الرواق المنهجي والحنبلي( بإشراف الشيخ د. محمد عبد الواحد الأزهري الحنبلي).
16.4K subscribers
923 photos
51 videos
100 files
5.71K links
قناة خاصة بالمنشورات والدروس المنهجية، المتعلقة بمنهج التفقه وطلب العلم على الطريقة المعروفة عند أهل العلم، والجادة المسلوكة عبر القرون.
Download Telegram
لا أنفع لطالب العلم في دينه وعلاقته بربه، وفي دنياه وكرامته ومروءته= من الاستقلال.
الاستقلال عن الجماعات، والأحزاب، والتيارات، والسلاطين، وحتى عن الأشخاص!
حتى شيخك؛ إذا رأيته يريد أن يأسرك، ويجعلك تتكلم باسمه، وتقف مواقفه فيما يحب ويكره ويأتي ويذر، وقد يزيد فيجعلك تخاصم بدله؛ ليورطك ويتبرأ هو عندما يجد الجد= فبادر بسل ثيابك من ثيابه، وإلا فستندم وقد يتعذر عليك الاستدراك.

أعلم أن تحقيق هذا صعب، وأن هناك شخصيات طفيلية، وأخرى وصولية، وشخصيات لا تحسن إلا التبعية.
لكني أخاطب من يعد نفسه وريثًا للنبوة بحق، ويجهز نفسه لأمر عظيم، فهذه نصيحة خالصة له إذا أراد الله والدار الآخرة، "وكلهم ءاتيه يوم القيامة فردًا".
واعلم أن الله لا يخادَع، وأنه يعلم من يقف مواقفه خالصة له، ومن يقفها لدنيا يصيبها.
واعلم أن ما كان لله بقي.

https://t.me/Rwaq_manhaji
"ما اتخذ الله من ولي جاهل".
هذه من المقررات عند القوم، ولدى أهل العلم.
لكن في زماننا البائس بأهله والنكد بناسه:
تُعتقد الولاية بل القطبية: في محرف للشرع، مخالف للإجماعات، لعّاب بأحكام الشرع، طاعن في السنن، مزدر لأقوال أئمة الإسلام!

https://t.me/Rwaq_manhaji
(هذا رجل عابد، وعبّد الناس لله، فلا يليق أن يعامَل معاملة غيره).
هكذا يرى بعض الفضلاء مع تسليمهم بخطئه.
فنقول: وكثير من السلفية عبّاد، وعبّدوا الناس لله، ويبكون في الصلاة.
بل هؤلاء ليسوا فقط عبّدوا الناس لله في النوافل ومجالس الذكر، وإنما جعلوهم يصلون الفرائض ويعرفون طريق المسجد، ويفتحون المصاحف.
فلماذا كنا نتقدهم ونشتد عليهم ونعتقد ضلالهم؟!
وما المعيار الذي به توزن أقدار الناس إن هم تكلموا في العلم والفتوى والتوقيع عن رب العالمين؟!
أنت عابد زاهد صوام قوام ذكار أواه منيب= اعتزل الناس في بيتك أو مسجدك، ولا تزد عن العبادات القاصرة، ودل الناس على العلماء، فتسلم ويسلم من يعبد الله معك.
أما أن تهري وتلعب بالشرع، وترد السنن، وتخالف الإجماعات، وتلبس لباس المجتهدين وأنت لا تحسن فهم كلام العلماء ولا تعد من فضلاء المقلدين، وتتفلت مما لا يروق لك من أحكام الشرع ولو مجمعًا عليها أو عليها المذاهب الأربعة، وترمي أقوال الأئمة وأولياء الله الحقيقيين بأنها وهابية لهسهس عندك، ويتكرر ذلك منك غير مرة، وتتحامق في مواقف عديدة، ويحفظ عليك الكذب، وخلفك دراويش مفتونون بك ولا يعرفون من الدين غير ما تقول لهم..
ثم يقال: عابد ويعبّد الناس لله=
فلا والله لا نعرف هذا من الدين، ولن نلقى الله بمثل هذا إن شاء الله، ودين الله وأحكام شرعه أغلى عندنا من كل أحد، ولن نجامل أحدًا في ذلك. والله الهادي لا رب سواه.

https://t.me/Rwaq_manhaji
وقالت السلفية: التوسل محرم،
والتبرك بدعة ووسيلة للشرك.
وأنكر بعضهم الخلاف في ذلك.
وكذا وكذا بدعة وإن قال به أحمد بن حنبل.
ونحن لسنا متعبدين بكلام الفقهاء.
والفقهاء وقعوا في بدع وأخطاء.
فغضبنا وزمجرنا، وتهكمنا بهم، وجعلناهم أحاديث، وشردنا بهم من خلفهم.

