#قصيدة_أنا_يا_صديقة_متعب_بعروبتي
*من ديوان الاعمال السياسية الكاملة.
يا تونس الخضراء .. جئتك عاشقاً
وعلى جبيني وردة وكتاب
إني الدمشقي الذي احترف الهوى
فاخضوضرت بغنائه الأعشاب
أحرقت من خلفي جميع مراكبي
إن الهوى أن لا يكون إياب
أنا فوق أجفان النساء مكسر
قطعاً , فعمري الموج والأخشاب
لم أنسَ أسماء النساء .. وإنما
للحسن أسبابٌ , ولي أسباب
يا ساكنات البحر .. في قرطاجة
جف الشذا , وتفرّق الأصحاب
أين اللواتي حبهن عبادة
وغيابهنَّ , وقربهنَّ , عذاب
اللابسات قصائدي ومدامعي
عاتبتهن فما أفاد عتاب
أحببتهن , وهن ما أحببنني
وصدقتهن , ووعدهنَّ كذاب
إني لأشعرُ بالدوار .. فناهد
لي يطمئن .. وناهد يرتاب
هل دولة الحب التي أسستها
سقطت عليَّ .. وسُدت الأبواب
تبكي الكؤوس ، فبعد ثغر حبيبتي
حلفت بأن لا تُسكر الأعناب
أيصدني نهد تعبت برسمه ؟
وتخونني الأقراط والأثواب ؟
ماذا جرى لممالكي وبيارقي ؟
أدعو رباب .. فلا تجيب رباب
أأحاسب امرأة على نسيانها
ومتى استقام مع النساء حساب ؟
ما تُبْتُ عن عِشقي .. ولا استغفرتُهُ
ما أسخف العشاق لو هم تابوا …
قمر دمشقي يسافر في دمي
وبلابل .. وسنابل .. وقباب
الفل يبدأ من دمشق بياضُه
وبعطرها تتطيب الأطياب
والماء يبدأ من دمشق .. فحيثما
أسندت رأسك جدول ينساب
والشعر عصفور يمد جناحه
فوق الشام .. وشاعر جواب
والحب يبدأ من دمشق .. فأهلنا
عبدوا الجمال وذوبوه .. وذابوا ..
والخيل تبدأ من دمشق مسارها
وتشد للفتح الكبير ركاب
والدهر يبدأ من دمشق .. وعندها
تبقى اللغات وتحفظ الأنساب
ودمشق تعطي للعروبة شكلها
وبأرضها , تتشكل الأحقاب
بدأ الزفاف , فمَن تكون مضيفتي
هذا المساء , ومن هو العراب ؟
أأنا مُغني القصر .. يا قرطاجة
كيف الحضور ؟ وما عليَّ ثياب
ماذا أقول ؟ فمي يفتش عن فمي
والمفردات حجارة وتراب ..
فمآدب عربيةٌ .. وقصائدٌ
همزيَّةٌ .. ووسائدٌ وحُبَاب
لا الكأس تنسينا مساحة حزننا
يوماً .. ولا كلُّ الشراب شراب
من أين يأتي الشعر يا قرطاجةٌ
واللهُ ماتَ .. وعادتِ الأنصابُ
من أين يأتي الشعر ؟ حين نهارنا
قمعٌ ، وحين مساؤنا إرهابُ
سرقوا أصابعنا .. وعطر حروفنا
فبأي شيء يكتب الكُـتـَّاب ؟
والحُكم شرطيٌ يسير وراءنا
سراً .. فنكهة خبزنا استجواب
الشعر .. رغم سياطهم وسجونهم
ملكٌ .. وهم في بابه حُجَّاب ..
من أين أدخل في القصيدة يا ترى ؟
وحدائق الشعر الجميل .. خراب
لم يبق في دار البلابل بلبل
لا البحتري هنا .. ولا زرياب
شعراء هذا اليوم , جنسٌ ثالثٌ
فالقول فوضى .. والكلام ضباب
يتكلمون مع الفارغ .. فما هم
عجمٌ إذا نطقوا .. ولا أعراب
اللاهثون على هوامش عمرنا
سيان إن حضروا وإن هم غابوا ..
يتهكمون على النبيذ معتقاً
وهم على سطح النبيذ ذباب
الخمر تبقى , إن تقادم عهدها
خمراً .. وقد تتغير الأكواب
مِن أين أدخل في القصيدة يا ترى ؟
والشمس فوق رؤوسنا سرداب
إن القصيدة ليس ما كتبت يدي
لكنها ما تكتب الأهداب ..
نار الكتابة أحرقت أعمارنا
فحياتنا الكبريت والأحطاب
ما الشعر؟ ما وجع الكتابة ؟ ما الرؤى؟
أولى ضحايانا هم الكـُـتــَّاب
يعطوننا الفرح الجميل .. وحظهم
حظ البغايا .. ما لهن ثواب
يا تونس الخضراء .. هذا عالمٌ
يثرى به الأمي .. والنصاب ..
فمن الخليج إلى المحيط .. قبائل
بَطِرَت , فلا فكر ولا آداب
في عصر زيت الكاز .. يطلب شاعر
ثوباً وترفل بالحرير قـِحابُ !!!
👇
*من ديوان الاعمال السياسية الكاملة.
يا تونس الخضراء .. جئتك عاشقاً
وعلى جبيني وردة وكتاب
إني الدمشقي الذي احترف الهوى
فاخضوضرت بغنائه الأعشاب
أحرقت من خلفي جميع مراكبي
إن الهوى أن لا يكون إياب
أنا فوق أجفان النساء مكسر
قطعاً , فعمري الموج والأخشاب
لم أنسَ أسماء النساء .. وإنما
للحسن أسبابٌ , ولي أسباب
يا ساكنات البحر .. في قرطاجة
جف الشذا , وتفرّق الأصحاب
أين اللواتي حبهن عبادة
وغيابهنَّ , وقربهنَّ , عذاب
اللابسات قصائدي ومدامعي
عاتبتهن فما أفاد عتاب
أحببتهن , وهن ما أحببنني
وصدقتهن , ووعدهنَّ كذاب
إني لأشعرُ بالدوار .. فناهد
لي يطمئن .. وناهد يرتاب
هل دولة الحب التي أسستها
سقطت عليَّ .. وسُدت الأبواب
تبكي الكؤوس ، فبعد ثغر حبيبتي
حلفت بأن لا تُسكر الأعناب
أيصدني نهد تعبت برسمه ؟
وتخونني الأقراط والأثواب ؟
ماذا جرى لممالكي وبيارقي ؟
أدعو رباب .. فلا تجيب رباب
أأحاسب امرأة على نسيانها
ومتى استقام مع النساء حساب ؟
ما تُبْتُ عن عِشقي .. ولا استغفرتُهُ
ما أسخف العشاق لو هم تابوا …
قمر دمشقي يسافر في دمي
وبلابل .. وسنابل .. وقباب
الفل يبدأ من دمشق بياضُه
وبعطرها تتطيب الأطياب
والماء يبدأ من دمشق .. فحيثما
أسندت رأسك جدول ينساب
والشعر عصفور يمد جناحه
فوق الشام .. وشاعر جواب
والحب يبدأ من دمشق .. فأهلنا
عبدوا الجمال وذوبوه .. وذابوا ..
والخيل تبدأ من دمشق مسارها
وتشد للفتح الكبير ركاب
والدهر يبدأ من دمشق .. وعندها
تبقى اللغات وتحفظ الأنساب
ودمشق تعطي للعروبة شكلها
وبأرضها , تتشكل الأحقاب
بدأ الزفاف , فمَن تكون مضيفتي
هذا المساء , ومن هو العراب ؟
أأنا مُغني القصر .. يا قرطاجة
كيف الحضور ؟ وما عليَّ ثياب
ماذا أقول ؟ فمي يفتش عن فمي
والمفردات حجارة وتراب ..
فمآدب عربيةٌ .. وقصائدٌ
همزيَّةٌ .. ووسائدٌ وحُبَاب
لا الكأس تنسينا مساحة حزننا
يوماً .. ولا كلُّ الشراب شراب
من أين يأتي الشعر يا قرطاجةٌ
واللهُ ماتَ .. وعادتِ الأنصابُ
من أين يأتي الشعر ؟ حين نهارنا
قمعٌ ، وحين مساؤنا إرهابُ
سرقوا أصابعنا .. وعطر حروفنا
فبأي شيء يكتب الكُـتـَّاب ؟
والحُكم شرطيٌ يسير وراءنا
سراً .. فنكهة خبزنا استجواب
الشعر .. رغم سياطهم وسجونهم
ملكٌ .. وهم في بابه حُجَّاب ..
من أين أدخل في القصيدة يا ترى ؟
وحدائق الشعر الجميل .. خراب
لم يبق في دار البلابل بلبل
لا البحتري هنا .. ولا زرياب
شعراء هذا اليوم , جنسٌ ثالثٌ
فالقول فوضى .. والكلام ضباب
يتكلمون مع الفارغ .. فما هم
عجمٌ إذا نطقوا .. ولا أعراب
اللاهثون على هوامش عمرنا
سيان إن حضروا وإن هم غابوا ..
يتهكمون على النبيذ معتقاً
وهم على سطح النبيذ ذباب
الخمر تبقى , إن تقادم عهدها
خمراً .. وقد تتغير الأكواب
مِن أين أدخل في القصيدة يا ترى ؟
والشمس فوق رؤوسنا سرداب
إن القصيدة ليس ما كتبت يدي
لكنها ما تكتب الأهداب ..
نار الكتابة أحرقت أعمارنا
فحياتنا الكبريت والأحطاب
ما الشعر؟ ما وجع الكتابة ؟ ما الرؤى؟
أولى ضحايانا هم الكـُـتــَّاب
يعطوننا الفرح الجميل .. وحظهم
حظ البغايا .. ما لهن ثواب
يا تونس الخضراء .. هذا عالمٌ
يثرى به الأمي .. والنصاب ..
فمن الخليج إلى المحيط .. قبائل
بَطِرَت , فلا فكر ولا آداب
في عصر زيت الكاز .. يطلب شاعر
ثوباً وترفل بالحرير قـِحابُ !!!
👇
هل في العيون التونسية شاطيء
ترتاح فوق رماله الأعصاب ؟
أنا يا صديقة متعب بعروبتي
فهل العروبة لعنة وعقاب ؟
أمشي على ورق الخريطة خائفاً
فعلى الخريطة كلنا أغراب ..
أتكلم الفصحى أمام عشيرتي
وأعيد .. لكن ما هناك جواب
لولا العباءات التي التفوا بها
ما كنت أحسب أنهم أعراب ..
يتقاتلون على بقايا تمرة
فخناجر مرفوعةٌ وحرابُ
قبلاتهم عربيةٌ .. مَن ذا رأى
فيما رأى , قــُـبَلاً لها أنياب
يا تونس الخضراء .. كأسي علقم
أَعَلَى الهزيمة تـُشربُ الأنخابُ ؟
وخريطة الوطن الكبير فضيحةٌ
فحواجزٌ .. ومخافرٌ .. وكلابُ
والعالم العربيُّ .. إما نعجةٌ
مذبوحةٌ , أو حاكمٌ قصَّابُ
والعالم العربي يرهُنُ سَيْفَهُ
فحكايةُ الشَرَف الرفيع سرابُ
والعالم العربيُّ يخزنُ نفطهُ
في خِصيتيهِ .. وربُّكَ الوهَّابُ
والناسُ قَبْلَ النفط أو من بعده ,
مستنزفونَ , فسادةٌ ودَوَابُ
يا تونس الخضراء .. كيف خلاصنا ؟
لم يبق من كُتُب السماء كِتابُ ..
ماتَتْ خيولُ بني أمية كلها
خجلاً .. وظلَّ الصَرْفُ والإعرابُ
فكأنما كتب التراث خرافةٌ
كُبرى ، فلا عمرٌ .. ولا خطَّابُ
وبيارقُ ابن العاص تمسحُ دمعها
وعزيز مصر بالفصام مصاب
مَن ذا يصدقُ أن مصرَ تهودتْ
فمقام سيدنا الحسين يَبَابُ
ما هَذِهِ مصرٌ .. فإن صلاتها
عبريةٌ .. وإمامها كذَّاب
ما هذه مصرٌ .. فإن سماءها
صغُرتْ , وإن نساءها أسلابُ
إنْ جاء كافورٌ .. فكم مِن حاكم
قهر الشعوبَ , وتاجه قبقاب …
بحرية العينين .. يا قرطاجة
شاخ الزمان , وأنتِ بعد شباب
هل لي بعرض البحر نصف جزيرة ؟
أم أن حبي التونسيَّ سرابُ
أنا متعبٌ .. ودفاتري تعبت معي
هل للدفاتر يا ترى أعصاب ؟
حزني بنفسجة يبللها الندى
وضفافُ جرحي روضةٌ مِنعشاب
لا تعذليني .. إنْ كشفتُ مواجعي
وجهُ الحقيقةِ ما عليه نقاب
إنَّ الجنونَ وراء نصف قصائدي
أوليس في بعض الجنون صوابُ ؟
فتحملي غضبي الجميل , فربما
ثارت على أمر السماء هضاب
فإذا صرختُ بوجه مَن أحببتهم
فلكِ يعيش الحب والأحباب
وإذا قسوتُ على العروبة مرةً
فلقد تضيقُ بكُحلها الأهدابُ
فلربما تجدُ العروبةُ نفسها
ويضيء في قلب الظلام شهابُ
ولقد تطير مِن العقال حمامة
ومِن العباءة تطلع الأعشاب
قرطاجةٌ .. قرطاجةٌ .. قرطاجةٌ ..
هل لي لصدركِ رجعة ومتاب ؟
لا تغضبي منّي .. إذا غَلَبَ الهوى
إنَّ الهوى في طبعه غلاب
فذنوب شعري كلها مغفورةُ
والله – جل جلالهُ – التوَّابُ ..
@nizar_alqabbani💛🌿
#نـــزار_قــبــانــي
#العقيد
ترتاح فوق رماله الأعصاب ؟
أنا يا صديقة متعب بعروبتي
فهل العروبة لعنة وعقاب ؟
أمشي على ورق الخريطة خائفاً
فعلى الخريطة كلنا أغراب ..
أتكلم الفصحى أمام عشيرتي
وأعيد .. لكن ما هناك جواب
لولا العباءات التي التفوا بها
ما كنت أحسب أنهم أعراب ..
يتقاتلون على بقايا تمرة
فخناجر مرفوعةٌ وحرابُ
قبلاتهم عربيةٌ .. مَن ذا رأى
فيما رأى , قــُـبَلاً لها أنياب
يا تونس الخضراء .. كأسي علقم
أَعَلَى الهزيمة تـُشربُ الأنخابُ ؟
وخريطة الوطن الكبير فضيحةٌ
فحواجزٌ .. ومخافرٌ .. وكلابُ
والعالم العربيُّ .. إما نعجةٌ
مذبوحةٌ , أو حاكمٌ قصَّابُ
والعالم العربي يرهُنُ سَيْفَهُ
فحكايةُ الشَرَف الرفيع سرابُ
والعالم العربيُّ يخزنُ نفطهُ
في خِصيتيهِ .. وربُّكَ الوهَّابُ
والناسُ قَبْلَ النفط أو من بعده ,
مستنزفونَ , فسادةٌ ودَوَابُ
يا تونس الخضراء .. كيف خلاصنا ؟
لم يبق من كُتُب السماء كِتابُ ..
ماتَتْ خيولُ بني أمية كلها
خجلاً .. وظلَّ الصَرْفُ والإعرابُ
فكأنما كتب التراث خرافةٌ
كُبرى ، فلا عمرٌ .. ولا خطَّابُ
وبيارقُ ابن العاص تمسحُ دمعها
وعزيز مصر بالفصام مصاب
مَن ذا يصدقُ أن مصرَ تهودتْ
فمقام سيدنا الحسين يَبَابُ
ما هَذِهِ مصرٌ .. فإن صلاتها
عبريةٌ .. وإمامها كذَّاب
ما هذه مصرٌ .. فإن سماءها
صغُرتْ , وإن نساءها أسلابُ
إنْ جاء كافورٌ .. فكم مِن حاكم
قهر الشعوبَ , وتاجه قبقاب …
بحرية العينين .. يا قرطاجة
شاخ الزمان , وأنتِ بعد شباب
هل لي بعرض البحر نصف جزيرة ؟
أم أن حبي التونسيَّ سرابُ
أنا متعبٌ .. ودفاتري تعبت معي
هل للدفاتر يا ترى أعصاب ؟
حزني بنفسجة يبللها الندى
وضفافُ جرحي روضةٌ مِنعشاب
لا تعذليني .. إنْ كشفتُ مواجعي
وجهُ الحقيقةِ ما عليه نقاب
إنَّ الجنونَ وراء نصف قصائدي
أوليس في بعض الجنون صوابُ ؟
فتحملي غضبي الجميل , فربما
ثارت على أمر السماء هضاب
فإذا صرختُ بوجه مَن أحببتهم
فلكِ يعيش الحب والأحباب
وإذا قسوتُ على العروبة مرةً
فلقد تضيقُ بكُحلها الأهدابُ
فلربما تجدُ العروبةُ نفسها
ويضيء في قلب الظلام شهابُ
ولقد تطير مِن العقال حمامة
ومِن العباءة تطلع الأعشاب
قرطاجةٌ .. قرطاجةٌ .. قرطاجةٌ ..
هل لي لصدركِ رجعة ومتاب ؟
لا تغضبي منّي .. إذا غَلَبَ الهوى
إنَّ الهوى في طبعه غلاب
فذنوب شعري كلها مغفورةُ
والله – جل جلالهُ – التوَّابُ ..
@nizar_alqabbani💛🌿
#نـــزار_قــبــانــي
#العقيد
#قصيدة_يا_ست_الدنيا_يا_بيروت
*من ديوان الأعمال السياسية الكاملة.
1
يا ستَّ الدنيا يا بيروتْ,,
مَنْ باعَ أسواركِ المشغولةَ بالياقوت.ْ؟
من صادَ خاتمكِ السّحريَّ،
وقصَّ ضفائركِ الذهبيّهْ.؟
من ذبحَ الفرحَ النائمَ في عينيكِ الخضرواين..ْ؟
من شطبَ وجهكِ بالسّكّين،
وألقى ماءَ النارِ على شفتيكِ الرائعتين..ْ؟
من سمّمَ ماءَ البحرِ،ورشَّ الحقدَ على الشطآنِ الورديّهْ.؟
ها نحنُ أتينا،معتذرينَ،ومعترفينْ..
أنّا أطلقنا النارَ عليكِ بروحٍ قبليّهْ.
فقتلنا امرأة،كانت تُدعى (الحريّهْ).
2
ماذا نتكلّمُ يا بيروتْ,,
وفي عينيكِ خلاصةُ حزنِ البشريّهْ.
وعلى نهديكِ المحترقين،رمادُ الحربِ الأهليّهْ.
ماذا نتكلّمُ يا مروحةَ الصّيفِ،ويا وردتَهُ الجوريّهْ.؟
من كانَ يفكّر أن نتلاقى،يا بيروتُ،وأنتِ خرابْ.؟
من كانَ يفكّر أن تنمو للوردةِ آلافُ الأنياب.ْ؟
من كانَ يفكّر أنَّ العينَ تقاتلُ في يومٍ ضدَّ الأهدابْ.؟
ماذا نتكلّم يا لؤلؤتي؟
يا سنبلتي،
يا أقلامي،
يا أحلامي،
يا أوراقي الشعريّهْ.
من أينَ أتتكِ القسوةُ يا بيروتْ,,
وكنتِ برقّةِ حوريّهْ.؟
لا أفهمُ كيف انقلبَ العصفورُ الدوريُّ،
لقطّةِ ليلٍ وحشيّهْ.
لا أفهمُ أبداً يا بيروتْ,,
لا أفهمُ كيف نسيتِ اللهَ،
وعُدتِ لعصرِ الوثنيّهْ.
3
قومي من تحتِ الموجِ الأزرقِ، يا عِشتارْ.
قومي كقصيدةِ وردٍ ،
أو قومي كقصيدةِ نارْ.
لا يوجدُ قبلكِ شيءٌ،بعدكِ شيءٌ،مثلكِ شيءٌ،
أنتِ خلاصاتُ الأعمارْ.
يا حقل اللؤلؤِ،
يا ميناءَ العشقِ،
ويا طاووسَ الماءْ.
قومي من أجلِ الحبِّ،ومن أجلِ الشّعراءْ.
قومي من أجل الخبزِ،ومن أجلِ الفقراءْ.
الحبُّ يريدكِ،يا أحلى الملكاتْ.
والربُّ يريدكِ،يا أحلى الملكاتْ.
ها أنتِ دفعتِ ضريبةَ حسنكِ مثل جميعِ الحسناواتْ.
ودفعتِ الجزيةَ عن كلِّ الكلماتْ.
4
قومي من نومكِ،
يا سُلطانةُ،يا نوَّارةُ،ياقنديلاً مشتعلاً في القلبْ.
قومي كي يبقى العالمُ يا بيروتْ,,
ونبقى نحنُ،
ويبقى الحبّ.
قومي،يا أحلى لؤلؤةٍ أهداها البحرْ.
الآن عرفنا ما معنى،
أن نقتلَ عصفوراً في الفجرْ.
الآنَ عرفنا ما معنى،
أن ندلقَ فوقَ سماءِ الصّيفِ زجاجةَ حبرْ.
الآن عرفنا.
أنّا كُنّا ضدَّ اللهِ ،وضدَّ الشّعرْ.
5
يا ستَّ الدنيا يا بيروتْ,,
يا حيثُ الوعدُ الأوّلُ،والحبُّ الأوّلُ،
يا حيثُ كتبنا الشعرَ.
وخبّأناه بأكياسِ المُخملْ،
نعترفُ الآنَ ،بأنّا كُنّا يا بيروتُ,,
نُحبّكِ كالبدوِ الرُحّلْ.
ونُمارسُ فعلَ الحبِّ ،تماماً،
كالبدوِ الرُحَّلْ.
نعترفُ الآنَ،بأنَّكِ كُنتِ خليلتنا.
نأوي لفراشكِ طولَ اللّيل.
وعندَ الفجرِ،نهاجرُ كالبدوِ الرُحَّلْ.
نعترفُ الآنَ ،بأنّا كُنّا أميّينَ..
وكُنّا نجهلُ ما نفعلْ.
نعترفُ الآنَ،بأنّا كُنّا مِن بينِ القَتَلَهْ،
ورأينا رأسكِ,,
يسقطُ تحتَ صخورِ الرَوْشَةِ كالعصفورْ.
نعترفُ الآنَ.
بأنّا كُنّا –ساعةَ نُفِّذَ فيكِ الحُكمُ–
شهودَ الزورْ.
6
نعترفُ أمامَ اللهِ الواحدِ،
أنّا كُنّا منكِ نغارُ.
وكانَ جمالكِ يؤذينا.
نعترفُ الآنَ.
بأنّا لم ننصفْكِ،ولم نعذُرْكِ،ولم نفهمْكِ,,
وأهديناكِ مكانَ الوردةِ سِكّينا.
نعترفُ أمامَ اللهِ العادلِ.
أنّا راودناكِ,,
وعاشرناكِ,,
وضاجعناكِ,,
وحمّلناكِ معاصينا.
يا ستَّ الدنيا،إن الدنيا بعدكِ ليستْ تكفينا.
الآنَ عرفنا،أنَّ جذوركِ ضاربةٌ فينا.
الآنَ عرفنا،ماذا اقترفتْ أيدينا.
7
اللهُ،يفتّشُ في خارطةِ الجنّةِ عن لُبنانْ.
والبحرُ يفتّشُ في دفترهِ الأزرقِ عن لُبنانْ.
والقمرُ الأخضرُ.
عادَ أخيراً كي يتزوّجَ من لُبنانْ.
