نورس للدراسات

#إضاءة
كل طغيان سينتهي بفوضى وكل فوضى ستنتهي بطغيان. فالطغيان هو أسوأ نوع من أنواع الحكم، لأنه يتسم في بدايته بالجهل والكذب والإفراط في القوة لأنها الطريقة الوحيدة التي يعلمها لإدارة الحكم، فينفصل مع الوقت بشكل تدريجي عن بقية الشعب، دون أن يشعر.

قاعدة أخرى وهي أن كل أمة لديها قواعد أخلاقية لن تطغى، والحفاظ على كرامة الانسان جزء لا يتجزأ من هذه القواعد

كما أن أي أمة لديها أخلاق لا تحصل فيها الفوضى ولا تزول، بغض النظر عن دين الأمة (إن فصل الدين عن الأخلاق) ، والعكس غير صحيح، بشرط أن تكون الأخلاق من أصل المجتمع لا أن تكون ظاهرة مصطنعة فرضتها التقاليد الموروثة، فإن كانت مصطنعة، فمعاناة الأمة ستكون أصعب وأطول، لعدم اعترافها بهذا الاصطناع.

أي نخبة من الأمة قادرة على تعزيز الأخلاق وإتمامها فهي تسير في الطريق الصحيح لصناعة الأمة، إن أرادت أن تكون مستقلة جاذبة لغيرها من الأمم بأخلاقها، وهنا المعنى هو تشجيع الناس على الأفعال الحسنة ومكافأتهم عليها ومنعهم من الأفعال السيئة

إن أحد أهم أسباب أفول الأمم الأخلاقية، هو اختلاف الثقافات والأديان والأعراق في منطقة واحدة، ما يؤدي لسوء الفهم والشك والريبة والاستياء والتكتلات السرطانية في المجتمع، وهذا ماتعانيه دول تدعي أن لديها مابقي من موروث الأخلاق، فمع ازدياد الاختلاف سيزداد الخلاف ثم تعم الفوضى فتظهر مجموعات متصارعة بأجندات طغيانية لإيجاد حلول جراحية للفوضى تكون مدعومة شعبيا

اليوم نعيش في عالم الفوضى، والدليل أن الدول تتكتل على بعضها كما تتكتل العشائر والقبائل الصغيرة، مايعني أننا في مرحلة ماقبل السقوط، وهي فرصة جديدة لكل الأمم لتقديم عروضها لمرحلة مابعد السقوط، والدليل الآخر أن الطغيان أصبح مقبولا ومرحبا به، بل يراه البعض ضرورة للتعامل مع الفساد، بينما لا يحاولون فهم أسباب الفساد، وهو فساد الأخلاق.

الأخلاق لا تعزز بالكلام والخطب والكتب، بل يجب أن يتشربها المجتمع بالأفعال والمعاملات، أفعال ومعاملات النخب تحديدا. فالنخب إما نخب صورية، اعتقدت أن المنصب هو الهدف فسعت اليه، أو نخب فهمت أن المنصب هو مسؤولية كبيرة جدا أمام الله وأمام الناس، وفهمت أن المبادئ التي تنادي بها يجب أن تموت عليها، وإن تخلت عنها، فسد المجتمع

39.5K viewsedited 20:45