محمد جميح
3.81K subscribers
1.01K photos
318 videos
7 files
3.05K links
مقالات وتغريدات الكاتب والصحفي الدكتور محمد جميح السفير والمندوب الدائم لليمن لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو).
Download Telegram
تسييس العلمانية

محمد جميح

اقتباس:

الكثير من تيارات اليمين القومي/الديني في أوروبا والغرب عموماً تتدثر بالعلمانية لإخفاء حقيقة منطلقاتها الدينية في انتقادها للإسلام، حيث توفر العلمانية العنوان البراق الذي يحوي تفاصيل دينية تخفي مسوح الرهبان تحت ربطات عنق أنيقة.

المقال:

العلمانية في أبسط تعاريفها هي “فصل الدين عن الدولة”، وقد ولدت على خلفية حروب كارثية شُنَّت تحت يافطات دينية مختلفة.
هذه الفصل يقتضي ألا يتدخل الدين في السياسة، ولا السياسة في الدين. غير أن ما هو شائع عن هذا الفصل هو أنه منع الدين من التدخل في السياسة، مع وجود تدخل مستمر من طرف السياسة في الدين، حيث تحاول التيارات المتطرفة علمانياً أن تحرم تدخل الدين في السياسة، ولكنها تتساهل إزاء تدخلات مستمرة للسياسة في الدين. ويفهم هذا المنحى في ضوء الصراع بين السلطة السياسية والمعارضة الدينية، حيث ترى السلطة أن تدخل المعارضة الدينية في السياسة يضر الدين والسياسة معاً، لكن تلك السلطة لا ترى ضرراً من تسييس المؤسسات الدينية في الدولة لصالحها.

وإذا كانت بعض التطبيقات العلمانية قد حددت بشكل واضح موقفها من تدخل الديني في السياسي، فإنها لم تكن على تلك الدرجة من الوضوح إزاء تدخل السياسي في الديني، وهو التدخل الأعم ، لأنه في الوقت الذي يتم فيها تجيير الدين لغرض ما فإن الطرف الذي يقوم بالتجيير يعد طرفاً سياسياً، حتى ولو كان مفتي الديار.
إن حصر فهم هدف العلمانية على أساس أنه منع تدخل الديني في السياسي، والتغاضي عن تدخل السياسي في الديني بعد ضرباً من التسييس للعلمانية، لخدمة أهداف لا تصب في مجرى الهدف العام المتمثل في جعل الدولة محايدة إزاء جميع الأديان والطوائف.

كما أن استهداف دين أو مذهب بعينه باسم العلمانية، يجعلنا نقف إزاء نوع من الانتقائية في التطبيقات العلمانية التي تنتهي إلى ضرب من تسييسها، حيث إن الإيهام بالانطلاق من منطلقات علمانية لإخفاء حقيقة توجهات دينية أو طائفية لا يعد سلوكاً علمانياً، ولكنه استعمال فاضح ليافطة العلمانية للتستر على حقيقة توجهات دينية أصولية متطرفة.

وفي فترات كثيرة انطلق كتاب علمانيون من منطلقات سياسية أو آيديولوجية أو دينية لانتقاد الإسلام أو التاريخ العربي الإسلامي، كما هو الحال بالنسبة لبعض الكتابات الاستشراقية، التي نجحت إلى حد ما في إخفاء توجهاتها السياسية أو الآيديولوجية أو الدينية باستخدام لغة حداثوية أو ومقاربات ومصطلحات شبه موضوعية، أو عناوين علمانية، لإضفاء نوع من المصداقية والنزاهة العلمية على كتابات التي لا تلبث أن تنكشف أهدافها غير الموضوعية عند القراءة المتأنية.

وفي هذا السياق، لا يمكن إغفال حقيقة أن الكثير من تيارات اليمين القومي/الديني في أوروبا والغرب عموماً تتدثر بالعلمانية لإخفاء حقيقة منطلقاتها الدينية في انتقادها للإسلام، حيث توفر العلمانية العنوان البراق الذي يحوي تفاصيل دينية، تراوغ لتخفي طبيعتها ومقاصدها، تماماً كما يراوغ ذلك الأنيق الذي يبدو بربطة عنق عصرية، ليخفي حقيقة “المسوح” التي يرتديها يوم الأحد.

