مَزِيدُ القِطَاف
535 subscribers
2.24K photos
988 videos
373 files
914 links
{..وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ ۚ..}

مزيدٌ من القطاف نجتنيها:
- تلامس الحاجة،
- تنوّع في الطرح.
Download Telegram
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
الاعتزاز بالله، والاغترار بالنفس:
‏ما رأيت أقوى من الاعتزاز بالخالق سبحانه ، والاستقواء بالقوي العزيز، عز وجل، وما رأيت أضعف، ولا أهون، من التعزز بالخلق، والاغترار بالنفس؛ فبحسب اعتزاز العبد بالله يعزه ويقويه، وتعظم هيبته في النفوس، ومحبته في القلوب، وبقدر اعتزازه بالخلق، واتكاله على نفسه، يهون ويضعف:"أيبتغون عندهم العزة؛ فإن العزة لله جميعا".
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
(الحب رزق للمحب والمحبوب)

محبة الناس لك، وفرحهم بلقائك، ورغبتهم في الجلوس معك ليست أشياء تشترى، وإنما هو رزق خالص من الله (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَٰنُ وُدًّا).
كما أن محبتك للرجل الصالح هو رزق من الله لك؛ فتأمل في قول النبي صلى الله عليه وسلم في خديجة رضي الله عنها: "رزقت حبها"، ولذلك من الأدعية النبوية: "وأسألُك حبَّك وحبَّ مَن يحبُّك".

https://t.me/joinchat/AAAAAFUeWztC5WaqmeG40Q
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
"«سبحان الله، ماذا أنزل الليلة من الفتن؟ وَمَاذَا فُتِحَ مِنَ الخَزَائِنِ؟»"

اقترانٌ بين انفتاح الدنيا والفتن، والفتنة بالسراء أعظم من الفتنة بالضراء؛ لأنه شوهد في بلاد المسلمين أنهم ابتلوا بالحاجة والفقر وتمسكوا بدينهم وما تنازلوا عن شيء لا عن دين ولا عن عرض ولا شيء، ثم فتحت عليهم الدنيا فما الذي حصل؟ تخلوا عن كل شيء، لكن الله لطيف بعباده، نرجو الله أن يلطف بالمسلمين.

"«وماذا فتح من الخزائن؟ أَيْقِظُوا صواحب الحجرات»"
يعني كيف تدفع الفتن وتدرأ الفتن؟ بالاستيقاظ في الليل والانكسار بين يدي الله -جَلَّ وعَلا- والتضرع والخضوع.. "

الشيخ عبدالكريم الخضير/ الموقع الرسمي
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
تأس بنبيك ﷺ، عمل يسير وأجر عظيم ..
عن ابن عُمر رضي الله تعالى عنه قال: كان يُعدُّ لرسُول الله صلَّى الله عليه وسلَّم في المجلس الواحد مائة مرَّةٍ من قبل أن يقُوم:
(ربِّ اغفر لي وتُب عليَّ، إنَّك أنت التوَّابُ الغفورُ)؛ الترمذي .
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
.
(العقد النفسية -رؤية دعويّة-)
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول ﷲ وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فكم من عقدة نفسية بعثت فعلًا، ودعت له وحركته، وصاحبها في غفلة عن ذلك.
قد استنام عن التنبه للعقد النفسيّة التي تقف خلف أفعاله، وأغمض عينيه عن دوافع تصرفاته الكوامن، ولم يبصر بواعث أفعاله المختبئة.
ولم يعلم أن كثيرًا من الأعمال الواعية تصدر عن كوامن غير واعية! وأن كثيراً من العقد النائمة تبعث أفعالاً حية يقظة، إنها كما يقول الدكتور المسيري في كتابه: رحلتي الفكرية: (الإدراك ليس هو الذي يشكل فكر الإنسان، بل هناك ما يشكل فكره دون أن يدري). [ص ٢٢]

والحديث عن بواعث التصرفات، وأسباب الأفعال؛ حديث يرجع من الثمار إلى البذور، ومن النتائج إلى المقدمات.

وهو حديث ينبه من زُيّنت له عقدُه النفسية، فهو يرى فيها هيئة نهائية، قد تغطت فيه العقد تحت الجذور.

هو حديث يقبض الهوى المستتر خلف الآراء، ويمسك الأنانية المستسرّة وراء الموقف، ويكشف الذاتيّة المتجاوزة قبل الفعل.

