مضَت ساعاتُ إفاقتها الأولى، صعبَة، عصيّة، لم تجِد سِوى سامي بِجوارها مّنذُ أفاقَت، فَسجى مُنذ إستعادَت وعيها إنكمشَت على نفسِها في أقصى قسم الطوارئ، ولم تنطِق بِكَلِمة، عُمَر الذي حبَس نفسهُ في الحمام ولم يُصدر صوتًا مُنذ دخَل؛ كِلاهما يهرُب من تصديق هذهِ النُكتة السخيفة، ولا شَيء يدعُوا للضَحِك، لِذا، تظلّ الحقيقة مُلقاة أمام بوّابة غرفة العمليات، منبوذة، لا يُصدّقها أحَد ، ولم يُعايِشها، لحظةً بِلحظة، سِوى وسَن، مُنذ حركة رِمشها الأولى، مروراً بِهذيانها الذِي طالَ، إسم عُمر الذي لم يُفارق شِفاهها، إفاقتُها، نظراتها التي أحذَت تدُور في المكان بحثًا عن وجهٍ واحد، إعتادَت رؤيتهُ عند كُل إفاقة مُشابِهة، صوتها الذي خرَج ضعيفًا، كلماتها التِي أبَت أن تترتَّب ، ظلَّت تسبَح في فضاء جُمَلٍ غريبة، يصعُب عليها تحصيل المعنَى، مرُوراً بِكل المحاولات الفاشِلة لِتحريك نِصفها السُفلِي، غرَابو الشعُور، قلبها الذي سقَط في جُبٍّ عَميق، أصابِع قدميها التي ماعادَت تشعُر بِهم، ظهرها الذي بالكاد إستطاعَت تقويمهُ، لتعتدل جالسَة مُستندة إلى ظهر السرير؛ بِمُساعدة سامِي، أسئلتها المُرتبِكة، أنياب القلَق عميقًا في خلاياها، تنهَش مِنها بقايا الطمأنينة.. أجوِبة سامي المُترَدّدة، خوفُها، سؤالها الذِي حرَّض بُكاءَهُ : كيف يعني يا سامي، ماحبقى كويسة أنا ؟ ماحقدر أقيف على رجلي تاني؟
مرورًا بِكُل تلك الأسئلة الجارِحة، وصولاً إلى بُكاءهُ الذي ما استطاع كبح جماحِه، و صمتُها، صمتها المُفرَغ، الذي ذابَت فيهِ قلوبهم جميعًا ..
●●●
ماليزيا - كوالا لامبُور ؛ بعد مرُور أسبوع، بِقصر عُمر الرشيد :
يطرُق الباب، مرّة، تتبعها الثانية، يخرُج صوتها خافِتًا عُقب المرّة الثالثة : أيوة
يسألها قبل أن يفتَح الباب : ممكن أخُش يا وسَن؟
تُكرِّر : أيوة
يفتح الباب، فتتجلّى بِحجمها الطفُولي أمامهُ، جالِسة على كُرسيها المُتحرِّك، كُرسي لا يُشبه ظلامهُ نُورها.. ولا جمودهُ طاقتها، كُرسي المَوت الذي تُلازمهُ ويُلازمها مُنذ أسبوع مُنقضي، تغفُو فوقهُ وتُفيق، تُدرِّب نفسها على شعور الركود هذا لِتعتَاد، تُغلِق مُنبِّه الرَكض في كُل صباح، تعقبهُ وصلة بُكاءٍ عميقٍ وجارِح، لايسَع مواساتهِ أحِد، حتى بيان تقِف بعيدة، يأكلها الأسَف، تحتضنها في كُل صباح بِكفّيها الصغيرين، تمضي النهار ناظرةً إليها، لتأتي وتغفُو تحت ساقيْها في كُلّ ليلة ، تطلُب من الله أن يُعيد إليهم الحياة ويُمددهم من فيض رحمتهِ بِمعجزة تجعلها تعود فتتحرَّك ، ترقُص، وتقفِز، وتجرِي، وتنزل درجات السُلم على ساقيْها، لا على هذا الكُرسي المُتحرِّك.. حتّى ميلادُ بيان السادِس أتى ومضى حزينًا، مُفرَّغا من أيّ فرحة، وميلادُها الذي يتزامن مع ميلادُ صغيرتها باليومِ والشهر، مضَى الآخَر مكسُورًا، لم يُواسِي فرحتهُ المُهدَرة أحَد .. واليوم، أتمَمت وسَن أسبوعاً على كُرسيها المُتحرِّك، ورُغم أنّ أيامها لا تمضي كأيّامهم، فلم تكُن السبعة أسابيع، بَل سفَر، طويلٌ مشوارهُ، مُغيَّبٌ مُنتهاه..
لكنّها حبيسةُ وقتٍ يمضي وتمضِي معهُ بِحزنها وإنكسارها جبرًا ، يدخُل عُمر إليها وخطواتهُ يسحبها الندَم للخلَف، يمضي ليلهُ في الإستغفار، يُخبر الله أن هذا الحُزن ليس إعتراضًا "لكنّ يارب إنها وسَن، إن جلسَت فمن ذَا الذي سيطُوف بِعطفهِ حَولنا ؛ شمسًا في كُل نهار قمرًا في كُل ليلَة؟" يتوقَّف أمامها أخيراً، نظراتها تحتضن الأرض، يجلِس على أمشاطِه، يُلاحق بنظراتهِ ملامحها التي تاهَت عنهُ مُنذ أسبوع..
ترفَع عينيها التِي ماجفّ سيلُ الدمع فيها مُنذ ذلك اليَوم إليه، مليئة بالأسى، يُرهقهُ النظر إليها، يُكسِّر صرَح صبرهِ الذي بناهُ في الصلاةِ السابقة، يغمُرها حنانًا بنظراتِه ، ينطِق أخيرًا : ما كفَآية بُعد؟
تستنكِر : عايز بِي قُربي شنو يا عُمَر ؟
عُمر : أنا لو ماعايز قُربِك حعوز شنو تاني في دُنيَتي يا وسَن !
وسن : دُنيتَك ما أنصفَتك، أفنيت حياتَك في قصّة نهايتها كانت واضحة من البداية، إحنا ليه بتاخدنا لمعة الحُب وننسى إنو في كسِر وفي غرَق وفي مُوت، عُمر أنا فصلَك البايخ من القصّة، أنا خذلتَك قبل خمسة سنين، وعذّبتَك خمسة سنين، ولسه بخسَر وبجبرَك تبكي عليّ، لسه بخذلك ياعُمر وبجبرَك تستنى إنصافي! تصِيح : أنا ماقادرة، حُبّك حِمل عليّ، زواجنا حِمل عليّ، بيان حِمل، أُمي حِمل، سجى حِمل، رغَد حِمل عليّ؛ أنا ماقادرة، كل الحمُول دي بتهِدّ بتهِد بس ماعايزة تموّتني ليه ياعُمر ؟ أنا نايمَة بذنب بيان وصاحية بذنبك، بصحَى بِبُكاء سجى وسامي اللي مابيوقِّف قراية قُرآن من يومها، أنا ذنبكم بيهِد حيلي، أنا ضعيفة، وما حقاوِم، ولا حنتكِي على كتوفكم الممدودة، ولا أحضانكم تلزمني، أنا ماعايزَة أعيش جُرح ولا عايزة أموت ندبة! أنا بس عايزة لو إني من الأوّل ماكُنت ولا بقيت ! ياريتني ماجيت ياعُمر، ياريتني ماكُنت، ولا عمري بقيت
مرورًا بِكُل تلك الأسئلة الجارِحة، وصولاً إلى بُكاءهُ الذي ما استطاع كبح جماحِه، و صمتُها، صمتها المُفرَغ، الذي ذابَت فيهِ قلوبهم جميعًا ..
●●●
ماليزيا - كوالا لامبُور ؛ بعد مرُور أسبوع، بِقصر عُمر الرشيد :
يطرُق الباب، مرّة، تتبعها الثانية، يخرُج صوتها خافِتًا عُقب المرّة الثالثة : أيوة
يسألها قبل أن يفتَح الباب : ممكن أخُش يا وسَن؟
تُكرِّر : أيوة
يفتح الباب، فتتجلّى بِحجمها الطفُولي أمامهُ، جالِسة على كُرسيها المُتحرِّك، كُرسي لا يُشبه ظلامهُ نُورها.. ولا جمودهُ طاقتها، كُرسي المَوت الذي تُلازمهُ ويُلازمها مُنذ أسبوع مُنقضي، تغفُو فوقهُ وتُفيق، تُدرِّب نفسها على شعور الركود هذا لِتعتَاد، تُغلِق مُنبِّه الرَكض في كُل صباح، تعقبهُ وصلة بُكاءٍ عميقٍ وجارِح، لايسَع مواساتهِ أحِد، حتى بيان تقِف بعيدة، يأكلها الأسَف، تحتضنها في كُل صباح بِكفّيها الصغيرين، تمضي النهار ناظرةً إليها، لتأتي وتغفُو تحت ساقيْها في كُلّ ليلة ، تطلُب من الله أن يُعيد إليهم الحياة ويُمددهم من فيض رحمتهِ بِمعجزة تجعلها تعود فتتحرَّك ، ترقُص، وتقفِز، وتجرِي، وتنزل درجات السُلم على ساقيْها، لا على هذا الكُرسي المُتحرِّك.. حتّى ميلادُ بيان السادِس أتى ومضى حزينًا، مُفرَّغا من أيّ فرحة، وميلادُها الذي يتزامن مع ميلادُ صغيرتها باليومِ والشهر، مضَى الآخَر مكسُورًا، لم يُواسِي فرحتهُ المُهدَرة أحَد .. واليوم، أتمَمت وسَن أسبوعاً على كُرسيها المُتحرِّك، ورُغم أنّ أيامها لا تمضي كأيّامهم، فلم تكُن السبعة أسابيع، بَل سفَر، طويلٌ مشوارهُ، مُغيَّبٌ مُنتهاه..
لكنّها حبيسةُ وقتٍ يمضي وتمضِي معهُ بِحزنها وإنكسارها جبرًا ، يدخُل عُمر إليها وخطواتهُ يسحبها الندَم للخلَف، يمضي ليلهُ في الإستغفار، يُخبر الله أن هذا الحُزن ليس إعتراضًا "لكنّ يارب إنها وسَن، إن جلسَت فمن ذَا الذي سيطُوف بِعطفهِ حَولنا ؛ شمسًا في كُل نهار قمرًا في كُل ليلَة؟" يتوقَّف أمامها أخيراً، نظراتها تحتضن الأرض، يجلِس على أمشاطِه، يُلاحق بنظراتهِ ملامحها التي تاهَت عنهُ مُنذ أسبوع..
ترفَع عينيها التِي ماجفّ سيلُ الدمع فيها مُنذ ذلك اليَوم إليه، مليئة بالأسى، يُرهقهُ النظر إليها، يُكسِّر صرَح صبرهِ الذي بناهُ في الصلاةِ السابقة، يغمُرها حنانًا بنظراتِه ، ينطِق أخيرًا : ما كفَآية بُعد؟
تستنكِر : عايز بِي قُربي شنو يا عُمَر ؟
عُمر : أنا لو ماعايز قُربِك حعوز شنو تاني في دُنيَتي يا وسَن !
