محمد جميح
3.81K subscribers
1.01K photos
318 videos
7 files
3.06K links
مقالات وتغريدات الكاتب والصحفي الدكتور محمد جميح السفير والمندوب الدائم لليمن لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو).
Download Telegram
متهم في دور المدعي العام… محكمة في قفص الاتهام

محمد جميح

إنها «مقززة، سخيفة، منحازة، عبثية» «فقدت كل مشروعيتها» «تساند الإرهاب» «مفلسة أخلاقياً» و«معادية للسامية» وهي «هيئة غير مسؤولة، «غير مخولة» ستلقى «رداً قوياً» وستتعرض لـ«فرض عقوبات» عدا عن اتهامات ضد المدعي العام للمحكمة بـ«التحرش» كنوع من الضغط الذي تعرض له خلال الفترة الماضية.
هذه التوصيفات يمكن أن نتوقعها ضد دولة عربية أو إسلامية، أو دولة من دول العالم الثالث، أو ضد أية حركة، أو حزب أو مؤسسة إسلامية، حيث اعتدنا على إطلاق مثل هذه التهم على ما له علاقة بالإسلام والشرق الأوسط، لكن التهم النمطية أعلاه كانت – هذا المرة – من نصيب أعلى هيئة قضائية دولية، وواحدة من أكثر المؤسسات الدولية شهرة واعتبارا، وهي محكمة الجنايات الدولية التي تعرضت لحملة منظمة من طرف قادة ومسؤولين في حكومة اليمين المتطرف في إسرائيل: من الرئيس إسحاق هرتسوغ إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى وزير دفاعه يوآف غالانت، ووزير خارجيته جدعون ساعر، وليس انتهاء بوزير الأمن الداخلي إيتمار بن غفير، ناهيك على التهم التي قذفها مسؤولون أمريكيون في وجه المحكمة.
لقد مارست القيادات الإسرائيلية مهام قاضي الادعاء ضد محكمة الجنايات الدولية، وهو أمر لا يؤثر على مصداقية تلك الهيئة، قدر ما يؤثر على سمعة تحاول «دولة احتلال» تنسب نفسها لـ«العالم الحر» تسويقها عن نفسها، في تناقض واضح لا يشبهه إلا تناقض داعميها، حين يدعون إلى وقف إطلاق نار فوري في غزة، فيما هم يزودون إسرائيل بكل ما يجعلها تستمر في جرائمها التي دفعت محكمة الجنايات الدولية إلى إصدار مذكرتي اعتقال بحق رئيس وزراء الاحتلال ووزير دفاعه.
لم يكن من الممكن تقبل الأمر بالنسبة لقيادات الدولة العبرية، إذ كيف يمكن تسويق مقولات: «الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط» «والجيش الأكثر أخلاقية في العالم» بعد مذكرات التوقيف بحق «متهمين هاربين من وجه العدالة الدولية» يواجهان تهم «ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية»؟!
إن خطورة مذكرات التوقيف الصادرة عن محكمة الجنايات الدولية ضد نتنياهو وغالانت لا تتمثل في الخشية من إلقاء القبض عليهما وتسليمهما للاهاي، ولكن الخطورة تكمن في ما هو أعمق أثراً من ذلك، وهو أن مذكرات التوقيف تشكل تحدياً لصورتين تقليديتين لـ «اليهودي المضطهد» و«الفلسطيني الإرهابي» وهما الصورتان اللتان استثمرت فيهما دولة الاحتلال وداعموها على مدى عقود طويلة للتغطية على صورتين معاصرتين لـ«الإسرائيلي المحتل» و«الفلسطيني المضطهد» وهما الصورتان اللتان جاءت مذكرات التوقيف الدولية لتعيد لهما حضورهما، بعد عقود من تجاهلهما، بفعل الضخ الإسرائيلي والغربي المهول لإعادة منتجة الصور بالطريقة التي تناسب أولئك الذين يروق لهم إخراج الضحية في صورة الجلاد والجلاد على هيئة الضحية.
إن كون رئيس وزراء إسرائيل مطلوباً للعدالة الدولية أمر بالغ الرمزية، إذ أن هذه الدولة عاشت خلال العقود الماضية على «سرديات الهولوكوست» و«المظلومية التاريخية» ليأتي هذا القرار ناسفاً استراتيجية إسرائيل في توظيف «المظلومية اليهودية» للتغطية على «المظلومية الفلسطينية» مستغلة «معاداة السامية» وغيرها من مصطلحات بدأت تفقد محتوياتها المفاهيمية، وتأثيراتها الفاعلة، بسبب كثرة استهلاكها في سوق السياسات الصهيونية، داخل إسرائيل وخارجها.
خطورة القرار القضائي الدولي ـ إذن ـ تكمن في أنه ينقض السردية التاريخية الصهيونية، ويعيد تعريف الصراع العربي الإسرائيلي، وينفذ إلى شرائح مجتمعية واسعة في الدول الداعمة لإسرائيل، ويتجاوز الحجب الكثيفة التي تحول بين المواطن الغربي البسيط وبين رؤية الحقائق عارية على الأرض.