ثم قال بعض من يلبس لباس الأزهر وينتسب للتصوف في مسائل اتفقت عليها المذاهب الأربعة وأخرى عليها الإجماع: هذه لا يقول بها إلا الوهابية، وهذا جمود إلخ، وذموا من يقول بها.

فمن غضب هنا كما غضب على الأولين وأنكر على هؤلاء كما أنكر على أولئك: فقد أحسن.
ومن فرق فلم يغضب على هؤلاء: فهو مطالب بالفرق وأن يكون مناطا شرعيا للسكوت وليس موجودا في السلفية الذين غضب عليهم.
أو أن يعود فيعتذر إلى السلفية، ويقول لهم: قد أخطأت في حقكم وأنتم على صواب في مسلككم.
ومن سكت عن هؤلاء وأولئك: فهذا عقله وقد استراح.

https://t.me/Rwaq_manhaji
عند قبر سيدنا الإمام الشافعي رضي الله عنه، الذي كان -كما قال سيدي أحمد بن حنبل رضي الله عنه-: كالشمس للدنيا والعافية للناس.
حيث سعدت ببعض إخواني من أندونيسيا وغيرها، ودعونا الله في هذه الروضة من رياض الجنة -إن شاء الله- لنا ولبعض الأحباب، ولأخ حبيب عزيز علي مريض مرضا شديدا، عجل الله تعالى شفاءه وعافيته.

https://t.me/Rwaq_manhaji
يعني أنت تظن أن الدعاء عند قبر الشافعي مظنة الإجابة؟
نعم يا محروم.
وعند قبور الصالحين عمومًا، ونعرف بعضهم خصوصًا، وكتب الإسلام مليئة بهذا عن أكابر الأئمة ونقلة الشرع وحفظته، أنت الذي في واد وأمة الإسلام باختلاف طوائفها في آخر.
وإن كان من نصيحة لك يا محروم، فما قاله الشيخ مرعي الحنبلي:
وإذا لم تر الهلال فسلم *** لأناس رأوه بالأبصار

https://t.me/Rwaq_manhaji
آه نسيت أقول لك يا محروم، فأحببت إفرادها بمنشور بدلا من تعديل المنشور السابق:
__
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "وأما إجابة الدعاء: فقد يكون سببه اضطرار الداعي وصدق التجائه، وقد يكون سببه مجرد رحمة الله له، وقد يكون أمرًا قضاه الله لا لأجل دعائه، وقد يكون له أسباب أخرى، وإن كانت فتنة في حق الداعي!
فإنا نعلم أن الكفار قد يستجاب لهم، فيسقون وينصرون ويعافون ويرزقون، مع دعائهم عند أوثانهم وتوسلهم بها".
وقال: "قَصْدُهُ لِلدُّعَاءِ عِنْدَهُ رَجَاءَ الْإِجَابَةِ= بِدْعَةٌ، لَا قُرْبَةٌ؛ بِاتِّفَاقِ الْأَئِمَّةِ".
يعني نقل الإجماع على بدعيته.

شفت بقى أنا عارف كلام ابن تيمية ازاي.
يله، ووضعتها لك عشان متتعبش نفسك بالبحث والنسخ، فخذها بالشفا، ومتنساش تقول: إني ممن أضله الله على علم.

https://t.me/Rwaq_manhaji
- تكتب نقلًا عن أكابر أهل العلم وأئمة الدين، دون تعقيب منك بكلمة واحدة.. فتأتي حمر مستنفرة تجاهد بالهاهاها!
فما حكم السخرية من كلام العلماء وأئمة الدين الذي هو بيان لأحكام الشرع المطهر، حتى لو اختلفت معه وفرضنا جدلًا أن لخلافك وجهًا؟!
وما الفرق بين هذا وبين سخرية العلمانيين من أحكام الشرع وكلام أهله؟!

