الرواق المنهجي والحنبلي( بإشراف الشيخ د. محمد عبد الواحد الأزهري الحنبلي).
16.4K subscribers
917 photos
51 videos
100 files
5.7K links
قناة خاصة بالمنشورات والدروس المنهجية، المتعلقة بمنهج التفقه وطلب العلم على الطريقة المعروفة عند أهل العلم، والجادة المسلوكة عبر القرون.
Download Telegram
في رد شبهة مشهورة يشنع بها على المفوضة:
قال الإمام الموفق ابن قدامة:
"فإن قيل: فكيف يخاطب الله الخلق بما لا يعقلونه، أم كيف ينزل على رسوله ما لا يطلع على تأويله؟!
قلنا:
يجوز أن يكلفهم الإيمان بما لا يطلعون على تأويله؛ ليختبر طاعتهم، كما قال تعالى: {ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين}، {وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم ... } الآية، {وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس}.
وكما اختبرهم بالإيمان بالحروف المقطعة مع أنه لا يعلم معناها".
***
وقال الطوفي في تقرير الشبهة:
"وتقريره: أنه لو اختص الله تعالى بعلم تأويل المتشابه دون أهل العلم= لكان خطابه للناس به خطابا لهم بما لا يفهمونه،
والخطاب بما لا يفهم بعيد، بل ربما كان محالا؛ لأن فائدة الخطاب الإفهام، فإذا وقع الخطاب على وجه لا يحصل منه الإفهام= خلا عن فائدته التي وضع لها، فيكون عبثا، والعبث على الله تعالى محال".

ثم قرر الجواب بقوله:
"وتقريره: أنا لا نسلم بعد ما ذكرتموه، إذ لا بعد في أن يتعبد الله تعالى عباده بإنزال كتابه عملا وإيمانا؛ بأن ينزله محكما يتعبدهم بالعمل به، ومتشابها يتعبدهم بالإيمان به، تسوية بين الأبدان والنفوس في التعب والتكلي؛ لأن التكليف إلزام ما فيه مشقة كما سبق،
فالمشقة على الأبدان: بما تعانيه من حركات التكليف ونحوها، كالصلاة، والحج، والجهاد.
ومشقة النفوس والعقول: بما تعانيه من التصديق بما لا يدركه، وهو أعظم المشقتين، كما بينته في «القواعد الصغرى».
ولهذا قدم الله تعالى المؤمنين بالغيب في قوله تعالى: {الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة}.
وأيضا: فإن التكليف عملي واعتقادي، ثم العملي منه معقول، ومنه غير معقول، كالوضوء، والغسل، وأشباههما، وأفعال الحج من رمل واضطباع، وتجرد ونحوه. فما المانع أن يكون التكليف الاعتقادي أيضا مشتملا على ما يفهم وما لا يفهم؟!مع أن ذلك أجدر بحصول فائدة التكليف، وهي تبين المطيع من العاصي".


https://t.me/Rwaq_manhaji
السلفي إذ يتحامق:
____________
في مسألة متعلقة بالطلاق الثلاث: ذكر صاحب المنتهى مسألة ظريفة، وهي:
"إذا قال الرجل لزوجته: أنت طالق ثلاثا:
على مذهب السنة والشيعة واليهود والنصارى،
أو: على سائر المذاهب
= يقع ثلاث". انتهى.

وهذا المذهب المجزوم به، بل مذهب الأئمة الأربعة، بل حُكيت فيه إجماعات، حكاها عدد من كبار أئمة الإسلام.
***
***
- فعلق العلامة الخلوتي بقوله:
"يؤخذ منه: أن القول بوقوع واحدة فقط ليس مذهبا لأهل السنة، ولا للشيعة، ولا اليهود، ولا النصارى.
وهو مما يقوي النكير على ابن تيمية". انتهى.

- وهذا -كما ترى- تعليق فقهي محض، ووجه استنباطه من كلام "المنتهى" ظاهر جدا.
وإذا كانت مسألة إجماعية: فالإنكار على مخالفها حق؛ كائنا من كان!
وإلا لبطلت الشريعة.
وقد أنكرت الأمة على ابن عباس رضي الله عنهما، حبر الأمة وترجمان القرآن وأحد أفقه الصحابة، في مسائل؛ مع عدم انعقاد الإجماع؛ لأنه لا ينعقد مع مخالفة ابن عباس!
لكن رأوه قولا شاذا، فأنكروه.

وهذا ظاهر بيّن، لا يخالف في تأصيله ابن تيمية نفسه.
بل يمارسه، وربما صرح باستتابة من وقع في جنسه!
***
***
فماذا كان من المحقق السلفي المحترم؟!
هاج وماج في التعليق، ونقل تعليقا من هامش نسخة خطية، لشخص مجهول فيه:
أنه أثنى على ابن تيمية بأنه بحر العلوم العقلية والنقلية وترجمان القرآن في زمانه -لذلك مثلت بابن عباس عمدا- إلخ.
وهذا كله أجنبي عن البحث، وخطابة معتادة من ضعاف العقول.