أعطيني كفّكِ يا جوهرةَ اللّيلِ، وزنبقةَ البلدانْ.
نعترفُ الآنَ.
بأنّا كُنّا ساديّينَ، ودمويّينَ..
وكُنّا وكلاءَ الشيطانْ.
يا ستَّ الدنيا يا بيروتْ,,
قومي من تحتِ الرَدمِ،كزهرةِ لوزٍ في نيسانْ.
قومي من حُزنكِ,,
إنَّ الثورةَ تولدُ من رحمِ الأحزانْ.
قومي أكراماً للغاباتِ.
وللأنهارِ.
وللوديانِ.
قومي إكراماً للإنسانْ.
إنّا أخطأنا يا بيروتُ,,
وجئنا نلتمسُ الغفرانْ.
8
ما زلتُ أحبُّكِ يا بيروتُ المجنونهْ،
يا نهرَ دماءٍ وجواهرْ.
ما زلتُ أحبُّكِ يا بيروتُ القلبِ الطيّبِ.
يا بيروتُ الفوضى،
يا بيروتُ الجوعِ الكافرِ،والشّبعِ الكافرِ.
ما زلتُ أحبُّكِ يا بيروتُ العدلِ.
ويا بيروتُ الظلمِ،
ويا بيروتُ السّبْيِ،
ويا بيروتُ القاتلِ والشاعرْ.
ما زلتُ أحبُّكِ يا بيروتُ العشقِ،
ويا بيروتُ الذبحِ من الشّريانِ إلى الشّريانْ.
ما زلتُ أحبُّكِ رغمَ حماقاتِ الإنسانْ.
ما زلتُ أحبُّكِ يا بيروتُ,,
لماذا لا نبتدئُ الآن.ْ؟
@nizar_alqabbani💛🌿
#نـــزار_قــبــانــي
#العقيد
*من ديوان الأعمال السياسية الكاملة.
1
يا ستَّ الدنيا يا بيروتْ,,
مَنْ باعَ أسواركِ المشغولةَ بالياقوت.ْ؟
من صادَ خاتمكِ السّحريَّ،
وقصَّ ضفائركِ الذهبيّهْ.؟
من ذبحَ الفرحَ النائمَ في عينيكِ الخضرواين..ْ؟
من شطبَ وجهكِ بالسّكّين،
وألقى ماءَ النارِ على شفتيكِ الرائعتين..ْ؟
من سمّمَ ماءَ البحرِ،ورشَّ الحقدَ على الشطآنِ الورديّهْ.؟
ها نحنُ أتينا،معتذرينَ،ومعترفينْ..
أنّا أطلقنا النارَ عليكِ بروحٍ قبليّهْ.
فقتلنا امرأة،كانت تُدعى (الحريّهْ).
2
ماذا نتكلّمُ يا بيروتْ,,
وفي عينيكِ خلاصةُ حزنِ البشريّهْ.
وعلى نهديكِ المحترقين،رمادُ الحربِ الأهليّهْ.
ماذا نتكلّمُ يا مروحةَ الصّيفِ،ويا وردتَهُ الجوريّهْ.؟
من كانَ يفكّر أن نتلاقى،يا بيروتُ،وأنتِ خرابْ.؟
من كانَ يفكّر أن تنمو للوردةِ آلافُ الأنياب.ْ؟
من كانَ يفكّر أنَّ العينَ تقاتلُ في يومٍ ضدَّ الأهدابْ.؟
ماذا نتكلّم يا لؤلؤتي؟
يا سنبلتي،
يا أقلامي،
يا أحلامي،
يا أوراقي الشعريّهْ.
من أينَ أتتكِ القسوةُ يا بيروتْ,,
وكنتِ برقّةِ حوريّهْ.؟
لا أفهمُ كيف انقلبَ العصفورُ الدوريُّ،
لقطّةِ ليلٍ وحشيّهْ.
لا أفهمُ أبداً يا بيروتْ,,
لا أفهمُ كيف نسيتِ اللهَ،
وعُدتِ لعصرِ الوثنيّهْ.
3
قومي من تحتِ الموجِ الأزرقِ، يا عِشتارْ.
قومي كقصيدةِ وردٍ ،
أو قومي كقصيدةِ نارْ.
لا يوجدُ قبلكِ شيءٌ،بعدكِ شيءٌ،مثلكِ شيءٌ،
أنتِ خلاصاتُ الأعمارْ.
يا حقل اللؤلؤِ،
يا ميناءَ العشقِ،
ويا طاووسَ الماءْ.
قومي من أجلِ الحبِّ،ومن أجلِ الشّعراءْ.
قومي من أجل الخبزِ،ومن أجلِ الفقراءْ.
الحبُّ يريدكِ،يا أحلى الملكاتْ.
والربُّ يريدكِ،يا أحلى الملكاتْ.
ها أنتِ دفعتِ ضريبةَ حسنكِ مثل جميعِ الحسناواتْ.
ودفعتِ الجزيةَ عن كلِّ الكلماتْ.
4
قومي من نومكِ،
يا سُلطانةُ،يا نوَّارةُ،ياقنديلاً مشتعلاً في القلبْ.
قومي كي يبقى العالمُ يا بيروتْ,,
ونبقى نحنُ،
ويبقى الحبّ.
قومي،يا أحلى لؤلؤةٍ أهداها البحرْ.
الآن عرفنا ما معنى،
أن نقتلَ عصفوراً في الفجرْ.
الآنَ عرفنا ما معنى،
أن ندلقَ فوقَ سماءِ الصّيفِ زجاجةَ حبرْ.
الآن عرفنا.
أنّا كُنّا ضدَّ اللهِ ،وضدَّ الشّعرْ.
5
يا ستَّ الدنيا يا بيروتْ,,
يا حيثُ الوعدُ الأوّلُ،والحبُّ الأوّلُ،
يا حيثُ كتبنا الشعرَ.
وخبّأناه بأكياسِ المُخملْ،
نعترفُ الآنَ ،بأنّا كُنّا يا بيروتُ,,
نُحبّكِ كالبدوِ الرُحّلْ.
ونُمارسُ فعلَ الحبِّ ،تماماً،
كالبدوِ الرُحَّلْ.
نعترفُ الآنَ،بأنَّكِ كُنتِ خليلتنا.
نأوي لفراشكِ طولَ اللّيل.
وعندَ الفجرِ،نهاجرُ كالبدوِ الرُحَّلْ.
نعترفُ الآنَ ،بأنّا كُنّا أميّينَ..
وكُنّا نجهلُ ما نفعلْ.
نعترفُ الآنَ،بأنّا كُنّا مِن بينِ القَتَلَهْ،
ورأينا رأسكِ,,
يسقطُ تحتَ صخورِ الرَوْشَةِ كالعصفورْ.
نعترفُ الآنَ.
بأنّا كُنّا –ساعةَ نُفِّذَ فيكِ الحُكمُ–
شهودَ الزورْ.
6
نعترفُ أمامَ اللهِ الواحدِ،
أنّا كُنّا منكِ نغارُ.
وكانَ جمالكِ يؤذينا.
نعترفُ الآنَ.
بأنّا لم ننصفْكِ،ولم نعذُرْكِ،ولم نفهمْكِ,,
وأهديناكِ مكانَ الوردةِ سِكّينا.
نعترفُ أمامَ اللهِ العادلِ.
أنّا راودناكِ,,
وعاشرناكِ,,
وضاجعناكِ,,
وحمّلناكِ معاصينا.
يا ستَّ الدنيا،إن الدنيا بعدكِ ليستْ تكفينا.
الآنَ عرفنا،أنَّ جذوركِ ضاربةٌ فينا.
الآنَ عرفنا،ماذا اقترفتْ أيدينا.
7
اللهُ،يفتّشُ في خارطةِ الجنّةِ عن لُبنانْ.
والبحرُ يفتّشُ في دفترهِ الأزرقِ عن لُبنانْ.
والقمرُ الأخضرُ.
عادَ أخيراً كي يتزوّجَ من لُبنانْ.
أعطيني كفّكِ يا جوهرةَ اللّيلِ، وزنبقةَ البلدانْ.
نعترفُ الآنَ.
بأنّا كُنّا ساديّينَ، ودمويّينَ..
وكُنّا وكلاءَ الشيطانْ.
يا ستَّ الدنيا يا بيروتْ,,
قومي من تحتِ الرَدمِ،كزهرةِ لوزٍ في نيسانْ.
قومي من حُزنكِ,,
إنَّ الثورةَ تولدُ من رحمِ الأحزانْ.
قومي أكراماً للغاباتِ.
وللأنهارِ.
وللوديانِ.
قومي إكراماً للإنسانْ.
إنّا أخطأنا يا بيروتُ,,
وجئنا نلتمسُ الغفرانْ.
8
ما زلتُ أحبُّكِ يا بيروتُ المجنونهْ،
يا نهرَ دماءٍ وجواهرْ.
ما زلتُ أحبُّكِ يا بيروتُ القلبِ الطيّبِ.
يا بيروتُ الفوضى،
يا بيروتُ الجوعِ الكافرِ،والشّبعِ الكافرِ.
ما زلتُ أحبُّكِ يا بيروتُ العدلِ.
ويا بيروتُ الظلمِ،
ويا بيروتُ السّبْيِ،
ويا بيروتُ القاتلِ والشاعرْ.
ما زلتُ أحبُّكِ يا بيروتُ العشقِ،
ويا بيروتُ الذبحِ من الشّريانِ إلى الشّريانْ.
ما زلتُ أحبُّكِ رغمَ حماقاتِ الإنسانْ.
ما زلتُ أحبُّكِ يا بيروتُ,,
لماذا لا نبتدئُ الآن.ْ؟
@nizar_alqabbani💛🌿
#نـــزار_قــبــانــي
#العقيد
#قصيدة_القدس
*من ديوان الأعمال السياسية الكاملة
بكيت.. حتى انتهت الدموع..
صليت.. حتى ذابت الشموع..
ركعت.. حتى ملّني الركوع..
سألت عن محمد، فيكِ وعن يسوع..
يا قُدسُ، يا مدينة تفوح أنبياء.
يا أقصر الدروبِ بين الأرضِ والسماء.
يا قدسُ، يا منارةَ الشرائع..
يا طفلةً جميلةً محروقةَ الأصابع..
حزينةٌ عيناكِ، يا مدينةَ البتول.
يا واحةً ظليلةً مرَّ بها الرسول.
حزينةٌ حجارةُ الشوارع..
حزينةٌ مآذنُ الجوامع..
يا قُدس، يا جميلةً تلتفُّ بالسواد..
من يقرعُ الأجراسَ في كنيسةِ القيامة؟
صبيحةَ الآحاد..
من يحملُ الألعابَ للأولاد؟
في ليلةِ الميلاد..
يا قدسُ، يا مدينةَ الأحزان..
يا دمعةً كبيرةً تجولُ في الأجفان..
من يوقفُ العدوان؟
عليكِ، يا لؤلؤةَ الأديان..
من يغسل الدماءَ عن حجارةِ الجدران؟
من ينقذُ الإنجيل؟
من ينقذُ القرآن؟
من ينقذُ المسيحَ ممن قتلوا المسيح؟
من ينقذُ الإنسان؟
يا قدسُ.. يا مدينتي.
يا قدسُ.. يا حبيبتي.
غداً.. غداً.. سيزهر الليمون..
وتفرحُ السنابلُ الخضراءُ والزيتون..
وتضحكُ العيون..
وترجعُ الحمائمُ المهاجرة.
إلى السقوفِ الطاهره.
ويرجعُ الأطفالُ يلعبون..
ويلتقي الآباءُ والبنون..
على رباك الزاهرة.
يا بلدي..يا بلد السلام والزيتون..
@nizar_alqabbani💛🌿
#نـــزار_قــبــانــي
#العقيد
*من ديوان الأعمال السياسية الكاملة
بكيت.. حتى انتهت الدموع..
صليت.. حتى ذابت الشموع..
ركعت.. حتى ملّني الركوع..
سألت عن محمد، فيكِ وعن يسوع..
يا قُدسُ، يا مدينة تفوح أنبياء.
يا أقصر الدروبِ بين الأرضِ والسماء.
يا قدسُ، يا منارةَ الشرائع..
يا طفلةً جميلةً محروقةَ الأصابع..
حزينةٌ عيناكِ، يا مدينةَ البتول.
يا واحةً ظليلةً مرَّ بها الرسول.
حزينةٌ حجارةُ الشوارع..
حزينةٌ مآذنُ الجوامع..
يا قُدس، يا جميلةً تلتفُّ بالسواد..
من يقرعُ الأجراسَ في كنيسةِ القيامة؟
صبيحةَ الآحاد..
من يحملُ الألعابَ للأولاد؟
في ليلةِ الميلاد..
يا قدسُ، يا مدينةَ الأحزان..
يا دمعةً كبيرةً تجولُ في الأجفان..
من يوقفُ العدوان؟
عليكِ، يا لؤلؤةَ الأديان..
من يغسل الدماءَ عن حجارةِ الجدران؟
من ينقذُ الإنجيل؟
من ينقذُ القرآن؟
من ينقذُ المسيحَ ممن قتلوا المسيح؟
من ينقذُ الإنسان؟
يا قدسُ.. يا مدينتي.
يا قدسُ.. يا حبيبتي.
غداً.. غداً.. سيزهر الليمون..
وتفرحُ السنابلُ الخضراءُ والزيتون..
وتضحكُ العيون..
وترجعُ الحمائمُ المهاجرة.
إلى السقوفِ الطاهره.
ويرجعُ الأطفالُ يلعبون..
ويلتقي الآباءُ والبنون..
على رباك الزاهرة.
يا بلدي..يا بلد السلام والزيتون..
@nizar_alqabbani💛🌿
#نـــزار_قــبــانــي
#العقيد
#قصيدة_جميلة_بوحيرد
*من ديوان الاعمال السياسية الكامله
الاسم : جميلة بو حَيْرد,,
رقم الزنزانة : تسعونًا ،
في السجن الحربيّ بوهْران..
والعمر اثنان وعشروونًا،
عينان كقنديليْ معبدْ..
والشعر العربيّ الأسود..
كالصيف،كشلالِ الأحزان..
إبريق الماء .. وسجّان ..
ويدٌ تنضمّ عن القرآن ..
وامرأة في ضوء الصبحِ .
تسترجع في مثل البوحِ.
آيات محزنة الأرنان ..
من سورة ( مريم ) و ( الفتحِ ).
الاسم : جميلة بو حيْرد,,
اسم مكتوب باللهبِ .
مغموس في جرح السحبِ .
في أدب بلادي . في أدبي،
العمر اثنان وعشرونًا،
في الصدر استوطن زوج حمام.
والثغر الراقد غصن سلام.
امرأةٌ من قُسْطنطينة،
لم تعرف شفتاها الزينة،
لم تدخل حجرتها الأحلام.
لم تلعب أبدًا كالأطفال.
لم تُغرم في عقد أو شال.
لم تعرف كنساء فرنسا،
أقبية اللذّة في ( بيغال )،
الاسم : جميلة بو حيرد,,
أجمل أغنية في المغرب..
أطول نخلة،
لمَحتْها واحات المغرب..
أجمل طفلة،
أتعبتِ الشمس ولم تتعب..
يا ربي . هل تحت الكوكب ؟
يوجد إنسان ..
يرضى أن يأكل .. أن يشرب ..
من لحم مجاهدة تصلب ..
أضواء ( الباستيل ) ضئيلة،
وسعال امرأة مسلولة،
أكلت من نهديها الأغلال ..
أكل الأنذال ..
( لاكوست ) وآلاف الأنذال ..
من جيش فرنسا المغلوبة،
انتصروا الآن على أنثى،
أنثى .. كالشمعة مصلوبة،
القيد يعضّ على القدمين ..
وسجائر تطفأ في النهدين ..
ودم في الأنفِ .وفي الشفتين ..
وجراح جميلة بو حيرد،
هي والتحرير على موعد،
مقصلة تُنصب .. والأشرار ..
يلهون بأنثى دون إزار ..
وجميلة بين بنادقهم،
عصفور وسط الأمطار ..
الجسد الخمريّ الأسمر،
تنفضه لمسات التيار ..
وحروق في الثدي الأيسر،
في الحلمة،
في .. في .. يا للعار..
الاسم : جميلة بو حيرد,,
تاريخ .. ترويه بلادي ..
يحفظه بعدي أولادي ..
تاريخ امرأة من وطني ..
جَلَدَتْ مقصلة الجلاد،
امرأة دوخت الشمسا،
جرحتْ أبعاد الأبعادِ،
ثائرة من جبل الأطلس.
يذكرها الليلك والنرجس.
يذكرها .. زهر الكبّاد،
ما أصغر ( جان دارك ) فرنسا،
في جانب ( جان دارك ) بلادي..
@nizar_alqabbani💛🌿
#نـــزار_قــبــانــي
#العقيد
*من ديوان الاعمال السياسية الكامله
الاسم : جميلة بو حَيْرد,,
رقم الزنزانة : تسعونًا ،
في السجن الحربيّ بوهْران..
والعمر اثنان وعشروونًا،
عينان كقنديليْ معبدْ..
والشعر العربيّ الأسود..
كالصيف،كشلالِ الأحزان..
إبريق الماء .. وسجّان ..
ويدٌ تنضمّ عن القرآن ..
وامرأة في ضوء الصبحِ .
تسترجع في مثل البوحِ.
آيات محزنة الأرنان ..
من سورة ( مريم ) و ( الفتحِ ).
الاسم : جميلة بو حيْرد,,
اسم مكتوب باللهبِ .
مغموس في جرح السحبِ .
في أدب بلادي . في أدبي،
العمر اثنان وعشرونًا،
في الصدر استوطن زوج حمام.
والثغر الراقد غصن سلام.
امرأةٌ من قُسْطنطينة،
لم تعرف شفتاها الزينة،
لم تدخل حجرتها الأحلام.
لم تلعب أبدًا كالأطفال.
لم تُغرم في عقد أو شال.
لم تعرف كنساء فرنسا،
أقبية اللذّة في ( بيغال )،
الاسم : جميلة بو حيرد,,
أجمل أغنية في المغرب..
أطول نخلة،
لمَحتْها واحات المغرب..
أجمل طفلة،
أتعبتِ الشمس ولم تتعب..
يا ربي . هل تحت الكوكب ؟
يوجد إنسان ..
يرضى أن يأكل .. أن يشرب ..
من لحم مجاهدة تصلب ..
أضواء ( الباستيل ) ضئيلة،
وسعال امرأة مسلولة،
أكلت من نهديها الأغلال ..
أكل الأنذال ..
( لاكوست ) وآلاف الأنذال ..
من جيش فرنسا المغلوبة،
انتصروا الآن على أنثى،
أنثى .. كالشمعة مصلوبة،
القيد يعضّ على القدمين ..
وسجائر تطفأ في النهدين ..
ودم في الأنفِ .وفي الشفتين ..
وجراح جميلة بو حيرد،
هي والتحرير على موعد،
مقصلة تُنصب .. والأشرار ..
يلهون بأنثى دون إزار ..
وجميلة بين بنادقهم،
عصفور وسط الأمطار ..
الجسد الخمريّ الأسمر،
تنفضه لمسات التيار ..
وحروق في الثدي الأيسر،
في الحلمة،
في .. في .. يا للعار..
الاسم : جميلة بو حيرد,,
تاريخ .. ترويه بلادي ..
يحفظه بعدي أولادي ..
تاريخ امرأة من وطني ..
جَلَدَتْ مقصلة الجلاد،
امرأة دوخت الشمسا،
جرحتْ أبعاد الأبعادِ،
ثائرة من جبل الأطلس.
يذكرها الليلك والنرجس.
يذكرها .. زهر الكبّاد،
ما أصغر ( جان دارك ) فرنسا،
في جانب ( جان دارك ) بلادي..
@nizar_alqabbani💛🌿
#نـــزار_قــبــانــي
#العقيد
#قصيدة_الممثلون
*من ديوان الأعمال السياسية الكامله.
-1-
حين يصيرُ الفكرُ في مدينةٍ،
مُسَطَّحاً كحدوةِ الحصانْ ..
مُدوَّراً كحدوةِ الحصانْ ..
وتستطيعُ أيُّ بندقيّةٍ يرفعُها جَبانْ..
أن تسحقَ الإنسانْ..
حينَ تصيرُ بلدةٌ بأسرِها،
مصيدةً .. والناسُ كالفئرانْ..
وتصبحُ الجرائد الموَجَّههْ،
أوراقَ نعيٍ تملأُ الحيطانْ..
يموتُ كلُّ شيءْ،
يموتُ كلُّ شيءْ،
الماءُ والنباتُ والأصواتُ والألوانْ..
تُهاجِرُ الأشجارُ من جذورِها،
يهربُ من مكانِه المكانْ..
وينتهي الإنسانْ..
-2-
حينَ يصيرُ الحرفُ في مدينةٍ،
حشيشةً يمنعُها القانونْ..
ويصبحُ التفكيرُ كالبغاءِواللّواطِ والأفيونْ..
جريمةً يطالُها القانونْ..
حينَ يصيرُ الناسُ في مدينةٍ،
ضفادعاً مفقوءةَ العيونْ..
فلا يثورونَ ولا يشكونْ..
ولا يغنّونَ ولا يبكونْ..
ولا يموتونَ ولا يحيونْ..
تحترقُ الغاباتُ والأطفالُ والأزهارْ.
تحترقُ الثمارْ.
ويصبحُ الإنسانُ في موطنِه،
أذلَّ من صرصارْ .
-3-
حينَ يصيرُ العدلُ في مدينةٍ،
سفينةً يركبُها قُرصانْ..
ويصبحُ الإنسانُ في سريرِه،
محاصَراً بالخوفِ والأحزانْ..
حينَ يصيرُ الدمعُ في مدينةٍ،
أكبرَ من مساحةِ الأجفانْ..
يسقطُ كلُّ شيءْ،
الشمسُ والنجومُ والجبالُ والوديانْ..
والليلُ والنهارُ والبحارُ والشطآنْ..
واللهُ .. والإنسانْ..
-4-
حينَ تصيرُ خوذةٌ ،كالربِّ في السّماءْ..
تصنعُ بالعبادِ ما تشاءْ..
تمعسُهمْ .. تهرسُهمْ،
تميتُهمْ .. تبعثُهمْ ،
تصنعُ بالعبادِ ما تشاءْ..
حينَ يصيرُ الحكمُ في مدينةٍ نوعاً من البغاءْ..
ويصيرُ التاريخُ في مدينةٍ ،
مِمسَحَةً .. والفكرُ كالحذاءْ..
حينَ تصيرُ نسمةُ الهواءْ..
تأتي بمرسومٍ من السلطانْ.
وحبّةُ القمحِ التي نأكلُها،
تأتي بمرسومٍ من السلطانْ.
وقطرةُ الماءِ التي نشربُها،
تأتي بمرسومٍ من السلطانْ.
حينَ تصيرُ أمّةٌ بأسرِها،
ماشيةً تعلفُ في زريبةِ السلطانْ.
يختنقُ الأطفالُ في أرحامِهمْ،
وتُجهَضُ النساءْ ..
وتسقطُ الشمسُ على ساحاتِنا،
مشنقةً سوداءْ..
-5-
متى سترحلونْ ..؟
المسرحُ انهارَ على رؤوسِكمْ،
متى سترحلونْ ..؟
والناسُ في القاعةِ يشتمونَ ،يبصقونْ..
كانتْ فلسطينُ لكمْ ،
دجاجةً من بيضِها الثمينِ تأكلونْ..
كانتْ فلسطينُ لكمْ،
قميصَ عثمانَ الذي بهِ تُتاجِرونْ..
طوبى لكمْ ،
على يديكمْ أصبحتْ حدودُنا من وَرَقٍ،
فألفُ تُشكَرونْ ..
على يديكمْ أصبحتْ بلادُنا،
إمرأةً مباحةً .. فألفُ تُشكَرونْ..
