حتى لا ننسى علماءنا ( أكثر من مئة عالم سيشرفون القناة بتواجدهم )
216 subscribers
21 photos
1 video
4 files
8 links
عن ابْنِ عُمَرَ ـ رضي الله عنهما ـ أَنَّ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال :” اللهم بارك لنا في شامنا اللهم بارك لنا في يمننا”
وحري بنا أن نتعرف على علماء الشام وما قدموه في خدمة هذا الدين العظيم
انشروا القناة و شاركونا الأجر..
أ.ابتسام السيد رمضان
Download Telegram


*مركز أنوار العلماء للدراسات*
التابع لرابطة علماء الحنفية العالمية
World League Of Hanafi Scholar

يبشركم بافتتاح *قناة* مركز أنوار العلماء للدرسات على التلغرام *للصوتيات* .
قناة متخصصة في نشر المذهب الحنفي والعلوم السنية بمنهج أهل السنة.

https://t.me/AnwarAlOlamaaFeqh

🌷 *يرزق الله العلم السعداء* 🌷
#علماء_وأعلام_بلاد_الشام..
(حتّى لا ننسى علماءنا)
********************

فقيه الشام الكبير العلامة الشيخ أحمد الزرقا

(1285 – 1357) هـ

بقلم الأستاذ أحمد عز الدين ويس ــــ حلب
(نسيم الشام)
عرفت مدينة حلب الشهباء في القرن الرابع عشر الهجري، نهضة علمية مباركة؛ إذ كانت دوحة يتفيأ ظلالها طلاب العلم، وشداة المعرفة، والثقافة الإسلامية فمساجدها عامرة بالدروس، وبقايا مدارسها لا تبخل على طالب يحمل في نفسه استعداداً لطلب العلم، وساهم في هذه النهضة الميمونة؛ تنظيم المدرسة الخسروية التي ضمت بين جنباتها كوكبة من خيرة علماء ذلك العصر.

ومن بين هؤلاء العلماء الفطاحل برز العلامة الفقيه الشيخ أحمد الزرقا، واحتل المكانة الأولى في الفقه وعلومه، ولا غرو فهو ابن فقيه الشهباء الشيخ محمد الزرقا رحمه الله، رضع الفقه من أبيه في صغره، وارتوى منه في شبابه؛ ففاض منه في كهولته وفي شيخوخته.

ومن توفيق الله تعالى له أن رزقه بمن ورث منه ما ورث هو من أبيه فكان من أنجاله الفقيه الشهير الشيخ مصطفى الزرقا الذي ودعناه صيف هذا العام 1420 ه. (رحمة الله عليهم أجمعين).

ومن التوفيق للشيخ مصطفى أيضاً أن يرزق بولد يحمل عنه هذا الإرث العلمي الكبير، ألا وهو الأستاذ الدكتور محمد أنس الزرقا حفظه الله تعالى رئيس مركز أبحاث الاقتصاد الإسلامي في جدة، وقد أصاب أديب الشام الشيخ علي الطنطاوي ( رحمه الله ) عندما وصف هذا التوارث العلمي الفقهي في هذا الأسرة فقال: "هذه سلسلة الذهب".

الشيخ محمد الزرقا

قبل الحديث عن علامتنا الشيخ أحمد، لا بد من الحديث عن والده الشيخ محمد بن عثمان بن عبد القادر الزرقا، لما له من الأثر الكبير في تنشئة ولده، وقد كان الشيخ محمد (رحمه الله) طالعَ السعد في هذه الأسرة إذ رفض الاستمرار في عمله في التجارة، وأقبل على العلم بصدق وهمة حتى غدا شيخ الشهباء في الفقه الحنفي وعلومه.

ومن تكن العلياء همة نفسه فكل الذي يلقاه فيها محبب

وقد وصف المؤرخ الشيخ محمد راغب الطباخ مكانة الشيخ محمد الزرقا العلمية، فقال في كتابه "إعلام النبلاء": "الشيخ محمد فقيه الديار الحلبية، وعالم البلاد السورية، كان في المذهب النعماني عَيْلمَه الزاخر، وبحره الرائق، وسراجه الوهاج، سابق الأقران في حلبة الفضل، فكان السابق والمجلِي، وكان غيره السابق والمصلي، مع فصاحة لسان تأخذ بمجاميع الألباب، وعذوبة بيان تُنسي المتيم الولهان حلاوة الرضاب". وأطنب في ترجمته (رحمه الله).

