسكر تحت حراسة مشددة؛ لأن قضيتي تعتبر قضية دولية خطيرة؛ كما يحلو للنظام السعودي أن يصنفها ويوصي عليها دولة اليمن، بين قوسين قضية (المهدي) ...
حينها كان يسمح بدخول بعض الصحف للسجناء..
في ذلك اليوم تناقلت الأنباء خبر القبض عليّ، وأدخلت الصحف إلى الجانب الأخر من مبنى الأمن حيث يقبع إخوتي مع بعض السجناء الآخرين ...
من بينهم فارسنا الهمام وعالمنا النحرير
الشيخ (أبو محمد اليماني)
يروي لي أحد إخوتي المسجونين مشاعره عندما أخبره أحد السجناء بالخبر الصاعقة ...
هذه الجريدة تنقل خبر
(مواجهات بين أخيك وبين الأمن وأصابت أخاك وربما قتلته)
يقول بقدر أن الخبر معناه الإفراج عني وانتهاء مبرر حبسي ...
لكن قتل أخي جعلني أتمنى لو سجنت عمري كله ولا يصاب أخي بشوكة ...
سالت أعيني بالدموع…. وخالجتني عصرة في داخلي .. واضطربت كل مشاعري….
حاولت أن أتماسك وأربط الجأش..
وتناولت الصحيفة ورحت اقرأ الخبر وأردد في نفسي لم يقتل أخي (....) مستحيل ... كان الخبر في الصحيفة يقول مواجهات في (دير جابر) في مدينة باجل القريبة من مدينة الحديدة وإصابة بعض المطلوبين ... لم يصرح فيه بالقتل ...
هان الخبر على نفسي قليلاً... لكن شدة الصدمة الأولى جعلتني في تردد ...
هل قتل أخي أم أصيب؟!!!
هل هو حي أم ميت؟!!
تتهافت الأسئلة الكثيرة في رأسي ولا مجيب غير دموع العين ووجع الفؤاد ... .
وبينما كنت انتظر موعد الزيارة لأتحقق من الخبر... كانت أيامها وساعاتها تمر بطيئة جداً وكأنما اتقلع جبلاً ...
كان وضع السجناء سيء من ناحية علاقاتهم مع بعضهم لتعدد الأفكار والمناهج واتهام بعضهم البعض ...
قبل فترة ليست بالبعيدة حصلت مشاجرة بين السجناء وصلت إلى الضرب بالأيدي وكنا مجموعة ضد شخص يقال له (أبو محمد، سليمان عطية) انتهت بتفريقنا داخل الغرف والعنابر ... .
ثم بعدها بفترة أرجعونا في عنبر واحد واجتمعنا من جديد….
استمرت المشاحنة والصدور الموغورة... خاصة وأن هناك عملاء مندسين يشببونها كلما خمدت ... حتى جاء هذا اليوم ...
يوم خبر الصحيفة عن إلقاء القبض على أخي ...
وبينما كنت أعيش في هذه الأيام هاجس احتمالية قتله ... يأتي بصيص من الأمل تحت قاعدة (رب ضارة نافعة)
أو قاعدة (ومصائب أقوام عند آخرين فوائد) ...
زادت حدة التوتر بين بعض السجناء فقام أحدهم باستعمال آلة حادة صغيرة مخفية فضرب (أبا محمد اليماني) على خده فشق نصف وجنته ...
فتدخل العسكر لفك المشاجرة وأخرجوا أبا محمد إلى خارج الطارود ووضع في الشماسي ...
هناك استطاع أبو محمد اليماني رؤية أخي لان الشماسي يشرف على زنزانته وبينهما باب شبك….
سرب أبو محمد اليماني خبراً إلى بعض السجناء في داخل الطارود الذي أنا فيه ...
أنه يوجد شخص جديد في الزنزانة المجاورة ...
طرق مسامعي الخبر لكني لم أتمكن من معرفة تفاصيله ...
خاصة أن بيني وبين (أبا محمد) نزاع سابق والصدور موغورة على بعضها ...
انتظرت حتى أتى موعد خروج أحد
يا ذا الذي أجرى العيون دماً ومقلتيها
وسكب سيل الحزن على وجنتيها
ومضى يكتب فوق سفوح جفونها
عبرا ترقرق في جداول حدقتيها
يا أبا محمد ...
