الجمال | كارلوس أبيلا
"في كأس من النبيذ
على الطرق الضائعة
في النظرات غير المألوفة
في أزقة طليطلة
في الكتب
في الأحلام
في هدف اللحظة الأخيرة
في الأمهات
في الفقراء
في الشاب المتواضع الذي يرتدي عدة ألوان غير منسجمة
في الرجل الذي يبتسم
في دموع الفرح
في القبلات مع الحب
في أوراق الشجر.
في العناق
في كل أقواس قزح
في لحظات العشق
يظهر الجمال
ولكن أيضًا
في العاهرات
في لصوص البنوك
الذين يخسرون دائمًا.
ليس في أصحاب السلطة،
في أية ولادة
لكن ليس في الموت،
يظهر الجمال
إنه ليس إلهًا
إنه الجمال وحده
الذي يملأ كل هذا".
"في كأس من النبيذ
على الطرق الضائعة
في النظرات غير المألوفة
في أزقة طليطلة
في الكتب
في الأحلام
في هدف اللحظة الأخيرة
في الأمهات
في الفقراء
في الشاب المتواضع الذي يرتدي عدة ألوان غير منسجمة
في الرجل الذي يبتسم
في دموع الفرح
في القبلات مع الحب
في أوراق الشجر.
في العناق
في كل أقواس قزح
في لحظات العشق
يظهر الجمال
ولكن أيضًا
في العاهرات
في لصوص البنوك
الذين يخسرون دائمًا.
ليس في أصحاب السلطة،
في أية ولادة
لكن ليس في الموت،
يظهر الجمال
إنه ليس إلهًا
إنه الجمال وحده
الذي يملأ كل هذا".
رسالة إلى فيرا | فلاديمير نابوكوف
"حُلوتي، حبّي، حياتي، لا أفهم أي شيء: لم لست معي؟ أنا معتادٌ عليك بشكل أزلي، بحيث أحس الآن بأنني ضائع وفارغ: دونك يا روحي. لقد حوّلتِ حياتي إلى شيء مضيء، رائع، قوس قزحي -لقد وضعتِ وَمضَة من السعادة في كل شيء- مختلفة دائمًا: أحيانًا يمكن أن تكوني زَهرِيّة، زَغَبيّة، وأحيانًا داكنة، مُجَنَّحة -ولا أعرف متى أحب عينيك أكثر- حين تكون مفتوحة أم مغمضة. الساعة الآن الحادية عشر مساءً: أحاول بكل القوة في روحي أن أراك عبر المسافة؛ تقدم أفكاري فيزا سماوية إلى برلين عبر الهواء... يا حماسي الحلو.
اليوم لا أستطيع الكتابة عن أي شيء سوى شوقي لكِ. أنا كئيب وخائف: الأفكار السخيفة تحتشد -أفكّر أنك ستتعثرين وأنت تقفزين من عربة المترو، أو أنّ شخصًا ما سيصطدم بك في الشارع... لا أعرف كيف سأصمد خلال هذا الأسبوع.
رقّتي وسعادتي أيّ الكلمات يمكن أن أكتبها لك؟ كم هو غريب أنه على الرغم من أن عمل حياتي هو تحريك قلم فوق ورقة، إلا أنني لا أعلم كيف أخبرك كم أحبّك، وكم أرغب بكِ. ياله من اِنفِعَال -ياله من سلام إلهي: تغرق الغيوم الذائبة في أشعة الشمس- تلالٌ من السعادة. وأنا أطفو معك، داخلك، مُتّقِد وذائب- والحياة الكاملة معك تشبه حركة السحب، سقوطها الجوِّي والهادئ، خفتها ونعومتها، والتنوّع السماوي للتخطيط والتظليل- حبّي المتعذر. لا أستطيع التعبير عن هذه الأحاسيس السمحاق ركامية[1].
حين كنا في المقبرة في المرة الأخيرة، شعرت بذلك بشكل خارق وواضح: أنت تعرفين كل شيء، تعرفين ما سيحدث بعد الموت -تعرفين بكل بساطة وهدوء- كما يعرف الطائر حين يرفرف من فرع أنه سيطير ولن يسقط ... ولهذا أنا سعيد جدًا معك، يا جميلتي، يا صغيرتي. وإليك المزيد: أنت وأنا مميزان جدًا؛ المعجزات التي نعرفها، لا يعرفها أحد، ولا أحد يحب بالطريقة التي نحب بها.