وما ذكره لا يعدو الإنصاف، فقد كان العلامة محمد الزرقا ممن بلغ درجة الإمامة في الفقه، ولذا طُلب إلى استانبول عاصمة الدولة العثمانية يومذاك للاستفادة من علمه وفقهه، فسافر إليها وبقي عدة شهور، غير أن نفسه كانت تتوق إلى بلده وأهله، فاعتذر عن وظائفه هناك،

ثم عاد إلى دروسه وطلابه، فسُّر برجوعه أهل العلم، وأقبلوا على مجالسه العلمية بنهمٍ شديد، ولم يكن يحضرها يوم ذاك إلا كبار طلاب العلم أو قل إن شئت لا يحضر هذه المجالس إلا العلماء.

قال العلامة المحقق المحدث الشيخ عبد الفتاح أبو غدة رحمه الله تعالى: " كان الشيخ محمد الزرقا فقيه النَّفس والبدن ممتَّعاً بمزايا علمية نادرة، وسجايا خلقية رفيعة، فاق بها أقرانه، فكان شيوخ العلم يقصدون مجلسه ويحضرون حلقاته ودروسه ليقتبسوا من علمه وحصافته وذكائه الفريد وفطانته، فكان مجلسه دائماً عامراً بالعلماء والمستفيدين من علماء المذهب بل ومن غيرهم ايضاً لما يجدون في دروسه من حلِّ المشكلات، وتذليل المعضلات، ونثر الفوائد التي قلَّ أن توجد في السطور المكتوبة، وكانت مجالسه لا يحضرها إلا الطبقة العليا الكبار من ذوي العلم".

توفي رحمه الله تعالى سنة 1343ه عن خمس وثمانين سنة إذ هو من مواليد عام 1258ه،وقد أسف الشيخ الطباخ لأن الشيخ محمد الزرقا لم يترك مؤلفاً لتعرف الأجيال اللاحقة فضله وعلمه وفقهه كما عرفها معاصروه.

وهذا أمر عرف عن العلماء المتأخرين، فكثير منهم لم يترك شيئاً من المؤلفات، وكانوا يكتفون بتخريج العلماء، فهذا محدث الشام الأكبر العلامة الشيخ محمد بدر الدين الحسني لم يترك إلا بعض الرسائل، وهذا عالم حلب الكبير المحدث المفسر الشيخ نجيب سراج الدين لم يترك شيئاً من المصنفات، ومن قبلهما العلامة المتفنن، ذو المعارف الواسعة الشيخ أحمد الترمانيني الشافعي رحمةُ الله عليهم أجمعين لم يشتهر له تأليف يذكر، وإن كان فضلهم وعلو كعبهم في العلوم والآداب أمراً لا يجادل به، ولا يمارى، ولكل عصرٍ خصائصه ومزاياه.
الشيخ أحمد الزرقا

ولد الشيخ أحمد الزرقا في مدينة حلب الشهباء ــــــمن بلاد الشام ــــــ موطن أسرته، وكانت هذه الولادة نحو سنة 1285ه، وما إن شبَّ عن الطوق حتى دفع إلى الأساتذة والمربين فتعلم منهم ما يسر الله له تعلمه، وأضحى قادراً على الاستفادة من والده، فصحبه ولازمه ملازمة شديدة، وصبَّ والده من علمه الغزير في صدره الفسيح، وأتعب الشيخ أحمد نفسه في الطلب، وبذل جهده في التحصيل، فقد أدرك أن العلم لا يُستطاع براحة الجسد، فكان لا ينام من الليل إلا قليلاً بحثاً ومطالعةً ومراجعةً وتحقياً ، وكان يطالع نحواً من عشرين كتاباً علمياً فقهياً على الكتاب الذي كان يتلقاه عن والده، امتدت صحبته لوالده قُرابة ثلث قَرن، وقرأ عليه أمهات كتب الفقه الحنفي.

بعض الكتب التي قرأها على والده

1 - (ردُّ المحتار على الدرُّ المختار) المشهور بحاشية ابن عابدين قال الشيخ عبد الفتاح أبو غدة: "وهذا الكتاب هو أجمع كتاب في الفقه الحنفي من كتب الفتوى والترجيح في خمسة مجلدات ضخام كبار جداً (دون التكملة) ويعد لدى علماء المذهب: )منخل المذهب) فيما عليه الفتوى، ولا يكاد يعول على فتوى في الفقه الحنفي دون الرجوع إلى هذا الكتاب، فقرأه على والده كاملاً من أوله إلى آخره، ودرسه دراسة تحقيق، وتدقيق، ومناقشة، وترجيحٍ أكثر من مرتين خلال عشرين عاماً مع قراءته عليه في التفسير والحديث، والأصول أيضاً ".

