قناة || م أ
9.32K subscribers
182 photos
6 videos
7 files
257 links
Download Telegram
Forwarded from قناة || م أ
من المضحكات أنني نسبت في نفس السنة إلى:
1. الوهابية
2. التشيع
3. الأشعرية
4. السلفية
5. النسوية
6. الذكورية
7. التكفيرية
8. التمييع
9. الخارجية
10. السرورية
11. الإلحاد
12. العروبية
13. الليبروإسلامية
15. الفلسفة
16. الكلام
17. الحداثة
18. الوطنية
وهذا ما في ذهني، دع ما نسيته. والقصد أن البشر يهتمون بتصنيفك أكثر من الاهتمام بكلامك، حتى إن انخلعت من كل التصنيفات أعلاه ولم تقبل إلا الانتساب للإسلام، لماذا؟ لأنه يسهِّل عليهم تفعيل مواقفهم المسبقة وأحكامهم النمطية بدلا من التعامل الجاد مع كلامك، ويسهل عليهم إسقاط ما تقوله أمام الآخرين بتفعيل الأسوار الدفاعية عند المستمع من انتسابات معينة متى سمعوها أقفلوا آذانهم. وأخيرًا: لأنه يسهل عليهم نقدك بجعلك تحمل أوزار كل من يُنسَب إلى القالب الذي وضعوك فيه، فـ "تدفع مشاريب غيرك" كما يقول الإخوة المصريون، مع أنك غير ملزم بشيءٍ بعد الوحي وما جعله الوحي حجةً على البشر.
وقد تكون النسبة للاستكثار، كأن يحب أحدهم أن يجلبك لصفه أو يكاثر بك خصومه، فهاهنا جانب آخر يُغفَل ينبع عن محبة.
خواطر أدعها للمتأملين، ولمن يصرون على البقاء في قوالبهم الآمنة.
أذكِّر المهتم -ولا أدري لِمَ يهتَم- بأنني لم أنتسب ولن أنتسب لاسم من أسماء الطوائف والفرق المنتشرة على الساحة...
وهذا موقفي منذ سنوات، رغم ابتذال هذا الادعاء إلا أن لي منشورات فيه قديمة لله الحمد، قبل كتابي وبعده، بل إني (تعمدت) في مؤلَّفي عدم النقل عمن انتسبوا لابن تيمية وأتوا بعده بقرون، أو اعتماد شيء من كلامهم، إلا مواضع تعد على أصابع اليد الواحدة في أكثر من ألف صفحة في شرح الرسالة، ولأسباب تتضح للقارئ، مع اعترافي بأنهم (أقرب) للحق والوحي (فيما سلكوه عقائديا على طريقة ابن تيمية والطبري والمتقدمين)، وأنصح بشروحهم العقدية (ما جرت على هذا الشرط).
هذا موقفي، لا تواضعًا، ولا استعلاءً، بل واقعًا، إذ لا أجدني متوائما مع هذا الوضع البائس الذي يتنازع بؤسه (الجميع بلا استثناء)، فضع اسم أي طائفة وستجد فيها عين ما في غيرها، والكلام عن الساحة والمصاديق لا عن المفهوم الشريف وشعارات الترويج المذهبية.
نعم أعتقد أمورًا يعرفها الجميع، وأدافع عن رموز يعرفهم الجميع، وأغلب هذا يقع في حيز العقائد والقواعد العامة، أما الذي وراء ذلك، فلست أرتضي نسبتي لشيء منه أو نسبة شيء منه إلي.
من رأى هذا المنشور فليتصالح مع فكرة أن ماهر لا ينتسب لاسم سوى الإسلام، وإنه إن كان يسكت ويتساهل فيما تنسبونه إليه، فهو الآن يمنع ذلك ويرفضه.
وقبل أن أنسى... لستُ شيخًا، ولا أقولها تواضعًا ولا ترفعا، كالذي سبق، بل بين بين، لأمور تخصصية عالية أرى من النزول ارتضاء وصف المشيخة النمطي معها، ولأمور شريفة أراني دون شرف هذا الوصف لأجلها...
أخيرًا: ما سبب هذا المنشور؟ أنني أرى طائفةً فرحةً بي وتظنني أمثلها أو تذكرني في رجالاتها، فأقول: لا تفرحوا فلست منكم، وأخرى تتنزه عني ولا تريدني ممثلا لها فأقول: هذا المنشور لكم لتبرزوه كلما نسبني إليكم أحد، فإني أتنزه عنكم كما تفعلون.
وأرى حول هؤلاء جميعا سذجا يحمِّلون مخالفهم أوزار طائفة يظنونه منها، أو يحملون طائفة أوزار من ينسبونه إليها، فأقول لهؤلاء تحديدا: لا شأن لي بأحد ولا ينالني منهم غبار، إذ أحمل أصلا ما يثلبني فلست مستعدا لمشاركة طائفة أحمال منتسبيها، كما لا يحمل غيري وزري الذي أحمله على ظهري وحيدا كما سأقف به يوم الحساب وحدي.
ولا يفرحن منتسبون لإحدى المذاهب المشهورة بهذا الكلام، فعين هذه الأوزار تحملونها ولا تختلفون عن أي طائفة أخرى تخاصمونها، فانتساباتكم تعجبني وتسهل أمركم عندي، فكلكم بانتساباتكم الواهية حملتم نفس المثالب، وكل ما تفتحون به أفواهكم لنقد خصومكم فهو فيكم، وأنا بفضحكم زعيم إن ادعى أحدٌ طهرانية مذهبه، والتاريخ بيننا... يزخر بالتعصب والبذاءة والجهل والتقليد الأعمى والبغي والابتداع والتناقض والاستقواء بالسلطة وزيادة ما لم يقله الوحي، الكل يقترب من ذلك ويبتعد، وبعضكم أقرب للحق من بعض، بل الرجل الواحد يقترب من الحق حينا ويبتعد أخرى...
وأنا معكم في هذه لا أبرئ نفسي... وعلى الله قصد السبيل...
#إعادة_نشر_2022
ها هنا نصٌ من النصوص التي أحبها لابن تيمية وفيها ذكاء وعبقرية في التعامل مع نفسيات الخصوم.
فهو يعلم الحاجز النفسي عند مخالفيه، فيهتم بإظهار كلام أئمتهم حتى يرتاحوا لذلك، إذ يصعب على أصحاب مذهبٍ أن يقبلوا قولًا يظنون ألا قائل به في مذهبهم، وإن قبلوه باطنًا صعب عليهم إظهار قبوله ظاهرا، بل نص لي عدد من الإخوة على ذلك.. أنهم يعتقدون كذا وكذا ولا يملكون إظهاره حيث هم، وأحدهم شكر لي استخراج كلام الطبري في الاعتقاد، إذ يستطيع ذكره والإحالة عليه والاكتفاء بذلك، ولا يملك أحد تضليل الطبري.
فانظر قوة هذا الحاجز وأثره، وأهمية إظهار كلام الأئمة المتبوعين لهدمه،
فضلًا عما في هذا المسلك من فتح باب المصالحة والاطلاع على الحق ونزع فتيل الفرقة والخلاف.
فليس مقصد الشيخ تقرير الصواب فقط، هذا لا يكفي غالبًا، وقلما ينجع، بل إيجاد قناة قبول لهذا الصواب، وجسر اتصالٍ ونقب في جدار ذلك الحاجز النفسي.
لذا قلت مرارًا بأن كتابة ابن تيمية كتابة نفسية بامتياز.. كتابة يتغيا فيها التسهيل والتثبيت والإقناع، وليست كلامية جافة مرتبة على الطريقة الأكاديمية أو السكولائية المعروفة عند من كتب في هذه الأبحاث، ولهذا لا تُعجِبُ من تعودوا تلك الأنماط.
.
يقول الشيخ:
"وكان مقصودى ((((تقرير ما ذكرته على قول جميع الطوائف وأن أبين إتفاق السلف ومن تبعهم على ما ذكرت وأن أعيان المذاهب الأربعة والأشعري وأكابر أصحابه على ما ذكرته)))) فإنه قبل المجلس الثانى اجتمع بى من أكابر علماء الشافعية والمنتسبين الى الأشعرية والحنفية وغيرهم ممن عظم خوفهم من هذا المجلس، وخافوا انتصار الخصوم فيه، وخافوا على نفوسهم أيضا من تفرق الكلمة، ((((فلو أظهرت الحجة التى ينتصر بها ما ذكرته، أو لم يكن من أئمة أصحابهم من يوافقها، لصارت فرقة ولصعب عليهم أن يظهروا فى المجالس العامة الخروج عن أقوال طوائفهم بما فى ذلك من تمكن أعدائهم من أغراضهم...
فإذا كان من أئمة مذاهبهم من يقول ذلك، وقامت عليهم الحجة، وبان أنه مذهب السلف، أمكنهم إظهار القول به مع ما يعتقدونه فى الباطن من أنه الحق...))))
حتى قال لى بعض الأكابر من الحنفية وقد اجتمع بي: لو قلت هذا مذهب أحمد وثبت على ذلك لانقطع النزاع، ومقصوده أنه يحصل دفع الخصوم عنك بأنه مذهب متبوع ويستريح المنتصر والمنازع من إظهار الموافقة...
فقلت: لا والله ليس لأحمد بن حنبل فى هذا اختصاص وإنما هذا إعتقاد سلف الأمة وأئمة أهل الحديث، وقلت أيضا: هذا اعتقاد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكل لفظ ذكرته فأنا أذكر به آية أو حديثا أو إجماعا سلفيا، ((((وأذكر من ينقل الإجماع عن السلف من جميع طوائف المسلمين والفقهاء الاربعة والمتكلمين وأهل الحديث والصوفية))))"
#إعادة_نشر_2019
من الاتفاقات اللطيفة أن الرازي وُصِفَ بإمام المشككين...
ووجدت من يصف هيوم ب The prince of skeptics...
طبعا شتان بين مسلم وملحد، إلا أن كليهما أورثا الناس اشتغالا بدفع شكوكهما من بعد...
بعض علماء الشافعية الذين أخذوا بعض العلم عن الشيعة||