- تضع صورة لك في زيارة قبر الإمام الشافعي مثلًا= فتأتي بعض سائمة بهيمة الأنعام لتجاهد بالهاهاها!
وليس في زيارة القبر من حيث هي أي خلاف في استحبابها حتى عند #النابتة، ولكن التصق في أذهان أتباعهم معنى (القبورية)، حتى خرجوا إلى جحد السنن المجمع عليها والاستهزاء بها، ولو استهزأ مستهزئ باللحية مثلًا فإنهم يشنعون عليه وربما كفروه..
فما الفرق؟!
والجامع لهؤلاء المجاهدين بالهاهاها على ما ذكرناه: أن معرفاتهم لشخصيات سلفية، فتجد صورة شخص بهيئتهم المعروفة، وأحيانا امرأة كذلك، ويضعون صور مشايخهم المعروفين، ويكتب كثير منهم أنه يدرس في معهد كذا وكذا من معاهدهم وأكاديمياتهم.
وهذه ظاهرة وليست حالات فردية، وليست في صفحتي فقط!
فسبحان الله أين خلّف أولئك الأدبَ؟
وماذا يظنون حين يسخرون من السنن ومن كلام أئمة الدين، بزعم الدفاع عن السنة، أو ظن أنهم يغيظون صاحب المنشور؟!
وقد ذكر الحافظ ابن الأخضر فيمن روى عن أحمد، في ترجمة أبي زرعة الرازي قال: سمعت أحمد بن حنبل وذكر عنده إبراهيم بن طهمان، وكان متكئًا من علة، فاستوى جالسًا وقال: "لا ينبغي أن يذكر الصالحون فنتكئ".
فإذا فعل الإمام أحمد -رضي الله عنه- هذا عند مجرد ذكر ابن طهمان، فما ظنكم بما يكون منه من أدب عند ذكر كلام العلماء وذكر السنن النبوية؟!
المسألة صارت خطيرة وسيئة جدا حقيقة، وليس كلامي لأنني غاضب غضبا شخصيا من فعلهم، فأنا معتاد على سخافاتهم وما هو أشد من ذلك منذ زمن، ولا أتأثر بذلك على المستوى الشخصي، ولكن المسألة هنا صارت شرعية، وتدل على خلل فكري ونفسي وأخلاقي وديني لدى القوم.
وأنا أكتب ذلك نصيحة لمن لديه عقل منهم ويخاف الله تعالى: أن لا ينساق وراء هذه الأفعال، والتوجيهات المنظمة أحيانًا، فيخسر دينه من حيث لا يشعر ويندم ولا ينفعه ندم.
وأما من لا عقل له ولا يرعوي فلا ينفعه نصح ولا غيره، ولا كلام لنا معه، ومهما طالت لحيته فهي لحية تيس لا تدل على دين ولا هدى ولا تعظيم لشرع.

https://t.me/Rwaq_manhaji
(وبالجملة؛ فقد ظهر بالبراهين اليقينية وبالمكاشفات الصادقة: أنه لا نسبة لعالم الأجساد إلى عالم الأرواح، فكل ما شاهدته بعين البصر في اختلاف مراتب عالم الأجساد: فيجب أن تشاهده بعين بصيرتك في اختلاف مراتب عالم الأرواح).
الإمام الرازي رحمه الله.

https://t.me/Rwaq_manhaji
وعدت في البث الماضي وفي مطلع هذا الأسبوع ببث مباشر قريب أتكلم فيه على مسالك بعض النابتة في النقل عن أهل العلم، وتحريف مقاصدهم، وتدليس كلامهم، وتغيير عللهم؛ لتوافق قول النابتة الشاذ.
فليكن هذا البث اليوم على صفحة الفيس في الساعة الرابعة عصرًا بتوقيت مصر، الخامسة بتوقيت مكة المكرمة إن شاء الله.

