هكذا تولد الكلماتُ. أُدربُ قلبي
على الحب كي يَسَعَ الورد والشوكَ
صوفيةٌ مفرداتي. وحسيةٌ رغباتي
ولستُ أنا مَنْ أنا الآن إلا
إذا التقتِ الاثنتان:
أَنا، وأَنا الأنثويةُ
يا حُبّ! ما أَنت ؟
كم أنتَ أنتَ ولا أنتَ.
يا حبّ! هُبّ علينا عواصفَ رعديّةً
كي نصير إلى ما تحبّ
لنا من حلول السماوي في الجسديّ.
وذُبْ في مصبّ يفيض من الجانبين.
فأنت - وإن كنت تظهر أَو تَتَبطنُ -
لا شكل لك
ونحن نحبك حين نحب مصادفةً
أَنت حظّ المساكين
محمود درويش - لاعب النرد
على الحب كي يَسَعَ الورد والشوكَ
صوفيةٌ مفرداتي. وحسيةٌ رغباتي
ولستُ أنا مَنْ أنا الآن إلا
إذا التقتِ الاثنتان:
أَنا، وأَنا الأنثويةُ
يا حُبّ! ما أَنت ؟
كم أنتَ أنتَ ولا أنتَ.
يا حبّ! هُبّ علينا عواصفَ رعديّةً
كي نصير إلى ما تحبّ
لنا من حلول السماوي في الجسديّ.
وذُبْ في مصبّ يفيض من الجانبين.
فأنت - وإن كنت تظهر أَو تَتَبطنُ -
لا شكل لك
ونحن نحبك حين نحب مصادفةً
أَنت حظّ المساكين
محمود درويش - لاعب النرد
هكذا أَتحايل: نرسيس ليس جميلاً
كما ظنّ. لكن صُناعَهُ
ورطوهُ بمرآته. فأطال تأملَهُ
في الهواء المقَطر بالماء
لو كان في وسعه أن يرى غيره
لأحب فتاةً تحملق فيه،
وتنسى الأيائل تركض بين الزنابق والأقحوان
ولو كان أَذكى قليلاً
لحطم مرآتَهُ
ورأى كم هو الآخرون
ولو كان حُرّاً لما صار أُسطورةً.
محمود درويش - لاعب النرد
كما ظنّ. لكن صُناعَهُ
ورطوهُ بمرآته. فأطال تأملَهُ
في الهواء المقَطر بالماء
لو كان في وسعه أن يرى غيره
لأحب فتاةً تحملق فيه،
وتنسى الأيائل تركض بين الزنابق والأقحوان
ولو كان أَذكى قليلاً
لحطم مرآتَهُ
ورأى كم هو الآخرون
ولو كان حُرّاً لما صار أُسطورةً.
محمود درويش - لاعب النرد
من أنا لأقول لكم
ما أَقول لكم؟
كان يمكن أَلا أكون أَنا مَنْ أَنا
كان يمكن أَلا أكون هنا..
كان يمكن أَن تسقط الطائرةْ
بي صباحاً،
ومن حسن حظّيَ أَني نَؤُوم الضحى
فتأخرْتُ عن موعد الطائرةْ
كان يمكن أَلا أرى الشام والقاهرةْ
ولا متحف اللوفْر، والمدن الساحرةْ
كان يمكن، لو كنت أَبطأَ في المشي،
أَن تقطع البندقيّةُ ظلي
عن الأرزة الساهرةْ
كان يمكن، لو كنتُ أَسرع في المشي،
أَن أَتشظّى
وأصبح خاطرةً عابرةْ
كان يمكن، لو كُنْتُ أَسرف في الحلم،
أَن أَفقد الذاكرة.
ومن حسن حظيَ أَني أنام وحيداً
فأصغي إلى جسدي
وأُصدقُ موهبتي في اكتشاف الألمْ
فأنادي الطبيب، قُبَيل الوفاة، بعشر دقائق
عشر دقائق تكفي لأحيا مُصَادَفَةً
وأُخيب ظنّ العدم
مَنْ أَنا لأخيب ظن العدم؟
محمود درويش - لاعب النرد
ما أَقول لكم؟
كان يمكن أَلا أكون أَنا مَنْ أَنا
كان يمكن أَلا أكون هنا..
