#الجزء_الخامس_والعشرون
#أبجديات_التدبر
#معايشة_القرآن
#تربية_القرآن
فصلت-الشورى-الزخرف-الدخان-الجاثية
{الحزب الأول}
(سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ)
ما من شيء يدل على شيء كما تدل اﻷشياء على (الله) سبحانه
إذا أبصرت شيئا بعينيك فبصرك يذكرك بالبصير سبحانه
وإذا سمعت همسا في دجى الليالي فسمعك يذكرك بالسميع سبحانه
وإذا علمت شيئا من خفي العلم فعلمك يذكرك بالعليم سبحانه ..
وفي كل شيء له آية .
(وَالْمَلائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الأَرْضِ أَلا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ )
ملائكة الله تعالى يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الأرض! اللهم لك الحمد على هذه النعمة العظيمة..
فإذا كانت الملائكة الذين لا يعصون الله ما أمرهم يسبحون الله ويستغفرون لنا أفلا نكون نحن أولى منهم بالتسبيح والاستغفار والحمد ونحن الخطّاؤون الغافلون؟!!
سبحانك اللهم وبحمدك أستغفرك وأتوب إليك
(لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ)
مفاتيح المقادير وخزائنُ السماوات والأرض والكائنات والقلوب كلُّها بيد الله تعالى، فاسأل الخيرَ من ربِّك، وألِحَّ عليه بالدعاء.
(اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ)
استهلت هذه الآية باسمه اللطيف ثم تحدثت عن الرزق، فعطاءه لطف ومنعه لطف.
قال الإمام ابن القيم :
"من رحمة الله بعباده المؤمنين أن نغّص عليهم الدنيا و كدّرها؛ لئلا يسكنوا إليها ، ولا يطمئنوا إليها ،
وليرغبوا في النعيم المقيم في داره وجواره،
فساقهم إلى ذلك بسياط الابتلاء والامتحان، فمنعهم ليعطيهم،
وابتلاهم ليعافيهم،
وأماتهم ليحييهم"
(وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِن يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَّا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ)
مِنْ رحمةِ اللهِ بكَ أَنْ أَعطاكَ هذا القدرَ مِنَ الرِّزقِ حتَّى لا تَنْحَرِفَ بكَ الأَهْواءُ ، وتَسْتَأْثِرَ بِكَ الشَّهواتُ .
فلولا أن الله سبحانه يداوي عباده بأدوية المحن والإبتلاء لطغوا وبغوا وعتوا!
فخير الرزق ما لا يطغيك .. ولا يلهيك.
(وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ)
من أجَل صفات المؤمنين اتصافهم بالغفران عند الغضب
وهذه من محاسن الأخلاق يشفقون على ظالمهم ويصفحون لمن جهل عليهم يطلبون بذلك ثوابه تعالى وعفوه
أولئك الذين سلمت صدورهم من حب الانتقام و نزعة التشفي والانتصار للنفس ، فهنيئاً لهم
(وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ)
في المعاملات ٣مراتب:عدل وفضل و ظلم
وجزاء سيئة سيئة مثلها" عدل "
فمن عفا وأصلح فأجره على الله" فضل "
إنه لا يحب الظالمين" ظلم"
فأجره على الله...
يستحيل علينا بمداركنا الضعيفة أن نتخيل هذا الأجر!!
إن لم تعفو عمّن ظلمك
أخذت من حسناته يوم القيامة
وإن عفوتَ نِلتَ أجرك من الله الكريم
فأيُّ الأجرَيْن أعظم ؟
(وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ)
الصبر والمغفرة..
من العزائم التي تجارةُ أربابها لاتبور.
الصبر والتسامح والإعراض انتصار على النفس والشيطان والهوى، ولا يقدر على ذلك
إلا ذو قوة وسلامة قلب ومروءة
{الحزب الثاني }
(أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ)
لا أحد يحدد رحمة الله بعباده، إنما يقسمها سبحانه وتعالى بين الخلق بحكمته وعلمه. قَسَمك من رحمة الله سيصلك رغما عنك وعن الناس أجمعين وقَسَم غيرك من رحمة الله سيصله فاطمئن واستمطر رحمة ربك بكثرة التذلل بين يديه والاستغفار والتضرع له
ربنا آتنا من لدنك رحمة
(نَحْنُ قَسَمْنا بَيْنَهم مَعِيشَتَهُمْ)
الأرزاقُ قِسمة الخلّاق، فهو أرأف بالعباد من أنفسهم وليس في خزائنه من نقص ولكنها الحكمة لمصلحة عباده فهو سبحانه يُعطي بِقَدَرٍ، ولا يُمسك عن قَتَر.
الأَرزَاقُ مَقسُومَة ؛ مَن رَضِيَ سَعِدَ ،
وَمَن سَخِطَ شَقِيَ ، وَلَنْ يَنَالَ مع شَقَائِهِ وَنَكدِهِ أَكثَرَ مِمَّا كُتِبَ لَهُ .
(وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ)
من ترك الذكر لازَمهُ الشيطان ملازمة الظل
فكلما تعامى العبد عن ذكر الله سلط الله عليه شيطانا يضله ،
فبقدر ابتعادك عن ذكر الله وعن القرآن بقدر قرب الشيطان منك
(الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ)
الخُّلة الصالحة تنفعك في الدنيا وتشفع لك في الآخرة؛فانظر من تخالل
فكل صحبة تفنى إلا الصحبة في الله فهي معك حتى تدخلك الجنة
"إلا المتقين "فإن محبتهم تدوم وتتصل، بدوام من كانت المحبة لأجله.