https://t.me/Rwaq_manhaji
أعتذر عن البث المباشر اليوم؛ لاشتداد التعب علي، وقد كنت أؤمل أن أتحسن قبل الموعد.
نحدد موعدا آخر قريبا إن شاء الله.
كان من المقرر المفهوم عند الصحابة بلا كلفة: أن بركة أجساد الصالحين تعود على المرء بالنفع حتى بعد موته.
فهموا ذلك ومارسوه، وأقرهم عليه النبي ﷺ.
ولست أتكلم عن البركة في الدنيا فقط، فهذا مفروغ منه، بل البركة والنفع فيما بعد الموت.
تفهم ذلك من قصة الصحابي الذي طلب أن يكفن في البردة التي أهديت للنبي ﷺ رجاء بركتها! وهي في صحيح البخاري.
ومن فعل الصحابي الآخر حين اعتنق النبي ﷺ ومس بطنه.
ومن طلب سيدنا عمر من عائشة رضي الله عنهما أن يدفن بجوار سيدنا النبي ﷺ وصاحبه سيدنا أبي بكر، تشرفا وتبركا، كما نص على هذه العلة الفقهاء من أصحابنا وغيرهم.
ومن إخراج النبي ﷺ لعبد الله بن أبي بعد ما دفن فنفث عليه من ريقه الشريف وألبسه قميصه! والخبر في الصحيحين.
ولذا قال الفقهاء كما في الإقناع وشرحه:
"وَ يُسْتَحَبُّ أَيْضًا الدَّفْنُ فِي مَا كَثُرَ فِيهِ الصَّالِحُونَ؛ لِتَنَالَهُ بَرَكَتُهُمْ".
أعاد الله علينا من بركات الصالحين ولا قطعنا عنهم بذنوبنا، آمين.

https://t.me/Rwaq_manhaji
#جربناها_ومانفعتش:
بات من المعلوم: أن مذهب الحنابلة مباين لمذهب الوهابية اعتقادًا، وفروعًا، ومرجعية، وغير ذلك.
وقد تكلمنا في هذا كثيرًا، ولسنوات مضت، فلم يعد ذلك خافيًا على أحد ممن يتابعنا، أو يسمع بنا، وقلنا فيه كلامًا لم نسبق إليه، ولله الفضل والمنة وحده لا شريك له، وهو الفتاح العليم.

ومما بدا لي نفعه العام ومناسبته لمواقع التواصل: أن أكتب بعض المسائل الفقهية في عدد من أبواب الفقه، مما فيه مباينة بين معتمد المذهب الحنبلي وما عليه #النابتة، ناقلًا معتمد المذهب من الكتب المعتمدة.
ليُعلم من هذا: أن الحنبلية لا تصح مع التوهب، بل هذا مذهب وذاك مذهب، وأن ما يظنه الناس مذهبًا للحنابلة لكونهم يرون النابتة يفعلونه أو يفتون به= ليس كذلك.
وهذا مبني على كون مخالفة المعتمد لا تصح في الإفتاء ولا في شرح الكتب، كما هو مقرر في محله.
وليس مهمًّا بعد ذلك كون ما عليه النابتة مما يخالف المعتمد المذكور: يخالف المذهب بكل أقواله، أو يوافق قولًا فيه، أو يخالف المذاهب الأربعة، أو الإجماع.. فكل ذلك واقع، لكنه ليس محل بحثنا هنا.
كما أن البحث ليس في المخالفات العقدية، فهذا باب آخر، وقد كتبنا وتكلمنا فيه كثيرًا من قبل.
وهذه السلسلة ستكون تحت هذا الهاشتاق:
#جربناها_ومانفعتش
#الجمع_بين_الحنبلية_والوهابية
وليس المقصود منها استيعاب المسائل، وإنما نذكر طرفًا صالحًا يتبين به المقصود.
وواضح أن المنشورات في الأيام القادمة لن تكون قاصرة على هذا، وإنما أكتب فيه بحسب النشاط. والله الموفق والمعين.

https://t.me/Rwaq_manhaji
المنشور الأول:
#جربناها_ومانفعتش
#الجمع_بين_الحنبلية_والوهابية
التوسل بالصالحين أي: بذواتهم وجاههم= مذهب أحمد.
ذكر الأصحاب ذلك في جميع كتبهم مذهبًا لأحمد، وأنه نص عليه في التوسل بالنبي ﷺ، وفعله الأصحاب، وكثير منهم جزم به فلم يذكر فيه خلافًا.
تجد ذلك في أعمد كتب المذهب كالمنتهى والإقناع والغاية وشروحها، والروض المربع، ودليل الطالب وشروحه، والفروع، والإنصاف، وغيرها.

