مُدْهَامَّتَان

أما برنامج تمهيد فكنز لا أعرف مثله في بابه بحمد الله تعالى، فهو مشروع طريق واصل بين الجديد والقديم، إذ يحافظ على أساليب تلقي العلوم ومناهجها التراثية، ويرسخ مفاهيم الشيخ وآداب الطلب ومعنى المتن والشرح والحاشية والتقرير، خلافًا للبرامج التي حولت العلم إلى معلبَّات أكاديمية حديثة فارغة المضمون أو قليلته في أحسن أحوالها، وفي نفس الوقت يتنزَّل البرنامج في أساليب الشرح المبسطة للغاية حتى يستفيد كل سامع، ويوفر مساحة للنقاش والسؤال والاعتراض بأدب، ولقلة الطلاب تكون المتابعة الفردية وتسجيل الحضور والغياب ممكنةً، كأنه درس خاص بكل طالب، ومع ذلك هو مجاني، وفيه فوائدٌ أخرى سيعلمها الطلاب بعد وقت من الدراسة
فكل من همَّ بالبدء فليتوكل على الله وينضم إلينا، ونعده -ووعد الحرِّ دينٌ- أن يجد بإذن الله ما يسره، وأنه سيخرج من هذه الرحلة لا كما دخل، بل طالبٌ لديه مَلَكةٌ وقاعدة ثابتة راسخة، يحسن النحو والصرف، ويحلل الكلام بالمنطق وقواعد البحث، ويبرهن على عقيدته وشريعته، ويملك نظريته المعرفية وفلسفته العقدية المتينة، ويرفع الجهل عن نفسه في عباداته ومعاملاته حيث يدرس أحكام الفقه الضرورية، كما سيحصل آلته البلاغية لينهل من الأدب والشعر، وأدواته الأصولية ودرايته بتاريخ التشريع وغيرها من المقررات التي ستدرس بإذن الله تعالى
ثم لن نترك طلبتنا الأحباب حتى نعرفهم على الشيوخ والمناهج والكتب والموارد، ونشاركهم الفوائد والفرائد وخبرة السنين في التي سبقناهم بها، ولن نقحمهم في مشاحنات ومباغضات بين المسلمين تحجبهم عن العلم ومقصوده بإذن الله
فتمهيد مشروع العمر، لا ندري أنحيا لنكرره أم لا، فمن استطاع فليغتنم، وإني والله لأسعد بالأحباب لو سروني بانضمامهم لما أعلم فيه من الخير العظيم لهم
والباب مفتوح حتى ينشر المجلس الثالث من مجالس المقدمات التعريفية بالعلوم إن شاء الله، فلله ندعوكم لا لأنفسنا، فسارعوا.
https://t.me/+O3tzLS8F67xhYTNk

824 viewsAbdelhamed Nafea, 18:47