ماذا تفعلين الآن؟ لسبب ما، أعتقد أنك في المكتب: لقد نهضتي، مشيتي نحو الباب، سحبتي طرفي الباب معًا وتوقفت للحظة - في انتظار معرفة ما إذا كانا سينفصلان عن بعضهما مجددًا. أنا متعبٌ، متعبٌ للغاية، ليلة سعيدة يا فرحتي. غدًا سأكتب لك عن كل الأشياء اليومية.
يا حبيبتي.
ف.".
_________________________
[1] السمحاق الركامي (بالإنجليزية: Cirrocumulus)، هي غيوم تتشكل على ارتفاع 5000 إلى 12 ألف متر (16000 إلى 39000 قدم)، تظهر بشكل نُدف صغيرة ومدورة وغالباً بصفوف طويلة، وهي عادةً بيضاء اللون، وعادة ما تتشكل فقط كجزء من مرحلة انتقالية قصيرة العمر داخل منطقة من السحب السمحاقية.
"حُلوتي، حبّي، حياتي، لا أفهم أي شيء: لم لست معي؟ أنا معتادٌ عليك بشكل أزلي، بحيث أحس الآن بأنني ضائع وفارغ: دونك يا روحي. لقد حوّلتِ حياتي إلى شيء مضيء، رائع، قوس قزحي -لقد وضعتِ وَمضَة من السعادة في كل شيء- مختلفة دائمًا: أحيانًا يمكن أن تكوني زَهرِيّة، زَغَبيّة، وأحيانًا داكنة، مُجَنَّحة -ولا أعرف متى أحب عينيك أكثر- حين تكون مفتوحة أم مغمضة. الساعة الآن الحادية عشر مساءً: أحاول بكل القوة في روحي أن أراك عبر المسافة؛ تقدم أفكاري فيزا سماوية إلى برلين عبر الهواء... يا حماسي الحلو.
اليوم لا أستطيع الكتابة عن أي شيء سوى شوقي لكِ. أنا كئيب وخائف: الأفكار السخيفة تحتشد -أفكّر أنك ستتعثرين وأنت تقفزين من عربة المترو، أو أنّ شخصًا ما سيصطدم بك في الشارع... لا أعرف كيف سأصمد خلال هذا الأسبوع.
رقّتي وسعادتي أيّ الكلمات يمكن أن أكتبها لك؟ كم هو غريب أنه على الرغم من أن عمل حياتي هو تحريك قلم فوق ورقة، إلا أنني لا أعلم كيف أخبرك كم أحبّك، وكم أرغب بكِ. ياله من اِنفِعَال -ياله من سلام إلهي: تغرق الغيوم الذائبة في أشعة الشمس- تلالٌ من السعادة. وأنا أطفو معك، داخلك، مُتّقِد وذائب- والحياة الكاملة معك تشبه حركة السحب، سقوطها الجوِّي والهادئ، خفتها ونعومتها، والتنوّع السماوي للتخطيط والتظليل- حبّي المتعذر. لا أستطيع التعبير عن هذه الأحاسيس السمحاق ركامية[1].
حين كنا في المقبرة في المرة الأخيرة، شعرت بذلك بشكل خارق وواضح: أنت تعرفين كل شيء، تعرفين ما سيحدث بعد الموت -تعرفين بكل بساطة وهدوء- كما يعرف الطائر حين يرفرف من فرع أنه سيطير ولن يسقط ... ولهذا أنا سعيد جدًا معك، يا جميلتي، يا صغيرتي. وإليك المزيد: أنت وأنا مميزان جدًا؛ المعجزات التي نعرفها، لا يعرفها أحد، ولا أحد يحب بالطريقة التي نحب بها.
ماذا تفعلين الآن؟ لسبب ما، أعتقد أنك في المكتب: لقد نهضتي، مشيتي نحو الباب، سحبتي طرفي الباب معًا وتوقفت للحظة - في انتظار معرفة ما إذا كانا سينفصلان عن بعضهما مجددًا. أنا متعبٌ، متعبٌ للغاية، ليلة سعيدة يا فرحتي. غدًا سأكتب لك عن كل الأشياء اليومية.