كانت آخر مقالة لك قبل أن ترتقي في الخالدين وأنت تدافع عني
واليوم كانت أول مقالة لي كتبتها عن قصة حياتك وصمودك كتبتها في أول يوم من رمضان وكنت أول من يكتب عنك بعد رحيلك ...
لتبقى سيرتك في الخالدين ...
فعذراً إلى روحك الطاهرة في الخالدين ... ويا رب مع الشهداء الصادقين ...
نعم لن أستطيع أن أفيك حقك ... ولكنه دين لك علي لا بد أن أؤدي منه ولو القليل.
قصة وسيرة بطل وعلم من أعلام الشموخ في مشروع الإمام المهدي ...
الشيخ (أبو محمد اليماني)
سليمان محمد سليمان عطية الزرنوقي
من عمق الذكريات وعبق الماضي وسطور الحاضر ...
في أول يوم من رمضان من عام 1438 للهجرة
كتبت هذه الأسطر في قصة الهزبر الضاري والإمام الجهبذ والعلامة القارئ والمجاهد البطل
أبو محمد اليماني التهامي رحمه الله وتقبله في ركب الشهداء
كيف وأين عرفت (أبا محمد اليماني التهامي)
وأول مرة التقيت به؟!!!
ينطلق قطار الذكريات من اليمن من إحدى مدن تهامة في "الحديدة".
من محطة سجن الأمن السياسي ...
عندما ألقي القبض عليّ في اليمن بعد سنتين من المطاردة من قبل دولتين….
دولة السعودية التي أوعزت وغررت بدولة اليمن ...
وضخّم الإعلام حينها خبر وطريقة القبض علي في وسائل الإعلام كالقنوات والصحف والإنترنت….
وكانت الصحف في تلك الفترة يسمح بدخولها لسجناء الأمن السياسي الذين كان من بينهم اثنين من إخوتي ...
قبض عليهما على ذمة قضيتي وكوسيلة ضغط لتسليم نفسي ...
مكثا في السجن مدة سنة ...
وبينما كنت مختفٍ في عشة من عشش تهامة (العشش: هي بيوت مثل القباب تصنع من القصب وجذوع الشجر) هجم الأمن اليمني بقواته وألقى القبض علي واقتادني معصوب العينين موثق اليدين إلى مبنى الأمن السياسي في الحديدة ...
وبينما كنت أقبع في السجن ...
في غرفة العسكر تحت حراسة مشددة؛ لأن قضيتي تعتبر قضية دولية خطيرة؛ كما يحلو للنظام السعودي أن يصنفها ويوصي عليها دولة اليمن، بين قوسين قضية (المهدي) ...
حينها كان يسمح بدخول بعض الصحف للسجناء..
في ذلك اليوم تناقلت الأنباء خبر القبض عليّ، وأدخلت الصحف إلى الجانب الأخر من مبنى الأمن حيث يقبع إخوتي مع بعض السجناء الآخرين ...
من بينهم فارسنا الهمام وعالمنا النحرير
الشيخ (أبو محمد اليماني)
يروي لي أحد إخوتي المسجونين مشاعره عندما أخبره أحد السجناء بالخبر الصاعقة ...
هذه الجريدة تنقل خبر
(مواجهات بين أخيك وبين الأمن وأصابت أخاك وربما قتلته)
يقول بقدر أن الخبر معناه الإفراج عني وانتهاء مبرر حبسي ...
لكن قتل أخي جعلني أتمنى لو سجنت عمري كله ولا يصاب أخي بشوكة ...
سالت أعيني بالدموع…. وخالجتني عصرة في داخلي .. واضطربت كل مشاعري….
حاولت أن أتماسك وأربط الجأش..
وتناولت الصحيفة ورحت اقرأ الخبر وأردد في نفسي لم يقتل أخي (....) مستحيل ... كان الخبر في الصحيفة يقول مواجهات في (دير جابر) في مدينة باجل القريبة من مدينة الحديدة وإصابة بعض المطلوبين ... لم يصرح فيه بالقتل ...
هان الخبر على نفسي قليلاً... لكن شدة الصدمة الأولى جعلتني في تردد ...
هل قتل أخي أم أصيب؟!!!
هل هو حي أم ميت؟!!