قال في الإقناع وشرحه:
"وَلَا بَأْسَ بِالتَّوَسُّلِ بِالصَّالِحِينَ. وَنَصُّهُ فِي مَنْسَكِهِ الَّذِي كَتَبَهُ لِلْمَرُّوذِيِّ: أَنَّهُ يَتَوَسَّلُ بِالنَّبِيِّ ﷺ فِي دُعَائِهِ. وَجَزَمَ بِهِ فِي الْمُسْتَوْعِبِ وَغَيْرُهُ".
وقالا: "وَقَالَ السامري وَصَاحِبُ التَّلْخِيصِ: لَا بَأْسَ بِالتَّوَسُّلِ فِي الِاسْتِسْقَاءِ بِالشُّيُوخِ وَالْعُلَمَاءِ الْمُتَّقِينَ. وَقَالَ فِي المذهب: يَجُوزُ أَنْ يُسْتَشْفَعُ إلَى اللَّهِ بِرَجُلٍ صَالِحٍ. وَقِيلَ: يُسْتَحَبُّ. قَالَ أَحْمَدُ فِي مَنْسَكِهِ الَّذِي كَتَبَهُ لِلْمَرُّوذِيِّ: إِنَّهُ يَتَوَسَّلُ بِالنَّبِيِّ ﷺ فِي دُعَائِهِ. وَجَزَمَ بِهِ فِي الْمُسْتَوْعِبِ وَغَيْرُهُ … قَالَ إبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ: الدُّعَاءُ عِنْدَ قَبْرٍ مَعْرُوفٍ التِّرْيَاقُ الْمُجَرَّبُ".
وقال في الإنصاف:
"يجوزُ التَّوَسُّلُ بالرَّجُلِ الصَّالحِ، على الصَّحيحِ مِنَ المذهبِ. وقيل: يُسْتَحَبُّ. قال الإِمامُ أحمدُ للمَرُّوذِىِّ: يتَوسَّلُ بالنَّبِىِّ ﷺ فى دُعائِه. وجزَم به فى المُسْتَوْعِبِ وغيرُه".
وخالف في ذلك الشيخ تقي الدين، وتبعه #النابتة، كما هو معلوم.
ومن الفروق بينه وبين النابتة: أنه -مع قوله بعدم مشروعية ذلك- لا ينكر أنه نص أحمد، ولا يحمل كلام الحنابلة على غير مرادهم، بل يصرح بمراد أحمد، ثم يختار ما يختاره.
وأما النابتة فإلى يومك هذا: ينكرون أن التوسل مذهب أحمد، ويفسرونه بالتوسل بالدعاء.
تجد ذلك في تحقيقات النابتة لكتب المذهب إلى الآن.
ومنهم من ينكر كونه نص أحمد أصلًا، ومنهم من أقر به وتواصى بكتمانه.
وكل ذلك مشهور عنهم، فلا نطيل به.
إلا أن بعضهم تذاكى لما علم أنه لا قِبل له بإنكار الشمس وهي طالعة، ورأى شدة نكير الحنابلة المعاصرين من أمثالنا عليه وعلى فئته المنحرفة المحرفة للمذهب؛ فقال: نعم مراد الحنابلة التوسل بالذوات، لكن الصحيح ما قاله ابن تيمية.
فإن أرادوا: الصحيح من المذهب= فهم كذبة فسقة يحرفون العلم ويكذبون على العلماء، كسائر إخوانهم من النابتة.
وإن أرادوا: الصحيح عندهم= فلا حاجة بنا ولا بالمسلمين إلى تصحيحهم ولا قيمة له.

https://t.me/Rwaq_manhaji
الحمد لله تحسنت حالتي بما يسمح بالبث المباشر.
فليكن هذا البث اليوم على صفحة الفيس، في الساعة الخامسة عصرًا بتوقيت مصر، السادسة بتوقيت مكة المكرمة إن شاء الله.
أي بعد ساعتين إن شاء الله.
وأتكلم فيه على مسالك بعض #النابتة في النقل عن أهل العلم، وتحريف مقاصدهم، وتدليس كلامهم، وتغيير عللهم؛ لتوافق قول النابتة الشاذ.