وسن : دُنيتَك ما أنصفَتك، أفنيت حياتَك في قصّة نهايتها كانت واضحة من البداية، إحنا ليه بتاخدنا لمعة الحُب وننسى إنو في كسِر وفي غرَق وفي مُوت، عُمر أنا فصلَك البايخ من القصّة، أنا خذلتَك قبل خمسة سنين، وعذّبتَك خمسة سنين، ولسه بخسَر وبجبرَك تبكي عليّ، لسه بخذلك ياعُمر وبجبرَك تستنى إنصافي! تصِيح : أنا ماقادرة، حُبّك حِمل عليّ، زواجنا حِمل عليّ، بيان حِمل، أُمي حِمل، سجى حِمل، رغَد حِمل عليّ؛ أنا ماقادرة، كل الحمُول دي بتهِدّ بتهِد بس ماعايزة تموّتني ليه ياعُمر ؟ أنا نايمَة بذنب بيان وصاحية بذنبك، بصحَى بِبُكاء سجى وسامي اللي مابيوقِّف قراية قُرآن من يومها، أنا ذنبكم بيهِد حيلي، أنا ضعيفة، وما حقاوِم، ولا حنتكِي على كتوفكم الممدودة، ولا أحضانكم تلزمني، أنا ماعايزَة أعيش جُرح ولا عايزة أموت ندبة! أنا بس عايزة لو إني من الأوّل ماكُنت ولا بقيت ! ياريتني ماجيت ياعُمر، ياريتني ماكُنت، ولا عمري بقيت
يُعلِّق عينيه التِي يلمَع إحمرارها في عينيّ وسَن بِها ، يُحيط كتفيْها ، ويهُزّها ، كما لم يفعَل من قَبل : حتسكُتي، وتسمعيني، ماحتطلّعيني برا الأوضة في آخِر النقاش زيّ كُل مرّة، ما حتقفّلي أضانِك مني زي كل مرّة، ما حتعايني غير لعيوني، وحتسمعيني يا وسَن ، أنا راجلِك، وضُلِّك، عايزاني ولا لا أنا معاك، راضيَة بيّ ولا لا أنا هِنا، حتى إنتي هِنا والموضوع إنتهى، دعوة إنو ياريتني لو ماكنت ولا بقيت دا ماكلام بتقولو وسَن مرَتي، وسن صحبَتي، وسن بنتِي.. وإذا على حُبي، اللي بتسمّيه ذنب، فأنا وقفت بيهُو على رجلي قدام ظروف أسوأ من دِي.. ظروف كان اليأس فيها هو أسهل وأقرب حل ، لكن ماوقفتَ، ولا أفلتَتِك، ولو تتعاد حياتي بنفس المأساة مليون مرّة برضو حختارِك، وربّنا شاهد على كلامِي، كلامي دا بقولو في سجادة صلاتي قبل ما أقولو قدّامِك، وربّنا اللي إنتي دلّيتيني عليهُو بِكُل أثر جميل تِبعتو ولقيتِك إنتي نهايتو يا وسَن هو المقوّيني، أحبسي نفسِك في الأوضة دي مليون سنة، وأهرُبي، وترجمي خوفنا وحُبّنا ذنب، وارفضي قُربنا، أبعديني يا وسن ، وأحرميني لمسة إيدِك مش بس أسبوع؛ لأ، مليون سنة، حتفتحي الباب بعدها، وحتلقيني لسه مادِد يدّي ومُستني دفُو يدِّك، ولا في واحد من الذكرتيهم ديل حيطلب كفّارة لذنبو، كلنا حنفضل متمسّكين بالذنب دا ، لغاية ماتغفري إنتي لنفسك، شوّية، وتبطلي قسوتِك دي عليها، وتسمحي لينا نكون جمبِك، لو وجعكِ ما بيتقاس، ولا بيتحكِي، عالأقل خلّينا نحسّو، حنشيلو معاك، وحيخِف، حتعدِّي، لو مهما حبستي نفسك، ورا الباب دا ، حتعدِّي، وربنا حيغفر إعتراضك، وحيسامحِك، لكن حيكون فات كتير ما عِشناه، وحرام يفضل مُجرَّد خُطة جامدة على ورَق..
ينهَض عنها ، يُولّيها ظهرهُ ، هامًّا بالخروج، تُوقفهُ شهقتها، يلتفِت إليها، مدفونٌ وجهها بين كفّيها، تُجهِش بالبكاء ، ويرتعِد جسدها النحِيل لا يقوى حِمل هذهِ القسوة وحدهُ.. يُهروِل إليها، يخرّ على رُكبتيْه، يحتضن رأسها إلى صدرِه، يُربِّت عليهِ بحنان، وصوت كلماتها يخرُج بعيدًا، ومهزوزًا : تعبت يا عُمر.. تعبت والله، صعب عليّ ، نفسي أصبر؛ لكنّو صعب ياعُمر.. صدّقني صعب
يعتصر كتفيها بين ذراعيْه، والدمع يحتقِن في عينيه ويتفرَّغ، لا الصَبر يُجدِي، ولا البَوح يُريح، لكنّه الآن أكثر إطمئناناً، عندما تُبلِّل دمعاتها صدرهُ، تتخفف من حِملها لتضعهُ فوق نبضاته، وما سِوى هذا شفاءٌ لقلبِه..
•••
ماليزيَا - كوالا لامبُور ؛ قبل ٦ سنوات :
بِشركة عُمر الرشيد ؛ إنهُ يومها الأوَّل مُنذ أصبحَت المُشرف الأصلِي للمشروع، تدخُل إلى مبنَى الشرِكة مُهروِلَة ، تحمِل حقيبتها الكبيرة على ظهرِها، تخرُج منها مِسطرة طويلة، وأوراقٌ ضخمة، مطويّة بإتقان ، تحمِل ملفّاتها بين يديهَا، تخطُو مُسرِعة بِفستانها الزيتيّ ، حمّالاتهُ الطفوليّة، وقميصها الأبيَض أسفل حمّالات الفُستان العاريَة، مُشرِقٌ وجهُها، كأنّما تحمِل الصباحاتِ السعيدة في جَيب فُستانِها وتمضِي، تصطدِم بِعمر الذي تزامَن حضورهُ معها، شامِخ، ببِدلتهِ الرسميّة وخطواتهِ الثابتة، ملامحهُ الحادّة، وغمّازتهُ التِي لا تظهَر إلا عندما يراها ، يلفحها شذى عطرهُ، تكتم أنفاسها، ولا تتنشّقهُ .. يدخُلان إلى المِصعَد الكهربائي سويًا، لينتقِل بهِم إلى الطابِق الأخير ، يتنحنح عُمر ، تنظُر وسن إليه مُرتبِكة، ينطِق : صباح الخير
تبتسِم : صباح النُور
عُمر : مواعيدك مظبوطة،جميل جدًا
تُحني رأسها مُبتسِمة، يُردِف : ممكن أسالِك سؤال طفولي شوية يا باشمهندس وسَن؟
وسن بإهتمام : أيوة إتفضَّل
عُمر : شنو المشروع اللي نفسِك تقوّميه من حُر مالك وقُدراتك المعمارية؟
وسن : إيك، كتير، الإجابة من كم سطر؟
يضحَك : كل الورق ليك
تضحَك : مسجِد ، مدرسة، دار نشر ، وأكيد مُستشفى ، دي كلها عناوين سطحيّة بس داخل كل حلم عندي خُطة وتفاصيل حتى لو ماحققتها حفضل أحكيها بإلحاح كِدا تفصيلة تفصيلة
تتنبّه لنظراتِه، جليٌّ إعجابه، تبتسِم فيتُوه،تتّسِع إبتسامتها خَجِلة، يتنحنح، فتضحَك، يحكّ رأسه، وينطق أخيرًا : ماشاء الله، شكلك فعلًا محتاجة الورق كلّو
وسن : مش قُلت ليك؟
يصِل بهم المِصعد إلى الطابق المَعني، ينفتِح الباب، يُشير لها أن تتفضَّل ، تخرُج أمامه، ويتبعها، يأرجحهُ الإعجاب على حبلٍ مِن نار..
●●●
كوالا لامبُور - الآن :
مضَى أسبوعٌ آخَر، لحِق بِهِ ثانٍ فثالَث، وها هيَ وسَن ؛ تُتِمّ شهرها الأوَّل جالِسة على كُرسيها المُتحرِّك، تذهَب إلى جلسات العِلاج الوظيفي للحِفاظ على ماتبقّى من دِماغها، مِنها إلى جلسات العِلاج الطبيعي، ثُم إلى المنزل، دورةُ حياةٍ بائِسة، ورَتيبَة، لكنّ جُزءًا واحِدًا من هذهِ المأساة ظلّ يجرُّها لأيامِ الفرَح ، جائزة صبرِها التي حصلَت عليها، زوجُها وإبنتها، بيَان ، عُمر الرَّشيد..
ينهَض عنها ، يُولّيها ظهرهُ ، هامًّا بالخروج، تُوقفهُ شهقتها، يلتفِت إليها، مدفونٌ وجهها بين كفّيها، تُجهِش بالبكاء ، ويرتعِد جسدها النحِيل لا يقوى حِمل هذهِ القسوة وحدهُ.. يُهروِل إليها، يخرّ على رُكبتيْه، يحتضن رأسها إلى صدرِه، يُربِّت عليهِ بحنان، وصوت كلماتها يخرُج بعيدًا، ومهزوزًا : تعبت يا عُمر.. تعبت والله، صعب عليّ ، نفسي أصبر؛ لكنّو صعب ياعُمر.. صدّقني صعب
يعتصر كتفيها بين ذراعيْه، والدمع يحتقِن في عينيه ويتفرَّغ، لا الصَبر يُجدِي، ولا البَوح يُريح، لكنّه الآن أكثر إطمئناناً، عندما تُبلِّل دمعاتها صدرهُ، تتخفف من حِملها لتضعهُ فوق نبضاته، وما سِوى هذا شفاءٌ لقلبِه..
•••
ماليزيَا - كوالا لامبُور ؛ قبل ٦ سنوات :
بِشركة عُمر الرشيد ؛ إنهُ يومها الأوَّل مُنذ أصبحَت المُشرف الأصلِي للمشروع، تدخُل إلى مبنَى الشرِكة مُهروِلَة ، تحمِل حقيبتها الكبيرة على ظهرِها، تخرُج منها مِسطرة طويلة، وأوراقٌ ضخمة، مطويّة بإتقان ، تحمِل ملفّاتها بين يديهَا، تخطُو مُسرِعة بِفستانها الزيتيّ ، حمّالاتهُ الطفوليّة، وقميصها الأبيَض أسفل حمّالات الفُستان العاريَة، مُشرِقٌ وجهُها، كأنّما تحمِل الصباحاتِ السعيدة في جَيب فُستانِها وتمضِي، تصطدِم بِعمر الذي تزامَن حضورهُ معها، شامِخ، ببِدلتهِ الرسميّة وخطواتهِ الثابتة، ملامحهُ الحادّة، وغمّازتهُ التِي لا تظهَر إلا عندما يراها ، يلفحها شذى عطرهُ، تكتم أنفاسها، ولا تتنشّقهُ .. يدخُلان إلى المِصعَد الكهربائي سويًا، لينتقِل بهِم إلى الطابِق الأخير ، يتنحنح عُمر ، تنظُر وسن إليه مُرتبِكة، ينطِق : صباح الخير
تبتسِم : صباح النُور
عُمر : مواعيدك مظبوطة،جميل جدًا
تُحني رأسها مُبتسِمة، يُردِف : ممكن أسالِك سؤال طفولي شوية يا باشمهندس وسَن؟
وسن بإهتمام : أيوة إتفضَّل
عُمر : شنو المشروع اللي نفسِك تقوّميه من حُر مالك وقُدراتك المعمارية؟
وسن : إيك، كتير، الإجابة من كم سطر؟
يضحَك : كل الورق ليك
تضحَك : مسجِد ، مدرسة، دار نشر ، وأكيد مُستشفى ، دي كلها عناوين سطحيّة بس داخل كل حلم عندي خُطة وتفاصيل حتى لو ماحققتها حفضل أحكيها بإلحاح كِدا تفصيلة تفصيلة
تتنبّه لنظراتِه، جليٌّ إعجابه، تبتسِم فيتُوه،تتّسِع إبتسامتها خَجِلة، يتنحنح، فتضحَك، يحكّ رأسه، وينطق أخيرًا : ماشاء الله، شكلك فعلًا محتاجة الورق كلّو
وسن : مش قُلت ليك؟
يصِل بهم المِصعد إلى الطابق المَعني، ينفتِح الباب، يُشير لها أن تتفضَّل ، تخرُج أمامه، ويتبعها، يأرجحهُ الإعجاب على حبلٍ مِن نار..
