#الجزء_العاشر
#أبجديات_التدبر
#معايشة_القرآن
#تربية_القرآن
سورة الأنفال-التوبة
{الحزب الأول}
(وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم)للشيطان مداخل على العبد ومنها تزيين المعاصي في القلب إذا زُيّن لك سوء عملك ، فاعلم أن الشيطان قد بدأ مهمّته.
استحضر تخلي الشيطان عنك قبل أن تستسلم لتزيينه فمن السفه أن تعرف مآل طاعتك له ثم تتبع خطواته

قال ابن عباس: إن النعمة تُكفر، والرحم تُقطع، وإن الله تعالى يؤلف بين القلوب، وإذا قارب بين القلوب لم يزحزحها شيء أبدًا، ثم تلا هذه الآية:
(وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم)الجمع بين القلوب منحة ونعمة،
لا تملكها أنت، بل الله وحده.

(فإن حسبك الله)إذا كان الله كافيك، فممَّ تخاف، وعلى ماذا تقلق، وكيف لك أن تبتئس!
يا أيها النبي (حسبك) الله ومن (اتبعك) من المؤمنين" يحصل لك من الحفظ والرزق والهداية بقدر حظك من متابعة النبي صلى الله عليه وسلم.
قال ابن تيمية : فكل من اتبع الرسول ﷺ فإن الله حسبه ، أي : كافيه وهاديه وناصره .

(فإن تبتم فهو خير لكم )
توبتك الصادقة ،
تفتح لك كل أبواب الخير .

(فالله أحق أن تخشوه )ضع هذه الآية نصب عينيك أمام كل فتنة ( شبهة ، شهوة ) خشيتك لله بقدر إيمانك به و كلما عظمت الخالق صغر المخلوق سل الله تعالى ان يرزقك الخشية فإنها اجل علامات الهداية

(ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين)
السكينة ما يجعله اللّه في القلوب وقت القلاقل والزلازل والمفظعات، مما يثبتها، ويسكنها ويجعلها مطمئنة، وهي من نعم اللّه العظيمة على العباد علامة المؤمن في المحن والبلايا؛ السَّكينة
حين تضيق بك الأرض بما رحبت، وتحاصرك الهموم ويتخلى عنك الجميع،
يمم قلبك إلى الله بصدق،
وجدد إيمانك بيقين وأبشر.
فبالإيمان تنزل السكينة
ويهدأ القلب ويأتي الفرج
ستجد رحمات وفتوحات يهبها الله لك دون أن تشعر فقط إن تخليت عن
حولك وقوتك والتجأت إلى حوله وقوته

{الحزب الثاني}

(إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا )
قوّة اليقين بالمعيّة الإلهيّة تنفي شدة الخوف والحُزن والاستيحاش! زِد يقينك بالله!
(لصاحبه )وهذه سمةُ الصديق الصالح يهدئه إذا ارتاع يطمأن قلبه ،يشد من أزرِه يذكره بربه
(فأنزل الله سكينته)حين تطاردك المخاوف، وتزلزلك الأزمات، فاطلب من ربك السكينة.

(قل لن يُصيبنا إلا ما كتب الله لنا )
كل ما يصيب المؤمن فهو له لا عليه،
ما كتب الله (لنا) وليس (علينا)
في المصيبة يؤجر المؤمن إذا صبر فيكتب له أجر صبره أما غير المؤمن يجزع فيُكتب عليه..
توكل على الله وأحسن الظن به
وأبشر بكل خير وفضل منه
واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك
وما أخطأك لم يكن ليصيبك

(وعلى الله فليتوكل المؤمنون) فالمؤمن المتوكل على الله يوقن أن ما أصابه إنما هو ابتلاء له إذا صبر عليه فإن الله إما أن يكفّر ذنوبه أو يرفع درجاته فهو الفائز في الحالين لأن ابتلاء الله تعالى للمؤمن رحمة به...
اللهم ارزقنا الصبر عند البلاء والشكر والحمد عند النعم

(إنَّا إلى ربِّنا راغبونَ )
‏الرغبات كلها إلى الله، لأنه هو الذي بيده الخير وكل شيء بيده، فرغبة المؤمن إليه جل وعلا يستنزل رحمات الله
لا تحزن ! ولو رحلت الدنيا كلها عنك ، قل لكل ما تفقده حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله إنا إلى الله راغبون أيقـظ في رُوحك رغبة دائـمة إلى ربك ، ترقُبًا مستمر لفضله رغم الذي اصابك ، وكُن في انتظار الخير ، وسيطمئن قلبك .