إنه وعظ عن الباطل الذي يلبس بلبوس الحق، وإيقاظ لمن يحوّل عقده النفسية إلى مبادئ! يدّعي خدمتها.

وهو نصح لكل مدفوع بالوهم، يعمى عن المغالطات، ويذودُ عنها، ويحذر أن تنكشف أمامه، حتى لا يدري أبها يلوذُ أم عنها يقاتل!

وهو حديث لمن لعله أن يأنس بعيوبه، ويستمسك بها، وكلما انكشف له عيب ربط على الجرح غير مندمل، ليطول به حبل العقد عقدة جديدة، فلا هو عاودها بالعلاج لتنساه، ولا هي اندملت فينساها.

إنه حديث يدعو إليه استعاذته ﷺ من سيء الأخلاق ومن شرّها، فدراسة هذه الأخلاق ومظاهرها، وأسبابها، وآثارها من تمام الفقه عن ﷲ ورسوله ﷺ.

والمؤمن محتاج لمعرفة ما في صدره، ولصفة ما يقع في قلبه، ولمعرفة نفسه، وفحص أخلاقها، والاطلاع منها على عيوبها، ولعلاج ذلك بعد كشفه.

هو التفات لكل ذلك، ولأثره على الداعية وعلى المسيرة الدعوية.

لقد أخبرنا القرآن عن الدوافع النفسية وراء كثير من الأفعال، وبين لنا القرآن أن وراء تصرفات المبطلين عقدًا نفسية تدعوهم لذلك الفعل، وتنادي بهم له.
لقد أنبأنا عن أخبار المنافقين، فقال ﷻ: (وَیَسۡتَـٔۡذِنُ فَرِیقࣱ مِّنۡهُمُ ٱلنَّبِیَّ یَقُولُونَ إِنَّ بُیُوتَنَا عَوۡرَةࣱ وَمَا هِیَ بِعَوۡرَةٍۖ إِن یُرِیدُونَ إِلَّا فِرَارࣰا)، لم تكن دعواهم صحيحة، ولم يكن عذرهم هو الخوف على بيوتهم وأهليهم، وليس الأمر حرصًا على العفاف، ولكنها عقدة الجبن، ومحبة السلامة، والهزيمة النفسية، والفرار من المواجهة وضريبتها.
وكم تُصَوّر النفس الجبنَ حكمة واتزانًا، وتصبغ عليه من الرزانة ألوانًا، وما هو إلا إرادة الفرار والضنّ بالنفس.

وربما تعجب متعجب كيف يغفل الإنسان عن مثل ذلك، ويعمى عنه العاقل، فيا أخا العجب، ربما عرَف الإنسان السبب الباعث له على الفعل، لكنّه لا يراه سببًا مذمومًا، حقيقًا بالاجتناب، قال ﷻ: (وَمَا مَنَعَ ٱلنَّاسَ أَن یُؤۡمِنُوۤا۟ إِذۡ جَاۤءَهُمُ ٱلۡهُدَىٰۤ إِلَّاۤ أَن قَالُوۤا۟ أَبَعَثَ ٱللَّهُ بَشَرࣰا رَّسُولࣰا)، لقد اعترفوا بسبب كفرهم، وكشفوا علة الامتناع عن الإيمان، فذكروا أن سبب تعجبهم بعثة بشر مثلهم! ولكنهم لم يستدلوا وراء ذلك بغلط هذا السبب، وسوء هذا الخلق.

فمن الناس من تؤلمه غربة الدين، فينحو للتخلص من ألم التناقض بين واقعه ومبادئه، فيجد في ترك التدين مخرجًا من هذا، فينفض يده من الدعوة، ويضع أحمال الطريق.

ومنهم من يهرب من ألم الغربة، وثقل التناقض بين المبدأ والواقع، بترك القناعة بالدعوة وأهلها، وانتحال فكرة الخصم، خروجًا من هذا الألم، ليصبح عميلًا يجد خسة العمالة أهون عليه من علو المبدأ.

ومنهم من يؤلمه نقصه، وتثبيط المثبطين له، وعجزه عن اللحاق بالركب، مع أنه قد أوتي نفسًا غير قنوعة، فيأخذ بالشاذ من الأقوال، وينتحل فكرة مخالفة لما عليه عامة الناس، وليس به قناعة بها، وما هو إلا عقدة التعويض.