ولم يكن الشيخ أحمد الزرقا يكتفي بقراءة الكتاب وفهمه، وحفظ مسائله، وإنما كان يرجع إلى الكتب التي نقل عنها المحقق الشيخ ابن عابدين في حاشيته الشهيرة، وكان يجده واهماً في بعض النقول كما أخبر طلابه بهذا عن نفسه فيما ذكره الشيخ محمد الحامد رحمه الله تعالى.

2 – ومما قرأه على والده أيضاً في الفقه الحنفي الكتاب الاستدلالي النافع العظيم: (تبيين الحقائق على كنز الدقائق) للإمام الفقيه الضليع البارع فخر الدين علي بن عثمان الزيلعي.

3 – ومما قرأه على والده أيضاً: الكتاب الذي تطابق اسمه ومسمّاه: (بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع) لإمام عصره، وفقيه دهره العلامة الكاساني ثم الحلبي، وهو الكتاب الذي تميز عن سائر كتب فقه المذهب الحنفي بحسن التنظيم والترتيب مع الاستدلال والتعليل، وسلاسة العبارة، وأدب النقاش، واستيفاء الدليل من المنقول والمعقول. وغير ذلك من الكتب النافعة التي كونت شخصيته العلمية والأدبية.

نهوضه بالتعليم

لما جاوز الشيخ محمد الزرقا الخامسة والسبعين من العمر، وأدركه تعب الشيخوخة، أسند وظائفه إلى ابنه الشيخ أحمد ـــــ وقد رأى فيه الأهلية لذلك ـــــ فحلَّ مكان أبيه في الجامع الكبير (الأموي) وفي المدرسة الشعبانية، وفي جامع آل الأميري (جامع الخير).

وفي مطلع العشرينيات من هذا القرن الميلادي، أنشأت مديرية الأوقاف الإسلامية بحلب، أول مدرسة شرعية نظامية في بناء مدرسة وقفية كبرى هي المدرسة الخسروية، التي خرجت أجيالاً تلوَ أجيال من طلبة العلم الذين غدوا بعد ذلك من كبار علماء البلاد السورية فعين الشيخ فيها أستاذاً لتدريس الفقه الحنفي في صفوفها العالية.

صفته وسجاياه

وأعود للحديث عن الشيخ الفقيه أحمد الزرقا رحمه الله تعالى، كان الشيخ وسيماً جميلاً، طويل القامة، لبَّاساً بحيث ما يدانيه في هذا الجانب أحد، ذكر عارفوه أنهم لم يروا أحسن مظهراً منه رحمه الله، وكان ذا هيبة عظيمة، وشيخوخة نيّرة كما قال الشيخ محمد الحامد وأضاف "ولكنك إذا خالطته، لمست فيه نفساً طيبة" .

أما فضيلة الشيخ عبد الفتاح أبو غدة رحمه الله تعالى فقد أطال في وصفه وذكر سجاياه ومما قاله: "كان ... جميل الطلعة، منّورَ الشيبة، وقوراً في مشيته، ومجلسه، وحديثه، لا تشبع العين منه رؤية ونظراً يتحلَّى بإباءٍ وشَمَمٍ ورجولة كاملة، وحَصَافةٍ وافرة إذا دعت الحاجة إلى الوقوف في وجه باطل أو مبطل، كان موقفه أثبت من الجبل الراسي في نصرة الحق، ودفع مُعاديه". وأضاف الأستاذ الشيخ محمد زين العابدين الجذبة رحمه الله فقال: " كان رحمه الله تعالى يجيب الملهوف ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، حتى عُرف بهذا وقصد من أجله".