كان يمكن أَن تسقط الطائرةْ
بي صباحاً،
ومن حسن حظّيَ أَني نَؤُوم الضحى
فتأخرْتُ عن موعد الطائرةْ
كان يمكن أَلا أرى الشام والقاهرةْ
ولا متحف اللوفْر، والمدن الساحرةْ
كان يمكن، لو كنت أَبطأَ في المشي،
أَن تقطع البندقيّةُ ظلي
عن الأرزة الساهرةْ
كان يمكن، لو كنتُ أَسرع في المشي،
أَن أَتشظّى
وأصبح خاطرةً عابرةْ
كان يمكن، لو كُنْتُ أَسرف في الحلم،
أَن أَفقد الذاكرة.
ومن حسن حظيَ أَني أنام وحيداً
فأصغي إلى جسدي
وأُصدقُ موهبتي في اكتشاف الألمْ
فأنادي الطبيب، قُبَيل الوفاة، بعشر دقائق
عشر دقائق تكفي لأحيا مُصَادَفَةً
وأُخيب ظنّ العدم
مَنْ أَنا لأخيب ظن العدم؟
محمود درويش - لاعب النرد
لا السيفُ يفعلُ بي ما أنتِ فاعلةٌ
ولا لقاءُ عدوَّي مثلَ لُقياكِ
لو باتَ سهمٌ من الأعداءِ في كَبدي
ما نالَ مِنَّيَ ما نالتْهُ عيناكِ.
- ٢٣ سبتمبر ذكرى أهم شعراء العصر العباسي ..
المتنبي
ولا لقاءُ عدوَّي مثلَ لُقياكِ
لو باتَ سهمٌ من الأعداءِ في كَبدي
ما نالَ مِنَّيَ ما نالتْهُ عيناكِ.
- ٢٣ سبتمبر ذكرى أهم شعراء العصر العباسي ..
المتنبي
كبرت
ما عاد صوتها يصلهم
من قال أنّها تغنّي لأجلهم؟
يكفيها مستمع واحد
:في صالة الليل الخاوية
قمر بأسنان قليلة
يتّكئ على كمنجته
يسعل بشدّة
بين وصلة و أخرى
مطيّرًا نجماتها على ثوبها و شعرها
معيدًا إليها ذلك البريق
لبنان | سوزان عليوان
ما عاد صوتها يصلهم
من قال أنّها تغنّي لأجلهم؟
يكفيها مستمع واحد
:في صالة الليل الخاوية
قمر بأسنان قليلة
يتّكئ على كمنجته
يسعل بشدّة
بين وصلة و أخرى
مطيّرًا نجماتها على ثوبها و شعرها
معيدًا إليها ذلك البريق
لبنان | سوزان عليوان
ما زلت أشعر بالضياع
ما زلت يجذبني حنين
نحو صدر أو ذراع
فسفينتي الحيرى تسير بلا شراع
أمضي هنا وحدي و لا أدري المصير
أهفو ليوم أدفن الأحزان في صدري
و أمضي كالغدير
لو عادت الأيام
و رجعت يا دنياي كالطفل الصغير
فاروق جويدة \ لو عادت الأيام
ما زلت يجذبني حنين
نحو صدر أو ذراع
فسفينتي الحيرى تسير بلا شراع
أمضي هنا وحدي و لا أدري المصير
أهفو ليوم أدفن الأحزان في صدري
و أمضي كالغدير
لو عادت الأيام
و رجعت يا دنياي كالطفل الصغير
فاروق جويدة \ لو عادت الأيام
لملمت جرحك يا أبي
برموش أشعاري
فبكت عيون الناس
من حزني ... و من ناري
و غمست خبزي في التراب ...
وما التمست شهامة الجار!
وزرعت أزهاري
في تربة صماء عارية
بلا غيم... و أمطار
فترقرقت لما نذرت لها
جرحا بكى برموش أشعاري!