(نَسُوا اللَّهَ ، فَنَسِيَهُمْ )
كل إخفاقتنا في الحياة تبدأمن هنا..
كلما ابتعد العبد عن ربه بفعل المعاصي .. حرمه الله الرحمة ولذة الأنس به .. فالجزاء من جنس العمل ..!
‏وحده الله حين ننساه؛
يخْذُلنا كل شيء تعلّقنا به دونه ،
ويخيب كل أمل عقدناه بسواه

(ومساكن طيبة في جنات عدن ورضوان من الله أكبر)
الفوز برضا الله فوز أكبر من الجنة
أرأيت الجنة التي عرضها السماوات والأرض هناك ما هو أكبر منها وأعظم وأوسع :
رضوان الله عن عبده المؤمن(ذلك الفوز العظيم)
رضى الله عن العبد أكبر من الجنة وما فيها ؛ لأن الرضى صفة الله والجنة خلقه
🤲🏻اللهم إنا نسألك رضاك والجنة 🤲🏻

#الجزء_الحادي_عشر
#أبجديات_التدبر
#معايشة_القرآن
#تربية_القرآن
سورة التوبة-يونس-هود
{ الحزب الأول }

(يحلفون لكم لترضوا عنهم)
إرضاء الناس هي غاية المنافق التي يحيا من أجلها، أما رضا الله تعالى فليس في حساباته مطلقا
وماذا يفيدك أن ترضي الخلقَ ، وتسخطَ عليك الخالق ؟؟
مخذول من يكن منتهى أمله رضى المخلوق

(عسى الله أن يتوب عليهم)
وتوبته على عبده نوعان:
الأول: التوفيق للتوبة.
والثاني :قبولها بعد وقوعها منهم.

(وآخرون (اعترفوا) بذنوبهم )
إذا وقعت في المعصية،فلا تجمع معها معصية أخرى،وهي التكبر،بل اعترف بذنبك واطلب المغفرة من مولاك.
أول خطوات التوبة وتصحيح الاخطاء: الاعتراف بالذنب

(خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا )إذا لم تستطع أن تتخلص وتتطهر من السيئات فاخلطها وكاثرها بالحسنات
خلطوا ، امتزاج الخطايا بالحسنات كل يوم، كل لحظة، يا رب اجعلنا ممن عفوت عنهم .

(فسيرى الله عملكم)طاعة أرادها الله .. ويسرها الله .. ويراها الله .. ويثيب عليها الله .. اجعلها خالصة لله
هذه آية توقظك من غفلتك، تردعك عن تساهلك، تسكب الخشية في قلبك: (وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون) مهما ابتعدت بك ممرات الحياة..فسيبقى الموت الباب الذي يعيدك للمكان الذي تجد الله عنده

خصال التائب (التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّه)
ما أسعدك إن جمعت تلك الصفات فتتوب عن ذنبك وتعبد ربك بقلب نادم منيب وتشكر نعمته أن هداك
فلا بد للتائب من العبادة والعمل للآخرة
وإﻻ فالنفس همامة إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل! فلا بد للتائب من أن يبدل تلك الأوقات التي مرت له في المعاصي بأوقات الطاعات، وأن يبدل تلك الخطوات بخطوات إلى الخير، ويحفظ لحظاته وخطواته، ولفظاته وخطراته(وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ )
التوبة الصادقة مفتاح للبشريات!