-6-
حربُ حُزيرانَ انتهتْ،
فكلُّ حربٍ بعدَها ، ونحنُ طيّبونْ..
أخبارُنا جيّدةٌ،
وحالُنا ـ والحمدُ للهِ ـ على أحسنِ ما يكونْ..
جمرُ النراجيلِ ، على أحسنِ ما يكونْ..
وطاولاتُ الزّهرِ ،ما زالتْ على أحسنِ ما يكونْ..
والقمرُ المزروعُ في سمائِنا،
مدَوَّرُ الوجهِ على أحسنِ ما يكونْ..
وصوتُ فيروزَ من الفردوسِ يأتي:
” نحنُ راجعونْ “
تغَلْغَلَ اليهودُ في ثيابِناو ” نحنُ راجِعونْ “
صاروا على مِترَينْ من أبوابِناو” نحنُ راجِعونْ “
ناموا على فراشِنا و “نحنُ راجِعونْ “
وكلُّ ما نملكُ أن نقولَهُ :
” إنّا إلى الله لَراجعونْ ”
-7-
حربُ حزيرانَ انتهتْ،
وحالُناوالحمدُ للهِ على أحسنِ ما يكونْ..
كُتّابُنا على رصيفِ الفكرِ عاطلونْ..
من مطبخِ السلطانِ يأكلونْ..
بسيفهِ الطويلِ يضربونْ..
كُتّابُنا ما مارسوا التفكيرَ من قرونْ..
لم يُقتَلوا .. لم يُصلَبوا،
لم يقِفوا على حدودِ الموتِ والجنونْ..
كُتّابُنا يحيونَ في إجازةٍ،
وخارجَ التاريخِ .. يسكنونْ ..
حربُ حزيرانَ انتهتْ،
جرائدُ الصباحِ ما تغيّرتْ،
الأحرفُ الكبيرةُ الحمراءُ .. ما تغيّرتْ،
الصورُ العاريةُ النكراءُ .. ما تغيّرتْ،
والناسُ يلهثونْ ،تحتَ سياطِ الجنسِ يلهثونْ..
تحتَ سياطِ الأحرفِ الكبيرةِ الحمراءِ يسقطونْ..
الناسُ كالثيرانِ في بلادِنا ، بالأحمرِ الفاقعِ، يُؤخَذونْ …
-8-
حربُ حزيرانَ انتهتْ،
وضاعَ كلُّ شيءْ ،
الشّرفُ الرّفيعُ ، والقلاعُ ، والحصونْ..
والمالُ والبنونْ..
لكنّنا .. باقونَ في محطّةِ الإذاعهْ،
” فاطمةٌ تُهدي إلى والدِها سلامَها “
” وخالدٌ يسألُ عن أعمامِه في غَزَّةَ ،
وأينَ يقطنونْ ؟ “
” نفيسةٌ قد وضعتْ مولودَها “
” وسامرٌ حازَ على شهادةِ الكفاءهْ “
” فطمئنونا عنكُمُ،
” عنوانُنا المخيّمُ التسعونْ .. “
-9-
حربُ حزيرانَ انتهتْ،
كأنَّ شيئاً لم يكنْ،
لم تختلفْ أمامَنا الوجوهُ والعيونْ..
محاكمُ التفتيشِ عادتْ والمفتّشونْ..
والدونكشوتيّونَ ما زالوا يُشَخِّصونْ..
والناسُ من صعوبةِ البُكاءِ يضحكونْ..
ونحنُ قانِعونْ ..
بالحربِ قانعونْ .. والسلمِ قانعونْ..
بالحرِّ قانعونْ .. والبردِ قانعونْ..
بالعقمِ قانعونْ .. والنسلِ قانعونْ..
بكلِّ ما في لوحِنا المحفوظِ في السماءِ قانعونْ
وكل ما نملكُ أن نقولَهُ :
” إنّا إلى اللهِ لَراجعونْ ” ..
-10-
إحترقَ المسرحُ مِن أركانِهِ،،
ولم يَمُتْ ـ بعدُ ـ الممثِّلونْ..
@nizar_alqabbani💛🌿
#نـــزار_قــبــانــي
#العقيد
*من ديوان الأعمال السياسية الكامله.
-1-
حين يصيرُ الفكرُ في مدينةٍ،
مُسَطَّحاً كحدوةِ الحصانْ ..
مُدوَّراً كحدوةِ الحصانْ ..
وتستطيعُ أيُّ بندقيّةٍ يرفعُها جَبانْ..
أن تسحقَ الإنسانْ..
حينَ تصيرُ بلدةٌ بأسرِها،
مصيدةً .. والناسُ كالفئرانْ..
وتصبحُ الجرائد الموَجَّههْ،
أوراقَ نعيٍ تملأُ الحيطانْ..
يموتُ كلُّ شيءْ،
يموتُ كلُّ شيءْ،
الماءُ والنباتُ والأصواتُ والألوانْ..
تُهاجِرُ الأشجارُ من جذورِها،
يهربُ من مكانِه المكانْ..
وينتهي الإنسانْ..
-2-
حينَ يصيرُ الحرفُ في مدينةٍ،
حشيشةً يمنعُها القانونْ..
ويصبحُ التفكيرُ كالبغاءِواللّواطِ والأفيونْ..
جريمةً يطالُها القانونْ..
حينَ يصيرُ الناسُ في مدينةٍ،
ضفادعاً مفقوءةَ العيونْ..
فلا يثورونَ ولا يشكونْ..
ولا يغنّونَ ولا يبكونْ..
ولا يموتونَ ولا يحيونْ..
تحترقُ الغاباتُ والأطفالُ والأزهارْ.
تحترقُ الثمارْ.
ويصبحُ الإنسانُ في موطنِه،
أذلَّ من صرصارْ .
-3-
حينَ يصيرُ العدلُ في مدينةٍ،
سفينةً يركبُها قُرصانْ..
ويصبحُ الإنسانُ في سريرِه،
محاصَراً بالخوفِ والأحزانْ..
حينَ يصيرُ الدمعُ في مدينةٍ،
أكبرَ من مساحةِ الأجفانْ..
يسقطُ كلُّ شيءْ،
الشمسُ والنجومُ والجبالُ والوديانْ..
والليلُ والنهارُ والبحارُ والشطآنْ..
واللهُ .. والإنسانْ..
-4-
حينَ تصيرُ خوذةٌ ،كالربِّ في السّماءْ..
تصنعُ بالعبادِ ما تشاءْ..
تمعسُهمْ .. تهرسُهمْ،
تميتُهمْ .. تبعثُهمْ ،
تصنعُ بالعبادِ ما تشاءْ..
حينَ يصيرُ الحكمُ في مدينةٍ نوعاً من البغاءْ..
ويصيرُ التاريخُ في مدينةٍ ،
مِمسَحَةً .. والفكرُ كالحذاءْ..
حينَ تصيرُ نسمةُ الهواءْ..
تأتي بمرسومٍ من السلطانْ.
وحبّةُ القمحِ التي نأكلُها،
تأتي بمرسومٍ من السلطانْ.
وقطرةُ الماءِ التي نشربُها،
تأتي بمرسومٍ من السلطانْ.
حينَ تصيرُ أمّةٌ بأسرِها،
ماشيةً تعلفُ في زريبةِ السلطانْ.
يختنقُ الأطفالُ في أرحامِهمْ،
وتُجهَضُ النساءْ ..
وتسقطُ الشمسُ على ساحاتِنا،
مشنقةً سوداءْ..
-5-
متى سترحلونْ ..؟
المسرحُ انهارَ على رؤوسِكمْ،
متى سترحلونْ ..؟
والناسُ في القاعةِ يشتمونَ ،يبصقونْ..
كانتْ فلسطينُ لكمْ ،
دجاجةً من بيضِها الثمينِ تأكلونْ..
كانتْ فلسطينُ لكمْ،
قميصَ عثمانَ الذي بهِ تُتاجِرونْ..
طوبى لكمْ ،
على يديكمْ أصبحتْ حدودُنا من وَرَقٍ،
فألفُ تُشكَرونْ ..
على يديكمْ أصبحتْ بلادُنا،
إمرأةً مباحةً .. فألفُ تُشكَرونْ..
-6-
حربُ حُزيرانَ انتهتْ،
فكلُّ حربٍ بعدَها ، ونحنُ طيّبونْ..
أخبارُنا جيّدةٌ،
وحالُنا ـ والحمدُ للهِ ـ على أحسنِ ما يكونْ..
جمرُ النراجيلِ ، على أحسنِ ما يكونْ..
وطاولاتُ الزّهرِ ،ما زالتْ على أحسنِ ما يكونْ..
والقمرُ المزروعُ في سمائِنا،
مدَوَّرُ الوجهِ على أحسنِ ما يكونْ..
وصوتُ فيروزَ من الفردوسِ يأتي:
” نحنُ راجعونْ “
تغَلْغَلَ اليهودُ في ثيابِناو ” نحنُ راجِعونْ “
صاروا على مِترَينْ من أبوابِناو” نحنُ راجِعونْ “
ناموا على فراشِنا و “نحنُ راجِعونْ “
وكلُّ ما نملكُ أن نقولَهُ :
” إنّا إلى الله لَراجعونْ ”
-7-
حربُ حزيرانَ انتهتْ،
وحالُناوالحمدُ للهِ على أحسنِ ما يكونْ..
كُتّابُنا على رصيفِ الفكرِ عاطلونْ..
من مطبخِ السلطانِ يأكلونْ..
بسيفهِ الطويلِ يضربونْ..
كُتّابُنا ما مارسوا التفكيرَ من قرونْ..
لم يُقتَلوا .. لم يُصلَبوا،
لم يقِفوا على حدودِ الموتِ والجنونْ..
كُتّابُنا يحيونَ في إجازةٍ،
وخارجَ التاريخِ .. يسكنونْ ..
حربُ حزيرانَ انتهتْ،
جرائدُ الصباحِ ما تغيّرتْ،
الأحرفُ الكبيرةُ الحمراءُ .. ما تغيّرتْ،
الصورُ العاريةُ النكراءُ .. ما تغيّرتْ،
والناسُ يلهثونْ ،تحتَ سياطِ الجنسِ يلهثونْ..
تحتَ سياطِ الأحرفِ الكبيرةِ الحمراءِ يسقطونْ..
الناسُ كالثيرانِ في بلادِنا ، بالأحمرِ الفاقعِ، يُؤخَذونْ …
-8-
حربُ حزيرانَ انتهتْ،
وضاعَ كلُّ شيءْ ،
الشّرفُ الرّفيعُ ، والقلاعُ ، والحصونْ..
والمالُ والبنونْ..
لكنّنا .. باقونَ في محطّةِ الإذاعهْ،
” فاطمةٌ تُهدي إلى والدِها سلامَها “
” وخالدٌ يسألُ عن أعمامِه في غَزَّةَ ،
وأينَ يقطنونْ ؟ “
” نفيسةٌ قد وضعتْ مولودَها “
” وسامرٌ حازَ على شهادةِ الكفاءهْ “
” فطمئنونا عنكُمُ،
” عنوانُنا المخيّمُ التسعونْ .. “
-9-
حربُ حزيرانَ انتهتْ،
كأنَّ شيئاً لم يكنْ،
لم تختلفْ أمامَنا الوجوهُ والعيونْ..
محاكمُ التفتيشِ عادتْ والمفتّشونْ..
والدونكشوتيّونَ ما زالوا يُشَخِّصونْ..
والناسُ من صعوبةِ البُكاءِ يضحكونْ..
ونحنُ قانِعونْ ..
بالحربِ قانعونْ .. والسلمِ قانعونْ..
بالحرِّ قانعونْ .. والبردِ قانعونْ..
بالعقمِ قانعونْ .. والنسلِ قانعونْ..
بكلِّ ما في لوحِنا المحفوظِ في السماءِ قانعونْ
وكل ما نملكُ أن نقولَهُ :
” إنّا إلى اللهِ لَراجعونْ ” ..
-10-
إحترقَ المسرحُ مِن أركانِهِ،،
ولم يَمُتْ ـ بعدُ ـ الممثِّلونْ..
@nizar_alqabbani💛🌿
#نـــزار_قــبــانــي
#العقيد
#قصیدة_منشورات_فدائية_علي_جدران_اسرائيل
*من ديوان الأعمال السياسية الكاملة
1
لن تجعلوا من شعبنا.
شعبَ هنودٍ حُمرْ..
فنحنُ باقونَ هنا.
في هذه الأرضِ التي تلبسُ في معصمها.
إسوارةً من زهرْ..
فهذهِ بلادُنا.
فيها وُجدنا منذُ فجرِ العُمرْ..
فيها لعبنا، وعشقنا، وكتبنا الشعرْ..
مشرِّشونَ نحنُ في خُلجانها.
مثلَ حشيشِ البحرْ..
مشرِّشونَ نحنُ في تاريخها.
في خُبزها المرقوقِ، في زيتونِها.
في قمحِها المُصفرّْ..
مشرِّشونَ نحنُ في وجدانِها.
باقونَ في آذارها.
باقونَ في نيسانِها.
باقونَ كالحفرِ على صُلبانِها.
ياقونَ في نبيّها الكريمِ، في قُرآنها.
وفي الوصايا العشرْ..
2
لا تسكروا بالنصرْ..
إذا قتلتُم خالداً،فسوفَ يأتي عمرْ..
وإن سحقتُم وردةً،
فسوفَ يبقى العِطرْ..
3
لأنَّ موسى قُطّعتْ يداهْ،
ولم يعُدْ يتقنُ فنَّ السحرْ..
لأنَّ موسى كُسرتْ عصاهْ،
ولم يعُدْ بوسعهِ شقَّ مياهِ البحرْ..
لأنكمْ لستمْ كأمريكا.. ولسنا كالهنودِ الحمرْ..
فسوفَ تهلكونَ عن آخركمْ،
فوقَ صحاري مصرْ..
4
المسجدُ الأقصى شهيدٌ جديدْ،
نُضيفهُ إلى الحسابِ العتيقْ..
وليستِ النارُ، وليسَ الحريقْ..
سوى قناديلٍ تضيءُ الطريقْ..
5
من قصبِ الغاباتْ..
نخرجُ كالجنِّ لكمْ،من قصبِ الغاباتْ..
من رُزمِ البريدِ، من مقاعدِ الباصاتْ..
من عُلبِ الدخانِ، من صفائحِ البنزينِ، من شواهدِ الأمواتْ..
من الطباشيرِ، من الألواحِ، من ضفائرِ البناتْ..
من خشبِ الصُّلبانِ، ومن أوعيةِ البخّورِ، من أغطيةِ الصلاةْ..
من ورقِ المصحفِ نأتيكمْ،
من السطورِ والآيات..
فنحنُ مبثوثونَ في الريحِ، وفي الماءِ، وفي النباتْ..
ونحنُ معجونونَ بالألوانِ والأصواتْ..
لن تُفلتوا.. لن تُفلتوا،
فكلُّ بيتٍ فيهِ بندقيهْ،
من ضفّةِ النيلِ إلى الفراتْ..
6
لن تستريحوا معنا،
كلُّ قتيلٍ عندنا،
يموتُ آلافاً من المرات..
7
إنتبهوا.. إنتبهوا،
أعمدةُ النورِ لها أظافرْ،
وللشبابيكِ عيونٌ عشرْ..
والموتُ في انتظاركم في كلِّ وجهٍ عابرٍ،
أو لفتةٍ.. أو خصرْ..
الموتُ مخبوءٌ لكم.. في مشطِ كلِّ امرأةٍ،
وخصلةٍ من شعرْ..
8
يا آلَ إسرائيلَ،لا يأخذْكم الغرورْ..
عقاربُ الساعاتِ إن توقّفتْ، لا بدَّ أن تدورْ..
إنَّ اغتصابَ الأرضِ لا يُخيفنا.
فالريشُ قد يسقطُ عن أجنحةِ النسورْ..
والعطشُ الطويلُ لا يخيفنا.
فالماءُ يبقى دائماً في باطنِ الصخورْ..
هزمتمُ الجيوشَ،إلا أنكم لم تهزموا الشعورْ..
قطعتم الأشجارَ من رؤوسهاوظلّتِ الجذورْ..
9
ننصحُكم أن تقرأوا ما جاءَ في الزّبورْ..
ننصحُكم أن تحملوا توراتَكم،
وتتبعوا نبيَّكم للطورْ..
فما لكم خبزٌ هنا.. ولا لكم حضورْ..
من بابِ كلِّ جامعٍ،
من خلفِ كلِّ منبرٍ مكسورْ..
سيخرجُ الحجّاجُ ذاتَ ليلةٍويخرجُ المنصورْ..
10
إنتظرونا دائماً،
في كلِّ ما لا يُنتظَرْ..
فنحنُ في كلِّ المطاراتِ، وفي كلِّ بطاقاتِ السفرْ..
نطلعُ في روما، وفي زوريخَ، من تحتِ الحجرْ..
نطلعُ من خلفِ التماثيلِ وأحواضِ الزَّهرْ..
رجالُنا يأتونَ دونَ موعدٍ،
في غضبِ الرعدِ، وزخاتِ المطرْ..
يأتونَ في عباءةِ الرسولِ، أو سيفِ عُمرْ..
نساؤنايرسمنَ أحزانَ فلسطينَ على دمعِ الشجرْ..
يقبرنَ أطفالَ فلسطينَ، بوجدانِ البشرْ..
يحملنَ أحجارَ فلسطينَ إلى أرضِ القمرْ..
11
لقد سرقتمْ وطناً،
فصفّقَ العالمُ للمغامرهْ..
صادرتُمُ الألوفَ من بيوتنا.
وبعتمُ الألوفَ من أطفالنا.
فصفّقَ العالمُ للسماسرهْ..
سرقتُمُ الزيتَ من الكنائسِ،
سرقتمُ المسيحَ من بيتهِ في الناصرهْ..
فصفّقَ العالمُ للمغامرهْ..
وتنصبونَ مأتماً،
إذا خطفنا طائرهْ..
12
تذكروا.. تذكروا دائماً،
بأنَّ أمريكا – على شأنها –
ليستْ هيَ اللهَ العزيزَ القديرْ،
وأن أمريكا – على بأسها –
لن تمنعَ الطيورَ أن تطيرْ.
قد تقتلُ الكبيرَ.. بارودةٌ،
صغيرةٌ.. في يدِ طفلٍ صغيرْ.
👇
*من ديوان الأعمال السياسية الكاملة
1
لن تجعلوا من شعبنا.
شعبَ هنودٍ حُمرْ..
فنحنُ باقونَ هنا.
في هذه الأرضِ التي تلبسُ في معصمها.
إسوارةً من زهرْ..
فهذهِ بلادُنا.
فيها وُجدنا منذُ فجرِ العُمرْ..
فيها لعبنا، وعشقنا، وكتبنا الشعرْ..
مشرِّشونَ نحنُ في خُلجانها.
مثلَ حشيشِ البحرْ..
مشرِّشونَ نحنُ في تاريخها.
في خُبزها المرقوقِ، في زيتونِها.
في قمحِها المُصفرّْ..
مشرِّشونَ نحنُ في وجدانِها.
باقونَ في آذارها.
باقونَ في نيسانِها.
باقونَ كالحفرِ على صُلبانِها.
ياقونَ في نبيّها الكريمِ، في قُرآنها.
وفي الوصايا العشرْ..
2
لا تسكروا بالنصرْ..
إذا قتلتُم خالداً،فسوفَ يأتي عمرْ..
وإن سحقتُم وردةً،
فسوفَ يبقى العِطرْ..
3
لأنَّ موسى قُطّعتْ يداهْ،
ولم يعُدْ يتقنُ فنَّ السحرْ..
لأنَّ موسى كُسرتْ عصاهْ،
ولم يعُدْ بوسعهِ شقَّ مياهِ البحرْ..
لأنكمْ لستمْ كأمريكا.. ولسنا كالهنودِ الحمرْ..
فسوفَ تهلكونَ عن آخركمْ،
فوقَ صحاري مصرْ..
4
المسجدُ الأقصى شهيدٌ جديدْ،
نُضيفهُ إلى الحسابِ العتيقْ..
وليستِ النارُ، وليسَ الحريقْ..
سوى قناديلٍ تضيءُ الطريقْ..
5
من قصبِ الغاباتْ..
نخرجُ كالجنِّ لكمْ،من قصبِ الغاباتْ..
من رُزمِ البريدِ، من مقاعدِ الباصاتْ..
من عُلبِ الدخانِ، من صفائحِ البنزينِ، من شواهدِ الأمواتْ..
من الطباشيرِ، من الألواحِ، من ضفائرِ البناتْ..
من خشبِ الصُّلبانِ، ومن أوعيةِ البخّورِ، من أغطيةِ الصلاةْ..
من ورقِ المصحفِ نأتيكمْ،
من السطورِ والآيات..
فنحنُ مبثوثونَ في الريحِ، وفي الماءِ، وفي النباتْ..
ونحنُ معجونونَ بالألوانِ والأصواتْ..
لن تُفلتوا.. لن تُفلتوا،
فكلُّ بيتٍ فيهِ بندقيهْ،
من ضفّةِ النيلِ إلى الفراتْ..
6
لن تستريحوا معنا،
كلُّ قتيلٍ عندنا،
يموتُ آلافاً من المرات..
7
إنتبهوا.. إنتبهوا،
أعمدةُ النورِ لها أظافرْ،
وللشبابيكِ عيونٌ عشرْ..
والموتُ في انتظاركم في كلِّ وجهٍ عابرٍ،
أو لفتةٍ.. أو خصرْ..
الموتُ مخبوءٌ لكم.. في مشطِ كلِّ امرأةٍ،
وخصلةٍ من شعرْ..
8
يا آلَ إسرائيلَ،لا يأخذْكم الغرورْ..
عقاربُ الساعاتِ إن توقّفتْ، لا بدَّ أن تدورْ..
إنَّ اغتصابَ الأرضِ لا يُخيفنا.
فالريشُ قد يسقطُ عن أجنحةِ النسورْ..
والعطشُ الطويلُ لا يخيفنا.
فالماءُ يبقى دائماً في باطنِ الصخورْ..
هزمتمُ الجيوشَ،إلا أنكم لم تهزموا الشعورْ..
قطعتم الأشجارَ من رؤوسهاوظلّتِ الجذورْ..
9
ننصحُكم أن تقرأوا ما جاءَ في الزّبورْ..
ننصحُكم أن تحملوا توراتَكم،
وتتبعوا نبيَّكم للطورْ..
فما لكم خبزٌ هنا.. ولا لكم حضورْ..
من بابِ كلِّ جامعٍ،
من خلفِ كلِّ منبرٍ مكسورْ..
سيخرجُ الحجّاجُ ذاتَ ليلةٍويخرجُ المنصورْ..
10
إنتظرونا دائماً،
في كلِّ ما لا يُنتظَرْ..
فنحنُ في كلِّ المطاراتِ، وفي كلِّ بطاقاتِ السفرْ..
نطلعُ في روما، وفي زوريخَ، من تحتِ الحجرْ..
نطلعُ من خلفِ التماثيلِ وأحواضِ الزَّهرْ..
رجالُنا يأتونَ دونَ موعدٍ،
في غضبِ الرعدِ، وزخاتِ المطرْ..
يأتونَ في عباءةِ الرسولِ، أو سيفِ عُمرْ..
نساؤنايرسمنَ أحزانَ فلسطينَ على دمعِ الشجرْ..
يقبرنَ أطفالَ فلسطينَ، بوجدانِ البشرْ..
يحملنَ أحجارَ فلسطينَ إلى أرضِ القمرْ..
11
لقد سرقتمْ وطناً،
فصفّقَ العالمُ للمغامرهْ..
صادرتُمُ الألوفَ من بيوتنا.
وبعتمُ الألوفَ من أطفالنا.
فصفّقَ العالمُ للسماسرهْ..
سرقتُمُ الزيتَ من الكنائسِ،
سرقتمُ المسيحَ من بيتهِ في الناصرهْ..