ثم طعن في اعتقاد الخلوتي، وراح يستشهد بكلام له آخر في مسألة أخرى بعيدة تماما عن محل البحث.
ودخل في نية الخلوتي، واتهمه بأنه عقد في نفسه على ابن تيمية!!

وقال له: (من أنت يا خلوتي؟!).
***
***
أرأيتم الحماقة؟!
وعلمتم أنها ليست على صفحات الفيس بوك فقط، بل في رسائل علمية تجاز من جامعات محترمة؟!

(من أنت يا خلوتي؟!)

وإذا كان الخلوتي حقيرا في نظرك إذ نقلتَ هذا ولم تعقب:
فلمَ تحقق حاشيته؟!
ولمَ تتسلق على كتفيه لتنال درجة علمية تأكل بها وتتجوه؟!
وهذه عادتكم مع الأسف، تستفيدون من العلماء ثم تحتقرونهم، وقد تكفرونهم.

ألا تستحي أن تنقل مناقشة بحماقة هكذا وقلة أدب؛ في مسألة علمية إجماعية، أو هي قول الجماهير على أقل تقدير وباعتراف صاحب التعليق نفسه؟!

كل ذلك لأن الخلوتي (تجرأ) -كما عبر المعلق- على تقوية الإنكار على ابن تيمية؟!

هل أنتم عبيد ابن تيمية فعلا كما يقول كثير من مخالفيكم؟!
وها هو الحافظ ابن رجب -وهو من هو- يذكر أن جماعة من (قضاة العدل من أصحابنا) منعوا ابن تيمية من الإفتاء ببعض المسائل.
ويذكر أن خواص أصحاب ابن تيمية كرهوا له تفرده ببعض المسائل وشذوذه فيها.
وحتى تلمذه ابن مفلح يشير إلى هذا في "فروعه" بإشارة حيية لمن يفهم!

وقد سجن ابن رجب من أفتى بقول ابن تيمية في الطلاق.
فهل تستطيعون الطعن في ابن رجب كما طعنتم في الخلوتي؟!

علما بأن الخلوتي لم يطعن في ابن تيمية قط، بل نقل عنه عشرات النقولات على طول الحاشية، ومنها نقل مهم في البدعة من كتابه: "اقتضاء الصراط المستقيم".

فكان ماذا إذا خالفه مرة كما خالف عشرات من أئمة المذهب، ورأى صواب الإنكار عليه لأنه خالف إجماعا في نظره ونظر علماء أكابر؟!

وهل يلزم من الإنكار عليه أن يقر الظلم الذي وقع عليه؟!

وهل الرجل في مقام تأريخ وترجمة لابن تيمية ليسوق القصة من أولها، كما يفعل بعض السخفاء بمناسبة ودونها؟!

وما علاقة كونه على عقيدة الخلف، المخالفة للسلف، وأن عقيدته غير صحيحة -كما ذكر المعلق- بما نحن فيه؟!

أم هي استثارة عاطفة القارئ الأحمق ليوافق هذا المعلق على تحقير الرجل؟!

وحينئذ: فإذا نقلت أيها المحقق هذا التعليق لهذا المجهول ولم تعقب: فأنت ترتضيه.
لأنك: ناقله،
ولم تتعقبه،
ولستَ في مقام تحقيق نص غير كلام الخلوتي،
ولم تلتزم نقل جميع ما في هوامش النسخ، خصوصا وهي نسخة فرعية!
فلماذا نقلت هذا الهامش تحديدا؟!

وبناء عليه:
فلماذا تحقق كتاب رجل على عقيدة فاسدة؟!
وإن قلت: لا تأثير لعقيدته على الفقه ولا مانع من تلقي الفقه منه: فلمَ ذكرتَ هذه القضية من التعليق، وما فائدته إلا الغل والحماقة؟!

الصورة في التعليق القادم؛ لتروا بأعينكم، وتتحققوا كيف أن ممارسات بعض هؤلاء بغّضت كثيرين في ابن تيمية.

وما أضر صداقة الأحمق!

واليوم قد رأيت بعض حمقى السلفيين من المشتغلين بالمذهب والمحققين لكتبه المتشدقين به: يطعن في الخلوتي ويلمزه ويرميه بأنه أشعري ويفرح بشتم أبا بطين القبيح له ويشيد به!
بعد أن سرق الصورة التي نشرتها في هذا الموضوع وكأنها من عندياته، ودخل أحمق آخر يقول له: "نقل نفيس".
وما هي إلا سرقة، وبرهانها ظاهر، ولم يقف هؤلاء على هذا المخطوط ولا عرفوا هذا التعليق إلا بعد نقلنا له،
"والمتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور".