عفوا أبي!
قلبي موائدهم
و تمزقي... و تيتمي العاري!
ما حيلة الشعراء يا أبتي
غير الذي أورثت أقداري
إن يشرب البؤساء من قدحي
لن يسألوا
من أي كرم خمري الجاري
محمود درويش | مرثية
برموش أشعاري
فبكت عيون الناس
من حزني ... و من ناري
و غمست خبزي في التراب ...
وما التمست شهامة الجار!
وزرعت أزهاري
في تربة صماء عارية
بلا غيم... و أمطار
فترقرقت لما نذرت لها
جرحا بكى برموش أشعاري!
عفوا أبي!
قلبي موائدهم
و تمزقي... و تيتمي العاري!
ما حيلة الشعراء يا أبتي
غير الذي أورثت أقداري
إن يشرب البؤساء من قدحي
لن يسألوا
من أي كرم خمري الجاري
محمود درويش | مرثية
علوَّ في الحياة وفي الممات
لحقٌّ أنت إحدى المعجزات
كأن الناس حولك حين قاموا
وفودُ نَداك أيام الصِّلات
كأنك قائم فيهم خطيبـــــــــًا
وكلهم قيام للصلاة
مددت يديك نحوهم احتفاءً
كمدِّهما اليهم بالهِبات
ولما ضاق بطن الأرض عن أن
يضم علاك من بعد الوفاة
أصاروا الجو قبرك واستعاضوا
عن الأكفان ثوبَ السافيات
لعُظْمك في النفوس تبيت تُرعى
بحرّاس وحفّاظ ثِقات
وتوقَد حولك النيرانُ ليلا
كذلك كنت أيام الحياة
ركبتَ مطيةً من قبلُ زيدٌ
علاها في السنين الماضيات
وتلك قضية فيها تأسٍّ
تباعد عنك تعيير العداة
ولم أرَ قبل جِذعك قطُّ جِذعًا
تمكّن من عناق المَكرُمات
أسأتَ الى النوائب فاستثارث
فأنت قتيل ثأر النائبات
وكنتَ تُجيرُنا من صَرْف دهر
فعاد مطالبًا لك بالتِّـرات
وصيَّر دهرك الاحسانَ فيه
إلينا من عظيم السيئات
وكنتَ لمعشر سعدًا فلما
مضيتَ تفرقوا بالمنحِسات
غليلٌ باطنٌ لك في فؤادي
يُخفَّف بالدموع الجاريات
ولو أني قدَرتُ على قيام
بفرضك والحقوق الواجبات
ملأتُ الأرض من نظم القوافي
ونحت بها خِلافَ النائحات
ولكني أصَّبر عنك نفسي
مخافة أن أُعَد من الجناة
وما لك تربة فأقول تُسقى
لأنك نُصبُ هطْل الهاطلات
عليك تحيةُ الرحمن تَترى
برَحماتٍ غوادٍ رائحاتِ
لحقٌّ أنت إحدى المعجزات
كأن الناس حولك حين قاموا
وفودُ نَداك أيام الصِّلات
كأنك قائم فيهم خطيبـــــــــًا
وكلهم قيام للصلاة
مددت يديك نحوهم احتفاءً
كمدِّهما اليهم بالهِبات
ولما ضاق بطن الأرض عن أن
يضم علاك من بعد الوفاة
أصاروا الجو قبرك واستعاضوا
عن الأكفان ثوبَ السافيات
لعُظْمك في النفوس تبيت تُرعى
بحرّاس وحفّاظ ثِقات
وتوقَد حولك النيرانُ ليلا
كذلك كنت أيام الحياة
ركبتَ مطيةً من قبلُ زيدٌ
علاها في السنين الماضيات
وتلك قضية فيها تأسٍّ
تباعد عنك تعيير العداة
ولم أرَ قبل جِذعك قطُّ جِذعًا
تمكّن من عناق المَكرُمات
أسأتَ الى النوائب فاستثارث
فأنت قتيل ثأر النائبات
وكنتَ تُجيرُنا من صَرْف دهر
فعاد مطالبًا لك بالتِّـرات
وصيَّر دهرك الاحسانَ فيه
إلينا من عظيم السيئات
وكنتَ لمعشر سعدًا فلما
مضيتَ تفرقوا بالمنحِسات
غليلٌ باطنٌ لك في فؤادي
يُخفَّف بالدموع الجاريات
ولو أني قدَرتُ على قيام
بفرضك والحقوق الواجبات
ملأتُ الأرض من نظم القوافي
ونحت بها خِلافَ النائحات
ولكني أصَّبر عنك نفسي
مخافة أن أُعَد من الجناة
وما لك تربة فأقول تُسقى
لأنك نُصبُ هطْل الهاطلات
عليك تحيةُ الرحمن تَترى
برَحماتٍ غوادٍ رائحاتِ
مقهى الحُرية.