مكانته العلمية

يقول العلامة الورع الشيخ محمد الحامد رحمه الله تعالى: "الأستاذ الشيخ أحمد الزرقا الفقيه الجليل الذي لم أجلس إلى أفقه منه، حتى المشايخ الذين تلقيت عنهم في مصر من بعد, بلل الله ثراه، وأغدق عليه شآبيب رحمته، كان يتفجر علماً، ويتفتح تحقيقاً، ويجري معرفة كالوادي إذا سال، ولكأن الفقه كان أمامه يأخذ منه ما يشاء، ويترك ما يشاء".
وعن مقامه العلمي قال أستاذنا الفاضل الشيخ محمد زين العابدين رحمه الله تعالى: " كان الشيخ أحمد فقيهاً متضلعاً من الفقه على مذهب السادة الحنفية، قلَّ نظيره بين العلماء اطلاعاً ومعرفة، ولم يكن ناقلاً فحسب بل كان ذا رأي وبصيرة عن أهلية لا عن دعوى، وكان يضم إلى الفقه علوماً شتى، وخاصة الأدب شعراً ونثراً، يحفظ من القصائد، والمقطوعات الشعرية، والنثرية ما لم نجده عند غيره".

وعن الجانب الأدبي في شخصيته يقول العلامة الشيخ عبد الفتاح أبو غدة رحمة الله عليه: " كان الشيخ ولعاً بالأدب القديم، متعمقاً في اللغة العربية، وآدابها، كثير المطالعة في كتبها من المصادر الأولى ذوَّاقة للشعر الأصيل ، راوية له، حفّاظاً للأخبار، ولم يكن يقرضُ الشعر، ولا عرف عنه أنه مارس نظمه ".

مع الشيخ في مجالسه ودروسه

ذكر تلاميذ الشيخ أنَّ علامتنا رحمه الله كان مع شكيمته القوية وهيبته البارزة "لين الجانب لطلبة العلم بخاصة، والناس بعامة بعيداً عن التكلف، محباً للبساطة، سخياً سمحاً، حافظاً للصداقات وحقوقها، وكانت مجالسه: تعلم الفقه أولاً، والأدب ثانياً: أدب الخطاب، وأدب النقاش، وأدب المجالس الخاصة والعامة، وكانت تدور فيها الفوائد العلمية من كل جانب، والنكت المفيدة اللطيفة يمزج تقريراته العلمية بمزح لطيف، ومداعبات حلوة، يريح بها طلابه من صعوبة الفقه، فتنشط النفوس، وتشحذ الأذهان ثم يعود إلى الفقه الذي كان روحه وريحانه. وكان الشيخ في دروسه قلّما يجنح إلى جانب الوعظ والتخويف، فإنه كان يرى الفقه في الدين مقدَّماً على ما سواه من الوعظ والتذكير، وهذه مسألة قابلة للنظر وتحتاج إلى إيضاح وتفصيل، ولها موضعها المناسب من البيان في غير هذه المقالة.

وكان الشيخ محباً لطلابه، يحدب عليهم، ويرعاهم، ويكرمهم ومن لطائفه مع طلابه ما حدثني به أستاذنا الشيخ محمد زين العابدين الجذبة رحمه الله قال: دعانا الشيخ ـــــ معشر طلابه ــــ ذات يوم إلى بستان للنزهة فوصل الطلاب قبل الشيخ، الذي جاء في عربة حنطور، تحمل أطعمة شهية، وكان في هذا الطعام خروف محشي مع جميع لواحقه، ففرح بذلك الطلاب، وأدخل الشيخ عليهم من السرور في هذه النزهة ما لايوصف.
#علماء_وأعلام_بلاد_الشام..

(حتّى لا ننسى علماءنا)
***************

شيخ مشايخ بلاد الشام ومفتيها ومرجعها الفقهي الكبيرالعلامه الطبيب المجاهد الشيخ أبو اليسر عابدين رحمه الله تعالى
1307 - 1401هـ = 1889 - 1981م