●●●
كوالا لامبُور - الآن :
مضَى أسبوعٌ آخَر، لحِق بِهِ ثانٍ فثالَث، وها هيَ وسَن ؛ تُتِمّ شهرها الأوَّل جالِسة على كُرسيها المُتحرِّك، تذهَب إلى جلسات العِلاج الوظيفي للحِفاظ على ماتبقّى من دِماغها، مِنها إلى جلسات العِلاج الطبيعي، ثُم إلى المنزل، دورةُ حياةٍ بائِسة، ورَتيبَة، لكنّ جُزءًا واحِدًا من هذهِ المأساة ظلّ يجرُّها لأيامِ الفرَح ، جائزة صبرِها التي حصلَت عليها، زوجُها وإبنتها، بيَان ، عُمر الرَّشيد..
تضَع هاتِفها على وضع السمّاعة الخارجيّة، تتركهُ فوق طاوِلة المطبخ، وتُدحرِج كُرسيّها وصولًا إلى باب الثلاجَة، يأتيها صوت رفيقتِها القَديمة مُحبَطًا : لكنّ عارفة في النهاية حصل شنو ؟
تنطِق وسن بِرتابة : حصل شنو
رغد : الراجل قال لينا ما عندي طريقة فيزا ليكم إلا لنهاية السنة ، إنتي مُتخيّلة ياوسن بعد الصبُر الصبرناهو دا كلو يجي يقول لينا كدا ؟
وسَن : معلِيش.. حشوف ليكم عُمر يمكن يعرِف يعمل حاجة
تتنهَّد رغَد : يارب يعرف يعمل حاجة ، أنا قلبي ماحيبرُد لو ما شُفتِك يا وسَن
تبتسِم هازئة : صدّقيني ماحيعجبِك المنظَر
رغد : إنتي ماف زول سألِك عن رأيِك ، بيان كيف ؟
تتنهَّد : كويسَة، طلعت مع أبوها
رغد : إستقبلت الموضوع كيف يا وسَن ؟
بيان : كانت خايفَة في البداية، مرّة لقيتها مخبيّة الكُرسي عني عشان ما أقعُد فيه.. لحدّي ماقعدت معاها وفهّمتها، إني ماقاعدة فيه بِرضاي، لكنّي مُضطرة ليهُو..
تأخُذ رغد نفسًا عميقًا، تزفرهُ : عُمر كيف
تزدري ريقها، تبتلِع دمعها معهُ، ترثَى لِحالِه، ولا يُفارقها شعور الذنب بِصُحبَتهِ وبقاؤهُ معها، تنطِق مُتحشرِجة بِدَمعها : قاعِد، مابيسيبني لحظَة إلا لو شي ضروري.. حتى الشغل بقى يجيبو البيت وينجزُو، مابينوم لو أنا مانُمت، ولأنِّي مابنوم، فبِطبيعة الحال ليهو شهر صاحي، يغفر بالغلط مرات ويصحى مفزوع، يلقاني ببكِي، لأني عايزه أمشي الحمام وماقادرة.. بقيت أشوف فيديوهات، عشان أتعلّم، كيف أحرّك نفسي وأقعد في الكُرسي براي، بس أنا ماعايزة أتعلَّم، بحضر الفيديو، وأقفلو، وأنادِي سجَى تساعدني، ولغاية ماتجيني، بكون بكيت لحدّي ما سير عيوني وِرِم، التأقلُم خِدعة كبيرة يا رغد ، أنا حموت ولسه مُستنكِرة وضعي دا ..
تفزَع رغد : عُمرك أطول من عمري يا وسن ماتقولي كدا
تنطِق بصوتٍ أخفضَ الدمع حدّتهُ : الموت راحَة، من عذاب الإبتلاءات دي.. لو بتحبّيني مفروض تدعي لي بالعكس
يقطَع نقاشهم صوت الباب ينفتِح، بيَان التي أخذَت تركُض نحوَ والدتها، تُنهي وسن المُكالمة على عجَل، وتلتفِت بُكرسيها إلى صغيرتها مُبتسِمة، تقفِز إليها : ماما
تحتضنها إليها : رُوح ماما !
بيَان : حنطلع رِحلة يُووبِّي!
تُقطِّب حاجبيها ناظرةً إلى عُمر
عُمر مُبرّراً : تعوِيض لعيد ميلادكُم الفات..
تتنهَّد : عُمَر
عُمر لِبيان : أطلعي جهزي الشنط مع حوّاء يا بيان
تقفِز نحو الخارِج بحماسة : حاضِر
يتقدَّم إليها ، يجلِس أسفل قدميْها على أطراف أصابعِه ، يُمسِك بكفّيها : مالِك؟
تهرُب بنظراتها عنهُ : عُمَر
يُلاحقها بِعينيهِ : عيُونو
تنظُر إليه أخيراً مُقاومةً سيل دموعها : أنا ماعايزة أمشي مكان
يُقبّل ظهر كفّها، قُبلة دافئة للآخر، يسألها : ليه ؟
وسن : عُمر أنا ماقادرة أتقبَّل شكلي في الكُرسي دا ، تتوقَّع مني حقدر على نظرة الناس وشفقتهم وكُل الغباء دا ؟ أرجوك خلينا نقعُد في بيتنَا ، أنا مُرتاحة هِنا ..
عُمر : لا إنتي ما مُرتاحة، إنتي مُستسلمة، ودي إسمها راحة مؤقّتة، كلها كم يوم وترجعي لجلد الذات تاني وتحبسي نفسِك في الأوضة وأنا ماصدّقت رِجعتي ليّ يا وسَن ، عشان خاطري، لو عندي بس خاطِر بسيط عندِك، طاوعيني، أنا عارف أنا بعمَل في شنو، أوعدِك يانُور عيني ماحتندمِي
تتنهَّد ،تنطِق : عُمر ، أنا وزني قاعد يزيد، وآلام جسمي بتقتلني، ماقادره أتحرَّك حركة واحدة تريّحنِي، أنا عارفة إنو السفر حيفيدني، لكن ما على كُرسي مُتحرِّك
عُمر : طب على ضهري، ينفع؟
تضحَك من بين دموعها
يُحيط خدّيها، يُقبّلها أوسط شفتيها ، تُبعدهُ : عُمر
يبتعِد : إشتقت للضحكة دي والله
تتنحنح
يُحرِّك أصابعهُ أسفل شفتيها : مُمكن؟
تهرُب بنظراتها عنهُ ، يُلفتها بِكفِّه : وسَن
تُغمض عينيها : ماقادرة، صدّقني ياعُمر ، ماقادرة .. حاسّة في شي غلط طول الوقت، وكل ماتلمسني، الشعور دا بيزيد
عُمر : الكُرسي هو السبب؟
وسن : يمكِن
ينحنِي، يرفعها عن الكُرسي فوق ذِراعيْه، وينهَض بِها
تُقاومهُ : عُمر
عُمر : لسّه ؟
تُغطِّي وجهها بِكفِّها : ما..
يُلِحّ : لسه حاسّة في شي غلط ؟
تبتلِع ريقها، تُنزِل كفها عن وجهها ، تنظُر إلى داخل عينيه، تتأمّلهُ، من حِدّة الوجه حتّى لمعة الَعين، تُمرّر كفها الصغير على خدِّه، تقترِب، وقلبهُ يخفق، تطبَع قُبلة دافئة فوق شفتيه، يبتسِم، ويُبادلها ذاتَ الدِفء، وقد ثأَر لشوقهِ أخيرًا..
•••
ماليزيَا - كوالا لامبُور ، قبل ٦ سنوَات :
بِمبنى شركة عُمر الرشيد، واقِفة أعلَى موقِع الإنشاء، ترتدِي خُوذتها، تُدقِّق الملفات بين كفّيها، وتُعقِّب على العُمال كُلّ واحِدٍ على حِدا ، مضى شهر ولازالت بِذات الشغَف، لم يهدأ إندفاعها الأوّل مُنذ بدأَت، وصارَ جليًّا، أنها لن تستسلِم؛ إلى أن تصنع من هذا المشرُوع أسطُورة! يتقدَّم إليها، مُرتبِكًا، على غير عادتهِ، وثقتها التِي تتمشّى بِها في موقع الإنشاء، تزيدُ أوامَ قلَقِه، يقِف الآن خلفها، مِثلمَا فعلَ في اليومِ الأوَّل، يتنحنح، فتلتفِت إليه : مِستر عُمر ؟
تنطِق وسن بِرتابة : حصل شنو
رغد : الراجل قال لينا ما عندي طريقة فيزا ليكم إلا لنهاية السنة ، إنتي مُتخيّلة ياوسن بعد الصبُر الصبرناهو دا كلو يجي يقول لينا كدا ؟
وسَن : معلِيش.. حشوف ليكم عُمر يمكن يعرِف يعمل حاجة
تتنهَّد رغَد : يارب يعرف يعمل حاجة ، أنا قلبي ماحيبرُد لو ما شُفتِك يا وسَن
تبتسِم هازئة : صدّقيني ماحيعجبِك المنظَر
رغد : إنتي ماف زول سألِك عن رأيِك ، بيان كيف ؟
تتنهَّد : كويسَة، طلعت مع أبوها
رغد : إستقبلت الموضوع كيف يا وسَن ؟
بيان : كانت خايفَة في البداية، مرّة لقيتها مخبيّة الكُرسي عني عشان ما أقعُد فيه.. لحدّي ماقعدت معاها وفهّمتها، إني ماقاعدة فيه بِرضاي، لكنّي مُضطرة ليهُو..
تأخُذ رغد نفسًا عميقًا، تزفرهُ : عُمر كيف
تزدري ريقها، تبتلِع دمعها معهُ، ترثَى لِحالِه، ولا يُفارقها شعور الذنب بِصُحبَتهِ وبقاؤهُ معها، تنطِق مُتحشرِجة بِدَمعها : قاعِد، مابيسيبني لحظَة إلا لو شي ضروري.. حتى الشغل بقى يجيبو البيت وينجزُو، مابينوم لو أنا مانُمت، ولأنِّي مابنوم، فبِطبيعة الحال ليهو شهر صاحي، يغفر بالغلط مرات ويصحى مفزوع، يلقاني ببكِي، لأني عايزه أمشي الحمام وماقادرة.. بقيت أشوف فيديوهات، عشان أتعلّم، كيف أحرّك نفسي وأقعد في الكُرسي براي، بس أنا ماعايزة أتعلَّم، بحضر الفيديو، وأقفلو، وأنادِي سجَى تساعدني، ولغاية ماتجيني، بكون بكيت لحدّي ما سير عيوني وِرِم، التأقلُم خِدعة كبيرة يا رغد ، أنا حموت ولسه مُستنكِرة وضعي دا ..