كما لا يمكن مناقشة هذه القضية دون المرور على ثلة من “المفكرين” العرب الذين كانت لهم قصص أو معاناة شخصية في بلدانهم الأصلية، ثم جاؤوا إلى “عواصم العلمانية” لإفراغ شحنات من حقد مكبوت على مجتمعاتهم ومعتقداتهم الأصلية، فيما هم يظنون أنهم يمارسون قدراً من الموضوعية الأكاديمية في مقارباتهم التي لا يعدو الكثير منها أن يكون استجراراً عاطفياً لا تفكيراً علمياً.

ماذا يمكن أن يكون عليه تقييمنا لمفكر علماني وشاعر حداثي كبير بنى معظم جهوده النقدية – أدبياً وفكرياً وثقافياً – على نقد التراث العربي الإسلامي، بعد أن رأينا تنظيراته تتذبذب وهو يمتدح نظاماً دينياً ثيوقراطياً، يعد النسخة المعاصرة من الثيوقراطية الكاثوليكية في القرون الوسطى، وماذا ترك هذا الشاعر الكبير لشعراء المديح في الشعر العربي القديم، بعد أن مجد بقصيدة له رجل دين، كان ذات يوم على رأس هذا النظام الديني الذي يتبنى سلسلة من المصفوفات القادمة من بطون الكتب الصفراء والتواريخ القديمة الدامية؟

إن هذا النموذج من العلمانية يقع في إشكالية “أحادية الرؤية” التي يأخذها العلمانيون على “الإسلامويين”، بل والأدهى من ذلك أنه يجير العلمانية لخدمة توجهات دينية وطائفية، وهو ما يجعل تلك “العلمانية الانتقائية” لا تقف على مسافة واحدة من جميع المذاهب والأديان، ناهيك عن أن كثيراً من التيارات المعلمنة تمارس درجات متفاوتة من الإقصاء التي تتهم به الأصوليات الدينية.

وهنا يمكن أن يطرح سؤال عن معنى معنى تنظيم مؤتمرات دولية “ممولة” عن الإسلام والقرآن، ثم لا يدعى للمشاركة فيها إلا لون فكري معروف بمواقفه العدائية وطرحه المتطرف، وقراءاته الانتقائية للتاريخ والتراث العربي الإسلامي؟
وهل من الموضوعية أن تقدم هذه المؤتمرات الأكاديمية قراءات انتقائية مبتورة لخدمة أهداف وتوجهات سياسية بعيداً عن الأكاديمية التي تغلف بها هذه المؤتمرات الموجهة؟

ما معنى أن يتم التركيز اليوم على المخاطر التي تواجهها العلمانية بسبب الإسلام؟ ما معنى أن تدعم العلمانية إنشاء مدارس دينية غير إسلامية في بلدان أخرى، ثم تمنع توسع المدارس الإسلامية في بلدها، بحجة الخوف من نشر أفكار التطرف؟ وما معنى أن يذهب زعماء أحزاب كبيرة في دول ديمقراطية علمانية للكنيسة في ابتداء حملاتهم الانتخابية، ويعودون إليها في مستهل فترة حكمهم، في حين يقال إن المجتمعات الإسلامية تحتاج إلى جرعة علمانية لتحريرها من تدخل الإسلام في سياسات حكوماتها؟ ثم ما معنى أن تجوب الأساطيل “العلمانية” المياه الدولية والإقليمية محملة بأحدث أنواع أسلحة الدمار الشامل، ثم يقال إن الأصولية الإسلامية تسعى للسيطرة على أوربا وتغيير نمط حياتها العلماني؟ ثم ما معنى أن تمسح “القوات العلمانية” مدناً تعد حواضر الحضارة العربية الإسلامية تحت ذريعة الحرب على “الإرهاب الإسلامي” الذي لا يمكن أن يقارن الدمار الذي أحدثه بالدمار الذي أحدثته تلك “الحرب العلمانية” على الإرهاب؟ ثم ما معنى غزو بلدان الشرق العربي من قبل بلدان علمانية، تحت ذريعة محاولات فرض الديمقراطية ولو بالقوة من طرف أولئك الذي يتحدثون عن انتشار الإسلام بحد السيف؟

