إلى المعلمين:
"...أفلا يجب إذن على المعلمين أن يَدلوا التلميذ على الطريق السوي والخطة المستقيمة؟ أفلا يجب عليهم – قبل أن يعلموه قوانين الحكمة ومعادلات الكيمياء ونظريات الهندسة التي سينساها ويجهلها – أن يعلموه من هم أجداده وما هي حضارتهم، وأن يصبوا في نفسه أخلاق العروبة وآداب الإسلام، وأن يحببوا إليه العلم حتى يقبل عليه بلذة وشغف؛ لا لنيل الشهادة والنجاة من الامتحان، بل ليستفيد منه في ترقية حياته وحياة أمته وخدمة بلاده وقومه... وأن يفهموه «حقائق الحياة» ويعرضوها عليه عارية لا يسترها شيء؟".

#علي_الطنطاوي رحمه الله.
كتاب: من حديث النفس(ص: ٦٩)


https://t.me/midadalkutub

ٰ
🌦 الابتسامة النبوية الأخيرة

عن أنس بن مالك الأنصاري رضي الله عنه أنَّ أبا بكر كان يصلي لهم في وجع النبي صلى الله عليه وسلم الذي توفي فيه، حتى إذا كان يوم الاثنين وهم صفوف في الصلاة، فكشف النبي صلى الله عليه وسلم ستر الحجرة ينظر إلينا؛ وهو قائم، كأنَّ وجهه ورقة مصحف، ثم تبسم يضحك، فهممنا أنْ نفتتن من الفرح برؤية النبي صلى الله عليه وسلم، فنكص أبو بكر على عقبيه ليصل الصف، وظنَّ أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم خارجٌ إلى الصلاة، فأشار إلينا النبي صلى الله عليه وسلم أنْ أتموا صلاتكم، وأرخى الستر، فتوفي من يومه. متفق عليه.

قال النووي:
« سبب تبسمه صلى الله عليه وسلم: فرحه بما رأى من اجتماعهم على الصلاة واتباعهم لإمامهم وإقامتهم شريعته واتفاق كلمتهم واجتماع قلوبهم، ولهذا استنار وجهه صلى الله عليه وسلم على عادته إذا رأى أو سمع ما يسره يستنير وجهه » شرح مسلم ١٤٢/٢.

فبالرغم من أن النبي صلى الله عليه وسلم موعود بفتح الشام وفارس وتوفي وهو لم يدرك هذا الفتح، وبالرغم من وجود تعثر في غزواته الأخيرة مثل حنين وتبوك، إلا أنه صلى الله عليه وسلم لا يقف عند هذه الأمور، بل يستبشر لأن ما رآه من مؤشرات استدل بها على أن السياق العام في صالح الإسلام، وأنه بمقارنة بين الإسلام الآن والإسلام قبل عشرين سنة يستطيع أن يرى خط الصعود للإسلام، فلذلك تهلل وجهه وتبسم ضاحكاً.

وهكذا يُقرأ الواقع.
صلوا عليه وسلموا تسليماً..

ٰ

‏الأربعين هي سن تناهي العقل وكمال الفهم ؛ فينبغي لمن بلغ هذا السن أن يكون أكثر توقيا للذنب ؛ لأن قيام الحجة مع كمال العقل أبلغ ، وصاحب العقل الراجح أدنى إلى المؤاخذة من غيره ؛ قيل لمسروق : متى يؤخذ الرجل بذنوبه ؟ قال : إذا بلغت الأربعين فخذ حذرك !

فضل الله لا يَرُدُّه إلا المانع الذي في العبد فلو أزال ذلك المانع لسارع إليه الفضل من كل صوب.

عدة الصابرين ص111
https://t.me/Wa3eth

إذا أردتَ أنْ تقرأ في كل يومٍ جزءًا من كتاب الله تعالى فاقرأ بعد الفجر عشر دقائق، وقبل نومك كذلك؛ فقراءة الجزء من كتاب الله تعالى تأخذُ منك عشرين دقيقة فقط .


https://t.me/h_alarwan