تتهافت الأسئلة الكثيرة في رأسي ولا مجيب غير دموع العين ووجع الفؤاد ... .
وبينما كنت انتظر موعد الزيارة لأتحقق من الخبر... كانت أيامها وساعاتها تمر بطيئة جداً وكأنما اتقلع جبلاً ...
كان وضع السجناء سيء من ناحية علاقاتهم مع بعضهم لتعدد الأفكار والمناهج واتهام بعضهم البعض ...
قبل فترة ليست بالبعيدة حصلت مشاجرة بين السجناء وصلت إلى الضرب بالأيدي وكنا مجموعة ضد شخص يقال له (أبو محمد، سليمان عطية) انتهت بتفريقنا داخل الغرف والعنابر ... .
ثم بعدها بفترة أرجعونا في عنبر واحد واجتمعنا من جديد….
استمرت المشاحنة والصدور الموغورة... خاصة وأن هناك عملاء مندسين يشببونها كلما خمدت ... حتى جاء هذا اليوم ...
يوم خبر الصحيفة عن إلقاء القبض على أخي ...
وبينما كنت أعيش في هذه الأيام هاجس احتمالية قتله ... يأتي بصيص من الأمل تحت قاعدة (رب ضارة نافعة)
أو قاعدة (ومصائب أقوام عند آخرين فوائد) ...
زادت حدة التوتر بين بعض السجناء فقام أحدهم باستعمال آلة حادة صغيرة مخفية فضرب (أبا محمد اليماني) على خده فشق نصف وجنته ...
فتدخل العسكر لفك المشاجرة وأخرجوا أبا محمد إلى خارج الطارود ووضع في الشماسي ...
هناك استطاع أبو محمد اليماني رؤية أخي لان الشماسي يشرف على زنزانته وبينهما باب شبك….
سرب أبو محمد اليماني خبراً إلى بعض السجناء في داخل الطارود الذي أنا فيه ...
أنه يوجد شخص جديد في الزنزانة المجاورة ...
طرق مسامعي الخبر لكني لم أتمكن من معرفة تفاصيله ...
خاصة أن بيني وبين (أبا محمد) نزاع سابق والصدور موغورة على بعضها ...
انتظرت حتى أتى موعد خروج أحد
السجناء لحمل بعض الأغراض والاعاشة من غرفة الحرس ...
وكان لا بد أن يمر من وسط الشماسي وزنزانة أخي لأن جميع الأبواب تفتح على ممر واحد ...
استطاع هذا السجين أن يختلس غفلة من عسكري الأمن المرافق له ويسأل أخي عن اسمه وقضيته وأخبر أخي عن وجودي عندهم في الطارود …
رجع السجين يحمل لي البشرى ...
يا بشرى هذا أخوك في الزنزانة المجاورة حي يرزق وهو بخير ويبلغك السلام ...
اغرورقت عيناي بدموع الفرح ... وأنا أسمع تلك الكلمات كأنها قميص يوسف على وجه أبيه ...
كانت تلك الكلمات برداً وسلاماً على قلبي ...
ومع أنه كان من المحزن عليّ القبض على أخي ...
وهو ما لم كنت أتمناه ... لكن ذلك أخف على نفسي من قتله ...
بعد أيام كنت على موعدٍ لزيارة أهلي وكان طريقي من وسط زنزانة أخي لأدخل من بابها الأول وأخرج من الباب الآخر ...
رأيت أخي ممداً على فراشه اختلست نظرات سريعة وحارس السجن يقودوني إلى مكان الزيارة ...
لما انتهت زيارتي وقفلت راجعاً من نفس طريق الزنزانة ولما توسطتها ارتميت على أخي أقبل يديه ورأسه وأحتضنه وأشمه وأبكي بدموعٍ منهمرة ...
أعانك الله يا (……. ) أعانك الله
اصبر واحتسب ...
انتهت رواية أخي...
فربت على ظهره وكتفه
وقلت جزاك الله عني خيراً ...
وسامحني إن سببت لك كل هذه المتاعب ... لا تخف قريباً ستخرج ... قريباً ستخرج
انتبهنا وحارس السجن يقول رجاءً لا تحرجونا ممنوع الكلام بينكما...
وأخذ أخي إلى مكانه في الطارود المجاور.