وما معنى نهب خيرات تلك البلدان تحت ذريعة “الدمقرطة”، التي تتم بوسائل عنيفة لا يقارن عنفها بالوسائل التي استعملتها عمليات “الأسلمة” التي تحاول تيارات العنف والتطرف اتباعها لفرض رؤيتها للإسلام على الآخرين.
كل تلك الأسئلة الإشكالية تثير مجموعة من الأجوبة التي لا يراد لها أن تكون واضحة للناس، لا لشيء إلا لأجل الاستثمار في اليافطات المرفوعة، لتحقيق أهداف مختلفة، وهنا يمكن أن نلحظ التطابق بين نموذجين انتهازيين: أحدهما يقوم على “تسييس الدين”، وهو الذي يتم الحديث عنه بشكل مستمر، والآخر هو القائم على “تسييس العلمانية”، وهو الذي لا يتم الحديث عنه إلا نادراً.

حضرت مؤخراً جانباً من فعاليات أحد هذه المؤتمرات “الأكاديمية”، وتحدثت إحدى الأوراق المقدمة عن الآية “ولتكن منكم أمة يأمرون بالمعروف وينهون عن المكر…”، لتخرج بقراءة غريبة لهذه الآية، تقول إن الآية تدعو إلى التجسس والتدخل في الخصوصيات، وأنها تؤسس للعنف ضد الأفراد والمرأة تحديداً، وأنها تعطي أياً كان الحق في ممارسة العنف ضد الآخر، متجاهلة حقيقة أن آية واضحة نهت قطعياً عن التجسس في النص “ولا تجسسوا…”، وأن الخطاب موجه بضمير الجمع “منكم”، وليس للفرد أو الأفراد، وبالتالي فإن المكلف بالأمر فيما يخص التغيير باليد الذي تحدثت عنه هو “السلطة التي تملك هذا الحق” والتي تمثل الأمة، وأن القوانين الحديثة في كثير من الدول ذات الدساتير العلمانية تهدف في الأخبر إلى ما عبرت عنه الآية من إرادة “الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر”، وهو مبدأ إنساني وقانوني عام، وإن اختلفت وسائل التعبير عنه، حيث يمكن أن تقوم القوانين وأجهزة السلطة القضائية والأمنية اليوم مقام ما عبرت عنه الآية بـ”الأمة” التي تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر.
بالمجمل، ينبغي للذين يحذرون من تدخل الدين في السياسة أن يحذروا كذلك من تدخل السياسة في الدين، وينبغي للذين يحذرون من تسييس الدين أن يحذروا كذلك من تسييس العلمانية، وهو الأشد مكراً والأخفى سبيلا.
https://t.me/MohammedJumeh
يقول الخبر:
‏رئيس مجلس النواب يحيى الراعي (الموالي للحوثي) يتلقى برقيات تهان من نظرائه بالدول العربية والإسلامية..
‏اتحداه يذكر لي دولة واحدة؟!

‏البرلماني أحمد سيف حاشد
https://t.me/MohammedJumeh
طالما شاركت مع الأخ عبدالوهاب في برامج تلفزيونية وهو يدافع عن الحوثيين وانقلابهم في صنعاء…

هل وصلت أخي العزيز إلى ما كنا نحذر منه؟

لغة الخطاب

عبدالوهاب الشرفي

لم اعد احضر خطب الجمعة فمن تم تمكينهم من المنابر جهال او موتورون يجدر تجنيبهم عن الخطاب العام لا رفعهم على المنابر .
.. ليسوا علماء ولا يخاطبوننا بلغة العلم وانما بلغة شعبية تهذي بلغة توجيه معنوي ليس محلها المساجد وليست لغة ارشاد ووعظ . لغة تروج لتوجهات سياسية وفكرية وعصابية وبصورة فجة من البعض احيانا .