(يا ايها الذين ءامنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين)
كل عمل صالح ظاهر او باطن فمنشؤه الصدق.. وكل عمل فاسد ظاهر او باطن فمنشؤه الكذب..
ربط الله الصّدق بالتقوى فالصادقون أقرب لخشية الله ولن تستطيع أن تستقيم على أمر الله إلا إذا كنت في بيئة صالحة !

(فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم)
التوكل على الله: وحسن الالتجاء إليه هو سبيل الأنبياء والمرسلين وجمعت هذه الآية بين الارتكان إلى الله وحده واستمداد القوة منه..
وتفويض أمر من تخشاهم إليه
إذا اكتفيت بالله.. لن تتأثر أبدا بتولي الناس عنك.! إنها الطمأنينة والثقة واليقين.
كل هموم الدنيا.. جميع حاجات النفس..
كافة مفاجآت الحياة يمكنك قلب معادلتها ب : حسبي الله ونعم الوكيل

(دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين)
قال الإمام البغوي : أهل الجنة يفتتحون كلامهم بالتسبيح ويختتمونه بالتحميد
فهنيئا لمن أكثر من التسبيح في الدنيا ووجد فيه اللذه، فإنه حري أن يتلذذ بالتسبيح في الجنة كما تلذذ به في الدنيا.
(الحمد لله رب العالمين) افتتاح يستشعر معه المؤمن كمال الله تعالى وصفاته، ويستحضر عظيم مننه ونعمائه وأعظمها القرآن فيزداد إيمانا الحمد عبادة دائمة في الدنيا والآخرة
(الْحَمْدُ لِلَّهِ)
جعلها الله أول كتابه
(الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)
وآخر كلام أهل الجنة

(والله يدعو إلى دار السلام ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم) يخلق لهم الجنة.. ثم يدعوهم إليها.. ثم يعطيهم ثمنها.. ثم يعينهم على بذله.. أي كرم هذا.!
يدعوك وإن بعدت خطوتُك..
يدعوك وإن طال جفاؤك.. يفرح بقدومك مع غناه عنك.. فأجب الدعوة؛ فالكريم يدعوك!
الجنّة (دار السلام)
سلامٌ من:
‏المصائب، الهموم، أذى الناس،
الفقد، القلق، وكل ما يناقض مفردة السلام !!
‏اللهم اجعلنا من أهلها

{الحزب الثاني}

(كأنما أغشيت وجوههم قطعا من الليل مظلما )أرأيت وجهًا كأنه الليل ؟؟ نعوذ بك اللهم من ظلمة المعصية
هذا أثر السيئات على أهلها في الآخرة
(تَرهقهم ذلّـة ما لهم من الله من عاصم )
قال سليمان التيمي : إن الرجل ليصيب الذنب في السر فيصبح وعليه مـذلـتـه ..
اللهم إنا نعوذ بك من الآثام والذنوب والمعاصي ونتوب إليك

(ويوم يحشرهم كأن لم يلبثوا إلا ساعة من النهار)
تشبيه لتمثيل قصر هذه الحياة، تبدو فيه الخسارة فادحة لمن جعلوا همهم هذه الرحلة الخاطفة وشغلوا بتلك الرحلة - بل تلك الساعة- فلم يستعدوا لهذا اللقاء بشيء يلقون به ربهم
الدُنيا وصفها الله كأنَّها " ساعة " .
- لا تعملْ لأجلِها فقط وتنسَ الآخرة .
مقامنا في الدنيا قصير مهما طال وامتد
فحافظ على هذه الساعة، واملأها بكل خير .

القرآن يجلب الفرح والسكينة والطمأنينة
وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة
(قل بفضل وبرحمته فبذلك فليفرحوا)
قال ابن عباس: فضله الاسلام ورحمته القرآن.