نعم في اليوم السابق الذي أخرج فيه (أبو محمد اليماني) من الطارود وهو مجروح في خده بالآلة الحادة.
أوقفوه عند غرفة الحرس أو العسكر والضباط والتي كنت أنا محبوساً فيها ...
رأيت من خلال نافذة الغرفة شاباً في بداية عقده الثالث ربعة، متوسط الطول أقرب إلى الامتلاء، مكتنز، قد ابيضت سمرة لونه من طول السجن، مشرب بحمرة معه غديرتان من الشعر سوداوان تضرب على صدره، رجل الشعر، كث اللحية، عليه هيبة المجاهدين، وسيما الصالحين، ونور الإيمان والصلاة ...
وخده مجروح، فيه شق كخط أحمر قانٍ ..
ويخاصم الضباط والعسكر كأنه ليث يزأر ...
كانت تلك أول مرة أرى فيها سجيناً داخل الأمن السياسي منذ أن قُبض علي ….
ومن حسن الحظ أن هذا السجين هو الشيخ (أبو محمد اليماني)
وكانت أول مرة أرى فيها الشيخ ولم أكن أعرفه قبل ذلك ؟!!
وكان لا بد أن يمر من وسط الشماسي وزنزانة أخي لأن جميع الأبواب تفتح على ممر واحد ...
استطاع هذا السجين أن يختلس غفلة من عسكري الأمن المرافق له ويسأل أخي عن اسمه وقضيته وأخبر أخي عن وجودي عندهم في الطارود …
رجع السجين يحمل لي البشرى ...
يا بشرى هذا أخوك في الزنزانة المجاورة حي يرزق وهو بخير ويبلغك السلام ...
اغرورقت عيناي بدموع الفرح ... وأنا أسمع تلك الكلمات كأنها قميص يوسف على وجه أبيه ...
كانت تلك الكلمات برداً وسلاماً على قلبي ...
ومع أنه كان من المحزن عليّ القبض على أخي ...
وهو ما لم كنت أتمناه ... لكن ذلك أخف على نفسي من قتله ...
بعد أيام كنت على موعدٍ لزيارة أهلي وكان طريقي من وسط زنزانة أخي لأدخل من بابها الأول وأخرج من الباب الآخر ...
رأيت أخي ممداً على فراشه اختلست نظرات سريعة وحارس السجن يقودوني إلى مكان الزيارة ...
لما انتهت زيارتي وقفلت راجعاً من نفس طريق الزنزانة ولما توسطتها ارتميت على أخي أقبل يديه ورأسه وأحتضنه وأشمه وأبكي بدموعٍ منهمرة ...
أعانك الله يا (……. ) أعانك الله
اصبر واحتسب ...
انتهت رواية أخي...
فربت على ظهره وكتفه
وقلت جزاك الله عني خيراً ...
وسامحني إن سببت لك كل هذه المتاعب ... لا تخف قريباً ستخرج ... قريباً ستخرج
انتبهنا وحارس السجن يقول رجاءً لا تحرجونا ممنوع الكلام بينكما...
وأخذ أخي إلى مكانه في الطارود المجاور.
نعم في اليوم السابق الذي أخرج فيه (أبو محمد اليماني) من الطارود وهو مجروح في خده بالآلة الحادة.
أوقفوه عند غرفة الحرس أو العسكر والضباط والتي كنت أنا محبوساً فيها ...
رأيت من خلال نافذة الغرفة شاباً في بداية عقده الثالث ربعة، متوسط الطول أقرب إلى الامتلاء، مكتنز، قد ابيضت سمرة لونه من طول السجن، مشرب بحمرة معه غديرتان من الشعر سوداوان تضرب على صدره، رجل الشعر، كث اللحية، عليه هيبة المجاهدين، وسيما الصالحين، ونور الإيمان والصلاة ...
وخده مجروح، فيه شق كخط أحمر قانٍ ..
ويخاصم الضباط والعسكر كأنه ليث يزأر ...
كانت تلك أول مرة أرى فيها سجيناً داخل الأمن السياسي منذ أن قُبض علي ….
ومن حسن الحظ أن هذا السجين هو الشيخ (أبو محمد اليماني)
وكانت أول مرة أرى فيها الشيخ ولم أكن أعرفه قبل ذلك ؟!!