محمد أبو اليسر بن محمد أبي الخير بن أحمد بن عبد الغني بن عمر بن عبد العزيز بن أحمد بن عبد الرحيم بن صلاح الدين، وهذا أول من اشتهر بلقب عابدين، فدرج اللقب على أسرته، وينتهي نسبه إلى الإمام الحسين بن علي رضي الله عنهما: مفتي الشام لعصره.
ولد في حي سوق ساروجة بدمشق، ونشأ بها، وأخذ عن أبيه مفتي الشام القرآن الكريم والنحو والصرف والحساب والمنطق والفقه والأصول والحديث وأجازه وحبب إليه طلب العلم واقتناء الكتب وأنابه فيما بعد منابه في الخطابة بجامع الورد والتدريس والإمامة، واستمر فيها بعد وفاة أبيه، كما أخذ عن كبار علماء عصره ونال إجازاتهم، كالشيخ بدر الدين الحسني، والشيخ سليم سمارة، والشيخ محمد أمين السويد وخلف الأخير في التدريس بمعهد الحقوق في الجامعة السورية في الوقت الذي كان فيه طالباً بالمعهد الطبي أيضاً. وأتقن الفرنسية والتركية وتعلم الفارسية عن أهلها وحفظ من شعرها زهاء ألف بيت.
وأخذ التصوف والطريق عن جده الشيخ أحمد وأجازة بالطريقة النقشبندية بعد تسليك عن العلامة ابن عابدين صاحب الحاشية عن شيخه الشيخ خالد النقشبندي.
كذلك أخذ عن جده المذكور الطريقة الخلوتية وهو عن الشيخ محمد المهدي السكلاوي، وأجازه بها.
ولما تخرج بمعهد الطب سنة 1345هـ/1926م نال درجة التعادل (الكولكيوم) الفرنسية مضافاً إليها اختصاصات أخرى. ومارس الطب طوال ثلاثين عاماً والتدريس بالجامعة، ولما افتتحت كلية الشريعة عام 1955 عين فيها أستاذاً للنحو والأصول.
أسهم بتأسيس الكلية الشرعية في حي العمارة، وكان عميدها وقت كان مديرها الشيخ حسن الشطي.
وعندما توفي مفتي الشام، الشيخ شكري الأسطواني عام 1375هـ/1955م اجتمع مجلس الإفتاء الأعلى وانتخبه خلفاً له، وبقي في منصبه هذا حتى عام 1382هـ/1963م حين أحيل على التقاعد. فلزم وظائفه الدينية في الخطابة والتدريس في المسجد وبيته والإمامة حتى أدركته الشيخوخة وهزل جسمه، وضعف بصره، وتناولته الأوجاع، فلزم بيته إلى وفاته يوم الثلاثاء 8 رجب/2 أيار (مايو). فصلي عليه بجامع الورد، ودفن في مقبرة الباب الصغير.
شارك في شبابه بالثورة السورية بنفسه وماله ورأيه، وكان يحمل السلاح للثوار ليلاً، ويتبرع بدمه عند الحاجة. كما شارك بحمل السلاح عند نكبة 1948، وكان رئيس لجنة التسلح أيام العدوان الثلاثي عام 1956 وتبرع آنئذ من أجل الدفاع عن البلاد بمبلغ كبير.
ترأس جميعة فقراء سوق ساروجة.
كان حاد الذكاء، سريع الحفظ، متواضعاً، ودوداً، محبوباً يجله أهل حيه، كما كان بسيطاً في طعامه ولباسه وسكنه نزيهاً مستقيماً. يديم المطالعة ويلمّ بثقافة العصر إلى جانب اهتمامه بكتب التراث. ورث عن أسرته مكتبة كبيرة أضاف إليها ما استطاع من نوادر الكتب المطبوعة والمخطوطة.
أثرت عنه مواقف مشهودة، منها نصيحته للملك فيصل بن الحسين لإقامة دستور البلاد على الشريعة الإسلامية، فقال له: «هذه أمانة، أخرجتها من عنقي ووضعتها في عنقك، واعلم أن ملكك زائل إن لم تحكم بالشرع، وسيضحك عليك الغرب كما ضحك على أبيك» فخرج من عنده مغضباً ولم يسلّم عليه.
من مؤلفاته «أغاليط المؤرخين»، «لِمَ سُمّي؟»، «رسالة في القراءة والقراءات»، «رسالة الأوراد»، «أصول الفقه»، «كتاب الفرائض»، «كتاب الأحوال الشخصية»، «أحكام الوصايا»، «مختصر أحكام الزواج»، «التيسير لمختصر التفسير» (خ)، «إرشاد الأنام إلى أحكام الصيام»، «الأصول والكليات» (خ)، «الألفاظ اللغوية الطبية»، «الرداف اللغوية للألفاظ العامية»، «الإيجاز في تفسير آيات الإعجاز»، «إغاثة البررة في الأحاديث المشتهرة»، «البداهة»، «الهدية السنية في حكايات الصوفية»، «الفوائد الجلية لأرباب النفوس العلية» وهو ذيل للتذكرة الحمدونية، «أكاذيب مسيلمة الكذاب الذي عارض به كلام الله تعالى»، «قرة العيون فيما يستملح من المجنون»، «عمدة المفتين في فتاوى ابن عابدين»، «الرغائب فيما ينقل من الغرائب»، «محاضرات في علم الأحوال»، «ديوان خطب»، «رسالة في التعريفات»، «رسالة في الأحاديث القدسية» ذيل بها على رسالة ابن العربي، «القول الصحيح في المتواتر الصريح»، «رسالة في جوامع كلمه (ص)»، «البليغ من الكلام ما عدا كلام الله وكلام رسوله عليه الصلاة والسلام»، «النوادر والمستحسنات اللغوية».
وترك فتاوى نادرة لا تزال مخطوطة بدائرة الإفتاء بوزارة الأوقاف.
إتمام الأعلام 421 ط2
تاريخ علماء دمشق 2/968
عبقريات 148
عرف البشام 229
معجم المؤلفين السوريين 325
#علماء_وأعلام_بلاد_الشام
حتّى لا ننسى علماءنا