كما تكمن خطورة قرار التوقيف في أنه جاء من داخل المنظومة المؤسساتية الدولية التي تتكئ عليها إسرائيل في تقنين وجودها، الأمر الذي يجعل عدم احترام قرار تلك المنظومة ينعكس، ليس على صورة إسرائيل الدولية وحسب، بل على أساس وجودها المستند إلى قرار دولي صادر عن المنظومة الدولية التي تنتمي إليها المحكمة التي أصدرت قرار التوقيف.

وفوق ذلك فإن هذا القرار يضع حلفاء إسرائيل الغربيين – وخاصة الأوروبيين – في وضع حرج، إذ لا يمكنهم رفض قرار صادر من أعلى هيئة قضاء دولي مختص بجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، في حين أنهم رحبوا بالقرارات الصادرة عن الهيئة ذاتها ضد رؤساء ومسؤولين من دول أخرى، وهو الأمر الذي يُصعِّب عليهم رفض مثل هذا القرار، أو حتى التشكيك في مصداقيته، حتى وإن كان من الصعب تنفيذه.
وعلى الرغم من أن القرار سيقيد تحركات المطلوبين للعدالة الدولية، وسيزيد من عزلة «حكومة الحاخامات» الإسرائيلية الحالية، وسيفتح الباب أمام مساءلات قد تطال الأطراف الدولية المتورطة في دعم هذه الحكومة، إلا أن قيمة القرار الرمزية والمعنوية هي الخطر الحقيقي الذي ستواجهه إسرائيل وداعموها، بسبب هذا القرار، مع استمرار عدوانها على غزة، الأمر الذي ربما يؤدي إلى
التفكير في التخلي عن نتنياهو، للتخلص من تبعات وجوده على رأس الحكومة، وهو ما لن يقبله رئيس وزراء يجد في منصبه حماية له من الملاحقات.
وإذا كانت إسرائيل قد سعت لقلب الطاولة والقيام بدور المحكمة، ووضعها في موضع المتهم، وذلك بتوجيه التهم المذكورة أعلاه، لتتحول إسرائيل بموجب هذه السياسة إلى دور «المدعي العام» وتدخل المحكمة، بموجب ذلك، في «قفص الاتهام» فإنه لا يبدو أن إسرائيل وحلفاءها في وارد القدرة على تبادل الأدوار في هذا السياق، ذلك أن مسار الحرب على غزة، وحجم الجرائم الموثقة لا يساعدان دولة الاحتلال على لعب مثل هذا الدور السمج الذي يظهر فيه «المتهم» في دور المدعي العام، والمحكمة في «قفص الاتهام».