🌹 وفاءً لصديق _ الحلقة الثانية
يا ذاالذي أجرى العيون دماً ومقلتيها
وسكب سيل الحزن على وجنتيها
ومضى يكتب فوق سفوح جفونها
عبراً ترقرق في جداول حدْقتيها
قصة وسيرة بطل وعلم من أعلام الشموخ في مشروع الإمام المهدي ...
الشيخ (أبو محمد اليماني)
سليمان محمد سليمان عطية الزرنوقي
من عمق الذكريات وعبق الماضي وسطور الحاضر ...
يكمل قطار الذكريات المسيرة في سرد السيرة ...
نُقلت من غرفة العسكر والضباط إلى الزنزانة المجاورة للشماسي ... وكما قلنا أن أبا محمد اليماني كان بعد اختلافه مع السجناء في الطارود ثم نقل إلى الشماسي ...
وكان بين زنزانتي والشماسي باب شبك حديدي ...
لكن قانون الأمن السياسي كان يمنع تبادل الحديث بين السجناء وعلى وجه الخصوص مع السجناء الجدد الذين لم يزالوا في مرحلة التحقيق ... كمثلي في تلك الفترة ...
كان يقف بين الفينة والأخرى أبو محمد عند باب الشبك ...
وبطبعه العفوي المشاغب كان يناديني ويسألني ...
وكان يضرب بتهديدات العسكر عرض الحائط إذا رأوه يناديني ويكلمني ...
وكنت أصمت ولا أرد عليه ... وأبادله النظرات الناطقة ...
وتحكي نظراتي حالة مضطربة ومتوترة .. وكان طبعي يغلب تطبعي ... كنت ألتزم الأوامر والهدوء ولا أحب المشاغبة ...
ومع هذا كنت أتمنى أن أجلس مع شخصٍ آخر يبادلني الحديث ويخفف عني شدة الهواجس ... ويفسر لي بعض غوامض التحقيقات ... ويشجعني على تحمل شتائم المحققين وتهديداتهم ...
فكلما شخص أبو محمد أمام باب الشبك أفرح ...
وأتمنى أن يستمر .. يناديني ويكلمني ...
يا ليته يكثر المشاغبة !!!! ...
ومضت ساعاتٌ وأيامٌ والصمت أنيسي ... وأبو محمد يكثر المشي أمام الباب ... ويرمي لي بكلمات وأسأله كلما سنحت له الفرصة ...
في ليلة مظلمة رأيت خياله عند الباب واقفاً يهمس بصوته ...
تعال ...
تعال.. .
تشجعت فقمت إليه ...
فواجهته عند الباب وأنا أشك في عمالته ...
أقول في نفسي..
ربما دسه الأمن لاستدراجي للوصول لمعلومات يحسبون أني أخفيها ...
دار الحديث بيننا همساً ... ألفني وألفته ...عرفني بنفسه وعرفته بنفسي ... أحببته وأحبني ...
قصرت الليالي الطوال بحديثه ... وانطوت الأيام بأنسه ...
وعندها استقر في نفسي أنه صادق وليس كاذب ...
عالمٌ وليس عميل ... مجاهد وليس قاعد ... حبيب وطيب ...
أفصح لي عن اسمه (سليمان عطيه)!!!
عندها تذكرت أني قد سمعت هذا الاسم من قبل ...
منذ زمنٍ بعيد؛ عندما كنت مدرساً في المعاهد العلمية في الحديدة ...
إلا أنني لم أكن قد رأيته قبل ذلك ...
عرفني بنفسه..
وأنه كان مُغترباً في السعودية؛ مثلي!
(المُغترب: وهي صفة لمن عاش في بلد غريبة عن بلده، وتطلق في اليمن على من وُلِد أو عاش في السعودية).
وكان رحمه الله قد وُلد في مدينة جدة في السعودية ...
سهرت معه عند باب الشبك عدة ليالي
سرد لي فيها قصة حياته
قال عن نفسه:
عشت في السعودية وتعلمت ودرست المرحلة الابتدائية ورجعت إلى اليمن في أزمة الخليج مع أهلي ...
ومما رويته عنه أنه واصل دراسته في الحديدة ...
ونفر إلى أفغانستان ...
ومنها إلى الشيشان والتقى بالقائد خطاب ...