العالم الشهيد الشيخ محمود عبد الرحمن الشقفة
1898ه- م1979

,, أولا : مولده ونشأته وتلقيه العلم¸ >>
ولد الشيخ أبو عبد الرحمن رحمه الله سنة 1898 ميلادية في حماه المحمية وفي حي المروءة الحاضر من عائلة علم ودين لازم دروس عمه الشيخ بشير الشقفة رحمه الله كما درس الفقه الشافعي وأصوله وغيره من العلوم على يد ابن عمه الشيخ الجليل محمد بن محمد الشقفة خطيب وامام مسجد الشرقي .
كان الشيخ محمود رحمه الله آية من آيات الفطنة والذكاء وقوة الحجة فقد حفظ القرآن الكريم وهو ابن سبع سنين ولما رأى والده منه توقد الذكاء وسرعة الحافظة وحبه للعلم والعلماء عهد به الى شيخ مغربي شهير ضليع بالعلوم الشرعية سكن حماه فظل يتلقى العلم منه سبع سنين ولما عزم الشيخ المغربي العودة الى بلاده اشترى منه الشيخ محمود مكتبته الزاخرة بنفيس الكتب الفقهية والدينية والشرعية .
لازم الشيخ العلامة سعيد النعسان الوردي رحمه الله مفتي حماه وفقيهها الذي يشار له بالبنان لفترة طويلة وأخذ عنه العلم فكان تلميذا نجيبا للشيخ سعيد مما أهله أن يكون مديرا لمدرسته عنوان النجاح فيما بعد .
كما لازم دروس الشيخ الورع الشهير مصطفى حنحون الحداد ودرس العربية على يد الشيخ أحمد الدرويش الكشميري الأصل أحد علماء حماه الكرام .
تدرج رحمه الله في دراسته حتى حصل على شهادة البكالوريا العثمانية ورغب عن الدراسة الجامعية التي كانت متيسرة له وسهلة عليه .
أجيز الشيخ محمود بالحديث من محدث الشام وبركتها الشيخ العلام بدر الدين الحسني رضي الله عنه فأجازه بالمعقول والمنقول من فروع وأصول الأحاديث الشريفة والآثار المنيفة سنة 1344 هجرية 1923 ميلادية وكانت له صلة قوية مع الشيخ المحدث الأكبر فقد زاره في حماه وحل عليه ضيفا .
وممن أجازه أيضا الشيخ محمد رجب الطائي سنة 1354 هجرية الموافق 1933 ميلادية .
لذا فقد كان الشيخ محمود حجة في كل علم ومرجعا في كل معرفة بمختلف علوم الدين والعربية وأحد اعلام فقهاء الشافعية رحمه الله .
كان للشيخ صلاة حب مع أخوة له في الله منهم أعلام الهدى والصلاح في الشام الشريف الشيخ علي الدقر الحسيني والشيخ السيد محمد جعفر الكتاني وابنه الشيخ محمد رحمهم الله .ومن حمص العدية حبيباه وصديقاه الشيخ عبد الغني والشيخ المقرئ عبد العزيز عيون السود الشيباني وصلته وصداقته قديمة مع السيد محمد تاج الدين الصيادي نقيب أشراف حلب وحفيد السيد أبي الهدى الصيادي والشيخ محمد النبهاني والشيخ نجيب وعبد الله سراج الدين الحسيني رحمهم الله جميعا .