ومنهم من تراه متسخطًا من كل شيء، يكثر ذم المنكرات، ويملأ مجالسه بالتوجع على الفساد والمعاصي، وكلما ذكرت له عملًا صالحًا، أو ذكّرته بأعمال المصلحين؛ عاد ينقّب فيها عن المساوئ ليخدشها، ويبحث فيها عن العيوب ليسقطها، فهو يصنع واقعًا أسوأ من الواقع، ويتخايل مجتمعًا أفسد من المجتمع، ويجد راحة في الشعور بالمأساة! نعم! يجد لمشاعر الأسى روحًا وسعادة!

ومنهم من يظهر تعظيمه للعلماء والقادة والمفكرين، فلا يتقدم بين أيديهم برأي، ولا ينفرد عنهم بتفكير، ثم تراه في كل أحواله معطّلَ النظر، مغلقَ الإبداع، فتعرف أنه قد أتي من العجز عن التفكير، والتواكل على الآخرين، قد ناء بحمل التفكير، وثقل عليه عبء الإبداع، يخاف اتخاذ القرار، ويحب أن يعيش في مكان يتخذ عنه غيره القرار! ويشعر بالأمان إذا قلد غيره، لعدم الجرأة على اتخاذ القرارات!
=
.=
ومنهم من يخاصم ثم يبلغ في الخصومة أن يقبل كل فكرة مضادّة لكل فكرة لخصمه، فهو لم يعتقد هذه الآراء لقناعة ذاتيّة، لكنها قويت في تصوره، وتزينت له؛ لما رآها آراء تخالف رأي خصمه، وتضاد أقوال مَن هو قبيح في ذهنه، فصبغ على الفكرة صورة حاملها، فصارت قبيحة في عينه لقبح حاملها.

ومنهم من لديه تسليم ورضا نفساني بكل محجوب عنه، ثم إذا فتشت في أفكاره وجدته معظمًا للغموض، مستسلمًا لكل ما ليس واضحًا، فليس تسليمه الأول عن إيمان بالغيب، ورضا بالشريعة، لكنها النفس التي تميل للمجهول، وتحبّ الخيال، وتكره الواقعية، وتنفر من السهل، ولا تقبل الواضح، وتحتقر الجلي.

ومنهم من وافق التدين منه رغبة واسترواحًا لميل طبعي إلى التنسك، فهو يألف التألّه، ويجد في النسك والتعبّد لذةً.
وهذا قد يبتلى إذا عارضت لذة تعبده لذة أكبر، فربما مال مع لذته فلا يثبت.
ولهذا انظر ما ثبت في الصحيحين ﻋﻦ ﺃﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ، ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ﷺ ﻗﺎﻝ: «ﺛﻼﺙ ﻣﻦ ﻛﻦ ﻓﻴﻪ ﻭﺟﺪ ﺣﻼﻭﺓ اﻹﻳﻤﺎﻥ: ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ اﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﺃﺣﺐ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻤﺎ ﺳﻮاﻫﻤﺎ، ﻭﺃﻥ ﻳﺤﺐ اﻟﻤﺮء ﻻ ﻳﺤﺒﻪ ﺇﻻ ﻟﻠﻪ، ﻭﺃﻥ ﻳﻜﺮﻩ ﺃﻥ ﻳﻌﻮﺩ ﻓﻲ اﻟﻜﻔﺮ ﻛﻤﺎ ﻳﻜﺮﻩ ﺃﻥ ﻳُﻘﺬﻑ ﻓﻲ اﻟﻨّﺎﺭ».
فإنّ مما يجمع هذه الخصال الثلاث؛ دلالتها على إيثار ما عند ﷲ وتقديمه على النفس ورغائبها، فيكون الحب والبغض والمشاعر وما وراءها على مراد ﷲ ولو عارض مراد النفس.

ومنهم من يكفي في إقناعه برهان المجتمع! وينبهر بضغطته، فإذا رأى الناس ركبوا أمرًا، أو أتوا معصية، ثم لم يجد لذلك نكيرًا؛ قوي في نفسه صحة ذلك الفعل، ثم هو بعد ذلك؛ يحسب أن رأيه واعتقاده هذا؛ قد خرج بإدراك واع، ولم يعلم أنه ضحية لضغط البرهان الاجتماعي، تتغير قناعاته متابعًا لرأي الأغلبية، وتتبدل أفكاره لتبدل فكر الأكثرية.

وأخيرًا: فيجب أن يحذر المؤمن من تراخي فهمه للأمر وتأخر عقليته الواعية، فإن الإنسان يبطئ به العطاء كلما أبطأ زمن وعيه!

والله أعلم.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM