من الماضي إلى السيد عبدالعزيز ..
شعرت بنبضات قلبي تتسارع وبيد قوية تطبق على عنقي حتى كانت
أنفاسي أن تنقطع ، دخلت على رسالتك بأصابع مرتجفة .. كتبت :
السلام عليكم عبدالعزيز : أنا عبدالعزيز 2004 م ، أكتب إليك
لأن حبيبتي المجنونة جمانة .. طلبت مني أن أفعل ، هي الآن معي
تجلس في المقعد المقابل وفي عينيها بريق عجيب .. لا بد من أنها
تكتب عنك .. أحبها كثيرا وممتنا أنا لقدر جمعني بها .. حنونة هي
كأمي .. اعرف أنها تحبني لكنها مجنونة وتغار عليّ كثيرا .. لا أنكر
أنني شقي قليلا ، لكن أفعالي الشقية لا تتجاوز كونها مجرد " شقاوة "
لا أعرف ماذا يخبئ لنا المستقبل لكنني أكاد أجزم بأنها ستكون معي ..
تحبني إلى درجة أدرك من خلالها أنها لن تتركني أبدا ولن
تتخلى عني مهما حدث لكنني خائف على الرغم من كل هذا الحب
والأمل .. أخشى أن أخسرها في لحظة طيش وأخشى أن تتركني في
لحظة خوف .. وأخشى أن تلعب الأقدار لعبتها فتعبث بنا كعادتها ! ..
لحوحة هي ، تلح بصورة تثير حنقي لكنني سأغير من طبعها السيء هذا ..
أعدك بهذا يا مستقبلي ، حبيبتي جمان لا تتفهم ، عصبية بعض الشيء ،
وتشك كثيرا .. كلها أمور أعدك أن تغيرها من أجلي .. تظلمني هذه الحلوة
كثيرا بشكوكها .. تظن بي على الرغم من استيطانها إياي لكنها ستنضج بعض حين ..
اريدك أن تتمسك بها ! ألا تدعها تفلت من بين يديك مهما حدث .. إن كنت معها الآن
فلتحافط عليها وإن كانت الأيام قد فرقت بينكما فابحث عنها
واستردها ، أريدك أن تعرف بأنني الآن أسعد من أي وقت مضى ..
وأنني لم أحبّ امرأة في حياتي بهذه الصورة وإلى هذا الحد ! .. لا
تفرط بجمانة .. لا تفرط بها .. أرسل إليها الجواب عند قراءتك لهذه
الرسالة ..
ملحوظة / جمانة .. عودي إلى الحروف المرفقة إذا أضعت الحقيقة يوما ..
عبدالعزيز القيرلاني ..
25/05/2004 م .
كانت الرسالة من موقع Future Me .. موقع أجنبي يمكنك
من خلاله كتابة أي رسالة ترغب بكتابتها ليقوم بإرسالها بتاريخ
معين للجهة لاتي تقوم باختيارها .. اذكر بأننا قد قمنا بكتابة
رسالتين ، قررنا أن تصلنا إحداهما بتاريخ 25/05/2008م
والأخرى بتاريخ 25/05/2014 م ، أي بعد مرور عشر سنوات
على تعارفنا ..
ظننا حينذاك بأننا سنكون معا لعشرات الأعوام .. لكن آمالنا
خابت وخذلتنا الأقدار فانهارت علاقتنا بعد أربعة أعوام يا عزيز
لم تتمكن علاقتنا من الصمود أكثر ، لم نتمكن من المضي معا كما
ظننا بأننا سنفعل .. مرّت أعوامنا الأربعة بسرعةو فائقة لكننا نسينا
تلك الليلة التي كتبنا فيها الرسائل ، قرأتها وكأنني أقرأها لأول مرة
واستغربت إعادة توجيه رسالتك إليّ بعد كل ما مررنا به ! أتعلمت
مؤخرا كيف تفي بوعودك يا عزيز ؟ .. لم تتمكن أبدا من الالتزام
بعهد قطعته على نفسك ، لم تفِ بوعودك معي على الإطلاق .. وها
أنت ..!.. تفي بوعدك بعد أن ناثرت أجزاؤنا وأصبح لكل منا مئات
الأجزاء ..
ترددت كثيرا في إرسال رسالتي إليك ، كنت قد وعدتك أن
أفعل .. والتزمت أنت بالجزء المتعلق بك بعد فوات الأوان ..
لكن مضمون رسالتي كان مهينا يا عزيز .. رغبتي الصريحة بك
باتت تحرجني !.. حلمي بأن اكون معك بات شديد الإذلال .. لكنني
وعدتك ! .. أيسيء إليّ ألا أفي بوعد قطعته لحبيب خائن ، لم يفِ
بوعد البتة ؟ .. لا أظن بأن شيئا سيسيء إليّ أكثر ..
لم يكن هناك من مجال لنتلقي في الرياض ، كدت أن أدفعك
إلى الجنون وقتذاك .. كنا قد اعتدنا أن نلتقي في كل يوم
قبل رجوعنا إلى الوطن ، وبات لقاؤنا محظورا ما أن وطئنا على أرض
المطار !.. كنت كمدمن انقطع عما كان يدمنه فجأة وبلا فترة
انسحاب .. كنت ثائرا عصبي المزاج . تطالب برؤيتي ليلا ونهارا
حتى بتنا لا نتحدث في موضوع عداه .. كنت تتبعني بسيارتك أينما
ذهبت ، تنتظرني فيها لساعات لتتبعني في طريق عودتي إلى المنزل ..
تنزل في كل مكان عام أقصده وتقترب مني وكأنك تخشى أن أهرب
أو أن أفلت منك .. كان بيت عمي قريبا من بيت أهلك ، في الحي
نفسه .. اتفقت معي بعد إلحاح على أن نلتقي في بيته .. وافقت على
ذلك خشية أن تفقد صوابك فتقدم على فعل أدرك جيدا بأنني
وحدي من سيدفع ثمنه ، ما زلت أذكر مرورك ذاك .. كنت قد تركت
لك باب البيت مفتوحا ، وقفت أنتظرك في حديقة البيت بينما كان
الجميع يتناولون طعام العشاء في الداخل .. كنت أرتجف يا عزيز
فلم أكن قد اعتدت على فعل ذلك الأمر من قبل .. اذكر أنك دفعت
الباب برفق ودخلت بقامتك الممشوقة بهدوء واثق وكأنك تدخل
بيتك ! .. كنت مرتديا ثوبا شتويا أسود اللون واضعا حول عنقك
شالا صوفيا .. كانت ذقنك نامية كما أحبها فزادتك رجولة لا
تضاهيها رجولة ، كنت أنظر إليك بجوع حينا محاولة إشباع بصري
المتعطش لرؤيتك .. وأتلفت حولي حينا آخر خوفا من أن يراك
أحد .. لم أشعرإلا بقبضتيك تطبقان على زندي بقوة ، نظرت إليك
وحرارة أنفاسك تلفح ملامح وجهي .. أسندت جبينك على جبيني
وانت مغمض العينين وأخذت تستنشق أ
شعرت بنبضات قلبي تتسارع وبيد قوية تطبق على عنقي حتى كانت
أنفاسي أن تنقطع ، دخلت على رسالتك بأصابع مرتجفة .. كتبت :
السلام عليكم عبدالعزيز : أنا عبدالعزيز 2004 م ، أكتب إليك
لأن حبيبتي المجنونة جمانة .. طلبت مني أن أفعل ، هي الآن معي
تجلس في المقعد المقابل وفي عينيها بريق عجيب .. لا بد من أنها
تكتب عنك .. أحبها كثيرا وممتنا أنا لقدر جمعني بها .. حنونة هي
كأمي .. اعرف أنها تحبني لكنها مجنونة وتغار عليّ كثيرا .. لا أنكر
أنني شقي قليلا ، لكن أفعالي الشقية لا تتجاوز كونها مجرد " شقاوة "
لا أعرف ماذا يخبئ لنا المستقبل لكنني أكاد أجزم بأنها ستكون معي ..
تحبني إلى درجة أدرك من خلالها أنها لن تتركني أبدا ولن
تتخلى عني مهما حدث لكنني خائف على الرغم من كل هذا الحب
والأمل .. أخشى أن أخسرها في لحظة طيش وأخشى أن تتركني في
لحظة خوف .. وأخشى أن تلعب الأقدار لعبتها فتعبث بنا كعادتها ! ..
لحوحة هي ، تلح بصورة تثير حنقي لكنني سأغير من طبعها السيء هذا ..
أعدك بهذا يا مستقبلي ، حبيبتي جمان لا تتفهم ، عصبية بعض الشيء ،
وتشك كثيرا .. كلها أمور أعدك أن تغيرها من أجلي .. تظلمني هذه الحلوة
كثيرا بشكوكها .. تظن بي على الرغم من استيطانها إياي لكنها ستنضج بعض حين ..
اريدك أن تتمسك بها ! ألا تدعها تفلت من بين يديك مهما حدث .. إن كنت معها الآن
فلتحافط عليها وإن كانت الأيام قد فرقت بينكما فابحث عنها
واستردها ، أريدك أن تعرف بأنني الآن أسعد من أي وقت مضى ..
وأنني لم أحبّ امرأة في حياتي بهذه الصورة وإلى هذا الحد ! .. لا
تفرط بجمانة .. لا تفرط بها .. أرسل إليها الجواب عند قراءتك لهذه
الرسالة ..
ملحوظة / جمانة .. عودي إلى الحروف المرفقة إذا أضعت الحقيقة يوما ..
عبدالعزيز القيرلاني ..
25/05/2004 م .
كانت الرسالة من موقع Future Me .. موقع أجنبي يمكنك
من خلاله كتابة أي رسالة ترغب بكتابتها ليقوم بإرسالها بتاريخ
معين للجهة لاتي تقوم باختيارها .. اذكر بأننا قد قمنا بكتابة
رسالتين ، قررنا أن تصلنا إحداهما بتاريخ 25/05/2008م
والأخرى بتاريخ 25/05/2014 م ، أي بعد مرور عشر سنوات
على تعارفنا ..
ظننا حينذاك بأننا سنكون معا لعشرات الأعوام .. لكن آمالنا
خابت وخذلتنا الأقدار فانهارت علاقتنا بعد أربعة أعوام يا عزيز
لم تتمكن علاقتنا من الصمود أكثر ، لم نتمكن من المضي معا كما
ظننا بأننا سنفعل .. مرّت أعوامنا الأربعة بسرعةو فائقة لكننا نسينا
تلك الليلة التي كتبنا فيها الرسائل ، قرأتها وكأنني أقرأها لأول مرة
واستغربت إعادة توجيه رسالتك إليّ بعد كل ما مررنا به ! أتعلمت
مؤخرا كيف تفي بوعودك يا عزيز ؟ .. لم تتمكن أبدا من الالتزام
بعهد قطعته على نفسك ، لم تفِ بوعودك معي على الإطلاق .. وها
أنت ..!.. تفي بوعدك بعد أن ناثرت أجزاؤنا وأصبح لكل منا مئات
الأجزاء ..
ترددت كثيرا في إرسال رسالتي إليك ، كنت قد وعدتك أن
أفعل .. والتزمت أنت بالجزء المتعلق بك بعد فوات الأوان ..
لكن مضمون رسالتي كان مهينا يا عزيز .. رغبتي الصريحة بك
باتت تحرجني !.. حلمي بأن اكون معك بات شديد الإذلال .. لكنني
وعدتك ! .. أيسيء إليّ ألا أفي بوعد قطعته لحبيب خائن ، لم يفِ
بوعد البتة ؟ .. لا أظن بأن شيئا سيسيء إليّ أكثر ..
لم يكن هناك من مجال لنتلقي في الرياض ، كدت أن أدفعك
إلى الجنون وقتذاك .. كنا قد اعتدنا أن نلتقي في كل يوم
قبل رجوعنا إلى الوطن ، وبات لقاؤنا محظورا ما أن وطئنا على أرض
المطار !.. كنت كمدمن انقطع عما كان يدمنه فجأة وبلا فترة
انسحاب .. كنت ثائرا عصبي المزاج . تطالب برؤيتي ليلا ونهارا
حتى بتنا لا نتحدث في موضوع عداه .. كنت تتبعني بسيارتك أينما
ذهبت ، تنتظرني فيها لساعات لتتبعني في طريق عودتي إلى المنزل ..
تنزل في كل مكان عام أقصده وتقترب مني وكأنك تخشى أن أهرب
أو أن أفلت منك .. كان بيت عمي قريبا من بيت أهلك ، في الحي
نفسه .. اتفقت معي بعد إلحاح على أن نلتقي في بيته .. وافقت على
ذلك خشية أن تفقد صوابك فتقدم على فعل أدرك جيدا بأنني
وحدي من سيدفع ثمنه ، ما زلت أذكر مرورك ذاك .. كنت قد تركت
لك باب البيت مفتوحا ، وقفت أنتظرك في حديقة البيت بينما كان
الجميع يتناولون طعام العشاء في الداخل .. كنت أرتجف يا عزيز
فلم أكن قد اعتدت على فعل ذلك الأمر من قبل .. اذكر أنك دفعت
الباب برفق ودخلت بقامتك الممشوقة بهدوء واثق وكأنك تدخل
بيتك ! .. كنت مرتديا ثوبا شتويا أسود اللون واضعا حول عنقك
شالا صوفيا .. كانت ذقنك نامية كما أحبها فزادتك رجولة لا
تضاهيها رجولة ، كنت أنظر إليك بجوع حينا محاولة إشباع بصري
المتعطش لرؤيتك .. وأتلفت حولي حينا آخر خوفا من أن يراك
أحد .. لم أشعرإلا بقبضتيك تطبقان على زندي بقوة ، نظرت إليك
وحرارة أنفاسك تلفح ملامح وجهي .. أسندت جبينك على جبيني
وانت مغمض العينين وأخذت تستنشق أ
نفاسي بقوة ويداك تعتصران
ذراعي بشدة .. همست وأنا أرتجف بين يديك : عزيز .. يكفي ..
أرجوك ! ..
أخذت تزفر بأذني وأنت تهمس : أووووووش .. لا تخافي ..!..
أخذت اصوات من بداخل البيت تتعالى ، كانت أصواتهم تنبئ
بأنهم قد انتهوا من تناول عشائهم وباحتمال خروج أحدهم
في أي لحظة ، وبرؤيتك .. قلت لك بصوت مرتجف : عزيز ..!
أرجوك .. إن رآك أحد هنا سنقع في مصيبة !..
فتحت عينيك وعقدت حاجبيك بغضب مخيف ، ازدادت قبضتا
يديك تطويقا لذراعي حتى شعرت بأنهما سيتهشمان بين أصابعك ..
شعرت بك ترفعني من على الأرض بقبضتيك القويتين : اسمعي ..!..
لن يمّسك بشر بسوء ما دمت أتنفس .. أفهمت ..!
كنت أبحلق في ملامحك بخوف واستغراب .. كنت تتحدث
بحرارة ( مخيفة ! ) ..
هززتني بقوة : أفهمت يا جمان ..؟
هززت برأسي : فهمت .. والله العظيم فهمت .. لكن أرجوك أن
تذهب الآن .. من أجلي ..
قلت وأنت تتحسس كتفي بقوة : من أجلك ؟!.. أتعرفين بأنني
على استعداد لأن أموت من أجلك ؟..
أبعدتك عني لتخرج : ارجوك .. هيا ..
قلت وفي عينك رجاء ينطق : حسنا حسنا ..! سأذهب الآن ..
قبّلت جبيني وأنت تضغط بشفتيك عليه وكأنك تكويه .. كنت
أدفعك فتتراجع خطوة وتتقدم نحوي بخطوة أخرى ..!
كانت في عينيك أحاديث كثيرة .. وكثير من الشوق ..
اتصلت بي ما أن استقليت سيارتك ، كنت لا أزال في
الحديقة ، أحاول استرداد أنفاسي وطرد رائحة سجائرك
الملتصقة بملابسي ..
أجبتك وأنا ألهث : أهلا ..
قلت بصوت يرتجف انفعالا : جمانة .. أريدك !.. أريد
أن أتزوجك ، أريدك أن تكوني زوجتي .. ان تنجبي مني أطفالا
كثرا !..
قلت وأنا أضحك : من يستمع إلى حديثك الآن يظن بأننا
ولأول مرة نلتقي ..
تنهدت بقوة : أنا خائف يا بنت ! .. أخشى أن يأخذك مني
أحد ..
سألتك باستغراب : عزيز .. نحن هنا منذ أيام وسنعود إلى حيث
كنا معا .. من أين جئت بهذه الأفكار ..؟
قلت بضيق : لا أعرف ..!.. أشعر بالاختناق .. بودي لو أخذتك
الآن وعدنا .. تخنقني هذه المدينة يا جمان !..
قلت لك : اهدأ الآن وقل لي ، ألم يتغير بي شيء ..؟
بلى ..!.. ازددت جمالا ..
سألتك وأنا أعبث بخصلة من شعري : وماذا أيضا ..؟
أممم .. فقدت بعضا من وزنك .. ما بالك يا حلوتي ؟! .. ألا
يطعمك الأشرار ..؟
لا .. أرأيت ..؟!.. لا يهتم بي أحد بغيابك ..؟
تنهدت : إلهي !.. ماذا أفعل بك الآن لأهدأ ؟!.. أشعر بوجع في
قلبي يا جمان ..
وماذا أيضا ..؟
ضحكت : وبأن قطتي الشقية " تتغلى " عليّ..
ضحكت من قلبي وحول رأسي شعرت بعصافير الحب تغرد ..
وفي قلبي تفتحت ألف وردة ووردة ..
إلهي يا عزيز .. كم تتعبني ذكرى كهذه ، تقحمني في حالة حيرة
لا ينقصني الخوض فيها .. متعبة أنا من كل هذه الأحداث !.. تتعبني
حلاوة بعضها أكثر مما تتعبني مرارة أغلب ما فيها .. سألتك مرة إن
كنت تؤمن بوجود توأم روح لكل منا .. أذكر أنك اعتدلت في جلستك
شبكت أصابع يديك أمام وجهك وقلت : أممم! نعم ..
أؤمن بأن لكل منا توأم روح ..
سألتك : حبيبي ! .. صارحني .. أسبق وأن التقيت بتوأم روحك ..؟
ابتسمت : نعم ! سبق لي وأن التقيتها ..
أأعرفها ..؟
قرصت خدي بأصابعك وقلت بسخرية : كم أنت فضولية !..
قلت بعصبية : أستجبني أم لا ؟
قلت وأنت تعبث بقوالب السكر أمامك .. أممم !.. لكل منا
توأم روح واحد ، شخص موجود في مكان ما على هذه
الأرض ..!.. قد تلتقيه وقد لا نتمكن من لقائه ..
قلت وأنا أرتب قوالب السكر معك : محظوظ هو من يلتقي
بتوأم روحه ..
قلت : بل الأكثر حظا من يحظى به ..!.. قد نلتقي بتوأم الروح
لكن قد لا نتمكن من أن نحظى به أو أن نحافظ عليه .. الظروف
والأقدار تسيرنا في هذه الأمور يا جمان ..
سألتك بخبث : لم تجبني عن سؤالي بعد !.. من هي توأم
روحك التي التقيتها ..؟
ضحكت بقوة : أنت مزعجة !.. ألا تنسين أبدا ..؟
تعرف أنني لا أنسى ..
قلت وأنت تضحك : أخبريني بالمناسبة .. ما الذي حدث في
مثل هذا اليوم ..؟
عبدالعزيز !
حسنا .. أنت توأم روحي .. وممتن أنا لقدر جمعني بك حتى
وإن افترقنا ..
وما فائدة أن نلتقي إن كنا سنفترق ..؟
على الأقل حظينا بلقاء بعضنا بعضا !.. يبحث الكثير ولعقود
طويلة عن النصف الآخر ولا تسنح لهم الأقدار بلقائهم ، بلقاء توأم
الروح ..
وقتها حزنت كثيرا يا عزيز ، شعرت بكثير من الحزن يتسرب
إلى نفسي .. حزنت لأنك دائما ما كنت تشعرني بأني مروري في
حياتك يكفي ، وبأن لقاءنا يكفي ! بطبعك رجل يؤمن بأن الحياة
قافلة لا تقف .. تسير وتسير وتسير ، تمر من الآلاف مرور الكرام
ولا تتوقف من أجل أحد .. لطالما خشيت أن أتعب فتفوتني القافلة ،
وقد كان لا بد من أن افهم بأنه سيأتي يوم أنهك به ويتعبني المسير
فيفوتني الركب ..
الغريب بأنك كنت تسخر مني كثيرا وتطلق عليّ لقب ( حدث
في مثل هذا اليوم )!
كنت تخبر زملاءنا دوما بأن زميلتهم البدوية الجذور كالناقة
التي لا تنسى!.. وقد كنت أغضب كثيرا من وصفك ذاك .. كنت
أرفض وصفك لي بال
ذراعي بشدة .. همست وأنا أرتجف بين يديك : عزيز .. يكفي ..
أرجوك ! ..
أخذت تزفر بأذني وأنت تهمس : أووووووش .. لا تخافي ..!..
أخذت اصوات من بداخل البيت تتعالى ، كانت أصواتهم تنبئ
بأنهم قد انتهوا من تناول عشائهم وباحتمال خروج أحدهم
في أي لحظة ، وبرؤيتك .. قلت لك بصوت مرتجف : عزيز ..!
أرجوك .. إن رآك أحد هنا سنقع في مصيبة !..
فتحت عينيك وعقدت حاجبيك بغضب مخيف ، ازدادت قبضتا
يديك تطويقا لذراعي حتى شعرت بأنهما سيتهشمان بين أصابعك ..
شعرت بك ترفعني من على الأرض بقبضتيك القويتين : اسمعي ..!..
لن يمّسك بشر بسوء ما دمت أتنفس .. أفهمت ..!
كنت أبحلق في ملامحك بخوف واستغراب .. كنت تتحدث
بحرارة ( مخيفة ! ) ..
هززتني بقوة : أفهمت يا جمان ..؟
هززت برأسي : فهمت .. والله العظيم فهمت .. لكن أرجوك أن
تذهب الآن .. من أجلي ..
قلت وأنت تتحسس كتفي بقوة : من أجلك ؟!.. أتعرفين بأنني
على استعداد لأن أموت من أجلك ؟..
أبعدتك عني لتخرج : ارجوك .. هيا ..
قلت وفي عينك رجاء ينطق : حسنا حسنا ..! سأذهب الآن ..
قبّلت جبيني وأنت تضغط بشفتيك عليه وكأنك تكويه .. كنت
أدفعك فتتراجع خطوة وتتقدم نحوي بخطوة أخرى ..!
كانت في عينيك أحاديث كثيرة .. وكثير من الشوق ..
اتصلت بي ما أن استقليت سيارتك ، كنت لا أزال في
الحديقة ، أحاول استرداد أنفاسي وطرد رائحة سجائرك
الملتصقة بملابسي ..
أجبتك وأنا ألهث : أهلا ..
قلت بصوت يرتجف انفعالا : جمانة .. أريدك !.. أريد
أن أتزوجك ، أريدك أن تكوني زوجتي .. ان تنجبي مني أطفالا
كثرا !..
قلت وأنا أضحك : من يستمع إلى حديثك الآن يظن بأننا
ولأول مرة نلتقي ..
تنهدت بقوة : أنا خائف يا بنت ! .. أخشى أن يأخذك مني
أحد ..
سألتك باستغراب : عزيز .. نحن هنا منذ أيام وسنعود إلى حيث
كنا معا .. من أين جئت بهذه الأفكار ..؟
قلت بضيق : لا أعرف ..!.. أشعر بالاختناق .. بودي لو أخذتك
الآن وعدنا .. تخنقني هذه المدينة يا جمان !..
قلت لك : اهدأ الآن وقل لي ، ألم يتغير بي شيء ..؟
بلى ..!.. ازددت جمالا ..
سألتك وأنا أعبث بخصلة من شعري : وماذا أيضا ..؟
أممم .. فقدت بعضا من وزنك .. ما بالك يا حلوتي ؟! .. ألا
يطعمك الأشرار ..؟
لا .. أرأيت ..؟!.. لا يهتم بي أحد بغيابك ..؟
تنهدت : إلهي !.. ماذا أفعل بك الآن لأهدأ ؟!.. أشعر بوجع في
قلبي يا جمان ..
وماذا أيضا ..؟
ضحكت : وبأن قطتي الشقية " تتغلى " عليّ..
ضحكت من قلبي وحول رأسي شعرت بعصافير الحب تغرد ..
وفي قلبي تفتحت ألف وردة ووردة ..
إلهي يا عزيز .. كم تتعبني ذكرى كهذه ، تقحمني في حالة حيرة
لا ينقصني الخوض فيها .. متعبة أنا من كل هذه الأحداث !.. تتعبني
حلاوة بعضها أكثر مما تتعبني مرارة أغلب ما فيها .. سألتك مرة إن
كنت تؤمن بوجود توأم روح لكل منا .. أذكر أنك اعتدلت في جلستك
شبكت أصابع يديك أمام وجهك وقلت : أممم! نعم ..
أؤمن بأن لكل منا توأم روح ..
سألتك : حبيبي ! .. صارحني .. أسبق وأن التقيت بتوأم روحك ..؟
ابتسمت : نعم ! سبق لي وأن التقيتها ..
أأعرفها ..؟
قرصت خدي بأصابعك وقلت بسخرية : كم أنت فضولية !..
قلت بعصبية : أستجبني أم لا ؟
قلت وأنت تعبث بقوالب السكر أمامك .. أممم !.. لكل منا
توأم روح واحد ، شخص موجود في مكان ما على هذه
الأرض ..!.. قد تلتقيه وقد لا نتمكن من لقائه ..
قلت وأنا أرتب قوالب السكر معك : محظوظ هو من يلتقي
بتوأم روحه ..
قلت : بل الأكثر حظا من يحظى به ..!.. قد نلتقي بتوأم الروح
لكن قد لا نتمكن من أن نحظى به أو أن نحافظ عليه .. الظروف
والأقدار تسيرنا في هذه الأمور يا جمان ..
سألتك بخبث : لم تجبني عن سؤالي بعد !.. من هي توأم
روحك التي التقيتها ..؟
ضحكت بقوة : أنت مزعجة !.. ألا تنسين أبدا ..؟
تعرف أنني لا أنسى ..
قلت وأنت تضحك : أخبريني بالمناسبة .. ما الذي حدث في
مثل هذا اليوم ..؟
عبدالعزيز !
حسنا .. أنت توأم روحي .. وممتن أنا لقدر جمعني بك حتى
وإن افترقنا ..
وما فائدة أن نلتقي إن كنا سنفترق ..؟
على الأقل حظينا بلقاء بعضنا بعضا !.. يبحث الكثير ولعقود
طويلة عن النصف الآخر ولا تسنح لهم الأقدار بلقائهم ، بلقاء توأم
الروح ..
وقتها حزنت كثيرا يا عزيز ، شعرت بكثير من الحزن يتسرب
إلى نفسي .. حزنت لأنك دائما ما كنت تشعرني بأني مروري في
حياتك يكفي ، وبأن لقاءنا يكفي ! بطبعك رجل يؤمن بأن الحياة
قافلة لا تقف .. تسير وتسير وتسير ، تمر من الآلاف مرور الكرام
ولا تتوقف من أجل أحد .. لطالما خشيت أن أتعب فتفوتني القافلة ،
وقد كان لا بد من أن افهم بأنه سيأتي يوم أنهك به ويتعبني المسير
فيفوتني الركب ..
الغريب بأنك كنت تسخر مني كثيرا وتطلق عليّ لقب ( حدث
في مثل هذا اليوم )!
كنت تخبر زملاءنا دوما بأن زميلتهم البدوية الجذور كالناقة
التي لا تنسى!.. وقد كنت أغضب كثيرا من وصفك ذاك .. كنت
أرفض وصفك لي بال
مرأة الحقود لكنني أعرف اليوم بأنك لم
تخطئ في وصفي ، وبأنك أصبت كبد الحقيقة تلك المرة ..
فها أنذا ..! أنقلب على جمر ذكرياتنا وكأنني أعيش الأحداث
لأول مرة .. الوجع ذاته ، الحزن ذاته والكره ذاته .. أحاول أن أنسى
بعض ما مررنا به ولا أتمكن .. أذكر تفاصيل تفاصيلنا يا عزيز ..
ما زلت أذكر التفاصيل وكأنها شريط مصور .. آه لو تدري كم هي
قاسية تلك الذاكرة المختزلة بكل هذه الأحداث .. كم أبغض معرفتي
بك وبتفاصيلك ..
تناديني بالــ ( عنز ) حينما أغضبك ، أصبح ( عنزا ) حينما نتشاجر
و (psycho ) عندما أظنُ بك ! .. و ( طويلة العمر ) حينما أنشغل عنك !..
عندما تنهي المكالمة بـ ( توصين على شيء ! ) .. أعرف أنك تخفي أمرا ..
وحينما تصرخ ( مع ألف سلامة ) أعرف بأنك تعني أن أغرب وأن
لا أعاود الإتصال بك مجددا .. وبأنك لن تتحدث معي لأيام كثيرة قادمة !..
إلهي كم تؤلمني معرفتي لتفاصيلك يا عزيز ! . اشعر أحيانا
برغبة في أن أهشم رأسي ، أن أنتزعك من دماغي ، ان أنتشلك من
بين الأفكار وأن ألقي بك بعيدا .. بعيدا عن جمجمة يؤلمها وجودك
فيها .. ما أبشع أن تستعمر ذاكرتك ! ما أفظع أن تستوطن روحك ،
ما أقسى أن تسلب الخيار يا عزيز ، أن تسلب خياراتك .. بت أشعر
منذ أن استعمرتني بأنني فقدت التحكم بقراراتي ، باتت خياراتي
مرهونة برغبتك .. تصرح لي أحيانا وتوحي إليّ أحيانا أخرى وأنا
كالعبدة أستجيب .. أنفذ قراراتك وكأنك ولي عليّ .. كيف أذكر كل
هذا وأنسى ما كنت عليه ؟!.. أنسى بأنني امرأة حرة وبأنني نشأت
على أن أكون سيدة قراري !
قال لي والدي يوما : لا تنسي أبدا بأنك خلقت بتكوني ( سيدة ) ..
ولم أنس يا عزيز .. لكنك استعبدتني قسرا ، علمني والدي كيف
تعيش السيدة .. ولم يعلمني كيف تقاوم الاستعباد .. ويا ليته فعل !..
دائما يا يقال بأن الطفل ( الأوسط ) يظلم دوما ويهضم حقه
لكنني لم أظلم في عائلتي أبدا .. ولدت كالحد الفاصل .. يكبرني
رجلان وتصغرني جميلتان ..
يظن بأن نصيب الطفل البكر من العناية كبير .. كما ينال الطفل
الأخير النصيب الأكبر من الرعاية والدلال ، وعلى هذا الأساس
كان من المفترض ألا أنال شيئا على الإطلاق .. لكنني وعلى
النقيض نشأت مدللة من قبل والديّ .. تشفق عليّ أمي كثيرا ، تظن
بأن حظي في الدنيا قليل .. فتحاول أن تعوضني عن بعض الحظ
بكثير من الحب !.. تدافع عني أمي دوما أمام أخوتي الرجال الذين
لا يسعني ألا ان أتباهى بهم على الرغم من بعدهم عني وبعدي
عنهم .. قلت لي مرة حينما كنت أحدثك عنهما : غريبة أنت ! حينما
تتحدثين عن أو عن زملائنا تطلقين علينا ( أولاد ) وحينما تتحدثين
عن خالد وسعود .. تقولين أخوتي ( الرجال ) !..
وماذا في ذلك ؟
لماذا نحن ( أولاد ) وهم ( رجال ) ؟
قلت لك بسخرية : ظروف !..
أخبريني .. ما الفرق بيننا ..؟
لا ادري ..!.. لكن أخوتي لا يطلق عليهم ( أولاد ) أبدا !..
أتعرف يا عزيز .. أفكر أحيانا في شقيقيّ ( المتناقضين ) ، أفكر
في إمكانية أن يصبح أحدهما صديقك !.. أعرف بأنك لا تحب
خالد .. اشعر بهذا وأن كنت تتحفظ بمشاعرك تجاهه خشية أن
أحزن .. تدرك جيدا كم أحب هذا الرجل ، تدرك بأن في أعماقي
حبا خالصا لأخي خالد على الرغم من خلافاتنا التي لا تنتهي ..
أعرف أن أسلوب خالد معي لا يرضيك .. ترى في تعامله قسوة لا
يحق له بها ، لكنه أخي الأكبر يا عزيز ، تجري في عروقي دماؤه
النبيلة . أعرف أنك ترفض أن يقسو عليّ رجل غيرك ، تظن بأنك
وحدك المخول بهذا الحق ويخيفك الشعور بأن خالد هو الوحيد
القادر غيرك على التحكم بقراراتي حياتي .. سبق وأن أخبرتني بأنك
تخشى ألا يزوجنا خالد ..
سألتك حينذاك : ولماذا لا يفعل ..؟
أجبتني بتردد : أممم . تعرفين أن في سلوكياتي بعضا مما
يرفضه ..
ضحت : إذا فأنت تعترف بأن في سلوكياتك ما يعيب ؟
قلت : لا يهم ! .. لامهم الآن أن لخالد تأثيرة القوي على والدك ..
وبأنه يملك القدرة على حرماني منك ..
قلت ـ: تعال .. وبعدها نتصرف ..!
أشحت بوجهك وقتذاك .. وعلى ملامحك آثار ضيق ..
أشعر أحيانا بأنك كنت مترددا في طلبي خشية الرفض يا
عزيز ، أشعر بانك عشت على أمل أن نتزوج لكن الأقدار
خذلتك.. أعشقتك امراة مثلي يا عزيز ؟!.. امرأة تختلق اعذار
خذلانك لها ..
أعتدت على أن تخذلني ! بتُ أفهم الآن بأنك اعتدت على أن
تخذلني ، تخذلني في كل مرة من دون أن تخشى العاقبة ، لا أظن
بأنك قد فكرت يوما في وضعك عند خسارتي لأنك لم تتوقع
خسارتي أبدا .. أنت ذكي إلى درجة تفهم فيها بأن امرأة متشبعة
بحبك إلى هذه الدرجة لا قدرة لها على العيش بعيدا عن محيطك
وحدودك لكنني مللت هذا الخذلان يا عزيز .. ما عدت أحتمل كل
هذه الخيبة ..
قلت لي ليلة محذرا : جمانة .. لا تجرحيني كي لا تضطري
لِلعق جراحي ..
شعرت ليلتها بالمهانة ولا شيء غيرها ، تعرف بأنني مضطرة
للعق الجراح سواء أنني كنت الجارحة أو المجروحة ، اعتدت على
ملوحة جراحنا .. اعتدت على طعم
تخطئ في وصفي ، وبأنك أصبت كبد الحقيقة تلك المرة ..
فها أنذا ..! أنقلب على جمر ذكرياتنا وكأنني أعيش الأحداث
لأول مرة .. الوجع ذاته ، الحزن ذاته والكره ذاته .. أحاول أن أنسى
بعض ما مررنا به ولا أتمكن .. أذكر تفاصيل تفاصيلنا يا عزيز ..
ما زلت أذكر التفاصيل وكأنها شريط مصور .. آه لو تدري كم هي
قاسية تلك الذاكرة المختزلة بكل هذه الأحداث .. كم أبغض معرفتي
بك وبتفاصيلك ..
تناديني بالــ ( عنز ) حينما أغضبك ، أصبح ( عنزا ) حينما نتشاجر
و (psycho ) عندما أظنُ بك ! .. و ( طويلة العمر ) حينما أنشغل عنك !..
عندما تنهي المكالمة بـ ( توصين على شيء ! ) .. أعرف أنك تخفي أمرا ..
وحينما تصرخ ( مع ألف سلامة ) أعرف بأنك تعني أن أغرب وأن
لا أعاود الإتصال بك مجددا .. وبأنك لن تتحدث معي لأيام كثيرة قادمة !..
إلهي كم تؤلمني معرفتي لتفاصيلك يا عزيز ! . اشعر أحيانا
برغبة في أن أهشم رأسي ، أن أنتزعك من دماغي ، ان أنتشلك من
بين الأفكار وأن ألقي بك بعيدا .. بعيدا عن جمجمة يؤلمها وجودك
فيها .. ما أبشع أن تستعمر ذاكرتك ! ما أفظع أن تستوطن روحك ،
ما أقسى أن تسلب الخيار يا عزيز ، أن تسلب خياراتك .. بت أشعر
منذ أن استعمرتني بأنني فقدت التحكم بقراراتي ، باتت خياراتي
مرهونة برغبتك .. تصرح لي أحيانا وتوحي إليّ أحيانا أخرى وأنا
كالعبدة أستجيب .. أنفذ قراراتك وكأنك ولي عليّ .. كيف أذكر كل
هذا وأنسى ما كنت عليه ؟!.. أنسى بأنني امرأة حرة وبأنني نشأت
على أن أكون سيدة قراري !
قال لي والدي يوما : لا تنسي أبدا بأنك خلقت بتكوني ( سيدة ) ..
ولم أنس يا عزيز .. لكنك استعبدتني قسرا ، علمني والدي كيف
تعيش السيدة .. ولم يعلمني كيف تقاوم الاستعباد .. ويا ليته فعل !..
دائما يا يقال بأن الطفل ( الأوسط ) يظلم دوما ويهضم حقه
لكنني لم أظلم في عائلتي أبدا .. ولدت كالحد الفاصل .. يكبرني
رجلان وتصغرني جميلتان ..
يظن بأن نصيب الطفل البكر من العناية كبير .. كما ينال الطفل
الأخير النصيب الأكبر من الرعاية والدلال ، وعلى هذا الأساس
كان من المفترض ألا أنال شيئا على الإطلاق .. لكنني وعلى
النقيض نشأت مدللة من قبل والديّ .. تشفق عليّ أمي كثيرا ، تظن
بأن حظي في الدنيا قليل .. فتحاول أن تعوضني عن بعض الحظ
بكثير من الحب !.. تدافع عني أمي دوما أمام أخوتي الرجال الذين
لا يسعني ألا ان أتباهى بهم على الرغم من بعدهم عني وبعدي
عنهم .. قلت لي مرة حينما كنت أحدثك عنهما : غريبة أنت ! حينما
تتحدثين عن أو عن زملائنا تطلقين علينا ( أولاد ) وحينما تتحدثين
عن خالد وسعود .. تقولين أخوتي ( الرجال ) !..
وماذا في ذلك ؟
لماذا نحن ( أولاد ) وهم ( رجال ) ؟
قلت لك بسخرية : ظروف !..
أخبريني .. ما الفرق بيننا ..؟
لا ادري ..!.. لكن أخوتي لا يطلق عليهم ( أولاد ) أبدا !..
أتعرف يا عزيز .. أفكر أحيانا في شقيقيّ ( المتناقضين ) ، أفكر
في إمكانية أن يصبح أحدهما صديقك !.. أعرف بأنك لا تحب
خالد .. اشعر بهذا وأن كنت تتحفظ بمشاعرك تجاهه خشية أن
أحزن .. تدرك جيدا كم أحب هذا الرجل ، تدرك بأن في أعماقي
حبا خالصا لأخي خالد على الرغم من خلافاتنا التي لا تنتهي ..
أعرف أن أسلوب خالد معي لا يرضيك .. ترى في تعامله قسوة لا
يحق له بها ، لكنه أخي الأكبر يا عزيز ، تجري في عروقي دماؤه
النبيلة . أعرف أنك ترفض أن يقسو عليّ رجل غيرك ، تظن بأنك
وحدك المخول بهذا الحق ويخيفك الشعور بأن خالد هو الوحيد
القادر غيرك على التحكم بقراراتي حياتي .. سبق وأن أخبرتني بأنك
تخشى ألا يزوجنا خالد ..
سألتك حينذاك : ولماذا لا يفعل ..؟
أجبتني بتردد : أممم . تعرفين أن في سلوكياتي بعضا مما
يرفضه ..
ضحت : إذا فأنت تعترف بأن في سلوكياتك ما يعيب ؟
قلت : لا يهم ! .. لامهم الآن أن لخالد تأثيرة القوي على والدك ..
وبأنه يملك القدرة على حرماني منك ..
قلت ـ: تعال .. وبعدها نتصرف ..!
أشحت بوجهك وقتذاك .. وعلى ملامحك آثار ضيق ..
أشعر أحيانا بأنك كنت مترددا في طلبي خشية الرفض يا
عزيز ، أشعر بانك عشت على أمل أن نتزوج لكن الأقدار
خذلتك.. أعشقتك امراة مثلي يا عزيز ؟!.. امرأة تختلق اعذار
خذلانك لها ..
أعتدت على أن تخذلني ! بتُ أفهم الآن بأنك اعتدت على أن
تخذلني ، تخذلني في كل مرة من دون أن تخشى العاقبة ، لا أظن
بأنك قد فكرت يوما في وضعك عند خسارتي لأنك لم تتوقع
خسارتي أبدا .. أنت ذكي إلى درجة تفهم فيها بأن امرأة متشبعة
بحبك إلى هذه الدرجة لا قدرة لها على العيش بعيدا عن محيطك
وحدودك لكنني مللت هذا الخذلان يا عزيز .. ما عدت أحتمل كل
هذه الخيبة ..
قلت لي ليلة محذرا : جمانة .. لا تجرحيني كي لا تضطري
لِلعق جراحي ..
شعرت ليلتها بالمهانة ولا شيء غيرها ، تعرف بأنني مضطرة
للعق الجراح سواء أنني كنت الجارحة أو المجروحة ، اعتدت على
ملوحة جراحنا .. اعتدت على طعم
ها .. أصبحت كالسمكة التي تتنفس
الأوكسجين الذائب في الماء المالح بعد ان اعتادت على العيش في
ملوحته .. السمكة التي تموت حالما تتنفس هواءا نقيا خارج تلك
الملوحة ..
أذكر بأنك أغضبتني مرة فصرخت في وجهك : عبدالعزيز ! ..
أنت لم تشتريني من ( أبو ريالين ) لتفعل بي كل هذا ..
كنت تقرأ الجريدة وبين شفتيك سيجارة ، أذكر كيف قلبت
الصفحة ببرود .. وسحبت نفسا طويلا وقلت : بلى ! ..
أذكر كيف وضعت راسي على الطاولة وأخذت أبكي كطفلة
معاقبة .. لكنك لم تكترث !..
لا أعرف كيف تهنأ بتعذيبي يا عزيز .. لا أفهم كيف تتمكن من رؤيتي وأنا انتفض أمامك من شدة القهر كطير يحتضر ولا يرف لك جفن ، رفعت رأسي نحوك وسألتك : لماذا تفعل بي هذا ..؟
صرخت : لماذا تفعلين انت كل هذا !..
ومشيت ...!....
أتدري يا عزيز .. يؤلمني كثيرا أنني حاولت ولفترات عديدة أن
أثير شفقتك عليّ ، دفعني الخوف من أن أخسرك لأن احاول أن
أثير شفقتك ! .. أن أجعلك تشفق على حالي وأن ترحم حاجتي إليك
فتلطف بي ، وقد كنت تفهم هذا فازددت طغيانا وقسوة ... وازدادت
حالتي سوءا ، صدقني يا عزيز لقد تسببت لي بكل أسباب البكاء
ولقد جربت أنا بسببك كل أنواعه .
ثق بي يا عزيز ، لا شيء يؤلم كدموع القهر ، دموع القهر أكثر
ملوحة من سواها ! .. ثق بامرأة اعتادت على الملوحة كما لو أنها
عاشت طوال حياتها كسمكة ..
الأوكسجين الذائب في الماء المالح بعد ان اعتادت على العيش في
ملوحته .. السمكة التي تموت حالما تتنفس هواءا نقيا خارج تلك
الملوحة ..
أذكر بأنك أغضبتني مرة فصرخت في وجهك : عبدالعزيز ! ..
أنت لم تشتريني من ( أبو ريالين ) لتفعل بي كل هذا ..
كنت تقرأ الجريدة وبين شفتيك سيجارة ، أذكر كيف قلبت
الصفحة ببرود .. وسحبت نفسا طويلا وقلت : بلى ! ..
أذكر كيف وضعت راسي على الطاولة وأخذت أبكي كطفلة
معاقبة .. لكنك لم تكترث !..
لا أعرف كيف تهنأ بتعذيبي يا عزيز .. لا أفهم كيف تتمكن من رؤيتي وأنا انتفض أمامك من شدة القهر كطير يحتضر ولا يرف لك جفن ، رفعت رأسي نحوك وسألتك : لماذا تفعل بي هذا ..؟
صرخت : لماذا تفعلين انت كل هذا !..
ومشيت ...!....
أتدري يا عزيز .. يؤلمني كثيرا أنني حاولت ولفترات عديدة أن
أثير شفقتك عليّ ، دفعني الخوف من أن أخسرك لأن احاول أن
أثير شفقتك ! .. أن أجعلك تشفق على حالي وأن ترحم حاجتي إليك
فتلطف بي ، وقد كنت تفهم هذا فازددت طغيانا وقسوة ... وازدادت
حالتي سوءا ، صدقني يا عزيز لقد تسببت لي بكل أسباب البكاء
ولقد جربت أنا بسببك كل أنواعه .
ثق بي يا عزيز ، لا شيء يؤلم كدموع القهر ، دموع القهر أكثر
ملوحة من سواها ! .. ثق بامرأة اعتادت على الملوحة كما لو أنها
عاشت طوال حياتها كسمكة ..
#أحببتك_أكثر_مما_ينبغي 💔
#الفصل_الخامس_عشر 🍃
كنت قد تهربت من حضور إحدى المحاضرات لأعرض عليك
إحدى محاولاتي الشعرية .. كنت سعيدة بما كتبت .. قلت بعد أن
قرأتها بتمعن : جمان ! .. حاولي أن تكتبي بهدوء .. دائما تشعرينني
بعصبيتك في قصائدك ، تخيلت بأن القلم قد انكسر بيدك من فرط
عصبيتك خلال كتابتك لهذه المحاولة ..
لكنني كتبتها بمزاج جيد ! ..
قد تكون بعض الرواسب .. المهم ان عصبيتك جلية في
كلماتك ..
لم تخبرني يوم ذاك ، إن كانت قصيدتي جيدة برأيك ام أنها لا
ترتقي لأن يطلق عليها ( قصيدة ) .. دائما ما كنت تتجنب إبداء
رأيك في شعري ! .. حتى بت أؤمن بأنك لا تؤمن بما أكتب ، شعرت
بخيبة ألم ، فحاولت أن أغير الموضوع ، سألتك : اتصلت بك ليلة
أمس ولم تجبني ، أين كنت ..؟
قلت بسخرية وأنت تتثاءب : نمت عند صديقتي سامنثا !..
سألتك بتهكم : عزيز ! .. ألن تعرفني على حبيبتك سامنثا !؟؟..
تخبرن يعنها نمذ سنوات ولم تعرفني عليها بعد !..
أخشى أن تحرضيها عليّ .. لا أريدها أن تفسد ، سامنثا تحبني ،
تدللني .. تلبي طلباتي .. تثق بي وقنوعة ..
ماذا عني ..؟!
قلت وأنت تعد على أصابعك : أنت ؟!.. امم .. طويلة لسان !..
متطلبة ، عصبية .. غيورة وشكاكة ..
سألتك : ولماذا تحبني ؟
الشكوى لله ، أحبك !
قلت لك مستفزة : عزيز ! ما رأيك في أن تعرفني على شقيق
سامنثا لترتاح مني !
رفعت حاجبيك وصحت : أليخاندروا ؟!..
اسمه أليخاندروا ..!.. لا بأس !عرفني عليه !..
بنت ! .. عيب عليك ..
اليس بـ " عيب عليك " أيضا !.
لا .. أنا رجل ..
لا فرق بين رجل وامرأة في هذه الامور ..
اتكأت على الطاولة واقتربت مني : بلى ! .. هناك فرق ، فرق
شاسع يا حلوتي .. بإمكاني أن أحبك وأن أقيم عشرات العلاقات
مع غيرك لأنني رجل ، لكنك لا تستطيعين فعل ذلك لأنك فتاة ..
قلت لك بتحد : أنت مسكين إن كنت تؤمن بأنه يحق للرجل
ما لا يحق للمرأة .. الخيانة خياة سواء أكان الخائن رجلا أو كانت
امرأة ..
بل انت المسكينة ان كنتِ تضنين بأنهما سوءا في مثل هذه
الأمور .. على أي حال سأثبت لك نظريتي بمشيئة الله ...
يا سلام ! .. سأتزوجك يا بيبي ، سأتزوجك وسأتزوج عليك ثلاث
نساء ! .. كل امرأة منهم أجمل من الأخرى ..
ومن سيسمح لك بأن تتزوج عليّ ..؟
الشرع والقانون وأنا ..
أتظن بأن امرأة مثلي تستمر مع زوج يتزوج عليها ؟
في العادة لا تستمر امراة مثلك مع رجل يتزوج عليها لكن في
حالتنا هذه ستستمرين معي ..
يحدث هذا في أحلامك فقط يا حبيبي ..
قلت وأنت تلمس طرف أنفي بسبابتك محاولا استفزازي :
ستستمرين رغما عن أنفك الجميل هذا ..
أبعدت يدك عن وجهي بقوة ، قلت وأنت تضحك : لما انت
غاضبة ..؟!.. ستكونين زوجتي الأولى .. الغالية ..!
ارتفع صوت هيفاء خلفي فجأة فأفزعنا : لا يكون ماد إيده
عليك هذا ..
قلت أنت : بسم الله ! من أين جاءت هذه ..؟
قالت وهي تسحب مقعدا لتجلس معنا : هبطت من السماء !
أجبتها : لا أعتقد .. فمثلك يخرج من تحت الأرض يا هيفاء ..
سألتها وانا أضحك : هفوش ! .. كيف كانت المحاضرة ..؟
ممتعة ..! .. هل جئت في وقت غير مناسب ..؟
قلت لها : أنت هيفاء ..! .. أسمعت في الأغاني عن العذول ؟
قالت باستفزاز : لا ..
أجبتها : لا بد من أنك سمعت عنهم يا هيفاء .. حاولي أن
تتذكري ! ..
قالت بعناد : لا .. لم أسمع بهم ! .. ماذا عنهم ..؟
قلت وأنت تشرب قهوتك : أبدا .. سلامتك ..
قلت لها مشتكية : هفوش ! .. عبدالعزيز سيتزوج عليّ..
قالت هيفاء : ما شاء الله !.. ستتزوج عليها قبل أن تتزوج منها ؟
قلت : وما دخلك هيفاء ؟ .. أأمها أنت ؟
وهل تظن بأنني سأزوجك يوما ابنتي ..؟
قلت : وهل تظنين بأنني سأتزوج يوما امرأة انت أمها ..؟
كنت أضحك عليكما كثيرا ، لا أدري كيف لم أشعر بالغيرة
يوما من هيفاء عليك .. كانت هيفاء تجلس معنا دوما وتخرج برفقتنا
كثيرا ولم أخش منها أبدا .. على الرغم من أني امرأة شبه مجنونة
وأغار عليك من طيف امرأة !
كنا في بيت بايت وروبرت ، حينما تشاجرنا بسبب غيرتي ( غير المحتملة برأيك )!
قلت لي يوم ذاك وأنت تصرخ : أنت مجنونة !.. تغارين من خيالك عليّ !
صحت فيك : هذا غير صحيح ، لو كنت كذلك لما اصطحبت
هيفاء معنا إلى كل مكان .. لو كنت مجنونة إلى هذا الحد لما
جعلتها تهاتفك وتجلس وتخرج معك ..
قلت وعروق رقبتك تكاد أن تنفجر : وهل تعدين هيفاء امراة ..؟؟
صرخت من دون أن أشعر : معك حق .. هيفاء ( ارجل ) منك
ألف مرة ..
أذكر كيف أحمرت عيناك كمارد غاضب ، كيف تضخم كل ما
فيك حتى شعرت بقامتي تتضاءل من شدة الخوف أمام ضخامتك ،
قذفت ولاعتك على الأرض وصرخت بصوت مبحوح من شدة
الصراخ : تزوجيها إذا !
هرعت إليّ باتي ما أن سمعت صوت ارتطام الباب عند خروجك :
جمانة ما الذي حدث ؟
قلت لها وأنا أبكي نم شدة الغضب : إنه لا يفهم ! .. هذا
الرجل لا يفهم !
صحبتني من يدي وأجلستني : جمانة .. لا بأس ..! أنا متفهمة
لغضب عزيز ...
لكنه يغضب من كل وأي شيء يا باتي ..
قالت لي وهي تبحلق في
#الفصل_الخامس_عشر 🍃
كنت قد تهربت من حضور إحدى المحاضرات لأعرض عليك
إحدى محاولاتي الشعرية .. كنت سعيدة بما كتبت .. قلت بعد أن
قرأتها بتمعن : جمان ! .. حاولي أن تكتبي بهدوء .. دائما تشعرينني
بعصبيتك في قصائدك ، تخيلت بأن القلم قد انكسر بيدك من فرط
عصبيتك خلال كتابتك لهذه المحاولة ..
لكنني كتبتها بمزاج جيد ! ..
قد تكون بعض الرواسب .. المهم ان عصبيتك جلية في
كلماتك ..
لم تخبرني يوم ذاك ، إن كانت قصيدتي جيدة برأيك ام أنها لا
ترتقي لأن يطلق عليها ( قصيدة ) .. دائما ما كنت تتجنب إبداء
رأيك في شعري ! .. حتى بت أؤمن بأنك لا تؤمن بما أكتب ، شعرت
بخيبة ألم ، فحاولت أن أغير الموضوع ، سألتك : اتصلت بك ليلة
أمس ولم تجبني ، أين كنت ..؟
قلت بسخرية وأنت تتثاءب : نمت عند صديقتي سامنثا !..
سألتك بتهكم : عزيز ! .. ألن تعرفني على حبيبتك سامنثا !؟؟..
تخبرن يعنها نمذ سنوات ولم تعرفني عليها بعد !..
أخشى أن تحرضيها عليّ .. لا أريدها أن تفسد ، سامنثا تحبني ،
تدللني .. تلبي طلباتي .. تثق بي وقنوعة ..
ماذا عني ..؟!
قلت وأنت تعد على أصابعك : أنت ؟!.. امم .. طويلة لسان !..
متطلبة ، عصبية .. غيورة وشكاكة ..
سألتك : ولماذا تحبني ؟
الشكوى لله ، أحبك !
قلت لك مستفزة : عزيز ! ما رأيك في أن تعرفني على شقيق
سامنثا لترتاح مني !
رفعت حاجبيك وصحت : أليخاندروا ؟!..
اسمه أليخاندروا ..!.. لا بأس !عرفني عليه !..
بنت ! .. عيب عليك ..
اليس بـ " عيب عليك " أيضا !.
لا .. أنا رجل ..
لا فرق بين رجل وامرأة في هذه الامور ..
اتكأت على الطاولة واقتربت مني : بلى ! .. هناك فرق ، فرق
شاسع يا حلوتي .. بإمكاني أن أحبك وأن أقيم عشرات العلاقات
مع غيرك لأنني رجل ، لكنك لا تستطيعين فعل ذلك لأنك فتاة ..
قلت لك بتحد : أنت مسكين إن كنت تؤمن بأنه يحق للرجل
ما لا يحق للمرأة .. الخيانة خياة سواء أكان الخائن رجلا أو كانت
امرأة ..
بل انت المسكينة ان كنتِ تضنين بأنهما سوءا في مثل هذه
الأمور .. على أي حال سأثبت لك نظريتي بمشيئة الله ...
يا سلام ! .. سأتزوجك يا بيبي ، سأتزوجك وسأتزوج عليك ثلاث
نساء ! .. كل امرأة منهم أجمل من الأخرى ..
ومن سيسمح لك بأن تتزوج عليّ ..؟
الشرع والقانون وأنا ..
أتظن بأن امرأة مثلي تستمر مع زوج يتزوج عليها ؟
في العادة لا تستمر امراة مثلك مع رجل يتزوج عليها لكن في
حالتنا هذه ستستمرين معي ..
يحدث هذا في أحلامك فقط يا حبيبي ..
قلت وأنت تلمس طرف أنفي بسبابتك محاولا استفزازي :
ستستمرين رغما عن أنفك الجميل هذا ..
أبعدت يدك عن وجهي بقوة ، قلت وأنت تضحك : لما انت
غاضبة ..؟!.. ستكونين زوجتي الأولى .. الغالية ..!
ارتفع صوت هيفاء خلفي فجأة فأفزعنا : لا يكون ماد إيده
عليك هذا ..
قلت أنت : بسم الله ! من أين جاءت هذه ..؟
قالت وهي تسحب مقعدا لتجلس معنا : هبطت من السماء !
أجبتها : لا أعتقد .. فمثلك يخرج من تحت الأرض يا هيفاء ..
سألتها وانا أضحك : هفوش ! .. كيف كانت المحاضرة ..؟
ممتعة ..! .. هل جئت في وقت غير مناسب ..؟
قلت لها : أنت هيفاء ..! .. أسمعت في الأغاني عن العذول ؟
قالت باستفزاز : لا ..
أجبتها : لا بد من أنك سمعت عنهم يا هيفاء .. حاولي أن
تتذكري ! ..
قالت بعناد : لا .. لم أسمع بهم ! .. ماذا عنهم ..؟
قلت وأنت تشرب قهوتك : أبدا .. سلامتك ..
قلت لها مشتكية : هفوش ! .. عبدالعزيز سيتزوج عليّ..
قالت هيفاء : ما شاء الله !.. ستتزوج عليها قبل أن تتزوج منها ؟
قلت : وما دخلك هيفاء ؟ .. أأمها أنت ؟
وهل تظن بأنني سأزوجك يوما ابنتي ..؟
قلت : وهل تظنين بأنني سأتزوج يوما امرأة انت أمها ..؟
كنت أضحك عليكما كثيرا ، لا أدري كيف لم أشعر بالغيرة
يوما من هيفاء عليك .. كانت هيفاء تجلس معنا دوما وتخرج برفقتنا
كثيرا ولم أخش منها أبدا .. على الرغم من أني امرأة شبه مجنونة
وأغار عليك من طيف امرأة !
كنا في بيت بايت وروبرت ، حينما تشاجرنا بسبب غيرتي ( غير المحتملة برأيك )!
قلت لي يوم ذاك وأنت تصرخ : أنت مجنونة !.. تغارين من خيالك عليّ !
صحت فيك : هذا غير صحيح ، لو كنت كذلك لما اصطحبت
هيفاء معنا إلى كل مكان .. لو كنت مجنونة إلى هذا الحد لما
جعلتها تهاتفك وتجلس وتخرج معك ..
قلت وعروق رقبتك تكاد أن تنفجر : وهل تعدين هيفاء امراة ..؟؟
صرخت من دون أن أشعر : معك حق .. هيفاء ( ارجل ) منك
ألف مرة ..
أذكر كيف أحمرت عيناك كمارد غاضب ، كيف تضخم كل ما
فيك حتى شعرت بقامتي تتضاءل من شدة الخوف أمام ضخامتك ،
قذفت ولاعتك على الأرض وصرخت بصوت مبحوح من شدة
الصراخ : تزوجيها إذا !
هرعت إليّ باتي ما أن سمعت صوت ارتطام الباب عند خروجك :
جمانة ما الذي حدث ؟
قلت لها وأنا أبكي نم شدة الغضب : إنه لا يفهم ! .. هذا
الرجل لا يفهم !
صحبتني من يدي وأجلستني : جمانة .. لا بأس ..! أنا متفهمة
لغضب عزيز ...
لكنه يغضب من كل وأي شيء يا باتي ..
قالت لي وهي تبحلق في
وجهي من خلف زجاج نظارتها
السميكة : جمانة ! .. أنا أتفهم عاداتكم وأحترم محرمات دينكم ..
لكن الجنس من أقوى ركائز الحب يا جمانة .
قلت لها بعصبية : باتي أرجوك ! .. لا تخلطي الأمور ببعضها ..
لا شأن لهذا بخلافنا ..
قالت وهي تمسح على ظهري : جمانة ! .. أنا امرأة طاعنة بالسن
ومررت بتجارب جعلتني أفهم رغبات الرجال .. جمانة .. لا تصدقي
بأن رجلا عاشقا لا يرغب بامرأته التي يراها أمامه كل يوم ..
حتى وإن كان دينكم يمنعكم من هذا .. لا تتخيلي ألا يكون عزيز
بحاجة لأن يستمتع بك !
قلت لها : باتي ما الذي تسعين لقوله ..؟
قالت : أن تتفهمي غضبه !.. أن تقدري تنازله عن أمور اساسية
من أجل حبه لك ..
دخلت حينها بعينين صارمتين .. نهرتك باتي ما أن أغلقت
الباب : عزيز ! .. كدت أن تكسر الباب قبل قليل !
قلت وانت تشير بيدك إليّ : سأكسره في المرة القادمة على
رأسها !
قامت وهي تتمتم مبتسمة : يا لكما من سخيفين !
جلست أمامي .. قلت وأنت تعبث بمفاتيح السيارة : لو كنت
أعلم أنك ما زلت هنا لما عدت !
لم أكن بانتظارك ، بقيت لأتحدث مع باتي ..
فيما كانت تتحدثان ..؟
في أمور ..
ألا تعرف هذه الامور باسم ..؟
بلى ! .. أمور مخلة ..
رفعت حاجبيك بدهشة : أمور " قليلة أدب " ..؟
شيء من هذا القبيل .
السيئة باتي ..! كنت متأكدا من أنها قليلة أدب .. لا تجلسي
معها أبدا .. أتفهمين ..؟
أنت من تركني وحدي معها ..
نظرت إليّ طويلا وابتسمت برقة ، أشرت بيدك : تعالي ! قبلي
راسي وقولي " أنا آسفة " يا حبيبي ..
أشرت بأصبعي أمام وجهك رافضة ..
قلت : تعالي قبل أن تتلبسني الجنية فأغضب وأكسر إصبعك
الجميل هذا لأصنع منه ميدالية أعلقها على مرآة سيارتي ! ..
طيّرت لك قبل في الهواء .. قلت لي بسخرية : هذي وين
أصرفها ..؟
قمت وقبلت جبينك واعتذرت ، من يرى وجهك حينذاك لا
يصدق بأنك الرجل نفسه الذي كاد أن يقتلع الباب من الجدار قبل
دقائق ! ..
قلت : اسمعي .. " تعوذي " من إبليس وابعدي عنك الأفكار
السوداء .. أنت في حياتي مصيبة ، مصيبة واحدة تكفيني .. لست
بمجنون لأجلب لحياتي مصيبة أخرى !
قلت لك بعناد : لكنك تحب المصائب ..
قلت بنفاذ صبر : لقد كرهتني بكل ما هو مؤنث .. ارجوك
ارحميني ..!.. لا تخسريني بشكوكك يا جمان ..
لا بأس يا عزيز .. سأحاول أن أكون أكثر هدوءا ..
أشرت بسبابتك مهددا : هناك أمر آخر .. هذه آخر مرة أسمح
لك فيها أن تهيني رجولتي ..
لم أكن أقصد .. كنت غاضبة ..
انتبهي يا جمانة .. لن أسمح لك بجرح رجولتي مرة أخرى حتى
وإن كنت غاضبة.. أفهمت ؟
أجبتك بخوف : فهمت..
صمت قليلا وابتسمت : بالمناسبة .. أكان في حديثك وباتي أمر
يخص رجولتي ؟
كيف عرفت ..؟
ضحكت : باتي الفتانة ! .. اسمعي .. أعرف عن أي أمر تحدثتما ،
سبق وأن تحدثت معي في الموضوع ذاته .. دعك منها ، لا تجعلي
حديثها يقلقك ..
إلهي يا عزيز ! .. كم كنت رقيقا حينذاك ، كان في رقتك صخب
رجولة أغرى سكون أنوثتي .. شعرت حينها بأن قلبي يخفق بقوة
حتى تهيأ لي سماع نبضاته تدوي كقرع الطبول .. تشعرني أحيانا
وكأني يمامة بيضاء تحيطها بكفيك القويتين ، تقذفها عاليا لتحلق في
السماء وقلبها يخفق من السعادة والحب والحرية .. لا أعرف كيف
تقذفني بكلمة أو كلمتين إلى أبعد سماء يا عزيز .. لكنني أعرف كيف
توصلني لنشوة التحليق ! .. الهي يا عزيز .. ما ألذها من نشوة !
يحتفظ والدي المتحضر / البدوي بالكثير من طباع البدو التي
أحب بعضها منها وأكره بعضها الآخر ! .. يعشق والدي الصقور ،
يربي الخيول ويصطاد الغزلان في رحلتي صيد يخرج إليهما في كل
عام .. من سوء حظ والدي أن لا يشترك معه أيّ من شقيقيّ بهواياته
تلك ، على العكس مني أنا التي أذوب حبا بالخيول منذ نعومة
أظافري .. كنت أراقب والدي وهو يقطع المضمار بخيله كفارس
عربي من عهد قديم .. يجتاز حاجزا ويحلق فوق حاجز وروحي
تحلق معه بِوله وبرغبة كنت أدرك بأنها لن تتحقق يوما ! .. منعني
نقص فيتامين دال ( الوراثي ) من أن أصبح ( فارسة ) كوالدي ..
عانيت منذ الطفولة من نقص خطير بفيتامين دال ، جعل نسبة احتمال أن
ينكسر أي شيء في جسدي عالية .. خاصة أنني لا أتناول الدواء
حتى يومنا هذا ، وذلك لعدم قدرتي على بلع حبوب وكبسولات
الدواء .. ولا أعرف كيف يتمكن الناس من ابتلاع جسم صلب كهذا من
دون مضغ !..
كنت أرجو والدي في كل مرة ننزل فيها إلى المزرعة بأن
يسمح لي بركوب الخيل ، لكن رغبتي تلك لم يقابلها سوى رفض
أب حريص وأم خائفة .. كانت حيرة الأطباء كبيرة في صغري لأن
نقص الفيتامين كان بمستويات لافتة .. وعلى الرغم من هذا لم
أتعرض إلى أي كسور أبدا ! .. أذكر بأن طبيبا قد قال لوالدتي بعد
إجرائي لبعض التحاليل الدورية : ( سيدتي إما أن التحاليل خاطئة
وإما أن ابنتك هادئة كملاك .. من النادر أن لا تكسر فتاة تقفز
وتلعب بحالتها هذه ) .. والحق بأنني نشأت طفلة صامتة كنت أقضي
يومي بين الدمى بعيدا عن ضجيج ولدين يكبرانني بسنوات ، ولدين
لا يروق لي صخب وعنف ألعابهما ولا يروق لهما برود وهد
السميكة : جمانة ! .. أنا أتفهم عاداتكم وأحترم محرمات دينكم ..
لكن الجنس من أقوى ركائز الحب يا جمانة .
قلت لها بعصبية : باتي أرجوك ! .. لا تخلطي الأمور ببعضها ..
لا شأن لهذا بخلافنا ..
قالت وهي تمسح على ظهري : جمانة ! .. أنا امرأة طاعنة بالسن
ومررت بتجارب جعلتني أفهم رغبات الرجال .. جمانة .. لا تصدقي
بأن رجلا عاشقا لا يرغب بامرأته التي يراها أمامه كل يوم ..
حتى وإن كان دينكم يمنعكم من هذا .. لا تتخيلي ألا يكون عزيز
بحاجة لأن يستمتع بك !
قلت لها : باتي ما الذي تسعين لقوله ..؟
قالت : أن تتفهمي غضبه !.. أن تقدري تنازله عن أمور اساسية
من أجل حبه لك ..
دخلت حينها بعينين صارمتين .. نهرتك باتي ما أن أغلقت
الباب : عزيز ! .. كدت أن تكسر الباب قبل قليل !
قلت وانت تشير بيدك إليّ : سأكسره في المرة القادمة على
رأسها !
قامت وهي تتمتم مبتسمة : يا لكما من سخيفين !
جلست أمامي .. قلت وأنت تعبث بمفاتيح السيارة : لو كنت
أعلم أنك ما زلت هنا لما عدت !
لم أكن بانتظارك ، بقيت لأتحدث مع باتي ..
فيما كانت تتحدثان ..؟
في أمور ..
ألا تعرف هذه الامور باسم ..؟
بلى ! .. أمور مخلة ..
رفعت حاجبيك بدهشة : أمور " قليلة أدب " ..؟
شيء من هذا القبيل .
السيئة باتي ..! كنت متأكدا من أنها قليلة أدب .. لا تجلسي
معها أبدا .. أتفهمين ..؟
أنت من تركني وحدي معها ..
نظرت إليّ طويلا وابتسمت برقة ، أشرت بيدك : تعالي ! قبلي
راسي وقولي " أنا آسفة " يا حبيبي ..
أشرت بأصبعي أمام وجهك رافضة ..
قلت : تعالي قبل أن تتلبسني الجنية فأغضب وأكسر إصبعك
الجميل هذا لأصنع منه ميدالية أعلقها على مرآة سيارتي ! ..
طيّرت لك قبل في الهواء .. قلت لي بسخرية : هذي وين
أصرفها ..؟
قمت وقبلت جبينك واعتذرت ، من يرى وجهك حينذاك لا
يصدق بأنك الرجل نفسه الذي كاد أن يقتلع الباب من الجدار قبل
دقائق ! ..
قلت : اسمعي .. " تعوذي " من إبليس وابعدي عنك الأفكار
السوداء .. أنت في حياتي مصيبة ، مصيبة واحدة تكفيني .. لست
بمجنون لأجلب لحياتي مصيبة أخرى !
قلت لك بعناد : لكنك تحب المصائب ..
قلت بنفاذ صبر : لقد كرهتني بكل ما هو مؤنث .. ارجوك
ارحميني ..!.. لا تخسريني بشكوكك يا جمان ..
لا بأس يا عزيز .. سأحاول أن أكون أكثر هدوءا ..
أشرت بسبابتك مهددا : هناك أمر آخر .. هذه آخر مرة أسمح
لك فيها أن تهيني رجولتي ..
لم أكن أقصد .. كنت غاضبة ..
انتبهي يا جمانة .. لن أسمح لك بجرح رجولتي مرة أخرى حتى
وإن كنت غاضبة.. أفهمت ؟
أجبتك بخوف : فهمت..
صمت قليلا وابتسمت : بالمناسبة .. أكان في حديثك وباتي أمر
يخص رجولتي ؟
كيف عرفت ..؟
ضحكت : باتي الفتانة ! .. اسمعي .. أعرف عن أي أمر تحدثتما ،
سبق وأن تحدثت معي في الموضوع ذاته .. دعك منها ، لا تجعلي
حديثها يقلقك ..
إلهي يا عزيز ! .. كم كنت رقيقا حينذاك ، كان في رقتك صخب
رجولة أغرى سكون أنوثتي .. شعرت حينها بأن قلبي يخفق بقوة
حتى تهيأ لي سماع نبضاته تدوي كقرع الطبول .. تشعرني أحيانا
وكأني يمامة بيضاء تحيطها بكفيك القويتين ، تقذفها عاليا لتحلق في
السماء وقلبها يخفق من السعادة والحب والحرية .. لا أعرف كيف
تقذفني بكلمة أو كلمتين إلى أبعد سماء يا عزيز .. لكنني أعرف كيف
توصلني لنشوة التحليق ! .. الهي يا عزيز .. ما ألذها من نشوة !
يحتفظ والدي المتحضر / البدوي بالكثير من طباع البدو التي
أحب بعضها منها وأكره بعضها الآخر ! .. يعشق والدي الصقور ،
يربي الخيول ويصطاد الغزلان في رحلتي صيد يخرج إليهما في كل
عام .. من سوء حظ والدي أن لا يشترك معه أيّ من شقيقيّ بهواياته
تلك ، على العكس مني أنا التي أذوب حبا بالخيول منذ نعومة
أظافري .. كنت أراقب والدي وهو يقطع المضمار بخيله كفارس
عربي من عهد قديم .. يجتاز حاجزا ويحلق فوق حاجز وروحي
تحلق معه بِوله وبرغبة كنت أدرك بأنها لن تتحقق يوما ! .. منعني
نقص فيتامين دال ( الوراثي ) من أن أصبح ( فارسة ) كوالدي ..
عانيت منذ الطفولة من نقص خطير بفيتامين دال ، جعل نسبة احتمال أن
ينكسر أي شيء في جسدي عالية .. خاصة أنني لا أتناول الدواء
حتى يومنا هذا ، وذلك لعدم قدرتي على بلع حبوب وكبسولات
الدواء .. ولا أعرف كيف يتمكن الناس من ابتلاع جسم صلب كهذا من
دون مضغ !..
كنت أرجو والدي في كل مرة ننزل فيها إلى المزرعة بأن
يسمح لي بركوب الخيل ، لكن رغبتي تلك لم يقابلها سوى رفض
أب حريص وأم خائفة .. كانت حيرة الأطباء كبيرة في صغري لأن
نقص الفيتامين كان بمستويات لافتة .. وعلى الرغم من هذا لم
أتعرض إلى أي كسور أبدا ! .. أذكر بأن طبيبا قد قال لوالدتي بعد
إجرائي لبعض التحاليل الدورية : ( سيدتي إما أن التحاليل خاطئة
وإما أن ابنتك هادئة كملاك .. من النادر أن لا تكسر فتاة تقفز
وتلعب بحالتها هذه ) .. والحق بأنني نشأت طفلة صامتة كنت أقضي
يومي بين الدمى بعيدا عن ضجيج ولدين يكبرانني بسنوات ، ولدين
لا يروق لي صخب وعنف ألعابهما ولا يروق لهما برود وهد
وء ألعابي .
ولدت في جيل من الأولاد ، كان هناك جيش من أبناء عمومتي
وقد كنت الفتاة الأولى في فريق كرة القدم ذاك ! .. مجموعة كبيرة
من الأولاد يكبرونني بعام ويصغرونني بآخر .. وقد كنت البنت
الوحيدة قبل أن تولد شقيقتاي بالإضافة إلى فريق كرة آخر
" للإناث " جاء من بعدي وزاد من رصيد فتيات العائلة !
أذكر كيف كان يتشجار أبناء عمومتي من أجل اللعب معي ،
وكيف كنت أنظر إليهم باستعلاء الفتاة الوحيدة المدللة .. أتذكر
الرسائل والصور التي أحضرتها لك معي بعد زيارتي الأخيرة
للرياض يا عزيز ؟ .. قرأت لك العشرات من رسائل الحب الطفولية
المرسلة من قبل فتيان العائلة .. الحق يقال بأنهم كانوا " مضطرين "
على حبي ، حيث لم يكن هناك من فتاة غيري وقتذاك .. لكنني
غفلت عن ذكر هذه النقطة لك ، أو فلنقل بأنني فضلت أن أتجاهل
ذكرها لغرض أنثوي في نفسي !
قرأتها حينذاك وقلت : وجع !
لم نكن سوى مجرد أطفال .
التفت إليّ وقلت بغيرة : كنتم أطفالا ، كنتم هو فعل يحمل
دلالة من الماضي ! .. أصبحت الآن امرأة وأصبحوا رجالا .. أصبحت
وأصبحوا هما فعلان يحملان دلالات من المستقبل .
قلت لك ضاحكة : لا تقلق يا حبيبي .. لن يفكر رجل من عائلتي
بامرأة متمردة تقيم لوحدها في الغربة .
قلت لي : وما أدراك ؟!.. قد يفعل أحدهم ..
عزيز لا تخف ، أعرف كيف يفكر شباب العئالة ! .. لن يرغب بي
أحد .. ولا يهم إن رغب بي أحدهم ، المهم هو بمن أرغب أنا !
قلت وفي عينيك جدل : وبمن ترغبين أنت ..؟
سألتك مبتسمة : قل لي أولا بمن ترغب أنت ؟
أرغب بك ! .. أرغب بك أنت .. ارغب بأن تنجبي لي طفلة
جميلة تشبهك .. يكتب لها أبناء أخوتي وأخوتك رسائل حب
فأصلبهم على باب بيتنا عبرة لمن لا يعتبر .
قلت وأنا أضحك : حرام !
قلت : أنا رجل لا يرضى بأن يغازل ابنته أحد ..
ماذا عن الأولاد ؟ .. اولادنا ..؟
أتقصدين أبناءنا الشباب ..؟!.. أمم أولادنا فاسدون بإذن الله !..
سيعوثون في الأرض فسادا !
وضعت يدي لأمنعك من الحديث وأنا أستغفر الله . وأنت تضحك .
أبعدت يدي عن فمك وقلت : ما بالك ! .. ما المانع في أن
يعيش أبنائي حياتهم بحرية ..؟!.. دعيهم يتمتعون قبل أن يأتي يوم
يتعرف كل واحد فيهم على امرأة جميلة ، تقمعه ، تسجنه و" تطين
عيشته " كما تفعلين معي الآن ..
حاولت وقتذاك أن أتجاهل حديثك لأنني كنت أدرك بأنك
ستحاول استفزازي أكثر فأعطيتك صوري التي طلبتها .. كنت قد
طلبت مني بعضا من صور طفولتي على " إنتاجنا " على حد
قولك .. كانت أغلب صور أعياد ميلادي في مخيمات العائلة أو في
المزرعة .. حتى أنك أسميتني ووالدي يوم ذاك ( وضحى وابن عجلان ).
كنت مستغربا من أن تقام حفلة عيد ميلاد في صحراء ، وأن
يكون كيك العيد خروفا ينحر .. كنت تضحك كثيرا على تناقض
عائلتنا المتحضرة البدوية ، البدوية المتحضرة .. كانت أغلب
صور طفولتي مع والدي ، والدي الذي يفخر بي أكثر مما يفخر بشقيقيّ ،
يختال والدي في كل مرة أدخل فيها إلى مجلسه بحضور أعمامي ،
وهو يرحب بـ ( المها ) التي جاءت .. في عيدميلادي التاسع عشر ..
أهداني والدي طاووسا ، يأخذني أبي لرؤيته في كل مرة أعود فيها
إلى الوطن ليذكرني بأن امرأة مثلي لا بد من أن تحيا كالطاووس ..
أذكر كيف كان والدي ينهر أخوتي الكبار عندما كانوا يأمرونني بأي
شيء في صغري ..
أذكر اليوم الذي أجلسني فيه في حضنه وأنا طفلة وقال :
جمانة ! .. اسمعي الذي سأقوله لك ولا تنسيه أبدا .. جمانة لا تقبلي
بأن يأمرك أحد !.. لا تحني رأسك لمخلوق على وجه الأرض ..
أنت فتاة طويلة العنق وطويلة العنق تحيا شامخة .. لا تنسي أبدا من
أنت وتذكري أنك بالنسبة إليّ ، سيدة قومك ..
أتعرف يا عزيز .. أنتفض أحيانا حينما يخطر في بالي احتمال
أن يعرف والدي بتفاصيل ما بيننا ، بل بإمكانية أن يعلم بما تفعله
بي .. فكرت كثيرا في كيفية أن يرضى والدي على أن يزوج ابنته
الشامخة سيدة قومها ( برايه ! ) لرجل لا يجيد في حياته أمرا
كإذلالها .. كيف يقبل والدي بك يا عزيز ..؟! .. كيف يعطيك الملكة
لتسحق جلالتها ؟!
في إحدى زياراتي إلى الرياض حدثني أبي عن خاطب جاء على
وصف واسم وسمعة ( عائلة ) !
قال لي والدي حينذاك : جمانة .. أنا لا أعطي ( المها ) لأي
أحد .. إبنتي التي أحب ، الشامخة ، طويلة العنق لا يتزوجها أي
رجل ..
حدثتك ليلتها عمّا جرى بسعادة وفخر ، صمت قليلا وقلت
بإحباط : أفا !..
سألتك بدهشة : ما الأمر ..؟
يبدو أن والدك سيتعبني معه ..
كررت عليك الجملة التي لطالما كررتها عليك في كل مرة
يطرح فيه موضوعنا ذاك ، قلت : انت تعال ويصير خير ..
قلت بعد تفكير : أتدرين يا جمان .. حينما أجلس مع أمي ..
أشعر أحيانا برغبة ملحة في أن أخبرها عنك ، أن أصفك لها .. أن
أسمعها صوتك ، أن أتغزل بك حتى تغضب وتنهرني قائلة : عبد
العزيز أنت قليل حياء !.. لكنني لا أعرف لماذا أخاف فلا أفعل ..
قلت لك لعناد : أنا أعرف !
سألتني بعصبية وكأنك تعرف الإجابة مسبقا : لماذا يا عبقرية ..؟
لأنك لا تحبني !
صحت محذرا : جمانة !
سكنت خوفا من غض
ولدت في جيل من الأولاد ، كان هناك جيش من أبناء عمومتي
وقد كنت الفتاة الأولى في فريق كرة القدم ذاك ! .. مجموعة كبيرة
من الأولاد يكبرونني بعام ويصغرونني بآخر .. وقد كنت البنت
الوحيدة قبل أن تولد شقيقتاي بالإضافة إلى فريق كرة آخر
" للإناث " جاء من بعدي وزاد من رصيد فتيات العائلة !
أذكر كيف كان يتشجار أبناء عمومتي من أجل اللعب معي ،
وكيف كنت أنظر إليهم باستعلاء الفتاة الوحيدة المدللة .. أتذكر
الرسائل والصور التي أحضرتها لك معي بعد زيارتي الأخيرة
للرياض يا عزيز ؟ .. قرأت لك العشرات من رسائل الحب الطفولية
المرسلة من قبل فتيان العائلة .. الحق يقال بأنهم كانوا " مضطرين "
على حبي ، حيث لم يكن هناك من فتاة غيري وقتذاك .. لكنني
غفلت عن ذكر هذه النقطة لك ، أو فلنقل بأنني فضلت أن أتجاهل
ذكرها لغرض أنثوي في نفسي !
قرأتها حينذاك وقلت : وجع !
لم نكن سوى مجرد أطفال .
التفت إليّ وقلت بغيرة : كنتم أطفالا ، كنتم هو فعل يحمل
دلالة من الماضي ! .. أصبحت الآن امرأة وأصبحوا رجالا .. أصبحت
وأصبحوا هما فعلان يحملان دلالات من المستقبل .
قلت لك ضاحكة : لا تقلق يا حبيبي .. لن يفكر رجل من عائلتي
بامرأة متمردة تقيم لوحدها في الغربة .
قلت لي : وما أدراك ؟!.. قد يفعل أحدهم ..
عزيز لا تخف ، أعرف كيف يفكر شباب العئالة ! .. لن يرغب بي
أحد .. ولا يهم إن رغب بي أحدهم ، المهم هو بمن أرغب أنا !
قلت وفي عينيك جدل : وبمن ترغبين أنت ..؟
سألتك مبتسمة : قل لي أولا بمن ترغب أنت ؟
أرغب بك ! .. أرغب بك أنت .. ارغب بأن تنجبي لي طفلة
جميلة تشبهك .. يكتب لها أبناء أخوتي وأخوتك رسائل حب
فأصلبهم على باب بيتنا عبرة لمن لا يعتبر .
قلت وأنا أضحك : حرام !
قلت : أنا رجل لا يرضى بأن يغازل ابنته أحد ..
ماذا عن الأولاد ؟ .. اولادنا ..؟
أتقصدين أبناءنا الشباب ..؟!.. أمم أولادنا فاسدون بإذن الله !..
سيعوثون في الأرض فسادا !
وضعت يدي لأمنعك من الحديث وأنا أستغفر الله . وأنت تضحك .
أبعدت يدي عن فمك وقلت : ما بالك ! .. ما المانع في أن
يعيش أبنائي حياتهم بحرية ..؟!.. دعيهم يتمتعون قبل أن يأتي يوم
يتعرف كل واحد فيهم على امرأة جميلة ، تقمعه ، تسجنه و" تطين
عيشته " كما تفعلين معي الآن ..
حاولت وقتذاك أن أتجاهل حديثك لأنني كنت أدرك بأنك
ستحاول استفزازي أكثر فأعطيتك صوري التي طلبتها .. كنت قد
طلبت مني بعضا من صور طفولتي على " إنتاجنا " على حد
قولك .. كانت أغلب صور أعياد ميلادي في مخيمات العائلة أو في
المزرعة .. حتى أنك أسميتني ووالدي يوم ذاك ( وضحى وابن عجلان ).
كنت مستغربا من أن تقام حفلة عيد ميلاد في صحراء ، وأن
يكون كيك العيد خروفا ينحر .. كنت تضحك كثيرا على تناقض
عائلتنا المتحضرة البدوية ، البدوية المتحضرة .. كانت أغلب
صور طفولتي مع والدي ، والدي الذي يفخر بي أكثر مما يفخر بشقيقيّ ،
يختال والدي في كل مرة أدخل فيها إلى مجلسه بحضور أعمامي ،
وهو يرحب بـ ( المها ) التي جاءت .. في عيدميلادي التاسع عشر ..
أهداني والدي طاووسا ، يأخذني أبي لرؤيته في كل مرة أعود فيها
إلى الوطن ليذكرني بأن امرأة مثلي لا بد من أن تحيا كالطاووس ..
أذكر كيف كان والدي ينهر أخوتي الكبار عندما كانوا يأمرونني بأي
شيء في صغري ..
أذكر اليوم الذي أجلسني فيه في حضنه وأنا طفلة وقال :
جمانة ! .. اسمعي الذي سأقوله لك ولا تنسيه أبدا .. جمانة لا تقبلي
بأن يأمرك أحد !.. لا تحني رأسك لمخلوق على وجه الأرض ..
أنت فتاة طويلة العنق وطويلة العنق تحيا شامخة .. لا تنسي أبدا من
أنت وتذكري أنك بالنسبة إليّ ، سيدة قومك ..
أتعرف يا عزيز .. أنتفض أحيانا حينما يخطر في بالي احتمال
أن يعرف والدي بتفاصيل ما بيننا ، بل بإمكانية أن يعلم بما تفعله
بي .. فكرت كثيرا في كيفية أن يرضى والدي على أن يزوج ابنته
الشامخة سيدة قومها ( برايه ! ) لرجل لا يجيد في حياته أمرا
كإذلالها .. كيف يقبل والدي بك يا عزيز ..؟! .. كيف يعطيك الملكة
لتسحق جلالتها ؟!
في إحدى زياراتي إلى الرياض حدثني أبي عن خاطب جاء على
وصف واسم وسمعة ( عائلة ) !
قال لي والدي حينذاك : جمانة .. أنا لا أعطي ( المها ) لأي
أحد .. إبنتي التي أحب ، الشامخة ، طويلة العنق لا يتزوجها أي
رجل ..
حدثتك ليلتها عمّا جرى بسعادة وفخر ، صمت قليلا وقلت
بإحباط : أفا !..
سألتك بدهشة : ما الأمر ..؟
يبدو أن والدك سيتعبني معه ..
كررت عليك الجملة التي لطالما كررتها عليك في كل مرة
يطرح فيه موضوعنا ذاك ، قلت : انت تعال ويصير خير ..
قلت بعد تفكير : أتدرين يا جمان .. حينما أجلس مع أمي ..
أشعر أحيانا برغبة ملحة في أن أخبرها عنك ، أن أصفك لها .. أن
أسمعها صوتك ، أن أتغزل بك حتى تغضب وتنهرني قائلة : عبد
العزيز أنت قليل حياء !.. لكنني لا أعرف لماذا أخاف فلا أفعل ..
قلت لك لعناد : أنا أعرف !
سألتني بعصبية وكأنك تعرف الإجابة مسبقا : لماذا يا عبقرية ..؟
لأنك لا تحبني !
صحت محذرا : جمانة !
سكنت خوفا من غض
بك ومن أن تتلبسك الجنية على حد قولك ..
وطيف أبي يتراءى أمامي .. متحسرا على شموخ وكبرياء ابنته
الحبيبة ، المها .. الشامخة ، سيدة قومها .. طويلة العنق ...
أذكر الآن ما كنت تفعله بي يا عزيز ، فتصيبني الحيرة !
لطالما حاولت أن توصلني إلى ذروة الغضب والقهر والحزن ..
لتأتي وتلعق حزني وقهري وغضبي وكأنك تستمتع بتطبيب جراحي
بعد أن تفتقها .. تبكيني دوما لتمسح دموعي برقة وحنان بالغين ،
تستمتع بإذلالي . لتدللني وكأن الله لم يخلق في الدنيا امرأة غيري ،
تدهشني ساديتك يا عزيز .. يدهشني فيك اغتصاب كل ما ترغب
بالحصول عليه مني وكأنك لا تجد في الحصول عليه طواعية اي
لذة أو متعة ! .. لا تتلذذ بشيء كما تتلذذ باغتصاب كل شيء يا
عزيز .. مريضان ! نحن مريضان .. مريض أنت لانك تهوى تعذيبي ،
ومريضة أنا لأنني أقبل بتعذيبك إياي وكأني مجبرة ، مريض أنت
بساديتك ومريضة أنا بمازوشيتي .. فكيف يعاقب القدر المريض
بمريض آخر وكأن علته لا تكفيه .. وكأنه بحاجة إلى علة أخرى ..
لقد كنا مدمنين يا عزيز .. أدمنا مناكفة بعضنا بعضا فلم نصل
إلى أي نتيجة .. كنا مثيرين للشفقة ، لكننا لم نشفق على بعضنا
وظللنا نمارس طقوس الإدمان على الرغم من كرهنا له وتدميره لنا
وتعذيبه إيانا ! لم أكن سيئة إلى هذه الدرجة يا عزيز .. لست بسيئة
لدرجة أن أستحق رجلا مثلك فلماذا ابتليت بك يا عزيز .. لماذا
ابتليت بك ؟ لماذا ابتليت برجل يدمن إغضابي !.. لا أفهم لماذا تشتاق
لإغضابي .. اذكر بأننا قد تشاجرنا مرة حول سلوكك ! .. قلت
لي : اصبري .. سيهديني الله يوما ..
صحت فيك : متى ؟! متى سيهديك الله ..؟
قلت وعرق الغضب يكاد أن ينفجر في جبينك : وما أدراني أنا ؟!
لماذا أحببتني إن كنت غير قادرة على تحملي ؟
لو كنت أدري أنك بهذه النذالة لما أحببتك ، لكنني للأسف لا أعلم ( البيغ ) .
بيغ ! .. تعلمي كيف تتكلمين أولا ..
أأنت من سيعملني الكلام ؟
وضعت يديك حول وسطك وقلت : لماذا أشعر بأنك لن تنضبطي معي
إلا بعدما أمد يدي لمعاقبتك ؟
صرخت فيك : أتمد يدك على امرأة يا قوي ؟ أتدري ! في
كل يوم أكتشف فيك ما ( يصعقني ) ..
رفعت راحة يدك في وجهي قائلا : لحظة لحظة ..! يصعفني
من الصعقة أو من الصقيع ..؟
كانت ملامحك في منتهى الجدية .. وكنت أنا في نوبة غضب
حادة ، دائما أتلعثم وتختلط حروفي ببعضها بعضا في نوبات
الغضب تلك ، وهذا ما ينهي حوارنا دائما بعكس ما ابتدأناه .
ضحكت بقهر : لماذا تصر على قهري ؟
قلت : لا رغبة لي بقهرك .. لكنني أحتاج إلى مترجم لأفهم ما
تقولينه لي .. كيف أرد عليك إن لم أفهم ما تقولينه ..؟ هاه !
كيف ..؟
أذكر أنني انهرت على الأريكة وأنا اضحك ، استندت إلى
الأريكة وأنت تتأملني مبتسما ..
قلت : عبدالعزيز حرام عليك ..!.. ارحم عقلي وأعصابي ..
أقسم بأنني سأجن ..!..
قلت بسخرية : لا تقسمي بشيء وأنت لا تعلمين البيغ ..
ليست إلا غلطة لفظية .. فلا تذلني بسببها . .
سألتني وأنت تمسح على شعري : زعلانة ..؟
إيه ..
أنت عصبية ..؟
أجبتك باقتضاب : لا ..
طيب ، أنت حلوة ؟
رغما عنك ..
قلت مستفزا : طيب لا تبكين !
ضحكت قهرا : أنت مريض على فكرة .
حسنا أنا مريض ، المهم أن تتوقفي عن البكاء !
صرخت في وجهك : أتراني أبكي ؟
أجبتني باستفزاز : المهم ، لا تبكي .
أذكر أنني أرجعت رأسي إلى الوراء ، غطيت وجهي بيدي
وأخذت أبكي من القهر .. شعرت بك وقد جلست بجواري وأنت
تضحك بصوت مرتفع ، حاولت أن تضع يدك على شعري لكنني
أبعدتها بقوة وأنا أشهق .
قلت وأنت تضحك : أنا آسف ! .. لن أمزح معك بعد اليوم ..
أنت مريض !
هززت بكتفيك ببراءة وقلت : أيش أسوي ! .. احب شكلك
وأنت معصبة !
مسحت دموعي وأنت تمرر يدك على شعري : عندما تغضب الــ
" بيبي " تصبح كالإعصار !..
التفت نحوك ورمقتك بنظرة غضب ، فانفجرت ضحكا : خلاص
يا بيبي خلاص ، أمزح معك .. لا تعصب يا كتكوت يا شرس !
رأيت في عينيك يومها سادية مخيفة ! .. نظرة أعرفها وأكرهها
وأخشاها .. نظرة ترمقني بها بين الحين والآخر .. في حالات لا تقدر
فيها على أن تكبح جماح ساديتك ..
ما زلت أذكر النهار الذي كدت فيه أن تكسر ذراعيّ
" عمدا " ! .. انحنيت لألتقط القلم ، رأيت في عينيك الغضب حينما
اعتدلت ، سحبتني من ذراعي وأنت تضغط بقوة من يريد إيذائي !..
قلت لك وأنا أحال سحب ذراعي من بين أصابعك الفولاذية : ما
الذي فعلته ؟ !.. ستكسر ذراعي يا عزيز !..
قربت وجهك من وجهي وقلت وأنت تصر على أسنانك : لا
تنحني أبدا كما فعلت للتو .. أتعرفين كم من رجل تمكن من رؤية
اسفل ظهرك حينما انكشف ؟
قلت لك وأنا أحاول تخليص ذراعي : لم أشعر بهذا !..
لأنك غبية !..
قلت لك مهددة : صدقني إن انكسرت ذراعي بيدك لن يحميك
من شقيقيّ أحد ..
أخذت تضغط بقوة معاندا : حقا !.. ما رأيك أن نجرب . فلنر
ما الذي سيفعله أخوتك الذين تهددينني بهم !
كنت أحاول سحب يدي من بين أصابعك وكأنها قد التحمت بها ،
دمعت عيناي من شدة الألم لكنك لم تتراجع ..
صرخت فيك من بين دموعي : يكفي !..
قلت بابتسامة : ق
وطيف أبي يتراءى أمامي .. متحسرا على شموخ وكبرياء ابنته
الحبيبة ، المها .. الشامخة ، سيدة قومها .. طويلة العنق ...
أذكر الآن ما كنت تفعله بي يا عزيز ، فتصيبني الحيرة !
لطالما حاولت أن توصلني إلى ذروة الغضب والقهر والحزن ..
لتأتي وتلعق حزني وقهري وغضبي وكأنك تستمتع بتطبيب جراحي
بعد أن تفتقها .. تبكيني دوما لتمسح دموعي برقة وحنان بالغين ،
تستمتع بإذلالي . لتدللني وكأن الله لم يخلق في الدنيا امرأة غيري ،
تدهشني ساديتك يا عزيز .. يدهشني فيك اغتصاب كل ما ترغب
بالحصول عليه مني وكأنك لا تجد في الحصول عليه طواعية اي
لذة أو متعة ! .. لا تتلذذ بشيء كما تتلذذ باغتصاب كل شيء يا
عزيز .. مريضان ! نحن مريضان .. مريض أنت لانك تهوى تعذيبي ،
ومريضة أنا لأنني أقبل بتعذيبك إياي وكأني مجبرة ، مريض أنت
بساديتك ومريضة أنا بمازوشيتي .. فكيف يعاقب القدر المريض
بمريض آخر وكأن علته لا تكفيه .. وكأنه بحاجة إلى علة أخرى ..
لقد كنا مدمنين يا عزيز .. أدمنا مناكفة بعضنا بعضا فلم نصل
إلى أي نتيجة .. كنا مثيرين للشفقة ، لكننا لم نشفق على بعضنا
وظللنا نمارس طقوس الإدمان على الرغم من كرهنا له وتدميره لنا
وتعذيبه إيانا ! لم أكن سيئة إلى هذه الدرجة يا عزيز .. لست بسيئة
لدرجة أن أستحق رجلا مثلك فلماذا ابتليت بك يا عزيز .. لماذا
ابتليت بك ؟ لماذا ابتليت برجل يدمن إغضابي !.. لا أفهم لماذا تشتاق
لإغضابي .. اذكر بأننا قد تشاجرنا مرة حول سلوكك ! .. قلت
لي : اصبري .. سيهديني الله يوما ..
صحت فيك : متى ؟! متى سيهديك الله ..؟
قلت وعرق الغضب يكاد أن ينفجر في جبينك : وما أدراني أنا ؟!
لماذا أحببتني إن كنت غير قادرة على تحملي ؟
لو كنت أدري أنك بهذه النذالة لما أحببتك ، لكنني للأسف لا أعلم ( البيغ ) .
بيغ ! .. تعلمي كيف تتكلمين أولا ..
أأنت من سيعملني الكلام ؟
وضعت يديك حول وسطك وقلت : لماذا أشعر بأنك لن تنضبطي معي
إلا بعدما أمد يدي لمعاقبتك ؟
صرخت فيك : أتمد يدك على امرأة يا قوي ؟ أتدري ! في
كل يوم أكتشف فيك ما ( يصعقني ) ..
رفعت راحة يدك في وجهي قائلا : لحظة لحظة ..! يصعفني
من الصعقة أو من الصقيع ..؟
كانت ملامحك في منتهى الجدية .. وكنت أنا في نوبة غضب
حادة ، دائما أتلعثم وتختلط حروفي ببعضها بعضا في نوبات
الغضب تلك ، وهذا ما ينهي حوارنا دائما بعكس ما ابتدأناه .
ضحكت بقهر : لماذا تصر على قهري ؟
قلت : لا رغبة لي بقهرك .. لكنني أحتاج إلى مترجم لأفهم ما
تقولينه لي .. كيف أرد عليك إن لم أفهم ما تقولينه ..؟ هاه !
كيف ..؟
أذكر أنني انهرت على الأريكة وأنا اضحك ، استندت إلى
الأريكة وأنت تتأملني مبتسما ..
قلت : عبدالعزيز حرام عليك ..!.. ارحم عقلي وأعصابي ..
أقسم بأنني سأجن ..!..
قلت بسخرية : لا تقسمي بشيء وأنت لا تعلمين البيغ ..
ليست إلا غلطة لفظية .. فلا تذلني بسببها . .
سألتني وأنت تمسح على شعري : زعلانة ..؟
إيه ..
أنت عصبية ..؟
أجبتك باقتضاب : لا ..
طيب ، أنت حلوة ؟
رغما عنك ..
قلت مستفزا : طيب لا تبكين !
ضحكت قهرا : أنت مريض على فكرة .
حسنا أنا مريض ، المهم أن تتوقفي عن البكاء !
صرخت في وجهك : أتراني أبكي ؟
أجبتني باستفزاز : المهم ، لا تبكي .
أذكر أنني أرجعت رأسي إلى الوراء ، غطيت وجهي بيدي
وأخذت أبكي من القهر .. شعرت بك وقد جلست بجواري وأنت
تضحك بصوت مرتفع ، حاولت أن تضع يدك على شعري لكنني
أبعدتها بقوة وأنا أشهق .
قلت وأنت تضحك : أنا آسف ! .. لن أمزح معك بعد اليوم ..
أنت مريض !
هززت بكتفيك ببراءة وقلت : أيش أسوي ! .. احب شكلك
وأنت معصبة !
مسحت دموعي وأنت تمرر يدك على شعري : عندما تغضب الــ
" بيبي " تصبح كالإعصار !..
التفت نحوك ورمقتك بنظرة غضب ، فانفجرت ضحكا : خلاص
يا بيبي خلاص ، أمزح معك .. لا تعصب يا كتكوت يا شرس !
رأيت في عينيك يومها سادية مخيفة ! .. نظرة أعرفها وأكرهها
وأخشاها .. نظرة ترمقني بها بين الحين والآخر .. في حالات لا تقدر
فيها على أن تكبح جماح ساديتك ..
ما زلت أذكر النهار الذي كدت فيه أن تكسر ذراعيّ
" عمدا " ! .. انحنيت لألتقط القلم ، رأيت في عينيك الغضب حينما
اعتدلت ، سحبتني من ذراعي وأنت تضغط بقوة من يريد إيذائي !..
قلت لك وأنا أحال سحب ذراعي من بين أصابعك الفولاذية : ما
الذي فعلته ؟ !.. ستكسر ذراعي يا عزيز !..
قربت وجهك من وجهي وقلت وأنت تصر على أسنانك : لا
تنحني أبدا كما فعلت للتو .. أتعرفين كم من رجل تمكن من رؤية
اسفل ظهرك حينما انكشف ؟
قلت لك وأنا أحاول تخليص ذراعي : لم أشعر بهذا !..
لأنك غبية !..
قلت لك مهددة : صدقني إن انكسرت ذراعي بيدك لن يحميك
من شقيقيّ أحد ..
أخذت تضغط بقوة معاندا : حقا !.. ما رأيك أن نجرب . فلنر
ما الذي سيفعله أخوتك الذين تهددينني بهم !
كنت أحاول سحب يدي من بين أصابعك وكأنها قد التحمت بها ،
دمعت عيناي من شدة الألم لكنك لم تتراجع ..
صرخت فيك من بين دموعي : يكفي !..
قلت بابتسامة : ق
ولي " سأتوب " !..
صحت فيك : أتوب ..!.. أبعد عني ..
قلت وأنت تضغط أكثر : قولي لن أهددك بشقيقي .
رددت وراءك ما قلت ، فأفلت ذراعي مبتسما ..
غضبت منك كثيرا وقتذاك .. تركتك خلفي وهرعت إلى
سيارتي . بررت لي قسوتك بعد ذاك بأنها لم تكن سوى مزحة
رجولية عنيفة .. لكنني رأيت في عينيك متعة إيذائك إياي ! ..
قلت لي مرة : تطلبين مني أن أبقى بجوارك طوال الوقت وأنت
لا تتقبلين طريقة لعبي ومزحي ..
أجبتك : لا بأس في أن نلعب معا ، لكن لا بد من أن تفرق
بين رجل وامرأة يا عزيز .. أنا فتاة ، لست بزياد ولا بمحمد .
قلت : أنت تدعين هذا ..! لطالما قلت لي بأنك صديقتي
قبل أن تكوني حبيبتي .. وبأنه لا بد من أن أعاملك على هذا
الأساس .. ألعب وأمزح مع أصدقائي بهذه الطريقة يا جمان !
فلما الغضب ؟
صحت فيك : لكنني لست بأحد ( الشباب ) .. كما أنني طلبت
منك أن تعاملني كصديقة لتصارحني بما يجري معك لا لأن
تهشمني !
قلت بخبث : جمان ، لا تحاولي خداعي بذكائك !.. إما أن
اعاملك كحبيبتي فقط بما فيها من مميزات وإما أن أعاملك
كحبيبتي وصديقتي فتتقبلين مزحي مهما كان عنيفا ، اختاري الآن !
واخترت يومها أن أتحمل الالم .. وأن أظل الحبيبة / الصديقة ..
على الرغم من الكوارث التي كنت أدرك بأنها ستلحق بجسدي ثمنا
لصداقة رجل عنيف مثلك .. بعدها بأيام ، كنا معا ، كنت تحاول
كتابة مقالتك الأسبوعية وأنت تدخن ( النارجيلة ) .. جلست أمامك
بضجر منتظرة أن تنهي مقالتك فتخصص لي بعضا من وقتك ..
قلت لك : عزيز ..!.. ألست بحبيبتك ..؟ ..
أجبتني وأنت تكتب ومن دون أن تنظر إليّ: بلى ..
ألست بصديقتك ؟
قلت من دون أن ترفع راسك : جمان ! .. قولي ما عندك بلا
مقدمات ..
قلت لك بتردد : عزيز ..!.. أتعرف بأنني لم أدخن يوما النارجيلة
على الرغم من أنك وهيفاء تدخنانها ..
رفعت رأسك ونظرت إليّ قائلة بدهشة : أكملي ..
قلت بخوف : لا شيء ..
اعتدلت بجلستك ، ورميت خرطوم النارجيلة فوق الطاولة
وقلت : خذي ..
ماذا أفعل بها ..؟
هززت كتفيك وقلت ببساطة : دخني !..
سألتك بتردد : حقا !..
حقا ..
سألتك : ألن تغضب ..
قلت : لا ، لن أغضب !.. سأطفئ جمرة في راحة يدك الناعمة
لأحدث فيها ثقبا صغيرا تتذكرين من خلاله اليوم الذي دخنتِ فيه
النارجيلة لأول مرة ..!
عزيز ! .. ألا تلاحظ بأنك دائما تهددني بأنك ستحرق يدي ،
وتكسر إصبعي .. وتنتزع شعري ..؟
سألتني : وماذا في هذا ؟
فيه الكثير ..!.. تشعرني دوما بأننا في أحد مشاهد ( صمت الحملان ) ..
أشرت إليّ بيدك لأسكت ، خلاص ! .. أحتاج إلى صمتك
لأكمل مقالتي ..
قلت لك بسخرية : أتتهرب !
رفعت الملعقة في وجهي وقلت : أتصمتين أم أقتلع عينيك بهذه
الملعقة وأقليهما على نار شمعة ..؟
غرقت في نوبة ضحك .. وأنا أتأملك ، أتأمل سفاحي الوسيم
بحب ورغبة .. على الرغم من ساديتك .. وقسوتك..!
#يتبع
صحت فيك : أتوب ..!.. أبعد عني ..
قلت وأنت تضغط أكثر : قولي لن أهددك بشقيقي .
رددت وراءك ما قلت ، فأفلت ذراعي مبتسما ..
غضبت منك كثيرا وقتذاك .. تركتك خلفي وهرعت إلى
سيارتي . بررت لي قسوتك بعد ذاك بأنها لم تكن سوى مزحة
رجولية عنيفة .. لكنني رأيت في عينيك متعة إيذائك إياي ! ..
قلت لي مرة : تطلبين مني أن أبقى بجوارك طوال الوقت وأنت
لا تتقبلين طريقة لعبي ومزحي ..
أجبتك : لا بأس في أن نلعب معا ، لكن لا بد من أن تفرق
بين رجل وامرأة يا عزيز .. أنا فتاة ، لست بزياد ولا بمحمد .
قلت : أنت تدعين هذا ..! لطالما قلت لي بأنك صديقتي
قبل أن تكوني حبيبتي .. وبأنه لا بد من أن أعاملك على هذا
الأساس .. ألعب وأمزح مع أصدقائي بهذه الطريقة يا جمان !
فلما الغضب ؟
صحت فيك : لكنني لست بأحد ( الشباب ) .. كما أنني طلبت
منك أن تعاملني كصديقة لتصارحني بما يجري معك لا لأن
تهشمني !
قلت بخبث : جمان ، لا تحاولي خداعي بذكائك !.. إما أن
اعاملك كحبيبتي فقط بما فيها من مميزات وإما أن أعاملك
كحبيبتي وصديقتي فتتقبلين مزحي مهما كان عنيفا ، اختاري الآن !
واخترت يومها أن أتحمل الالم .. وأن أظل الحبيبة / الصديقة ..
على الرغم من الكوارث التي كنت أدرك بأنها ستلحق بجسدي ثمنا
لصداقة رجل عنيف مثلك .. بعدها بأيام ، كنا معا ، كنت تحاول
كتابة مقالتك الأسبوعية وأنت تدخن ( النارجيلة ) .. جلست أمامك
بضجر منتظرة أن تنهي مقالتك فتخصص لي بعضا من وقتك ..
قلت لك : عزيز ..!.. ألست بحبيبتك ..؟ ..
أجبتني وأنت تكتب ومن دون أن تنظر إليّ: بلى ..
ألست بصديقتك ؟
قلت من دون أن ترفع راسك : جمان ! .. قولي ما عندك بلا
مقدمات ..
قلت لك بتردد : عزيز ..!.. أتعرف بأنني لم أدخن يوما النارجيلة
على الرغم من أنك وهيفاء تدخنانها ..
رفعت رأسك ونظرت إليّ قائلة بدهشة : أكملي ..
قلت بخوف : لا شيء ..
اعتدلت بجلستك ، ورميت خرطوم النارجيلة فوق الطاولة
وقلت : خذي ..
ماذا أفعل بها ..؟
هززت كتفيك وقلت ببساطة : دخني !..
سألتك بتردد : حقا !..
حقا ..
سألتك : ألن تغضب ..
قلت : لا ، لن أغضب !.. سأطفئ جمرة في راحة يدك الناعمة
لأحدث فيها ثقبا صغيرا تتذكرين من خلاله اليوم الذي دخنتِ فيه
النارجيلة لأول مرة ..!
عزيز ! .. ألا تلاحظ بأنك دائما تهددني بأنك ستحرق يدي ،
وتكسر إصبعي .. وتنتزع شعري ..؟
سألتني : وماذا في هذا ؟
فيه الكثير ..!.. تشعرني دوما بأننا في أحد مشاهد ( صمت الحملان ) ..
أشرت إليّ بيدك لأسكت ، خلاص ! .. أحتاج إلى صمتك
لأكمل مقالتي ..
قلت لك بسخرية : أتتهرب !
رفعت الملعقة في وجهي وقلت : أتصمتين أم أقتلع عينيك بهذه
الملعقة وأقليهما على نار شمعة ..؟
غرقت في نوبة ضحك .. وأنا أتأملك ، أتأمل سفاحي الوسيم
بحب ورغبة .. على الرغم من ساديتك .. وقسوتك..!
#يتبع
Forwarded from قصص وروايات✏
#قصص_وروايات ✏📚
@Novels_stories
القصص والروايات الموجوده بقناتنا حالياً كالتالي :-
#سيمفونية_الشياطين💖
روايةه رومانسيه خياليه ❤ وصراع بين الخبيث والطيب
#منزل_بحيرة_الموت 💝
قصه رعب قصيره مشوقه👾
#دهاء_أمرأة_العزيز 💛
قصه جميله وقصيره وذات مغزى 🌾 تحكي عن حياه نبي الله يوسف عليها السلام مع امراه العزيز
#كبرتني_ياهم💔
دخيلك قول للدنيا انا عمري كم
روايةه تحكي معاناة بطلتها 🍃
#رقـــــيـــــة 💕
روايةه جميله جدا لاتفوتكم 🍿
#اعترافات_رجل 💓
قصه قصيره
#القرار_الصعب ❣
وهل هناك قرار اصعب ... روايه شيقةه جداً❤
تحكي عن شخص تزوج طفله ولم يخبرها انه زوجها وورباها كاأخت له وتتطور العلاقه مستقبلا
#هناك_جنة 💚
روايه بلهجه مصريه جميله 👌🏻
#هدوء_قاتل 💘
قصه قصيره ممتعه 🍃
#حب_على_حافة_الهاوية 💞
تحكي معاناة المجتمع المصري والصعايده مع الثار
#حب_فوق_النيران 💙
روايه للكاتبه شمياء نعمان .. دائما مايكون الحب مقترناً بالعذاب 💔
#معزوفة_الموت
اكثر روايه ممتعه وشيقه بعد سيمفونيه الشياطين 😍
#رواية_هدية_عمري🎁
قصه حب بعد زواج اجباري و صار حب هديه العمر 💜
#كل_متوقع_آتٍ 💕
قصه قصيره عن حلم بسيط لام بسيطه 💖
#الفندق_المسكون 💀
قصه رعب حقيقيه لاشخاص حقيقيون وبعضهم خياليون..
#العالم_الاخر
قصه رعب عن فتاه تواجه المجهول .. 📚
#من_كرهي_لطبعك_حبيتك 🔕
نوعها حب ولم شمل عائله.. وتشويق واثاره باللهجه الحضرميه المحليه
#اوكيفاهارا 🌌
قصه رعب قصيره باللهجه المصريه تتحدث عن غابه اوكيغاهارا غابه الموت اليابانيه 🌊
#الطريق_إلى_الموت 😈
قصه رعب قصيره ذات اربعه فصول على لسان عجوز مصري لا تفوتكم 😍
#وجع_شرقي 💕
روايه رائعه للكاتبه حنين امبادي ... باللهجه العدنيه لا تفوتكم 😍
#القطة_السوداء 🐱
💀 لقد اخبرتكم انني سأنتقم منكم جميعاً ... روايه رعب .. تابعوها لتعرفو احداثها
#نوره_وجـدتـهاا_الژزاحفةه 🤶🏼
روآيه باللهجه القصيميه كوميديه رائعه تحكي فيها نوره فصلات جدتها 😂
#مايكفيك_دمع_عيني 💔
من الواقع اتمنى تعجبكم تحكي عن العادات والتقاليد الموجوده بالعشائر "مع احترامي للجميع "
#أحببتك_أكثر_مما_ينبغي "💕
للكاتبة المتألقة أثير عبدالله النشمي
تجري الايام مسرعه أسرع مما ينبغي .. جمانة وحلمها الصعب احبت كثيرا وخذلت اكثر 💔
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قصص وروايات✏
@Novels_stories
@Novels_stories
القصص والروايات الموجوده بقناتنا حالياً كالتالي :-
#سيمفونية_الشياطين💖
روايةه رومانسيه خياليه ❤ وصراع بين الخبيث والطيب
#منزل_بحيرة_الموت 💝
قصه رعب قصيره مشوقه👾
#دهاء_أمرأة_العزيز 💛
قصه جميله وقصيره وذات مغزى 🌾 تحكي عن حياه نبي الله يوسف عليها السلام مع امراه العزيز
#كبرتني_ياهم💔
دخيلك قول للدنيا انا عمري كم
روايةه تحكي معاناة بطلتها 🍃
#رقـــــيـــــة 💕
روايةه جميله جدا لاتفوتكم 🍿
#اعترافات_رجل 💓
قصه قصيره
#القرار_الصعب ❣
وهل هناك قرار اصعب ... روايه شيقةه جداً❤
تحكي عن شخص تزوج طفله ولم يخبرها انه زوجها وورباها كاأخت له وتتطور العلاقه مستقبلا
#هناك_جنة 💚
روايه بلهجه مصريه جميله 👌🏻
#هدوء_قاتل 💘
قصه قصيره ممتعه 🍃
#حب_على_حافة_الهاوية 💞
تحكي معاناة المجتمع المصري والصعايده مع الثار
#حب_فوق_النيران 💙
روايه للكاتبه شمياء نعمان .. دائما مايكون الحب مقترناً بالعذاب 💔
#معزوفة_الموت
اكثر روايه ممتعه وشيقه بعد سيمفونيه الشياطين 😍
#رواية_هدية_عمري🎁
قصه حب بعد زواج اجباري و صار حب هديه العمر 💜
#كل_متوقع_آتٍ 💕
قصه قصيره عن حلم بسيط لام بسيطه 💖
#الفندق_المسكون 💀
قصه رعب حقيقيه لاشخاص حقيقيون وبعضهم خياليون..
#العالم_الاخر
قصه رعب عن فتاه تواجه المجهول .. 📚
#من_كرهي_لطبعك_حبيتك 🔕
نوعها حب ولم شمل عائله.. وتشويق واثاره باللهجه الحضرميه المحليه
#اوكيفاهارا 🌌
قصه رعب قصيره باللهجه المصريه تتحدث عن غابه اوكيغاهارا غابه الموت اليابانيه 🌊
#الطريق_إلى_الموت 😈
قصه رعب قصيره ذات اربعه فصول على لسان عجوز مصري لا تفوتكم 😍
#وجع_شرقي 💕
روايه رائعه للكاتبه حنين امبادي ... باللهجه العدنيه لا تفوتكم 😍
#القطة_السوداء 🐱
💀 لقد اخبرتكم انني سأنتقم منكم جميعاً ... روايه رعب .. تابعوها لتعرفو احداثها
#نوره_وجـدتـهاا_الژزاحفةه 🤶🏼
روآيه باللهجه القصيميه كوميديه رائعه تحكي فيها نوره فصلات جدتها 😂
#مايكفيك_دمع_عيني 💔
من الواقع اتمنى تعجبكم تحكي عن العادات والتقاليد الموجوده بالعشائر "مع احترامي للجميع "
#أحببتك_أكثر_مما_ينبغي "💕
للكاتبة المتألقة أثير عبدالله النشمي
تجري الايام مسرعه أسرع مما ينبغي .. جمانة وحلمها الصعب احبت كثيرا وخذلت اكثر 💔
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قصص وروايات✏
@Novels_stories
قصة ما قبل النوم💤
ثلاثة من الشباب كانوا يعملون حمّارين - يحملون البضائع للناس من الأسواق إلى البيوت على الحمير -.
وفي ليلة من الليالي وبعد يوم من العمل الشاق؛ تناولوا طعام العشاء، وجلس الثلاثة يتسامرون؛ فقال أحدهم واسمه "محمد":
*افترضا أني خليفة؛ ماذا تتمنيان ؟!*
فقالا: يا محمد إن هذا غير ممكن!!
فقال: افترضا جدلاً أني خليفة؛ فقال أحدهما؛ هذا محال؛ وقال الآخر يا محمد أنت تصلح حمّارا، أما الخليفة فيختلف عنك كثيراً.
قال محمد قلت لكما افترضا جدلاً أني خليفة؛ وهام محمد في أحلام اليقظة؛ وتخيل نفسه على عرش الخلافة، وقال لأحدهما:
*ماذا تتمنى أيها الرجل ؟!*
فقال: أريد حدائق غنّاء. وماذا بعد؟ قال الرجل: إسطبلاً من الخيل، وماذا بعد؟ قال الرجل: أريد مائة جارية، وماذا بعد أيها الرجل؟ قال مائة ألف دينار ذهب؛ ثم ماذا بعد؟ يكفي ذلك يا أمير المؤمنين.
كل ذلك و(محمد ابن أبي عامر) يسبح في خياله الطموح؛ ويرى نفسه على عرش الخلافة، ويسمع نفسه وهو يعطي العطاءات الكبيرة، ويشعر بمشاعر السعادة وهو يعطي؛ بعد أن كان يأخذ؛ وهو ينفق بعد أن كان يطلب، وهو يأمر بعد أن كان ينفذ.
*وبينما هو كذلك!*
التفت إلى صاحبه الآخر، وقال ماذا تريد أيها الرجل؟
فقال: يا محمد إنما أنت حمّار، والحمار لا يصلح أن يكون خليفة !!
فقال محمد: يا أخي؛ افترض جدلاً أنني الخليفة ماذا تتمنى؟
فقال الرجل: أن تقع السماء على الأرض أيسر من وصولك إلى الخلافة!!
*فقال محمد:*
دعني من هذا كله؛ ماذا تتمنى أيها الرجل؟!
*فقال الرجل:*
إسمع يا محمد؛ إذا أصبحت خليفة؛ فاجعلني على حمار، ووجه وجهي إلى الوراء، وأمر مناديا يمشي معي في أزقة المدينة، وينادي:
أيها النااااااس!
أيها النااااااس!
هذا دجال محتال؛ من يمشي معه؛ أو يحدثه أودعته السجن.
وانتهى الحوار، ونام الجميع؛ ومع بزوغ الفجر *استيقظ محمد، وصلى صلاة الفجر، وجلس يفكر*...
فقال في نفسه:
صحيح؛ إن الذي يعمل حمارا، لن يصل إلى الخلافة، فكر محمد كثيرا *ما هي الخطوة الأولى للوصول إلى الهدف المنشود؟*
*توصل محمد إلى قناعة رائعة جداً*، وهي *تحديد الخطوة الأولى:*
حيث *قرر أنه يجب عليه بيع الحمار* وفعلاً باع الحمار.
وانطلق (محمد ابن أبي عامر) بكل إصرار وجد؛ يبحث عن الطريق الموصل إلى الهدف؛ *وقرر أن يعمل في الشرطة بكل جد ونشاط*.
*● تخيلوا يا إخواني:*
الجهد الذي كان يبذله محمد وهو حمار؛ صار يبذله في عمله الجديد؛ *فأعجب به الرؤساء والزملاء والناس*.
وترقى في عمله *حتى أصبح رئيساً لقسم الشرطة في الدولة الأموية في الأندلس*.
ثم يقدر الله؛ فيموت الخليفة الأموي؛ ويتولى الخلافة بعده ابنه *(هشام المؤيد بالله)* وعمره في ذلك الوقت عشر سنوات، وهل يمكن لهذا الطفل الصغير إدارة شؤون الدولة؟!
وأجمعوا على أن يجعلوا عليه وصياً، ولكن خافوا أن يجعلوا عليه وصياً من بني أمية؛ فيأخذ الملك منه.
فقرروا أن يكون عليه مجموعة من الأوصياء من غير بني أمية؛ وتم الاختيار على *(محمد ابن أبي عامر)* و(ابن أبي غالب) و(المصحفي).
وكان *(محمد ابن أبي عامر)* مقربا إلى (صبح) أم الخليفة، واستطاع أن يمتلك ثقتها، ووشى بالمصحفي عندها؛ وأزيل المصحفي من الوصاية، وزوج محمد ابنه بابنة ابن أبي غالب؛ ثم أصبح بعد ذلك هو الوصي الوحيد؛ ثم اتخذ مجموعة من القرارات؛ فقرر أن الخليفة لا يخرج إلا بإذنه، وقرر انتقال شؤون الحكم إلى قصره، وجيش الجيوش، وفتح الأمصار؛ واتسعت دولة بني أمية في عهده.
وحقق من الانتصارات ما لم يحققه خلفاء بني أمية في الأندلس!!
حتى اعتبر بعض المؤرخين أن تلك الفترة فترة انقطاع في الدولة الأموية، *وسميت (بالدولة العامرية)*.
هكذا صنع الحاجب المنصور (محمد ابن أبي عامر)، *واستطاع بتوكله على الله واستغلاله القدرات الكامنة التي منحه الله إياها أن يحقق أهدافه.*
القصة لم تنته هنا بعد؛ ففي يوم من الأيام؛ وبعد (ثلاثين سنة) من بيع الحمار؛ والحاجب المنصور يعتلي عرش الخلافة، وحوله الفقهاء، والأمراء، والعلماء؛ تذكر صاحبيه الحمارين!!
*فأرسل أحد الجند، وقال له:*
اذهب إلى مكان كذا؛ فإذا وجدت رجلين صفتهما كذا وكذا فأت بهما.
*ووصل الجندي؛ ووجد الرجلين*:
☆ بذات الصفة!!
☆ وفي ذات المكان!!
☆ العمل هو هو!!
☆ المقر هو هو!!
☆ المهارات هي هي!!
☆ بذات العقلية (حمّار منذ ثلاثين سنة)!!
*قال الجندي:*
إن أمير المؤمنين يطلبكما!!
فاستغربا؛ وقالا إننا لم نذنب!لم نفعل شيئاً؛ ما جرمنا؟
قال الجندي: أمرني أن آتي بكما!
ووصلا إلى القصر؛ ودخلا القصر؛ فنظرا إلى الخليفة؛ قالا باستغراب إنه صاحبنا محمد !!