حياته العلمية :
عمل رحمه اله اماما وخطيبا لمسجد الشرقي وهو من أقدم مساجد حماه في مقتبل حياته ثم انتقل ليخطب في مسجد الأربعين وختم حياته الخطابية في مسجد الروضة الهدائية بالتكية المحمدية التي أسس بنيانها الشيخ أبي الهدى الصيادي وأتمها على هيئتها الشيخ محمود .
كان الشيخ محمود خطيبا مصقعا مفوها يهز المنابر والقلوب بتدفق عواطفه وهدير صوته فهو لا يبارى ولا يجارى كالأد المزمجر رحمه الله .
أما عن دروسه العامة فقد درس في كثير من مساجد المدينة منها الجامع الشرقي في محلة العز البارودية وجامع الدرابزون نيابة عن الشيخ مصطفى الحداد (حنحون) وكان له درس يومي في مسجد النوري يحضره أكابر الناس وقد روي أن الشيخ محمد الحامد كان من حضاره اضافة الى دروسه في التكية الهدائية .

كان للشيخ جولات دعوية كثيرة وكثيرا ما خرج الى العراق وتركيا وليبيا والهند وغيرها من دول العالم رحمه الله .
ومن المدارس الشرعية والتكايا التي أدارها ودرس فيها :
1) مدرسة عنوان النجاح فاصبح مديرا لها 1928 ميلادية
2) المدرسة المحمدية الشرعية :أنشاها الشيخ سنة 1939 ميلادية وإختير لها خيرة الأساتذه من حماه وحمص .
3) المعهد الثانوي الشرعي الهدائي : التي أسسها السيد محمد أبي الهدى الصيادي الرفاعي وأتمها الشيخ محمود فأصبحت لتكية لهدائية ومسجدها ومعهدها الشرعي محجا للطلاب من لبنان وفلسطين وتونس والأردن والجزائر ويوغسلافيا السابقة وتركيا وجزر القمر والسودان وغيرها من دول العالم .وقد اعترف الزهر بشهادة هذا المعهد وقبل طلبته لاستكمال تعليمهم الجامعي .
ومن اللجان التي أسسها وساهم في نهضتها :
1) لجنة احياء العلوم والآداب المحمدية : والتي ساهم في تمويلها فريد بيك العظم وفايز البرازي .
2) جمعية رعاية المساجد والشعائر الدينية
تصوفه والطرق التي حازها :
1) الطريقة الرفاعية :
وسنده فيها متصل بالشيخ عبد الرحمن السبسبي الرفاعي الذي قال أنه رأى شيخه يقول له (أسند الطريقة للشيخ محمود فما أرى طريقتكم اليوم الا ضرب بالشيش ) فكان الشيخ محمود منيقيا للطريق من البدع ومبتعدا عن اهل الأهواء .
2) الطريقة القادرية : وسنده فيها للشيخ السيد أحمد بن الشيخ محمد العجلاني القادري نقيب أشراف الجزيرة السورية أخذها عنه في الزاوية الكيلانية في حماه سنة 1367 للهجرة .
3
) الطريقة الرشيدية : سنده فيها عمه الشخ محمد عن الشيخ ابراهيم عكعك وعندما زار أعلام الطريقة الرشيدية حماه حلوا ضيوفا على الشيخ محمود ومنهم المشايخ الكرام : الشيخ أبو العباس الدندراوي والشخ السيد أمين الحصني والشيخ عبد الوهاب صلاحي .
حياته السياسية :
في اول عهد الاستقلال تقرر انشاء برلمان يمثل الشعب وقد ألح الكثير من الأعيان وابناء المدينة على الشيخ محمود الشقفة أن يرشح نفسه للبرلمان لكن الشيخ تمنع ولم يقنعه بالترشح الا الشيخ الجليل محمد الحامد فانتخب نائبا عن حماه سنة 1947 ميلادية على عهد الرئيس شكري القوتلي لكنه انسحب ولم يكمل دورته الانتخابية لأنه لم يجد تجاوبا لمشاريعه الدينية والاسلامية ولسان حاله يقول في قصيدته الشهيرة :
رأيت شريعة الاسلام تبكي = فقلت عـــلام تنتحب النقية
فقالت : كيف لا أبكي وأهلي = جفوني واستعاضوني بحيه
قوانين الطغاة ورأي غر = فيا مولاي ما أدهى الـــرزية