علوَّ في الحياة وفي الممات لحقٌّ أنت إحدى المعجزات كأن الناس حولك حين قاموا وفودُ نَداك أيام الصِّلات كأنك قائم فيهم خطيبـــــــــًا وكلهم قيام للصلاة مددت يديك نحوهم احتفاءً كمدِّهما اليهم بالهِبات ولما ضاق بطن الأرض عن أن يضم علاك من بعد الوفاة أصاروا…
قصيدة علو في الحياة والممات | ابيات أبي الحسن الأنباري في رثاء أبي طاهر بن بقية
صباحك حبٌ و شهد و عنبر
صباحك مسك و ورد و أكثر
صباحك بشرى لكل بعيدٍ
لكل غريب
أضاع الطريق و تاه تعثر
صباحك نورٌ
و قلبي الشجي
و هذا الزمان الشقي المكدر
صباحك للحزنِ
يشفي
مصابٌ
و يروي البراري إذا ما تصحر
...
صباح الحيكم | العراق
صباحك مسك و ورد و أكثر
صباحك بشرى لكل بعيدٍ
لكل غريب
أضاع الطريق و تاه تعثر
صباحك نورٌ
و قلبي الشجي
و هذا الزمان الشقي المكدر
صباحك للحزنِ
يشفي
مصابٌ
و يروي البراري إذا ما تصحر
...
صباح الحيكم | العراق
مقهى الحُرية.
لَمْ تكُنْ تتقي وابل المجرمينَ بظهر أبيك ولكن ترص عزيمتهُ لاختراق الرصاص ...
ورغم صُراخِك
كم كان صوتُك عذباً
كأن جميع الطيور لقد ذُبحت،
وهي تشدو
وبين الرصاص
لمحتُ حذاءك
كان صغيراً ..
ولكنه
حتفهم لا مناص
وغطى دمُ الوطن العربي قميصك
كل الرصاص يوجه للوطن العربي!
وما زالَ لم يفهم الأغبياءُ
بأن الرصاص طريقُ الخلاص!
محمدُ!
قد كشّفَت قمة العُهر
عن كل عوراتها
خطبُ الذل باعت دماءك!
كلا ...
فأنت المحالُ الذي لا يُباعُ
وأنت الترابُ الذي لا يُباعُ
وأنت السماءُ
وأنت القصاص
مظفر النواب - في رثاء محمد الدرّة
كم كان صوتُك عذباً
كأن جميع الطيور لقد ذُبحت،
وهي تشدو
وبين الرصاص
لمحتُ حذاءك
كان صغيراً ..
ولكنه
حتفهم لا مناص
وغطى دمُ الوطن العربي قميصك
كل الرصاص يوجه للوطن العربي!
وما زالَ لم يفهم الأغبياءُ
بأن الرصاص طريقُ الخلاص!
محمدُ!
قد كشّفَت قمة العُهر
عن كل عوراتها
خطبُ الذل باعت دماءك!
كلا ...