https://t.me/Rwaq_manhaji
#جربناها_ومانفعتش
#الجمع_بين_الحنبلية_والوهابية
المنشور الثاني، المسجد اللي فيه ضريح (بصوت الشيخ علي جمعة):
————
انفرد الحنابلة عن المذاهب الثلاثة ببطلان الصلاة في مواضع، منها: المقبرة.
فقولنا فيها خلاف الجمهور.
لكن الحنابلة حين انفردوا عن الجمهور بذلك: جعلوا بطلان الصلاة فيها تعبدًا، أي ليس معللًا، فلا قياس فيه، ولا يقال إنه لسد ذريعة الشرك ولا غير ذلك من العلل.
وصرحوا بأنه تعبد في عامة كتب المذهب، حتى في المتون كالمنتهى والإقناع!
فهذا حكم من الشهرة، بحيث لا يجحده إلا جاهل، أو كذاب محرف.
وبناء على ذلك: لما ذكروا من المواضع التي لا تصح الصلاة فيها: (المقبرة)؛ تمسكًا بلفظ الحديث= قصروها على ثلاثة قبور فأكثر، وصرحوا: أن الصلاة صحيحة في قبر وقبرين، وأن ما دفن بداره وإن كثر ليس مقبرة.
وصرحوا أيضًا: أن المقبرة إن حدثت بعد المسجد= فالصلاة فيها ليست باطلة، وإنما تكره بلا حائل، فإن كان هناك حائل فلا كراهة.
بخلاف ما إذا حدث المسجد بعد المقبرة فيها.
هذا حكم الصلاة في المقبرة.
وأما الصلاة إليها: فصحيحة، لكن تكره بلا حائل، والحائل هنا ولو كمؤخرة رحل، واختلفوا في زوال الكراهة بكون الحائل هو حائط المسجد.
هذه خلاصة المسألة عندنا.
فُعلم: أن عامة مساجد مصر التي فيها ضريح= تصح الصلاة فيها على المذاهب الأربعة، بل لا كراهة فيها أصلًا عند الحنابلة الذين انفردوا ببطلان الصلاة في المقبرة!
إما لكونها أقل من ثلاثة قبور.
أو لأن هناك حائلًا وإن كانت ثلاثة قبور.
أو حدثت المقبرة بعد المسجد.
ثم جعل الحكم تعبديًّا= هو المذهب، وعليه جمهور الحنابلة،
ومن علل قال: إنها مظنة النجاسة، كما ذكر في الإنصاف.
وأما التعليل بالشرك وذرائعه= فليس هو مذهب الحنابلة، ولا هو مشهورًا عندهم، وإنما يكذب به #النابتة على المذهب ليحرفوه ويخرجوه عن مزاجه المعتدل إلى مسار منحرف.
فحتى الصورة التي نقول فيها بالبطلان، وهي الصلاة في ثلاثة قبور فأكثر ليست دارًا، لا الصلاة إليها= ليس بناء قولنا فيها كبناء النابتة، فعندنا هذا حكم تعبدي، وعندهم معلل بهسهس الشرك.
وإليكم النقل من أعمد كتب المذهب،
١- قال في المنتهى وشرحه:
(وَلَا تَصِحُّ -تَعَبُّدًا- صَلَاةُ) فَرْضٍ أَوْ نَفْلٍ (فِي مَقْبَرَةٍ) قَدِيمَةٍ أَوْ حَدِيثَةٍ تَقَلَّبَتْ أَوْ لَا، وَهِيَ مَدْفَنُ الْمَوْتَى… (وَلَا يَضُرُّ) صِحَّةَ الصَّلَاةِ (قَبْرَانِ، وَلَا مَا دُفِنَ بِدَارِهِ.
ثم قال في المنتهى بعد ذكر المواضع: (وَتُكْرَهُ إلَيْهَا بِلَا حَائِلٍ).
قال في شرحه: فَإِنْ كَانَ حَائِلٌ: لَمْ تُكْرَهِ الصَّلَاةُ، (وَلَوْ) كَانَ (كمُؤخِرةِ رَحْلٍ) كَسُتْرَةِ الْمُتَخَلِّي، فَلَا يَكْفِي الْخَطُّ، وَيَكْفِي حَائِطُ الْمَسْجِدِ...
(وَكَمَقْبَرَةٍ) فِي الصَّلَاةِ فِيهَا: (مَسْجِدٌ حَدَثَ بِهَا) أَي: الْمَقْبَرَةِ، فَلَا تَصِحُّ الصَّلَاةُ فِيهِ، سِوَى صَلَاةِ جِنَازَةٍ، أَوْ لِعُذْرٍ. قَالَ الْآمِدِيُّ: لَا فَرْقَ بَيْنَ الْمَسْجِدِ الْقَدِيمِ وَالْحَدِيث. انْتَهَى.
وَإِنْ حَدَثَتْ الْقُبُورُ بَعْدَهُ، حَوْلَهُ أَوْ فِي قِبْلَتِهِ: كُرِهَتْ الصَّلَاةُ إلَيْهَا بِلَا حَائِلٍ.