فصفّقَ العالمُ للمغامرهْ..
وتنصبونَ مأتماً،
إذا خطفنا طائرهْ..
12
تذكروا.. تذكروا دائماً،
بأنَّ أمريكا – على شأنها –
ليستْ هيَ اللهَ العزيزَ القديرْ،
وأن أمريكا – على بأسها –
لن تمنعَ الطيورَ أن تطيرْ.
قد تقتلُ الكبيرَ.. بارودةٌ،
صغيرةٌ.. في يدِ طفلٍ صغيرْ.
👇
13
ما بينناوبينكم لا ينتهي بعامْ..
لا ينتهي بخمسةٍأو عشرةٍولا بألفِ عامْ..
طويلةٌ معاركُ التحريرِ كالصيامْ..
ونحنُ باقونَ على صدوركمْ،
كالنقشِ في الرخامْ..
باقونَ في صوتِ المزاريبِ وفي أجنحةِ الحمامْ..
باقونَ في ذاكرةِ الشمسِ،وفي دفاترِ الأيامْ..
باقونَ في شيطنةِ الأولادِفي خربشةِ الأقلامْ..
باقونَ في الخرائطِ الملوّنهْ،
باقونَ في شعر امرئ القيس،
وفي شعر أبي تمّامْ..
باقونَ في شفاهِ من نحبّهمْ،
باقونَ في مخارجِ الكلامْ..
14
موعدُنا حينَ يجيءُ المغيبْ..
موعدُنا القادمُ في تل أبيبْ..
“نصرٌ من اللهِ وفتحٌ قريبْ”
15
ليسَ حزيرانُ سوى يومٍ من الزمانْ..
وأجملُ الورودِ ما ينبتُ في حديقةِ الأحزانْ..
16
للحزنِ أولادٌ سيكبرونْ..
للوجعِ الطويلِ أولادٌ سيكبرونْ..
للأرضِ، للحاراتِ، للأبوابِ، أولادٌ سيكبرونْ..
وهؤلاءِ كلّهمْ،
تجمّعوا منذُ ثلاثينَ سنهْ،
في غُرفِ التحقيقِ، في مراكزِ البوليسِ، في السجونْ..
تجمّعوا كالدمعِ في العيونْ..
وهؤلاءِ كلّهم،
في أيِّ.. أيِّ لحظةٍ،
من كلِّ أبوابِ فلسطينَ سيدخلونْ..
17
وجاءَ في كتابهِ تعالى:
بأنكم من مصرَ تخرجونْ..
وأنكمْ في تيهها،سوفَ تجوعونَ،وتعطشونْ..
وأنكم ستعبدونَ العجلَ دونَ ربّكمْ،
وأنكم بنعمةِ الله عليكم سوفَ تكفرونْ..
وفي المناشير التي يحملُها رجالُنا،
زِدنا على ما قالهُ تعالى:
سطرينِ آخرينْ:
ومن ذُرى الجولانِ تخرجونْ..
وضفّةِ الأردنِّ تخرجونْ..
بقوّةِ السلاحِ تخرجونْ..
18
سوفَ يموتُ الأعورُ الدجّالْ..
سوفَ يموتُ الأعورُ الدجّالْ..
ونحنُ باقونَ هنا، حدائقاً، وعطرَ برتقالْ..
باقونَ فيما رسمَ اللهُ على دفاترِ الجبالْ..
باقونَ في معاصرِ الزيتِ.وفي الأنوالْ..
في المدِّ،في الجزرِ،وفي الشروقِ والزوالْ..
باقونَ في مراكبِ الصيدِ، وفي الأصدافِ، والرمالْ..
باقونَ في قصائدِ الحبِّ، وفي قصائدِ النضالْ..
باقونَ في الشعرِ، وفي الأزجالْ..
باقونَ في عطرِ المناديلِ،
في (الدَّبكةِ) و (الموَّالْ)..
في القصصِ الشعبيِّ، والأمثالْ..
باقونَ في الكوفيّةِ البيضاءِ، والعقالْ..
باقونَ في مروءةِ الخيلِ، وفي مروءةِ الخيَّالْ..
بالقونَ في (المهباجِ) والبُنِّ، وفي تحيةِ الرجالِ للرجالْ..
باقونَ في معاطفِ الجنودِ، في الجراحِ، في السُّعالْ..
باقونَ في سنابلِ القمحِ، وفي نسائمِ الشمالْ..
باقونَ في الصليبْ،
باقونَ في الهلالْ..
في ثورةِ الطلابِ، باقونَ، وفي معاولِ العمّالْ..
باقونَ في خواتمِ الخطبةِ، في أسِرَّةِ الأطفالْ..
باقونَ في الدموعْ،
باقونَ في الآمالْ..
19
تسعونَ مليوناً من الأعرابِ خلفَ الأفقِ غاضبونْ..
با ويلكمْ من ثأرهمْ،
يومَ من القمقمِ يطلعونْ..
20
لأنَّ هارونَ الرشيدَ ماتَ من زمانْ..
ولم يعدْ في القصرِ غلمانٌ، ولا خصيانْ..
لأنّنا مَن قتلناهُ، وأطعمناهُ للحيتانْ..
لأنَّ هارونَ الرشيدَ لم يعُدْ إنسانْ..
لأنَّهُ في تحتهِ الوثيرِ لا يعرفُ ما القدسَ.وما بيسانْ..
فقد قطعنا رأسهُ، أمسُ، وعلّقناهُ في بيسانْ..
لأنَّ هارونَ الرشيدَ أرنبٌ جبانْ..
فقد جعلنا قصرهُ قيادةَ الأركانْ..
👇
ما بينناوبينكم لا ينتهي بعامْ..
لا ينتهي بخمسةٍأو عشرةٍولا بألفِ عامْ..
طويلةٌ معاركُ التحريرِ كالصيامْ..
ونحنُ باقونَ على صدوركمْ،
كالنقشِ في الرخامْ..
باقونَ في صوتِ المزاريبِ وفي أجنحةِ الحمامْ..
باقونَ في ذاكرةِ الشمسِ،وفي دفاترِ الأيامْ..
باقونَ في شيطنةِ الأولادِفي خربشةِ الأقلامْ..
باقونَ في الخرائطِ الملوّنهْ،
باقونَ في شعر امرئ القيس،
وفي شعر أبي تمّامْ..
باقونَ في شفاهِ من نحبّهمْ،
باقونَ في مخارجِ الكلامْ..
14
موعدُنا حينَ يجيءُ المغيبْ..
موعدُنا القادمُ في تل أبيبْ..
“نصرٌ من اللهِ وفتحٌ قريبْ”
15
ليسَ حزيرانُ سوى يومٍ من الزمانْ..
وأجملُ الورودِ ما ينبتُ في حديقةِ الأحزانْ..
16
للحزنِ أولادٌ سيكبرونْ..
للوجعِ الطويلِ أولادٌ سيكبرونْ..
للأرضِ، للحاراتِ، للأبوابِ، أولادٌ سيكبرونْ..
وهؤلاءِ كلّهمْ،
تجمّعوا منذُ ثلاثينَ سنهْ،
في غُرفِ التحقيقِ، في مراكزِ البوليسِ، في السجونْ..
تجمّعوا كالدمعِ في العيونْ..
وهؤلاءِ كلّهم،
في أيِّ.. أيِّ لحظةٍ،
من كلِّ أبوابِ فلسطينَ سيدخلونْ..
17
وجاءَ في كتابهِ تعالى:
بأنكم من مصرَ تخرجونْ..
وأنكمْ في تيهها،سوفَ تجوعونَ،وتعطشونْ..
وأنكم ستعبدونَ العجلَ دونَ ربّكمْ،
وأنكم بنعمةِ الله عليكم سوفَ تكفرونْ..
وفي المناشير التي يحملُها رجالُنا،
زِدنا على ما قالهُ تعالى:
سطرينِ آخرينْ:
ومن ذُرى الجولانِ تخرجونْ..
وضفّةِ الأردنِّ تخرجونْ..
بقوّةِ السلاحِ تخرجونْ..
18
سوفَ يموتُ الأعورُ الدجّالْ..
سوفَ يموتُ الأعورُ الدجّالْ..
ونحنُ باقونَ هنا، حدائقاً، وعطرَ برتقالْ..
باقونَ فيما رسمَ اللهُ على دفاترِ الجبالْ..
باقونَ في معاصرِ الزيتِ.وفي الأنوالْ..
في المدِّ،في الجزرِ،وفي الشروقِ والزوالْ..
باقونَ في مراكبِ الصيدِ، وفي الأصدافِ، والرمالْ..
باقونَ في قصائدِ الحبِّ، وفي قصائدِ النضالْ..
باقونَ في الشعرِ، وفي الأزجالْ..
باقونَ في عطرِ المناديلِ،
في (الدَّبكةِ) و (الموَّالْ)..
في القصصِ الشعبيِّ، والأمثالْ..
باقونَ في الكوفيّةِ البيضاءِ، والعقالْ..
باقونَ في مروءةِ الخيلِ، وفي مروءةِ الخيَّالْ..
بالقونَ في (المهباجِ) والبُنِّ، وفي تحيةِ الرجالِ للرجالْ..
باقونَ في معاطفِ الجنودِ، في الجراحِ، في السُّعالْ..
باقونَ في سنابلِ القمحِ، وفي نسائمِ الشمالْ..
باقونَ في الصليبْ،
باقونَ في الهلالْ..
في ثورةِ الطلابِ، باقونَ، وفي معاولِ العمّالْ..
باقونَ في خواتمِ الخطبةِ، في أسِرَّةِ الأطفالْ..
باقونَ في الدموعْ،
باقونَ في الآمالْ..
19
تسعونَ مليوناً من الأعرابِ خلفَ الأفقِ غاضبونْ..
با ويلكمْ من ثأرهمْ،
يومَ من القمقمِ يطلعونْ..
20
لأنَّ هارونَ الرشيدَ ماتَ من زمانْ..
ولم يعدْ في القصرِ غلمانٌ، ولا خصيانْ..
لأنّنا مَن قتلناهُ، وأطعمناهُ للحيتانْ..
لأنَّ هارونَ الرشيدَ لم يعُدْ إنسانْ..
لأنَّهُ في تحتهِ الوثيرِ لا يعرفُ ما القدسَ.وما بيسانْ..
فقد قطعنا رأسهُ، أمسُ، وعلّقناهُ في بيسانْ..
لأنَّ هارونَ الرشيدَ أرنبٌ جبانْ..
فقد جعلنا قصرهُ قيادةَ الأركانْ..
👇
21
ظلَّ الفلسطينيُّ أعواماً على الأبوابْ..
يشحذُ خبزَ العدلِ من موائدِ الذئابْ..
ويشتكي عذابهُ للخالقِ التوَّابْ..
وعندما.. أخرجَ من إسطبلهِ حصاناً،
وزيَّتَ البارودةَ الملقاةَ في السردابْ..
أصبحَ في مقدورهِ أن يبدأَ الحسابْ..
22
نحنُ الذينَ نرسمُ الخريطهْ،
ونرسمُ السفوحَ والهضابْ..
نحنُ الذينَ نبدأُ المحاكمهْ،
ونفرضُ الثوابَ والعقابْ..
23
العربُ الذين كانوا عندكم مصدّري أحلامْ..
تحوّلوا بعدَ حزيرانَ إلى حقلٍ من الألغامْ..
وانتقلت (هانوي) من مكانها،
وانتقلتْ فيتنامْ..
24
حدائقُ التاريخِ دوماً تزهرُ..
ففي ذُرى الأوراسِ قد ماجَ الشقيقُ الأحمرُ..
وفي صحاري ليبيا.. أورقَ غصنٌ أخضرُ..
والعربُ الذين قلتُم عنهمُ: تحجّروا،
تغيّروا،
تغيّروا،
25
أنا الفلسطينيُّ بعد رحلةِ الضياعِ والسّرابْ..
أطلعُ كالعشبِ من الخرابْ..
أضيءُ كالبرقِ على وجوهكمْ،
أهطلُ كالسحابْ..
أطلعُ كلَّ ليلةٍ،
من فسحةِ الدارِ، ومن مقابضِ الأبوابْ..
من ورقِ التوتِ، ومن شجيرةِ اللبلابْ..
من بركةِ الدارِ، ومن ثرثرةِ المزرابْ..
أطلعُ من صوتِ أبي،
من وجهِ أمي الطيبِ الجذّابْ..
أطلعُ من كلِّ العيونِ السودِ والأهدابْ..
ومن شبابيكِ الحبيباتِ ومن رسائلِ الأحبابْ..
أفتحُ بابَ منزلي،
أدخلهُ. من غيرِ أن أنتظرَ الجوابْ..
لأنني أنا.. السؤالُ والجوابْ..
26
محاصرونَ أنتمُ بالحقدِ والكراهيهْ..
فمن هنا جيشُ أبي عبيدةٍ،
ومن هنا معاويهْ..
سلامُكم ممزَّقٌ،
وبيتُكم مطوَّقٌ،
كبيتِ أيِّ زانيهْ..
27
نأتي بكوفيّاتنا البيضاءِ والسوداءْ..
نرسمُ فوقَ جلدكمْ إشارةَ الفداءْ..
من رحمِ الأيامِ نأتي كانبثاقِ الماءْ..
من خيمةِ الذُّل التي يعلكُها الهواءْ..
من وجعِ الحسينِ نأتي من أسى فاطمةَ الزهراءْ
من أُحدٍ نأتي ومن بدرٍومن أحزانِ كربلاءْ..
@nizar_alqabbani💛🌿
#نـــزار_قــبــانــي
#العقيد
ظلَّ الفلسطينيُّ أعواماً على الأبوابْ..
يشحذُ خبزَ العدلِ من موائدِ الذئابْ..
ويشتكي عذابهُ للخالقِ التوَّابْ..
وعندما.. أخرجَ من إسطبلهِ حصاناً،
وزيَّتَ البارودةَ الملقاةَ في السردابْ..
أصبحَ في مقدورهِ أن يبدأَ الحسابْ..
22
نحنُ الذينَ نرسمُ الخريطهْ،
ونرسمُ السفوحَ والهضابْ..
نحنُ الذينَ نبدأُ المحاكمهْ،
ونفرضُ الثوابَ والعقابْ..
23
العربُ الذين كانوا عندكم مصدّري أحلامْ..
تحوّلوا بعدَ حزيرانَ إلى حقلٍ من الألغامْ..
وانتقلت (هانوي) من مكانها،
وانتقلتْ فيتنامْ..
24
حدائقُ التاريخِ دوماً تزهرُ..
ففي ذُرى الأوراسِ قد ماجَ الشقيقُ الأحمرُ..
وفي صحاري ليبيا.. أورقَ غصنٌ أخضرُ..
والعربُ الذين قلتُم عنهمُ: تحجّروا،
تغيّروا،
تغيّروا،
25
أنا الفلسطينيُّ بعد رحلةِ الضياعِ والسّرابْ..
أطلعُ كالعشبِ من الخرابْ..
أضيءُ كالبرقِ على وجوهكمْ،
أهطلُ كالسحابْ..
أطلعُ كلَّ ليلةٍ،
من فسحةِ الدارِ، ومن مقابضِ الأبوابْ..
من ورقِ التوتِ، ومن شجيرةِ اللبلابْ..
من بركةِ الدارِ، ومن ثرثرةِ المزرابْ..
أطلعُ من صوتِ أبي،
من وجهِ أمي الطيبِ الجذّابْ..
أطلعُ من كلِّ العيونِ السودِ والأهدابْ..
ومن شبابيكِ الحبيباتِ ومن رسائلِ الأحبابْ..
أفتحُ بابَ منزلي،
أدخلهُ. من غيرِ أن أنتظرَ الجوابْ..
لأنني أنا.. السؤالُ والجوابْ..
26
محاصرونَ أنتمُ بالحقدِ والكراهيهْ..
فمن هنا جيشُ أبي عبيدةٍ،
ومن هنا معاويهْ..
سلامُكم ممزَّقٌ،
وبيتُكم مطوَّقٌ،
كبيتِ أيِّ زانيهْ..
27
نأتي بكوفيّاتنا البيضاءِ والسوداءْ..
نرسمُ فوقَ جلدكمْ إشارةَ الفداءْ..
من رحمِ الأيامِ نأتي كانبثاقِ الماءْ..
من خيمةِ الذُّل التي يعلكُها الهواءْ..
من وجعِ الحسينِ نأتي من أسى فاطمةَ الزهراءْ
من أُحدٍ نأتي ومن بدرٍومن أحزانِ كربلاءْ..
@nizar_alqabbani💛🌿
#نـــزار_قــبــانــي
#العقيد
#قصیدة_خبز_و_حشيش_و_قمر
*من ديوان الأعمال السياسية الكاملة
عندما يُولدُ في الشرقِ القَمرْ..
فالسطوحُ البيضُ تغفو،
تحتَ أكداسِ الزَّهرْ..
يتركُ الناسُ الحوانيتَ ويمضونَ زُمرْ..
لملاقاةِ القمرْ..
يحملونَ الخبزَوالحاكي،إلى رأسِ الجبالْ،
ومعدَّاتِ الخدرْ..
ويبيعونَ، ويشرونَ،خيالْ،وصُورْ..
ويموتونَ إذا عاشَ القمرْ..
ما الذي يفعلهُ قرصُ ضياءْ.
ببلادي،ببلادِ الأنبياْوبلادِ البسطاءْ.
ماضغي التبغِ، وتجَّارِ الخدرْ..
ما الذي يفعلهُ فينا القمرْ؟
فنضيعُ الكبرياءْ.
ونعيشُ لنستجدي السماءْ.
ما الذي عندَ السماءْ.
لكُسالى ضعفاءْ.
يستحيلونَ إلى موتى،
إذا عاشَ القمرْ..
ويهزّونَ قبور الأولياءْ.
علّها،ترزقُهم رزّاً وأطفالاً،
قبورُ الأولياءْ.
ويمدّونَ السجاجيدَ الأنيقاتِ الطُررْ..
يتسلّونَ بأفيونٍ،نسمّيهِ قدرْ..
وقضاءْ.
في بلادي،في بلادِ البسطاءْ.
أيُّ ضعفٍ وانحلالْ.
يتولانا إذا الضوءُ تدفّقْ،
فالسجاجيدُ، وآلاف السلالْ.
وقداحُ الشاي والأطفال تحتلُّ التلالْ.
في بلادي،حيثُ يبكي الساذجونْ.
ويعيشونَ على الضوءِ الذي لا يبصرونْ.
في بلادي،حيثُ يحيا الناسُ من دونِ عيونْ.
حيثُ يبكي الساذجونْ.
ويصلّونَ، ويزنونَ، ويحيونَ اتّكالْ.
منذُ أن كانوا.. يعيشونَ اتّكالْ.
وينادونَ الهلالْ:” يا هلالْ.
أيها النبعُ الذي يمطرُ ماسْ.
وحشيشاً.. ونُعاسْ.
أيها الربُّ الرخاميُّ المعلّقْ،
أيها الشيءُ الذي ليسَ يُصدَّقْ،
دُمتَ للشرقِ.. لنا،
عنقودَ ماسْ،
للملايينِ التي قد عُطِّلت فيها الحواس “
في ليالي الشرقِ لمّا،
يبلغُ البدرُ تمامهْ،
يتعرّى الشرقُ من كلِّ كرامهْ،
ونضالِ.
فالملايينُ التي تركضُ من غيرِ نعالِ.
والتي تؤمنُ في أربعِ زوجاتٍ،
وفي يومِ القيامهْ،
الملايينُ التي لا تلتقي بالخبزِإلا في الخيالِ.
والتي تسكنُ في الليلِ بيوتاً من سعالِ.
أبداً،ما عرفتْ شكلَ الدواءْ.
تتردّى،جُثثاً تحتَ الضياءْ.
في بلادي..
حيثُ يبكي الساذجونْ.
ويموتونَ بكاءْ.
كلّما طالعهم وجهُ الهلالِ.
ويزيدونَ بكاءْ.
كلّما حرّكهم عودٌ ذليلٌ.. و”ليالي”
ذلكَ الموتُ الذي ندعوهُ في الشرقِ،
“ليالي”.. وغناءْ.
في بلادي..
في بلادِ البُسطاءْ.
حيثُ نجترُّ التواشيحَ الطويلهْ،
ذلكَ السلُّ الذي يفتكُ بالشرقِ،
التواشيحُ الطويلهْ،
شرقُنا المجترُّ،تاريخاً،وأحلاماً كسولهْ،
وخُرافاتٍ خوالي،
شرقُنا، الباحثُ عن كلِّ بطولهْ،
في (أبي زيدِ الهلالي)،
@nizar_alqabbani💛🌿
#نـــزار_قــبــانــي
#العقيد
*من ديوان الأعمال السياسية الكاملة
عندما يُولدُ في الشرقِ القَمرْ..
فالسطوحُ البيضُ تغفو،
تحتَ أكداسِ الزَّهرْ..
يتركُ الناسُ الحوانيتَ ويمضونَ زُمرْ..
لملاقاةِ القمرْ..
يحملونَ الخبزَوالحاكي،إلى رأسِ الجبالْ،
ومعدَّاتِ الخدرْ..
ويبيعونَ، ويشرونَ،خيالْ،وصُورْ..
ويموتونَ إذا عاشَ القمرْ..
ما الذي يفعلهُ قرصُ ضياءْ.
ببلادي،ببلادِ الأنبياْوبلادِ البسطاءْ.
ماضغي التبغِ، وتجَّارِ الخدرْ..
ما الذي يفعلهُ فينا القمرْ؟
فنضيعُ الكبرياءْ.
ونعيشُ لنستجدي السماءْ.
ما الذي عندَ السماءْ.
لكُسالى ضعفاءْ.
يستحيلونَ إلى موتى،
إذا عاشَ القمرْ..
ويهزّونَ قبور الأولياءْ.
علّها،ترزقُهم رزّاً وأطفالاً،
قبورُ الأولياءْ.
ويمدّونَ السجاجيدَ الأنيقاتِ الطُررْ..
يتسلّونَ بأفيونٍ،نسمّيهِ قدرْ..
وقضاءْ.
في بلادي،في بلادِ البسطاءْ.
أيُّ ضعفٍ وانحلالْ.
يتولانا إذا الضوءُ تدفّقْ،
فالسجاجيدُ، وآلاف السلالْ.
وقداحُ الشاي والأطفال تحتلُّ التلالْ.
في بلادي،حيثُ يبكي الساذجونْ.
ويعيشونَ على الضوءِ الذي لا يبصرونْ.
في بلادي،حيثُ يحيا الناسُ من دونِ عيونْ.
حيثُ يبكي الساذجونْ.
ويصلّونَ، ويزنونَ، ويحيونَ اتّكالْ.
منذُ أن كانوا.. يعيشونَ اتّكالْ.
وينادونَ الهلالْ:” يا هلالْ.
أيها النبعُ الذي يمطرُ ماسْ.
وحشيشاً.. ونُعاسْ.
أيها الربُّ الرخاميُّ المعلّقْ،
أيها الشيءُ الذي ليسَ يُصدَّقْ،
دُمتَ للشرقِ.. لنا،
عنقودَ ماسْ،
للملايينِ التي قد عُطِّلت فيها الحواس “
في ليالي الشرقِ لمّا،
يبلغُ البدرُ تمامهْ،
يتعرّى الشرقُ من كلِّ كرامهْ،
ونضالِ.
فالملايينُ التي تركضُ من غيرِ نعالِ.
والتي تؤمنُ في أربعِ زوجاتٍ،
وفي يومِ القيامهْ،
الملايينُ التي لا تلتقي بالخبزِإلا في الخيالِ.
والتي تسكنُ في الليلِ بيوتاً من سعالِ.
أبداً،ما عرفتْ شكلَ الدواءْ.
تتردّى،جُثثاً تحتَ الضياءْ.
في بلادي..
حيثُ يبكي الساذجونْ.
