لقد غيّرتني الحرب تماماً ، فلم أعد ألقي بالًا للمصاعب اليومية أو التحديات التي كانت ترافقني في يومي الطبيعي ، غيّرتْ نظرتي إلى كثير من الأشياء حولي أو الطريقة التي أتعامل فيها مع كثير من الأمور 🔓🙂

الحَلقّة الأَخيَرة طلع المَرء مايتعافى مِن
الأسَاس .

"لن يدومَ الهمُّ يا حلوَ المُحيّا
لن يظلّ الحزنُ في عينيكَ يحيا"

لم يعد لدي أي رغبة في فتح حديث رئيسي أو جانبي حتى ، أو رغبة في ملاحقة شيء ، حزن يتلو حزن ، والغصة يتضاعف حجمها ...
أما عن الخذلان فلا وصف يكفيه ، تركنا أمرنا كله لله يارب أنقذ ما تبقى منا وأعنا على مواصلة الطريق .

‏احنا بنستنى الحرب توقف لسبب واحد بس ، أو على الأقل نعرف متى رح تنتهي .. بس عشان نعرف نفكر ، ونآخد نفس عميق ، ونفكر شو رح نعمل ، شو نقرر ، لوين رايحين ، كيف شكل الأيام الجاية ، طريقة عيشتنا ..

احنا عايشين في غموض وحيرة أكبر من طاقة الاستيعاب الفطري الطبيعي للبشر ..
.

" أشعر كأنى تعرضت لِـ حادث مات فيه
كل شئ إلا أنا .!"

كلشي حولي صار معقّد بطريقة بّتخوف، وكل ما أحاول أبسطها بلاقيها بتتعقّد اكثر.

كيفَ تركتُمونا وحدنا عامًا نُحارب .؟

📍غزة || ٢٠٢٤ .

كل يوم أصعب من إللي قبله مفيش
يوم واحد في متناول طاقة الإنسان.

‏يمكن للإنسان أن يُغمض عينيه ويتجاهل ما لا يريد رؤيته، ولكن أخبرني كيف يمكن أن يتجاهل المرء تلك الأشياء التي يراها حين يُغمض عينيه؟

الإنسان بعيش مرة وحدة وبموت مرة وحدة ، إلا في غزة
بنموت مليون مرة ومرة ،بنموت مع كل صوت صاروخ، مع كل مجزرة بنشوفها، مع كل نازح طلع من بيته، بنموت مع كل صرخة ام واصابة طفل، بنموت مع كل حجر بينهدم في كل بيت ، بنموت مع كل صلاة جنازة ،مع كل اسم شهيد ودعناه وما ودعناه لأنهم أشلاء ، بنموت كل ثانية موت بطيء واحنا بننتظر الحرب تخلص أو يجي دورنا، بنموت كل ليلة واحنا بنصف فرشاتنا جنب بعض ، بنموت كل لحظة واحنا نايمين بحجابات الصلاة، كل بنموت مع تصريح لكل خاين عربي ما طلع الا يندد ويستنكر

لا عرفنا نعيش زي باقي الناس في غزة، ولا حتى قدرنا نموت زي باقي الناس مرة وحدة

إنجاز عظيم إنك تكون قوي بعمر صغير .