قال الحسن البصري: استكثروا من الأصدقاء المؤمنين؛ فإن الرجل منهم يشفع في قريبه وصديقه
(وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)
#أبجديات_التدبر
#معايشة_القرآن
#تربية_القرآن
فصلت-الشورى-الزخرف-الدخان-الجاثية
{الحزب الأول}
(سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ)
ما من شيء يدل على شيء كما تدل اﻷشياء على (الله) سبحانه
إذا أبصرت شيئا بعينيك فبصرك يذكرك بالبصير سبحانه
وإذا سمعت همسا في دجى الليالي فسمعك يذكرك بالسميع سبحانه
وإذا علمت شيئا من خفي العلم فعلمك يذكرك بالعليم سبحانه ..
وفي كل شيء له آية .
(وَالْمَلائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الأَرْضِ أَلا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ )
ملائكة الله تعالى يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الأرض! اللهم لك الحمد على هذه النعمة العظيمة..
فإذا كانت الملائكة الذين لا يعصون الله ما أمرهم يسبحون الله ويستغفرون لنا أفلا نكون نحن أولى منهم بالتسبيح والاستغفار والحمد ونحن الخطّاؤون الغافلون؟!!
سبحانك اللهم وبحمدك أستغفرك وأتوب إليك
(لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ)
مفاتيح المقادير وخزائنُ السماوات والأرض والكائنات والقلوب كلُّها بيد الله تعالى، فاسأل الخيرَ من ربِّك، وألِحَّ عليه بالدعاء.
(اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ)
استهلت هذه الآية باسمه اللطيف ثم تحدثت عن الرزق، فعطاءه لطف ومنعه لطف.
قال الإمام ابن القيم :
"من رحمة الله بعباده المؤمنين أن نغّص عليهم الدنيا و كدّرها؛ لئلا يسكنوا إليها ، ولا يطمئنوا إليها ،
وليرغبوا في النعيم المقيم في داره وجواره،
فساقهم إلى ذلك بسياط الابتلاء والامتحان، فمنعهم ليعطيهم،
وابتلاهم ليعافيهم،
وأماتهم ليحييهم"
(وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِن يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَّا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ)
مِنْ رحمةِ اللهِ بكَ أَنْ أَعطاكَ هذا القدرَ مِنَ الرِّزقِ حتَّى لا تَنْحَرِفَ بكَ الأَهْواءُ ، وتَسْتَأْثِرَ بِكَ الشَّهواتُ .
فلولا أن الله سبحانه يداوي عباده بأدوية المحن والإبتلاء لطغوا وبغوا وعتوا!
فخير الرزق ما لا يطغيك .. ولا يلهيك.
(وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ)
من أجَل صفات المؤمنين اتصافهم بالغفران عند الغضب
وهذه من محاسن الأخلاق يشفقون على ظالمهم ويصفحون لمن جهل عليهم يطلبون بذلك ثوابه تعالى وعفوه
أولئك الذين سلمت صدورهم من حب الانتقام و نزعة التشفي والانتصار للنفس ، فهنيئاً لهم
(وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ)
في المعاملات ٣مراتب:عدل وفضل و ظلم
وجزاء سيئة سيئة مثلها" عدل "
فمن عفا وأصلح فأجره على الله" فضل "
إنه لا يحب الظالمين" ظلم"
فأجره على الله...
يستحيل علينا بمداركنا الضعيفة أن نتخيل هذا الأجر!!
إن لم تعفو عمّن ظلمك
أخذت من حسناته يوم القيامة
وإن عفوتَ نِلتَ أجرك من الله الكريم
فأيُّ الأجرَيْن أعظم ؟
(وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ)
الصبر والمغفرة..
من العزائم التي تجارةُ أربابها لاتبور.
الصبر والتسامح والإعراض انتصار على النفس والشيطان والهوى، ولا يقدر على ذلك
إلا ذو قوة وسلامة قلب ومروءة
{الحزب الثاني }
(أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ)
لا أحد يحدد رحمة الله بعباده، إنما يقسمها سبحانه وتعالى بين الخلق بحكمته وعلمه. قَسَمك من رحمة الله سيصلك رغما عنك وعن الناس أجمعين وقَسَم غيرك من رحمة الله سيصله فاطمئن واستمطر رحمة ربك بكثرة التذلل بين يديه والاستغفار والتضرع له
ربنا آتنا من لدنك رحمة
(نَحْنُ قَسَمْنا بَيْنَهم مَعِيشَتَهُمْ)
الأرزاقُ قِسمة الخلّاق، فهو أرأف بالعباد من أنفسهم وليس في خزائنه من نقص ولكنها الحكمة لمصلحة عباده فهو سبحانه يُعطي بِقَدَرٍ، ولا يُمسك عن قَتَر.
الأَرزَاقُ مَقسُومَة ؛ مَن رَضِيَ سَعِدَ ،
وَمَن سَخِطَ شَقِيَ ، وَلَنْ يَنَالَ مع شَقَائِهِ وَنَكدِهِ أَكثَرَ مِمَّا كُتِبَ لَهُ .
(وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ)
من ترك الذكر لازَمهُ الشيطان ملازمة الظل
فكلما تعامى العبد عن ذكر الله سلط الله عليه شيطانا يضله ،
فبقدر ابتعادك عن ذكر الله وعن القرآن بقدر قرب الشيطان منك
(الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ)
الخُّلة الصالحة تنفعك في الدنيا وتشفع لك في الآخرة؛فانظر من تخالل
فكل صحبة تفنى إلا الصحبة في الله فهي معك حتى تدخلك الجنة
"إلا المتقين "فإن محبتهم تدوم وتتصل، بدوام من كانت المحبة لأجله.
قال الحسن البصري: استكثروا من الأصدقاء المؤمنين؛ فإن الرجل منهم يشفع في قريبه وصديقه
(وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)