فسبحان من جعل لكل قوم وارثا.

https://t.me/Rwaq_manhaji
قضى أبو بكر القفال المروزي أربعين عامًا من عمره لا يعرف من العلم إلا اسمه، وليس له به اشتغال، ثم رغبت نفسه في العلم، وذهب إلى أحد أشياخ مَرْو، وعرَّفه رغبتَه، فلقَّنه هذا الشيخُ أولَ جملة من كتاب المزني، وهي: (هذا كتابٌ اختصرتُه) .. فرقى القفال سطح بيته، وكرر هذه الكلمات الثلاث ليحفظها (هذا كتابٌ اختصرته .. هذا كتابٌ اختصرته .. هذا كتابٌ اختصرته) .. كررها من بعد العشاء إلى الفجر، ثم غلبته عيناه ونام، ولما استيقظ نسيها!
ضاق صدره وقال: أيشٍ أقول للشيخ؟! عاد إلى شيخه وكاشفه بما جرى، فلم يزجره، بل أوصاه بما صار القفَّال به أحدَ أركان المذهب الشافعي.. قال له: (لا يصدَّنَّك هذا عن الاشتغال، فإنك إذا لازمت الحفظ والاشتغال صار لك عادة) فجدّ ولازم الاشتغال حتى كان منه ما كان، فعاش ثمانين سنة : أربعين جاهلا وأربعين عالما.

حتى قال عنه السبكي في طبقات الشافعية: ( ... أحد أئمة الدنيا ....كان القفال المروزي هذا من أعظم محاسن خراسان، إمامًا كبيرًا، وبحرًا عميقًا، غوّاصًا على المعاني الدقيقة، نقيّ القريحة، ثاقب الفهم، عظيم المحلّ، كبير الشأن، دقيق النظر، عديم النظير).
ثم نقل السبكي عن ناصر العمري قوله: (لم يكن في زمان أبي بكر القفال أفقه منه، ولا يكون بعده مثله، وكنا نقول: إنه ملك في صورة إنسان).

وكان يقول -أي الإمام القفال- بعد أن نبغ في العلم: (ابتدأت التعلّم، وأنا لا أفرق بين اختصرتُ، واختصرتَ).
قال ابن الصلاح : (أظن أنه أراد بهذا الكلمةَ الأولى من مختصر المزني، وهو قوله: اختصرت هذا من علم الشافعي، وأراد أنه لم يكن يدري من اللسان العربي ما يفرق به بين ضم تاء الضمير وفتحها).

ومع هذا الجهل الظاهر عند هذا الإمام في بداية طلبه للعلم، إلاّ أن شيئًا من ذلك لم يثنه، ولم يفتّ في عضده في مواصلة الطلب، بل جدّ واجتهد حتى تقمّص لباس العلم، وتذرى سنام المجد، فالملازمة والمواظبة للقراءة والكتابة والسماع من المشايخ = سبيل الاعتياد، وهذا الاعتياد = قَيدُ المحفوظات والمعلومات الهاربة.
وكما قال الإمام الأعظم أبو حنيفة لصاحبه وإمام مذهبه من بعدِه أبي يوسف : كنت بليدًا أخرجتك -أي: أخرجتك من بلادتك- المواظبة.


أسامة عابد

https://t.me/Rwaq_manhaji
نصيحة عامة:
مذهب الحنابلة مذهب صعب وغير مخدوم وبه فجوات وإشكالات لم تحل حتى من كبار محققي المذهب.
لا يعرف هذا من لم يعش معه سنوات طويلة ويدرسه دراسة تامة، بل سيقول لك خلاف هذا.
ومن نظر في كلام كبار الأصحاب ونقولاتهم، ونظر في تدقيقات بعض فحول المتأخرين كالبهوتي ومرعي والخلوتي وعثمان وأبحاثهم ومناقشاتهم= علم ذلك يقينا.

فمن رأيتموه يدعي التحقيق والإتقان في المذهب ولم يُمض فيه عشر سنوات [على الأقل وهذا للنابغة] من الدأب والتفرغ التام له وحفظ متونه وجرد كتبه ومعايشتها [مع الذكاء والنبوغ]= فاعلموا أنه مجرد متعالم مدع ما ليس فيه متشبع بما لم يعط.

هذه خلاصة، وليست رأيا ولا انطباعا، بل هي حقيقة المناقش فيها عندي ينادي على نفسه بقلة التحصيل وضعف الفهم، وكل امرئ حسيب نفسه.

ورحم الله العلامة المرداوي القائل:
"وهو مسلك وعر وطريق صعب عسر لم يتقدمنا أحد إليه ولا سلكه لنتبعه ونعتمد عليه".

https://t.me/Rwaq_manhaji
هذا منشور كتبته منذ ثلاث سنوات تقريبا، لم يتغير فيه شيء عما قلته هذه الأيام، وكان بعض من يعترض اليوم ويتطاول= معلقا عليه أو معجبا.. انظروا لتعلموا أن الأمر عندهم أهواء وانطباعات فقط.