يا حبيبتي.
ف.".
_________________________
[1] السمحاق الركامي (بالإنجليزية: Cirrocumulus)، هي غيوم تتشكل على ارتفاع 5000 إلى 12 ألف متر (16000 إلى 39000 قدم)، تظهر بشكل نُدف صغيرة ومدورة وغالباً بصفوف طويلة، وهي عادةً بيضاء اللون، وعادة ما تتشكل فقط كجزء من مرحلة انتقالية قصيرة العمر داخل منطقة من السحب السمحاقية.
الطيور | نونو جوديس
"إنهن يطِرْنَ إلى الشواطئ،
يلعبنَ
وكأنّ الماءَ ماؤهنّ،
وهنّ يرتحنَ في الغاباتِ
كأنّ لهن الوقتَ كلَّه!
مع أنهن يعرفنَ أن الغيومَ
سوف تملأُ السماءَ
وأنّ الشمالَ سيرسلُ ريحًا باردةً
تدفعُهنّ جنوبًا
مُخَلِّفاتٍ وراءَهُنَّ صمتَ الحقولِ.
إنهنّ لا يكترثْنَ بهذا
بينما هنّ يلتمِمْنَ
ليُغَنِّينَ اللحظةَ الزائلة".
"إنهن يطِرْنَ إلى الشواطئ،
يلعبنَ
وكأنّ الماءَ ماؤهنّ،
وهنّ يرتحنَ في الغاباتِ
كأنّ لهن الوقتَ كلَّه!
مع أنهن يعرفنَ أن الغيومَ
سوف تملأُ السماءَ
وأنّ الشمالَ سيرسلُ ريحًا باردةً
تدفعُهنّ جنوبًا
مُخَلِّفاتٍ وراءَهُنَّ صمتَ الحقولِ.
إنهنّ لا يكترثْنَ بهذا
بينما هنّ يلتمِمْنَ
ليُغَنِّينَ اللحظةَ الزائلة".
اخترعتك معي | لويس غارسيا مونطيرو
"كمثل ضوء حلم
لا يخفي العالم لكنه موجود
هكذا أنا عشت
مضيئًا
هذا الجزء منك الذي لا تعرفينه
الحياة التي قضيتها بمعية أفكاري..
وحتى لو لم تكوني تعرفين ذلك، رأيتك
تجتازين الباب دون أن تقولي لا،
طالبة مني مرمدة،
منقبة في الكتب،
مستجيبة لرغبة شفاهي
بشفاهك الويسكي
متقفية خطاي إلى غرفة النوم
أيضًا، تحدثنا في الفراش،
دون استعجال،
مساءات عدة،
فراش الحبّ هذا الذي لا تعرفينه
هو ذاته الذي يبقى
باردًا بعدما تغادرينه
وحتى لو لم تكوني تعرفين ذلك كنت اخترعتك معي
حققنا ألف مشروع،
مررنا بكل المدن التي تحبينها
نتذكر أغان،
نختار استقالات،
متعلمين معًا التعايش
بين الفكر والواقع".
"كمثل ضوء حلم
لا يخفي العالم لكنه موجود
هكذا أنا عشت
مضيئًا
هذا الجزء منك الذي لا تعرفينه
الحياة التي قضيتها بمعية أفكاري..
وحتى لو لم تكوني تعرفين ذلك، رأيتك
تجتازين الباب دون أن تقولي لا،
طالبة مني مرمدة،
منقبة في الكتب،
مستجيبة لرغبة شفاهي
بشفاهك الويسكي
متقفية خطاي إلى غرفة النوم
أيضًا، تحدثنا في الفراش،
دون استعجال،
مساءات عدة،
فراش الحبّ هذا الذي لا تعرفينه
هو ذاته الذي يبقى
باردًا بعدما تغادرينه
وحتى لو لم تكوني تعرفين ذلك كنت اخترعتك معي
حققنا ألف مشروع،
مررنا بكل المدن التي تحبينها
نتذكر أغان،
نختار استقالات،
متعلمين معًا التعايش
بين الفكر والواقع".