وكان عمره آنذاك 17 سنة .
وكان أصغر مقاتل في الشيشان..
وكان خطاب يحبه كثيراً، ويعطف عليه، ويهتم به ...
التقى علماء الجهاد منذ نعومة أظفاره ... وتأثر بطريقتهم ومنهجهم ...
خاصةً علماء الحركة الجهادية السورية ... فانصقلت أفكاره ... وتشرب قلبه حب الجهاد ... وصار يجري في دمه ...
ومما زاده شجاعةً وجرأة واندفاعاً؛ ميوله إلى عقيدة التوحيد ... وتتلمذه على منهج الولاء والبراء ...
على ملة إبراهيم ... فقويت عقيدته وصلب منهجه ...
واشتد للعقيدة والجهاد وتعصب لهما ...
وكان يقول (سأجاهد وانغمس ولو كنت وحدي)
تتلمذ على موقع التوحيد والجهاد لأبي محمد المقدسي (حبيس السجون الأردنية) ...
فتأثر به كثيراً وانعكس ذلك على فكره وواقع تعامله مع الناس، حتى كاد ألا يسلم منه أحد ... وصار يجيد التأصيل والتصنيف على طريقته ...
وراح يغذي جوعه ونهمه من كتب العقيدة وأكثر القراءة في كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم ... وكذا كتب محمد بن عبدالوهاب وطلابه وأحفاده.. .
ورجع إلى السعودية .. وأكثر الترداد على مكتباتها العامة، كمكتبة جامعة الملك عبدالعزيز في جدة ...
وكان يجلس فيها الأوقات الطويلة .. ويعكف على قراءة الكتب والرسائل .. وقرأ في فنون عديدة من العقيدة والفقه والنحو والبلاغة والشعر والطب .. وغيرها.
كان مُلهَماً في تأويل الرؤى ...
شديد الولع بالعلم ... لا يشبع جوع علمه صنف ... ولا يروي عطش فنه كأس ...
يسهر الليالي الطوال بين دفوف الكتب ... وسطور الصفحات ...
ترقبوا ...
سنكمل في الحلقة القادمة مع
(وفاءً لصديق) ان شاء الله
يا ذاالذي أجرى العيون دماً ومقلتيها
وسكب سيل الحزن على وجنتيها
ومضى يكتب فوق سفوح جفونها
عبراً ترقرق في جداول حدْقتيها
قصة وسيرة بطل وعلم من أعلام الشموخ في مشروع الإمام المهدي ...
الشيخ (أبو محمد اليماني)
سليمان محمد سليمان عطية الزرنوقي
من عمق الذكريات وعبق الماضي وسطور الحاضر ...
يكمل قطار الذكريات المسيرة في سرد السيرة ...
نُقلت من غرفة العسكر والضباط إلى الزنزانة المجاورة للشماسي ... وكما قلنا أن أبا محمد اليماني كان بعد اختلافه مع السجناء في الطارود ثم نقل إلى الشماسي ...
وكان بين زنزانتي والشماسي باب شبك حديدي ...
لكن قانون الأمن السياسي كان يمنع تبادل الحديث بين السجناء وعلى وجه الخصوص مع السجناء الجدد الذين لم يزالوا في مرحلة التحقيق ... كمثلي في تلك الفترة ...
كان يقف بين الفينة والأخرى أبو محمد عند باب الشبك ...
وبطبعه العفوي المشاغب كان يناديني ويسألني ...
وكان يضرب بتهديدات العسكر عرض الحائط إذا رأوه يناديني ويكلمني ...
وكنت أصمت ولا أرد عليه ... وأبادله النظرات الناطقة ...
وتحكي نظراتي حالة مضطربة ومتوترة .. وكان طبعي يغلب تطبعي ... كنت ألتزم الأوامر والهدوء ولا أحب المشاغبة ...
ومع هذا كنت أتمنى أن أجلس مع شخصٍ آخر يبادلني الحديث ويخفف عني شدة الهواجس ... ويفسر لي بعض غوامض التحقيقات ... ويشجعني على تحمل شتائم المحققين وتهديداتهم ...
فكلما شخص أبو محمد أمام باب الشبك أفرح ...
وأتمنى أن يستمر .. يناديني ويكلمني ...