رأيت في بعض مواقع التواصل كلامًا لبعضهم في التشنيع على من أخذ من المخالف بعض العلم، وهؤلاء غالبًا هم أسرى التصانيف الرائجة الموضوعة للطلبة، فلا يعلمون أن تراث هذه الأمة نسجته أيدي العلماء من كثير من الطوائف، فليس حامل أعباء هذا التراث بمعناه الأوسع من العلوم الدينية طائفة مخصوصة، وكل أحد يعلم أن العلماء كانوا عالة على شرح رضي الدين الاستراباذي الشيعي تـ686هـ على كافية ابن الحاجب، وعالة على الكشاف لجار الله الزمخشري المعتزلي تـ538هـ، وغيرهما، فرغبت أن أذكر على عجالة ستة علماء من الشافعية أخذوا عن الشيعة. وليعلم أن من الشيعة من أخذ عن علماء السنة، فلا يظن شيعي أن علماءه لم يقع لهم هذا، فلا يخفى على أحد أن الشريف المرتضى تـ436هـ الملقب بـ علم الهدى كان من طلاب القاضي عبد الجبار الشافعي المعتزلي تـ415هـ. فهذا ذكر بعض هؤلاء الاعلام باختصار ممن خطر اسمهم بالبال حال الكتاب أو نحو ذلك، دون تقصي وتتبع، فالغرض محض التمثيل:

- محمد بن عمر الرازي، المعروف بابن الخطيب وفخر الدين الرازي تـ606هـ، كان يسمي عبد الله بن حمزة الطوسي تـ أوائل ق7هـ بـ (شيخنا ووالدنا)، كما يحكى في بعض المصادر، وقيل بأخذه عن سديد الدين الحمصي، إلا أنه لما ذكره في تفسيره لم يذكره بوصف المشيخة.

- الحسن بن أبي المعالي بن مسعود المعروف بابن الباقلاني النحوي الحنفي ثم الشافعي تـ637هـ وهو الأشهر في وفاته وقيل تـ656هـ كما في سلم الوصول 2/40، قال عنه ياقوت الحموي تـ626هـ في معجم الأدباء 3/1027، وهو ممن قد التقى به ببغداد: (أحد أئمة العربية في العصر،... وقرأ الكلام والحكمة على الامام نصير الدين الطوسي، وانتهت إليه الرياسة في هذه الفنون وفي علم النحو، وأخذ فقه الحنفية عن أبي المحاسن يوسف بن إسماعيل اللمغاني الحنفي، ثم انتقل إلى مذهب الإمام الشافعي).
وبعضهم ذكر أن الذي أخذ عنه هو عبد الله بن حمزة الطوسي، كما في الوافي بالوفيات 12/170.