ويموتونَ بكاءْ.
كلّما طالعهم وجهُ الهلالِ.
ويزيدونَ بكاءْ.
كلّما حرّكهم عودٌ ذليلٌ.. و”ليالي”
ذلكَ الموتُ الذي ندعوهُ في الشرقِ،
“ليالي”.. وغناءْ.
في بلادي..
في بلادِ البُسطاءْ.
حيثُ نجترُّ التواشيحَ الطويلهْ،
ذلكَ السلُّ الذي يفتكُ بالشرقِ،
التواشيحُ الطويلهْ،
شرقُنا المجترُّ،تاريخاً،وأحلاماً كسولهْ،
وخُرافاتٍ خوالي،
شرقُنا، الباحثُ عن كلِّ بطولهْ،
في (أبي زيدِ الهلالي)،
@nizar_alqabbani💛🌿
#نـــزار_قــبــانــي
#العقيد
#قصيدة_شعراء_الارض_المحتلة
*من ديوان الأعمال السياسية الكاملة
1
شعراءَ الأرضِ المحتلّهْ،،
يا مَن أوراقُ دفاتركمْ.
بالدمعِ مغمّسةٌ، والطينْ..
يا مَن نبراتُ حناجركمْ.
تشبهُ حشرجةَ المشنوقينْ..
يا مَن ألوانُ محابركمْ.
تبدو كرقابِ المذبوحينْ..
نتعلّم منكم منذُ سنينْ..
نحنُ الشعراءَ المهزومينْ..
نحنُ الغرباءَ عن التاريخِ وعن أحزانِ المحزونينْ..
نتعلّمُ منكمْ،
كيفَ الحرفُ يكونُ له شكلُ السكّينْ..
2
شعراءَ الأرضِ المحتلّهْ،،
يا أجملَ طيرٍ يأتينا من ليلِ الأسرْ..
يا حزناً شفّافَ العينين نقيّاً مثلَ صلاةِ الفجرْ..
يا شجرَ الوردِ النابتِ من أحشاءِ الجمرْ..
يا مطراً يسقطُ رغمَ الظلمِ ورغمَ القهرْ..
نتعلّمُ منكم كيف يغنّي الغارقُ من أعماقِ البئرْ..
نتعلّمُ .. كيفَ يسيرُ على قدميهِ القبرْ..
نتعلّمُ كيفَ يكونُ الشعرْ ..
فلدينا قد ماتَ الشعراءُ ، وماتَ الشعرْ ..
الشعرُ لدينا درويشٌ ،
يترنّحُ في حلقاتِ الذكرْ..
والشاعرُ يعملُ حوذياً لأميرِ القصرْ ..
الشاعرُ مخصيُّ الشفتينِ .. بهذا العصرْ..
يمسحُ للحاكمِ معطفهُ ويصبُّ لهُ أقداحَ الخمرْ..
الشاعرُ مخصيُّ الكلماتِ،
وما أشقى خصيانَ الفكرْ ..
3
شعراءَ الأرضِ المحتلّهْ ،،
يا ضوءَ الشمسِ الهاربَ من ثقبِ الأبوابْ.
يا قرعَ الطبلِ القادمَ من أعماقِ الغابْ .
يا كلَّ الأسماءِ المحفورةِ في ريشِ الأهدابْ.
ماذا نخبركم يا أحبابْ ؟
عن أدبِ النكسةِ شعرِ النكسةِ يا أحبابْ .
ما زلنا منذُ حزيران نحنُ الكُتّابْ.
نتمطّى فوقَ وسائدنا،
نلهو بالصرفِ وبالإعرابْ.
يطأُ الإرهابُ جماجمَنا،
ونقبِّلُ أقدامَ الإرهابْ.
نركبُ أحصنةً من خشبٍ،
ونقاتلُ أشباحاً وسرابْ .
ونُنادي : يا ربَّ الأربابْ.
نحنُ الضعفاءُ وأنتَ المنتصرُ الغلاّبْ.
نحنُ الفقراءُ ، وأنتَ الرزّاقُ الوهّابْ.
نحنُ الجبناءُ ، وأنتَ الغفّارُ التوّابْ.
شعراءَ الأرضِ المحتلّهْ،،
ما عادَ لأعصابي أعصابْ.
حُرماتُ القدسِ قد انتُهكَتْ،
وصلاحُ الدينِ من الأسلابْ.
ونسمّي أنفسنا كُتّابْ ؟
4
محمودَ الدرويش .. سلاما.
توفيقَ الزيّاد .. سلاما.
يا فدوى طوقان .. سلاما.
يا مَن تبرونَ على الأضلاعِ الأقلاما.
نتعلّمُ منكم كيفَ نفجّرُ في الكلماتِ الألغاما.
شعراءَ الأرضِ المحتلّهْ،،
ما زالَ دراويشُ الكلمهْ،
في الشرقِ ، يكشُّونَ حَمَاما.
يحسونَ الشايَ الأخضرَ ،يجترّونَ الأحلاما.
لو أنَّ الشعراءَ لدينا،
يقفونَ أمامَ قصائدكمْ،
لَبَدَوْا .. أقزاماً .. أقزاما.
@nizar_alqabbani💛🌿
#نـــزار_قــبــانــي
#العقيد
*من ديوان الأعمال السياسية الكاملة
1
شعراءَ الأرضِ المحتلّهْ،،
يا مَن أوراقُ دفاتركمْ.
بالدمعِ مغمّسةٌ، والطينْ..
يا مَن نبراتُ حناجركمْ.
تشبهُ حشرجةَ المشنوقينْ..
يا مَن ألوانُ محابركمْ.
تبدو كرقابِ المذبوحينْ..
نتعلّم منكم منذُ سنينْ..
نحنُ الشعراءَ المهزومينْ..
نحنُ الغرباءَ عن التاريخِ وعن أحزانِ المحزونينْ..
نتعلّمُ منكمْ،
كيفَ الحرفُ يكونُ له شكلُ السكّينْ..
2
شعراءَ الأرضِ المحتلّهْ،،
يا أجملَ طيرٍ يأتينا من ليلِ الأسرْ..
يا حزناً شفّافَ العينين نقيّاً مثلَ صلاةِ الفجرْ..
يا شجرَ الوردِ النابتِ من أحشاءِ الجمرْ..
يا مطراً يسقطُ رغمَ الظلمِ ورغمَ القهرْ..
نتعلّمُ منكم كيف يغنّي الغارقُ من أعماقِ البئرْ..
نتعلّمُ .. كيفَ يسيرُ على قدميهِ القبرْ..
نتعلّمُ كيفَ يكونُ الشعرْ ..
فلدينا قد ماتَ الشعراءُ ، وماتَ الشعرْ ..
الشعرُ لدينا درويشٌ ،
يترنّحُ في حلقاتِ الذكرْ..
والشاعرُ يعملُ حوذياً لأميرِ القصرْ ..
الشاعرُ مخصيُّ الشفتينِ .. بهذا العصرْ..
يمسحُ للحاكمِ معطفهُ ويصبُّ لهُ أقداحَ الخمرْ..
الشاعرُ مخصيُّ الكلماتِ،
وما أشقى خصيانَ الفكرْ ..
3
شعراءَ الأرضِ المحتلّهْ ،،
يا ضوءَ الشمسِ الهاربَ من ثقبِ الأبوابْ.
يا قرعَ الطبلِ القادمَ من أعماقِ الغابْ .
يا كلَّ الأسماءِ المحفورةِ في ريشِ الأهدابْ.
ماذا نخبركم يا أحبابْ ؟
عن أدبِ النكسةِ شعرِ النكسةِ يا أحبابْ .
ما زلنا منذُ حزيران نحنُ الكُتّابْ.
نتمطّى فوقَ وسائدنا،
نلهو بالصرفِ وبالإعرابْ.
يطأُ الإرهابُ جماجمَنا،
ونقبِّلُ أقدامَ الإرهابْ.
نركبُ أحصنةً من خشبٍ،
ونقاتلُ أشباحاً وسرابْ .
ونُنادي : يا ربَّ الأربابْ.
نحنُ الضعفاءُ وأنتَ المنتصرُ الغلاّبْ.
نحنُ الفقراءُ ، وأنتَ الرزّاقُ الوهّابْ.
نحنُ الجبناءُ ، وأنتَ الغفّارُ التوّابْ.
شعراءَ الأرضِ المحتلّهْ،،
ما عادَ لأعصابي أعصابْ.
حُرماتُ القدسِ قد انتُهكَتْ،
وصلاحُ الدينِ من الأسلابْ.
ونسمّي أنفسنا كُتّابْ ؟
4
محمودَ الدرويش .. سلاما.
توفيقَ الزيّاد .. سلاما.
يا فدوى طوقان .. سلاما.
يا مَن تبرونَ على الأضلاعِ الأقلاما.
نتعلّمُ منكم كيفَ نفجّرُ في الكلماتِ الألغاما.
شعراءَ الأرضِ المحتلّهْ،،
ما زالَ دراويشُ الكلمهْ،
في الشرقِ ، يكشُّونَ حَمَاما.
يحسونَ الشايَ الأخضرَ ،يجترّونَ الأحلاما.
لو أنَّ الشعراءَ لدينا،
يقفونَ أمامَ قصائدكمْ،
لَبَدَوْا .. أقزاماً .. أقزاما.
@nizar_alqabbani💛🌿
#نـــزار_قــبــانــي
#العقيد
#قصيدة_رسالة_جندي_في_جبهة_السويس
*من ديوان الأعمال السياسيه الكامله
الرسالة الأولى 29/10/1956
يا والدي!
هذي الحروفُ الثائرهْ..
تأتي إليكَ من السويسْ،
تأتي إليكَ من السويسِ الصابرهْ..
إني أراها يا أبي من خندقي سفنُ اللصوصْ،
محشودةٌ عندَ المضيقْ.
هل عادَ قطّاعُ الطريقْ؟
يتسلّقونَ جدارنا،
ويهدّدون بقاءنا،
فبلادُ آبائي حريقْ.
إني أراهم، يا أبي، زرقَ العيونْ..
سودَ الضمائرِ، يا أبي، زُرقَ العيونْ..
قرصانهم عينٌ من البللورِجامدةُ الجفونْ..
والجندُ في سطحِ السفينةِ،يشتمونَ ويسكرونْ..
فرغتْ براميلُ النبيذِولا يزالُ الساقطونْ..
يتوعّدونْ..
الرسالة الثانية 30/10/1956
هذي الرسالةُ، يا أبي، من بورسعيدْ..
أمرٌ جديدْ..
لكتيبتي الأولى ببدءِ المعركهْ،
هبطَ المظليّونَ خلفَ خطوطنا،
أمرٌ جديدْ..
هبطوا كأرتالِ الجرادِكسربِ غربانٍ مُبيدْ..
النصفُ بعدَ الواحدهْ،
وعليَّ أن أُنهي الرسالهْ،
أنا ذاهبٌ لمهمّتي..
لأرُدَّ قطّاعَ الطريقِ وسارقي حرّيتي..
لكَ.. للجميعِ تحيّتي..
الرسالة الثالثة 31/10/1956
الآنَ أفنَينا فلولَ الهابطينْ،
أبتاهُ، لو شاهدتَهم يتساقطونْ..
كثمارِ مشمشةٍ عجوزْ،
يتساقطونْ..
يتأرجحونْ..
تحتَ المظلاتِ الطعينةِ،
مثلَ مشنوقٍ تدلّى في سكونْ..
وبنادقُ الشعبِ العظيمِ.. تصيدُهم،
زُرقَ العيونْ..
لم يبقَ فلاحٌ على محراثهِ إلا وجاءْ.
لم يبقَ طفلٌ، يا أبي، إلا وجاءْ.
لم تبقَ سكّينٌ.. ولا فأسٌ،
ولا حجرٌ على كتفِ الطريقْ،
إلا وجاءْ.
ليرُدَّ قطّاعَ الطريقْ،
ليخُطَّ حرفاً واحداً،
حرفاً بمعركةِ البقاءْ.
الرسالة الرابعة 1/11/1956
ماتَ الجرادْ..
أبتاهُ، ماتتْ كلُّ أسرابِ الجرادْ..
لم تبقَ سيّدةٌ، ولا طفلٌ، ولا شيخٌ قعيدْ.
في الريفِ،في المدنِ الكبيرةِ،في الصعيدْ.
إلا وشاركَ، يا أبي،
في حرقِ أسرابِ الجرادْ..
في سحقهِ.. في ذبحهِ حتّى الوريدْ.
هذي الرسالةُ، يا أبي، من بورسعيدْ.
من حيثُ تمتزجُ البطولةُ بالجراحِ وبالحديدْ.
من مصنعِ الأبطالِ، أكتبُ يا أبي،
من بورسعيدْ.
@nizar_alqabbani
#نـــزار_قــبــانــي
#العقيد
*من ديوان الأعمال السياسيه الكامله
الرسالة الأولى 29/10/1956
يا والدي!
هذي الحروفُ الثائرهْ..
تأتي إليكَ من السويسْ،
تأتي إليكَ من السويسِ الصابرهْ..
إني أراها يا أبي من خندقي سفنُ اللصوصْ،
محشودةٌ عندَ المضيقْ.
هل عادَ قطّاعُ الطريقْ؟
يتسلّقونَ جدارنا،
ويهدّدون بقاءنا،
فبلادُ آبائي حريقْ.
إني أراهم، يا أبي، زرقَ العيونْ..
سودَ الضمائرِ، يا أبي، زُرقَ العيونْ..
قرصانهم عينٌ من البللورِجامدةُ الجفونْ..
والجندُ في سطحِ السفينةِ،يشتمونَ ويسكرونْ..
فرغتْ براميلُ النبيذِولا يزالُ الساقطونْ..
يتوعّدونْ..
الرسالة الثانية 30/10/1956
هذي الرسالةُ، يا أبي، من بورسعيدْ..
أمرٌ جديدْ..
لكتيبتي الأولى ببدءِ المعركهْ،
هبطَ المظليّونَ خلفَ خطوطنا،
أمرٌ جديدْ..
هبطوا كأرتالِ الجرادِكسربِ غربانٍ مُبيدْ..
النصفُ بعدَ الواحدهْ،
وعليَّ أن أُنهي الرسالهْ،
أنا ذاهبٌ لمهمّتي..
لأرُدَّ قطّاعَ الطريقِ وسارقي حرّيتي..
لكَ.. للجميعِ تحيّتي..
الرسالة الثالثة 31/10/1956
الآنَ أفنَينا فلولَ الهابطينْ،
أبتاهُ، لو شاهدتَهم يتساقطونْ..
كثمارِ مشمشةٍ عجوزْ،
يتساقطونْ..
يتأرجحونْ..
تحتَ المظلاتِ الطعينةِ،
مثلَ مشنوقٍ تدلّى في سكونْ..
وبنادقُ الشعبِ العظيمِ.. تصيدُهم،
زُرقَ العيونْ..
لم يبقَ فلاحٌ على محراثهِ إلا وجاءْ.
لم يبقَ طفلٌ، يا أبي، إلا وجاءْ.
لم تبقَ سكّينٌ.. ولا فأسٌ،
ولا حجرٌ على كتفِ الطريقْ،
إلا وجاءْ.
ليرُدَّ قطّاعَ الطريقْ،
ليخُطَّ حرفاً واحداً،
حرفاً بمعركةِ البقاءْ.
الرسالة الرابعة 1/11/1956
ماتَ الجرادْ..
أبتاهُ، ماتتْ كلُّ أسرابِ الجرادْ..
لم تبقَ سيّدةٌ، ولا طفلٌ، ولا شيخٌ قعيدْ.
في الريفِ،في المدنِ الكبيرةِ،في الصعيدْ.
إلا وشاركَ، يا أبي،
في حرقِ أسرابِ الجرادْ..
في سحقهِ.. في ذبحهِ حتّى الوريدْ.
هذي الرسالةُ، يا أبي، من بورسعيدْ.
من حيثُ تمتزجُ البطولةُ بالجراحِ وبالحديدْ.
من مصنعِ الأبطالِ، أكتبُ يا أبي،
من بورسعيدْ.
@nizar_alqabbani
#نـــزار_قــبــانــي
#العقيد
#قصيدة_إعتذار_لأبي_تمام
*من ديوان الأعمال السياسية الكامله
– 1 –
أحبائي :
إذا جئنا لنحضر حفلة للزار،
منها يضجر الضجر..
إذا كانت طبول الشعريا سادة،
تفرقنا .. وتجمعنا.
وتعطينا حبوب النوم في فمنا.
وتسطلنا .. وتكسرنا.
كما الأوراق في تشرين تنكسر..
فإني سوف أعتذر..
– 2 –
أحبائي :
إذا كنا سنرقص دون سيقان كعادتنا..
ونخطب دون أسنان،كعادتنا..
ونؤمن دون إيمان كعادتنا..
ونشنق كل من جاؤوا إلى القاعة،
على حبل طويل من بلاغتنا..
سأجمع كل أوراقي،
وأعتذر..
– 3 –
إذا كنا سنبقي أيها السادة،
ليوم الدين،مختلفين حول كتابة الهمزة،
وحول قصيدة نسبت إلى عمرو بن كلثوم،
إذا كنا سنقرأ مرة أخرى،
قصائدنا التي كنا قرأناها..
ونمضغ مرة أخرى،
حروف النصب والجر،التي كنا مضغناها..
إذا كنا سنكذب مرة أخرى،
ونخدع مرة أخرى الجماهير التي كنا خدعناها..
ونرعد مرة أخرى ، ولا مطر ..
سأجمع كل أرواقي،
وأعتذر..
– 4 –
إذا كان تلاقينا..
لكي نتبادل الانخاب، أو نسكر ..
ونستلقي على تخت من الريحان والعنبر..
إذا كنا نظن الشعر راقصةمع الأفراح تستأجر..
وفي الميلادوالتأبين تستأجر..
ونتلوه كما نتلو كلام الزير أو عنتر..
إذا كانت هموم الشعر يا سادة،
هي الترفيه عن معشوقة القيصر..
ورشوة كل من في القصر..
من حرس ومن عسكر ..
إذا كنا سنسرق خطبة الحجاج :
والحجاج، والمنبر ..
ونذبح بعضنا بعضا لنعرف من بنا أشعر..
فأكبر شاعر فينا هو الخنجر..
– 5 –
أبا تمام .. أين تكون .. أين حديثك العطر؟
وأين يد مغامرة تسافر في مجاهيل،وتبتكر..
أبا تمام،
أرملة قصائدناوأرملة كتابتنا ..
وأرملة هي الألفاظ والصور..
فلا ماء يسيل على دفاترنا..
ولا ريح تهب على مراكبنا..
ولا شمس ولا قمر..
أبا تمام، دار الشعر دورته،
وثار اللفظ .. والقاموس،
ثار البدو والحضر ..
ومل البحر زرقته،
ومل جذوعه الشجر..
ونحن هنا ..
كأهل الكهف ،لا علم ولا خبر..
فلا ثوارنا ثاروا.
ولا شعراؤنا شعروا.
أبا تمام : لا تقرأ قصائدنا ..
فكل قصورنا ورق،
وكل دموعنا حجر ..
– 6 –
أبا تمام : إن الشعر في أعماقه سفر..
وإبحار إلى الآتي .. وكشف ليس ينتظر..
ولكنا .. جعلنا منه شيئا يشبه الزفة،
وإيقاعا نحاسيا، يدق كأنه القدر ..
– 7 –
أمير الحرف .. سامحنا.
فقد خنا جميعا مهنة الحرف..
وأرهقناه بالتشطيروالتربيع والتخميس والوصف
أبا تمام إن النار تأكلنا.
وما زلنا نجادل بعضنا بعضا،
عن المصروف والممنوع من صرف..
وجيش الغاصب المحتل ممنوع من الصرف!!
وما زلنا نطقطق عظيم أرجلنا.
ونقعد في بيوت الله ننتظر ..
بأن يأتي الإمام على ،أو يأتي لنا عمر..
ولن يأتوا .. ولن يأتوا،
فلا أحدا بسيف سواه ينتصر ..
– 8 –
أبا تمام : إن الناس بالكلمات قد كفروا،
وبالشعراء قد كفروا،
فقل لي أيها الشاعر.
لماذا الشعر – حين يشيخ –
لا يستل سكينا .. وينتحر..
@nizar_alqabbani💛🌿
#نـــزار_قــبــانــي
#العقيد
*من ديوان الأعمال السياسية الكامله
– 1 –
أحبائي :
إذا جئنا لنحضر حفلة للزار،
منها يضجر الضجر..
إذا كانت طبول الشعريا سادة،
تفرقنا .. وتجمعنا.
وتعطينا حبوب النوم في فمنا.
وتسطلنا .. وتكسرنا.
كما الأوراق في تشرين تنكسر..
فإني سوف أعتذر..
– 2 –
أحبائي :
إذا كنا سنرقص دون سيقان كعادتنا..
ونخطب دون أسنان،كعادتنا..
ونؤمن دون إيمان كعادتنا..
ونشنق كل من جاؤوا إلى القاعة،
على حبل طويل من بلاغتنا..
سأجمع كل أوراقي،
وأعتذر..
– 3 –
إذا كنا سنبقي أيها السادة،
ليوم الدين،مختلفين حول كتابة الهمزة،
وحول قصيدة نسبت إلى عمرو بن كلثوم،
إذا كنا سنقرأ مرة أخرى،
قصائدنا التي كنا قرأناها..
ونمضغ مرة أخرى،
حروف النصب والجر،التي كنا مضغناها..
إذا كنا سنكذب مرة أخرى،
ونخدع مرة أخرى الجماهير التي كنا خدعناها..
ونرعد مرة أخرى ، ولا مطر ..
سأجمع كل أرواقي،
وأعتذر..
– 4 –
إذا كان تلاقينا..
لكي نتبادل الانخاب، أو نسكر ..
ونستلقي على تخت من الريحان والعنبر..
إذا كنا نظن الشعر راقصةمع الأفراح تستأجر..
وفي الميلادوالتأبين تستأجر..
ونتلوه كما نتلو كلام الزير أو عنتر..
إذا كانت هموم الشعر يا سادة،
هي الترفيه عن معشوقة القيصر..
ورشوة كل من في القصر..
من حرس ومن عسكر ..
إذا كنا سنسرق خطبة الحجاج :
والحجاج، والمنبر ..
ونذبح بعضنا بعضا لنعرف من بنا أشعر..
فأكبر شاعر فينا هو الخنجر..
– 5 –
أبا تمام .. أين تكون .. أين حديثك العطر؟
وأين يد مغامرة تسافر في مجاهيل،وتبتكر..
أبا تمام،
أرملة قصائدناوأرملة كتابتنا ..
وأرملة هي الألفاظ والصور..
فلا ماء يسيل على دفاترنا..
ولا ريح تهب على مراكبنا..
ولا شمس ولا قمر..
أبا تمام، دار الشعر دورته،
وثار اللفظ .. والقاموس،
ثار البدو والحضر ..
ومل البحر زرقته،
ومل جذوعه الشجر..
ونحن هنا ..
كأهل الكهف ،لا علم ولا خبر..
فلا ثوارنا ثاروا.
ولا شعراؤنا شعروا.
أبا تمام : لا تقرأ قصائدنا ..
فكل قصورنا ورق،
وكل دموعنا حجر ..
– 6 –
أبا تمام : إن الشعر في أعماقه سفر..
وإبحار إلى الآتي .. وكشف ليس ينتظر..
ولكنا .. جعلنا منه شيئا يشبه الزفة،
وإيقاعا نحاسيا، يدق كأنه القدر ..
– 7 –
أمير الحرف .. سامحنا.
فقد خنا جميعا مهنة الحرف..
وأرهقناه بالتشطيروالتربيع والتخميس والوصف
أبا تمام إن النار تأكلنا.
وما زلنا نجادل بعضنا بعضا،
عن المصروف والممنوع من صرف..
وجيش الغاصب المحتل ممنوع من الصرف!!