قال الحاجب المنصور: أعرفتماني؟
قالا: نعم يا أمير المؤمنين؛ ولكن نخشى أنك لم تعرفنا، قال: بل عرفتكما.
*ثم نظر إلى الحاشية وقال:*
كنت أنا وهذان الرجلان سويا قبل ثلاثين سنة، وكنا نعمل حمّارين؛ وفي ليلة من الليالي جلسنا نتسامر؛ فقلت لهما إذا كنت خليفة فماذا تتمنيا؟ فتمنيا !!
*● ثم التفت إلى أحدهما؛ وقال
ثلاثة من الشباب كانوا يعملون حمّارين - يحملون البضائع للناس من الأسواق إلى البيوت على الحمير -.
وفي ليلة من الليالي وبعد يوم من العمل الشاق؛ تناولوا طعام العشاء، وجلس الثلاثة يتسامرون؛ فقال أحدهم واسمه "محمد":
*افترضا أني خليفة؛ ماذا تتمنيان ؟!*
فقالا: يا محمد إن هذا غير ممكن!!
فقال: افترضا جدلاً أني خليفة؛ فقال أحدهما؛ هذا محال؛ وقال الآخر يا محمد أنت تصلح حمّارا، أما الخليفة فيختلف عنك كثيراً.
قال محمد قلت لكما افترضا جدلاً أني خليفة؛ وهام محمد في أحلام اليقظة؛ وتخيل نفسه على عرش الخلافة، وقال لأحدهما:
*ماذا تتمنى أيها الرجل ؟!*
فقال: أريد حدائق غنّاء. وماذا بعد؟ قال الرجل: إسطبلاً من الخيل، وماذا بعد؟ قال الرجل: أريد مائة جارية، وماذا بعد أيها الرجل؟ قال مائة ألف دينار ذهب؛ ثم ماذا بعد؟ يكفي ذلك يا أمير المؤمنين.
كل ذلك و(محمد ابن أبي عامر) يسبح في خياله الطموح؛ ويرى نفسه على عرش الخلافة، ويسمع نفسه وهو يعطي العطاءات الكبيرة، ويشعر بمشاعر السعادة وهو يعطي؛ بعد أن كان يأخذ؛ وهو ينفق بعد أن كان يطلب، وهو يأمر بعد أن كان ينفذ.
*وبينما هو كذلك!*
التفت إلى صاحبه الآخر، وقال ماذا تريد أيها الرجل؟
فقال: يا محمد إنما أنت حمّار، والحمار لا يصلح أن يكون خليفة !!
فقال محمد: يا أخي؛ افترض جدلاً أنني الخليفة ماذا تتمنى؟
فقال الرجل: أن تقع السماء على الأرض أيسر من وصولك إلى الخلافة!!
*فقال محمد:*
دعني من هذا كله؛ ماذا تتمنى أيها الرجل؟!
*فقال الرجل:*
إسمع يا محمد؛ إذا أصبحت خليفة؛ فاجعلني على حمار، ووجه وجهي إلى الوراء، وأمر مناديا يمشي معي في أزقة المدينة، وينادي:
أيها النااااااس!
أيها النااااااس!
هذا دجال محتال؛ من يمشي معه؛ أو يحدثه أودعته السجن.
وانتهى الحوار، ونام الجميع؛ ومع بزوغ الفجر *استيقظ محمد، وصلى صلاة الفجر، وجلس يفكر*...
فقال في نفسه:
صحيح؛ إن الذي يعمل حمارا، لن يصل إلى الخلافة، فكر محمد كثيرا *ما هي الخطوة الأولى للوصول إلى الهدف المنشود؟*
*توصل محمد إلى قناعة رائعة جداً*، وهي *تحديد الخطوة الأولى:*
حيث *قرر أنه يجب عليه بيع الحمار* وفعلاً باع الحمار.
وانطلق (محمد ابن أبي عامر) بكل إصرار وجد؛ يبحث عن الطريق الموصل إلى الهدف؛ *وقرر أن يعمل في الشرطة بكل جد ونشاط*.
*● تخيلوا يا إخواني:*
الجهد الذي كان يبذله محمد وهو حمار؛ صار يبذله في عمله الجديد؛ *فأعجب به الرؤساء والزملاء والناس*.
وترقى في عمله *حتى أصبح رئيساً لقسم الشرطة في الدولة الأموية في الأندلس*.
ثم يقدر الله؛ فيموت الخليفة الأموي؛ ويتولى الخلافة بعده ابنه *(هشام المؤيد بالله)* وعمره في ذلك الوقت عشر سنوات، وهل يمكن لهذا الطفل الصغير إدارة شؤون الدولة؟!
وأجمعوا على أن يجعلوا عليه وصياً، ولكن خافوا أن يجعلوا عليه وصياً من بني أمية؛ فيأخذ الملك منه.
فقرروا أن يكون عليه مجموعة من الأوصياء من غير بني أمية؛ وتم الاختيار على *(محمد ابن أبي عامر)* و(ابن أبي غالب) و(المصحفي).
وكان *(محمد ابن أبي عامر)* مقربا إلى (صبح) أم الخليفة، واستطاع أن يمتلك ثقتها، ووشى بالمصحفي عندها؛ وأزيل المصحفي من الوصاية، وزوج محمد ابنه بابنة ابن أبي غالب؛ ثم أصبح بعد ذلك هو الوصي الوحيد؛ ثم اتخذ مجموعة من القرارات؛ فقرر أن الخليفة لا يخرج إلا بإذنه، وقرر انتقال شؤون الحكم إلى قصره، وجيش الجيوش، وفتح الأمصار؛ واتسعت دولة بني أمية في عهده.
وحقق من الانتصارات ما لم يحققه خلفاء بني أمية في الأندلس!!
حتى اعتبر بعض المؤرخين أن تلك الفترة فترة انقطاع في الدولة الأموية، *وسميت (بالدولة العامرية)*.
هكذا صنع الحاجب المنصور (محمد ابن أبي عامر)، *واستطاع بتوكله على الله واستغلاله القدرات الكامنة التي منحه الله إياها أن يحقق أهدافه.*
القصة لم تنته هنا بعد؛ ففي يوم من الأيام؛ وبعد (ثلاثين سنة) من بيع الحمار؛ والحاجب المنصور يعتلي عرش الخلافة، وحوله الفقهاء، والأمراء، والعلماء؛ تذكر صاحبيه الحمارين!!
*فأرسل أحد الجند، وقال له:*
اذهب إلى مكان كذا؛ فإذا وجدت رجلين صفتهما كذا وكذا فأت بهما.
*ووصل الجندي؛ ووجد الرجلين*:
☆ بذات الصفة!!
☆ وفي ذات المكان!!
☆ العمل هو هو!!
☆ المقر هو هو!!
☆ المهارات هي هي!!
☆ بذات العقلية (حمّار منذ ثلاثين سنة)!!
*قال الجندي:*
إن أمير المؤمنين يطلبكما!!
فاستغربا؛ وقالا إننا لم نذنب!لم نفعل شيئاً؛ ما جرمنا؟
قال الجندي: أمرني أن آتي بكما!
ووصلا إلى القصر؛ ودخلا القصر؛ فنظرا إلى الخليفة؛ قالا باستغراب إنه صاحبنا محمد !!
قال الحاجب المنصور: أعرفتماني؟
قالا: نعم يا أمير المؤمنين؛ ولكن نخشى أنك لم تعرفنا، قال: بل عرفتكما.
*ثم نظر إلى الحاشية وقال:*
كنت أنا وهذان الرجلان سويا قبل ثلاثين سنة، وكنا نعمل حمّارين؛ وفي ليلة من الليالي جلسنا نتسامر؛ فقلت لهما إذا كنت خليفة فماذا تتمنيا؟ فتمنيا !!
*● ثم التفت إلى أحدهما؛ وقال
: ماذا تمنيت يا فلان؟*
قال الرجل حدائق غنّاء؛ فقال الخليفة لك حديقة كذا وكذا، وماذا بعد قال الرجل: إسطبل من الخيل؛ قال الخليفة لك ذلك وماذا بعد؟ قال مائة جارية؛ قال الخليفة لك مائة من الجواري، ثم ماذا؟ قال الرجل مائة ألف دينار ذهب، قال: هو لك وماذا بعد؟ قال الرجل كفى يا أمير المؤمنين. قال الحاجب المنصور ولك راتب مقطوع - يعني بدون عمل - وتدخل عليّ بغير حجاب.
*● ثم التفت إلى الآخر، وقال له: ماذا تمنيت؟*
قال الرجل اعفني يا أمير المؤمنين، قال: لا والله؛ حتى تخبرهم؛ قال الرجل: الصحبة يا أمير المؤمنين؛ قال حتى تخبرهم.
فقال الرجل؛ قلت إن أصبحت خليفة فاجعلني على حمار، واجعل وجهي إلى الوراء؛ وأمر مناديا ينادي في الناس: أيها الناس هذا دجال محتال، من يمشي معه، أو يحدثه أودعته السجن.
ثم قال الحاجب المنصور (محمد ابن أبي عامر):
افعلوا به ما تمنى؛ حتى يعلم (أن الله على كل شيء قدير ).
*هل تعلم (ما هو الحمار) الذي يجب أن نبيعه جميعا؟*
*هي تلك القناعات التي يحملها كثير منا* مثل:
*● لا أستطيع*.
*● لا أصلح*.
*● أنا لا أنفع في شيء*.
وأن نستبدلها بقولنا *أنا أستطيع - بإذن الله -*.
إخوتي:
يمكن أن تتحقق أحلامكم؛ وأن تصلوا إلى أهدافكم؛ *قولوا، وبكل ثقة: - نعم بعون الله ومشيئته سبحانه -*.
وتذكروا دائما:
*[ إن الله على كل شيء قدير ]*.
وقول الحبيب - صلى الله عليه وسلم - عن ربه في الحديث القدسي:
*(أنا عند ظن عبدي بي؛ فليظن بي ما شاء )*
*فلا تظن بربك إلا خيرا؛ ظن أن الله سيوفقك، ويحقق لك آمالك؛ فإن كنت تظن بالله حسناً؛ تجد خيرا؛ وإن ظننت به غير ذلك ستجد ما ظننت.*
قال الرجل حدائق غنّاء؛ فقال الخليفة لك حديقة كذا وكذا، وماذا بعد قال الرجل: إسطبل من الخيل؛ قال الخليفة لك ذلك وماذا بعد؟ قال مائة جارية؛ قال الخليفة لك مائة من الجواري، ثم ماذا؟ قال الرجل مائة ألف دينار ذهب، قال: هو لك وماذا بعد؟ قال الرجل كفى يا أمير المؤمنين. قال الحاجب المنصور ولك راتب مقطوع - يعني بدون عمل - وتدخل عليّ بغير حجاب.
*● ثم التفت إلى الآخر، وقال له: ماذا تمنيت؟*
قال الرجل اعفني يا أمير المؤمنين، قال: لا والله؛ حتى تخبرهم؛ قال الرجل: الصحبة يا أمير المؤمنين؛ قال حتى تخبرهم.
فقال الرجل؛ قلت إن أصبحت خليفة فاجعلني على حمار، واجعل وجهي إلى الوراء؛ وأمر مناديا ينادي في الناس: أيها الناس هذا دجال محتال، من يمشي معه، أو يحدثه أودعته السجن.
ثم قال الحاجب المنصور (محمد ابن أبي عامر):
افعلوا به ما تمنى؛ حتى يعلم (أن الله على كل شيء قدير ).
*هل تعلم (ما هو الحمار) الذي يجب أن نبيعه جميعا؟*
*هي تلك القناعات التي يحملها كثير منا* مثل:
*● لا أستطيع*.
*● لا أصلح*.
*● أنا لا أنفع في شيء*.
وأن نستبدلها بقولنا *أنا أستطيع - بإذن الله -*.
إخوتي:
يمكن أن تتحقق أحلامكم؛ وأن تصلوا إلى أهدافكم؛ *قولوا، وبكل ثقة: - نعم بعون الله ومشيئته سبحانه -*.
وتذكروا دائما:
*[ إن الله على كل شيء قدير ]*.
وقول الحبيب - صلى الله عليه وسلم - عن ربه في الحديث القدسي:
*(أنا عند ظن عبدي بي؛ فليظن بي ما شاء )*
*فلا تظن بربك إلا خيرا؛ ظن أن الله سيوفقك، ويحقق لك آمالك؛ فإن كنت تظن بالله حسناً؛ تجد خيرا؛ وإن ظننت به غير ذلك ستجد ما ظننت.*
Forwarded from نور الحياة
#قصص_وروايات♡✏
@Novels_stories
لمحبي القراءة ..... لعشاق القصص والروايات ....
قناة قصص وروايات ✏
تحتوي قناتنا على قصص وراويات متنوعة ومختلفة ... واقعية ... دينية... رومانسية ... درامية ... كوميدية ... مفيدة ومشوقة ... بالإضافة الى قصة ما قبل النوم ... وقصة الصباح ... اشتركوا بالقناة وإن شاء الله تنال اعجابكم ...
**ارجو نششر رابط القناة 😘**
قصص وروايات✏
@Novels_stories
@Novels_stories
لمحبي القراءة ..... لعشاق القصص والروايات ....
قناة قصص وروايات ✏
تحتوي قناتنا على قصص وراويات متنوعة ومختلفة ... واقعية ... دينية... رومانسية ... درامية ... كوميدية ... مفيدة ومشوقة ... بالإضافة الى قصة ما قبل النوم ... وقصة الصباح ... اشتركوا بالقناة وإن شاء الله تنال اعجابكم ...
**ارجو نششر رابط القناة 😘**
قصص وروايات✏
@Novels_stories
#قصص_الصباح 🌞
#قصص_وروايات ✏
رجل كان يعمل في أحد مصانع تجميد الاسماك وحفظها في إحدى الدول الأوربية !!
وذات يوم وقبل نهاية العمل ، دخل إلى ثلاجة حفظ اﻷسماك؛ لينجز آخر عمل له في ذلك اليوم!!
وبينما كان ينجز عمله حدث أن أغلق باب الثلاجة وهو داخلها !!
حاول الرجل فتح الباب، ولم يستطع ، أخذ يصرخ وينادي بأعلى صوته ، طالبا المساعدة من العمال الآخرين ، ولكن كان العمل قد انتهى ، ولم يبق أحد في المصنع!!
وبعد مرور قرابة خمس ساعات ، وكان الرجل قد أوشك على الموت من شدة البرد، إذ بحارس المصنع يفتح باب الثلاجة ، وينقذه!!
وعندما قام مدير المصنع بسؤال حارس المصنع : كيف عرف أن ذلك العامل كان موجودا داخل المصنع ولم يخرج مع باقي العمال؟!
قال الحارس : أنا أعمل بهذا المصنع منذ ثلاثين عاما ، يدخل ويخرج من المصنع مئات الموظفين والعمال يوميا ، لم يكن أحد منهم يلقي علي التحية يوميا، ويسألني عن حالي إلا ذلك العامل!!
وعند نهاية هذا اليوم لم أسمعها منه، وافتقدته عند خروج العمال ، فعلمت أنه لا زال في المصنع؛ فبحثت عنه حتى وجدته!!
قال الله تعالى :
" وقولوا للناس حسنا "
الكلمة الطيبة مفتاح القلوب ، ومنجية من المهالك !!
فرب كلمة طيبة لا تلقي لها بالاً أيقظت أملاً فى نفس غيرك ،
وأنت لا تعلم!!
فلا تحقرن من المعروف شيئا!!
صفوا القلوب ، وتراحموا ، وأحسنوا إلى بعضكم البعض؛ فإن فى السماء ربا يسمع ، ويرى ، ويجازي.
🐤 لا تبخل بالكلمه الطيبه🌸💭
#قصص_وروايات ✏
رجل كان يعمل في أحد مصانع تجميد الاسماك وحفظها في إحدى الدول الأوربية !!
وذات يوم وقبل نهاية العمل ، دخل إلى ثلاجة حفظ اﻷسماك؛ لينجز آخر عمل له في ذلك اليوم!!
وبينما كان ينجز عمله حدث أن أغلق باب الثلاجة وهو داخلها !!
حاول الرجل فتح الباب، ولم يستطع ، أخذ يصرخ وينادي بأعلى صوته ، طالبا المساعدة من العمال الآخرين ، ولكن كان العمل قد انتهى ، ولم يبق أحد في المصنع!!
وبعد مرور قرابة خمس ساعات ، وكان الرجل قد أوشك على الموت من شدة البرد، إذ بحارس المصنع يفتح باب الثلاجة ، وينقذه!!
وعندما قام مدير المصنع بسؤال حارس المصنع : كيف عرف أن ذلك العامل كان موجودا داخل المصنع ولم يخرج مع باقي العمال؟!
قال الحارس : أنا أعمل بهذا المصنع منذ ثلاثين عاما ، يدخل ويخرج من المصنع مئات الموظفين والعمال يوميا ، لم يكن أحد منهم يلقي علي التحية يوميا، ويسألني عن حالي إلا ذلك العامل!!
وعند نهاية هذا اليوم لم أسمعها منه، وافتقدته عند خروج العمال ، فعلمت أنه لا زال في المصنع؛ فبحثت عنه حتى وجدته!!
قال الله تعالى :
" وقولوا للناس حسنا "
الكلمة الطيبة مفتاح القلوب ، ومنجية من المهالك !!
فرب كلمة طيبة لا تلقي لها بالاً أيقظت أملاً فى نفس غيرك ،
وأنت لا تعلم!!
فلا تحقرن من المعروف شيئا!!
صفوا القلوب ، وتراحموا ، وأحسنوا إلى بعضكم البعض؛ فإن فى السماء ربا يسمع ، ويرى ، ويجازي.
🐤 لا تبخل بالكلمه الطيبه🌸💭