الحنابلة وابن تيمية في الفقه:
ـــــــــــــــ
تكلمتُ من قبل عن موقف الحنابلة من اعتقاد شيخ الإسلام ابن تيمية، في مقالة رابطها في أول تعليق.
وأما في هذا المنشور؛ فلن أتكلم عن أثر شيخ الإسلام في المذهب، والمسائل التي استقر المذهب على قوله فيها، أو وافقه فيها أعلام المذهب من بعده، وهي قضية جديرة بالكتابة عنها، وتتبع أفرادها واستقرائها..
وإنما الكلام عن شيء آخر، اقتضاه ما نراه من موقف بعض المعاصرين من اختيارات شيخ الإسلام الفقهية وتعصبهم لها واقتصارهم عليها.

وبداية أقول: شيخ الإسلام رحمه الله مات مجتهدًا، يفتي باجتهاده وإن خالف المذهب، بل المذاهب الأربعة كلها، ولم ينكر ذلك عليه -أعني أصل فتياه باجتهاده- أحد من الحنابلة، ولا غيرهم ممن يعتد بقوله.

لكن شيخ الإسلام رحمه الله نشأ حنبليا، في أسرة حنبلية، ودرس المذهب وأتقنه، وحفظ متونه، وعرف أصوله، وقرأ كتبه واستوعبها، وانتصر له، وصنف فيه، وليس له كتاب فقهي -لا مسائل جزئية- إلا على المذهب، فصنف شرح العمدة للموفق، وشرح المحرر لجده المجد، وهما المتنان المعتمدان المشهوران في طبقته.
وقد ألف شرحيه على المذهب، وانتصر له وقرره، ولم يصل إلينا شرح المحرر، لكن ينقل عنه الأصحاب كالمرداوي ما يدل على ذلك، وأما شرح العمدة -وإن لم يكتمل- فليس فيما بين أيدينا من كتب المذهب ما يماثله في الاستدلال للمذهب والانتصار له، وهو كتاب عجيب!

فشيخ الإسلام -إذن- حنبلي على رسم فقهاء الحنابلة التقليديين، وإن زانه الله بملكات قَل أن توجد عند غيره، وظل هكذا أكثر من أربعين سنة من عمره، إلى قبيل وفاته بسنوات، حين بدأ يفتي بما أداه إليه اجتهاده، وحتى لما حصل ذلك؛ لم يؤلف كتابا يجمع فيه اختياراته، بل لم يحتفل باقتراح اقترحه عليه بعض طلابه أن يفعل ذلك، وأحالهم على تقليد المذاهب الأربعة والاكتفاء بها، وإنما جمع اختياراته بعد ذلك غير واحد، وليس هو من ألفها.
وهذا مهم مفيد لمن ظن أن (التيمية) هي الأخذ باختيارات الشيخ دون سلوك سبيله الذي أوصله إلى أن يكون له تلك الاختيارات، فأرادوا الابتداء بما انتهى إليه هذا العبقري الفذ، ولم يحصلوا ما حصله، ولا ما يؤهلهم لفهمه ومجاراته.
---
---
الناظر في كتب الحنابلة الفقهية بعد ابن تيمية= لا تخطئ عينه احتفاء الحنابلة بالشيخ وباختياراته، بل إن صاحب الإقناع-وهو أحد ركني المذهب- اصطلح على تلقيبه بـ(الشيخ)، وقد كان قبله يطلق على الموفق ابن قدامة رحمه الله، ثم أكثر النقل عنه، مع أنه يؤلف على معتمد المذهب وليقرره، وهكذا صنع البهوتي في شرحه وفي شرح المنتهى، حيث نقل عن الشيخ كثيرًا.
ولعل من أهم مصادر النقل عن الشيخ وتقرير اختياراته= كتاب الفروع للعلامة ابن مفلح، تلميذ الشيخ النجيب، وأعلم الناس بأقواله، وأفقه أصحابه، فقد ذكر اختيارات الشيخ في عامة المسائل، فوافق بعضها، وخالف بعضها، وناقش بعضها.
ثم المرداوي في الإنصاف والتصحيح، وقد ذكر اختيارات الشيخ كذلك في كل مسألة له فيها اختيار، وزاد على الفروع شيئا، وفيهن قدر لا بأس به مما ليس في كتب الشيخ المطبوعة.
وكذلك الزركشي في شرح الخرقي، فله باختيارات الشيخ اهتمام وعناية، وكذلك ابن قندس في حواشيه، وابن النجار الفتوحي في شرح المنتهى، والحجاوي كما أسلفت، وغيرهم كثير.
---
---
شيخ الإسلام ابن تيمية رجل فخم، غزير العلم، قوي الشخصية، واسع الاطلاع جدا، ذكي إلى الغاية، طويل النفس، آخذ بنواصي العلوم على اختلافها، ملم بدقائقها ،متبحر فيها.
والقارئ للشيخ -إن لم يكن مبغضا له- أسير لقوة حجته وحسن عرضه وسعة معارفه وغزارة علومه، فإن لم يكن راسخا مكينا= فسيسلم لا محالة، أو يخالف مكابرة.
ولهذا فأنت تجد حال المعاصرين ممن يحب الشيخ ويعظمه؛ أنهم يُنهون النزاع في كل مسألة بذكر اختيار الشيخ، وعرض بعض حججه، لحسم الخلاف وتبيين الحق -زعموا-، وعامة اختياراتهم لا تخرج عن اختيارات الشيخ وتقريراته، ولولا اختياره في كثير من المسائل= ما اختاروها، ولا كان لها شهرة ولا قبول.
وهؤلاء يتعاملون كأنهم وصلوا إلى هذه الاختيارت باجتهادهم ونظرهم، وما هم إلا مقلدة للشيخ أًسراء له، وليس لديهم من العلم والتأصيل ما يستطيعون به مجادلة الشيخ، والفكاك من أسره، إلا نادرًا، ولتقليد آخر غالبًا!
=
وهؤلاء يريدون جعل المذهب الحنبلي تيميا فقط، فيشرحون المذهب في الظاهر ثم يقررون اختيارات الشيخ هي الراجح، ولا يكادون يذكرون اختيارا يخالف معتمد المذهب غير اختيارات الشيخ، رغم أن المذهب هو أوسع المذاهب أقوالا واختيارات، ومن ذَكر اختيار الشيخ ممن سمينا من الحنابلة= ذكر اختيار أئمة المذهب الآخرين في نفس الموضع، لكنك لا تجد ذكرا لهؤلاء، وفيهم من هو مثل الشيخ في الإمامة والجلالة والرسوخ.