وفي حين حاولت بعض الشخصيات والدول التشكيك في مصداقية القرار وإلزاميته، حسم مسؤول السياسات الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الأمر بقوله: إن «الدول التي وقعت على اتفاقية نظام روما الأساسي ملزمة بتنفيذ قرار المحكمة، وإن هذا ليس أمراً اختيارياً» وهو الأمر الذي يراكم متاعب نتنياهو، قدر ما يضاعف الصعوبات التي يواجهها داعمو حكومته، حيث يفتح القرار الاحتمالات واسعة أمام صدور مذكرات أخرى ضد من يزودون جيش الاحتلال الإسرائيلي بالسلاح.
ومع استمرار تعنت إسرائيل في رفض قرار المحكمة سيستمر النظر لنتنياهو وغالانت على أنهما «متهمان فارّان من العدالة» وهي الوصمة التي ستلاحقهما قانونياً ومعنوياً، حيث سيعتبر رفضهما المثول أمام المحكمة، أو رفض تشكيل هيئة دفاع عنهما أمام القضاء الدولي، سيعتبر ذلك تأكيداً على مصداقية لوائح الاتهام التي لو لم تكن كذلك، لما خشي المتهمان من تبعات الانصياع لأوامر القضاء الدولي.

https://www.alquds.co.uk/متهم-في-دور-المدعي-العام-محكمة-في-قفص-ا/
مكابدة

محمد جميح

يا حرف هيئ لي ببحرك مركبا
فلقد نويت مع القصيد تغرُّبا

خذني من الصور التي قد لطَّختْ
مرآة روحي واستحالتْ غيهبا

خذني من الجسد الذي في لفظهِ
روحٌ تراود فيه معنى أرحبا

خذني إلى المعنى الذي عَلـِقتْ بهِ
روحي ودقَّ عن الحروف ليـُكتبا

اتعبتُ نفسي في اكتناه غموضهِ
ما ينجلي حتى يعود ليُحجبا

صدقت ليلى حين قالت إنها
معنى وسرت وراءها مترهبا

لكنها لاحت سرابا غير ذي
معنى وبرقاً في القصيدة خلبا

إن لاح نجم علـَّقتْ عيني بهِ
أهدابها ليضم جفني الكوكبا

أو وشوش الطيفُ الفؤادَ ترقبتْ
نفسي الحبيبَ يدُقُ ذاكرة الصِّبا

أو هبَّ من أهل المضارب ذكرُهم
جاء الخيال من البوادي معشبا

أنا أعشق المعنى الذي هـُتكتْ به
لغة أماط لثامَها وتنقبا

كل المرائي نقطة ٌ في نونهِ
والنونُ بحرٌ في لآلئهِ اختبا

معنى تراودهُ الحروفُ جميعُها
قدَّتْ عليهِ قميصَهُ لما أبى

أعيا قصيدي بالغموض تباعدا
أحيا فؤادي بالوصال تقربا

شرقت أبحث عن شعاع شموسهِ
لكنه عند الشروق تغربا

معناي حرف مبهم أعجمته
كيما يبينُ فعزَّني وتحجبا
نصر

محمد جميح

تطلق العرب على الصحراء "مفازة" وهي مهلكة، وتطلق لفظ "بصير" على الأعمى.

وأطلق نعيم قاسم أمين عام ح ز ب الله كلمة "نصر" على هزيمة حزبه!
هذه الظاهرة في اللغة العربية تسمى "التضاد"، وهو إطلاق الكلمة على "المعنى وضده".

تستحق إسرائيل الهزيمة، لأنها احتلال مارق، قادته مجرمون هاربون من العدالة الدولية، لكن حزب إيران في لبنان، لم ينتصر.

كذبة النصر المزعوم تشبه وعد الحزب لغزة بأنه لن يوقف الحرب إلا إذا أوقفت إسرائيل عدوانها على غزة، كما تشبه كلام الحزب عن استمراره في "معركة الإسناد"، بعد أن استنجد بالقريب والبعيد لوقف الحرب.

الحزب منذ تأسيسه يخوض معارك إيران…
تسنح الفرصة لطهران فتحرك أداتها في لبنان…
تخشى طهران من وصول الحرب إليها فتهدئ اللعب بورقتها في الضاحية، وتحرك ورقة أخرى، في عاصمة عربية أخرى.

هذه الأدوات مجرد وسائل مناورة ومصدات بيد طهران، تمنع وصول الحرب إليها، ومن يعول عليها في تحرير الأرض فهو واهم.

الأرض المحتلة لن يحررها إلا الشعب الواقع تحت الاحتلال.
تأتي ذكرى جلاء المستعمر البريطاني عن جنوب اليمن في 30 نوفمبر، مع تراجع ملحوظ في دور أدوات الاحتلال الإيراني في بلداننا العربية.
وتأتي هذه المناسبة مع استمرار حركة النضال الوطني الفلسطيني لدحر الاحتلال الإسرائيلي عن تراب فلسطين.
وكما واجهت الشعوب العربية أمس المشروع الاستعماري وليد "سايكس - بيكو"، فإن قدرها اليوم أن تواجه المشروعين: الإسرائيلي الذي يحتل فلسطين باسم "الوعد الإلهي"، والإيراني الذي يسيطر على بعض العواصم العربية باسم "الحق الإلهي".

ولا يحرر الأرض من المحتلين إلا الشعوب الواقعة تحت الاحتلال.

🌐 قناة محمد جميح تيليجرام
https://t.me/MohammedJumeh
مصلحة العرب مع سوريا خالية من مليشيات إيران

محمد جميح

طرد مليشيات إيران من سوريا مصلحة عربية عليا، وقضية أمن قومي عربي.
فاطميون وزينببون والولائيون والحزبلاويون كلهم مرتزقة بيد نظام طائفي فاشي، يعمل من طهران على نشر الفوضى والفتن والحروب، ليتسنى له التحكم بمصائر ومقدرات شعوبنا العربية.
كيف ينظر للإيراني والأفغاني والباكستاني الذي يحتل عواصم الحضارة العربية في سوريا على أنه يحارب الإرهاب في سوريا، ثم ينظر إلى أبناء المدن السورية الذين عادوا إلى منازلهم على أساس أنهم إرهابيون؟!
قليلاً من العقل والأخلاق.
يجب أن نكف عن ترديد هذه التهمة التي يلقيها من شاء على من يشاء لأهداف سياسية، لا علاقة لها بالإرهاب ولا بمحاربة الإرهاب.

العربي السوري أقرب إلى أخيه العربي من الطائفيين الذين جمعتهم طهران من بقاع مختلفة، ليكونوا يدها التي تحتل بها سوريا وغيرها من بلداننا العربية.

مصلحة العرب مع سوريا خالية من مليشيات الغزو الإيراني التي هجرت وقتلت وشردت ملايين الأشقاء السوريين.

🌐 قناة محمد جميح تيليجرام
https://t.me/MohammedJumeh
تناقضات عجيبة

محمد جميح

على مدار سنوات طويلة ردد الحوثيون أسطوانة "الاحتلال السعودي" و"مرتزقة الجنجويد" في اليمن، على أساس أنهم ضد تواجد قوات أجنبية في اليمن أو أي بلد آخر.
طيب…
ما بالهم اليوم يقفون إلى جانب مليشيات "فاطميون" و"زينبيون" المكونة من مرتزقة أفغان وباكستانيين، بإشراف جنرالات الاحتلال الإيراني في سوريا؟!

عندما يكون التواجد الخارجي في بلد من لون مذهبي مخالف للحوثيين فهو احتلال، حتى ولو كان تواجداً عربياً، كما في الحالة اليمنية، وعندما يكون هذا التواجد من لون مذهبي متفق معهم فهو حركة تحرر من الصهيونية وقوة لمحاربة الإرهاب، حتى ولو كان تواجداً أجنبياً غير عربي، كما في الحالة السورية!

تناقضات عجيبة!!!

🌐 قناة محمد جميح تيليجرام
https://t.me/MohammedJumeh
بعد أن كفّت إيران يد حزبها في لبنان عن "إسناد غزة"، وأرسلت مليشياتها الأخرى لمواجهة قوات المعارضة السورية، يتضح أن شعار "وحدة الساحات" يتجسد بشكلٍ حقيقي في سوريا لا في فلسطين.
فلسطين كلها بالنسبة لنظام طهران مجرد شعار تغزو باسمه بلداننا العربية، أما سوريا، فليست أكثر من إطلالة لطهران على الأبيض المتوسط.

🌐 قناة محمد جميح تيليجرام
https://t.me/MohammedJumeh
اليونسكو تعلن عن فتح باب الترشيح لجائزة اليونسكو-غينيا الاستوائية للبحث العلمي في مجال علوم الحياة، على أن تقدم الطلبات في موعد لا يتجاوز 31 مارس 2025.
لمزيد من التفاصيل عن كيفية تقديم طلبات الترشح، ولتعبئة الاستمارات يمكن متابعة الروابط التالية.

www.unesco.org/egip/account-request

https://unesdoc.unesco.org/ark:/48223/pf0000392050_fre
أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) ملف "الحناء: الطقوس والممارسات الاجتماعية والجماليات"، في اليمن ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية، وذلك ضمن الملف العربي المشترك الذي تقدمت به عدد من الدول العربية.
أقر الملف، خلال الدورة التاسعة عشرة لاجتماع اللجنة الحكومية الدولية لصون التراث الثقافي غير المادي المنعقد في عاصمة جمهورية باراغواي.

مبارك للفريق الذي اشتغل على الملف، ولخبراء المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو)، الذين أشرفوا على إعداد الملف، وللدول المشاركة.

🌐 قناة محمد جميح تيليجرام
https://t.me/MohammedJumeh
لقاء المخا الذي جمع القيادات التي اختلفت في 2011 هو نتيجة لتجارب مرة مرّ بها اليمنيون، ثم خرجوا منها بضرورة تلاحمهم، ضد كهنة الخرافة ومليشيا الإمامة، التي انقضت على العاصمة في سبتمبر 2014، ثم انقضّت على حياة الزعيم ورفيقه في ديسمبر 2017.
‏لا يكره مصالحة فرقاء فبراير 2011 إلا كهنة سبتمبر 2014.

‏رحم الله الرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح ورفيقه الكبير عارف الزوكة.
‏ثبتا حتى اللحظة الأخيرة في مواجهة مليشيات الظلام.

🌐 قناة محمد جميح تيليجرام
https://t.me/MohammedJumeh
تحجيم الدور الإيراني ضمن «استراتيجية الاحتواء»

محمد جميح

خلال عقود كان النظام في إيران يبني نفوذاً إقليمياً متزايداً، وبشكل خاص في جواره العربي، مع استغلال لحالة فراغ كبير، أدت إليه عوامل كثيرة ساعدت نظام طهران على التمدد بشكل متعاظم.
لم يكن هذا التغول الإقليمي الإيراني مستنداً إلى قوة ذاتية للمشروع، ولكن هذا التمدد كان برضى دولي، حيث كانت أنظار القوى الدولية ترقب تعاظم نفوذ طهران بشيء من غض الطرف، ولأهداف لا تبتعد عن حالة الانقسام الطائفي الشديد الذي عصف بالمنطقة، ولازالت سكينته تُعمل أثرها في الأنساغ الاجتماعية والروحية والثقافية لشعوب عربية تعاني من ويلات التدخل الإيراني الذي يتخذ أشكالاً وشعارات مختلفة، والذي بلغ حد التفاخر بالسيطرة على أربع عواصم عربية، والقول بأن الحدود الحقيقية لإيران ليست تلك المرسومة على الخريطة، بل تتعداها إلى شواطئ البحرين: الأحمر والمتوسط، وما هو أبعد.
كانت الميليشيات التي تشكلت على علم وبدعم إيراني تقاتل في مناطق في اليمن والعراق، بغطاء ورضى أمريكي، على أساس أنها قوات تحارب الإرهاب، وفي الساحة السورية كانت إيران تبني ميليشياتها، دون أن تتحرك واشنطن أو حتى إسرائيل ـ حينها ـ ضد تلك الميليشيات، لدرجة أن طهران أصبحت لديها مدن ومربعات أمنية داخل سوريا، غير مسموح لغير المرتبطين بإيران بالوصول إليها.
ومع تعاظم النفوذ العسكري والأمني الإيراني في البلدان العربية التي تدخلت فيها طهران تعاظم نفوذها الاقتصادي في تلك البلدان التي عملت ميليشيات إيران فيها على أنماط مختلفة من اقتصادات الحرب، عبر تهريب السلاح والنفط، وعمليات غسيل الأموال، والاقتصادات الموازية، والشركات الوهمية، وغيرها من الوسائل التي شكلت بها طهران امبراطورية مالية كبيرة عابرة للحدود.
كانت القوى الدولية راضية عن الأداء الإيراني خلال السنوات العشر الأخيرة تحديداً، هذا الأداء الذي مهد الأرضية لإسرائيل للقيام بجريمتها الكبرى ضد غزة، وسط حالة من الانقسام الطائفي في دول المنطقة، ناهيك عن أن جراح غزة ـ على فظاعتها ـ جاءت ضمن سلاسل جراح كثيرة نكأتها طهران، وشغلت كثيرين ـ للأسف ـ عن الجرح الفلسطيني، أو على الأقل لم تُتح المجال لارتقاء الوعي الشعبي العربي لمستوى الجرح الفلسطيني الكبير، بعد أن تعمقت جراح المنطقة في أكثر من بلد، ناهيك عن الأوضاع الاقتصادية المتردية، وتراجع منسوب الوعي بالقضايا العربية، ودخول إسرائيل على خط التطبيع الذي كان أحد مبرراته العمل لتحقيق حلم الفلسطينيين في إقامة دولتهم، لتؤول الأمور إلى عدم قدرة التطبيع على إقناع إسرائيل بوقف مجازرها في قطاع غزة، ناهيك على انتزاع حقوق الفلسطينيين.
ومع وصول المد الإيراني إلى سواحل البحرين الأحمر والمتوسط، ومع استمرار الرضى الدولي عن دور طهران، ومع تزايد الانسحابات العربية من ساحات وقضايا هي في صميم الأمن القومي، بدأ قادة النظام في إيران تطوير استراتيجيات محددة لتجاوز قواعد الاشتباك الأمني والسياسي والعسكري التي سادت خلال عقود. أصابت طهران الحالة التي تصيب القوى الصاعدة، عندما تسكر بالقوة، وحينها بدأ الطموح الإقليمي يتجاوز الحدود المرسومة له دولياً، وهي الحدود التي تتضمنها المعادلة: «إيران أقوى من العرب، إيران أضعف من إسرائيل» تلك المعادلة التي يبدو أن طهران سعت مؤخراً لكسرها، متجاوزة دورها الذي يراد له أن يثير الاضطرابات لإضعاف المنطقة العربية، لصالح إسرائيل، دون أن يمس هذا الدور بالمصالح الغربية أو الإسرائيلية.

