س/ج 💎ما يلزم المسلم💎

Forwarded from دروب الخير 🕋 (نور النبي ﷺ)

قال التلميذ لشيخه : شيخي ! كلما تضرعت في الدعاء ، تدعوني الثقة بالإجابة إلى الفتور ، وكأني أقول لنفسي : ثقتي بجود الله تعالى وبعظيم صفحه وبسبق رحمته تجعلني لا أشك في إجابته ، فإن أجابني بما تضرعت به إليه ، فقد حزت خيري الدنيا والآخرة ، فلماذا أستمر في التضرع ؟! وإن لم يُستجب لي بعد جهدي هذا في الخشوع والتضرع ، فأنا محروم ، لا طمع لي في نظر الله تعالى بإجابة دعاء !
فقال الشيخ : يا بني ، الثقة بالإجابة لا تغنيك عن لذة المناجاة وشرف القُرب وأُنس الشعور بسماع الخطاب وجلالة الوقوف على بساط الحضرة ..!!
يا بني ! إن لم يُذقْكَ تضرعُك ما هو أعظم من الإجابة ، فإنك لم تتضرع بعد !
يا بني ! كيف تغنيك الإجابة عن التضرع ، وهي لو حصلت .. فقد استوجبت منك تضرع الحمد ، وذلة الشكر ، وخضوع الحب ، ورغبة قبول القرب ، وخشية عقوبة الصد !!
يا بني ! لا تخش من الغفلة ، ولكن اخشَ فتور الاستغناء عن الخضوع !!
فما استغنى ؛ إلا مخذول مستكبر ، وأنت ما علمتُك إلا مستمسكا بعرى الافتقار ، متجلببا بعباءة الاحتياج ، تُحطم في نفسك شموخَ الكبرياء ، وتُرغم فيها أنفَ التعالي !!
يا بني ! تضرع ، ولا تكتف من جود من بيده ملكوت السماء والأرض وملكوت كل شيء ، فأنت لا تدري .. ولا يخطر على قلبك : كم فاتتك .. وكم ستفوتك من عظيم العطايا بكل لحظة غفلة منك !
أرأيت الملك من ملوك الأرض ، ذا الثراء البالغ والسلطان العريض ، إذا قال لك : ((لأجعلنّك ترى من النعمة ما لم تره قط ، وما لا تظن أنك ستراه ! )) ، ألن تصدقه ؟ ما دام يملك ما لا يخطر على بالك من صنوف النعم ! فكيف بمالك الملك وخالق الخلق عز وجل ؟! فكيف تكتفي من عظيم ملكه بتافه طلبك وقليل دعائك ؟! فوالله ! لو اشتغلت بالطلب من الله تعالى مائة سنة ، ولو أجابك سبحانه في كل ما طلبته ، ما بلغت شيئا مما يمكن أن يجود عليك من خزائن ملكه التي لا تنفد !
وما أوكسه من ربح : إن رضيتَ بحقير ما رأيت ، وبقليل ما سمعت ، وبتافه ما يخطر على بالك ، وبصغير طلبك (مهما استكبرته) ، من خزائن مُلكٍ : لا عين رأتها ، ولا أذن سمعت عنها ، ولا خطر ما فيها على قلب بشر ، ولا يحيط بها خلق ، ولا تنحصر على امتداد العدّ ، ولا تنقص مع اتصال العطاء ، ولا تزيد بالمنع ، ولا يأخذ مرور الزمان منها شيئًا ؛ إلا إذا استطاع الزمان أن يسلب من الخلود شيئًا ، ولا يحويها مكان ، والمكان هو أحد موجوداتها !!
يا بني ! التضرع هو استحلاب ضرع العطايا ، ومفتاح تلك الخزائن ، فلا تبخس نفسك بالرضا بقليل طلبك عن كثير ما فيها !!
http://T.me/NorAlNabi

دروب الخير 🌟🕋

إلهي أنت مقصودي ورضاك مطلوبي

1 view17:06