فأنت المحالُ الذي لا يُباعُ
وأنت الترابُ الذي لا يُباعُ
وأنت السماءُ
وأنت القصاص
مظفر النواب - في رثاء محمد الدرّة
مُحمَّدْ،
يُعَشِّشُ في حِضنِ والدهِ طائراً خائفاً
مِنْ جحيمِ السماءِ: احمني يا أبي
مِنْ الطَيرانِ إلى فوق! إنَّ جناحي
صغيرٌ على الريح
والضوءُ أسْوَدْ
مُحمَّدْ،
يريدُ الرجوعَ إلى البيتِ،
مِنْ دونِ دَرَّاجة
أو قميصٍ جديدْ
يريدُ الذهابَ إلى المقعد المدرسيِّ
إلى دَفترِ الصَرْفِ والنَحْوِ
خُذني إلى بَيْتنا يا أبي كي أُعدَّ دُرُوسي
وأكملَ عمري رُوَيْداً رويدا
على شاطئِ البحرِ، تحتَ النخيلِ
ولا شيءَ أبْعدَ، لا شيءَ أبعَدْ
مُحمَّدْ،
يُواجهُ جيشاً بلا حَجرٍ
أو شظايا كواكب،
لم يَنتبه للجدارِ ليكتُبَ
"حُريتي لن تموت"
فليستْ لَهْ بَعدُ حُريَّة
ليدافعَ عنها.
ولا أفُقٌ لحمامةِ بابلو بيكاسو
وما زالَ يُولَدُ، ما زالَ
يُولدَ في اسمٍ يُحمِّله لَعْنةَ الاسم.
كمْ مرةً سوفَ يُولدُ من نفسهِ
وَلداً ناقصاً بَلداً
ناقصاً موعداً للطفولة
أين سيحلَمُ لو جاءهُُ الحلمُ؟
والأرضُ جُرْح... ومَعْبدْ
مُحمَّدْ،
يرى موتَهُ قادِماً لا محالةَ.
لكنَّهُ يتذكرُ فهداً رآهُ على شاشةِ التلفزيون
فهداً قوياً يُحاصرُ ظبياً رضيعاً
وحينَ
دنا مِنهُ شمَّ الحليبَ،
فلم يفترِسه
كأنَّ الحليبَ يُروِّضُ وحشَ الفلاةِ
إذنْ، سوفَ أنجو - يقول الصبيُّ -
ويبكي: فإنَّ حياتي هُناك مخبأة
في خزانةِ أمي،
سأنجو... واشهدْ
مُحمَّدْ،
ملاكٌ فقيرٌ على قابِ قوسينِ مِنْ
بندقيةِ صيَّادهِ البارِدِ الدمِ
من ساعةٍ ترصدُ الكاميرا
حركاتِ الصبي
الذي يتوحَّدُ في ظلِّه،
وجهُهُ كالضُحى واضحٌ
قلبُه مثل تُفاحة واضحٌ
وأصابعُه العَشْرُ كالشمعِ واضحةٌ
والندى فوقَ سروالهِ واضحٌ
كان في وسعِ صيَّادهِ
أن يُفكِّر بالأمرِ ثانيةً
ويقولَ : سـأتركُهُ ريثما يتهجَّى
فلسطينهُ دون ما خطأ
سوف أتركُهُ الآن رَهْنَ ضميري
وأقتلُه، في غدٍ، عندما يتمرَّد
مُحمَّدْ،
يَسُوع صغير ينامُ ويحلمُ في
قَلْبِ أيقونةٍ
صُنِعتْ من نحاسْ
ومن غُصْن زيتونة
ومن روح شعب تجدَّدْ
مُحمَّدْ،
دَمٌ زادَ عن حاجةِ الأنبياءِ
إلى ما يُريدون، فاصْعَدْ
إلى سِدرة المُنْتَهى
يا مُحمَّدْ
محمود درويش في رثاء محمد الدرّة
يُعَشِّشُ في حِضنِ والدهِ طائراً خائفاً
مِنْ جحيمِ السماءِ: احمني يا أبي
مِنْ الطَيرانِ إلى فوق! إنَّ جناحي
صغيرٌ على الريح
والضوءُ أسْوَدْ
مُحمَّدْ،
يريدُ الرجوعَ إلى البيتِ،
مِنْ دونِ دَرَّاجة
أو قميصٍ جديدْ
يريدُ الذهابَ إلى المقعد المدرسيِّ
إلى دَفترِ الصَرْفِ والنَحْوِ
خُذني إلى بَيْتنا يا أبي كي أُعدَّ دُرُوسي
وأكملَ عمري رُوَيْداً رويدا
على شاطئِ البحرِ، تحتَ النخيلِ
ولا شيءَ أبْعدَ، لا شيءَ أبعَدْ
مُحمَّدْ،
يُواجهُ جيشاً بلا حَجرٍ
أو شظايا كواكب،
لم يَنتبه للجدارِ ليكتُبَ
"حُريتي لن تموت"
فليستْ لَهْ بَعدُ حُريَّة
ليدافعَ عنها.