وفي رجب عام 1357 من الهجرة (6 إيلول 1938م) شارك لشيخ محمود في مؤتمر العلماء الأول في الشام الشريف للوقوف في وجه المشاريع الاستعمارية ومناقشة غياب المصائب التي عمت الأمة بغياب منصب الخلافة كما انتدب رحمه الله ليمثل سوريا في العديد من المؤتمرات الاسلامية ومنها مؤتمر العلماء في العراق لتوطيد عرى الوحدة والاخوة بين المسلمين .
استشهاده رحمه الله :
استشهد فقيد الاسلام إثر طعنة غادرة بسكين حقد من يد أثيمة لئيمة يوم الجمعة 10 رمضان المبارك وهو صائم بعد صلاة العصر وعقب الانتهاء من جلسة من مجلس الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم وفي حرم التكية الهدائية التي أتمها وأحبها وحافظ عليها وهو يقول لقاتله ( ليش يا ابني انا شو آذيتك ).
وقد فارقت روحه الطاهرة الجسد في اليوم التالي أي يوم السبت وشيع جثمانه يوم الأحد 12 رمضان 1399 هجرية الموافق 5 آب 1979 وصلي عليه في الروضه الهدائية وشيع بجنازة لم تشهد حماة لها مثيلا يشع منها الغضب والحزن على شيخها الشهيد وحضر الجنازة فضلاء بلاد الشام ومصر وتركيا من علماء واعيان كانت مئاات الآلاف من الناس تشيع شيخها الذي عم نوره الشام بأسرها وقام طلابه بتخريب بيت القاتل المأجور عليه لعنة الله ورثاه الشعراء والأدباء بما يطول ذكره الآن .
خلفه من بعده الشيخ عبد الله السعيد والشيخ حسين الموسى رحمه الله والشيخ بسام هبرة وغيرهم
وان كان الشيخ قد حرم من الذرية فقد هيأ له من الأبناء من يصون تراثه ويجدد مسيرته منهم فضيلة الشيخ عبد الله السعيد حفظه الله حيث روى للشيخ محمود شقفة أنه رآى سيدي الإمام الرواس يضع في طريقه جلد المزهر في كل خطوة يخطيها فقال له سيدي محمود شقفة أنت المجدد أنت المجدد أنت المجدد وكررها ثلاث مرات .
و العالم الصادق الورع عبد الحكيم عبد الباسط ( أبو فهد ) رحمه الله ابن المدينة المنورة والذي طبع أغلب كتب الشيخ على نفقته فكان خير ،،
(((منقول)))
على قناتي عالتلغرام

https://t.me/Braeem_Aleeman

قناتي تعليمية للأطفال للغة العربية 📝

(باكورة تعليم أكثر من ثلاثين عاما في عالم الأطفال والكبار ودمج بين التعليم الأساسي والتعليم الحديث نسأل الله تعالى القبول)

😍 هدية لكل أم مسلمة تريد تعليم أبنائها ولم تسعفها المعرفة بهذا الباب 😍
نفحات إيمانية
https://t.me/Aleemaneya

براعم الإيمان
https://t.me/Braeem_Aleeman

بدائع المخلوقات
https://t.me/mengamelAlhalk

صور من الطبيعة
https://t.me/men_Altbeaa

كتاب التحويد المصور ايمن سويد
https://t.me/ALTagwed_ALmosawar

موسوعة القرآن الكريم
https://t.me/Mawsoat_Alqran

تعلم فن الخط العربي
https://t.me/Alforateya

حتى لا ننسى علماؤنا
https://t.me/Olmae_ALSHAM

الفقه الشافعي
https://t.me/Shafeeyaa

الفقه الحنفي
https://t.me/Hanafeya

الفقه المالكي
https://t.me/Almalkyeya
الفقه الحنبلي
https://t.me/Hanblya

شرح كتابي الطوق الماسي
https://t.me/AltawkAlmase

تفسير القرآن الكريم للشيخ الكيلاني
https://t.me/TafserAlkaylane

الاربعين النووية د. احمد السيد مصطفى
https://t.me/+S6muaXmveUaebyLw

حفظ وتفسير سورة البقرة أرباع
https://t.me/+Q-3ZqDnyKCiLyQzv

القرآن الكريم برواية شعبة
https://t.me/+TyMDSGxT-OHo222r

شرح متن تحفة الأطفال ومتن الجزرية
https://t.me/tohfat_Alatfal