يا ليته يكثر المشاغبة !!!! ...
ومضت ساعاتٌ وأيامٌ والصمت أنيسي ... وأبو محمد يكثر المشي أمام الباب ... ويرمي لي بكلمات وأسأله كلما سنحت له الفرصة ...
في ليلة مظلمة رأيت خياله عند الباب واقفاً يهمس بصوته ...
تعال ...
تعال.. .
تشجعت فقمت إليه ...
فواجهته عند الباب وأنا أشك في عمالته ...
أقول في نفسي..
ربما دسه الأمن لاستدراجي للوصول لمعلومات يحسبون أني أخفيها ...
دار الحديث بيننا همساً ... ألفني وألفته ...عرفني بنفسه وعرفته بنفسي ... أحببته وأحبني ...
قصرت الليالي الطوال بحديثه ... وانطوت الأيام بأنسه ...
وعندها استقر في نفسي أنه صادق وليس كاذب ...
عالمٌ وليس عميل ... مجاهد وليس قاعد ... حبيب وطيب ...
أفصح لي عن اسمه (سليمان عطيه)!!!
عندها تذكرت أني قد سمعت هذا الاسم من قبل ...
منذ زمنٍ بعيد؛ عندما كنت مدرساً في المعاهد العلمية في الحديدة ...
إلا أنني لم أكن قد رأيته قبل ذلك ...
عرفني بنفسه..
وأنه كان مُغترباً في السعودية؛ مثلي!
(المُغترب: وهي صفة لمن عاش في بلد غريبة عن بلده، وتطلق في اليمن على من وُلِد أو عاش في السعودية).
وكان رحمه الله قد وُلد في مدينة جدة في السعودية ...
سهرت معه عند باب الشبك عدة ليالي
سرد لي فيها قصة حياته
قال عن نفسه:
عشت في السعودية وتعلمت ودرست المرحلة الابتدائية ورجعت إلى اليمن في أزمة الخليج مع أهلي ...
ومما رويته عنه أنه واصل دراسته في الحديدة ...
ونفر إلى أفغانستان ...
ومنها إلى الشيشان والتقى بالقائد خطاب ...
وكان عمره آنذاك 17 سنة .
وكان أصغر مقاتل في الشيشان..
وكان خطاب يحبه كثيراً، ويعطف عليه، ويهتم به ...
التقى علماء الجهاد منذ نعومة أظفاره ... وتأثر بطريقتهم ومنهجهم ...
خاصةً علماء الحركة الجهادية السورية ... فانصقلت أفكاره ... وتشرب قلبه حب الجهاد ... وصار يجري في دمه ...
ومما زاده شجاعةً وجرأة واندفاعاً؛ ميوله إلى عقيدة التوحيد ... وتتلمذه على منهج الولاء والبراء ...
على ملة إبراهيم ... فقويت عقيدته وصلب منهجه ...
واشتد للعقيدة والجهاد وتعصب لهما ...
وكان يقول (سأجاهد وانغمس ولو كنت وحدي)
تتلمذ على موقع التوحيد والجهاد لأبي محمد المقدسي (حبيس السجون الأردنية) ...
فتأثر به كثيراً وانعكس ذلك على فكره وواقع تعامله مع الناس، حتى كاد ألا يسلم منه أحد ... وصار يجيد التأصيل والتصنيف على طريقته ...
وراح يغذي جوعه ونهمه من كتب العقيدة وأكثر القراءة في كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم ... وكذا كتب محمد بن عبدالوهاب وطلابه وأحفاده.. .
ورجع إلى السعودية .. وأكثر الترداد على مكتباتها العامة، كمكتبة جامعة الملك عبدالعزيز في جدة ...
وكان يجلس فيها الأوقات الطويلة .. ويعكف على قراءة الكتب والرسائل .. وقرأ في فنون عديدة من العقيدة والفقه والنحو والبلاغة والشعر والطب .. وغيرها.
كان مُلهَماً في تأويل الرؤى ...
شديد الولع بالعلم ... لا يشبع جوع علمه صنف ... ولا يروي عطش فنه كأس ...
يسهر الليالي الطوال بين دفوف الكتب ... وسطور الصفحات ...
ترقبوا ...
سنكمل في الحلقة القادمة مع
(وفاءً لصديق) ان شاء الله