ولا أفُقٌ لحمامةِ بابلو بيكاسو
وما زالَ يُولَدُ، ما زالَ
يُولدَ في اسمٍ يُحمِّله لَعْنةَ الاسم.
كمْ مرةً سوفَ يُولدُ من نفسهِ
وَلداً ناقصاً بَلداً
ناقصاً موعداً للطفولة
أين سيحلَمُ لو جاءهُُ الحلمُ؟
والأرضُ جُرْح... ومَعْبدْ
مُحمَّدْ،
يرى موتَهُ قادِماً لا محالةَ.
لكنَّهُ يتذكرُ فهداً رآهُ على شاشةِ التلفزيون
فهداً قوياً يُحاصرُ ظبياً رضيعاً
وحينَ
دنا مِنهُ شمَّ الحليبَ،
فلم يفترِسه
كأنَّ الحليبَ يُروِّضُ وحشَ الفلاةِ
إذنْ، سوفَ أنجو - يقول الصبيُّ -
ويبكي: فإنَّ حياتي هُناك مخبأة
في خزانةِ أمي،
سأنجو... واشهدْ
مُحمَّدْ،
ملاكٌ فقيرٌ على قابِ قوسينِ مِنْ
بندقيةِ صيَّادهِ البارِدِ الدمِ
من ساعةٍ ترصدُ الكاميرا
حركاتِ الصبي
الذي يتوحَّدُ في ظلِّه،
وجهُهُ كالضُحى واضحٌ
قلبُه مثل تُفاحة واضحٌ
وأصابعُه العَشْرُ كالشمعِ واضحةٌ
والندى فوقَ سروالهِ واضحٌ
كان في وسعِ صيَّادهِ
أن يُفكِّر بالأمرِ ثانيةً
ويقولَ : سـأتركُهُ ريثما يتهجَّى
فلسطينهُ دون ما خطأ
سوف أتركُهُ الآن رَهْنَ ضميري
وأقتلُه، في غدٍ، عندما يتمرَّد
مُحمَّدْ،
يَسُوع صغير ينامُ ويحلمُ في
قَلْبِ أيقونةٍ
صُنِعتْ من نحاسْ
ومن غُصْن زيتونة
ومن روح شعب تجدَّدْ
مُحمَّدْ،
دَمٌ زادَ عن حاجةِ الأنبياءِ
إلى ما يُريدون، فاصْعَدْ
إلى سِدرة المُنْتَهى
يا مُحمَّدْ
محمود درويش في رثاء محمد الدرّة
لعيني كل يوم منك حظ
تحير منه في أمر عجاب جماله ذا الحسام على حسام
وموقع ذا السحاب على سحاب
تجف الأرض من هذا الرباب
ويخلق كساها من ثياب
و ماينفك منك الدهر رطبا
ولا ينفك غيثك في أنسكاب
تسايرك السواري والغوادي
مسايره الأحباء الطرب
تفيد الجود منك فتحتذيه
وتعجز عن خلائقك العذاب
- المتنبي
تحير منه في أمر عجاب جماله ذا الحسام على حسام
وموقع ذا السحاب على سحاب
تجف الأرض من هذا الرباب
ويخلق كساها من ثياب
و ماينفك منك الدهر رطبا
ولا ينفك غيثك في أنسكاب
تسايرك السواري والغوادي
مسايره الأحباء الطرب
تفيد الجود منك فتحتذيه
وتعجز عن خلائقك العذاب
- المتنبي
المعتصم بالله الذي كان يبغض دعبلا الخزاعي لجرأته وقرر قتلة فهرب الى الجبل وقال يهجوه :
ملوك بني العباس في الكتب سبعة