.. اتذكر كيف كانت الجمع محطة ايمانية توعوية تغير الكثير في نفوس الناس الى الاحسن . اتذكر ان خطيب المسجد المجاور لنا رحمه الله - وكثير من المساجد حينها - كان يخصص كل جمعة لقيمة من القيم يذكر الناس بها ويحضهم على الالتزام بها .
.. صلة الرحم . الطهارة والنظافة . بر الوالدين . الاحسان . الزهد . حسن الجوار . الامانة . الصدق . الاعتماد على الله . توقير الكبير و رحمة الصغير . التراحم . العمل . الرزق الحلال . تحريم الظلم .

التوصية بالضعفاء والمحتاجين والايتام . الحض على ذكر الله . مراقبة الله في السر والعلن . الاتقان في العمل . حسن تربية الابناء . حسن العشرة . تجنب الغيبة والنميمة . المسارعة في الخير . التقوى . الثقة بالله عز وجل . الترغيب في الطاعات . احترام الاخر . الصدقات . مساعدة الناس وتقديم العون . الحث على التعلم . حسن المظهر . حفظ اللسان . الصبر وحسن الرجاء . حسن الخلق . العفة . حسن الظن . اقالة العثرات . التسامح . الكرم .. والى اخر هذه العناوين القيمية التي يجب ان يذكر الناس بها بالحاح لتسهم في تماسك المجتمع وتعايشه .

… من المسئول عن تعطيل هذا الخطاب و تحويل المساجد الى اوكار للتحريض والفتنة و ساحات للنيل من الاخر .
.. تحولت المساجد في عموم اليمن الا البعض منها الى مراكز للصياح والنياح واللياح وفقدت روحانيتها و تزكيتها للنفوس .
… اللهم ردنا اليك ردا جميلا
https://t.me/MohammedJumeh
سجلت المنظمات الحقوقية اليمنية والدولية مقتل آلاف الأطفال، كثير منهم قتلوا في معارك الحوثيين العبثية ضد اليمنيين شمالاً وجنوباً.
‏يبدأ التجنيد من داخل الدورات الصيفية التي يستقطبون إليها الأطفال والمراهقين.
‏حماية الأطفال من فكر التطرف والكهنوت مسؤولية أولياء الأمور بالدرجة الأول.
سجلت المنظمات الحقوقية اليمنية والدولية مقتل آلاف الأطفال، كثير منهم قتلوا في معارك الحوثيين العبثية ضد اليمنيين شمالاً وجنوباً.
‏يبدأ التجنيد من داخل الدورات الصيفية التي يستقطبون إليها الأطفال والمراهقين.
‏حماية الأطفال من فكر التطرف والكهنوت مسؤولية أولياء الأمور بالدرجة الأول.
يُحدث عبدالملك الحoثي أتباعه عن الشجاعة والإقدام في المعارك، فيما هو لا يجرؤ على إلقاء خطاب مباشر في الأتباع أو حتى القيام بجولة في شوارع العاصمة التي يسيطر عليها.
‏القتال أخلاق وليس من الشجاعة استقطاب طفل عمره 13 سنة للحرب دفاعاً عن بالغ لا يستطيع أن يخاطب الناس إلا من وراء شاشة.
‎يقول المشرف الثقافي للمراهقين خلال الدورات الحوثية إن جماعته الدينية "ستؤدي الصرخة داخل البيت الأبيض، وإن الشعار سيعلق على أسواره"!
‎ويُخبر محمد عبدالسلام الأمريكان عندما يلتقيهم في مسقط أن الحوثيين "جماعة سياسية مضطهدة تريد مساعدة واشنطن في الحرب على الإرهاب"!
‎حبل الكذب قصير.
يقول النشيد الحoثي المعد للأطفال بالدورات الثقافية:

"أبو جبريل
قرين الذكر والتنزيل
وأمريكا تخاف منه"

عبدالملك قرين القرآن!
وأمريكا لا تعمل حساباً لبوتين ولا للصين ولا حتى لكيم جونغ أون!
ما يرعبها إلا هذا الذي لا يجرؤ على الخروج من مخبئه!