رأت إيران في السابع من تشرين أول/أكتوبر 2023 فرصة لزيادة الحصة الإيرانية، في مزاد الشرق الأوسط الذي ظنت طهران أنه حان الوقت لقطف ثمار استراتيجياتها فيه، وظنت أنها يمكن أن تستثمر أكثر في بنك الدم العربي في فلسطين ولبنان، وأن تستمر في القتال بدماء وأموال ومقدرات الآخرين، مع بقاء حدودها آمنة من الحرائق التي ظلت طهران تشعلها منذ سنوات، واستمرت في تنفيذ هذه الاستراتيجية، غير مدركة أنها تتجاوز دورها المرسوم.
وعندما تجاوزت طهران الدور المرسوم لها، يبدو أنه تم اتخاذ قرار بتقليص هذا الدور الذي سمح له بالتمدد، وقد تم مناقشة طريقتين لتقليص هذا الدور: الأولى تتمثل في التعاطي المباشر، بضرب النظام في مفاصل قوته الداخلية، وكانت بعض الدوائر في إسرائيل والولايات المتحدة تؤيد هذا الطرح، غير أن الاستراتيجية الأخرى ـ وهي الأسهل والأكثر قابلية للتطبيق ـ تمثلت في ضرب بعض أذرع النظام ومصداته الأمنية التي بناها خلال عقود لمنع وصول النار إلى حدوده، وذلك بضرب ميليشياته التي لها تأثير مباشر على إسرائيل، مع الإبقاء على ميليشيات أخرى يمكن أن يتم ادخارها لجولات مقبلة من الصراع الطائفي الذي تشارك فيه إيران بقوة، والذي يخدم مصالح القوى الدولية التي تقول طهران إنها تواجهها.
وقد تجلت عمليات تقليم أظافر النظام في إيران في الانهيار السريع لميليشياته في سوريا، حيث فقدت طهران في هذا البلد ـ خلال أيام ـ ما كسبته خلال سنوات طويلة، وذلك بعد خسارة إيران لمدينة حلب، واندحار ميليشياتها عن مساحات شاسعة شمال سوريا، وهو ما يُعد مؤشراً على بداية تضعضع الدور الإيراني في ذلك البلد الذي عانى من سيطرة ميليشيات طهران على مساحات شاسعة من ترابه.
ويبقى السؤال عن الحدود التي تريد القوى الدولية إعادة رسمها للدور الإيراني، إذ لا يبدو أنه مطلوب التخلص منه بشكل كامل، لأنه لا يزال مطلوباً، وللأهداف ذاتها التي جعلت الفاعلين الدوليين يسمحون بتمدده خلال العقود الماضية، الأمر الذي يعني أن المطلوب هو مجرد إيصال رسالة لطهران تعيد دورها لحدوده المرسومة، وتعيد ضبط قواعد الاشتباك ليس أكثر.
ومع اشتداد الصراع بين المشاريع المختلفة على أرض لا تملك مشروعاً قوياً يستطيع مواجهة تلك المشاريع تضيع فرص كبيرة كان من الممكن لأصحاب الأرض استغلالها، مثلما تستغل القوى الدولية الإقليمية الأخرى الفرص، لتحقيق مصالحها، على حساب مصالح أصحاب الأرض الذين دفعوا ـ ولا زالوا يدفعون ـ فاتورة باهظة للاحتقانات الدولية التي ترى في دولهم خاصرات رخوة تنفجر فيها تلك الاحتقانات التي يؤدي انفجارها إلى إعادة رسم الحدود والخرائط ومناطق النفوذ، بما يتناسب مع مصالح القوى التي تملك القدرة على التحرك في الوقت المناسب، لحماية مصالحها.
الخلاصة: تريد القوى الدولية تحجيم الدور الإيراني، وليس القضاء عليه بشكل كلي، التحجيم مناسب، لأنه يبقي على الجانب المؤذي للجوار العربي، ويضعف الجانب المؤذي لإسرائيل والمصالح الغربية، وبالتحجيم الذي يأتي ضمن «استراتيجية الاحتواء» يتم التوصل إلى «إيران المطلوبة» التي تخدم المصالح الغربية، بما تثيره من صراعات طائفية، في الوقت الذي ترفع فيه شعارات معادية للغرب.