وَفِي الْهَدْيِ: لَوْ وُضِعَ الْقَبْرُ وَالْمَسْجِدُ مَعًا: لَمْ يَجُزْ، وَلَمْ يَصِحَّ الْوَقْفُ وَلَا الصَّلَاةُ.
٢- وقال في الإقناع:
(وَلَا تَصِحُّ الصَّلَاةُ فِي مَقْبَرَةٍ قَدِيمَةٍ أَوْ حَدِيثَةٍ، تَقَلَّبَ تُرَابُهَا أَوْ لَا، وَهِيَ: مَدْفِنُ الْمَوْتَى، وَلَا يَضُرُّ قَبْرٌ وَلَا قَبْرَانِ، وَتُكْرَهُ الصَّلَاةُ إلَيْه.
ثم قال مع شرحه: (وَلَا يَضُرُّ) أَيْ: لَا تُمْنَعُ الصَّلَاةُ فِي (مَا أُعِدَّ لِلدَّفْنِ فِيهِ وَلَمْ يُدْفَنْ فِيهِ، وَلَا مَا دُفِنَ بِدَارِهِ) وَإِنْ كَثُرَ؛ لِأَنَّهُ لَيْسَ بِمَقْبَرَةٍ. (وَالْخَشْخَاشَةُ) : بَيْتٌ فِي الْأَرْضِ لَهُ سَقْفٌ يُقْبَرُ فِيهِ جَمَاعَةٌ، لُغَةٌ عَامِّيَّةٌ. قَالَهُ فِي الْحَاشِيَةِ، (فِيهَا جَمَاعَةٌ) مِنْ الْمَوْتَى= (قَبْرٌ وَاحِدٌ) اعْتِبَارًا بِهَا، لَا بِمَنْ فِيهَا …
وَالْمَسْجِدُ فِي الْمَقْبَرَةِ؛ إنْ حَدَثَ بَعْدَهَا: كَهِيَ) أَيْ: لَا تَصِحُّ الصَّلَاةُ فِيهِ، غَيْرَ صَلَاةِ الْجِنَازَةِ؛ لِأَنَّهُ مِنْ الْمَقْبَرَةِ، (وَإِنْ حَدَثَتْ) الْمَقْبَرَةُ (بَعْدَهُ) أَي: الْمَسْجِدِ (حَوْلَهُ، أَوْ) حَدَثَتْ (فِي قِبْلَتِهِ= فَكَصَلَاةٍ إلَيْهَا) أَيْ: إلَى الْمَقْبَرَةِ، فَتُكْرَهُ بِلَا حَائِل.
ثم قالا: (وَالْمَنْعُ) مِنْ الصَّلَاةِ (فِي هَذِهِ الْمَوَاضِعِ= تَعَبُّدٌ)، لَيْسَ مُعَلَّلًا بِوَهْمِ النَّجَاسَةِ وَلَا غَيْرِهِ؛ لِنَهْيِ الشَّارِعِ عَنْهَا وَلَمْ يُعْقَلْ مَعْنَاه.
ثم قال في الإقناع: (وَتُكْرَهُ الصَّلَاةُ إلَيْهَا مَا لَمْ يَكُنْ حَائِلٌ وَلَوْ كمؤخِرةِ رَحْلٍ، وَلَيْسَ كَسُتْرَةِ الصَّلَاةِ، فَلَا يَكْفِي حَائِطُ الْمَسْجِدِ) جَزَمَ بِهِ جَمَاعَةٌ؛ مِنْهُمُ الْمَجْدُ، وَابْنُ تَمِيمٍ، وَالنَّاظِمُ، وَغَيْرُهُمْ، وَقَدَّمَهُ فِي الرِّعَايَتَيْنِ وَالْحَاوِيَيْنِ، وغيرهم؛ لِكَرَاهَةِ السَّلَفِ الصَّلَاةَ فِي مَسْجِدٍ فِي قِبْلَتِهِ حُشٌّ.
وَظَاهِرُ مَا قَدَّمَهُ فِي الْفُرُوعِ وَالْمُبْدِعِ وغيرهما: يَكْفِي حَائِطُ الْمَسْجِدِ.
وَتَأَوَّلَ ابْنُ عَقِيلٍ النَّصَّ عَلَى سِرَايَةِ النَّجَاسَةِ تَحْتَ مَقَامِ الْمُصَلِّي، وَاسْتَحْسَنَهُ صَاحِبُ التَّلْخِيصِ.
٣- وقال في الإنصاف: "المَنْعُ مِنَ الصلاة في هذه الأمْكنَةِ= تَعَبد، على الصَّحيحِ مِن المذهبِ، وعليه الجمهور. قال الزَّرْكَشِي: تعبُّد عندَ الأكثرين. واخْتارَه القاضي وغيرُه، وقدَّمه في «الشرحِ»، و «الرِّعايَةِ الكُبْرى». قال ابنُ رزين في «شرحِه»: الأظْهر أنَّه تعَبد.
وقيل: معلل. وإليه ميْل المصنف. فهو معَلل بمظِنةِ النجاسةِ، فيَخْتصُ بما هو مظِنةٌ مِن هذه الأماكن. وأطْلقَهما في «الفروعِ»، و «ابنِ تَميم»".
- - - - - - -
وبهذا يُعلم كذب النابتة على المذهب وتدليسهم وتحريفهم، حين يشرحون أو يفتون، فينسبون قولهم الشاذ إلى مذهب الحنابلة!
ومن أراد الوقوف على عبث وتدليس ظاهر، وطمس للمذهب، وتجهيل للدارس به= فليقارن ما ذكرته ونقلته، بما كتبه ابن عثيمين في الشرح الممتع، الذي هو من أهم كتب النابتة، والرجل من أعاظم فقهائهم وكبار شيوخهم، فكيف بمن دونه؟!
فاحفظ ما ذكرته، وقس عليه، وخذ حذرك، ولا تكن من الغافلين، ولا يختلنك النابتة فتكون من الخاسرين.