وأما من سمينا من الحنابلة فلم يحولوا المذهب إلى التيمية، بل استوعبوا ابن تيمية، وذكروا اختياراته فرعًا في المذهب وثمرة من ثمار اجتهادات منتسبيه وأئمته.
فكما ذكروا اختيارات القاضي وأبي الخطاب وابن عقيل وابن أبي موسى والمجد والموفق وابن أبي عمر وابن مفلح وابن رجب وغيرهم كثير= ذكروا اختيارات الشيخ، فوافقوا وخالفوا، وجعلوها وُجوهًا في المذهب يسع الحنبلي تقليدها ولو خالفت المذهب، بل المذاهب الأربعة، كما نص مرعي في الغاية في مسألة الطلاق الثلاث.
فحبهم للشيخ وتعظيمهم له واطلاعهم على كتبه واختيارته وتسليمهم بإمامته وتقدمه= لم يجعلهم يهدرون جهود بقية أئمة المذهب، ولا ينقضون اجتهاداتهم باجتهاده، بل رأوا فيها ثراء للمذهب، وجعلوا المدرسة الحنبلية تنتظم اختياراتهم جميعا، فراحوا يذكرونها مجتمعة في سياق واحد، بنفَس هادئ، ولو احتد الشيخ في تقرير بعضها، أو احتد خصومه في ردها.

وستقرأ اختيارات الشيخ في مسائل حكي الإجماع على خلافها، أو خالفت المذاهب الأربعة، أو ابتلي الشيخ بها وامتحن هو وأتباعه، ستقرؤها في كتب الأصحاب بعد الشيخ بنفَس هادئ؛ وافقوها أو خالفوها.. وهذا سبيل المدارس العلمية الراسخة، تستوعب الخلاف الصادر من متأهل، ولا تذوب فيه، بخلاف المنبت غير الراسخ، الذي يطلع اليوم على قول فيظنه الحق المحض، فإذا اطلع غدا على غيره انتقل إليه بنفسيته الأولى، وهكذا، تتغير الاختيارات ولا تتغير النفسية ولا العقل، وإن لم يطلع على غيره= ظل متعصبًا له لا يقبل قولًا آخر، ويراه حاسمًا للخلاف رافعًا للنزاع، ومخالفيه مخطئين، وربما مبتدعة أو متعصبين.
ستجد ابن مفلح تلميذ الشيخ المقدم يوافق شيخه كثيرا، وينصر أقواله، وستجده يستنكر بعضها، ويستشكل بعضها، ويقرر المذهب في ذلك كله بلا إشكال، وبأدب وهدوء وثقل.
وستجد المرداوي يوافق الشيخ في مئات الأقوال ويصوبها بعد ذكر الصحيح من المذهب، فلا يخلط بين ما صححه مذهبا، وما صوبه اختيارا أو متابعة للشيخ.
وستجد ابن رجب يناقش الشيخ ويطيل، ويعارض ويستدرك، ويوافق ويقرر، ويعظم الشيخ ولا يذوب فيه.
الشيخ آسر قوي، (يشفط) القارئ، فلا يمكن أن ينفك عنه إلا راسخ قوي الشخصية، ولا بد منهما معًا.