#الجزء_الثاني_عشر
#أبجديات_التدبر
#معايشة_القرآن
#تربية_القرآن
سورة هود-يوسف
{ الحزب الأول }

(ولئن أذقنا الإنسان منا رحمة ثم نزعناها منه إنه ليئوس كفور) ذم الله كافر النعمة المسلوبة،فكيف بمن يكثر الشكوى والتذمر والنعم تحيطه من كل جانب
إذا نزع الله منك رحمة فقد أستبقى لك رحمات أحسن الظن فربك رحمن
(ليؤوس كفور) (لفرح فخور) تفقد قلبك عند مجيء النعم وعند فقدها!
هكذا حال الإنسان..إما كفور وإما فخور، وقليل منهم الشكور تذكر نعمة أنعمها الله عليك ثم سلبها منك وأشكره سبحانه على تقدير لقضاء الله كله خير

(الله أعلم بما في أنفسهم)
اتهام بواطن الناس يعد منازعة لله فيما استأثربعلمه،ومخالفة لهدي رسله
أعظم ظلم لنفس هو الدخول بنيات الاخرين كم تزدري الناس أشخاصا لأشكالهم أو ألوانهم أو فقرهم ولهم في الملأ الأعلى واسع التبجيل والثناء!
لا تزدري احدا فأنت لا تدري مقدار سلامة قلبه

(وإلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين) وهل يوجد خسارة أعظم ؛ من عدم ظفرك بمغفرة الله ورحمته؟
الاستغفار حاجة كل مخلوق حتى الأنبياء! والنبي صلى الله عليه وسلم كان يستغفر الله ويتوب إليه في المجلس أكثر من سبعين مرة! فلنقتدِ بهداهم..
طلب سيدنا نوح المغفرة ابتداء ثم اعقبها بطلب الرحمة
لانه اذا كان بمحل الرضا من الله كان أهل للرحمة فبالمغفرة والرحمة ينجوا العبد من ان يكون من الخاسرين
أستغفر الله وأتوب إليه: إلزمها يُبارك لك في رزقك وقوَّتك.

(إني توكلت على الله)
التوكل على الله: وحسن الالتجاء إليه هو سبيل الأنبياء والمرسلين وجملة التوكل تفويض الأمر إلى الله - جل ثناؤه - والثقة به نحن نتوكل ليس لأننا عاجزون فحسب. بل ولأننا لا نعرف مالذي يصلح لنا وكيف يتحقق. أسلم الأمر كله لله عند اشتداد الأزمات هناك لذة لا يتذوقها إلا المتوكل توكل على الله ﷻ الوكيل الرزاق تفلح وتطمئن

(أتعجبين من أمر الله )
استغربت الملائكة من تعجبها ..
كل الأمور في الإمكان واليسر
عند الله سواء لاعجب من أمر الله فعطاءه يفوق الظنون
رحمة الله إذا تداركت الإنسان أدهشته

(إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ)
أفعاله سبحانه يُحمدُ عليها في النِّهاية ،
ما من حدث يقعُ على وجه الأرض ،
منذ أن خلق الله الأرض ،وحتى قيام الساعة ،
إذا كشف الله للبشر عن أسبابه ،
لا يمْلِكُ البشَرُ إلا أنْ يقولوا :
الحمد لله رب العالمين

{الحزب الثاني}

(ولاَ تَبْخَسُوا النَّاسَ أشْيَاءهُمْ )
‏أي: لا تنقصوهم حقوقهم
‏وإنما قال: (أَشْيَاءهُمْ )للتعميم
‏تنبيهًا على أنهم كانوا يبخسون
الجليل والحقير، والقليل والكثير.
على العبد أن يقنع بما آتاه الله ويقنع بالحلال عن الحرام، وبالمكاسب المباحة عن المكاسب المحرمة، وأن ذلك كُله! "خيّرٌ له" لقوله تعالى(بقيّت الله خير لكم) العبرة في المال بالبركة لا بالكَمِّ

(وماتوفيقي إلا بالله عليه توكلت و إليه أنيب ): قد تملك أدوات النجاح لكن يمنع الله (توفيقه إليك) حتى يرى افتقارك إليه ويختبر توكلك عليه ما خطوت خطوة صلاح الا بإذنه وما نلت مراد الا بتوفيقه له وحده ينسب الفضل في كل خير تناله التبرؤ من الحول والقوة وحسن التوكل على الله والإخلاص أساس في أداء أي عمل وقبوله عند الله (اللهم ارزقنا التوفيق والإخلاص في القول والعمل)

إذا أوحشتك الحياة (إن ربي رحيم ودود )
طمئن بها قلبك .. و ارفع يديك للرحيم الودود القريب السميع .
يقول الإمام ابن القيم
"وفيه سر لطيف، وهو :
أنه يحب عبده بعد المغفرة
فيغفر له ويحبه"
المذنب في ميزان البشر، يغفرله وقد لايحب أما في ميزان الله، فيغفر ويحب ويود

(وأما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها)
لم يرد لفظ السعادة في القرآن إلا في إطار الآخرة لتعلم أن السعادة الحقيقية
ليست في الدنيا بل في الجنة
هذا هو التعريف النهائي للسعادة الحقيقية
جعلنا الله واهلينا ومن نحب من السعداء

(فاستقم كما أمرت )
لا كما رغبت أو أعجبك ، ولا كما تريد وتهوى ، فقط : (كماأمرت )كما يريد الله منك ورسوله ﷺ هذه أوامر الله تعالى ينبغي لنا أن نأتمر بها في كل أمورنا ولا نغفل عنها:
الإستقامة على شرع الله كما أمر الله تعالى
عدم الطغيان ،عدم الركون إلى الذين ظلموا
إقامة الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل
الذكرى والتذكر ،الصبر ،الإحسان
الناس عند المحن إما:
فاقد للأمل يقابله (فاستقم) اصبر واستمر -
متهوّر في ردة فعله يقابله (ولاتطغوا) -
متخاذل يركن للقوي يقابله (ولاتركنوا)

(إليه يرجع الأمركله) كلّ وخزات الوجع، وأنّات الضمير.. كلّ نداءات الليل، كلّ أتراحِ النهار.
كل شيء كل شيء يرجع له وحده
ذكّر بها نفسك عندما يشتد ألمك وتضيق بك السبل وتغلق في وجهك الأبواب (فاعبده وتوكل عليه)هو نعم الوكيل

(فصبرجميل) لا جزع فيه ولا صخب
لا سخط فيه ولا يأس
لا شكوى ولا شك بوعد الله
بل تسليم ورضى وحمد وثناء

#الجزء_الثالث_عشر
#أبجديات_التدبر
#معايشة_القرآن
#تربية_القرآن
سورة يوسف-الرعد-إبراهيم

{ الحزب الأول }
(وما أبرىءنفسىٓ إن النفس لأمارة بالسوٓء)
أكبر عدو لك هي نفسك التي بين جنبيك لذا وجب مراقبتها، وتربيتها، وتقويم اعوجاجها
إقرارك بالذنب مع إنكسارك سبب في حصول المغفرة والرحمة بإذن الغفور الرحيم .. وإياك والمكابرة استعذ بالله من شر نفسك وشر الشيطان وشركه

(فالله خير حافظًا وهو أرحم الرحمين}
آية تَبثُ السكينة والطمأنينة في القلب،في فتن تموج بنا وبذرياتنا. رددها دومًا بيقين مهما احاطت بك المخاوف مادمت تلوذ بربك وتتحصن بحصنه فهو كفيل بحفظك وحمايتك ورعايتك سبحانه. كن على إيمان جازم ويقين تام، أن الله هو خير الحافظين، ولا تركنن إلى نفسك وأورادك، ولا للأسباب التي تبذلها مهما كبرت في عينك، وحده الله ينفعك بها.

(إنما أشكو بثي وحزني إلى الله)
ما قبل هذه الآية أحزان وابتلاءات
وما بعدها فرج وبشائر
بثّ شكواك لربك بيقين يأتك الفرج ‏
‏أعظم شكوى وأسرعها وأوثقها
‏في كشف الكرب ودفع البلاء،
‏الشكوى إلى الله سبحانه
حينما تشكو لله بثك تجد أُنساً يُنسيك همّك.
خذ بأسباب النجاة عندما تشتد بك الكروب، وتحيط بك الهموم، ومن أعظم ذلك أن تبث همك وحزنك إلى الله تعالى كما فعل يعقوب عليه السلام
ففرج الله همه، وكشف غمه، وأذهب حزنه، وأقر عينه.

‏( ولا تَيْأَسُوا منْ رَوْحِ الله )
إياك واليأس ؛ فاليأس سوء ظنٍّ بالله!
‏المؤمن لا يقنط من رحمة الله، ولا يكون نظره مقصورًا على الأسباب الظاهرة، بل يكون متلفتًا في قلبه كل وقت إلى مسبب الأسباب، الكريم الوهاب، ويكون الفرج بين عينيه، ووعده الذي لا يخلفه، بأنه سيجعل له بعد عسر يُسرا، وأن الفرج مع الكرب.

( قال لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم )
اعفُ عن من أخطأ في حقك انسَ خطأه وادعُ له دعوة تنفعه بالدنيا والأخرة تخلّق بصفات الأنبياء
العفو والصفح من شيم الكِرام ثم الإحسان بالدعاء من أخلاق الأنبياء وجميل صفاتهم
قف هنيّة .. تذكر كل من أخطأ عليك،
أو أساء إليك، ثم اغسل قلبك بماء العفو

(يدبر اﻷمر)
إقرأها على قلبك كلما خشيت أمراً ، أو اعتراك هم ،أو أصابتك كربة ،ستهدأ روحك ، ويطمئن قلبك سيدبر أمرك ويعتني بشؤونك ويكشف عنك غمامة الحزن ويسخر لك من تحب ويفتح لك أبوابا مغلقة و سيعوضك ماكان فقده يؤلم قلبك..
فقط وجه وجهك وقلبك وكل جوارحك إليه لا ترهق نفسك بالتفكير في كيفية تدبير أمورك، توكل عليه سبحانه مع بذل الأسباب،
وهو سبحانه سيدبر أمرك

عن عبدالله ابن عباس
أرجى آية في القرآن، قوله تعالى :
( وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم )
اللهم عفوك ومغفرتك يا كريم
أي: لا يزال خيره إليهم وإحسانه وبره وعفوه نازلا إلى العباد، وهم لا يزال شرهم وعصيانهم إليه صاعدًا. يعصونه فيدعوهم إلى بابه، فإن تابوا إليه فهو حبيبهم لأنه يحب التوابين
وقرن سبحانه بين المغفرة و العذاب،
ليعتدل الرجاء والخوف.

{الحزب الثاني}

(والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم )
الصبر ألوان : صبر على التكاليف من عمل و على النعماء والبأساء… كله ابتغاء وجه ربهم لا تحرجاً من أن يقول الناس جذعوا ولا تجملاً ليقولوا صبروا ولارجاء في نفع ولا دفعاً لضر ولا لهدف غير ابتغاء وجه الله ، صبر التسليم لقضائه والاستسلام لمشيئته والرضى والاقتناع .

(الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله)
- الطمأنينة عند ذكر الله علامة على قوة الإيمان .
- والانقباض والتثاقل عند الذكر علامة على ضعفه .
حريٌّ بقلب المؤمن أن لا يؤنسه شيء كأنسه بذكر الله، وتلاوة كتابه، وسماع آياته.
القلوب تصدأ ، وتصبح قاسية ، لذلك هي بحاجة إلى الذكر، كي يغذيها ويذهب عنها القلق والخوف والقهر - داوم على الذكر في كل وقت وحين . بالذكر يفيض الله وينزل عليك من بركاته ما يزيل وحشتك وضيق صدرك فيبعث في نفسك املا وسعادة وأنسا

(مثل الجنة التي وُعد المتقون )
المُقام هنا مُقام غربة والوطنُ الجنة
فصبراً في دار الغربة فثمَّتَ للصابرين مُستراحٌ هنالك يسمعون سالمين :سلامٌ عليكم بما صبرتم
من تذكر نعيم الجنةالذي شرف الله به المتقين راجع إيمانه وتقواه وزهد في دنياه لأجل آخرته

( لئن شكرتم لأزيدنكم )
إذا أردْت أنْ تزدادَ نِعَمُ اللهِ عليك : فاشكرْ ربك بقلبك ، ثم بلسانك ، ثمَّ بجوارحك ، وانتظِر نعم الله تَنهالُ عليك فهذا وعد من الله عز وجل
إن النعمة موصولة بالشكر
والشكر متعلق بالمزيد
ولن ينقطـع المزيد من الله
حتى ينقطع الشكر من العبد
وهو وعد من الله
والله لايخلف وعده .
في غمرات أحزانك ولجج أوجاعك قل : الحمد لله لعل بارقة سرور تزيد فتكشف ظلمات حزن
فعليك الشكر، ومنه جل جلاله الزيادة!

(ولنصبرن على ما اذيتمونا )
لا تحسب ان الدنيا تأتينا على ما نشتهي فوطن نفسك ان الأذى منها ومن البشر واقع لامحالة فاصبر تؤجر
لا تحسب صمتٌك عن الأذيـةِ ضُعـف! آنتَ قـوي بِـالله تريَاقك كتابـه! وآخلاقك آخلآق رسوله ﷺ.

(وآتاكم منْ كُلِّ ما سألتمُوه )

#الجزء_الرابع_عشر
#أبجديات_التدبر
#معايشة_القرآن
#تربية_القرآن
سورة الحجر -النحل
{الحزب الأول }
(إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)
الذكر:هو القرآن الكريم،قال ابن عباس : " تكفل الله لمن قرأ القرآن واتبع ما فيه أن لا يضل في الدنيا ولا يشقى في الآخرة .
حفظ الله القرآن نعمةٌ تستوجب الشكر
كتاب الله فيه :
‏( تفريجُ الكروب، وتطهيرُ العيوب، وتكفيرُ الذنوب مع ما تفضَّل به تعالى من الثواب في تلاوته )

(وإن من شيء إلا عندنا خزائنه)
إذا تدبرت هذه الآية حق التدبر زهدت في طلب رزقك من الخلق، وتعلقت بمن عنده خزائن كل شيء!
خزائن الله لاتنفد فهي عند كريم مقتدر ولكنه سبحانه اعلم بمصلحة العباد في العطاء والمنع حكمة منه ورحمة بهم ؛ لا تبخل على نفسك بالطلب والإلحاح..

(ولأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين )
فما أعظم الإخلاص وما أعظم أثره ,الإخلاص سببٌ للعصمة من وساوس ونَزغَات الشيطان الرَّجيم الشيطان يعلن انهزامه أمام من اصطفاهم الله لعبادته، فأحسن عبادتك لله جل جلاله وأبشر منه بالإعانة ..

(نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم)" رجاء
(وأن عذابي هو العذاب الأليم)"خوف
وبهما يطير القلب حبا وشوقا لمولاه!
آية رجاء وأمل لكل مذنب وعاصي أرهقته ذنوبه وخاف من عذاب ربه أنه سبحانه غفور رحيم لمن تاب من عباده ففر إلى ربك وتب تنل مغفرته ورحمته

(ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون}
قال الإمام ابن عثيمين :
القنوط: أن يستبعد رحمة الله ويستبعد حصول المطلوب
اليأس والقنوط استصغار لسعة رحمة الله ومغفرته، وذلك ذنب عظيم، وتضييق لفضاء جوده. لاتيأس من عطاء الله حتى وإن كانت كل الأحوال المحيطة بك ضدك فالله قادر على تحويلها لصالحك

(واخفض جناحك للمؤمنين)
بلين جانبك ولطف خطابك لهم وتوددك إليهم وحسن خلقك والإحسان التام بهم.
التواضع يخفي العيوب : من خفض جناحه وتواضع اختفت عيوبه تحت جناحه
نعيم العلاقات "تنازل. تغافل. تراجع . تضحية"

أسباب انشراح الصدور
(ولقد نعلم أنك يضيق صدرك)
التسبيح {فسبح}
الحمد {بحمد ربك}
السجود {وكن الساجدين}
العبادة {واعبد ربك}
إذا ضاق صدرك .. سبّح لله حتى يتّسع ، واسجُد حتى ترتفع ، فاللهُ يكفيك ويعلم ما فيك
عبادة الله موطن الراحة فلا شيء كالذِّكر تزيل به أثر الأذى عن صدرك

(وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا) أنفاسك الآن وسلاسة دخول الهواء وخروجه نعمة لايمكنك إحصاؤها! فحمداً لك ربنا
من اللطائف في هذه الآية
أن تلك النعم كانت سببا لظلم الإنسان وكفره
وهي سبب لغفران الله ورحمته ،
والأمر في ذلك منوط الإنسان

(وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ ْ )
من هذه الدار وما فيها من أنواع اللذات والمشتهيات، فإن هذه نعيمها قليل محشو بالآفات منقطع، بخلاف نعيم الآخرة ولهذا قال: (وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ ْ)

علق قلبك بمن لا يملك تحقيقها إلا هو
(إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون)
- قد يتغير كل شيء في أقل من ثانية !
- ليس لـ شيء ؟
- فقط لأن الله يريد !
آية تبعث السكينة لروحك .. قُل .. لأمنياتك وأحلامك .. أهدافك وطموحاتك .. حزنك ومرضك .. أن الأمر كله بيد الله .. توكل عليه .. فوض أمرك إليه .. هو حسبك ..

(الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلون )
أي لا يرجون سواه،
ولا يقصدون إلا إياه،
ولا يلوذون إلا بجنابه،
ولا يطلبون الحوائج إلا منه،
ولا يرغبون إلا إليه،
ويعلمون أنه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، وأنه المتصرف في الملك وحده لا شريك له، ولا معقب لحكمه وهو سريع الحساب.

(أفأمن الذين مكروا السيئات أن يخسف الله بهم الأرض و يأتيهم العذاب من حيث لا يشعرون )
جاهد نفسك على ترك المعاصي، لا تصر عليها، حاول، بادر، لا تسوف، و تذكر أن الله قادر على أن ينزل عليك غضبه في أي لحظة و أنت لاه لا تشعر، لأنه سبحانه لا يعجزه شيء.

{الحزب الثاني}

تسمى سورة النحل بسورة النِّعم، ثمّ ذكر أنه هو المنعم بها، ﴿وما بكم من نعمة فمن الله﴾ وأمر بشكرها: ﴿واشكروا نعمت الله﴾
يقول الإمام ابن القيم النعم ثلاثة:
نعمة حاصلة يعلم بها العبد
ونعمة منتظَرة يرجوها
ونعمة هو فيها لايشعر بها"
إذا قرّبَك النعيم إلى الله فهو نعمة
وإذا أبعدك عن الله فهو فتنة ..
ٰاللهم لاتحرمنا فضلك

إلى كل مستغرق في غيّه، متمادٍ في ظلمه، غافل عن ربه، مستمرٌ في ذنبه، تأمّل قول الله جلا وعلا: (ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون)

(والله فضّل بعضكم على بعض في الرزق)
إن رزقك لا يستطيع أحد أن يصرفه عنك، ورزق غيرك لا يقدر أحد أن يوصله إليك، ما كان لك، فسوف يأتيك على ضعفك، وما كان لغيرك، لن تناله بقوتك، رُفِعت الأقلام وجفت الصحف. طهر قلبك من الحسد..
اللهم طهر قلوبنا من الغل والحسد.. وقنعنا بما رزقتنا.

(إن الله يأمر بالعدل و الإحسان)
الإحسان فوق العدل،
وذلك أن العدل هو أن يعطي ما عليه ويأخذ ما له،