قناة: خالد بهاء الدين
24.9K subscribers
61 photos
24 videos
5 files
8 links
على طريق معرفة آثار رسول الله ﷺ وتحقيق اتباعه.
Download Telegram
الحمد لله وحده.

إنَّ من هوان العبد أن تمرَّ ليالي الشِّتاءِ الطويلةُ ولم يأخُذْ حظَّه مِن الصَّلاة والقرآن، وإنَّ من ضياعِ العمُر أن يمرَّ نهارُه القصيرُ، ولم يأخذ حظَّه من صيام النَّافلة، الذي يباعد بينه وبين النَّار ما شاء الله!

وأعظَمُ سانحةٍ لقضاء الفوائت من الصِّيام والصَّلوات الفرائضِ الواجباتِ؛ ليلُ الشِّتاءِ ونهارُه.


#رمضان
#الصيام
الحمد لله وحده.

يخبرنا الوحي:
3- {قد كانت لكم أسوة حسنة في إبرٰهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برءٰؤا منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العدٰوة والبغضاء أبدًا حتى تؤمنوا بالله وحده}.
فهذا نحن يا ربنا نقول للمشركين كلهم: إنَّا برءاء منكم ومما تعبدون من دون الله.
ونقول: كفرنا بكم.
ونقول: وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدًا، حتى تؤمنوا بالله وحده.
وحده لا شريك له، ما اتَّخذ صاحبة، ولا ولدا، ولا أشرك في ملكه مخلوقًا، ولا أحدًا.
الحمد لله وحده.

يخبرنا الوحي:
4- {لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوآدُّون من حآدَّ الله ورسوله
ولو كانوا ءاباءهم أو أبنآءهم أو إخوٰنهم أو عشيرتهم}.
النصارى من أعظم الذين يحادون الله ورسوله، ينتقصون الله، ويكذِّبون رسوله.
ولا أدري والله: ماذا سيبقى من الإيمان بهذه الآية، عند أولئك الذين يهنئونهم في أيام إعلانهم محادة الله، وتكذيبهم رسوله صلى الله عليه وسلَّم؟
#سؤال

ومن أراد دواء القلب فما سبيله ؟

- - - - - - - - - - - - - -

الحمد لله وحده.
يخلو بنفسه من البشر كل يوم ساعة في الليل، ويرفع حاجته إلى الله.
يحمده، فهو المحمود على كل حال.
ويستعين به، فإنه لا يداوي القلب إلا هو.
ويستغفره، فإنه لا يصلح القلب إلا بالغفران منه.
يشكو إليه .
الحمد لله وحده.

بعد صلاة عصر اليوم، جاءني رجل يبدو أنه قد جاوز الستِّين، فجلس أمامي، وأنا مستقبل القبلة، وسلَّم، فرددتُ السلام.
* قال: هل تسمح لي بدقيقتين من وقتك.
** قلت: تفضّل.

* قال: هي معلومة قالها لي بعض الناس فانتفعت بها، فأردتُ أن أخبرك بها، لا أكثر ولا أقلّ، (لعلك تنتفع، وتنفع غيرك)!
قلت: جزاك الله خيرًا، على الرحب والسَّعة.

* قال: يقول رسول الله صلى الله عليه وسلَّم: (من صلَّى عليَّ صلاةً، صلّى الله عليه بها عشرا)، أتعرف ما فائدة أن يصلِّي الله عليك؟

الفائدة هناك في القرآن، فإنَّ الله عز وجلَّ يقول: {هُوَ ٱلَّذِی یُصَلِّی عَلَیۡكُمۡ وَمَلَـٰۤىِٕكَتُهُۥ لِیُخۡرِجَكُم مِّنَ ٱلظُّلُمَـٰتِ إِلَى ٱلنُّورِۚ وَكَانَ بِٱلۡمُؤۡمِنِینَ رَحِیمࣰا}.
ففائدة صلاة الله عليك أنه بذلك: (يخرجك من الظلمات).

وكلُّ ضيق، وكلُّ مصيبةٍ، وكلُّ مشكلةٍ هي (ظُلمة)، فإذا أصابك شيء من ذلك فالزم الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلَّم.
إلى متى؟
إلى أن يخرجك الله من هذه الظلمة.

* قال: ولمَّا قال أبيُّ بن كعبٍ لرسول الله صلى الله عليه وسلم: (أجعل لك صلاتي كلها)، قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذًا؛ يكفيك الله ما أهمَّكَ من دنياك وآخرتك).

قال لي الرجل: فإذا وقع لك همٌّ دنيوي؛ فالزم الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلَّم كذلك.

شكرتُ الرَّجل.. ولم أزد على أن سألتُه عن اسمه، وكذلك سألني..
ثم قلت له - صادقًا - : قد انتفعتُ بما ذكرتَه، شكر الله لك، ودعوتُ له.. ودعا لي.

* قال: (بس، خلاص، سبحانك اللهمَّ وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك).
ثم قام عنِّي، وانصرف.
____________
هذا رجل ظاهره كسائر الناس، لا يتميَّز عنهم بشيء، وليس ذا لحية، ولا يبدو عليه أثر عنايتنا نحن بالعلم والإصلاح، زعَمْنا، نحن المتفيهقين المكثرين من قيل وقال!

أُراه قد اختار أن يؤدِّي الفريضة التي افترضها الله عليه، بحسب ما انتهى علمه إليه.
واختار آية واحدة، وحديثًا واحدًا.
اختار معنًى واحدًا، من الدِّين المنزَّل، الذي لا يختلف أهل القبلة أنَّه محبوب لله تعالى، واتِّباعٌ لشرع رسوله صلى الله عليه وسلَّم، وصلاحٌ للدنيا، واستعدادٌ للآخرة.. فانشغل بتبليغه، لا يلوي على شيء.
اختارني على الرغم من مظهري، فهو إذًا لا يلوي على شيء!
لم ينخدع بمظهر.

فقال الكلمتين من الحق، مختصرا.
لا قيل، ولا قال، ولا كثرة جدال، وقد أحسنَ، أحسنَ الله إليه.
لم يستحْيِ، ولم يتردَّد، ولم يقل في نفسه: وماذا عندي لأبلِّغه، وأيُّ شيء معي لينتفع الناس به؟!
فهو يتصرَّف تصرُّفَ من يعلم أن الجميع يحتاجون إلى التذكرة، ليسوا في غناء عنها، غير أنَّ الغفلة أهلكت من أهلكت منهم!

انصرف الرَّجل، وتركني بين العصر والمغرب، أتفكَّر.
شرد ذهني في أقوام يَقدُمون على ربِّ العالمين، يوم يقوم الناس لربِّ العالمين، وقد جمعوا همَّهم في الدنيا على عملٍ صالح، ولو قليلا، لكنه دائم.
هذا؛ مع كفِّ شرِّهم عن أنفسهم.
وأعظم الشرِّ: إهلاك العمر بالباطل..

وأيضًا: مع كفِّ شرِّهم عن الناس.

فلم تمنعهم هيبة أحد أن يدلُّوا على الوحي المنزَّل، ولو صغر في أعينهم ما يقولونه.
فيأتون وقد أثقلوا كفّة حسناتهم بالمعروف، فيردون على ربِّهم مثقلين بالأجر، خفافا من الوزر.

وتركوا همَّ إصلاح العالم لأصحاب (المشاريع العظيمة!).. يغترفون.
فبالباطل تارة، وصور المفضوحات تارة، والسخرية تارة، والبغي تارة، والسبِّ تارة، والقول على الله بلا علم تاراتٍ.

وفقط غدًا في القيامة: يعلم الإنس والجنُّ من هو المقدَّم، ومن هو المؤخَّر!
سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.
واللهم صلِّ وسلِّم وبارك على محمد، صلى الله عليه وسلَّم.
الحمد لله وحده.

يخبرنا الوحي:
5- {ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل}.
وفي الآية التالية في الاحتجاج على النصارى، يقول الله: {قل أتعبدون من دون الله ما لا يملك لكم ضرًّا ولا نفعًا والله هو السميع العليم}.

المسيح: رسول الله، واحد من أعظم خمسة رسل هم أولو العزم، وهم أعظم خلق الله كرامة وفضلا ومنزلة عند الله.
يقول الله عنه: إنه عاجز أن ينفع أحدًا من المخلوقين، أو يضرَّه.

المسيح العبدُ النبيُّ الحيُّ: لا يملك شيئًا، فليس هو مؤهلا أن يُطلب منه شيء، لا يملك شيئا، فلا تطلبوا منه شيئا.
وهو رسول الله، عليه السلام!

من الذي قال إن المسيح رسولٌ صالحٌ ذو منزلة رفيعةٍ حيٌّ، لم يُقتَل ولم يُصلب؟
قاله الله ربُّ العالمين.
ومن الذي قال: {لا يملك لكم ضرًّا ولا نفعا}، و(ضرا) و(نفعا) نكرتان في سياق النفي تفيدان العموم؟
قاله الله ربُّ العالمين.

يقول المشركون والقبوريون:
إن الأموات ينفعون بعض النفع!
فيطلبون منهم الحوائج، أو يتخذونهم وسائط إلى الله، أو شفعاء عند الله!

وليس الأموات المقبورون أحياءً، فليس أحد منهم هو المسيح.
ولم يشهد ربُّ العالمين لأحد هؤلاء بصلاحٍ، ولا منزلة، ولا يجوز تعيين الواحد منهم والجزم له بأنه ناجٍ يوم القيامة من النار.

والمسيح حيٌّ، وشهد له ربُّ العالمين!
{والله هو السميع العليم}.
هو الذي يسمع طلب المحتاج، ليس المسيح، ويعلم الغيب وما يخفيه العبد وما يصلحه، وليس المسيح.

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
#سؤال

خطيب اختي القديم كان جايبلنا خواتم تسبيح بس هو كسر بخاطرها وبخاطرنا كلنا وطلع مش كويس وانا بصراحة مش عايزاه ياخد ثواب مننا اعمل ايه في الخواتم دي؟!!


--------------------



الحمد لله وحده.
يالبؤس الإنسان وبخله.
مع أنه فقير مذنب ضعيف محتاج.
حقا قال الله "أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّنَ الْمُلْكِ فَإِذًا لَّا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا"
وقال الله حقا: "قُل لَّوْ أَنتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذًا لَّأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنفَاقِ ۚ وَكَانَ الْإِنسَانُ قَتُورًا".
هو في الحقيقة لا يأخذ منك شيئا.
وأنت لا تملكين شيئا لتعطينه إياه.
فالله هو الذي يثيب وهو الذي يعاقب، وهو الذي يعطي وهو الذي يمنع.
لا أعرف ما الذي فعله هذا الرجل، لكنني أعلم أن الحسنة حسنة، والسيئة سيئة.
يمكنك أن تهدي هذه الخواتم لغيرك فيأخذ ثواب عمله إن كان مخلصا، ويمكنك أن تتلفيها فيأخذ ثواب عمله بنيته إن كان مخلصا، وعليك وزر إتلافها.
والله لا يظلم أحدا.
سبحان الله العظيم
الحمد لله وحده.

الاعتقاد في الله تعالى ومعرفة أسمائه وصفاته وأفعاله تعالى، والاعتقاد في ملائكته وكتبه ورسُله واليوم الآخر، وكذلك في القدَر، وكذلك ما فرضه الله من التوحيد، وما حرَّمه من الشِّرك:
ليس لُعبةً ذهنية، ولا مسرحًا للمقاييس العقليّة، ولا مجال فيه لتصويب وجهين، أو احتمال قولين، أو تسويغ قولين ، ولا يشذ عن ذلك إلا معدودات من المسائل، ليست من الأصول.

فإما أن: تضبط أصلك الذي تعتقد بناء عليه، فتقف بحجَّتك يوم الدِّين، أو: تسكت، وتعتقد الوحي؛ أكرم لك وأعذر عند الله.

كفى تمويهًا وتهوُّكا (تردُّدًا)، وخوضًا مع الخائضين.
واحذر أن تشبه الكفَّار الذين يقولون على الله ما لا يعلمون.

تجد الواحد من طلبة العلم يتقحَّم القضايا الأصليّة التي تبتنى عليها الاعتقادات، فيقول بالشيء وضدّه، بزعم أنَّ الكلَّ قد قيل به.
وأيُّ شيء ينفع ذلك؟
لا شيء.
بل هو والله يضرُّ صاحبه.

سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.

#عقيدة
#توحيد
الحمد لله وحده.

مالَتْ، حتى جاء أبو العبَّاس ابن تيميَّة شيخُ الإسلام، فأقامها.
عَصيٌّ على مخالفيه أن يقيموا حجَّة تعارضُه، وأمَّا أعداؤه فبين حاسدٍ ومبتدع، وهو إن شاء الله وليٌّ من أولياء الله الصاحين، وأحد حُجج الله على عبيده.
وإنَّما غصَّتْ بيِّناتُه أعداءَه؛ فاشتغلوا بالكذب عليه، أزَّتهم الشياطين.

وهو أشبه النَّاس عندي بسيّدي أبي عبد الله محمد بن إدريسَ الشَّافعيِّ، في تفنُّنه، وعلوِّ كعبه على مخالفيه وأقرانه.
ولا يخطر على بالي رجل بينهما قد جمع في إتقانه لمختلِف الفنون ما جمعاه، فاللغة والحديث والفقه والتفسير والعقليات وقوة المناظرة وحُسن البيان، والزُّهد والصِّيانة التَّامة والتألُّه والإقبال على الشان.
وحفظ حقوق المخالف، والرِّفق به، مع ما وهبَ الله من الذكاء وجودة الذِّهن.
إلا أن يكون رجلٌ جهلتُه، لم يقدِّر الله له أن يكون ذا أثر باق.
فضل الله يؤتيه من يشاء.

#شيخ_الإسلام
الحمد لله وحده.

يخبرنا الوحي:
6- {أمَّن يجيب المضطرَّ إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض
أءلٰه مع الله
قليلا ما تذكَّرون}.
فالمضطر: المُحتاج المُفلس، والسوء: البؤس الأشد، وأن يخلف في الأرض: إنعام محض بلا طلب.
فهذه حياة الإنسان، لا غير.
فاعلم أنَّ كشف النوائب كلها، ومدد العطايا كلها: بيد الله وحده.
فاجعل همَّك إليه وحده، أو أنت غافل.
الحمد لله وحده.

من اعترَف على نفسه أنَّه يجهل من معاني الكتاب العزيز أكثر ممَّا يعلم، وأنَّه يحتاج إلى هدايته لينجو من عذاب يوم الحساب، ثم ينصرِف عنه ولا يعطيه إلا فضول وقته، إن هو أعطاه وقتًا؛ فهو مجنون، لا يمكن أن يكون عاقلًا أبدًا.
مجنون!


#القرآن
الحمد لله وحده.

افهم ولا تكن (منسحقًا) تحت دعوى الخلاف السَّائغ.

الصَّحابيُّ القائد (عاصم بن ثابت)، وثباته.
لماذا لم يحقن الدِّماء وقد أُعطِي المواثيق والعهود؟!

المفاوضات مع العدوِّ في حال (الاستضعاف) و(الاختلال الشَّديد في ميزان القوة) لصالح العدو.
الصَّحابيُّ الأسير، الذي تراجع عن تسليم نفسِه، مع أنَّه مقتول لا محالة!
وفوائد أخرى.

===
روى الإمام البخاريُّ في صحيحه:
أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أرسل سريَّةً من (عشرة) من خيار المؤمنين؛ وهم الصَّحابة.
أرسلهم صلَّى الله عليه وسلّم (عينًا)، أي: لمعرفة أخبار المشركين.
فسمِع بهم بعض بني لحيان ، فتتبَّعوهم بنحو (مائة رام أو مائتين)!!

■ مائة أو مائتان ، يتتبَّعون عشرة!

أدركوهم، وكانوا عرفوهم من آثار تَمْرِ المدينة الذي يأكلونه.
فلمَّا أحسَّ بهم العشرة الصَّحابة؛ انحازوا إلى مكانٍ مرتفعٍ، فأحاط بهم الرُّماة المشركون.

قال المشركون: (انزلوا، وأعطونا بأيديكم، ولكم العهد والميثاق، ولا نقتُل منكم أحدًا).
فرفض أمير السَّريَّة عاصم بن ثابتٍ رضي الله عنه، وقال: (أمَّا أنا، فوالله لا أنزل اليوم في ذمَّة كافرٍ! اللهمَّ أخبِر عنَّا نبيَّك)!

■ لم يحقن الدِّماء، في معركة محسومة في عرف كلِّ البشر، ما السَّبب؟
أيُّ إيمان هذا؟

بدأت المعركة، وهي شبه محسومة من بدايتها.
مائة أو مائتان، يحيطون بعشرة!!

كان من السَّهل على الرُّماة المشركين أن يَرموا المسلمين بنبالهم، فيقتلوا منهم سبعةً، وكان الأمير عاصم بن ثابتٍ من السَّبعة الشُّهداء، رضي الله عنه.

وبقي ثلاثةٌ من الصَّحابة: خبيبٌ الأنصاريُّ ، وزيد بن الدّثنة، وثالثٌ، رضي الله عنهم وأرضاهم.
فأعطاهم المشركون العهد والميثاق مرَّةً ثانيةً، فنزلوا إليهم هذه المرَّة.

فلمَّا استمكنوا منهم؛ حلُّوا أوتارَ قِسِّيِّ المسلمين، فربطوهم بها!
فقال الصحابيُّ الثَّالث: (هذا أوَّل الغَدر) ثم قال: (والله لا أصحبُكم، إنَّ لي بهؤلاء أسوةً)، يعني: له بالقتلى السَّبعة أسوة في الثَّبات ورفض الأسر وإن قُتل!

تراجعَ عن أن يصحبهم، وأبى إباءً شديدًا.
فجرجروه، واستعملوا العنفَ لكي يصحبَهم، فلم يفعل..

■ ما هي المصلحة التي أرادها هذا الصحابيّ، فلا هو يستطيع قتالهم، ولا التخلص من الأسر، يا تُرى ماذا أراد؟ هل من جواب على هذا السُّؤال؟!

فقتلوه!!

■ قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
(عشرة أنفسٍ قاتلوا أولئك المائة أو المائتين، ولم يستأسروا لهم، حتى قَتلوا منهم سبعةً،
ثم لمَّا استأسروا الثَّلاثة؛ امتنع الواحدُ مِن اتِّباعهم حتى قتلوه، وهؤلاء من فضلاء المؤمنين وخيارهم) انتهى كلام ابن تيميّة.

إنَّ لهذا الدِّين رجالا، يقدِّمون عزَّته على حياتهم.
وأمّا تقديمك خيار (البقاء على قيد الحياة) ، أو (عدم السجن)، أو نحوه، فليس هو الخيار الصَّحيح دائمًا!

إنَّ إعطاء الدّنيّة من الدِّين، وتمكين أعدائه من التَّشفّي فيه، مشركين أو علمانيّين أو مفتونين بالدُّنيا ولو كانوا منتسبين للإسلام؛ مفسدة عظيمة.
وهذه المفسدة جعلت بعض (خيار المؤمنين) صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلّم يقدِّمون أرواحهم حلالا في سبيلها.. لأجل مصلحة عزة الدّين.
ولم يكن عند هؤلاء احتمال ضعيفٌ للبقاء أحياء.

وهذه منزلة عالية من كمال المستحبّ، لا يلزم أن يقدر عليها كلُّ مسلم.
لكن الكارثة، أن بعض الناس ينكرها، أو يعمل بضدِّها.
ولولا الحياء لاتَّهم الصّحابة خيار المؤمنين بالتَّنطع.. عياذا بالله.
أقول لك شيئًا: لربّما كان اتَّهم الصّحابة بالعمل (ضدّ مصلحة الدّعوة)!!

(أمَّا أنا، فوالله لا أنزل اليوم في ذمَّة كافرٍ).

■ ليكن قولك: أمّا أنا فلا أنزل اليوم على (غرضِ علمانيّ) ولو كان الفعل أو القول لا حرام فيه.
لا أنزل على غرض صادٍّ عن سبيل الله، ولو لم يكن في ذلك إثمٌ.

لا تريد أن تكون كذلك؟
فاستتر ولا تكن الآخر: الذي يساعد العلمانيّ والملحد، تحت دعوى: (الجواز) و(سعة الرحمة باختلاف العلماء).

افهم ولا تكن منسحقًا.
(أمَّا أنا، فوالله لا أنزل اليوم في ذمَّة كافرٍ).

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.

#الصبر

#عقيدة
الحمد لله وحده.

تريد أن تسمع كيف تنقض عرى هذا الدين، وتريد أن تسمع عن المُضلين المنتسبين للوحي، المتمسحين بميراث رسول الله صلى الله عليه وسلم، يضلون الناس؟

أنت ترى، لا تسمع.
عندما تكشف امرأة وجهها بعد نقاب، وتزين شفتيها بالمساحيق وتنمق حاجبيها، ويصورها زوجها مرات، معبرا عن رضاه وعدم إنكاره، ويفرح بهما آلاف المسلمين.
ثم لا ينكر عليه منتسبون للعلم، بل يؤيدونه، وينكرون على من أنكر عليه.
فهذا ما تريد بعينه.

ما بال أقوام.. إن الدنيا في طريق الستين داهية.
وربنا يتولانا.
نسأل الله العافية والسلامة، اللهم اقبضنا غير مفتونين يا رب.

#ثبات

#عقيدة
الحمد لله وحده.

أيها الأعمى..
الذي لا يرى أنَّ قضية النِّقاب اليوم ليست قضيّة (واجب أم مستحبّ).
وأنا أقول هو مستحبّ.

وأيُّها الأصمّ..
الذي لا يسمع داعي التجريف وإكفار النَّاس عن هُويّة (التّديُّن).
وصارت كلُّ قضيَّتك هي تشدد المتديّنين.. تزعم.. يا كذّاب.

وأيُّها المنسحق..
الذي خدعه الشَّيطان، وأوهمَه أنّه إذا خفَّف لحيته حتى صارت كبصقة سوداء على وجهٍ كالحٍ، أو أسبل ثوبه، أو خلعَت نقابها المستحب:
أنَّهم لم يفعلوا شيئًا إلا ترك المستحبّ.

أنت تعلم أنّك كذّاب!
أنّك منسحق، لا تريد أن تكون في صفِّ (المهزومين) الذين خسروا (كما يخبرك الشيطان) في صراعهم الحضاريّ في الخمس سنوات وشهرين.

أزّك هواك، حتَّى تركتَ مظهر التَّديُّن.
وتنتظر متنمِّرًا مَن يأمرك بالمعروف والإيمان والصلاح..
أو تنتظر مجرد أن يسأل، يقول: يا عبد الله.. يا أمة الله.. لم تفرط في شيء من الخير؟
تنتظره حتى تهرف بالكلمتين عن عدم الإنكار..
وأنت جاهل والذي علّمك نصف المسألة أجهل منك.

ووسوس إليك الشيطان الرجيم، حتى إنّك لا تكتفي بما فعلت، لكنّك تجاهر بترك مظهر من مظاهر الإيمان..
بل تجاهرين بصورتك سافرة.. مستبشرة، كأنّك كنت سجينا.. وكأنّك كنتِ سجينة.
هذا صنيع لا يفعله من ترك شيئا من الإيمان، ولو كان مستحبّا.
لو كنت تعقل.

وأيها المفتون.. المنسوب إلى طلبة العلم.. ابك على خيبتك.

#ثبات
#عقيدة
#فقه
الحمد لله وحده.

سعادتنا في حياة الدُّنيا وحياة الآخرة؛ مرهونةٌ بالعمل بالقرآن.
والعملُ يأتي بعد الفهمِ، والفهمُ بعد التدبُّر، والتدبُّرُ بعد القراءة.
فجاهد نفسك لتقرأ، ثم جاهدها لتتدبَّرَ فتفهمَ، ثم الجهادُ الأكبر أن تعمل، وسوف تخطئ!

ستخطئ وتغفل، وتتشهّى، ويستزلّك الشيطان.
فلتتُب.

ولا يضرُّك على أيِّ مجاهدةٍ منها تموت، إنما يضرُّك أن تذهبَ يوم الجزاء وقد كنتَ في انشغال عن مادَّة الامتحان.

اللهمّ صل وسلم على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

#القرآن
#فقه
الحمد لله وحده.

إنَّ من المؤسف أن نموتَ قبل أن نأخذَ حظَّنا من فهم القرآن.
وإنَّ من الممتع أن نقرأه ونصالح معانيه، فنعرف ما نحن مقدمون عليه بعد الموت.
ثم نموت فنجد ما وعدَنا ربُّنا كما قرأناه وفهمناه.
وإنَّ من المُرعب أن نبقى حتى يُرفع القرآن من المصاحف والصدور، فلا تبقى منه آية.
اللهمَّ اهد قلوبنا يا ربّ!

#القرآن
الحمد لله وحده.

من متع الحياة الدُّنيا: أن تكون عبدًا مكروبًا بكربٍ دنيويٍّ، أو محتاجًا لشيء من لعاعة الدُّنيا، فتُلحَّ بالدُّعاء والطَّلب من الله.
ربِّنا العظيم الكبير الجليل المالك، ذي الجلال والجبروت والملكوت.. فتدعوه مع التَّذلُّل له، ويرزقك الخضوعَ والانصياع التام، والفقر التام، ولو بعد حين من الدعاء.

فتدعو بالشيء نفسه، دعاء مكروب ملتجئ.
يومًا، ويومين، وأسبوعًا، وشهرًا وشهرًا وشهرًا..
عامًا بعد عامٍ..
وأنت موقنٌ أن أجرك على هذه العبادة؛ محفوظٌ مشكورٌ.
فهذا الدعاء مع هذا اليقين: متعة متجرِّدة خالصة، وحلاوتها منصوصة في دين الملك سبحانه.

وأمتع من ذلك وأفضل منزلة:
أن ترى استجابة دعائك، وتحقُّقه في الدُّنيا بعينك!
فتسعى وتريد أن تشكر الله، فيرزقك الفهم، وتعرف أنّ وفاء الشكر مستحيل!

أتشكره على أن قدَّر لك الإسلام أولا؟
أم على أنه قدّر لك الخير فأصابك بكربٍ تشعر معه بفقرك وغناه، وذلّك وعزَّته، وحاجتك وقيّوميته، سبحانه؟
أم على أن هداك بعد الكرب لدعائه وعبادته؟
أم على أنه رزقك اليقين فلم تيأس، ولم تتزحزح عن منزلة الفقر أبدا؟
أم على أنه سميع مجيب، سمع دعاءك واستجاب، فأعطاك ما أردته، ولم يفتنك بعده ويصيِّرك من الغافلين اللاهين؟
بل هداك إلى إرادة شكره، والتَّأمُّل في فقرك قبل الاستجابة وبعدها؟

فإذا يئستَ - حينئذٍ - من قدرتك على شكره؛ شكرتَه بالتوحيد والتجرد، والثبات على التفقُّر والتذلُّل، ورجاء أن ينجيك يوم الدين.
فإنك فهمتَ الآن، أن الخير كلَّه بيديه، وأنه الأول، المبدئ، الذي لا قوة إلا به، ولا تحوُّل إلا بإذنه.
فهذا خير لك وأفضل من حاجتك الدنيوية التي استجيبت لك.
ولعلك لم تكن لتصيب هذه الحال ولا هذا الفهم: لولا كربك الأول، ثم منة الله عليك بعد الاستجابة!

وإن من أعظم الخير الذي يقدِّره الله لإنسانٍ:
ألا يستجيب دعاءه هذا في الدُّنيا، رغم إلحاح العبد وصدقه في الدعاء والطلب والتذلل!
وذلك إذ علمَ العليم الحكيم تعالى: أنَّ العبدَ فلانًا، إذا استُجيب دعاؤه: نسي فقره الذاتي الذي لا يزول، أو تبطَّر.
أو غفل عن الشكر الموصوف، فاستراح للدُّنيا، وركن إليها، وترك الدُّعاء الذي كان عليه.

فبقاؤه - إذًا - على حال الدعاء العبادة؛ خير له في الآخرة، وإن لم يكن خيرا له في الدُّنيا.
بل خير له في الدُّنيا، إذا علم الله أنه ينسى أو يتبطر!

ولعلَّ بعض المحرومين من استجابة دعاء الدنيا؛ يكون في الآخرة: أسعد الناس بالحرمان من زينة السحَّارة الفتَّانة!

فهذه حال واحدة فقط، تكون عدم استجابة الدعاء في الدنيا فيها خيرا للعبد.
وهذا إذا قلنا: إن الداعي استكمل شروط الاستجابة كلها، ودعا بخير.

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.


#الصبر
#الدعاء
الحمد لله وحده.

لا يمكن أن تستتم أدوات النقد للحديث المرفوع، إلا بمعرفة ضافية بالآثار الموقوفة والمقطوعة، وما يصح منها وما لا يصح.
الحمد لله وحده.

ويستحقُّ الإمام البيهقيُّ الشَّافعيُّ أن يُدعَى: شيخ الإسلام، وبذلك حلَّاه الإمام الذَّهبيُّ رحمهما الله، وغيره.
وكلَّما تدبَّرتُ في خُطَّة تصانيفه وحُسْنها؛ دعوتُ له وترحَّمتُ عليه.

والذي استقرَّ في نفسي من مدَّة أنَّ شيخَ الإسلام البيهقيَّ، رحمه الله، كان في خطَّة تصانيفه لامحًا لحديث جبريل في الإسلام والإيمان والإحسان.
فصنَّف في الثلاثة المراتب على طريقة أهل الحديث، مع تصنيفه في أصول الفقه أيضًا كتابه العظيم (المدخل) الذي يشمل كلامه في أصول الحديث.

وهو فيما يتعلَّق بتصانيفه في أصول الدِّين (كالاعتقاد وحياة الأنبياء)؛ قد راوَح بين طريقة أهل الحديث في التَّصنيف، وكذا المنقول عن أهل الحديث أنفسهم، وبين ما أخذه من مشايخه المتكلِّمين الأشاعرة، كابن فورك، فوقع له ما يقع لمَن تعنَّى ذلك الجمع العجيب من الاضطراب، نعم كان الإمام أشعريًّا رحمه الله، لكنّه ليس كعصريِّه إمام الحرمين الجويني في أشعريّته مثلا، ولا هو كشيخه ابن فورك إن شاء الله.
والله أعلم.

#أعلام
الحمد لله وحده.

لقد خسر جيلنا ما يفضُل على نصفِ قوَّته، عندما غُيِّب الطّريفي والسّكران وحسام أبو البخاري، وأخيرًا أيمن عبد الرحيم.

{أتَواصَوا به بل هُم قومٌ طاغُون}!

ألا إنَّ الله - عزَّ ذِكرُه - يُنزِل من الصَّبرِ على قدْر البلاءِ، غير أنَّ البطَّال لا يتصبَّر.
ألا إنَّ لهذا الدِّين رجالًا، يَحملون همَّه، فتعلو درجاتُهم.
ومنهم ظالمٌ لنفسه.

#الصبر
#أعلام