ثم ستجد الحنابلة بعد هؤلاء؛ كالفتوحي والحجاوي والبهوتي ومرعي= يذكرون اختيارات الشيخ ويعاملونها نفس المعاملة، وقد اطلعوا عليها، وعرفوا حجج الشيخ، ووقفوا على ردوده على ما يقررونه وينصرونه مذهبا أو اختيارا شخصيا، لكنهم يتعاملون معها بنفس النظرة السابقة:
الشيخ إمام عظيم، لكنه ليس الأوحد في مدرستنا..
اجتهاداته محل تقدير وتقليد في كثير منها، لكنها ليست القاضية على اجتهادات غيره.. الصحيح من المذهب ليس مطابقًا لاختيارات الشيخ وتقريراته، لكنها من أسس معرفته، وحتى لو خالفته فهي جليلة..
لا ينكرون على الشيخ اجتهاده ومخالفته للمذهب وتخطئة كباره أحيانًا، بل ينقلونها، ويقبلون منها ويردون بهدوء تام..
لا يرون أن تخطئة الشيخ لرواية أو قول أو نقل وقد خالفه غيره= مما ينهي النزاع بمجرده، بل يسلكون المسلك العلمي في الترجيح، وقد يختلفون فيه. ستجدهم ينقلون عن الشيخ رد قول وإنكاره، ثم يقولون: وهو الصحيح من المذهب، ويستمر العمل عليه والإفتاء به!
وهكذا..
---
---
لماذا؟
لأن الأصل واحد، والمنطلقات واحدة، والمنهج واحد، والمشرب واحد، وكلهم أئمة وإن زاد بعضهم في الرتبة عن بعض، وطريقهم واحد وإن اختلفت منازلهم، فلم ينبهروا بحجج الشيخ القوية وطول نفسه انبهارا يلغون به الأقوال الأخرى، أو يطمسونها، أو يميتون ذكرها.. قرؤوا الشيخ واستوعبوه، بل قرؤوا من كتبه ووقفوا على ما لم يقف عليه متعصبة الشيخ المعاصرون، ولكن نمط التعامل مختلف، والعقول مختلفة، والنفسيات مختلفة، والأهلية مختلفة.
ستجدهم ينصون على مخالفة الشيخ أحيانًا، لكن بأدب وتبجيل، ويقبلون منه تارة تخطئته لغيره وإنكاره عليه، لكن دون تماه في الشيخ، مع كمال التعظيم له.
---
---
دائما ما أقول: إن شيخ الإسلام رجل فذ، ونموذج يندر تكرره، ومثل هذا الرجل العظيم لا يصلح أن يقرأ له غير المتأهل، فلن ينتفع به، بل سيتضرر، وهو واقع نعيشه اليوم، وترى بعينيك بعض أئمة الضلال -حتى في نظر السلفيين- ينتسب للشيخ ويستشهد بأقواله.
وهذا كتاب الله، أنزله الله شفاء للمؤمنين، وهدى للمتقين ورحمة، وأخبر سبحانه أن من الناس من يزيده القرآن ضلالا ورجسا إلى رجسه!
=
حين تقرأ للشيخ فتكتسب من حروفه قوتَه وشخصيتَه وإقدامه وقوة قلبه وشدته ووضوح الحق عنده حين يخفى على كثير من خصومه، ولستَ في رتبة تؤهلك لذلك= فستضل، وستخبط خبط عشواء، ولن ينفعك أنك أصبت الحق في نفس الأمر، لو سلمنا بذلك.

حين تلبس ثياب الشيخ وهي واسعة عليك، وتتقمص شخصيته وأنت لا تبلغ عشر ملكاته وأدواته= فأنت محل سخرية، ومصدر ضلال.

حين تنتسب للشيخ انتساب من يحتكر الحق ويحصره في اختيارات الشيخ مع عدم الأهلية= فأنت عبء على الشيخ.
نعم! كثير من المعاصرين المتعصبين للشيخ= عبء عليه، شوهوا صورته وأساؤوا إليه أكثر من ألد خصومه.
ابن تيمية رجل مبتلى بمتعصبيه أكثر من ابتلائه بخصومه= هذه حقيقة واضحة عندي وضوحًا تامًّا.

وإنك ما لم تسلك سبيل الشيخ الذي وصل به إلى ما وصل إليه آخر عمره= فلن تفهم الشيخ حقا، ولست من أتباعه، وإن تعصبتَ لاختياراته وملأت بها المجالس والكتب.