من شرفة على البحر | جويل باستار
"أتخيّل أني أكتب من شرفة بلغة أجنبية. البحرُ، أسفلَ الدَّرَج. لهاثُه يتقطّع فوق الرّؤوس المسنونة لنباتات الأغاف. وإذا حَطّ طائر فوق الشّعار المُثْبَتِ بالباب، فلن يحمل اسمًا يُثقِل جناحيه. قد يَمُرّ حِرذون فوق الخريطة حيثُ موقعُ الكنز. قد تكون الطّفولة كُلّها في الدُّرجِ الصَّغير لمطحنة البنّ المُشتراة من محلٍّ للمُستعملات. أو تحت مشهدِ حِراثةٍ بالأسلوب العتيق.
أتخيّل أنّي أكتب من شرفة على البَحر، بحيويّة في القدمين. ورأسي منجذبٌ إلى الخلف. يُمكنُ أن أكتب إلى أمّي: " كلّ شيء على ما يُرام. آكلُ طماطم.. والسّماء تُشبهك".
"أتخيّل أني أكتب من شرفة بلغة أجنبية. البحرُ، أسفلَ الدَّرَج. لهاثُه يتقطّع فوق الرّؤوس المسنونة لنباتات الأغاف. وإذا حَطّ طائر فوق الشّعار المُثْبَتِ بالباب، فلن يحمل اسمًا يُثقِل جناحيه. قد يَمُرّ حِرذون فوق الخريطة حيثُ موقعُ الكنز. قد تكون الطّفولة كُلّها في الدُّرجِ الصَّغير لمطحنة البنّ المُشتراة من محلٍّ للمُستعملات. أو تحت مشهدِ حِراثةٍ بالأسلوب العتيق.
أتخيّل أنّي أكتب من شرفة على البَحر، بحيويّة في القدمين. ورأسي منجذبٌ إلى الخلف. يُمكنُ أن أكتب إلى أمّي: " كلّ شيء على ما يُرام. آكلُ طماطم.. والسّماء تُشبهك".
حوار مع الحجر | ڤيسواڤا شيمبورسكا
"أطرق باب الحجر.
— أنا ذي، دعني أدخل. أريد الولوج بداخلك، إلقاء نظرة به، تنفّسك حتى الأعماق.
— إليك عنيّ، يقول الحجر. أنا محكَم الإغلاق بدورتي مفتاح. وحتى لو شُطرنا إلى ألف قطعة سنكون مغلقين أيضاً. وحتى لو سُحقنا غباراً لن ندع أحداً يدخل.
أطرق باب الحجر.
— أنا ذي، دعني أدخل. أتيت حبّاً للاستطلاع. الحياة هي الفرصة الوحيدة لذلك. متمسّكة أنا بالتّجوال في قصرك، قبل زيارة الورقة وقطرة الماء. لا أتوفّر على وقت كثير من أجل كلّ هذا. قد يثيرك أني شخص فانٍ.
أنا من حجر، يقول الحجر. أنا مرغم على حفظ وقاري. إليك عني، فلا وجْنات لديّ.
أطرق باب الحجر.
— أنا ذي، دعني أدخل. قيل لي إنّ فيك غرفاً كبيرة وخالية، ما لا عين رأت، ذات بهاء يتبرعم بلا جدوى، خرساء، حيث لا خطوة تسمع أبداً. اِعترف الآن أنّك لا تعرف أكثر من هذا.
— غرف كبيرة وخالية، أي نعم، قال الحجر، لكن لا مكان فيها لأحد. جميلة، لربّما، ولكن مستحيلة المنال عن حواسّك الخمس البئيسة. يمكنك أن تعرفيني، ولكن أن تحسي بي، أبداً. كلّ مظهري ينظر إليك وجهاً لوجه، لكنّ ما بداخلي يدير لك ظهره للأبد.
أطرق باب الحجر.
— أنا ذي، دعني أدخل. أنا لا أبحث فيك عن ملجأ للأبد. لست شقيّة. لست بدون مأوى. العالم الّذي أعيش فيه يستحقّ أن نعود إليه. أعدك أن أدخل وأخرج خالية الوفاض، وكدليل على حضوري الفعليّ في قلبك لن أقول إلاّ كلمات لن يزكّيها أحد.