وما زلنا نطقطق عظيم أرجلنا.
ونقعد في بيوت الله ننتظر ..
بأن يأتي الإمام على ،أو يأتي لنا عمر..
ولن يأتوا .. ولن يأتوا،
فلا أحدا بسيف سواه ينتصر ..
– 8 –
أبا تمام : إن الناس بالكلمات قد كفروا،
وبالشعراء قد كفروا،
فقل لي أيها الشاعر.
لماذا الشعر – حين يشيخ –
لا يستل سكينا .. وينتحر..
@nizar_alqabbani💛🌿
#نـــزار_قــبــانــي
#العقيد
#قصيدة_بيروت_محظيتكم_بيروت_حبيبتي
*من ديوان إلي بيروت الأنثي مع حبي.
1
سامحينا,,
إن تركناكِ تموتينَ وحيدهْ ،
وتسلّلنا إلى خارجِ الغرفةِ نبكي كجنودٍ هاربينْ.
سامحينا,,
إن رأينا دمكِ الورديَّ ينسابُ كأنهارِ العقيقْ،
وتفرّجنا على فعلِ الزِنا..
وبقينا ساكتينْ..
2
آهِ ،كم كُنّا قبيحينَ، وكُنّا جُبناءْ .
عندما بعناكِ، يا بيروتُ، في سوقِ الإماءْ.
وحجزنا الشققَ الفخمةَ في حيِّ (الإليزيه) وفي (مايفير) لندنْ ،
وغسلنا الحزنَ بالخمرةِ،والجنسِ،وقاعاتِ القِمارْ.
وتذكّرنا،على مائدةِ الروليتِ،أخبارَ الديارْ.
وافتقدنا زمنَ الدِفْلى بلُبنانْ،
وعصرَ الجُلَّنارْ .
وبكينا مثلما تبكي النساءْ.
3
آهِ ،يا بيروتُ,,
يا صاحبةَ القلبِ الذهبْ..
سامحينا,,
إن جعلناكِ وقوداً وحَطبْ..
للخلافاتِ التي تنهشُ من لحمِ العربْ..
منذُ أن كانَ العرب..ْ !
4
طمئنيني عنكِ,,
يا صاحبةَ الوجهِ الحزينْ..
كيفَ حالُ البحرِ؟
هل هم قتلوهُ برصاصِ القنصِ مثلَ الآخرين..ْ؟
كيفَ حالُ الحبِّ ؟
هل أصبحَ أيضاً لاجئاً ،
بين ألوفِ اللاجئينْ..؟
كيفَ حالُ الشعرِ؟
هل بعدكِ–يا بيروتُ–من شعرٍ يُغنّى؟
ذبَحَتنا هذهِ الحربُ التي من غيرِ معنى..
أفرغتْنا من معانينا تماماً،
بعثرتْنا في أقاصي الأرضْ،
منبوذينَ ..
مسحوقينَ ..
مَرضى..
مُتعبينْ ..
جعلتْ منّا،خلافاً للنبوءاتِ ،
يهوداً تائهينْ..
5
هذهِ المرّةُ ،لم يغدرْ بنا..
جيشُ إسرائيلْ،
لكنّا انتحرنا..
6
إصفحي،سيّدتي بيروتُ، عنّا..
نحنُ لم نهجركِ مختارينَ ،لكنّا قرِفنا..
من مراحيضِ السّياسه،وملَلنا..
من ملوكِ السّيركِ،
والسيركِ،وغشِّ اللاعبينْ،وكفرنا..
بالدكاكينِ التي تملأُ أرجاءَ المدينهْ.
وتبيعُ الناسَ حقداً وضغينهْ .
وبطاطينَ ،وسجاداً،وبنزيناً مهربْ..
آهِ يا سيّدتي كم نتعذّبْ ..
عندما نقرأُ أنَّ الشّمس في بيروتَ،صارتْ،
كُرةً في أرجلِ المرتزقينْ..
7
ما الذي نكتبُ، يا سيّدتي؟
نحنُ محكومونَ بالموتِ،إذا نحنُ صَدَقنا..
ثمّ محكومونَ بالموتِ، إذا نحنُ كذبنا..
ماذا نكتبُ يا سيّدتي؟
نحنُ لا نملكُ أن نحتجَّ،
أو نصرخَ ،
أو نبصقَ ،
أو نكشفَ عن خيبتنا..
أو نتمنّى..
أخرستنا هذهِ الحربُ التي من غيرِ معني..
8
طلبوا منّا بأن ندخلَ في مدرسةِ القتلِ،
ولكنّا رفضنا..
طلبوا أن نشطرَ الربَّ لنصفينِ..
ولكنّا اختجلنا..
إننا نؤمنُ باللهِ،
لماذا جعلوا اللهَ هنا،من غيرِ معنى..؟
طلبوا منّا بأن نشهدَ ضدَّ الحبِّ ..
لكنْ ما شهدنا..
طلبوا منّا،بأن نشتمَ بيروتَ التي،
قمحاً ،وحبّاً وحناناً ،أطعمَتْنا..
طلبوا،
أن نقطعَ الثديَ الذي من خيرهِ،نحنُ رضِعنا..
فاعتذرنا..
ووقفنا ضدَّ كلِّ القاتلينْ..
وبقينا مع لُبنانَ سهولاً .. وجبالا,,
وبقينا مع لُبنانَ جنوباً .. وشمالا,,
وبقينا مع لُبنانَ صليباً .. وهلالا,,
وبقينا مع لُبنانَ الينابيعِ،
ولُبنانَ العناقيدِ،
ولُبنان الصبابهْ.
وبقينا مع لُبنانَ الذي علّمنا الشعرَ،
وأهدانا الكتابهْ.
9
آهِ يا سيّدتي بيروتْ,,
لو جاءَ السّلامْ.
ورجعنا،كالعصافيرِ التي ماتتْ من الغُربةِ والبردِ،
لكي نبحثَ عن أعشاشنا بينَ الحُطامْ.
ولكي نبحثَ عن خمسينَ ألفاً،
قُتلوا من غيرِ معنى..
ولكي نبحثَ عن أهلٍ وأحبابٍ لنا..
ذهبوا من غيرِ معنى..
وبيوتٍ،وحقولٍ،وأراجيحَ،وأطفالٍ،
وألعابٍ ،وأقلامٍ ،وكُرّاساتِ رسمٍ،
أُحرقتْ من غيرِ معنى..
آهِ،يا سيّدتي بيروتْ,,
لو جاءَ السلامْ ..
ورجعنا ..
كطيورِ البحرِ، مذبحوينَ شوقاً وحنينا..
وبناشوقٌ إلى(منقوشةِ الزّعترِ)واللّيلْ،
ومَن كانوا يبيعونَ عقودَ الياسمينْ..
فمنَ الجائزِ، يا بيروتُ، أن لا تعرفينا..
قد تغيّرتِ كثيرا،
وتغيّرنا كثيرا..
وكبرنا نحنُ –في عامينِ– آلافَ السنينْ..
10
إحتملنا نفيَنا عشرينَ شهرا..
وشربنا دمعنا عشرينَ شهرا..
وبحثنا في زوايا الأرضِ عن عشقٍ جديدٍ،
غيرَ أنّا ما عشقنا..
وشربنا الخمرَ من كلِّ الدوالي،
غيرَ أنّا ما سكِرنا..
وبحثنا عن بديلٍ لكِ،
يا أعظمَ بيروتَ,,
ويا أطيبَ بيروتَ,,
ويا أطهرَ بيروتَ,,
ولكنْ ما وجدنا..
ورجعنا ..
نلثمُ الأرضَ التي أحجارُها تكتبُ شعرا..
والتي أشجارُها تكتبُ شعرا..
والتي حيطانُها تكتبُ شعرا..
وأخذناكِ إلى الصّدرِ،
حقولاً وعصافيرَ وكورنيشاً وبحرا..
وصرخنا كالمجانينِ على سطح السّفينهْ :
أنتِ بيروتْ,,
@nizar_alqabbani💛🌿
#نـــزار_قــبــانــي
#العقيد
*من ديوان إلي بيروت الأنثي مع حبي.
1
سامحينا,,
إن تركناكِ تموتينَ وحيدهْ ،
وتسلّلنا إلى خارجِ الغرفةِ نبكي كجنودٍ هاربينْ.
سامحينا,,
إن رأينا دمكِ الورديَّ ينسابُ كأنهارِ العقيقْ،
وتفرّجنا على فعلِ الزِنا..
وبقينا ساكتينْ..
2
آهِ ،كم كُنّا قبيحينَ، وكُنّا جُبناءْ .
عندما بعناكِ، يا بيروتُ، في سوقِ الإماءْ.
وحجزنا الشققَ الفخمةَ في حيِّ (الإليزيه) وفي (مايفير) لندنْ ،
وغسلنا الحزنَ بالخمرةِ،والجنسِ،وقاعاتِ القِمارْ.
وتذكّرنا،على مائدةِ الروليتِ،أخبارَ الديارْ.
وافتقدنا زمنَ الدِفْلى بلُبنانْ،
وعصرَ الجُلَّنارْ .
وبكينا مثلما تبكي النساءْ.
3
آهِ ،يا بيروتُ,,
يا صاحبةَ القلبِ الذهبْ..
سامحينا,,
إن جعلناكِ وقوداً وحَطبْ..
للخلافاتِ التي تنهشُ من لحمِ العربْ..
منذُ أن كانَ العرب..ْ !
4
طمئنيني عنكِ,,
يا صاحبةَ الوجهِ الحزينْ..
كيفَ حالُ البحرِ؟
هل هم قتلوهُ برصاصِ القنصِ مثلَ الآخرين..ْ؟
كيفَ حالُ الحبِّ ؟
هل أصبحَ أيضاً لاجئاً ،
بين ألوفِ اللاجئينْ..؟
كيفَ حالُ الشعرِ؟
هل بعدكِ–يا بيروتُ–من شعرٍ يُغنّى؟
ذبَحَتنا هذهِ الحربُ التي من غيرِ معنى..
أفرغتْنا من معانينا تماماً،
بعثرتْنا في أقاصي الأرضْ،
منبوذينَ ..
مسحوقينَ ..
مَرضى..
مُتعبينْ ..
جعلتْ منّا،خلافاً للنبوءاتِ ،
يهوداً تائهينْ..
5
هذهِ المرّةُ ،لم يغدرْ بنا..
جيشُ إسرائيلْ،
لكنّا انتحرنا..
6
إصفحي،سيّدتي بيروتُ، عنّا..
نحنُ لم نهجركِ مختارينَ ،لكنّا قرِفنا..
من مراحيضِ السّياسه،وملَلنا..
من ملوكِ السّيركِ،
والسيركِ،وغشِّ اللاعبينْ،وكفرنا..
بالدكاكينِ التي تملأُ أرجاءَ المدينهْ.
وتبيعُ الناسَ حقداً وضغينهْ .
وبطاطينَ ،وسجاداً،وبنزيناً مهربْ..
آهِ يا سيّدتي كم نتعذّبْ ..
عندما نقرأُ أنَّ الشّمس في بيروتَ،صارتْ،
كُرةً في أرجلِ المرتزقينْ..
7
ما الذي نكتبُ، يا سيّدتي؟
نحنُ محكومونَ بالموتِ،إذا نحنُ صَدَقنا..
ثمّ محكومونَ بالموتِ، إذا نحنُ كذبنا..
ماذا نكتبُ يا سيّدتي؟
نحنُ لا نملكُ أن نحتجَّ،
أو نصرخَ ،
أو نبصقَ ،
أو نكشفَ عن خيبتنا..
أو نتمنّى..
أخرستنا هذهِ الحربُ التي من غيرِ معني..
8
طلبوا منّا بأن ندخلَ في مدرسةِ القتلِ،
ولكنّا رفضنا..
طلبوا أن نشطرَ الربَّ لنصفينِ..
ولكنّا اختجلنا..
إننا نؤمنُ باللهِ،
لماذا جعلوا اللهَ هنا،من غيرِ معنى..؟
طلبوا منّا بأن نشهدَ ضدَّ الحبِّ ..
لكنْ ما شهدنا..
طلبوا منّا،بأن نشتمَ بيروتَ التي،
قمحاً ،وحبّاً وحناناً ،أطعمَتْنا..
طلبوا،
أن نقطعَ الثديَ الذي من خيرهِ،نحنُ رضِعنا..
فاعتذرنا..
ووقفنا ضدَّ كلِّ القاتلينْ..
وبقينا مع لُبنانَ سهولاً .. وجبالا,,
وبقينا مع لُبنانَ جنوباً .. وشمالا,,
وبقينا مع لُبنانَ صليباً .. وهلالا,,
وبقينا مع لُبنانَ الينابيعِ،
ولُبنانَ العناقيدِ،
ولُبنان الصبابهْ.
وبقينا مع لُبنانَ الذي علّمنا الشعرَ،
وأهدانا الكتابهْ.
9
آهِ يا سيّدتي بيروتْ,,
لو جاءَ السّلامْ.
ورجعنا،كالعصافيرِ التي ماتتْ من الغُربةِ والبردِ،
لكي نبحثَ عن أعشاشنا بينَ الحُطامْ.
ولكي نبحثَ عن خمسينَ ألفاً،
قُتلوا من غيرِ معنى..
ولكي نبحثَ عن أهلٍ وأحبابٍ لنا..
ذهبوا من غيرِ معنى..
وبيوتٍ،وحقولٍ،وأراجيحَ،وأطفالٍ،
وألعابٍ ،وأقلامٍ ،وكُرّاساتِ رسمٍ،
أُحرقتْ من غيرِ معنى..
آهِ،يا سيّدتي بيروتْ,,
لو جاءَ السلامْ ..
ورجعنا ..
كطيورِ البحرِ، مذبحوينَ شوقاً وحنينا..
وبناشوقٌ إلى(منقوشةِ الزّعترِ)واللّيلْ،
ومَن كانوا يبيعونَ عقودَ الياسمينْ..
فمنَ الجائزِ، يا بيروتُ، أن لا تعرفينا..
قد تغيّرتِ كثيرا،
وتغيّرنا كثيرا..
وكبرنا نحنُ –في عامينِ– آلافَ السنينْ..
10
إحتملنا نفيَنا عشرينَ شهرا..
وشربنا دمعنا عشرينَ شهرا..
وبحثنا في زوايا الأرضِ عن عشقٍ جديدٍ،
غيرَ أنّا ما عشقنا..
وشربنا الخمرَ من كلِّ الدوالي،
غيرَ أنّا ما سكِرنا..
وبحثنا عن بديلٍ لكِ،
يا أعظمَ بيروتَ,,
ويا أطيبَ بيروتَ,,
ويا أطهرَ بيروتَ,,
ولكنْ ما وجدنا..
ورجعنا ..
نلثمُ الأرضَ التي أحجارُها تكتبُ شعرا..
والتي أشجارُها تكتبُ شعرا..
والتي حيطانُها تكتبُ شعرا..
وأخذناكِ إلى الصّدرِ،
حقولاً وعصافيرَ وكورنيشاً وبحرا..
وصرخنا كالمجانينِ على سطح السّفينهْ :
أنتِ بيروتْ,,
@nizar_alqabbani💛🌿
#نـــزار_قــبــانــي
#العقيد
#قصيدة_إلي_بيروت_الأنثي_مع_الإعتذار
*من ديوان الي بيروت الأنثي مع حبي.
كَان لُبنَانُ لَكُم مَروَحَةٌ،،
تَنشُرُ الأَلوَانَ وَالظِلَّ الظَلِيلاَ..
كَم هَزَيتمُ مِن صَحَارَاكُم إلَيهِ،،
تَطلُبونَ اَلمَاءَ وَ الوَجهَ الجَمِيلاَ..
وأغتَسَلتُم بِنَدَى غَابَاتِهِ،،
وِاختَبَأتُم تَحتَ جِفنَيِه طَوِيلاَ..
وِتَسَلَّقتُم عَلَى أَشجَارِهِ،،
وِسَرَحتُم فِي بَرَارِيِه وُعُولاَ..
وِشَرِبتمُ مِن خَوَابِيِه نَبِيذَاً،،
وَسَمِعتُم مِن شَوَادِيهِ هَدِيلاَ..
وِقَطَفتمُ مِن رَوَابِيهِ الخُزَامَى،،
وَالعُيُونَ الخُضرَ وِ الخَدَّ الأَسِيلاَ..
وِاقتَنَيتمُ شَمسَهُ لُؤلُؤَةً،،
وِرِكبتمُ أَنجمُ اللَّيلِ خُيُولاَ..
إِنَّهُ عَلّمَّكُم أَن تَعشَقُوا،،
لَم يَكُن لُبنَانُ فِي العُشقِ بَخيِلاَ..
إِنَّهُ عَلَمَّكُم أَن تَقرَأوا،،
هَل تَقولون لَهُ : شُكراً جَزِيلاَ..؟
آه يَا عُشَّاقَ بَيرُوتَ القُدَامَى،،
هَل وَجَدتُم بَعدَ بَيرُوتَ البَدِيلاَ ..؟
إِنَّ بَيرُوتَ هِيَ الأُنثَى الَتِي،،
تَمنَحُ الخَصبَ وَتُعطِينَا الفُصُولاَ..
إِن يَمُتْ لُبنَانُ ،مِتُّم مَعَهُ،،
كُلُّ مَن يَقتُلُهُ ، كَانَ القَتِيلاَ..
كُلُّ قُبحٍ فِيِه ،قُبحُّ فِيكُمُ،،
فَأَعِيدُوهُ كَمَا كَانَ جَمِيلاَ..
إِنَّ كَوناً لَيسَ لُبنَانُ فِيهِ،،
سَوفَ يَبقَى عَدَماً أَو مُستَحِيلاَ..
كُلُّ مَا يَطلُبُهُ لُبنَانُ مِنكُم،،
أَن تُحِبُوهُ ،تُحِبُّوهُ قَلِيلاَ..
@nizar_alqabbani💛🌿
#نـــزار_قــبــانــي
#العقيد
*من ديوان الي بيروت الأنثي مع حبي.
كَان لُبنَانُ لَكُم مَروَحَةٌ،،
تَنشُرُ الأَلوَانَ وَالظِلَّ الظَلِيلاَ..
كَم هَزَيتمُ مِن صَحَارَاكُم إلَيهِ،،
تَطلُبونَ اَلمَاءَ وَ الوَجهَ الجَمِيلاَ..
وأغتَسَلتُم بِنَدَى غَابَاتِهِ،،
وِاختَبَأتُم تَحتَ جِفنَيِه طَوِيلاَ..
وِتَسَلَّقتُم عَلَى أَشجَارِهِ،،
وِسَرَحتُم فِي بَرَارِيِه وُعُولاَ..
وِشَرِبتمُ مِن خَوَابِيِه نَبِيذَاً،،
وَسَمِعتُم مِن شَوَادِيهِ هَدِيلاَ..
وِقَطَفتمُ مِن رَوَابِيهِ الخُزَامَى،،
وَالعُيُونَ الخُضرَ وِ الخَدَّ الأَسِيلاَ..
وِاقتَنَيتمُ شَمسَهُ لُؤلُؤَةً،،
وِرِكبتمُ أَنجمُ اللَّيلِ خُيُولاَ..
إِنَّهُ عَلّمَّكُم أَن تَعشَقُوا،،
لَم يَكُن لُبنَانُ فِي العُشقِ بَخيِلاَ..
إِنَّهُ عَلَمَّكُم أَن تَقرَأوا،،
هَل تَقولون لَهُ : شُكراً جَزِيلاَ..؟
آه يَا عُشَّاقَ بَيرُوتَ القُدَامَى،،
هَل وَجَدتُم بَعدَ بَيرُوتَ البَدِيلاَ ..؟
إِنَّ بَيرُوتَ هِيَ الأُنثَى الَتِي،،
تَمنَحُ الخَصبَ وَتُعطِينَا الفُصُولاَ..
إِن يَمُتْ لُبنَانُ ،مِتُّم مَعَهُ،،
كُلُّ مَن يَقتُلُهُ ، كَانَ القَتِيلاَ..
كُلُّ قُبحٍ فِيِه ،قُبحُّ فِيكُمُ،،
فَأَعِيدُوهُ كَمَا كَانَ جَمِيلاَ..
إِنَّ كَوناً لَيسَ لُبنَانُ فِيهِ،،
سَوفَ يَبقَى عَدَماً أَو مُستَحِيلاَ..
كُلُّ مَا يَطلُبُهُ لُبنَانُ مِنكُم،،
أَن تُحِبُوهُ ،تُحِبُّوهُ قَلِيلاَ..
@nizar_alqabbani💛🌿
#نـــزار_قــبــانــي
#العقيد
#قصيدة_هوامش_علی_دفتر_النکسة
*من ديوان هوامش علي الهوامش.
1
أنعي لكم، يا أصدقائي، اللغةَ القديمه.
والكتبَ القديمه.
أنعي لكم،
كلامَنا المثقوبَ، كالأحذيةِ القديمه.
ومفرداتِ العهرِ، والهجاءِ، والشتيمه.
أنعي لكم،أنعي لكم،
نهايةَ الفكرِ الذي قادَ إلى الهزيمه.
2
مالحةٌ في فمِنا القصائد،
مالحةٌ ضفائرُ النساء.
والليلُ، والأستارُ، والمقاعد،
مالحةٌ أمامنا الأشياء.
3
يا وطني الحزين.
حوّلتَني بلحظةٍ،
من شاعرٍ يكتبُ الحبَّ والحنين.
لشاعرٍ يكتبُ بالسكين.
4
لأنَّ ما نحسّهُ أكبرُ من أوراقنا.
لا بدَّ أن نخجلَ من أشعارنا.
5
إذا خسرنا الحربَ لا غرابهْ.
لأننا ندخُلها،
بكلِّ ما يملكُ الشرقيُّ من مواهبِ الخطابهْ.
بالعنترياتِ التي ما قتلت ذبابهْ.
لأننا ندخلها،
بمنطقِ الطبلةِ والربابهْ.
6
السرُّ في مأساتنا.
صراخنا أضخمُ من أصواتنا.
وسيفُنا أطولُ من قاماتنا.
7
خلاصةُ القضيّهْ.
توجزُ في عبارهْ،
لقد لبسنا قشرةَ الحضارهْ،
والروحُ جاهليّهْ.
8
بالنّايِ والمزمار.
لا يحدثُ انتصار.
9
كلّفَنا ارتجالُنا،
خمسينَ ألفَ خيمةٍ جديدهْ.
10
لا تلعنوا السماءْ.
إذا تخلّت عنكمُ،
لا تلعنوا الظروفْ..
فالله يؤتي النصرَ من يشاءْ.
وليس حدّاداً لديكم.. يصنعُ السيوفْ..
11
يوجعُني أن أسمعَ الأنباءَ في الصباحْ.
يوجعُني.. أن أسمعَ النُّباحْ.
12
ما دخلَ اليهودُ من حدودِنا.
وإنما.
تسرّبوا كالنملِ.. من عيوبنا.
13
خمسةُ آلافِ سنهْ،
ونحنُ في السردابْ..
ذقوننا طويلةٌ.
نقودنا مجهولةٌ.
عيوننا مرافئُ الذبابْ..
يا أصدقائي:
جرّبوا أن تكسروا الأبوابْ..
أن تغسلوا أفكاركم، وتغسلوا الأثوابْ..
يا أصدقائي:
جرّبوا أن تقرؤوا كتابْ..
أن تكتبوا كتابْ..
أن تزرعوا الحروفَ، والرُّمانَ، والأعنابْ..
أن تبحروا إلى بلادِ الثلجِ والضبابْ..
فالناسُ يجهلونكم، في خارجِ السردابْ..
الناسُ يحسبونكم نوعاً من الذئابْ..
14
جلودُنا ميتةُ الإحساسْ.
أرواحُنا تشكو منَ الإفلاسْ.
أيامنا تدورُ بين الزارِ،والشطرنجِ،والنعاسْ.