نريد من يحيي طريقة الشيخ بأهلية، ويتعامل معه تعامل مدرسة الشيخ الحنبلية وتعامل طلاب الشيخ الأئمة وتلامذة تلامذته ممن سميناهم.
بذلك يحصل الانتفاع بالإمام والإثراء، ويهتدي مقلد الشيخ ومعظمه ومحبه، وينتفع. والله الموفق والعاصم لا رب سواه.

https://t.me/Rwaq_manhaji
أحد طرائق الضّنّ بالعلم على غير أهله التزام الاصطلاح بغير شرح، لئلّا يدخل السّوق بالتّشغيب من ليس من أهله.
منذ كراهة التّدوين والتّوسّع فيه في الصّدر الأوّل إلى معمّيات اليونان والأدباء إلى (مؤيّس الأيسات عن ليس) عند الكندي إلى التّصنيف في المضنون به على غير أهله عند الغزالي إلى ألغاز دافنشي ... الباب واحد!
حين غاب هذا، ذاعت سيولة المعرفة فضاعت الأوقات - ويا للمفارقة! - في معارك غوغائيّة بعيدة عن التّدافع العلميّ الحجاجيّ والبرهانيّ، وعدنا من حيث بدأ الأمر إلى معارك سقراط مع بروتاجوراس!

ربّ يسّر وأعن!

الشيخ كمال المرزوقي

https://t.me/Rwaq_manhaji
(قال: وماذا عليّ إن اتصلت بنبيلٍ من أولئك النبلاء وعشت تحت كنفه؛ لأصل من طريقه إلى الغاية التي أريدها؟

قلت: إنك لا تستطيع أن تنال الحظوة عنده إلا إذا نزلت على حكم أهوائه وشهواته، أي: أن تجعل نفسك جسرًا يمشي عليه إليها، وذلك ما تأباه عليك عزة نفسك وأنفتها ...

قال: إن فاتني أن أعيش في كنف رجلٍ شريف، فلن يفوتني أن أعيش في كنف حزبٍ من الأحزاب أو جماعة من الجماعات؛ أخدمها وأخلص لها، فأنال الحظوة عندها.

قلت: إنك تستطيع أن تفعل ذلك، ولكن على أن تضرب بينك وبين ضميرك سدًّا إلى الأبد،
فالهيئات= كالأفراد؛ لا يعنيها إلا مصلحتها وفائدتها، وكثيرًا ما تكون مصلحتها في جانبٍ، والحق في جانب آخر، بل ذلك هو الأعم الأغلب في أمرها،
فإما:
جَارَيْتها؛ فهلكت،
أو نابذتَهَا؛ فاستُهدفت لغضبها ومقتها).

المنفلوطي

https://t.me/Rwaq_manhaji
القاعدة تقديم المنتهى على الإقناع عند التعارض، وخرجت مسائل:

قال الشيخ عثمان النجدي في "هداية الراغب": ولا كفارة واجبة بغير الجماع في صيام نهار رمضان لأنه لم يرد فيه نص وغيره لا يساويه والنزع جماع والإنزال بالمساحقة من مجبوب أو إمرأتين كالجماع كما في "المنتهى". انتهى.

وبهامش مخطوط لكتاب "هداية الراغب" من نسخة
بقلم أحمد بن محمد بن ناصر العتيلي الحنبلي سنة 1195 هـ يقول فيها: شيخنا محمد السفاريني، مما يقوي أن التقرير المذكور للسفاريني نفسه، ما نصه:
قوله: (لما* في المنتهى) ومشى في "الإقناع" على أنه لا كفارة في ذلك إلا القضاء. قال في شرحه: "صححه في "المغني" و"الشرح"، فيما إذا تساحقتا، ونقله في "الإنصاف" عن الأصحاب في مسألة المجبوب؛ لأنه لا نص فيه ولا يصح قياسه على الجماع، وجعل في "المنتهى" تبعا للتنقيح: إنزال المجبوب والمرأتين بالمساحقة كالجماع". انتهى. ومنه تعلم أن ما مشى عليه في "المنتهى" ضعيف وأن الصحيح ما في "الإقناع"، وقد سمعتُ في تقرير شيخنا أن هذا من المواضع الذي
** يقدم فيها ما في "الإقناع" على ما في "المنتهى" فإن القاعدة أن ما تعارض فيه الكتابان يقدم فيه ما في "المنتهى" على ما في "الإقناع" إلا فيما استثني من المسائل وهذه منها، والله أعلم. انتهى. (لوحة 100)
_______
(*) قوله: "لما" كذا بهامش المخطوط.
(**) قوله: "الذي" كذا بهامش المخطوط.

من إفادات صاحبنا الشيخ تيمور.

https://t.me/Rwaq_manhaji
(وأين نحن ومن فوقنا وفوقهم من فهم كلام الغزالي أو الوقوف على مرتبته في العلم والدين والتأله؟!
ولا ينكر فضل الشيخ تقي الدين -يعني ابن الصلاح- وفقهه وحديثه ودينه وقصده الخير، ولكن لكل عمل رجال.
ولا ينكر علو مرتبة المازري، ولكن كل حال لا يعرفه من لم يذقه أو يشرف عليه، وكل أحد إنما يتكيف بما نشأ عليه ووصل إليه).