— لن تدخلي، قال الحجر. ينقصك حسّ تقاسم الأشياء. لا حسّ يعوّض حسّ تقاسم الأشياء. حتىّ النّظر الثاقب حدّ الانبهار لن يكون لك عوناً بتاتاً دون تقاسم الأشياء. لن تدخلي، ليس لديك إلا هذا الحسّ، إلا بذرته، صورته.
أطرق باب الحجر.
— أنا ذي، دعني أدخل. ليس بمقدوري الانتظار ألفَي قرن للولوج تحت سقفك.
— إذا لم تصدّقيني، قال الحجر، اذهبي لملاقاة الورقة، ستقول لك نفس الشّيء، أو قطرة الماء الّتي ستؤكّد ذلك. يمكنك حتى أن تكلّمي شعرة من رأسك. أحسّ بأنّ قهقهة هائلة تتصاعد فيّ، قهقهة فسيحة لا أدري كيف سأضحكها.
أطرق باب الحجر.
— أنا ذي، دعني أدخل.
— لا باب لي، قال الحجر".
"أطرق باب الحجر.
— أنا ذي، دعني أدخل. أريد الولوج بداخلك، إلقاء نظرة به، تنفّسك حتى الأعماق.
— إليك عنيّ، يقول الحجر. أنا محكَم الإغلاق بدورتي مفتاح. وحتى لو شُطرنا إلى ألف قطعة سنكون مغلقين أيضاً. وحتى لو سُحقنا غباراً لن ندع أحداً يدخل.
أطرق باب الحجر.
— أنا ذي، دعني أدخل. أتيت حبّاً للاستطلاع. الحياة هي الفرصة الوحيدة لذلك. متمسّكة أنا بالتّجوال في قصرك، قبل زيارة الورقة وقطرة الماء. لا أتوفّر على وقت كثير من أجل كلّ هذا. قد يثيرك أني شخص فانٍ.
أنا من حجر، يقول الحجر. أنا مرغم على حفظ وقاري. إليك عني، فلا وجْنات لديّ.
أطرق باب الحجر.
— أنا ذي، دعني أدخل. قيل لي إنّ فيك غرفاً كبيرة وخالية، ما لا عين رأت، ذات بهاء يتبرعم بلا جدوى، خرساء، حيث لا خطوة تسمع أبداً. اِعترف الآن أنّك لا تعرف أكثر من هذا.
— غرف كبيرة وخالية، أي نعم، قال الحجر، لكن لا مكان فيها لأحد. جميلة، لربّما، ولكن مستحيلة المنال عن حواسّك الخمس البئيسة. يمكنك أن تعرفيني، ولكن أن تحسي بي، أبداً. كلّ مظهري ينظر إليك وجهاً لوجه، لكنّ ما بداخلي يدير لك ظهره للأبد.
أطرق باب الحجر.
— أنا ذي، دعني أدخل. أنا لا أبحث فيك عن ملجأ للأبد. لست شقيّة. لست بدون مأوى. العالم الّذي أعيش فيه يستحقّ أن نعود إليه. أعدك أن أدخل وأخرج خالية الوفاض، وكدليل على حضوري الفعليّ في قلبك لن أقول إلاّ كلمات لن يزكّيها أحد.
— لن تدخلي، قال الحجر. ينقصك حسّ تقاسم الأشياء. لا حسّ يعوّض حسّ تقاسم الأشياء. حتىّ النّظر الثاقب حدّ الانبهار لن يكون لك عوناً بتاتاً دون تقاسم الأشياء. لن تدخلي، ليس لديك إلا هذا الحسّ، إلا بذرته، صورته.
أطرق باب الحجر.
— أنا ذي، دعني أدخل. ليس بمقدوري الانتظار ألفَي قرن للولوج تحت سقفك.
— إذا لم تصدّقيني، قال الحجر، اذهبي لملاقاة الورقة، ستقول لك نفس الشّيء، أو قطرة الماء الّتي ستؤكّد ذلك. يمكنك حتى أن تكلّمي شعرة من رأسك. أحسّ بأنّ قهقهة هائلة تتصاعد فيّ، قهقهة فسيحة لا أدري كيف سأضحكها.