هل نحنُ “خيرُ أمةٍ قد أخرجت للناسْ”.؟
15
كانَ بوسعِ نفطنا الدافقِ بالصحاري.
أن يستحيلَ خنجراً،
من لهبٍ ونارِ،
لكنهُ،
واخجلةَ الأشرافِ من قريشٍ،
وخجلةَ الأحرارِ من أوسٍ ومن نزارِ،
يراقُ تحتَ أرجلِ الجواري.
16
نركضُ في الشوارعِ.
نحملُ تحتَ إبطنا الحبالا..
نمارسُ السَحْلَ بلا تبصُّرٍ،
نحطّمُ الزجاجَ والأقفالا..
نمدحُ كالضفادعِ.
نشتمُ كالضفادعِ.
نجعلُ من أقزامنا أبطالا..
نجعلُ من أشرافنا أنذالا..
نرتجلُ البطولةَ ارتجالا..
نقعدُ في الجوامعِ.
تنابلاً.. كُسالى..
نشطرُ الأبياتَ، أو نؤلّفُ الأمثالا..
ونشحذُ النصرَ على عدوِّنا..
من عندهِ تعالى..
17
لو أحدٌ يمنحني الأمانْ.
لو كنتُ أستطيعُ أن أقابلَ السلطانْ.
قلتُ لهُ: يا سيّدي السلطانْ.
كلابكَ المفترساتُ مزّقت ردائي،
ومخبروكَ دائماً ورائي،
عيونهم ورائي،
أنوفهم ورائي،
أقدامهم ورائي،
كالقدرِ المحتومِ، كالقضاءِ.
يستجوبونَ زوجتي،
ويكتبونَ عندهم،
أسماءَ أصدقائي،
يا حضرةَ السلطانْ.
لأنني اقتربتُ من أسواركَ الصمَّاءِ.
لأنني،
حاولتُ أن أكشفَ عن حزني،وعن بلائي،
ضُربتُ بالحذاءِ.
أرغمني جندُكَ أن آكُلَ من حذائي،
يا سيّدي،
يا سيّدي السلطانْ.
لقد خسرتَ الحربَ مرتينْ,,
لأنَّ نصفَ شعبنا.. ليسَ لهُ لسانْ.
ما قيمةُ الشعبِ الذي ليسَ لهُ لسان.ْ؟
لأنَّ نصفَ شعبنا،
محاصرٌ كالنملِ والجرذانْ.
في داخلِ الجدرانْ.
لو أحدٌ يمنحُني الأمانْ.
من عسكرِ السلطانْ.
قُلتُ لهُ: لقد خسرتَ الحربَ مرتينْ,,
لأنكَ انفصلتَ عن قضيةِ الإنسانْ.
18
لو أننا لم ندفنِ الوحدةَ في الترابْ..
لو لم نمزّقْ جسمَها الطَّريَّ بالحرابْ..
لو بقيتْ في داخلِ العيونِ والأهدابْ..
لما استباحتْ لحمَنا الكلابْ..
19
نريدُ جيلاً غاضباً،
نريدُ جيلاً يفلحُ الآفاقْ.
وينكشُ التاريخَ من جذورهِ،
وينكشُ الفكرَ من الأعماقْ.
نريدُ جيلاً قادماً،
مختلفَ الملامحْ،،
لا يغفرُ الأخطاءَ.. لا يسامحْ،،
لا ينحني،
لا يعرفُ النفاقْ.
نريدُ جيلاً،
رائداً،
عملاقْ.
20
يا أيُّها الأطفالْ.
من المحيطِ للخليجِ، أنتمُ سنابلُ الآمالْ.
وأنتمُ الجيلُ الذي سيكسرُ الأغلالْ.
ويقتلُ الأفيونَ في رؤوسنا،
ويقتلُ الخيالْ.
يا أيُها الأطفالُ أنتمْ -بعدُ- طيّبونْ..
وطاهرونَ، كالندى والثلجِ، طاهرونْ..
لا تقرؤوا عن جيلنا المهزومِ يا أطفالْ.
فنحنُ خائبونْ..
ونحنُ، مثلَ قشرةِ البطيخِ، تافهونْ..
ونحنُ منخورونَ,منخورونَ,كالنعالْ.
لا تقرؤوا أخبارَنا،
لا تقتفوا آثارنا،
لا تقبلوا أفكارنا،
فنحنُ جيلُ القيءِ، والزُّهريِّ، والسعالْ.
ونحنُ جيلُ الدجْلِ، والرقصِ على الحبالْ.
يا أيها الأطفالْ:
يا مطرَ الربيعِ.. يا سنابلَ الآمالْ.
أنتمْ بذورُ الخصبِ في حياتنا العقيمهْ.
وأنتمُ الجيلُ الذي سيهزمُ الهزيمهْ..
@nizar_alqabbani💛🌿
#نـــزار_قــبــانــي
#العقيد
*من ديوان هوامش علي الهوامش.
1
أنعي لكم، يا أصدقائي، اللغةَ القديمه.
والكتبَ القديمه.
أنعي لكم،
كلامَنا المثقوبَ، كالأحذيةِ القديمه.
ومفرداتِ العهرِ، والهجاءِ، والشتيمه.
أنعي لكم،أنعي لكم،
نهايةَ الفكرِ الذي قادَ إلى الهزيمه.
2
مالحةٌ في فمِنا القصائد،
مالحةٌ ضفائرُ النساء.
والليلُ، والأستارُ، والمقاعد،
مالحةٌ أمامنا الأشياء.
3
يا وطني الحزين.
حوّلتَني بلحظةٍ،
من شاعرٍ يكتبُ الحبَّ والحنين.
لشاعرٍ يكتبُ بالسكين.
4
لأنَّ ما نحسّهُ أكبرُ من أوراقنا.
لا بدَّ أن نخجلَ من أشعارنا.
5
إذا خسرنا الحربَ لا غرابهْ.
لأننا ندخُلها،
بكلِّ ما يملكُ الشرقيُّ من مواهبِ الخطابهْ.
بالعنترياتِ التي ما قتلت ذبابهْ.
لأننا ندخلها،
بمنطقِ الطبلةِ والربابهْ.
6
السرُّ في مأساتنا.
صراخنا أضخمُ من أصواتنا.
وسيفُنا أطولُ من قاماتنا.
7
خلاصةُ القضيّهْ.
توجزُ في عبارهْ،
لقد لبسنا قشرةَ الحضارهْ،
والروحُ جاهليّهْ.
8
بالنّايِ والمزمار.
لا يحدثُ انتصار.
9
كلّفَنا ارتجالُنا،
خمسينَ ألفَ خيمةٍ جديدهْ.
10
لا تلعنوا السماءْ.
إذا تخلّت عنكمُ،
لا تلعنوا الظروفْ..
فالله يؤتي النصرَ من يشاءْ.
وليس حدّاداً لديكم.. يصنعُ السيوفْ..
11
يوجعُني أن أسمعَ الأنباءَ في الصباحْ.
يوجعُني.. أن أسمعَ النُّباحْ.
12
ما دخلَ اليهودُ من حدودِنا.
وإنما.
تسرّبوا كالنملِ.. من عيوبنا.
13
خمسةُ آلافِ سنهْ،
ونحنُ في السردابْ..
ذقوننا طويلةٌ.
نقودنا مجهولةٌ.
عيوننا مرافئُ الذبابْ..
يا أصدقائي:
جرّبوا أن تكسروا الأبوابْ..
أن تغسلوا أفكاركم، وتغسلوا الأثوابْ..
يا أصدقائي:
جرّبوا أن تقرؤوا كتابْ..
أن تكتبوا كتابْ..
أن تزرعوا الحروفَ، والرُّمانَ، والأعنابْ..
أن تبحروا إلى بلادِ الثلجِ والضبابْ..
فالناسُ يجهلونكم، في خارجِ السردابْ..
الناسُ يحسبونكم نوعاً من الذئابْ..
14
جلودُنا ميتةُ الإحساسْ.
أرواحُنا تشكو منَ الإفلاسْ.
أيامنا تدورُ بين الزارِ،والشطرنجِ،والنعاسْ.
هل نحنُ “خيرُ أمةٍ قد أخرجت للناسْ”.؟
15
كانَ بوسعِ نفطنا الدافقِ بالصحاري.
أن يستحيلَ خنجراً،
من لهبٍ ونارِ،
لكنهُ،
واخجلةَ الأشرافِ من قريشٍ،
وخجلةَ الأحرارِ من أوسٍ ومن نزارِ،
يراقُ تحتَ أرجلِ الجواري.
16
نركضُ في الشوارعِ.
نحملُ تحتَ إبطنا الحبالا..
نمارسُ السَحْلَ بلا تبصُّرٍ،
نحطّمُ الزجاجَ والأقفالا..
نمدحُ كالضفادعِ.
نشتمُ كالضفادعِ.
نجعلُ من أقزامنا أبطالا..
نجعلُ من أشرافنا أنذالا..
نرتجلُ البطولةَ ارتجالا..
نقعدُ في الجوامعِ.
تنابلاً.. كُسالى..
نشطرُ الأبياتَ، أو نؤلّفُ الأمثالا..
ونشحذُ النصرَ على عدوِّنا..
من عندهِ تعالى..
17
لو أحدٌ يمنحني الأمانْ.
لو كنتُ أستطيعُ أن أقابلَ السلطانْ.
قلتُ لهُ: يا سيّدي السلطانْ.
كلابكَ المفترساتُ مزّقت ردائي،
ومخبروكَ دائماً ورائي،
عيونهم ورائي،
أنوفهم ورائي،
أقدامهم ورائي،
كالقدرِ المحتومِ، كالقضاءِ.
يستجوبونَ زوجتي،
ويكتبونَ عندهم،
أسماءَ أصدقائي،
يا حضرةَ السلطانْ.
لأنني اقتربتُ من أسواركَ الصمَّاءِ.
لأنني،
حاولتُ أن أكشفَ عن حزني،وعن بلائي،
ضُربتُ بالحذاءِ.
أرغمني جندُكَ أن آكُلَ من حذائي،
يا سيّدي،
يا سيّدي السلطانْ.
لقد خسرتَ الحربَ مرتينْ,,
لأنَّ نصفَ شعبنا.. ليسَ لهُ لسانْ.
ما قيمةُ الشعبِ الذي ليسَ لهُ لسان.ْ؟
لأنَّ نصفَ شعبنا،
محاصرٌ كالنملِ والجرذانْ.
في داخلِ الجدرانْ.
لو أحدٌ يمنحُني الأمانْ.
من عسكرِ السلطانْ.
قُلتُ لهُ: لقد خسرتَ الحربَ مرتينْ,,
لأنكَ انفصلتَ عن قضيةِ الإنسانْ.
18
لو أننا لم ندفنِ الوحدةَ في الترابْ..
لو لم نمزّقْ جسمَها الطَّريَّ بالحرابْ..
لو بقيتْ في داخلِ العيونِ والأهدابْ..
لما استباحتْ لحمَنا الكلابْ..
19
نريدُ جيلاً غاضباً،
نريدُ جيلاً يفلحُ الآفاقْ.
وينكشُ التاريخَ من جذورهِ،
وينكشُ الفكرَ من الأعماقْ.
نريدُ جيلاً قادماً،
مختلفَ الملامحْ،،
لا يغفرُ الأخطاءَ.. لا يسامحْ،،
لا ينحني،
لا يعرفُ النفاقْ.
نريدُ جيلاً،
رائداً،
عملاقْ.
20
يا أيُّها الأطفالْ.
من المحيطِ للخليجِ، أنتمُ سنابلُ الآمالْ.
وأنتمُ الجيلُ الذي سيكسرُ الأغلالْ.
ويقتلُ الأفيونَ في رؤوسنا،
ويقتلُ الخيالْ.
يا أيُها الأطفالُ أنتمْ -بعدُ- طيّبونْ..
وطاهرونَ، كالندى والثلجِ، طاهرونْ..
لا تقرؤوا عن جيلنا المهزومِ يا أطفالْ.
فنحنُ خائبونْ..
ونحنُ، مثلَ قشرةِ البطيخِ، تافهونْ..
ونحنُ منخورونَ,منخورونَ,كالنعالْ.
لا تقرؤوا أخبارَنا،
لا تقتفوا آثارنا،
لا تقبلوا أفكارنا،
فنحنُ جيلُ القيءِ، والزُّهريِّ، والسعالْ.
ونحنُ جيلُ الدجْلِ، والرقصِ على الحبالْ.
يا أيها الأطفالْ:
يا مطرَ الربيعِ.. يا سنابلَ الآمالْ.
أنتمْ بذورُ الخصبِ في حياتنا العقيمهْ.
وأنتمُ الجيلُ الذي سيهزمُ الهزيمهْ..
@nizar_alqabbani💛🌿
#نـــزار_قــبــانــي
#العقيد
#قصيدة_الإستجواب
*من ديوان الأعمال السياسية الكامله
ـ 1 ـ
من قتل الإمام ؟
المخبرون يملأون غرفتي.
من قتل الإمام ؟
أحذية الجنود فوق رقبتي.
من قتل الإمام ؟
من طعن الدرويش صاحب الطريقة.
و مزق الجبةو الكشكول و المسبحة الأنيقة.
يا سادتي :
لا تقلعوا أظافري بحثا عن الحقيقة.
في جثة القتيل دوما تسكن الحقيقة.
ـ 2 ـ
من قتل الإمام ؟
عساكر بكامل السلاح يدخلون.
عساكر بكامل السلاح يخرجون.
محاضر،آلات تسجيل،مصورون.
يا سادتي:
ما النفع من إفادتي ؟
ما دمتم ـ إن قلت أو ما قلت ـ
سوف تكتبون.
ما تنفع استغاثتي ؟
ما دمتم ـ إن قلت أو ما قلت ـ
سوف تضربون.
ما دمتم ،منذ حكمتم بلدي،
عني تفكرون.
ـ 3 ـ
لست شيوعيا ـ كما قيل لكم ـ
يا سادتي الكرام.
و لا يمينيا كما قيل لكم ـ
يا سادتي الكرام.
مسقط رأسي في دمشق الشام.
هل واحد من بينكم ؟
يعرف أين الشام ؟
هل واحد من بينكم ؟
أدمن سكنى الشام ؟
رواه ماء الشام.
كواه عشق الشام.
تأكدوا يا سادتي،
لن تجدوا،
في أسواق الورود وردة كالشام.
و في دكاكين الحُلي جميعها،
لؤلؤة كالشام.
لن تجدوا حزينة العينين،مثل الشام.
ـ 4 ـ
لست عميلا قذرا،
ـ كما يقول مخبروكم ـ سادتي الكرام.
و لا سرقت قمحة،
و لا قتلت نملة،
و لا دخلت مركز بوليس،يوما،
سادتي الكرام.
يعرفني في حارتي الصغير و الكبير،
يعرفني الأطفال و الأشجار و الحمام.
و أنبياء الله يعرفونني،
عليهم الصلاة و السلام.
الصلوات الخمس لا أقطعها،
يا سادتي الكرام.
و خطبة الجمعة لا تفوتني،
يا سادتي الكرام.
و غير ثديي زوجتي لا أعرف الحرام.
من ربع قرن و أنا،
أمارس الركوع و السجود،
أمارس القيام و القعود،
أمارس التشخيص خلف حضرة الإمام.
يقول : ( اللهم امحق دولة اليهود )
أقول : ( اللهم امحق دولة اليهود )
يقول : ( اللهم شتت شملهم )
أقول : ( اللهم شتت شملهم )
يقول : ( اللهم اقطع نسلهم )
أقول : ( اللهم اقطع نسلهم )
يقول : ( اعزق حرثهم و زرعهم )
أقول : ( اعزق حرثهم و زرعهم )
و هكذا يا سادتي الكرام.
قضيت عشرين سنة،
أعيش في حضيرة الأغنام.
أعلف كالأغنام.
أنام كالأغنام.
أبول كالأغنام.
أدور كالحبة في مسبحة الإمام.
أعيد كالببغاء،
كل ما يقول حضرة الإمام.
لا عقل لي،لا رأس ،لا أقدام.
أستنشق الزكام من لحيته،
و السل من العظام.
قضيت عشرين سنة،مكوما،
كرزمة القش على السجادة الحمراء..
أُجلد كل جمعة بخطبة غراء..
أبتلع البيان ، و البديع ،
و القصائد العصماء..
أبتلع الهراء ..
عشرين عاما،
و أنا يا سادتي،
أسكن في طاحونة،
ما طحنت ـ قط ـ سوى الهواء ..
ـ 5 ـ
يا سادتي !
بخنجري هذا الذي ترونه،طعنته،
في صدره و الرقبة،طعنته،
في عقله المنخور مثل الخشبة،
طعنته باسم أنا،
و اسم الملايين من الأغنام.
يا سادتي:
أعرف أن تهمتي،
عقابها الإعدام.
لكنني،قتلت إذا قتلته،
كل الصراصير التي تنشد في الظلام.
و المسترخين على أرصفة الأحلام.
قتلتُ إذا قتلته،
كل الطفيليات في حديقة الإسلام.
كل الذين يطلبون الرزق،
من دُكَّانَةِ الإسلام.
قتلت إذا قتلته،
يا سادتي الكرام:
كل الذين منذ ألف عام.
يزنون بالكلام،
@nizar_alqabbani💛🌿
#نـــزار_قــبــانــي
#العقيد
*من ديوان الأعمال السياسية الكامله
ـ 1 ـ
من قتل الإمام ؟
المخبرون يملأون غرفتي.
من قتل الإمام ؟
أحذية الجنود فوق رقبتي.
من قتل الإمام ؟
من طعن الدرويش صاحب الطريقة.
و مزق الجبةو الكشكول و المسبحة الأنيقة.
يا سادتي :
لا تقلعوا أظافري بحثا عن الحقيقة.
في جثة القتيل دوما تسكن الحقيقة.
ـ 2 ـ
من قتل الإمام ؟
عساكر بكامل السلاح يدخلون.
عساكر بكامل السلاح يخرجون.
محاضر،آلات تسجيل،مصورون.
يا سادتي:
ما النفع من إفادتي ؟
ما دمتم ـ إن قلت أو ما قلت ـ
سوف تكتبون.
ما تنفع استغاثتي ؟
ما دمتم ـ إن قلت أو ما قلت ـ
سوف تضربون.
ما دمتم ،منذ حكمتم بلدي،
عني تفكرون.
ـ 3 ـ
لست شيوعيا ـ كما قيل لكم ـ
يا سادتي الكرام.
و لا يمينيا كما قيل لكم ـ
يا سادتي الكرام.
مسقط رأسي في دمشق الشام.
هل واحد من بينكم ؟
يعرف أين الشام ؟
هل واحد من بينكم ؟
أدمن سكنى الشام ؟
رواه ماء الشام.
كواه عشق الشام.
تأكدوا يا سادتي،
لن تجدوا،
في أسواق الورود وردة كالشام.
و في دكاكين الحُلي جميعها،
لؤلؤة كالشام.
لن تجدوا حزينة العينين،مثل الشام.
ـ 4 ـ
لست عميلا قذرا،
ـ كما يقول مخبروكم ـ سادتي الكرام.
و لا سرقت قمحة،
و لا قتلت نملة،
و لا دخلت مركز بوليس،يوما،
سادتي الكرام.
يعرفني في حارتي الصغير و الكبير،
يعرفني الأطفال و الأشجار و الحمام.
و أنبياء الله يعرفونني،
عليهم الصلاة و السلام.
الصلوات الخمس لا أقطعها،
يا سادتي الكرام.
و خطبة الجمعة لا تفوتني،
يا سادتي الكرام.
و غير ثديي زوجتي لا أعرف الحرام.
من ربع قرن و أنا،
أمارس الركوع و السجود،
أمارس القيام و القعود،
أمارس التشخيص خلف حضرة الإمام.
يقول : ( اللهم امحق دولة اليهود )
أقول : ( اللهم امحق دولة اليهود )
يقول : ( اللهم شتت شملهم )
أقول : ( اللهم شتت شملهم )
يقول : ( اللهم اقطع نسلهم )
أقول : ( اللهم اقطع نسلهم )
يقول : ( اعزق حرثهم و زرعهم )
أقول : ( اعزق حرثهم و زرعهم )
و هكذا يا سادتي الكرام.
قضيت عشرين سنة،
أعيش في حضيرة الأغنام.
أعلف كالأغنام.
أنام كالأغنام.
أبول كالأغنام.
أدور كالحبة في مسبحة الإمام.
أعيد كالببغاء،
كل ما يقول حضرة الإمام.
لا عقل لي،لا رأس ،لا أقدام.
أستنشق الزكام من لحيته،
و السل من العظام.
قضيت عشرين سنة،مكوما،
كرزمة القش على السجادة الحمراء..
أُجلد كل جمعة بخطبة غراء..
أبتلع البيان ، و البديع ،
و القصائد العصماء..
أبتلع الهراء ..
عشرين عاما،
و أنا يا سادتي،
أسكن في طاحونة،
ما طحنت ـ قط ـ سوى الهواء ..
ـ 5 ـ
يا سادتي !
بخنجري هذا الذي ترونه،طعنته،
في صدره و الرقبة،طعنته،
في عقله المنخور مثل الخشبة،
طعنته باسم أنا،
و اسم الملايين من الأغنام.
يا سادتي:
أعرف أن تهمتي،
عقابها الإعدام.
لكنني،قتلت إذا قتلته،
كل الصراصير التي تنشد في الظلام.
و المسترخين على أرصفة الأحلام.
قتلتُ إذا قتلته،
كل الطفيليات في حديقة الإسلام.
كل الذين يطلبون الرزق،
من دُكَّانَةِ الإسلام.
قتلت إذا قتلته،
يا سادتي الكرام:
كل الذين منذ ألف عام.
يزنون بالكلام،
@nizar_alqabbani💛🌿
#نـــزار_قــبــانــي
#العقيد
#قصيدة_الحب_و_البترول
*من ديوان الأعمال السياسية الكامله
متى تفهمْ ؟
متى يا سيّدي تفهمْ ؟
بأنّي لستُ واحدةً كغيري من صديقاتكْ..
ولا فتحاً نسائيّاً يُضافُ إلى فتوحاتكْ..
ولا رقماً من الأرقامِ يعبرُ في سجلاّتكْ؟
متى تفهمْ ؟
متى تفهمْ ؟
أيا جَمَلاً من الصحراءِ لم يُلجمْ.
ويا مَن يأكلُ الجدريُّ منكَ الوجهَ والمعصمْ.
بأنّي لن أكونَ هنا،رماداً في سجاراتكْ..
ورأساً بينَ آلافِ الرؤوسِ على مخدّاتكْ..
وتمثالاً تزيدُ عليهِ في حمّى مزاداتكْ..
ونهداً فوقَ مرمرهِ،تسجّلُ شكلَ بصماتكْ..
متى تفهمْ ؟
متى تفهمْ ؟
بأنّكَ لن تخدّرني،بجاهكَ أو إماراتكْ..
ولنْ تتملّكَ الدنيا،بنفطكَ وامتيازاتكْ..
وبالبترولِ يعبقُ من عباءاتكْ..
وبالعرباتِ تطرحُها على قدميْ عشيقاتكْ..
بلا عددٍ،فأينَ ظهورُ ناقاتكْ..
وأينَ الوشمُ فوقَ يديكَ،أينَ ثقوبُ خيماتكْ..
أيا متشقّقَ القدمينِ،يا عبدَ انفعالاتكْ..
ويا مَن صارتِ الزوجاتُ بعضاً من هواياتكْ..
تكدّسهنَّ بالعشراتِ فوقَ فراشِ لذّاتكْ..
تحنّطهنَّ كالحشراتِ في جدرانِ صالاتكْ..
متى تفهمْ ؟
متى يا أيها المُتخمْ ؟
متى تفهمْ ؟
بأنّي لستُ مَن تهتمّْ.
بناركَ أو بجنَّاتكْ..