https://t.me/Rwaq_manhaji
الجماعة المساكين الذين يذمون من يخالف فتاوي شيوخهم، ويزعمون أنه يشوش على العامة!
_______
قال ابن تيمية رحمه الله:
(ولا يجوز دعوى الإجماع بعمل بلد أو بلاد من بلدان المسلمين، فكيف بعمل طوائف منهم؟!
وإذا كان أكثر أهل العلم لم يعتمدوا على عمل علماء أهل المدينة وإجماعهم في عصر مالك؛ بل رأوا السنة حجة عليهم كما هي حجة على غيرهم مع ما أوتوه من العلم والإيمان= فكيف يعتمد المؤمن العالم على عادات أكثر من اعتادها عامة، أو من قيدته العامة، أو قوم مترئسون بالجهالة لم يرسخوا في العلم ولا يعدون من أولي الأمر ولا يصلحون للشورى، ولعلهم لم يتم إيمانهم بالله وبرسوله، أو قد دخل معهم فيها بحكم العادة قوم من أهل الفضل؛ عن غير روية، أو لشبهة أحسن أحوالهم فيها أن يكونوا فيها بمنزلة المجتهدين من الأئمة والصديقين؟!
والاحتجاج بمثل هذه الحجج، والجواب عنها= معلوم أنه ليس طريقة أهل العلم، لكن لكثرة الجهالة قد يستند إلى مثلها خلق كثير من الناس حتى من المنتسبين إلى العلم والدين!).

https://t.me/Rwaq_manhaji