مُغترب
52 subscribers
99 photos
39 videos
أنا هُنا لأرمي بؤسي ويأسي فقط .
-
Download Telegram
ثم تعود فارغًا، لست واثقًا من أي شيء، لا تكترث لشيء، لا ترغب بشيء، لا تتمنى شيئًا، لا تريد حتى التحدث، ترخي يدك من كل شيء، تهدأ، تنطفئ، تستسلم، ربما، لا أدري ماذا يسمى هذا الشعور بالتحديد، لا أدري إذا كان ما زال هناك شعور حتى، أم أن الفراغ وصل إلى الروح هذه المرة.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
"فقط تجنب الحب مهما كان الثمن"
فِي كُل مرةً أُريدُ أنْ أتَوقفُ عَنْ الكِتابة
وَلَكِننِي لاَ أسْتطِيعُ
أَجِدُنِي كَتبتُ ألاَف الكلِمات ، حَفِظتُها بَالمسَودّة
مِنها السَعيدة ومِنها المؤلِمة وإِلخ ..
في كُل مرةً أودُ أنْ أنتهِي مِنْ الكِتابة
أَجدُنِي غَارقٌ أكْثَرٌ
قَدّ غَرِقتُ بِها دُونَ إدراكٍ
ثُمَ مَاذا ؟
أنظرُ إلى نفسي فالمرآة
ما بالَ دمُوعي يذرفوا هَكذا ؟
أنظرُ بتعجب
وخوفٍ شديد
أنظر إلى المرآة إلى نفسي وَلَكِنَّ
أنا لستُ أنا !
هُناك شخصًا ما يتعذّر عليّ شرحهُ
عندما أنظرُ لا أراني انا فقط
أرى عدة أشخاص
يَتحدثون عدة لُغات لا أفهمها
ولا أفهم نفسي أيضاً
غالبًا إنهم مُشردون ليسَ لديهم نزلاً
ف قرروا النزول في جسدي
أنا في حيرةٍ شديدة
مَا بين
بقاءٍ ووداعٍ .
أَنا هُنا
وقَلْبي بعيدًا جدًا
ومَشّاعرِي غالبًا هُنا أَوْ هُناك
بَعيدة كَـ بُعد قلبِي
غالبًا مَشّاعرِي رَفيقة لقَلْبي
الآن هل أقول الَّذي يسكنني إِلهاُمٍ !
أمَّ أقول مَشاعر مُبَعْثَرة
أمَّ مَشاعر مُتزاحمة أُكاد أنْ أسْتَفْرغُها ؟
مَاذا أقول ؟
اليوم رأيت رجلاً كبيراً في السن
كان مبتسماً
كثير الكلام وجميل الدعوات
كنت أحاول أن أجاريه في الابتسامة والدعوات
لكن عيناي فضحت أمري ، وآه منها
وفجأة توقف عن الكلام
وسألني ما بِك يا فتى ؟
الدُنيا لا تستحق أن تعبس هكذا
هل أباك على قيد الحياة ؟
أجبتهُ نعم
هل والدتك على قيد الحياة ؟
أجبتهُ نعم
هل اخوتك على قيد الحياة ؟
أجبتهُ نعم
هل تأكل هل تشرب يا فتى ؟
أجبتهُ نعم
قال : إذًا لماذا تعبس ؟ فأنا يا بني فقدت والدي وانا في الثامنة من عمري
بل أنّ والدي كان حنونًا جدّاً وفقدانه ما زال يؤلمني
هنا توقفت عن الحديث وبدأت أنهمر بالدموع وأنصرفت
هو لا يعلم ابدّاً من أبي
هو لا يعلم ابدّاً عن ضجيج العائلة لا يعلم شيئا ابدّاً
هو لا يعلم بأن أبي لا يعرف شيئا عن الحنية إلا في المسلسلات فقط
يعتقد كبير السن بأن من يأكل ويشرب يكون سعيدًا في حياته ولا يعاني ابدّاً
ويجب عليه ان يبتسم دائما !
أنت لا تعلم شيئا عن صراعاتي وعن ضجيج عائلتي
لقد كانت محاولة فاشلة جدّاً في المواساة .
مُغترب
Photo
عقلي ثرثار بينما مظهري صامت
يثرثر وأنا بين الأصدقاء
له ضجيج مرتفع في جمعة العائلة
يصرخ كثيرًا وأنا على الفراش
ثقيل جدًا على وسادتي
والمعضلة أن عقلي لا ينسى أبدًا
يتذكر الألم والزمان والمكان
يسترجع نبرة الصوت وتعابير الوجه ونظرة الحقِد
بل أن مقدار ألم الصفعات
ما زال جسدي يشعر بهِ
عقلي يتساءل لماذا ؟
لا يريد سوى الأجوبة على كل هذه التساؤلات
لماذا انا محشو بكل هذهِ المشاهد اَلمؤلمة
أنا أيضًا لا أعرف الأسباب التي دفعتهم لفعل كل هذا
بطفلٍ لم يتجاوز العشرة أعوامٍ حينها
ما زالُ عقلي يؤلم جسدي وقلبي بالتساؤلات
وما زلت أنا لا أعرف الأجوبة!
ها أنَا ذا مُجَددًا
أقِف على حَافة الإنهِيار
وبداخلي ألف سؤال وسؤال
بلا إجابة أرددهم من حِين لأخر.. لماذا كل هذا؟
لماذا أنا؟ لماذا؟
أَدركتُ اليوِم أَنَّني سَأَنَتَظِر كُلّ شيء دَائمًا، السَعَادَة، نَفسي وكُلّ مَا أَتمنَاه، سَأبقَى هَكذَا أَنَتَظِر كُلّ شيء، ولا يَنتظرنِي شيء حَتى نفسِي.
وبَعدَ الرِكَض الطَويل ورَاء مَا يُسمَى بالأَحلام، توقَفَت قَدمَايّ فَجأة مُعلِنَةً استسلامهَا الُمريب أمَام اللاشَيء،
جَلستُ بقُرب عُشبٍ تَفوحُ منهُ رائحَة الأيام السَعيدَة، ورُحتُ أتجَولُ دَاخِل روُحِي بَاحث عن إِجابةٍ لوقُوفِي السَقيم.
وجدتُ الكَثير مِنَ الأحلام السَعيدّة والرَكض الطَويل، تفأجاتُ بأَنَ الَمكان بأَكملهِ لَا يحملِ الراحَة!
فرُحتُ أَبحَثُ عَنهَا مُطولاً حتَى وجدتهَا بَينَ ثَنَايا سردابٍ قديمٍ، باليةُ الحَال يَشُوبهَا سَوادٌ دَاكِن فَظيع.
خفتُ مِنهَا فسألتهَا: "كَيِفَ للِراحَة أَن تَكُون مُتعبَة"
أَجابتني بحسرةٍ ونظرةٍ خَائبَة: "عِندمَا يَكون صَاحبها يَجري ورَاء الأَحلام مُتناسيًا إياهَا."