النظر إلى المحرمات والمنكرات وأهلها في الأجهزة الحديثة
https://youtu.be/beXGVHSZBZY
https://youtu.be/UCRN5ui5IUM
https://youtu.be/beXGVHSZBZY
https://youtu.be/UCRN5ui5IUM
Forwarded from إيمان (د. إيمان العَسِيري)
الابتعاد عن المنكر يحتاج إلى مصابرة ومجاهدة.
وعندما يقترب المنكر منا أكثر ويسهل علينا الوصول إليه فإن الابتلاء يكون أعظم وثوابه لا شك أكبر، وبالتالي فالحاجة إلى المصابرة في هذه الحال تكون أوكد، وهنا نموذجان ورسالة:
أما النموذج الأول: فنموذج بني إسرائيل لما حرم الله تعالى عليهم الصيد يوم السبت، فكان التكليف الذي جاءهم: (وَقُلنا لَهُم لا تَعدوا فِي السَّبتِ).
وكان الابتلاء بتقريب المنكر لهم، قال الله تعالى : ﴿إِذ تَأتيهِم حيتانُهُم يَومَ سَبتِهِم شُرَّعًا وَيَومَ لا يَسبِتونَ لا تَأتيهِم﴾ [الأعراف: ١٦٣].
ومعنى قول الله تعالى: (إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا ) أي شارعة ظاهرة على الماء من كل طريق وناحية كشوارع الطرق.
فكان تكليف بني إسرائيل أنّ الله حرّم عليهم الصيد يوم السبت، ثم ابتلاهم بأن جعل الأسماك شارعة طافية فوق الماء من كل مكان في اليوم الذي نهاهم عن الصيد فيه؛ ابتلاء لهم بتقريب المنكر لهم هل يثبتون أم يضعفون؟!
وأما النموذج الثاني: فنموذج أصحاب رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، فكان التكليف الذي جاءهم: (يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا لا تَقتُلُوا الصَّيدَ وَأَنتُم حُرُمٌ) أي: وأنتم محرمون بالحج والعمرة.
وكان الابتلاء بتقريب المنكر لهم، قال الله تعالى: (يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا لَيَبلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيءٍ مِنَ الصَّيدِ تَنالُهُ أَيديكُم وَرِماحُكُم) [المائدة: ٩٤] أي: مقدور على صيده بكل سهولة باليد والرمح.
وأما الرسالة: فإنه قد حصل الابتلاء لنا كما حصل لغيرنا؛ فتيسّر الانترنت ووسائل التواصل والصور والأفلام والمقاطع ونحوها مما يسهل الوصول إليها و صارت تناله أيدينا هو نوع من أنواع الابتلاء بتقريب المنكر لنا؛ (لِيَعلَمَ اللَّهُ مَن يَخافُهُ بِالغَيبِ).
والناس أمام المنكر على تفاوت بينهم، من مسارع إليه منجذب له، ومن معرض عنه نافر منه، ومن رأى اختلاف أحوال الناس أدرك أنه لا شك لا يخرج عن الحالين: فإما أن يكون من الناجين أو يكون من الغافلين.
وإن من المعينات على اجتناب المنكر والإعراض عنه في ظل انتشاره وقربه وتنوع أشكاله:
١- المجاهدة والمصابرة - كما مرّ- وأمر تقريب المعنى هنا ليس حسيا يمكن وصفه ووزنه وإنما هي مسألة إيمانية تحتاج مداومة حتى تصبح مبدأ راسخا يسير عليه . فالصبر يبدأ بالتصبّر ثم ينتهي إلى محامد الرضا والشكر مما هو أعمق وأبعد من مجرد الصبر .
وهكذا يكون الصبر أمام المنكرات، هو يبدأ بالتصبر وبحبس النفس عنها مع شدة رغبته بها ، ثم ينتهي به الحال إلى أنها تمر عليه ولا يكاد يراها لحقارتها في نفسه؛ حيث ترتفع همته عنها ولا يضعف أمامها.
٢- قراءة النماذج والقصص وسير الأولين والآخرين التي تبيّن أحوال الناس ومآلاتهم في اجتناب المنكر، والكيّس من جعل له من التاريخ عبرة واتّعظ بغيره.
٣- دراسة الواقع ورؤية كم غيّر هذا المنكر القريب من مفاهيم وقلب من موازين، فقد سمعنا ورأينا من نشأ على الطاعة والمعروف ولكن أصابه من هذا المنكر الكثير حينما ضيع طريقه الأول، وخاض مع الخائضين، وأهمل نفسه حتى ظهرت عليه آثاره ورأى غيره فيه بوادره؛ فإنّ كثرة طرق أبواب المنكر تدفع إليه من لم يكن من أهله ابتداءًا إذا لم يُلزم نفسه بطريق للنجاة يعتصم به.
