الشَّهيد مَهدي رَعد
- ؛ الصّلاة، الآذان، التفقّه، نظام المدرسة في كلّ يوم في المدرسة كان هنالك فرصة صغيرة لصلاة الظّهر والعصر جماعة بإمامة الشّيخ. دائمًا عندما كنت أذهب كنت أستغرب من قلّة عدد المصلّين الذّكور ، من أصل مئات التّلاميذ البالغين في المدرسة لم يكن يحضر إلّا ستة…
- في نفس العام الذي استشهد فيه مهدي رعد وبعد عروجه بشهرين تحديدًا مرضت مرضًا شديدًا أنهكني وسلب مني الهدوء والطمأنينة. أصبح جسدي نحيلًا ووجهي مصفرًّا ومضى عدّة أسابيع وأنا هكذا. رغم ذلك طلبت من أبي أن يأخذني إلى جنّة الشهداء لزيارة قبر مهدي وهو قد كان زميلي في المدرسة. اعترض أبي على ذلك وقال لي أنّه سيأخذني عندما أتحسّن لكنّي أصرّيت.
عندما وصلنا اقتربت وزرت مهدي ودعوت من قلبي أن يساعدني وأن أُشفى، رجوته رجاء خاص وكنت أقول في نفسي أنّه حتمًا لن يخيّبني.
بعدها عدنا إلى المنزل وفي الّليل رأيت رؤيا غريبة. لم تكن حلمًا بل رؤيا حقيقية يستطيع الإنسان تمييزها عن باقي الأحلام.
رأيت أنّي أرتدي ثوب زفافٍ أبيض جميل جدًّا وناصع لكنّه طويل طول غير عادي أجرّه خلفي عندما أمشي ويغطّي الأرض حولي. ورأيت أنّي أُزَفُّ به إلى جنّة الشهداء في بعلبك وكانت هنالك نساء يرششن عليّ الورود ويزغردن وأنا أمشي ثمّ اقتربت إلى جانب قبر مهدي ووقفت جانبه مباشرةً على الأرض فجأة سحبتني الأرض إلى جوفها كأنّها ابتلعتني بحب ولطف وبقي ثوبي على وجهها. ابتلعتني كأنّها فتحت لي قبرا بداخلها وكان مريحًا ومطمئنًا وحتّى عندما سحبتني كان شعورًا مبشّرًا وآمنًا وكانت الأرض غير موحشة. كل التفاصيل كانت غريبة الجو غريب أُزفّ بفستان أبيض في جنّة الشّهداء وسط الورود والزّغاريد ثمّ تحضنني الأرض بحنان وتُدخلني جوفها ويبقى ثوبي على وجهها. استيقظت مستبشرةً وفرحة وقلت لا بدّ أنّ شيئًا سيحدث. المدهش أنّه في نفس الليلة التي رأيت فيها الرؤيا كنت قد نمت بصعوبة وأنا متألّمة ولم ينفعني الدواء واستيقظت أكثر من مرة على الألم ولكن عندما استيقظت من الرؤيا لم يكن هنالك أي ألم بل راحة مطلقة. بعد أيام قليلة تماثلت للشفاء بشكل سريع وذهب الألم وكل العناء وأصبحت أفضل من أي وقت مضى وتأثّرت كثيرًا بهدية الشهيد وعلمت أنّه استجاب لي وشكرته من قلبي وكنت مندهشة لهذه السرعة في قضاء الحوائج وعندما تفكّرت قليلًا علمت أنّ الله كتب لي أجرًا بسبب المرض وكان خيرًا لي فقد ذهب الألم وبقي الثواب. لا زلت أستأنس بهذه الهدية ولا أنساها لأنّها لم تكن فقط من الأسباب والمسببات بل كان واضحًا فيها آثار المعجزة وأنّها من عالمٍ آخر !
مقتطفات من حياة الشهيد مهدي الجزء الرابع
#كرامة_الشهيد
عندما وصلنا اقتربت وزرت مهدي ودعوت من قلبي أن يساعدني وأن أُشفى، رجوته رجاء خاص وكنت أقول في نفسي أنّه حتمًا لن يخيّبني.
بعدها عدنا إلى المنزل وفي الّليل رأيت رؤيا غريبة. لم تكن حلمًا بل رؤيا حقيقية يستطيع الإنسان تمييزها عن باقي الأحلام.
رأيت أنّي أرتدي ثوب زفافٍ أبيض جميل جدًّا وناصع لكنّه طويل طول غير عادي أجرّه خلفي عندما أمشي ويغطّي الأرض حولي. ورأيت أنّي أُزَفُّ به إلى جنّة الشهداء في بعلبك وكانت هنالك نساء يرششن عليّ الورود ويزغردن وأنا أمشي ثمّ اقتربت إلى جانب قبر مهدي ووقفت جانبه مباشرةً على الأرض فجأة سحبتني الأرض إلى جوفها كأنّها ابتلعتني بحب ولطف وبقي ثوبي على وجهها. ابتلعتني كأنّها فتحت لي قبرا بداخلها وكان مريحًا ومطمئنًا وحتّى عندما سحبتني كان شعورًا مبشّرًا وآمنًا وكانت الأرض غير موحشة. كل التفاصيل كانت غريبة الجو غريب أُزفّ بفستان أبيض في جنّة الشّهداء وسط الورود والزّغاريد ثمّ تحضنني الأرض بحنان وتُدخلني جوفها ويبقى ثوبي على وجهها. استيقظت مستبشرةً وفرحة وقلت لا بدّ أنّ شيئًا سيحدث. المدهش أنّه في نفس الليلة التي رأيت فيها الرؤيا كنت قد نمت بصعوبة وأنا متألّمة ولم ينفعني الدواء واستيقظت أكثر من مرة على الألم ولكن عندما استيقظت من الرؤيا لم يكن هنالك أي ألم بل راحة مطلقة. بعد أيام قليلة تماثلت للشفاء بشكل سريع وذهب الألم وكل العناء وأصبحت أفضل من أي وقت مضى وتأثّرت كثيرًا بهدية الشهيد وعلمت أنّه استجاب لي وشكرته من قلبي وكنت مندهشة لهذه السرعة في قضاء الحوائج وعندما تفكّرت قليلًا علمت أنّ الله كتب لي أجرًا بسبب المرض وكان خيرًا لي فقد ذهب الألم وبقي الثواب. لا زلت أستأنس بهذه الهدية ولا أنساها لأنّها لم تكن فقط من الأسباب والمسببات بل كان واضحًا فيها آثار المعجزة وأنّها من عالمٍ آخر !
مقتطفات من حياة الشهيد مهدي الجزء الرابع
#كرامة_الشهيد