ولم تأتنا في ثامن منهم الكتب
كذلك أهل الكهف في الكهف
سبعة وثامنهم عندنا كلب
وأني لأجزي الكلب عن ذكره بكم
لأن لكم ذنب وليس للكلب ذنب
ملوك بني العباس في الكتب سبعة
ولم تأتنا في ثامن منهم الكتب
كذلك أهل الكهف في الكهف
سبعة وثامنهم عندنا كلب
وأني لأجزي الكلب عن ذكره بكم
لأن لكم ذنب وليس للكلب ذنب
تبدى في السواد فقلت بدرٌ
تجلى في الظلام على العباد
فقلت له عبرت ولم تسلم
وأشمتَ الحسود مع الأعادي
تبارك من كسا خديك ورداً
مدى الأيـام دام بــلا نفادِ
فقال نعم كساني الله حُسناً
ويخــلق ما يشاء بلا عنادِ
فثوبك مثل شعرك مثل حظي
سواد في سواد في ســوادِ
- دعبل الخزاعي من شعراء العصر العباسي
تجلى في الظلام على العباد
فقلت له عبرت ولم تسلم
وأشمتَ الحسود مع الأعادي
تبارك من كسا خديك ورداً
مدى الأيـام دام بــلا نفادِ
فقال نعم كساني الله حُسناً
ويخــلق ما يشاء بلا عنادِ
فثوبك مثل شعرك مثل حظي
سواد في سواد في ســوادِ
- دعبل الخزاعي من شعراء العصر العباسي
أيا هائما ً في الهوى يشكو مواجعه
القلب ُسكناكَ والأعطافُ مرعاكَ
هذي يدي في الهوى مُدَّت بلا حذرٍ
فامدد يداً في رياض ِالحبِّ ألقاك
الخوفُ داءٌ يميتُ الحبَّ يقتلهُ
قلي متى تعرفُ الإقدامَ دنياكَ
تأتي إلينا بلا خوفٍ تسامرني
أغفو وأصحو أناجي محيَّاكَ
قلي متى تكسرُ الأسوارَ تعشقني
عِشقاً يميتُ فتحييني ذراعاكَ
الوصلُ يحيي غراماً جفَّ منبتهُ
جدلي بوصل ٍ برمش ِالعين ِأرعاكَ
كن لي غطاءً بليلِ العشق ِيدفئني
أكونُ أرضك إن شئتَ وسماكَ
كن لي حبيبا ًوصن ودي بلا وجل ٍ
أعطيكَ روحي ونبضُ القلبِ يفداكَ
⁃ محمد بن عبود العمودي
القلب ُسكناكَ والأعطافُ مرعاكَ
هذي يدي في الهوى مُدَّت بلا حذرٍ
فامدد يداً في رياض ِالحبِّ ألقاك
الخوفُ داءٌ يميتُ الحبَّ يقتلهُ
قلي متى تعرفُ الإقدامَ دنياكَ
تأتي إلينا بلا خوفٍ تسامرني
أغفو وأصحو أناجي محيَّاكَ
قلي متى تكسرُ الأسوارَ تعشقني
عِشقاً يميتُ فتحييني ذراعاكَ
الوصلُ يحيي غراماً جفَّ منبتهُ
جدلي بوصل ٍ برمش ِالعين ِأرعاكَ
كن لي غطاءً بليلِ العشق ِيدفئني
أكونُ أرضك إن شئتَ وسماكَ
كن لي حبيبا ًوصن ودي بلا وجل ٍ
أعطيكَ روحي ونبضُ القلبِ يفداكَ
⁃ محمد بن عبود العمودي