وأن كرامتي أكرمْ.
منَ الذهبِ المكدّسِ بين راحاتكْ..
وأن مناخَ أفكاري غريبٌ عن مناخاتكْ..
أيا من فرّخَ الإقطاعُ في ذرّاتِ ذرّاتكْ..
ويا مَن تخجلُ الصحراءُ حتّى من مناداتكْ..
متى تفهمْ ؟
تمرّغ يا أميرَ النفطِ،فوقَ وحولِ لذّاتكْ..
كممسحةٍ،تمرّغ في ضلالاتكْ..
لكَ البترولُ،فاعصرهُ على قدَمي خليلاتكْ..
كهوفُ الليلِ في باريسَ،قد قتلتْ مروءاتكْ..
على أقدامِ مومسةٍ هناكَ،دفنتَ ثاراتكْ..
فبعتَ القدسَ،بعتَ الله،بعتَ رمادَ أمواتكْ..
كأنَّ حرابَ إسرائيلَ لم تُجهضْ شقيقاتكْ..
ولم تهدمْ منازلنا،ولم تحرقْ مصاحفنا،
ولا راياتُها ارتفعت على أشلاءِ راياتكْ..
كأنَّ جميعَ من صُلبوا،
على الأشجارِ،في يافاوفي حيفا،
وبئرَ السبعِ،ليسوا من سُلالاتكْ..
تغوصُ القدسُ في دمها،
وأنتَ صريعُ شهواتكْ..
تنامُ،كأنّما المأساةُ ليستْ بعضَ مأساتكْ..
متى تفهمْ ؟
متى يستيقظُ الإنسانُ في ذاتكْ ؟
@nizar_alqabbani💛🌿
#نـــزار_قــبــانــي
#العقيد
*من ديوان الأعمال السياسية الكامله
متى تفهمْ ؟
متى يا سيّدي تفهمْ ؟
بأنّي لستُ واحدةً كغيري من صديقاتكْ..
ولا فتحاً نسائيّاً يُضافُ إلى فتوحاتكْ..
ولا رقماً من الأرقامِ يعبرُ في سجلاّتكْ؟
متى تفهمْ ؟
متى تفهمْ ؟
أيا جَمَلاً من الصحراءِ لم يُلجمْ.
ويا مَن يأكلُ الجدريُّ منكَ الوجهَ والمعصمْ.
بأنّي لن أكونَ هنا،رماداً في سجاراتكْ..
ورأساً بينَ آلافِ الرؤوسِ على مخدّاتكْ..
وتمثالاً تزيدُ عليهِ في حمّى مزاداتكْ..
ونهداً فوقَ مرمرهِ،تسجّلُ شكلَ بصماتكْ..
متى تفهمْ ؟
متى تفهمْ ؟
بأنّكَ لن تخدّرني،بجاهكَ أو إماراتكْ..
ولنْ تتملّكَ الدنيا،بنفطكَ وامتيازاتكْ..
وبالبترولِ يعبقُ من عباءاتكْ..
وبالعرباتِ تطرحُها على قدميْ عشيقاتكْ..
بلا عددٍ،فأينَ ظهورُ ناقاتكْ..
وأينَ الوشمُ فوقَ يديكَ،أينَ ثقوبُ خيماتكْ..
أيا متشقّقَ القدمينِ،يا عبدَ انفعالاتكْ..
ويا مَن صارتِ الزوجاتُ بعضاً من هواياتكْ..
تكدّسهنَّ بالعشراتِ فوقَ فراشِ لذّاتكْ..
تحنّطهنَّ كالحشراتِ في جدرانِ صالاتكْ..
متى تفهمْ ؟
متى يا أيها المُتخمْ ؟
متى تفهمْ ؟
بأنّي لستُ مَن تهتمّْ.
بناركَ أو بجنَّاتكْ..
وأن كرامتي أكرمْ.
منَ الذهبِ المكدّسِ بين راحاتكْ..
وأن مناخَ أفكاري غريبٌ عن مناخاتكْ..
أيا من فرّخَ الإقطاعُ في ذرّاتِ ذرّاتكْ..
ويا مَن تخجلُ الصحراءُ حتّى من مناداتكْ..
متى تفهمْ ؟
تمرّغ يا أميرَ النفطِ،فوقَ وحولِ لذّاتكْ..
كممسحةٍ،تمرّغ في ضلالاتكْ..
لكَ البترولُ،فاعصرهُ على قدَمي خليلاتكْ..
كهوفُ الليلِ في باريسَ،قد قتلتْ مروءاتكْ..
على أقدامِ مومسةٍ هناكَ،دفنتَ ثاراتكْ..
فبعتَ القدسَ،بعتَ الله،بعتَ رمادَ أمواتكْ..
كأنَّ حرابَ إسرائيلَ لم تُجهضْ شقيقاتكْ..
ولم تهدمْ منازلنا،ولم تحرقْ مصاحفنا،
ولا راياتُها ارتفعت على أشلاءِ راياتكْ..
كأنَّ جميعَ من صُلبوا،
على الأشجارِ،في يافاوفي حيفا،
وبئرَ السبعِ،ليسوا من سُلالاتكْ..
تغوصُ القدسُ في دمها،
وأنتَ صريعُ شهواتكْ..
تنامُ،كأنّما المأساةُ ليستْ بعضَ مأساتكْ..
متى تفهمْ ؟
متى يستيقظُ الإنسانُ في ذاتكْ ؟
@nizar_alqabbani💛🌿
#نـــزار_قــبــانــي
#العقيد
#قصيدة_حوار_ثوري_مع_طه_حسين
*من ديوان الأعمال السياسية الكامله
ضـوءُ عينَيْـكَ أمْ هُمْ نَجمَتانِ؟
كُلُّهمْ لا يَـرى .. وأنـتَ تَراني
لسـتُ أدري مِن أينَ أبدأُ بَوْحي
شجرُ الدمـعِ شـاخَ في أجفاني
كُتِبَ العشقُ ، يا حبيبـي ، علينا
فـهـوَ أبكـاكَ مثلما أبكـانـي
عُمْرُ جُرحي .. مليونَ عامٍ وعامٍ
هلْ تَرى الجُرحَ من خِلال الدُخانِ؟
نَقَشَ الحـبُّ في دفاتـرِ قـلبـي
كُـلَّ أسمـائِهِ … وما سَـمَّـاني
قالَ : لا بُدَّ أن تَمـوتَ شـهـيداً
مثلَ كُلِّ العشّـاقِ ، قلتُ عَسَـاني
وطويـتُ الدُّجـى أُسـائلُ نفسي
أَبِسَيْفٍ .. أم وردةٍ قد رمـاني ؟
كيفَ يأتي الهوى، ومن أينَ يأتي؟
يعـرفُ الحـبُّ دائماً عـنواني
صَدَقَ الموعدُ الجميلُ .. أخيـراً
يا حبيبي ، ويا حَبيـبَ البَيَـانِ
ما عَلَينـا إذا جَلَسْـنا بـِرُكـنٍ
وَفَتَحْنـا حَـقائِـبَ الأحـزانِ
وقـرأنـا أبـا العـلاءِ قـليـلاً
وقَـرَأنـا (رِسَـالةَ الغُـفْـرانِ)
أنا في حضـرةِ العُصورِ جميعاً
فزمانُ الأديبِ .. كـلُّ الزّمانِ ..
ضوءُ عينَيْكَ .. أم حوارُ المَـرايا
أم هُـما طائِـرانِ يحتـرِقانِ ؟
هل عيـونُ الأديبِ نهورُ لهيبٍ
أم عيـونُ الأديبِ نَهرُ أغاني ؟
آهِ يا سـيّدي الذي جعلَ اللّيـلَ
نهاراً .. والأرضَ كالمهرجانِ ..
إرمِ نـظّارَتَيْـكَ كـي أتملّـى
كيف تبكي شـواطئُ المرجـانِ
إرمِ نظّارَتَيْكَ … ما أنـتَ أعمى
إنّمـا نحـنُ جـوقـةُ العميـانِ
أيّها الفارسُ الذي اقتحمَ الشـمسَ
وألـقـى رِداءَهُ الأُرجـوانـي
فَعلى الفجرِ موجةٌ مِـن صهيـلٍ
وعلى النجـمِ حافـرٌ لحصـانِ ..
أزْهَرَ البـرقُ في أنامِلكَ الخمـسِ
وطارَتْ للغـربِ عُصفـورَتـانِ
إنّكَ النهـرُ .. كم سـقانا كؤوسـاً
وكَسـانا بالـوردِ وَ الأقـحُـوانِ
لم يَزَلْ ما كَتَبْتَهُ يُسـكِـرُ الكـونَ
ويجـري كالشّهـدِ تحـتَ لساني
في كتابِ (الأيّامِ) نوعٌ منَ الرّسمِ
وفـيهِ التـفـكيـرُ بالألـوانِ ..
إنَّ تلكَ الأوراقِ حقـلٌ من القمحِ
فمِـنْ أيـنَ تبـدأُ الشّـفـتـانِ؟
وحدُكَ المُبصرُ الذي كَشَفَ النَّفْسَ
وأسْـرى في عُـتمـةِ الوجـدانِ
ليـسَ صـعباً لقـاؤنـا بإلـهٍ ..
بلْ لقاءُ الإنسـانِ .. بالإنسـانِ ..
أيّها الأزْهَـرِيُّ … يا سارقَ النّارِ
ويـا كاسـراً حـدودَ الثـوانـي
عُـدْ إلينا .. فإنَّ عصـرَكَ عصرٌ
ذهبـيٌّ .. ونحـنُ عصـرٌ ثاني
سَـقَطَ الفِكـرُ في النفاقِ السياسيِّ
وصـارَ الأديـبُ كالـبَهْـلَـوَانِ
يتعاطى التبخيرَ.. يحترفُ الرقصَ
ويـدعـو بالنّصـرِ للسّـلطانِ ..
عُـدْ إلينا .. فإنَّ مـا يُكتَبُ اليومَ
صغيرُ الـرؤى .. صغيرُ المعاني
ذُبِحَ الشِّعـرُ .. والقصيدةُ صارَتْ
قينـةً تُـشتَـرى كَكُـلِّ القِيَـانِ
جَـرَّدوها من كلِّ شيءٍ .. وأدمَوا
قَـدَمَيْهـا .. باللّـفِ والـدّورانِ
لا تَسَـلْ عـن روائـعِ المُـتنبّي
والشَريفِ الرّضـيِّ ، أو حَسَّانِ ..
ما هوَ الشّعرُ ؟ لـن تُلاقي مُجيباً
هـوَ بيـنَ الجنـونِ والهذيـانِ
عُـدْ إلينا ، يا سيّدي ، عُـدْ إلينا
وانتَشِلنا من قبضـةِ الطـوفـانِ
أنتَ أرضعتَنـا حليـبَ التّحـدّي
فَطحَنَّـا الـنجـومَ بالأسـنانِ ..
واقـتَـلَعنـا جـلودَنـا بيدَيْنـا
وفَـكَكْنـا حـجـارةَ الأكـوانِ
ورَفَضْنا كُلَّ السّلاطينِ في الأرضِ
رَفـَضْنـا عـِبـادةَ الأوثـانِ
أيّها الغاضبُ الكبيـرُ .. تأمَّـلْ
كيفَ صارَ الكُتَّـابُ كالخِرفـانِ
قَنعـوا بالحياةِ شَمسَاً .. ومرعىً
و اطمَأنّـوا للمـاءِ و الغُـدْرانِ
إنَّ أقسـى الأشياءِ للنفسِ ظُلماً ..
قَلَمٌ في يَـدِ الجَبَـانِ الجَبَـانِ ..
يا أميرَ الحُروفِ .. ها هيَ مِصرٌ
وردةٌ تَسـتَحِمُّ في شِـريـانـي
إنّني في حُمّى الحُسينِ، وفي اللّيلِ
بقايـا من سـورةِ الـرّحمـنِ ..
تَسـتَبِدُّ الأحـزانُ بي … فأُنادي
آهِ يا مِصْـرُ مِـن بني قَحطـانِ
تاجروا فيكِ.. ساوَموكِ.. استَباحوكِ
وبَـاعُـوكِ كَـاذِبَاتِ الأَمَـانِـي
حَبَسـوا الماءَ عن شـفاهِ اليَتامى
وأراقـوهُ في شِـفاهِ الغَـوانـي
تَركوا السّـيفَ والحصانَ حَزينَيْنِ
وباعـوا التاريـخَ للشّـيطـانِ
يشترونَ القصورَ .. هل ثَمَّ شـارٍ
لقبـورِ الأبطـالِ في الجَـولانِ ؟
يشـترونَ النساءَ .. هل ثَمَّ شـارٍ
لدمـوعِ الأطـفالِ في بَيسـانِ ؟
يشترونَ الزوجاتِ باللحمِ والعظمِ
أيُشـرى الجـمـالُ بالميزانِ ؟
يشـترونَ الدُّنيا .. وأهـلُ بلادي
ينكُشـونَ التُّـرابَ كالدّيـدانِ …
آهِ يا مِصـرُ .. كَم تُعانينَ مِنـهمْ
والكبيـرُ الكبيـرُ .. دوماً يُعاني
لِمَنِ الأحمـرُ المُـراقُ بسَـيناءَ
يُحاكي شـقـائـقَ النُعـمانِ ؟
أكَلَتْ مِصْـرُ كِبْدَها .. وسِـواها
رَافِـلٌ بالحـريرِ والطيلَسَـانِ ..
يا هَوَانَ الهَوانِ.. هَلْ أصبحَ النفطُ
لَـدَينا .. أَغْـلى من الإنسـانِ ؟
أيّها الغارقـونَ في نِـعَـمِ اللهِ ..
ونُعـمَى المُرَبْرَباتِ الحِسـانِ …
قدْ رَدَدْنا جحافلَ الـرّومِ عنكـمْ
ورَدَدْنا كِـسـرى أنـوشِـرْوانِ
👇
*من ديوان الأعمال السياسية الكامله
ضـوءُ عينَيْـكَ أمْ هُمْ نَجمَتانِ؟
كُلُّهمْ لا يَـرى .. وأنـتَ تَراني
لسـتُ أدري مِن أينَ أبدأُ بَوْحي
شجرُ الدمـعِ شـاخَ في أجفاني
كُتِبَ العشقُ ، يا حبيبـي ، علينا
فـهـوَ أبكـاكَ مثلما أبكـانـي
عُمْرُ جُرحي .. مليونَ عامٍ وعامٍ
هلْ تَرى الجُرحَ من خِلال الدُخانِ؟
نَقَشَ الحـبُّ في دفاتـرِ قـلبـي
كُـلَّ أسمـائِهِ … وما سَـمَّـاني
قالَ : لا بُدَّ أن تَمـوتَ شـهـيداً
مثلَ كُلِّ العشّـاقِ ، قلتُ عَسَـاني
وطويـتُ الدُّجـى أُسـائلُ نفسي
أَبِسَيْفٍ .. أم وردةٍ قد رمـاني ؟
كيفَ يأتي الهوى، ومن أينَ يأتي؟
يعـرفُ الحـبُّ دائماً عـنواني
صَدَقَ الموعدُ الجميلُ .. أخيـراً
يا حبيبي ، ويا حَبيـبَ البَيَـانِ
ما عَلَينـا إذا جَلَسْـنا بـِرُكـنٍ
وَفَتَحْنـا حَـقائِـبَ الأحـزانِ
وقـرأنـا أبـا العـلاءِ قـليـلاً
وقَـرَأنـا (رِسَـالةَ الغُـفْـرانِ)
أنا في حضـرةِ العُصورِ جميعاً
فزمانُ الأديبِ .. كـلُّ الزّمانِ ..
ضوءُ عينَيْكَ .. أم حوارُ المَـرايا
أم هُـما طائِـرانِ يحتـرِقانِ ؟
هل عيـونُ الأديبِ نهورُ لهيبٍ
أم عيـونُ الأديبِ نَهرُ أغاني ؟
آهِ يا سـيّدي الذي جعلَ اللّيـلَ
نهاراً .. والأرضَ كالمهرجانِ ..
إرمِ نـظّارَتَيْـكَ كـي أتملّـى
كيف تبكي شـواطئُ المرجـانِ
إرمِ نظّارَتَيْكَ … ما أنـتَ أعمى
إنّمـا نحـنُ جـوقـةُ العميـانِ
أيّها الفارسُ الذي اقتحمَ الشـمسَ
وألـقـى رِداءَهُ الأُرجـوانـي
فَعلى الفجرِ موجةٌ مِـن صهيـلٍ
وعلى النجـمِ حافـرٌ لحصـانِ ..
أزْهَرَ البـرقُ في أنامِلكَ الخمـسِ
وطارَتْ للغـربِ عُصفـورَتـانِ
إنّكَ النهـرُ .. كم سـقانا كؤوسـاً
وكَسـانا بالـوردِ وَ الأقـحُـوانِ
لم يَزَلْ ما كَتَبْتَهُ يُسـكِـرُ الكـونَ
ويجـري كالشّهـدِ تحـتَ لساني
في كتابِ (الأيّامِ) نوعٌ منَ الرّسمِ
وفـيهِ التـفـكيـرُ بالألـوانِ ..
إنَّ تلكَ الأوراقِ حقـلٌ من القمحِ
فمِـنْ أيـنَ تبـدأُ الشّـفـتـانِ؟
وحدُكَ المُبصرُ الذي كَشَفَ النَّفْسَ
وأسْـرى في عُـتمـةِ الوجـدانِ
ليـسَ صـعباً لقـاؤنـا بإلـهٍ ..
بلْ لقاءُ الإنسـانِ .. بالإنسـانِ ..
أيّها الأزْهَـرِيُّ … يا سارقَ النّارِ
ويـا كاسـراً حـدودَ الثـوانـي
عُـدْ إلينا .. فإنَّ عصـرَكَ عصرٌ
ذهبـيٌّ .. ونحـنُ عصـرٌ ثاني
سَـقَطَ الفِكـرُ في النفاقِ السياسيِّ
وصـارَ الأديـبُ كالـبَهْـلَـوَانِ
يتعاطى التبخيرَ.. يحترفُ الرقصَ
ويـدعـو بالنّصـرِ للسّـلطانِ ..
عُـدْ إلينا .. فإنَّ مـا يُكتَبُ اليومَ
صغيرُ الـرؤى .. صغيرُ المعاني
ذُبِحَ الشِّعـرُ .. والقصيدةُ صارَتْ
قينـةً تُـشتَـرى كَكُـلِّ القِيَـانِ
جَـرَّدوها من كلِّ شيءٍ .. وأدمَوا
قَـدَمَيْهـا .. باللّـفِ والـدّورانِ
لا تَسَـلْ عـن روائـعِ المُـتنبّي
والشَريفِ الرّضـيِّ ، أو حَسَّانِ ..
ما هوَ الشّعرُ ؟ لـن تُلاقي مُجيباً
هـوَ بيـنَ الجنـونِ والهذيـانِ
عُـدْ إلينا ، يا سيّدي ، عُـدْ إلينا
وانتَشِلنا من قبضـةِ الطـوفـانِ
أنتَ أرضعتَنـا حليـبَ التّحـدّي
فَطحَنَّـا الـنجـومَ بالأسـنانِ ..
واقـتَـلَعنـا جـلودَنـا بيدَيْنـا
وفَـكَكْنـا حـجـارةَ الأكـوانِ
ورَفَضْنا كُلَّ السّلاطينِ في الأرضِ
رَفـَضْنـا عـِبـادةَ الأوثـانِ
أيّها الغاضبُ الكبيـرُ .. تأمَّـلْ
كيفَ صارَ الكُتَّـابُ كالخِرفـانِ
قَنعـوا بالحياةِ شَمسَاً .. ومرعىً
و اطمَأنّـوا للمـاءِ و الغُـدْرانِ
إنَّ أقسـى الأشياءِ للنفسِ ظُلماً ..
قَلَمٌ في يَـدِ الجَبَـانِ الجَبَـانِ ..
يا أميرَ الحُروفِ .. ها هيَ مِصرٌ
وردةٌ تَسـتَحِمُّ في شِـريـانـي
إنّني في حُمّى الحُسينِ، وفي اللّيلِ
بقايـا من سـورةِ الـرّحمـنِ ..
تَسـتَبِدُّ الأحـزانُ بي … فأُنادي
آهِ يا مِصْـرُ مِـن بني قَحطـانِ
تاجروا فيكِ.. ساوَموكِ.. استَباحوكِ
وبَـاعُـوكِ كَـاذِبَاتِ الأَمَـانِـي
حَبَسـوا الماءَ عن شـفاهِ اليَتامى
وأراقـوهُ في شِـفاهِ الغَـوانـي
تَركوا السّـيفَ والحصانَ حَزينَيْنِ
وباعـوا التاريـخَ للشّـيطـانِ
يشترونَ القصورَ .. هل ثَمَّ شـارٍ
لقبـورِ الأبطـالِ في الجَـولانِ ؟
يشـترونَ النساءَ .. هل ثَمَّ شـارٍ
لدمـوعِ الأطـفالِ في بَيسـانِ ؟
يشترونَ الزوجاتِ باللحمِ والعظمِ
أيُشـرى الجـمـالُ بالميزانِ ؟
يشـترونَ الدُّنيا .. وأهـلُ بلادي
ينكُشـونَ التُّـرابَ كالدّيـدانِ …
آهِ يا مِصـرُ .. كَم تُعانينَ مِنـهمْ
والكبيـرُ الكبيـرُ .. دوماً يُعاني
لِمَنِ الأحمـرُ المُـراقُ بسَـيناءَ
يُحاكي شـقـائـقَ النُعـمانِ ؟
أكَلَتْ مِصْـرُ كِبْدَها .. وسِـواها
رَافِـلٌ بالحـريرِ والطيلَسَـانِ ..
يا هَوَانَ الهَوانِ.. هَلْ أصبحَ النفطُ
لَـدَينا .. أَغْـلى من الإنسـانِ ؟
أيّها الغارقـونَ في نِـعَـمِ اللهِ ..
ونُعـمَى المُرَبْرَباتِ الحِسـانِ …
قدْ رَدَدْنا جحافلَ الـرّومِ عنكـمْ
ورَدَدْنا كِـسـرى أنـوشِـرْوانِ
👇
وحمينا محمدا و عليا
و حفظنا كرامة القرآن
فإدفعـوا جِـزيَةَ السّيوفِ عليكُمْ
لا تعيـشُ السّـيوفُ بالإحسانِ ..
سامِحيني يا مِصرُ إنْ جَمَحَ الشِّعرُ
فَطَعْمُ الحـريقِ تحـتَ لِسـاني
سامحيني .. فأنتِ أمُّ المروءَاتِ
وأمُّ السّماحِ والغُفرانِ ..
سامِحيني .. إذا احترَقتُ وأحرَقْتُ
فليسَ الحِيادُ في إمكاني
مِصرُ .. يا مِصرُ .. إنَّ عِشقي خَطيرٌ
فاغفري لي إذا أَضَعْتُ اتِّزاني …
@nizar_alqabbani💛🌿
#نـــزار_قــبــانــي
#العقيد
و حفظنا كرامة القرآن
فإدفعـوا جِـزيَةَ السّيوفِ عليكُمْ
لا تعيـشُ السّـيوفُ بالإحسانِ ..
سامِحيني يا مِصرُ إنْ جَمَحَ الشِّعرُ
فَطَعْمُ الحـريقِ تحـتَ لِسـاني
سامحيني .. فأنتِ أمُّ المروءَاتِ
وأمُّ السّماحِ والغُفرانِ ..
سامِحيني .. إذا احترَقتُ وأحرَقْتُ
فليسَ الحِيادُ في إمكاني
مِصرُ .. يا مِصرُ .. إنَّ عِشقي خَطيرٌ
فاغفري لي إذا أَضَعْتُ اتِّزاني …
@nizar_alqabbani💛🌿
#نـــزار_قــبــانــي
#العقيد