فعلاً،ما تضخم أحد إلا لعقدة نقص يحسها
واستمرت تحكي الحكاية إلى أن غدت هي الحكاية…!
‏كيف لهم أن يطفؤوا نجمة الشاشة…؟!
الجزيرة: آخر رسالة بعثتها شيرين أبو عاقلة إلى مكتب الجزيرة الساعة 6 صباحا، قالت "قوات الاحتلال تقتحم جنين وتحاصر منزلا في منطقة الجابريات… في الطريق إلى هناك، أوافيكم بخبر فور اتضاح الصورة".
لكن الخبر الذي خرج كان "استشهاد أبو عاقلة برصاص قناص الاحتلال اليوم الأربعاء 11 مايو".
سيف المسيح…خَد محمد

محمد جميح

اقتباس:

بسبب من تكريس صورة المتدين المسيحي مضروب الخد ذهبت التنظيرات الماركسية الثورية إلى أن الدين «أفيون الشعوب» وبسبب من صورة المتدين المسلم مسلول السيف، ذهب الكثير من التنظيرات الاستشراقية اليمينية إلى أن الإسلام هو الإرهاب

المقال:

هناك صورة نمطية للشخصيتين الرساليتين الكبيرتين في التاريخ: المسيح ومحمد عليهما السلام، يظهر الأول في الصورة بخد مضروب والآخر بسيف مسلول، وهي صورة ممنتجة غير مكتملة، يغيب عن لونها دمع محمد العابد وسيف المسيح المتوعد، أو يختفي منها الدمع الذي بلل خد محمد والسيف الذي جاء به المسيح، وذلك لأنه تم التعامل مع حقيقة هاتين الشخصيتين بانتقائية موجَّهة، قولبت الشخصيتين الرساليتين في أطر محددة، بناء على رغبة السلطة السياسية ـ عبر الزمن ـ في إعادة إنتاج الشخصيات والأحداث، حسب الأهداف السياسية لهذه السلطة.
وطالما كانت الانتقائية ـ ولا تزال ـ وسيلة ناجعة لانتاج الصور النمطية الموجهة، وذلك عبر أدوات كثيرة تعيد صياغة الشخصيات والمشاهد والسرديات والتواريخ والأخبار. فوسيلة الإعلام ـ مثلاً ـ تنتقي من الأخبار ما يوائم سياستها التي هي سياسة السلطة المالية، والأحزاب السياسية تنتقي مثالب خصومها للنيل منهم، والسياسات الدولية تتعامل بمكاييل مختلفة حسب الزمان والمكان والعرق واللون والدين، وفق معايير يكون بموجبها شخص ما إرهابياً إذا وجه رصاصته نحو دولة أو كيان ما، ويصبح مدافعاً عن الحرية إن وجهها نحو دولة أو كيان آخر، بغض النظر عن أي عوامل أخرى.
ووفقاً لهذه الانتقائية لا تُعرض الرواية كاملة، بل تُعاد منتجة المشاهد لتقديم سردية مختلفة، وتُتلى نصوص دينية ويُغض الطرف عن أخرى، لدعم هذه الرؤية المذهبية أو تلك، وتقوم الشاشة بتقديم نصف الحقيقة أو أقل، ولذا تكمن الحقيقة أحياناً فيما لا يقال، ويكمن المعنى في الكلام المحذوف أكثر من كمونه في الكلام المكتوب.

وقديماً كرست السلطات الرومانية عن طريق ذراعها الكنسية القول المنسوب للسيد المسيح في الإنجيل «إذا ضربك أحدهم على خدك الأيمن فأدر له خدك الأيسر، وإذا أخذ أحدهم رداءك فأعطه إزارك» وذلك كي يظل الإقطاعيون يضربون خدود ملايين الفلاحين، ويظل أرباب العمل يلطمون ملايين العمال باسم التسامح والصبر والتحكم في النفس واتباع تعاليم المسيح.
واستمرت السلطة ذاتها تكرس القول ذاته وللهدف نفسه، وجاءت النسخ الإمبريالية من روما القديمة، وأخذت تضرب يميناً وشمالاً، وتبطش بالمستضعفين وتدير خدودهم أيمن وأيسر، وتصفعهم وجهاً وقفا، وتتحكم بهم أرضاً وسماء، وثروة وسيادة، وجاءت موجات الحروب المقدسة، وحضر تاريخ الحروب الصليبية، وجاء الاستعمار الحديث، وضُرب الخد الأيمن والأيسر وأُخذ الرداء والإزار والذهب والفوسفات والقطن والزيتون والنفط والغاز، وصُرف للفقراء المزيد من تعاليم المسيح، و«إذا ضربك أحدهم…الخ».

لم تقل روما قديماً، ولا قالت الكولونيالية الحديثة إن المسيح عندما وجد المؤمنين مقهورين محزونين أذلاء أنكر عليهم حالهم تلك، «فقالوا له: يا أبانا أنت الذي أمرتنا أن ندير الخد لمن ضرب ونعطي الرداء لمن أخذ!
فقال لهم: نعم.. أنا أمرتكم بذلك، لكني لم آمركم أن تفعلوه إلى الأبد، ولم آمركم أن تفعلوه مع الساقطين المجرمين الذين لا يعرفون معنى المحبة والرحمة والتسامح.
قالوا: وماذا علينا أن نفعل الآن؟
فقال: الحقَّ الحقَّ أقول لكم: من لم يكن عنده سيفٌ فليبع ثوبه وليشترِ بثمنه سيفاً، وفهم المؤمنون رسالة المسيح وقالوا: الآن حصحص الحق».
كم من المؤمنين يعرفون قول السيد المسيح: «إذا ضربك أحدهم على خدك الأيمن فأدر له خدك الأيسر» وكم منهم يعرفون قوله: «من لم يكن عنده سيف فليبع ثوبه، وليشتر بثمنه سيفاً»؟

لقد عمل التحالف «الكهنوبلاطي» بين سلطة روما وسلطة الكنيسة على إشهار وجه وحيد للمسيح، وجه انتقائي، بخد أيمن مضروب وخد أيسر مستدير، حتى جاء زمن أخذ فيه القيصر الرداء والإزار، ووضع بعض الذهب في فم الكاهن ليسكت، فسكت عن الوجه الآخر للمسيح الذي يرفض إعطاء الثوب، ويأمر بشراء السيف، لقتال من أسماهم «الساقطين المجرمين الذين لا يعرفون معنى المحبة».

إن السردية القيصرية عن السيد المسيح هي سردية انتقائية تناسب أهداف سلطة روما لا رسالة المسيح، وإذا كان المسيح قد قال النصين السابقين، فإن التركيز على أحدهما وإغفال الآخر يتسق مع التعامل الانتقائي الذي تنتهجه السياسات الدولية إزاء القضايا والملفات المختلفة.
وبطبيعة الحال، فإنه لا يوجد تناقض بين قولي المسيح، إذ لكل منهما سياقاته ومقاصده، فإدارة الخد الأيمن تأتي في سياق، وشراء السيف يأتي في سياق مختلف، ومن الخطأ الخلط بين السياقات، بوضع الندا في موضع السيف، أو السيف في موضع الندا، على حد قول أبي الطيب المتنبي.
ومع ذلك فإن السلطات الرومانية احتكرت لنفسها قول المسيح: «فليشتر سيفاً» وطلبت من ذراعها الكنسية أن توجه رعاياها بالامتثال لقوله الآخر: «فأدر له الأيسر» وهنا نتجت معادلة أصبح فيها السيف من نصيب السلطة والضرب من نصيب الرعية، وذلك بسبب من الانتقائية التي مارستها المؤسسات الدينية والسياسية التي حرصت على إظهار وجه واحد للمسيح جسدته الفنون الكلاسيكية المختلفة في تماثيل حزينة على مداخل الكاتدرائيات وجدرانها. هذه المؤسسات هي ذاتها التي مارست وتمارس الانتقائية في النصوص الإسلامية، لتظهر وجهاً واحداً لنبي الإسلام محمد عليه السلام، في صورة أعرابي يقطر سيفه دماً ويغزو ليسبي الجميلات ويدمر الحضارات.