تفزَع رغد : عُمرك أطول من عمري يا وسن ماتقولي كدا
تنطِق بصوتٍ أخفضَ الدمع حدّتهُ : الموت راحَة، من عذاب الإبتلاءات دي.. لو بتحبّيني مفروض تدعي لي بالعكس
يقطَع نقاشهم صوت الباب ينفتِح، بيَان التي أخذَت تركُض نحوَ والدتها، تُنهي وسن المُكالمة على عجَل، وتلتفِت بُكرسيها إلى صغيرتها مُبتسِمة، تقفِز إليها : ماما
تحتضنها إليها : رُوح ماما !
بيَان : حنطلع رِحلة يُووبِّي!
تُقطِّب حاجبيها ناظرةً إلى عُمر
عُمر مُبرّراً : تعوِيض لعيد ميلادكُم الفات..
تتنهَّد : عُمَر
عُمر لِبيان : أطلعي جهزي الشنط مع حوّاء يا بيان
تقفِز نحو الخارِج بحماسة : حاضِر
يتقدَّم إليها ، يجلِس أسفل قدميْها على أطراف أصابعِه ، يُمسِك بكفّيها : مالِك؟
تهرُب بنظراتها عنهُ : عُمَر
يُلاحقها بِعينيهِ : عيُونو
تنظُر إليه أخيراً مُقاومةً سيل دموعها : أنا ماعايزة أمشي مكان
يُقبّل ظهر كفّها، قُبلة دافئة للآخر، يسألها : ليه ؟
وسن : عُمر أنا ماقادرة أتقبَّل شكلي في الكُرسي دا ، تتوقَّع مني حقدر على نظرة الناس وشفقتهم وكُل الغباء دا ؟ أرجوك خلينا نقعُد في بيتنَا ، أنا مُرتاحة هِنا ..
عُمر : لا إنتي ما مُرتاحة، إنتي مُستسلمة، ودي إسمها راحة مؤقّتة، كلها كم يوم وترجعي لجلد الذات تاني وتحبسي نفسِك في الأوضة وأنا ماصدّقت رِجعتي ليّ يا وسَن ، عشان خاطري، لو عندي بس خاطِر بسيط عندِك، طاوعيني، أنا عارف أنا بعمَل في شنو، أوعدِك يانُور عيني ماحتندمِي
تتنهَّد ،تنطِق : عُمر ، أنا وزني قاعد يزيد، وآلام جسمي بتقتلني، ماقادره أتحرَّك حركة واحدة تريّحنِي، أنا عارفة إنو السفر حيفيدني، لكن ما على كُرسي مُتحرِّك
عُمر : طب على ضهري، ينفع؟
تضحَك من بين دموعها
يُحيط خدّيها، يُقبّلها أوسط شفتيها ، تُبعدهُ : عُمر
يبتعِد : إشتقت للضحكة دي والله
تتنحنح
يُحرِّك أصابعهُ أسفل شفتيها : مُمكن؟
تهرُب بنظراتها عنهُ ، يُلفتها بِكفِّه : وسَن
تُغمض عينيها : ماقادرة، صدّقني ياعُمر ، ماقادرة .. حاسّة في شي غلط طول الوقت، وكل ماتلمسني، الشعور دا بيزيد
عُمر : الكُرسي هو السبب؟
وسن : يمكِن
ينحنِي، يرفعها عن الكُرسي فوق ذِراعيْه، وينهَض بِها
تُقاومهُ : عُمر
عُمر : لسّه ؟
تُغطِّي وجهها بِكفِّها : ما..
يُلِحّ : لسه حاسّة في شي غلط ؟
تبتلِع ريقها، تُنزِل كفها عن وجهها ، تنظُر إلى داخل عينيه، تتأمّلهُ، من حِدّة الوجه حتّى لمعة الَعين، تُمرّر كفها الصغير على خدِّه، تقترِب، وقلبهُ يخفق، تطبَع قُبلة دافئة فوق شفتيه، يبتسِم، ويُبادلها ذاتَ الدِفء، وقد ثأَر لشوقهِ أخيرًا..
•••
ماليزيَا - كوالا لامبُور ، قبل ٦ سنوَات :
بِمبنى شركة عُمر الرشيد، واقِفة أعلَى موقِع الإنشاء، ترتدِي خُوذتها، تُدقِّق الملفات بين كفّيها، وتُعقِّب على العُمال كُلّ واحِدٍ على حِدا ، مضى شهر ولازالت بِذات الشغَف، لم يهدأ إندفاعها الأوّل مُنذ بدأَت، وصارَ جليًّا، أنها لن تستسلِم؛ إلى أن تصنع من هذا المشرُوع أسطُورة! يتقدَّم إليها، مُرتبِكًا، على غير عادتهِ، وثقتها التِي تتمشّى بِها في موقع الإنشاء، تزيدُ أوامَ قلَقِه، يقِف الآن خلفها، مِثلمَا فعلَ في اليومِ الأوَّل، يتنحنح، فتلتفِت إليه : مِستر عُمر ؟
عُمر : مُش إحنا شلنا الألقاب دي من بدرِي يا وسَن؟
تضَع ملفاتها جانبًا، وتلتفِت إليه بكامل جسدها : عارفَة، بس في مكان الشُغل، إنتَ المِستر ، وأنا مُديرة المشروع، صح؟
يهزّ رأسهُ مُستسلماً : حاضِر يا ستِّي، أقصُد يا باشمُهندسة
تبتسِم بِرضى
يفرُّك كفّيه بتوتر : بِصراحة، أنا عايز أعرِض عليك عرض، وخايِف ترفضيه
وسن بإهتمام : عرض شنو؟
عُمر : ولو رفضتيه وأحرجتيني؟
وسن : على حسب الطلب والله يا مِستَر عُمر
يُعلِّق نظراتهُ بها : عايز فُرصة، أقابلك فيها، خارج حدود العمل والجوّ دا
تتَنحنح : أ.. ماعارفة والله
يُقاطعها : ما توتّري نفسك، بإمكانك ترفضي عادي
وسَن : وأحرَجِك؟
ينظُر إليها مُبتسِمًا : ححاوِل تاني..
تشبك كفّيها بِبعضمها خلف ظهرها : أها، الشغلة ركوب راس يعني
عُمر : أيوة أنا راكب راس فيك..
تصدّ عنهُ خجِلة، تنزّ وجنتيها حُمرة، يتراجَع بعد صمتٍ طال : وسَن ، أنا آسِف لو إتجاوزت حدودي!
تفرُك كفّيها ولازالت مُعرِضة عنهُ، يستأذن : طيب الإذن.. ويُولّيها ظهرهُ
تلتفِت إليه ، تنطِق مُستجدية عودتهُ : مِستر عُمر ،نهاية الأسبوع مُناسبة معاك؟
يبتسِم مُنتصراً ، يلتفت إليها : مُناسبة جدًا
●●●
ماليزيَا - كوالا لامبُور ؛ بعد مرُور سنة :
سنَة، جرفتها الأيّام شهرًا تلاهُ الآخِر، وهاهيَ الحياة تُتِمّ دَورتها، وتقِف عند تاريخٍ مُعيَّن..
بِقصر عُمر الرشِيد، يضجّ المنزل بأصواتٍ فارقت فرحتها جُدرانهُ مُنذ زمنٍ بعيد، بيان التي إزداد طُولها ونقَص وزنُها، تُمسِك بِخيطٍ تملأهُ البلالين، تصعَد لِتُزيِّن بهِ أسوار السلّم، يمسك نبيل الطيّب بِطرف الخيط الآخَر، ويُشجّعها مُبتسِمًا .. سجَى التِي تغرِس شمعة السبعة وعِشرين عامًا فوق كَعكة الميلاد، وسامِي إلى جوارها يغرس شمعة السبعة أعوام على كعكة الميلاد الأُخرى، ضَربٌ من ضروب الفرَح، ضحكاتٌ سعيدة، وخطوات حوّاء في المكان تمنحهُ دِفئًا خاصّ.. عُمر الذي ذهب للمطَار لإستقبال ناهِد ورغَد، وسَن التي أخذتها جيسي إلى صالُون التجميل، كيّ يتسنّى لهُم تجهيز المُفاجأة ، تمضِي الساعات والكُل غارِقٌ في مهامِه، تضع حوّاء لمستها الأخيرة على سُفرة الطعام، سجى التي نسّقَت طاوِلة الهدايا، عُمر الذي دخَل إليهم بِصحبة ناهِد ورغد، يستقبلهم الجميع بِترحاب، يُحيِّي سامي رفيقهُ : أوه الBoss شرَّف
يُصافحهُ عُمر : الأخبار شنو
سامي : كلو تمام أدينا الإشارة بس
يفتح هاتفهُ بإهتمام : يلّا هُم قرّبو ياجماعة
تُهروِل بيان إليه : بابا ، أنا متوترة
ينحنِي إليها، يُقبٍّل رأسها بٍعُمق ، يهمِش لها بإنجليزيتهِ الطَلِقة : أنتِ تستطيعين فِعلها!
تبتسِم، وتهزّ رأسها موافِقة
يُعطيهم عُمر الإشارة، فيختبئ الجميع، تُطفأ الأنوار، وحدَها بيان ظلَّت واقِفة أوسَط القصَر، عينيها على الباب، وعلى الشفاهِ كلماتُ والدتها، تفتَح جيسي الباب، تعُود خلف الكُرسي لتدفَع وسن إلى الداخِل، بُقعة ضوءٍ واحِدة تشُد إنتباههم، مُسلَّطة على بيان، بِفُستانها الورديّ ، وظفائرها الطَويلة تّغطّي كتفيْها، تفرد فُستانها وتنحنِي بِتقدير، تضحَك وسَن ولازالت مُستنكِرة، تتقدَّم بيان إليها ، وهيَ تُردِّد أبيات القصيدة الأقرب لقلبِ والدتها، -بيانُ أحلامي- أصبحَت الآن قصيدتها المُفضّلة أيضًا، ترتبِك، فيُلقّنها عُمر الكلمات، تخُونها القوافي فُتقوِّمها وسَن، يترَقرق الدمعُ في عينيّ وسَن وهيَ تسترجِع ذكريات هذهِ القصيدة، مُنذ فتحت عينيها على هذا الصباح؛ وذكرياتُ أمسِها تُراودُها مُتقطِّعة، يومُها الأوَّل في ماليزيَا، مشروع شركة عُمر الرشيد، منزلها هيَ وجيسي، حديقة الحيّ، لقاء اليَخت، خبرُ الحَمل ، الحادِث، لقاء ثٌم فراق، ثُم ماذا؟ لقاءٌ لتذكّر الفراق، تتذكَّر دعوتُها، " يارب ما نضُوق تاني فراق" يغيب نبضُها ويعُود، مكتَب عُمر على يمينها، وجهُ والدتها الذي ظهَر بغتةً أمامها، عِناق رغد، كُل هذهِ الضوضاء بعيدة، وحدهُ صوت عُمر يردِّد "أنا ماعندي حياة بعدِك يا وسَن" ظلّ يرِنّ في مسمعها، تقبض على كفّ سجَى، وشعورٌ بالسقوط في جُبٍّ عميق يُراودها، يلتفُّون حولها، شِفاهٌ تتحرَّك، لكن ؛ لا صَوت يعانق سمعَها، الجميع يُصفِّق، يطوفون حولَها، وهيَ بِدورها تطوُف، ترَى لحظة المخَاض، كفّ عُمر تقبض على كفِّها ، يتنبّه لقطرات العرق تنزّ فوق جبينها غزيرة رغم برودة الطَقس، ينحني على رُكبتيْه أمامها، غائبٌ عسل عينيها لا يراه، يتحسّس نبضَها بِقلق، يهوِي قلبهُ، يصيح : وسَن ، وسَن إنتي سامعاني؟؟
تُثبِّت ناهد رأس طِفلتها الذي سقَط، تُهروِل سجى حامِلة حقيبة الإسعافات الأوليّة، يرشّها سامي بالماء بكفٍ راجِف، رغد التِي لم تيأس لحظةً تُناديها كأنّما هذا الإسم لا يُمكنه أن يغيب..