- العلامة قطب الدين محمود بن مسعود الشيرازي تـ710هـ، تتلمذ لنصير الدين الطوسي، قال في طبقات الشافعية الكبرى 10/386: (صَاحب التصانيف شرح مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب وَشرح مِفْتَاح السكاكي وَشرح الكليات وَغَيرهَا تخرج على النصير الطوسي وبرع فِي المعقولات).

- ركن الدين الحسن بن محمد بن شرفشاه الاسترباذي تـ715هـ، اشتهر بملازمته لنصير الدين الطوسي والأخذ عنه، قال في الدرر الكامنة 2/118: (عالم الْموصل كَانَ من كبار تلامذة النصير الطوسي).
وهذا صاحب أحد الشروح السبع السيارة على مختصر ابن الحاجب.

- مجير الدين أحمد بن الحسن بن علي بن خليفة الحسيني تـ765هـ، ترجم له في طبقات الشافعية الكبرى 9/7، فقال: (قرأ في بلاد العجم المعقولات فأحكمها عند
الشيخ بدر الدين الششتري وابن المطهر وغيرهما)، وقال الدرر الكامنة 1/243: (وأخذ عن ابن المطهر الحلى في المعقول).

- قطب الدين محمد بن محمد الرازي التحتاني الشافعي تـ766هـ، كان من تلاميذ ابن المطهر الحلي، وقد أجازه.
وهو صاحب شرح الشمسية وشرح المطالع ورسالة التصور والتصديق وغيرها.


فائدة:
مما قد يخفى على بعضهم أن من تلاميذ نصير الطوسي بعض الحنابلة! ذكر برهان الدين ابن مفلح تـ884هـ في المقصد الأرشد 2/119: عبد الرزاق بن أحمد بن محمد المروزى تـ723هـ، يعرف بابن الفوطي، وذكر أنه من تلاميذ نصير الدين الطوسي.