وهي الانتقائية التي تركز على النص القرآني «واقتلوهم حيث ثقفتموهم» دون اعتبار لمن هم هؤلاء الذين يأمر القرآن بقتالهم، ولا لماذا أمر، ولا لسياقات النصوص، وهي الانتقائية التي تغفل تماماً عن ذكر «وما ارسلناك إلا رحمة للعالمين» وعن «لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم» ونصوص أخرى كثيرة تدعو للصبر والتحمل والعفو والتسامح.

هذه الانتقائية المغرضة سعت وتسعى لإعادة إنتاج الشخصيتين الرساليتين بما يتناسب مع توجهات القياصرة غرباً والأكاسرة شرقاً، ليعاد إنتاج الرسالتين في خد مضروب من جهة وسيف مسلول من جهة أخرى، مع حرص شديد على أن أن يظل صاحب الرسالة الأولى بخد مضروب إمعاناً في استلاب مقاومته، لاستمرار اضطهاده وإذلاله، وصاحب الرسالة الثانية سيفاً مسلولاً، إمعاناً في تجريمه وشيطنته، لاستمرار استهدافه وضربه.

وفي الحالين فإن «التحالف الكهنوبلاطي» هو الذي يعمل على مأسسة الرسالات الروحية، وإعادة إنتاجها بانتقائية شديدة لتكييفها لخدمة أهداف هذه التحالف في إبقاء المسيحية في صورة الحمل الوديع للاستفادة من صورته في تجميل وجه النيوكولونيالية، وإبقاء الإسلام في صورة الوحش الضاري، للاستفادة من صورته في تجييش العالم ضد المسلمين باسم الحرب على الإرهاب، ومن صورتي الحمل والوحش تستفيد السياسات الدولية بإخصاء المزيد من الحملان لتلقي مخرجات تلك السياسات، وبشيطنة المزيد من الوحوش الممنتجة لصرف الأنظار عن المخالب الحقيقية التي تخمش بها تلك السياسات وجه الحمل وجسد الوحش، في وقت تسيطر فيه على الجمهور حال من الخدر اللذيذ، نتيجة مشاهدة أشواط من صراع الثور الإسباني والخرقة الحمراء التي جاءت لصرف الأنظار عن عشرات الطعنات التي يتلقاها الثور الهائج المسكين، وسط تصفيق جمهور لا تنقصه السادية، وهو ينظر إلى الدماء تتثعب والجراح تنزف.

وبسبب من تكريس صورة المتدين المسيحي مضروب الخد ذهب بعض التوجهات الفكرية الثورية إلى أن الدين «أفيون الشعوب» حسب التنظير الماركسي، وبسبب من صورة المتدين المسلم مسلول السيف، ذهبت الكثير من التنظيرات الاستشراقية واليمينية إلى أن الإسلام هو الإرهاب، ولأن تلك الأحكام بنيت على أساس صور ممنتجة فإنه يصعب التسليم بدقتها ناهيك عن صوابيتها، حيث إنها بنيت على أساس رواية من نص واحد، مهملة بقية النصوص التي تعطي للرواية صورتها المكتملة، ومعناها الحقيقي نصياً وسياقياً، وهو المعنى الذي لا يكتمل دون ذكر قول السيد المسيح «ما جئت لألقي سلاماً، بل سيفا» مع قوله «فأدر له الأيسر» ومن دون ذكر النص القرآني «فاقتلوهم حيث تقفتموهم» مع النص «ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين» وهنا يمكن الوصول إلى مقاربة موضوعية، أما ما عدا ذلك فمجرد قراءات انتقائية مجتزأة ومغرضة، لمزيد من الابتذال لخد المسيح، ومزيد من الشيطنة لسيف محمد عليهما السلام.