من كلام الشيخ الإمام تقي الدين السبكي في رد طعن ابن الصلاح والمازري على الغزالي، رحم الله الجميع.

https://t.me/Rwaq_manhaji
“أوَ خفي عليه أن للعلوم دقائق نهى العلماء عن الإفصاح بها خشية على ضعفاء الخلق، وأمور أخر لاتحيط بها العبارات ولا يعرفها إلا أهل الذوق، وأمور أخر لم يأذن الله في إظهارها لحكم تكثر عن الإحصاء؟!
وماذا يقول فيما خرجه البخاري في صحيحه من حديث أبي الطفيل، سمعت عليا رضي الله عنه يقول: حدثوا الناس بما يعرفون أتحبون أن يكذب الله ورسوله؟!
وكم مسألة نص العلماء عن عدم الإفصاح بها خشية على إفضاح من لا يفهمها!
وهذا إمامنا الشافعي -رضي الله عنه- يقول: إن الأجير المشترك لا يضمن.
قال الربيع: وكان لا يبوح به خوفا من أجير السوء.
قال الربيع أيضا: وكان الشافعي -رضي الله عنه- يذهب إلى أن القاضي يقضي بعلمه وكان لا يبوح به مخافة قضاة السوء.
فقد لاح لك بهذا أنه ربما وقع السكوت عن بعض العلم خشية من الوقوع في محذور، ومثل ذلك يكثر".

طبقات الشافعية

https://t.me/Rwaq_manhaji
"وأمامن ذكر أبا بكر وعمر رضي الله عنهما في هذا المقام: فالله يوفقنا وإياه لفهم مقامهما على قدرنا، وأما على قدرهما فمستحيل، بل وسائر الصحابة لا يصل أحد ممن بعدهم إلى مرتبتهم؛ لأن أكثر العلوم التي نحن نبحث وندأب فيها الليل والنهار حاصلة عندهم بأصل الخلقة؛ من اللغة والنحو والتصريف وأصول الفقه، وما عندهم من العقول الراجحة وما أفاض الله عليهم من نور النبوة العاصم من الخطأ في الفكر يغني عن المنطق وغيره من العلوم العقلية،
وما ألف الله بين قلوبهم حتى صاروا بنعمته إخوانا يغني عن الاستعداد للمناظرة والمجادلة، فلم يكونوا يحتاجون في علومهم إلا إلى مايسمعونه من النبي صلى الله عليه وسلم من الكتاب والسنة، فيفهمونه أحسن فهم ويحملونه على أحسن محمل وينزلونه منزلته، وليس بينهم من يمارى فيه ولا يجادل، ولا بدعة ولا ضلالة.
ثم التابعون على منازلهم ومنوالهم قريبا منهم، ثم أتباعهم، وهم القرون الثلاثة التي شهد النبي صلى الله عليه وسلم لها بأنها خير القرون بعده.
ثم نشأ بعدهم وكان قليلا في أثناء الثاني والثالث أصحاب بدع وضلالات، فاحتاجت العلماء من أهل السنة إلى مقاومتهم ومجادلتهم ومناظرتهم حتى لا يلبسوا على الضعفاء أمر دينهم، ولا يُدخلوا في الدين ما ليس منه.
ودخل في الكلام أهل البدع من كلام المنطقين وغيرهم من أهل الإلحاد شيء كثير، ورتبوا علينا شبها كثيرة، فإن تركناهم وما يصنعون= استولوا على كثير من الضعفاء وعوام المسلمين والقاصرين من فقهائهم وعلمائهم فأضلوهم وغيّروا ما عندهم من الاعتقادات الصحيحة وانتشرت البدع والحوادث، ولم يمكن كل واحد أن يقاومهم، وقد لا يفهم كلامهم لعدم اشتغاله به، وإنما يرد الكلام من يفهمه، ومتى لم يرد عليه تعلو كلمته ويعتقد الجهلاء والأمراء والملوك والمستولون على الرعية صحة كلام ذلك المبتدع، كما اتفق في كثير من الأعصار، وقصرت همم الناس عما كان عليه المتقدمون،
فكان الوجب أن يكون في الناس من يحفظ الله به عقائد عباده الصالحين ويدفع به شبه الملحدين، وأجره أعظم من أجر المجاهد بكثير، ويحفظ أجر بقية الناس عبادات المتعبدين واشتغال الفقهاء والمحدثين والمقرئين والمفسرين وانقطاع الزاهدين
لا يعرف الشوق إلا من يكابده ... ولا الصبابة إلا من يعانيها

واللائق بابن الصلاح وأمثاله: أن يشكر الله على ما أنعم به من الخير وما قيض الله له من الغزالي وأمثاله الذين تقدموه حتى حفظوا له مايتعبد به وما يشتغل به".

الشيخ الإمام تقي الدين السبكي رضي الله عنه وعنا به.

https://t.me/Rwaq_manhaji