https://www.alquds.co.uk/تحجيم-الدور-الإيراني-ضمن-استراتيجية/
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
لقاء المخا الذي جمع القيادات التي اختلفت في 2011 هو نتيجة لتجارب مرة مرّ بها اليمنيون، ثم خرجوا منها بضرورة تلاحمهم، ضد كهنة الخرافة ومليشيا الإمامة، التي انقضت على العاصمة في سبتمبر 2014، ثم انقضّت على حياة الزعيم ورفيقه في ديسمبر 2017.
‏لا يكره مصالحة فرقاء فبراير 2011 إلا كهنة سبتمبر 2014.

‏رحم الله الرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح ورفيقه الكبير عارف الزوكة.
‏ثبتا حتى اللحظة الأخيرة في مواجهة مليشيات الظلام.

🌐 قناة محمد جميح تيليجرام
https://t.me/MohammedJumeh
وما يزال محور إيران ومليشياتها يتحدث عن "التكفيريين"!

هذا القاموس اهترأت كلماته…
قاموس ميت، لم يعد يجدي.

انتفشتم بإرادة دولية لتمزيق شعوب المنطقة، وستنكمشون بإرادة شعبية تعيد اللحمة للشعوب التي عبثتم بأوطانها لسنوات طويلة.

🌐 قناة محمد جميح تيليجرام
https://t.me/MohammedJumeh
يقول محور إيران إن ما ناله من انتكاسة إنما هو بسبب نصرته لغزة.
الحقيقة أن انتكاسة محور الفتن الطائفية كانت نتيجة حتمية لتدخل هذا المحور السافر في البلدان العربية باسم نصرته لفلسطين.

🌐 قناة محمد جميح تيليجرام
https://t.me/MohammedJumeh
مصلحة العرب تكمن في دحر مليشيات إيران عن سوريا.
كسر حلقة من حلقات هذا الطوق الذي تحاول به طهران خنق العرب، كسر هذه الطوق مهم للأمن القومي العربي.
ليغتنم العرب الفرصة.
العالم يتغير، ويقدم فرصة تاريخية لكبح جماح التمدد الإيراني بأيسر الأثمان في سوريا.
وإذا فقدت إيران سوريا فإنها ستفقد نفوذها في المشرق العربي.
علمنا التاريخ أن موجات الغزو القادمة من الشرق تنكسر في الشام، وأن انكسارها في الشام بداية النهاية.

🌐 قناة محمد جميح تيليجرام
https://t.me/MohammedJumeh
وحدة الساحات

‏محمد جميح

‏ترفع إيران مصطلح "وحدة الساحات"، شعاراً في غزة، وتمارسه واقعاً في سوريا.
‏هذه هي الحقيقة، لا غير.

‏هذه ساحات طائفية نجحت خلال سنوات طويلة في تغطية حقيقتها براية فلسطين.
‏واليوم ينكشف المستور الذي لم يكن مستوراً إلا لمن لا يريد أن يرى الأشياء على حقيقتها.

‏إيران دولة طائفية ينص دستورها على "مذهب الدولة"، وينص على تصدير ثورتها التي هي "مذهب الدولة"،.
‏كما أن مليشيات إيران من لون طائفي واحد، وتسعى جميعها لخدمة الأهداف الإيرانية ذاتها.
‏وهذه الدولة، وتلك المليشيات ارتكبت في بلداننا - على أساس طائفي - جرائم موثقة لا يمكن التملص منها.

‏واليوم يتداعى أصحاب "وحدة الساحات" للتدخل في سوريا الشقيقة، مسقطين بذلك ورقة التوت عن عوراتهم البشعة.

‏سقطت ورقة التوت عن العورات الإيرانية، فهل تسقط الغشاوة التي لا تزال تغطي على أعين عربية كثيرة؟!

🌐 قناة محمد جميح تيليجرام
https://t.me/MohammedJumeh