https://www.alquds.co.uk/سيف-المسيح-خَد-محمد/comment-page-2/?unapproved=1796539&moderation-hash=ec14ccb73a17ba448b96d7d3d225d710#comment-1796539
أدانت دول ومنظمات كثيرة قتل قوات الاحتلال الإسرائيلي لشيرين أبو عاقلة، لكن إدانة الحoثي للجريمة، وهو الذي قتل وغيّب وحكم بالإعدام على عشرات الصحافيين في اليمن، هذه الإدانة تبدو لمجرد الاستغلال السياسي، أسوة باستغلاله - هو ونظام طهران - لكل ما له علاقة بالقضية الفلسطينية العادلة.
في الوقت الذي طورت فيه دول الخليج العربية منظوماتها الإدارية وقطعت أشواطاً خدماتية كبيرة وأصبحت تضع الخطط بعيدة المدى اقتصادياً وعلمياً وثقافياً، واستحوذ بعضها على شركات دولية، يردد الفاشلون عبارات عنصرية وردت في ملحمة "الشاهنامه" الفارسية عن "البدو الأعراب شراب بول البعير"!
‏عجب!
يدخل دورة ثقافية للحoثيين، يخرج منها ويقتل والديه أو إخوته أو أقرب أقاربه رجالاً ونساء.
‏قام بهذه الأعمال قيادات وأفراد منتمون للجماعة وفي أكثر من محافظة يسيطرون عليها.
‏هذه لم تعد حالات فردية منعزلة، ولكنها أصبحت ظاهرة عامة تستحق الدراسة، لدى من يتشبع بفكر هذه الجماعة المنحرفة.
https://t.me/MohammedJumeh
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
الشارع الرسمي الإيراني المتخم يهتف: "الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل"، فيما الشارع الشعبي الجائع يهتف: "الموت للولي الفقيه، الموت لرئيسي"!
من المتوقع أن تشهد عدن عمليات إرهابية كالتي حدثت اليوم.
‏الهدنة المعلنة قد تمنع الحوثي من استهداف المدينة بالطائرات والصواريخ الإيرانية،مع أنه لم يحترم هذه الهدنة في أماكن أخرى.
‏التفجير الخفي من الداخل أنسب، وما جرى في الضالع وعدن يشير إلى محاولات مستمرة لزعزعة الوضع وخلط الأوراق.
ثورة الجياع في إيران…

‏الإيرانيون يطبقون فقط المقولة المنسوبة للإمام علي: "عجبت لمن لا يجد قوت يومه، كيف لا يخرج على الناس شاهراً سيفه؟!"…

‏خرج الإيرانيون شاهرين جوعهم…
https://www.facebook.com/100001913461232/posts/pfbid0YzeMujNf39kxs84SMTibYUJCoCWyfvTu7ExTSwzuhX6QGjsGr1zB5NuJYb6jjDXhl/
في شوارع صنعاء وبيروت وغيرهما من المدن العربية يرفع مرتزقة طهران صور الكاهن الأكبر علي خامنئي، وفي المدن الإيرانية يمزق المتظاهرون الإيرانيون الأحرار صور هذا الكاهن الذي ملأ خزائنه وأفقر الشعوب الإيرانية.

‏الفيديو من مظاهرات مدينة شهر كرد قبل قليل.
https://www.facebook.com/100001913461232/posts/pfbid02XdChL86BF23mahFQb1DfC2VXywuEQQES25oL2hhSLQzTbhHFEdiikYfCpLTmFKel/