#د_إيمان_العسيري
وعندما يقترب المنكر منا أكثر ويسهل علينا الوصول إليه فإن الابتلاء يكون أعظم وثوابه لا شك أكبر، وبالتالي فالحاجة إلى المصابرة في هذه الحال تكون أوكد، وهنا نموذجان ورسالة:
أما النموذج الأول: فنموذج بني إسرائيل لما حرم الله تعالى عليهم الصيد يوم السبت، فكان التكليف الذي جاءهم: (وَقُلنا لَهُم لا تَعدوا فِي السَّبتِ).
وكان الابتلاء بتقريب المنكر لهم، قال الله تعالى : ﴿إِذ تَأتيهِم حيتانُهُم يَومَ سَبتِهِم شُرَّعًا وَيَومَ لا يَسبِتونَ لا تَأتيهِم﴾ [الأعراف: ١٦٣].
ومعنى قول الله تعالى: (إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا ) أي شارعة ظاهرة على الماء من كل طريق وناحية كشوارع الطرق.
فكان تكليف بني إسرائيل أنّ الله حرّم عليهم الصيد يوم السبت، ثم ابتلاهم بأن جعل الأسماك شارعة طافية فوق الماء من كل مكان في اليوم الذي نهاهم عن الصيد فيه؛ ابتلاء لهم بتقريب المنكر لهم هل يثبتون أم يضعفون؟!
وأما النموذج الثاني: فنموذج أصحاب رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، فكان التكليف الذي جاءهم: (يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا لا تَقتُلُوا الصَّيدَ وَأَنتُم حُرُمٌ) أي: وأنتم محرمون بالحج والعمرة.
وكان الابتلاء بتقريب المنكر لهم، قال الله تعالى: (يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا لَيَبلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيءٍ مِنَ الصَّيدِ تَنالُهُ أَيديكُم وَرِماحُكُم) [المائدة: ٩٤] أي: مقدور على صيده بكل سهولة باليد والرمح.
وأما الرسالة: فإنه قد حصل الابتلاء لنا كما حصل لغيرنا؛ فتيسّر الانترنت ووسائل التواصل والصور والأفلام والمقاطع ونحوها مما يسهل الوصول إليها و صارت تناله أيدينا هو نوع من أنواع الابتلاء بتقريب المنكر لنا؛ (لِيَعلَمَ اللَّهُ مَن يَخافُهُ بِالغَيبِ).
والناس أمام المنكر على تفاوت بينهم، من مسارع إليه منجذب له، ومن معرض عنه نافر منه، ومن رأى اختلاف أحوال الناس أدرك أنه لا شك لا يخرج عن الحالين: فإما أن يكون من الناجين أو يكون من الغافلين.
وإن من المعينات على اجتناب المنكر والإعراض عنه في ظل انتشاره وقربه وتنوع أشكاله:
١- المجاهدة والمصابرة - كما مرّ- وأمر تقريب المعنى هنا ليس حسيا يمكن وصفه ووزنه وإنما هي مسألة إيمانية تحتاج مداومة حتى تصبح مبدأ راسخا يسير عليه . فالصبر يبدأ بالتصبّر ثم ينتهي إلى محامد الرضا والشكر مما هو أعمق وأبعد من مجرد الصبر .
وهكذا يكون الصبر أمام المنكرات، هو يبدأ بالتصبر وبحبس النفس عنها مع شدة رغبته بها ، ثم ينتهي به الحال إلى أنها تمر عليه ولا يكاد يراها لحقارتها في نفسه؛ حيث ترتفع همته عنها ولا يضعف أمامها.
٢- قراءة النماذج والقصص وسير الأولين والآخرين التي تبيّن أحوال الناس ومآلاتهم في اجتناب المنكر، والكيّس من جعل له من التاريخ عبرة واتّعظ بغيره.
٣- دراسة الواقع ورؤية كم غيّر هذا المنكر القريب من مفاهيم وقلب من موازين، فقد سمعنا ورأينا من نشأ على الطاعة والمعروف ولكن أصابه من هذا المنكر الكثير حينما ضيع طريقه الأول، وخاض مع الخائضين، وأهمل نفسه حتى ظهرت عليه آثاره ورأى غيره فيه بوادره؛ فإنّ كثرة طرق أبواب المنكر تدفع إليه من لم يكن من أهله ابتداءًا إذا لم يُلزم نفسه بطريق للنجاة يعتصم به.
#د_إيمان_العسيري