@ https://t.me/IFALajmi/2868
نهجي عدم إجابة كل سائل أو معترض، إلا مسترشدا باديَ الوجه يضار بالترك ولي فيه مصلحة.
فإن شممت وثوقية وتحديا -لا سيما من نكرةٍ أو مستترٍ لا تعلق به معرة الكسر- أعرضت، لئلا أرفع جهله وأبصره بثغوره، حتى إذا ما صار له شأن وأبرز قرنه يوما بجهالته كانت فاضحته، وأمعن المتخصصُ في إذلاله.
أما من أحذف له تعليقا في موضع أتحكم فيه بالتعليقات، فكأني أخاطبه بمعنى بين طرفين، ألطفهما "استرح" وأقساهما "كل تبنا"، وبينهما درجات، فليخمن، والأغلب الأقسى.
Forwarded from سعد (سعد خضر)
لا يخسر الباحث/العالم/طالب العلم حين يخسر إلا عندما يعادي كتابًا، أو يمتنع من القراءة لأحدٍ يخالفه أو يظن أنه يخالفه!
كتاب ماتع ... وإن رغمت أنوف واحمرت آذان 😜
إن رجلا يدفن ابنته لمظنة المساس بشرفه لمريضٌ بلغ من الأنفة والكبر مبلغا يفلق الصخر...
مبلغا ذميما سيئا قميئا إجراميا...
لكنه عجيب!
صدقا لا أخال إنسانا عاقلا يفعل بابنته مثل هذا...
ولو لم يذكر في الوحي المنزل لأنكرته ضربة لازب...
إني لأرى البنات من نعم الدنيا على أبيهن... يحيينه بتلك البراءة والطفولة التي ترجعه صغيرا وتعيد صلته بأمه وأخوات صباه... صلته بتلك العلاقات الأثيرية الخالية من الظلم والشر... مجسدة في تلك الابتسامة الصغيرة كنسيم الصبا في قيظ الصيف... قيظ ما في هذا العالم من سواد...
بخلاف الصبية الذكور... هؤلاء العفاريت الذين غفل عن الاستدلال بهم داروين...
هؤلاء يدفنون...
أو يلقون في غابة يصطرعون فيها ثم يرجع الفائز منهم حين يكبر بقربانٍ رأس خرتيت...
يأتيك تفوح رائحة عرقه من كثرة اللعب... وبمخاطه يجره وراءه مستظرفا متطفلا عليك... فتتربص غياب أهله لتصفعه أو تقرصه لعله يرعوي ويبتعد عنك مسافة قصر صلاة... ويأخذ مخاطه معه...
#إعادة_نشر_2019
"ثم استشهد به على الملكوت... لا بالملكوت عليه"
الشهرستاني
وماذا تصنع وخُلُق النبي عليه الصلاة والسلام مخلوقٌ كذلك؟ فالصفة تبع للموصوف، إن مخلوقٌ فمخلوقة، إذن لا يجوز أن يقال على فهم الأخ "كان خلقه القرآن" فالقرآن غير مخلوق!
وهذا كلام كاسد وفهم فاسد، وقد قاله قبله من قاله فليس الأخ منشئه، لكنه يبقى غلطا منبيا عن عقلية ظاهرية أفسدت من حيث تظن الإصلاح، وشانت قالةَ الحق من حيث تريد زخرفها. مشكلتي ها هنا أنه غلط لا يخفى على صغير، وعلى جاهل بله نحرير، ولو نبه هذا الأخ لتنبه جزما، أو هكذا أحسن به الظن، لكنها نزعة نفسية متوجسة تتطلب النقد وترى في الزلل الأصل، حتى يثبت العكس، مما يوقع الإنسان وإن ذكيا في مثل هذا.
في إجابة بعض الشبهات والتعقيبات السخيفة:
"واعلم أنه لولا ولوع الناس بكل كلامٍ هائلٍ لا يخلصون إلى حقيقته، لما احتيج إلى الكلام على قولهم..."
الرازي
#إعادة_نشر_2017
كانت الأمة في عزها حين كانت -في تصور هذا الرجل- تستغيث بالأموات، لكن حين ظهر من يمنع الذلة للأجداث -لاحظ أن كلامه في مطلق المنع فيشملُ من يحرِّم- خُذِلَت الأمة بزعمه...
وأنا أقول: إن عددا من دول الإسلام اليوم فيها من العز وظهور الدين والدعوة ما لم يكن ظاهرًا في دولٍ وحقبٍ من التاريخ سابقة (تسلط فيها المغول أو القرامطة أو النصارى أو غيرهم) -تنبه للقيد كي لا تكون غبيا-، حال فشو هذه الانحرافات التي يبكي أطلالها... أما اليوم، فالخليج عموما و السعودية خصيصى -أدام الله عزهم وإن رغمت أنوف- في مرتبة يطلبها أمثال هذا المسكين، مع تنزه هذه الدول عن الواقع القبوري الذي يخاله سببا لعز من سبق... لكنها السرديات الرومانسية كما قلنا...
وقد تجاوزنا جعله الأمة على هرائه، مع كون القبورية قلة، إذ أغلب المسلمين لا يصنعون هذا الانحراف بحمد الله، ثم إن ما يرجوه حاضر في بقع ودول، ولم نر ما يميزها عن غيرها، وذا تلطف إذ قد يقال إن هذه الصنائع مساوقة للجهل والشعبوية غالبا ويستنكف عن رجسها أولو التمدن والرقي... فالحمد لله على نعمه...
#إعادة_نشر_2022
مما يضاد حقيقة محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويكشف خواء المزايدة على تعظيمِ ذاته الشريفة وما تعلق بها، أن تنسب له بلسان الحال التقصير في إعلامنا بسبب غيبي للانتفاع باستغاثة الأموات، حتى يلتبس بصورته -على أقل تقديرٍ- مع صنيع المشركين، ويندرج في عمومات ومطلقات نصوص الوحيين، ويخفى على طبقات فلا يصح عنهم شيء إلا بما لا يحتج به في الطهارة ثبوتًا أو دلالة، ولا يذكرونه أو يتسببون به حتى يتلبسه زلةً بعض العلماء، أو شعارًا أهل الغلواء، ثم يحتشد لتخريجه بعض متأخري الفقهاء، ممن أغلبهم -باستقراء من له اشتغال حقيقي- بقوة رجلٍ واحد، ولو في بعض المسائل، ينهالون على النصوص بالتخصيص والتقييد والقياس الذي صحح أمثالهم بمثله وحدة الوجود فما دونها من شنائع لا يَطَّرِدُ في تسويغها مزايدٌ مقلد...
فلا تجد منه حين يُحاكَمُ لتاريخ تشكل الأفكار والمذاهب بعيدًا عن السرديات الرومانسية إلا الفزع إلى أشهر مغالطة في تاريخ الحق والباطل، تلك التي جوبه بها الأنبياء، وهي الفزع إلى التقليد، وليته حتى يطرد فيه، لكنه تقليد من يختارهم هو، أو تقليد من لا يرجح مجموعهم بمن يركن إليه المخالف...
فلا تكونوا كهؤلاء، ادرسوا التاريخ، كله... لا الحقبة التي تناسبكم ومن الجهة التي تحبون، وتتبعوا الخلافيات لتعرفوا الواقع، ولتحطموا به من يعيش بطولة قصصٍ خيالية، فهذا موقف قوة أنتم فيه أعلون علميًا وأكاديميا في حين لم يعد أحدٌ يحترمُ رومانسيات هؤلاء، ولو ذكرت في بحثٍ علميٍ أُلقِيَ في القُمامة...
والله ما حاورت رجلًا على هذه الشاكلة -ولا أناقش شواكلهم غالبًا- فعرضت له التاريخ الذي يجهله، والخلافيات التي لن تطَّرِدَ معها ضوابطه وخيالاته، إلا وأنهيته إلى أن يقول: "أنا مقلد وليس لي ضابطٌ أو رأيٌ في هذه الأمور" ثم إلى صمتٍ أو صراخ بما هو من جنس: "أتقصد أن فلان وعلان لم ينتبهوا لهذا الغلط؟ ولم يحققوا هذه المسألة المهمة؟" لتفاجئه بأنه هو أيضًا لن يسوِّغَ أقوالًا لفلان وعلان، وسيلزمه نفس السؤال في أمثلة لا تحصى، وأن في ظهرك فلان آخر وعلان ثانٍ فلستَ منفردًا تقدح ببنات أفكارك...
وهذا مقامهم...
#إعادة_نشر
نصٌ غزاليٌ خطير لمن فهم مؤداه، ويتضمن الإشارة لفائدة ما نصنعه من نقل خلافيات متكلمة الأشعرية، وإضاعتهم مدرك التفرقة في حكم الخلاف، فيما زُعِمَ له القطع والانتهاض لجرف الظاهر:

"فإن زعَمَ [المتعصب الأشعري] أن خلاف الباقلاني [مع الأشعري في صفة البقاء] يرجع إلى لفظٍ لا تحقيق وراءه، كما تعسف بتكلفه بعض المتعصبين، زاعمًا أنهما جميعًا متوافقان على دوام الوجود، والخلافُ في أن ذلك يرجع إلى الذات أو إلى وصف زائد عليه خلافٌ قريب لا يوجب التشديد، فما باله يشدد القول على المعتزلي في نفيه الصفات؟ وهو معترفٌ بأن الله تعالى عالم محيط بجميع المعلومات قادر على جميع الممكنات؟ وإنما يخالف الأشعري في أنه عالم وقادر بالذات أو بصفة زائدة، فما الفرق بين الخلافين؟..... فإن قال: إنما أكفر المعتزلي وأشدد القول عليه لأنه يزعم أن الذات الواحدة تصدر منها فائدة العلم والقدرة والحياة، وهذه صفات مختلفة بالحد والحقيقة، والحقائق المختلفة يستحيل أن توصف بالإيجاد أو تقوم مقامها الذات الواحدة، فما باله [أي المتعصب] لا يستبعد من الأشعري قوله: إن الكلام صفة واحدة قائمة بذات الله تعالى، ومع كونه واحدًا هو توراة وإنجيل وزبور وقرآن، وهو أمرٌ ونهيٌ وخبرٌ واستخبار، وهذه حقائق مختلفة؟"

.
اللطيف -وهو مما أشار إليه أخي عبد العزيز أحمد- أن الغزالي هنا يَرُدُّ على المحتج بكلام الجويني!

فللأشعري كلامٌ في إكفار المعتزلة يقتضي عند الباقلاني تكفير المختلفين من الأشعرية كذلك، وكثير ما هم، فكيف لو أدركوا اختلافاتهم بعد عصر الجويني في أمور جوهرية، فكيف لو أدركوا الرازي ومن انتهج سبيله، ممن يلزم تكفيرهم بمسلك الأشعري إن طردناه بحسب نظرِ القاضي من باب أولى. وهنا جاء الجويني ليدفع كلام القاضي باستسهال الخلاف قائلًا:

"وأما ما ذكره القاضي عند امتناعه من التكفير، فإن ذلك يفضي إلى تكفير كثير من أيمتنا= فهذا من أعظم القصص! فإن الله قد عصم أهل الحق عن اختلاف يفضي إلى التكفير والتبري، ومآل اختلافهم إلى عبارات لا يعظم موقعها في المعاني"

فتعقبه الجويني بأن الأشاعرة لم يختلفوا اختلاف تكفير على غرار المعتزلة، دون بيان لمفرقٍ واضحٍ بين اختلاف هؤلاء وهؤلاء، واستثنى من الوفاق الأشعري اختلاف الأشعري والباقلاني في البقاء، مستسهلا الخلاف فيه وفي الصفات إجمالًا ما دام لا يدل قول المخالف على الحدوث.
وهذا ما تعقبه الغزالي في الأعلى.
#إعادة_نشر
"وقبيحٌ لعمري بالفقيه المؤتم به؛ والقارئ المهتدى بهديه، والمتكلم المشار إليه في حسن مناظرته، وتمام آلته في مجادلته، وشدة شكيمته في حجاجه، وبالعربي الصليب والقرشي الصريح ألّا يعرف إعجاز كتاب الله تعالى إلا من الجهة التي يعرفه منها الزنجي والنبطي، أو أن يستدل عليه بما استدل به الجاهل الغبي"
العسكري- الصناعتين
Forwarded from سعد (سعد خضر)
🌚🌚🌚
Forwarded from سعد (سعد خضر)
الحقيقة والمجاز
👆 "العند يولد الكفر"
مع كون الصورة ساخرة إلا أن مقونني البلاغة ومطبقي رسومها من المتأخرين يتعاملون مع اللغة بجنس هذه الطريقة حقيقةً.
تأمل حتى بعض التفاسير المتأخرة تجد أمثلة المبالغة في ذلك، وخذ تمثيلا مني بأول البقرة:
{ألم () ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين () الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون}

ذلك: حقيقتها الإشارة لبعيد فهي مجاز لبيان علو شأن القرآن مع كونه قريبا مسموعا مسطورا يُتلى.

الكتاب: من الكتب أي الجمع، فهو مجتمع الأوراق والحروف، والقرآن حقيقته المعنى أو اللفظ أو مشترك بينهما، فهنا مجاز باعتبار ما يحويه أو باعتبار ما سيكون فيه بعدئذ.

لا ريب: الريب الاضطراب والشك، وهو عرض للإنسان لا عين، فكأنما هو مجازا عينٌ نفيت مظروفيتها في الكتاب. وأريد السبب، أي: ليس فيه سبب للريب فأقيم المسبب مقام السبب مجازا. وقيل: بل يرتاب فيه الكفار، فيكون المراد بالنفي هنا نفي الاعتداد بريبهم، وهو تأويل.

فيه: ظرفية وهي هنا مجاز جعل القرآن كالظرف لمظروف في مقام نفي ظرفيته للريب أو إثبات ظرفيته للهدى.

هدى: الكلام في الهدى كالريب، من جعله كالعين المظروفة في ظرف إن وُقِفَ على (ريب)، وإلا فهو خبر عن الكتاب بأنه هدى، وهو خلاف الحقيقة والظاهر كذلك، إنما هو سبب للهدى وليس عين الهدى، والإسناد للكتاب مجاز عقلي إذ الهدى من الله. وهل هو هدى في كل شيء؟ جواب الرازي: لا. إذن هنا مجاز آخر.

للمتقين: التقوى تكون بالوقاية من الشرور، والمراد هنا من آمنوا واهتدوا بدلالة ما سيأتي من أوصافهم، وهم بعض من يتقون الشرور، فهنا خلاف الظاهر والحقيقة كذلك.
.
كنت سأكمل لكن سيطول الأمر، فالباء (للظرفية أم متعلقة بيؤمنون؟) والغيب (أكل ما غاب عن الحاسة أم غيبة المؤمنين؟) والقيام (أصله الانتصاب وهنا مجاز في لوازمه) والصلاة (من تحريك الصلوين أو هيئة الدعاء فهي مجاز لغوي في العبادة الشرعية) والرزق (أصله ما يكون للإنسان ومجاز لشمل ما يحصل للحيوان)، وكله يمكننا بالعنت جعله مجازا في الدلالة على المعنى الواضح المأثور، بإثبات حقائق وظواهر شديدة الاختزال والسطحية والقصور عن إفادة المعنى مما يحوجنا بعدئذ لدعوى المجازية والتأويل.

وجنس هذا في المتأخرين كثير. نعم، فيه ذكاء واتساع خيال، لكن لا شأن له بحقيقة اللغة وسليقة الأوائل في الدلالة على المعاني، وإنما هو فرع محاولة المتأخرين منطقة ذلك وقوننته حال التعامل الذري الجامد مع الألفاظ والمعاني، مما يفسد المدلولات أحيانا، أو يفتح أبوابا للتحريف والسيولة ما دامت الظواهر والحقائق متعينة ثم فاسدة بما لا ينضبط، وما دام التفسير سياحة في مجازات لا تنضبط، لا سيما إن أهمل تفسير الأوائل فلم يجعل سورا ومرجحا.
Forwarded from أحمد مروان الجبالي
قلت:

سيُطوى عند طيِّهمُ الكلامُ
ويبقى منهمُ غدا الإمامُ

منيعًا لا يُطال ولا يُجارى
إذا رُميت بساحتِه السِّهامُ

ويرتعُ في الرياضِ له هداةٌ
إذا ما الفجرُ زايلهُ الظلامُ

ويرجعُ خائسًا من قد رماهُ
حسيرًا في ديانتِهِ كِلامُ

ويُهتكُ سترُهُ بين البرايا
وفي يومِ القضاءِ له قيامُ

لقد أوقعت نفسك في رجالٍ
من الدََيان جانبهم حرامُ

ودونَهمُ ودونَكَ ما تراهُ
ومثلُك لا يقوم له مقامُ

فقل للطاعنين به سننتمْ
بسوءٍ ما تُحلُّ به الزِّمامُ

وأحدثتمْ بأمرِ الناس شرخًا
وكان علاه قبلَكمُ النِّظامُ

عليكم وزرُهُ ما قد حييتمْ
وإن فنيت بتربِكُمُ العظامُ

وما ضرَّ البحارَ إذا بلاها
ليُنقصها بمخيطٍ اللئامُ

وما ضرَّ النجوم إذا رآها
لموقعِها صغيرةً الأنامُ

تُزيِّن ما علتهُ وفي هُداها
لمن يسري بغايتِه السَّلامُ

عليهم ما اهتدى بهمُ غريبٌ
سلامُ الله أو سجَعَ الحمامُ

أحمد الجبالي
البحر الوافر
١١ / ١ / ١٤٤٥ هـ

أسأل الله أن يحشرنا والإمام الزاهد والقدوة العابد شيخ الشافعية يحيى بن شرف النووي، والإمام المجتهد خاتمة الحفاظ جلال الدين السيوطي، وشيخ الإسلام في مصطلح المحدثين، وأمير المؤمنين عندهم شهاب الدين ابن حجر العسقلاني تحت لواء الإمام المقدم، والنبي المكرم، والرسول المعظم صلى الله عليه وآله وسلم. ونعوذ بالله من تصدر السفهاء، والطعن في الأولياء، ومعاداة الأئمة والعلماء.