تضَع ملفاتها جانبًا، وتلتفِت إليه بكامل جسدها : عارفَة، بس في مكان الشُغل، إنتَ المِستر ، وأنا مُديرة المشروع، صح؟
يهزّ رأسهُ مُستسلماً : حاضِر يا ستِّي، أقصُد يا باشمُهندسة
تبتسِم بِرضى
يفرُّك كفّيه بتوتر : بِصراحة، أنا عايز أعرِض عليك عرض، وخايِف ترفضيه
وسن بإهتمام : عرض شنو؟
عُمر : ولو رفضتيه وأحرجتيني؟
وسن : على حسب الطلب والله يا مِستَر عُمر
يُعلِّق نظراتهُ بها : عايز فُرصة، أقابلك فيها، خارج حدود العمل والجوّ دا
تتَنحنح : أ.. ماعارفة والله
يُقاطعها : ما توتّري نفسك، بإمكانك ترفضي عادي
وسَن : وأحرَجِك؟
ينظُر إليها مُبتسِمًا : ححاوِل تاني..
تشبك كفّيها بِبعضمها خلف ظهرها : أها، الشغلة ركوب راس يعني
عُمر : أيوة أنا راكب راس فيك..
تصدّ عنهُ خجِلة، تنزّ وجنتيها حُمرة، يتراجَع بعد صمتٍ طال : وسَن ، أنا آسِف لو إتجاوزت حدودي!
تفرُك كفّيها ولازالت مُعرِضة عنهُ، يستأذن : طيب الإذن.. ويُولّيها ظهرهُ
تلتفِت إليه ، تنطِق مُستجدية عودتهُ : مِستر عُمر ،نهاية الأسبوع مُناسبة معاك؟
يبتسِم مُنتصراً ، يلتفت إليها : مُناسبة جدًا
●●●
ماليزيَا - كوالا لامبُور ؛ بعد مرُور سنة :
سنَة، جرفتها الأيّام شهرًا تلاهُ الآخِر، وهاهيَ الحياة تُتِمّ دَورتها، وتقِف عند تاريخٍ مُعيَّن..
بِقصر عُمر الرشِيد، يضجّ المنزل بأصواتٍ فارقت فرحتها جُدرانهُ مُنذ زمنٍ بعيد، بيان التي إزداد طُولها ونقَص وزنُها، تُمسِك بِخيطٍ تملأهُ البلالين، تصعَد لِتُزيِّن بهِ أسوار السلّم، يمسك نبيل الطيّب بِطرف الخيط الآخَر، ويُشجّعها مُبتسِمًا .. سجَى التِي تغرِس شمعة السبعة وعِشرين عامًا فوق كَعكة الميلاد، وسامِي إلى جوارها يغرس شمعة السبعة أعوام على كعكة الميلاد الأُخرى، ضَربٌ من ضروب الفرَح، ضحكاتٌ سعيدة، وخطوات حوّاء في المكان تمنحهُ دِفئًا خاصّ.. عُمر الذي ذهب للمطَار لإستقبال ناهِد ورغَد، وسَن التي أخذتها جيسي إلى صالُون التجميل، كيّ يتسنّى لهُم تجهيز المُفاجأة ، تمضِي الساعات والكُل غارِقٌ في مهامِه، تضع حوّاء لمستها الأخيرة على سُفرة الطعام، سجى التي نسّقَت طاوِلة الهدايا، عُمر الذي دخَل إليهم بِصحبة ناهِد ورغد، يستقبلهم الجميع بِترحاب، يُحيِّي سامي رفيقهُ : أوه الBoss شرَّف
يُصافحهُ عُمر : الأخبار شنو
سامي : كلو تمام أدينا الإشارة بس
يفتح هاتفهُ بإهتمام : يلّا هُم قرّبو ياجماعة
تُهروِل بيان إليه : بابا ، أنا متوترة
ينحنِي إليها، يُقبٍّل رأسها بٍعُمق ، يهمِش لها بإنجليزيتهِ الطَلِقة : أنتِ تستطيعين فِعلها!
تبتسِم، وتهزّ رأسها موافِقة
يُعطيهم عُمر الإشارة، فيختبئ الجميع، تُطفأ الأنوار، وحدَها بيان ظلَّت واقِفة أوسَط القصَر، عينيها على الباب، وعلى الشفاهِ كلماتُ والدتها، تفتَح جيسي الباب، تعُود خلف الكُرسي لتدفَع وسن إلى الداخِل، بُقعة ضوءٍ واحِدة تشُد إنتباههم، مُسلَّطة على بيان، بِفُستانها الورديّ ، وظفائرها الطَويلة تّغطّي كتفيْها، تفرد فُستانها وتنحنِي بِتقدير، تضحَك وسَن ولازالت مُستنكِرة، تتقدَّم بيان إليها ، وهيَ تُردِّد أبيات القصيدة الأقرب لقلبِ والدتها، -بيانُ أحلامي- أصبحَت الآن قصيدتها المُفضّلة أيضًا، ترتبِك، فيُلقّنها عُمر الكلمات، تخُونها القوافي فُتقوِّمها وسَن، يترَقرق الدمعُ في عينيّ وسَن وهيَ تسترجِع ذكريات هذهِ القصيدة، مُنذ فتحت عينيها على هذا الصباح؛ وذكرياتُ أمسِها تُراودُها مُتقطِّعة، يومُها الأوَّل في ماليزيَا، مشروع شركة عُمر الرشيد، منزلها هيَ وجيسي، حديقة الحيّ، لقاء اليَخت، خبرُ الحَمل ، الحادِث، لقاء ثٌم فراق، ثُم ماذا؟ لقاءٌ لتذكّر الفراق، تتذكَّر دعوتُها، " يارب ما نضُوق تاني فراق" يغيب نبضُها ويعُود، مكتَب عُمر على يمينها، وجهُ والدتها الذي ظهَر بغتةً أمامها، عِناق رغد، كُل هذهِ الضوضاء بعيدة، وحدهُ صوت عُمر يردِّد "أنا ماعندي حياة بعدِك يا وسَن" ظلّ يرِنّ في مسمعها، تقبض على كفّ سجَى، وشعورٌ بالسقوط في جُبٍّ عميق يُراودها، يلتفُّون حولها، شِفاهٌ تتحرَّك، لكن ؛ لا صَوت يعانق سمعَها، الجميع يُصفِّق، يطوفون حولَها، وهيَ بِدورها تطوُف، ترَى لحظة المخَاض، كفّ عُمر تقبض على كفِّها ، يتنبّه لقطرات العرق تنزّ فوق جبينها غزيرة رغم برودة الطَقس، ينحني على رُكبتيْه أمامها، غائبٌ عسل عينيها لا يراه، يتحسّس نبضَها بِقلق، يهوِي قلبهُ، يصيح : وسَن ، وسَن إنتي سامعاني؟؟
تُثبِّت ناهد رأس طِفلتها الذي سقَط، تُهروِل سجى حامِلة حقيبة الإسعافات الأوليّة، يرشّها سامي بالماء بكفٍ راجِف، رغد التِي لم تيأس لحظةً تُناديها كأنّما هذا الإسم لا يُمكنه أن يغيب..
الباب وتدخُل، تصيح بنفَسٍ مُتعالي : دادا حوّاء
تأتيها مُهرولة حامِلة كوب الماء : حبيبة حوّاء ، مالك إتأخّرتي كدا الليلة؟
تتنهَّد، تستلمهُ منها : عارفة إنو الليلة يوم صعب شديد
حوّاء : عارفة يا بتّي عارفة، الله يقوّيك وينجِّح مقاصدِك
تشرب الماء دُفعةً واحِدة ، تصيح ناظرةً إلى الدرَج : بابا
حوّاء : الليلة صاحي من بدري
تغمِز لها : أنا حطلع ليهو ، شكلو حيكون يوم أُسطوري..
تتنهَّد حواء : يجبر بخاطركم يابتي قادر يا كريم
تُهرول نحو الدرج، تصعَد وصولًا إلى باب غُرفتِه..
وهوَ، خلف باب الغُرفة، يُمسِك بِفُستان ميلاد وسَن الأخير، تارةً يحتضنهُ، تارةً يمسَح بهِ دمعهُ، ينظُر الآن إلى الشَيب بدأ يغزو رأسهُ، ويعلَم أن وسَن.. إن كانَت لاتزالً على قَيد الحياة، فلن تغزو رأسها خُصل شَيب واحِدة، ستظلّ طِفلة ، شابّة، مغمورةً بالحياة حتّى آخِر أيامِها، ذهبَت مُبكراً، ليتها ظلَّت.. يتنحنح طاردًا دموعهُ، لن يفسد بالدمع روعة هذا اليَوم، سيُقاوِم،
يُطرَق الباب، ينطِق : تعالي يا بيَان
تدخلُ إليه، بِطلّتها التي تأخُذ من والدتها الراحِلة الكثير.. يبتسِم مُشرّعًا ذراعيْه لها ، تُغلِق الباب مُبتسِمة : شنو يا مِستر عُمر ، فستان ماما بيعمل شنو في حُضنَك!
يضحَك : بعايِدها، مش الليلة عيد ميلادها ؟
تأتي فترتمِي إلى حُضنِه : وعيد ميلادي أنا كمان، وإفتتاح دارّ النشر اللي ماسكة مشروعها ليّ سنتين!
يُقبِّل رأسها بِحُب : عملتِي اللي وسن ما لِحقت تعملو يا روح بابا ..
تبتسِم، وطيْف وفاتها لازال يُراودها مٍثل هاجِس.. تتنَحنح طارِدةً للدَمع : أُمي ناهد حتجي؟
عُمر : أيوة، حتكون على وصول هسّي، مفروض أرسل ليهم السوّاق يجيبهم من المطَار
تنهَض بِحماسَة : حبهركُم!
يضحَك ، يُقبِّل كفّها الصغير : ماعندي أدنى شكّ في كدا ! يلا طيب أنا كمان حقوم أجهَز ..
•••
ماليزيَا - كوالا لامبُور ؛ قبل ٥ سنوات :
بِقَصر عُمر الرشِيد ، بِفُستانها الورديّ الفضفاض، تُحيط بطنها المُتكوّرة وتنهَض بِبطء، تفتَح الكاميرا وتُوجّه هل نحو الباب، تضغطت زرّ التشغيل ، تُمسك بأطراف الفُستان وتَسير، تُنادي عُمر الذي الذي لازال سارِحًا في تفاصيل ذلك الفُستان الورديّ الصغير، لا يُصدِّق أن حُلمهُ بفتاةٍ يصير أبيها قد تحقَّقت، يضع الصندوق جانبًا، وينهَض خلفها، يُقطِّب حاجبيْه وهو يراها تلُف حِجاباً أبيضاً حول رأسِها، تفتح باب المنزَل لتستقبِل زُملاء العمَل، تتوسّطهم قطعة كعكٍ كبيرة، عليها شمعة كُتب عليها بالإنجليزيّة، " لقد فعلناها " .. يزداد إستنكارُ عُمر، يتذكُّر أنهُ رأى هذه الوجوه طيلة شهرٍ مضى، وكُل تقاريرهم كانت تنُم عن فشلٍ ذريع، ما الذي حدث الآن؛ وما الذي "فعلناه؟"
تبتسِم وسَن ناظِرةً إليْه ، تضع كفّيها فوق صدرِه، وتُبرِّر : كُل حاجة تمّت زي ما خططنا ليها، أنا عارفة إنك كُل يوم بترجَع من الشركة وأخلاقَك في إيدَك من التقارير السخيفة البتوصَل ليك، بس كل دا كان خّطّة! وموقع الإنشاء كان مُحاوط بُحرّاس أمن عشان يمنعو دخولَك تحت أي ظرف وبشويّة أعذار واهيَة كدا، وعارفة إنو دا كان بيزعِّلَك أكتَر ، بس أنا قلت ليك ؛ المفاجآت دايمًا أحلى ، ولما تمشي وتشوف المشروع وتضَع لمساتك الأخيرة فيه ، حتنبسِط بحجم الإنجاز اللي إنت ماكُنت متابعو خطوة بخطوة وغلطة بغلطة، لكن تمَّ بأكمَل وجه! أنا حبّيت أعمَل دا عنَّك، وبما إني داعمة الفكرة الأولى، قررّت أدي بنفسي الحقٍ دا ، ولّا إنتَ رأيك شنو؟
يُحيط ذراعيْها بِكفّيه : ياخي إنتِ شنُو ! ملاك؟ بس أنا ماعملت خير قدُر دا عشان أستاهلِك يا وسَن
تُحيط وجههُ بكفّيها ، ضاحِكة : كفاية إنَّك حبيبي ، وراجلي، وضُلِّي
يُقبِّل جبينها، ولا يسَع مدى العالَم شُكرًا وتقديرًا لهذا الحُب الذي أخذ يتّسِع، ويفُوق إحساسَه..
يُصفِّق زُملاءهم، وتبتسِم وسَن ، إبتسامة ظلَّت في قلب عُمَر للأبَد ..
●●●
ماليزيَا - كوالا لامبُور ؛ بمبنى دار النشر الجديد :
تقِف بيَان على الستِيج، تُنهِي مقطع فيديو يضُمّ والديها مُنذ سبعة وعِشرين سنَة، ترتدِي ذات الفُستان الذي ضمّها عندما كانت جنين، أسفَل الستيج يجلِس عُمر الرشيد، ناظراً إلى فتاتِه، مُبتسِمًا مقاوِما دمعهُ، إلى جوارهِ سامي مُمسِكاً بكفّ سجى، إلى جوارهم طفلهم الأوّل الذي أصبَحَ بِطول والدِه، يبتسِم سامي لمقطَع الفيديو القديم ويتوارَد إلى ذهنهِ حديث وسن قبل عشرين سنة، " علاقاتنا دي كُلها مصيرها للفناء ، عالأقل نخلِّي فيها ذكرى حلوة ونهاية سعيدة قبل ما نفارقها للأبد !" يعي الآن تماماً ما معنى أن تترُك ذِكرى سعيدة، ترحَل أنتَ وتظلّ هيَ، إلى جوارهم رغَد، تتذكَّر حديث رفيقتها الأخير، قبل عِشرين سنة "الموت راحَة، من عذابات الإبتلاءات دي" وتنفجِر باكيَة..
تأتيها مُهرولة حامِلة كوب الماء : حبيبة حوّاء ، مالك إتأخّرتي كدا الليلة؟
تتنهَّد، تستلمهُ منها : عارفة إنو الليلة يوم صعب شديد
حوّاء : عارفة يا بتّي عارفة، الله يقوّيك وينجِّح مقاصدِك
تشرب الماء دُفعةً واحِدة ، تصيح ناظرةً إلى الدرَج : بابا
حوّاء : الليلة صاحي من بدري
تغمِز لها : أنا حطلع ليهو ، شكلو حيكون يوم أُسطوري..
تتنهَّد حواء : يجبر بخاطركم يابتي قادر يا كريم
تُهرول نحو الدرج، تصعَد وصولًا إلى باب غُرفتِه..
وهوَ، خلف باب الغُرفة، يُمسِك بِفُستان ميلاد وسَن الأخير، تارةً يحتضنهُ، تارةً يمسَح بهِ دمعهُ، ينظُر الآن إلى الشَيب بدأ يغزو رأسهُ، ويعلَم أن وسَن.. إن كانَت لاتزالً على قَيد الحياة، فلن تغزو رأسها خُصل شَيب واحِدة، ستظلّ طِفلة ، شابّة، مغمورةً بالحياة حتّى آخِر أيامِها، ذهبَت مُبكراً، ليتها ظلَّت.. يتنحنح طاردًا دموعهُ، لن يفسد بالدمع روعة هذا اليَوم، سيُقاوِم،
يُطرَق الباب، ينطِق : تعالي يا بيَان
تدخلُ إليه، بِطلّتها التي تأخُذ من والدتها الراحِلة الكثير.. يبتسِم مُشرّعًا ذراعيْه لها ، تُغلِق الباب مُبتسِمة : شنو يا مِستر عُمر ، فستان ماما بيعمل شنو في حُضنَك!
يضحَك : بعايِدها، مش الليلة عيد ميلادها ؟
تأتي فترتمِي إلى حُضنِه : وعيد ميلادي أنا كمان، وإفتتاح دارّ النشر اللي ماسكة مشروعها ليّ سنتين!
يُقبِّل رأسها بِحُب : عملتِي اللي وسن ما لِحقت تعملو يا روح بابا ..
تبتسِم، وطيْف وفاتها لازال يُراودها مٍثل هاجِس.. تتنَحنح طارِدةً للدَمع : أُمي ناهد حتجي؟
عُمر : أيوة، حتكون على وصول هسّي، مفروض أرسل ليهم السوّاق يجيبهم من المطَار
تنهَض بِحماسَة : حبهركُم!
يضحَك ، يُقبِّل كفّها الصغير : ماعندي أدنى شكّ في كدا ! يلا طيب أنا كمان حقوم أجهَز ..
•••
ماليزيَا - كوالا لامبُور ؛ قبل ٥ سنوات :
بِقَصر عُمر الرشِيد ، بِفُستانها الورديّ الفضفاض، تُحيط بطنها المُتكوّرة وتنهَض بِبطء، تفتَح الكاميرا وتُوجّه هل نحو الباب، تضغطت زرّ التشغيل ، تُمسك بأطراف الفُستان وتَسير، تُنادي عُمر الذي الذي لازال سارِحًا في تفاصيل ذلك الفُستان الورديّ الصغير، لا يُصدِّق أن حُلمهُ بفتاةٍ يصير أبيها قد تحقَّقت، يضع الصندوق جانبًا، وينهَض خلفها، يُقطِّب حاجبيْه وهو يراها تلُف حِجاباً أبيضاً حول رأسِها، تفتح باب المنزَل لتستقبِل زُملاء العمَل، تتوسّطهم قطعة كعكٍ كبيرة، عليها شمعة كُتب عليها بالإنجليزيّة، " لقد فعلناها " .. يزداد إستنكارُ عُمر، يتذكُّر أنهُ رأى هذه الوجوه طيلة شهرٍ مضى، وكُل تقاريرهم كانت تنُم عن فشلٍ ذريع، ما الذي حدث الآن؛ وما الذي "فعلناه؟"
تبتسِم وسَن ناظِرةً إليْه ، تضع كفّيها فوق صدرِه، وتُبرِّر : كُل حاجة تمّت زي ما خططنا ليها، أنا عارفة إنك كُل يوم بترجَع من الشركة وأخلاقَك في إيدَك من التقارير السخيفة البتوصَل ليك، بس كل دا كان خّطّة! وموقع الإنشاء كان مُحاوط بُحرّاس أمن عشان يمنعو دخولَك تحت أي ظرف وبشويّة أعذار واهيَة كدا، وعارفة إنو دا كان بيزعِّلَك أكتَر ، بس أنا قلت ليك ؛ المفاجآت دايمًا أحلى ، ولما تمشي وتشوف المشروع وتضَع لمساتك الأخيرة فيه ، حتنبسِط بحجم الإنجاز اللي إنت ماكُنت متابعو خطوة بخطوة وغلطة بغلطة، لكن تمَّ بأكمَل وجه! أنا حبّيت أعمَل دا عنَّك، وبما إني داعمة الفكرة الأولى، قررّت أدي بنفسي الحقٍ دا ، ولّا إنتَ رأيك شنو؟
يُحيط ذراعيْها بِكفّيه : ياخي إنتِ شنُو ! ملاك؟ بس أنا ماعملت خير قدُر دا عشان أستاهلِك يا وسَن
تُحيط وجههُ بكفّيها ، ضاحِكة : كفاية إنَّك حبيبي ، وراجلي، وضُلِّي
يُقبِّل جبينها، ولا يسَع مدى العالَم شُكرًا وتقديرًا لهذا الحُب الذي أخذ يتّسِع، ويفُوق إحساسَه..
يُصفِّق زُملاءهم، وتبتسِم وسَن ، إبتسامة ظلَّت في قلب عُمَر للأبَد ..
●●●
ماليزيَا - كوالا لامبُور ؛ بمبنى دار النشر الجديد :
تقِف بيَان على الستِيج، تُنهِي مقطع فيديو يضُمّ والديها مُنذ سبعة وعِشرين سنَة، ترتدِي ذات الفُستان الذي ضمّها عندما كانت جنين، أسفَل الستيج يجلِس عُمر الرشيد، ناظراً إلى فتاتِه، مُبتسِمًا مقاوِما دمعهُ، إلى جوارهِ سامي مُمسِكاً بكفّ سجى، إلى جوارهم طفلهم الأوّل الذي أصبَحَ بِطول والدِه، يبتسِم سامي لمقطَع الفيديو القديم ويتوارَد إلى ذهنهِ حديث وسن قبل عشرين سنة، " علاقاتنا دي كُلها مصيرها للفناء ، عالأقل نخلِّي فيها ذكرى حلوة ونهاية سعيدة قبل ما نفارقها للأبد !" يعي الآن تماماً ما معنى أن تترُك ذِكرى سعيدة، ترحَل أنتَ وتظلّ هيَ، إلى جوارهم رغَد، تتذكَّر حديث رفيقتها الأخير، قبل عِشرين سنة "الموت راحَة، من عذابات الإبتلاءات دي" وتنفجِر باكيَة..
في كُل مرّة تتذكرها، كانت هذهِ ردّة الفعل الوحيدة، ناهِد التي تقِف خلف الكوالِيس، إلى جوارها حوّاء، يدعمانِ بيان للوقوف خلف نجاحات والدتها بِثقة، تنسى بيان توتّرها ناظِرة إلى مِس يارا تُصفِّق لها، تزفُر مُبتسِمة، تبعَث لها جيسي بِقبلة عبر الهواء، فتبدأ حديثها بِثقة؛ بلهجة عربيّة طلِقَة، والترجمَة ترددّ خلف حديثها إلى عشرات اللُغات، لِتُبثّ عبر شاشات التلفاز العالميّة، تبدأ بالتعريف عن نفسِها، : خِرّيجة من كُلية الهندسة المِعماريّة، جامعة تايلور الماليزيّة، مُديرة لعدد من المشاريع المحليّة والعالمية، أقِفُ الآن أمام مشروع الأعظَم، فخورة بِما جنيتهُ طِيلة سنتين ، حتى أصِل لهذهِ المكانَة، لأنّ غايَة النجاح هيَ الرِضى، وأنا الآن، أحمل حُلمًا تاقَت إليه والدتي الراحِلة مُنذ عشرين سنة، ويغمُرني الرِضى؛ لأنّ هذا النجاح، هو نجاحها هيَ، قبل أن يكون نجاحِي.. أنا مُمتنّة لعظيم الإرث الذي تركتهُ لي، من عِلمٍ وعَطف وذكريات رقيقة، أُمي إمرأة إستثنائيّة، عانَت من فُقدان الذاكرة، حُرمَت من رؤية طٍفلتها، بيَان الماثِلة أمامكُم: أعنِي أنا.. لكنّها قاومت تيّار الفراق حتى إلتقيْنا، ولم يكفّ الدهر يختبر صبرها، أُصيب بسكتة دماغيّة في أيام شبابها الأولى، شُلَّ جهازها الحركي وظلَّت راكِدة على كُرسي مُتحرِّك سنة كامِلة، أُمي التي أحبَّت الحياة ونثرت أشعارها مدَى الأيام، كلماتها لحنُ على شِفاه، ترتيلٌ على شفاهٍ أُخرى، و قُوتٌ لقلوبٍ كثيرة، إنهُ ميلادُها السابع والأربعين اليَوم، وميلادي السابع والعشرين، التاريخُ نفسهُ الذي أتى بِها أخذها للأبَد.. إنها تحت التُراب الآن، لكنّها باقيَة، معِي.. أحمِلها في قلبي ولا أنسَاها، هكذا أخبَرتني؛ هذا هو خلُودها.. أُهديها نجاحِي ولتهنأ روحها وترقُد في سلام.. دار النَشر إنجازٌ يخصُّني ويعنيني.. لطالما تُقت إليه، ولكنّ نجاحِي الأكبَر ، الذي أفخَر بهِ وأزهُو هُوَ أبِي، أرجوكم رحِّبُو معي بِملِك قلبي : مِستر عُمر الرشيد ..
ينهَض عن كُرسيّه مُرتبِكًا، تمُد لهُ بيان بِكفّها : تعال يا بابا !
يتقدَّم إليها وعينيهِ تملأها الأسئلة، يصعَد إليها، ترتمِي إلى حُضنِه، يُقبِّل رأسها بِحنوّ ، تبتعِد عنهُ، يُناديها : بيان، ما ورّيتيني إنو حطلَع الستيج طيِّب ! معقولة كدا يا بابا
تصِيح لهُ بإنجليزيّتها ضاحِكة : دعها تأتي من قلبِك وقُلها، أنت لها مٍستر عُمر الرشيد!
يبتسِم خجِلًا، يضحَك الجمهُور ، يُصفِّق حتى يُسكتهم بِحديثهِ : مساء الخير عليكم جميعًا..
يبتسِم سامي : ولدنا يا ، جايّة فيهو وقفة الستيج والله
تضحَك سجى : الله يخليك لجنس دا إنتَ بس
يتنحنح عُمَر : بِصراحة، لا أدري ما الذي عليّ قولهُ في صَرحٍ كهذا، أنا مُجرَّد أب، يحمل نجاحات طفلته في قلبِه ويتجوَّل بِها، لابُد أنني فخورٌ بتفوّقها على أقرانها، ونجاحها في سنٍّ مُبكِّر في أمرٍ شاقّ كهذا ، لكنّ مايجعلني أنبهر في كُل مرّة، هيَ قًدرتها على أن تكُون مُخلِصة لأحلام والدتها هكذا، إبنتي شيَّدت بناء مسجدٍ عظيم في السنة الماضيَة من حُر مالِها، وهذا أيضاً أحد أحلام والدتها الراحِلة،
يتنهَّد ، يطُول صمتهُ ، تجرفهُ الذكريات بعيدًا ، يعُود ليختم حديثهُ قبل أن يهجم عليه سيلُ دموعه : وسَن لم تكُن والِدة بيان فحَسب، برغم طفولتها المُمتدّة إلا أنها كانت والدة الجميع، لطالما منحَت جميع الأشياء أمُومتها، أًحبِّها وأحمِلها في قلبي، وسأظلّ أُصفِّق خلف نجاحاتها التِي تبنّتها طِفلتي الوحيدة.. مُباركتي لهذا النجاح هيَ أنّ وسَن إستحقت كًل هذا البَذل لِتصبُو روحها إلى أحلامها ، أتمنّى أن تهنأ حَبيبَتي الأولى في مَرقدَها، يلتفِت إلى طفلتِه الواقِفة أسفل الإستيج، يبعث لها بِقُبلةٍ يمسح دمعهُ عُقبَها : مباركٌ نجاحكِ ياصغيرتي..
تُشغِّل بيان مقطع فيديو أخير، يحمِل صورة وسَن بٍفستانها الأزرق الرقيق، فوق التلّ هُنالِك، في منزِل الجبَل ، تظهَر أصابع عُمر من خلف الكاميرا تعُد تنازليًا، فتبدأ في إلقاء قصيدتها ، تقِف على كُل كلِمة فيها وتبتسِم، ترسُم قلبًا لِعُمر، يُشير لها أن تنظُر إلى الكاميرا، تضحَك بإرتباك، فينخرِط الجميع في بُكاءٍ عميق.. والِدُها، عُمَر جمهورها الأوَّل، والدتها، سجَى ، جيسي ورغَد، سامِي وحتّى بيَان، التي أخذَت تُردد أبيات الشِعر، وصوتُ والدتها يعبُر خلال روحها دافئًا، يُحرّضها على البُكاء، فيعلُو صوتها مُردِّدا؛ مُقاوِماً سَيْل دموعها :
فتَاتِي ، عُرسُ دُنيايَا
بيانُ الحُلمِ بالأحرَى
وحتمًا ؛
"نُسخَتي الأفضَل 🤍
----
تمَّت بِحَمدالله. 💙
مُنتظرة أقرأ تعليقاتكم بِشغف، إنتو مرايتِي الوحيدة .
#إسراء_عبدالمطلب
#رُوسيال 🌸✨
ينهَض عن كُرسيّه مُرتبِكًا، تمُد لهُ بيان بِكفّها : تعال يا بابا !
يتقدَّم إليها وعينيهِ تملأها الأسئلة، يصعَد إليها، ترتمِي إلى حُضنِه، يُقبِّل رأسها بِحنوّ ، تبتعِد عنهُ، يُناديها : بيان، ما ورّيتيني إنو حطلَع الستيج طيِّب ! معقولة كدا يا بابا
تصِيح لهُ بإنجليزيّتها ضاحِكة : دعها تأتي من قلبِك وقُلها، أنت لها مٍستر عُمر الرشيد!
يبتسِم خجِلًا، يضحَك الجمهُور ، يُصفِّق حتى يُسكتهم بِحديثهِ : مساء الخير عليكم جميعًا..
يبتسِم سامي : ولدنا يا ، جايّة فيهو وقفة الستيج والله
تضحَك سجى : الله يخليك لجنس دا إنتَ بس
يتنحنح عُمَر : بِصراحة، لا أدري ما الذي عليّ قولهُ في صَرحٍ كهذا، أنا مُجرَّد أب، يحمل نجاحات طفلته في قلبِه ويتجوَّل بِها، لابُد أنني فخورٌ بتفوّقها على أقرانها، ونجاحها في سنٍّ مُبكِّر في أمرٍ شاقّ كهذا ، لكنّ مايجعلني أنبهر في كُل مرّة، هيَ قًدرتها على أن تكُون مُخلِصة لأحلام والدتها هكذا، إبنتي شيَّدت بناء مسجدٍ عظيم في السنة الماضيَة من حُر مالِها، وهذا أيضاً أحد أحلام والدتها الراحِلة،
يتنهَّد ، يطُول صمتهُ ، تجرفهُ الذكريات بعيدًا ، يعُود ليختم حديثهُ قبل أن يهجم عليه سيلُ دموعه : وسَن لم تكُن والِدة بيان فحَسب، برغم طفولتها المُمتدّة إلا أنها كانت والدة الجميع، لطالما منحَت جميع الأشياء أمُومتها، أًحبِّها وأحمِلها في قلبي، وسأظلّ أُصفِّق خلف نجاحاتها التِي تبنّتها طِفلتي الوحيدة.. مُباركتي لهذا النجاح هيَ أنّ وسَن إستحقت كًل هذا البَذل لِتصبُو روحها إلى أحلامها ، أتمنّى أن تهنأ حَبيبَتي الأولى في مَرقدَها، يلتفِت إلى طفلتِه الواقِفة أسفل الإستيج، يبعث لها بِقُبلةٍ يمسح دمعهُ عُقبَها : مباركٌ نجاحكِ ياصغيرتي..
تُشغِّل بيان مقطع فيديو أخير، يحمِل صورة وسَن بٍفستانها الأزرق الرقيق، فوق التلّ هُنالِك، في منزِل الجبَل ، تظهَر أصابع عُمر من خلف الكاميرا تعُد تنازليًا، فتبدأ في إلقاء قصيدتها ، تقِف على كُل كلِمة فيها وتبتسِم، ترسُم قلبًا لِعُمر، يُشير لها أن تنظُر إلى الكاميرا، تضحَك بإرتباك، فينخرِط الجميع في بُكاءٍ عميق.. والِدُها، عُمَر جمهورها الأوَّل، والدتها، سجَى ، جيسي ورغَد، سامِي وحتّى بيَان، التي أخذَت تُردد أبيات الشِعر، وصوتُ والدتها يعبُر خلال روحها دافئًا، يُحرّضها على البُكاء، فيعلُو صوتها مُردِّدا؛ مُقاوِماً سَيْل دموعها :
فتَاتِي ، عُرسُ دُنيايَا
بيانُ الحُلمِ بالأحرَى
وحتمًا ؛
"نُسخَتي الأفضَل 🤍
----
تمَّت بِحَمدالله. 💙
مُنتظرة أقرأ تعليقاتكم بِشغف، إنتو مرايتِي الوحيدة .
#إسراء_عبدالمطلب
#رُوسيال 🌸✨
👍1
تحصّنوا فهناك أعينٌ ملوَّثة لا تعرفُ للذِّكر سبيلاً 💜
- اذكار الصباح🌚💜
بسم الله الرحمن الرحيم
الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السموات وما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السموات والأرض ولا يؤوده حفظهما وهو العلي العظيم💜
بسم الله الرحمن الرحيم
قل هو الله أحد* الله الصمد* لم يلد ولم يولد* ولم يكن له كفوا أحد)💜٣ مرات
بسم الله الرحمن الرحيم
قل اعوذ برب الفلق من شر ماخلق و من شر غاسق اذا وقب ومن شر النفاثات في العقد ومن شر حاسد اذا حسد)٣ مرات
بسم الله الرحمن الرحيم
قل أعوذ برب الناس* ملك الناس* إله الناس* من شر الوسواس الخناس* الذي يوسوس في صدور الناس* من الجنة و الناس
- ثلاث مرات -💜
أصبحنا وأصبح الملك لله، والحمد لله، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، رب أسألك خير ما في هذا اليوم وخير ما بعده، وأعوذ بك من شر ما في هذا اليوم وشر ما بعده، رب أعوذ بك من الكسل وسوء الكبر، رب أعوذ بك من عذاب في النار وعذاب في القبر💜
اللهم بك أصبحنا، وبك أمسينا، وبك نحيا، وبك نموت وإليك النشور
اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت💜
اللهم إني أصبحت أشهدك، وأشهد حملة عرشك، وملائكتك، وجميع خلقك، أنك أنت الله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، وأن محمدا عبدك ورسولك
- أربع مرات -💜
اللهم ما أصبح بي من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك، فلك الحمد ولك الشكر💜
اللهم عافني في بدني، اللهم عافني في سمعي، اللهم عافني في بصري، لا إله إلا أنت. اللهم إني أعوذ بك من الكفر، والفقر، وأعوذ بك من عذاب القبر، لا إله إلا أنت
- ثلاث مرات -💜
حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم
- سبع مرات -💜
اللهم إني أسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية
: في ديني ودنياي وأهلي، ومالي، اللهم استر عوراتي، وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي، ومن خلفي، وعن يميني، وعن شمالي، ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي💜
اللهم عالم الغيب والشهادة فاطر السموات والأرض، رب كل شيء ومليكه، أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شر نفسي، ومن شر الشيطان وشركه، وأن أقترف على نفسي سوءا، أو أجره إلى مسلم💜
بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم
- ثلاث مرات -💜
رضيت بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا
- ثلاث مرات -💜
يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين
أصبحنا وأصبح الملك لله رب العالمين، اللهـم إني أسألك خير هذا اليوم فتحه، ونصره، ونوره، وبركته، وهداه، وأعوذ بك من شر ما فيه وشر ما بعده💜
أصبحنا على فطرة الإسلام، وعلى كلمة الإخلاص، وعلى دين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، وعلى ملة أبينا إبراهيم، حنيفا مسلما وما كان من المشركين💜
سبحان الله وبحمده
- مائة مرة -💜
لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير
- مائة مرة -
- مرة واحدة عند الكسل -💜
سبحان الله وبحمده: عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته
-ثلاث مرات-💜
اللهم إني أسألك علما نافعا، ورزقا طيبا، وعملا متقبلا 💜
أستغفر الله وأتوب إليه
- مائة مرة في اليوم -💜
اللهم صل وسلم على نبينا محمد
-عشر مرات 💜
- اذكار الصباح🌚💜
بسم الله الرحمن الرحيم
الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السموات وما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السموات والأرض ولا يؤوده حفظهما وهو العلي العظيم💜
بسم الله الرحمن الرحيم
قل هو الله أحد* الله الصمد* لم يلد ولم يولد* ولم يكن له كفوا أحد)💜٣ مرات
بسم الله الرحمن الرحيم
قل اعوذ برب الفلق من شر ماخلق و من شر غاسق اذا وقب ومن شر النفاثات في العقد ومن شر حاسد اذا حسد)٣ مرات
بسم الله الرحمن الرحيم
قل أعوذ برب الناس* ملك الناس* إله الناس* من شر الوسواس الخناس* الذي يوسوس في صدور الناس* من الجنة و الناس
- ثلاث مرات -💜
أصبحنا وأصبح الملك لله، والحمد لله، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، رب أسألك خير ما في هذا اليوم وخير ما بعده، وأعوذ بك من شر ما في هذا اليوم وشر ما بعده، رب أعوذ بك من الكسل وسوء الكبر، رب أعوذ بك من عذاب في النار وعذاب في القبر💜
اللهم بك أصبحنا، وبك أمسينا، وبك نحيا، وبك نموت وإليك النشور
اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت💜
اللهم إني أصبحت أشهدك، وأشهد حملة عرشك، وملائكتك، وجميع خلقك، أنك أنت الله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، وأن محمدا عبدك ورسولك
- أربع مرات -💜
اللهم ما أصبح بي من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك، فلك الحمد ولك الشكر💜
اللهم عافني في بدني، اللهم عافني في سمعي، اللهم عافني في بصري، لا إله إلا أنت. اللهم إني أعوذ بك من الكفر، والفقر، وأعوذ بك من عذاب القبر، لا إله إلا أنت
- ثلاث مرات -💜
حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم
- سبع مرات -💜
اللهم إني أسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية
: في ديني ودنياي وأهلي، ومالي، اللهم استر عوراتي، وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي، ومن خلفي، وعن يميني، وعن شمالي، ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي💜
اللهم عالم الغيب والشهادة فاطر السموات والأرض، رب كل شيء ومليكه، أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شر نفسي، ومن شر الشيطان وشركه، وأن أقترف على نفسي سوءا، أو أجره إلى مسلم💜
بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم
- ثلاث مرات -💜
رضيت بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا
- ثلاث مرات -💜
يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين
أصبحنا وأصبح الملك لله رب العالمين، اللهـم إني أسألك خير هذا اليوم فتحه، ونصره، ونوره، وبركته، وهداه، وأعوذ بك من شر ما فيه وشر ما بعده💜
أصبحنا على فطرة الإسلام، وعلى كلمة الإخلاص، وعلى دين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، وعلى ملة أبينا إبراهيم، حنيفا مسلما وما كان من المشركين💜
سبحان الله وبحمده
- مائة مرة -💜
لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير
- مائة مرة -
- مرة واحدة عند الكسل -💜
سبحان الله وبحمده: عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته
-ثلاث مرات-💜
اللهم إني أسألك علما نافعا، ورزقا طيبا، وعملا متقبلا 💜
أستغفر الله وأتوب إليه
- مائة مرة في اليوم -💜
اللهم صل وسلم على نبينا محمد
-عشر مرات 💜
وقفت جنبو فعتر ليها حجر رفعا واطمن عليها اسي خطبو بعض وعرسهم قرب
انا جات بي جنبي وحده شاتت الحجر قلعتو من الواطه وماشه ماعرفتها بنت
ولا حصان خوفتني صراحه🌚😹😹💚
_
انا جات بي جنبي وحده شاتت الحجر قلعتو من الواطه وماشه ماعرفتها بنت
ولا حصان خوفتني صراحه🌚😹😹💚
_
قال احدهم :
إشتريت تلفون لجدي ..
وعلمتو كيف يخش الإنترنت ..
جيت زرته بعد اسبوع وفتحت تلفونه
لقيته عامل بحث في قوقل
بعنوان :
حريم مشلخات 🤓😹😹❤️
_
إشتريت تلفون لجدي ..
وعلمتو كيف يخش الإنترنت ..
جيت زرته بعد اسبوع وفتحت تلفونه
لقيته عامل بحث في قوقل
بعنوان :
حريم مشلخات 🤓😹😹❤️
_
- عروستنا القمر طبخت شنو بالصلاه علي النبي في الأكل دا كله ؟
= انا اللخيت دكوة الشطه ياعمتي
_🙊💛
= انا اللخيت دكوة الشطه ياعمتي
_🙊💛
🇪🇬 : لو لم اكن مصريا لوددت ان اكون مصريا
🇸🇦 : دمتي عزا يا فخر العروبه
🇸🇩: نحن اصلا اصولنا اتراك و جدي ابو امي مغربي, لكن التركي جدي ابو ابوي , نحن هسي بقولوا لينا اولاد الحلبي لو جيت حلتنا و قلت ناس فلان ما بعرفوك الا تقول اولاد الحلبي.
ما شاء الله حبوبتي كانت بتضفر شعرتا و تمسكا ب اصابع رجولا لو الشعر ورثه انا كان مفروض شعري دا يجر بالارض لكن بس حظي الكعب.طبعا بنات خالاتي ديل فيهم لون لو ما قلت ما شاء الله ما تعاين ليهم مرتين شايلين لون حبوبتي هسي ود اختي حلبييييييييي شديد شايل لون الاتراك وود اخوي لونو فاتح لكن ما زي ود اختي عشان امو دنقلاويه ما مننا. طبعا الراجل في الجوازات كان عايز يعمل معاي مشكله قال لي انتي ما سودانيه من الاسم عرفتك الا ود جيرانا لواء جاء قال ليهو ما توقفها .
ما مشيت تركيا لكن نفسي امشي و الله بابا كل سنه بقول لينا الاجازه دي نمشي نشوف بيت ناس حبوبه زمان و يورينا مكانو الاتولد فيهو . بيتنا ف ازمير طبعا بابا قال كانوا بلعبو في جبال ازمير و الدنيا كانت امان ما زي هسي خطف و تجارة اعضاء.
ناولوني طوبه 😂😂😭😭😭😂😂😂😂😂😂😂😂😂😂😂
🇸🇦 : دمتي عزا يا فخر العروبه
🇸🇩: نحن اصلا اصولنا اتراك و جدي ابو امي مغربي, لكن التركي جدي ابو ابوي , نحن هسي بقولوا لينا اولاد الحلبي لو جيت حلتنا و قلت ناس فلان ما بعرفوك الا تقول اولاد الحلبي.
ما شاء الله حبوبتي كانت بتضفر شعرتا و تمسكا ب اصابع رجولا لو الشعر ورثه انا كان مفروض شعري دا يجر بالارض لكن بس حظي الكعب.طبعا بنات خالاتي ديل فيهم لون لو ما قلت ما شاء الله ما تعاين ليهم مرتين شايلين لون حبوبتي هسي ود اختي حلبييييييييي شديد شايل لون الاتراك وود اخوي لونو فاتح لكن ما زي ود اختي عشان امو دنقلاويه ما مننا. طبعا الراجل في الجوازات كان عايز يعمل معاي مشكله قال لي انتي ما سودانيه من الاسم عرفتك الا ود جيرانا لواء جاء قال ليهو ما توقفها .
ما مشيت تركيا لكن نفسي امشي و الله بابا كل سنه بقول لينا الاجازه دي نمشي نشوف بيت ناس حبوبه زمان و يورينا مكانو الاتولد فيهو . بيتنا ف ازمير طبعا بابا قال كانوا بلعبو في جبال ازمير و الدنيا كانت امان ما زي هسي خطف و تجارة اعضاء.
ناولوني طوبه 😂😂😭😭😭😂😂😂😂😂😂😂😂😂😂😂
👍1
لا تدع العمر يمضي وأنت مرتدي كل هذه الجديّة، تنفس!💆🏻♀🌸🔮✨
نحن بُسطاء جداً إذا مررنا بيوم سيء تُرضينا قهوة ♥️.
الأشياء حين تسقط وتنكسر تصدر ضجيجًا يسمعه
الآخرون . إلا القلوب حين تُخذل وتنكسر تصدر أنينًا
لا يسمعه إلا ربّ العالمين.
الآخرون . إلا القلوب حين تُخذل وتنكسر تصدر أنينًا
لا يسمعه إلا ربّ العالمين.
حارب دائماً من أجل الاشياء التي تحبها حتى لو اوجعتك • َِ🖤ۥَِ،!𝐀𝐋𝐖𝐀𝐘𝐒 𝐅𝐈𝐆𝐇𝐓 𝐅𝐎𝐑 𝐓𝐇𝐄 𝐓𝐇𝐈𝐍𝐆𝐒 𝐓𝐇𝐀𝐓 𝐘𝐎𝐔 𝐋𝐎𝐕𝐄💗
تنهّـد ثُـم قـال مُعـاتِبـاً :
ألا تؤمنين بِشخص رغبَته
توقفت تِجاه كُل شيء ،
عـداكِ ..♥️!
ألا تؤمنين بِشخص رغبَته
توقفت تِجاه كُل شيء ،
عـداكِ ..♥️!