أطرق باب الحجر.
— أنا ذي، دعني أدخل.
— لا باب لي، قال الحجر".
رسالة حُبّ | خوليو كورتاثار
"كلّ ما أريده منك
قليلٌ جدًا في العمق
حيث كل شيء هناك في الأعماق
مثل كلبٍ عابر، تل،
تلك الأشياء اليومية التافهة،
شوكة، وشعر، وقطعتي سكّر،
رائحة جسدك،
ما تقولينه عن أيّ شيء،
معي أو ضدي.
أريد منك كلّ ما هو قليل جدًا
لأنّي أحبّك.
تلك النظرة التي تتجاوزني،
ذلك الحبّ العنيف المتجاهل للغد،
ذلك البكاء لتفانيك المحطم
أمام وجه مدير مكتب،
ولتكن المتعة التي نخترعها معًا
علامة أخرى للحريّة".
"كلّ ما أريده منك
قليلٌ جدًا في العمق
حيث كل شيء هناك في الأعماق
مثل كلبٍ عابر، تل،
تلك الأشياء اليومية التافهة،
شوكة، وشعر، وقطعتي سكّر،
رائحة جسدك،
ما تقولينه عن أيّ شيء،
معي أو ضدي.
أريد منك كلّ ما هو قليل جدًا
لأنّي أحبّك.
تلك النظرة التي تتجاوزني،
ذلك الحبّ العنيف المتجاهل للغد،
ذلك البكاء لتفانيك المحطم
أمام وجه مدير مكتب،
ولتكن المتعة التي نخترعها معًا
علامة أخرى للحريّة".
ضجيج المنزل المجاور | ليسليا نيومان
"يقول أبي، وصوته الأجش يرتفع عبر الهاتف،
إنهما يتشاجران كل ليلة
يصيحان ويصرخان
يتبادلان السباب
"أيتها العاهرة"
"أيها الوغد"
يضربان بعضهما
يلكمان بعضهما
يركلان بعضهما
إنه يضربني
إنها تضربني
ليلة بعد ليلة بعد ليلة
صدقيني لا أحد بوسعه فعل شيء
حتى رجال الشرطة فشلوا معهما،
لا أعرف كيف يسمحون بذلك
لم أحظ بليلة نوم هادئة منذ انتقلت إلى هنا
لم أر شيئًا كهذا من قبل،
أقسم أني أفقد عقلي.
أقول: آسفة جدًا لسماع هذا
يبدو أمرًا مزعجًا للغاية
لا تقلق، سوف أتحدث إليهما.
لأني الابنة التي تهتم بكل شيء
لأني الابنة التي تُصلح كل شيء
لأني الابنة التي لا تملك القلب الذي يمكّنها
من أن تخبر والدها
- المنزعج، المزعج -
أنه ما من جيران في المنزل المجاور".
"يقول أبي، وصوته الأجش يرتفع عبر الهاتف،
إنهما يتشاجران كل ليلة
يصيحان ويصرخان
يتبادلان السباب
"أيتها العاهرة"
"أيها الوغد"
يضربان بعضهما
يلكمان بعضهما
يركلان بعضهما
إنه يضربني
إنها تضربني
ليلة بعد ليلة بعد ليلة
صدقيني لا أحد بوسعه فعل شيء
حتى رجال الشرطة فشلوا معهما،
لا أعرف كيف يسمحون بذلك
لم أحظ بليلة نوم هادئة منذ انتقلت إلى هنا
لم أر شيئًا كهذا من قبل،
أقسم أني أفقد عقلي.
أقول: آسفة جدًا لسماع هذا
يبدو أمرًا مزعجًا للغاية
لا تقلق، سوف أتحدث إليهما.
لأني الابنة التي تهتم بكل شيء
لأني الابنة التي تُصلح كل شيء
لأني الابنة التي لا تملك القلب الذي يمكّنها
من أن تخبر والدها
- المنزعج، المزعج -
أنه ما من جيران في المنزل المجاور".
أين أُخفي كلِّ هذه الرَّقة؟ | خافيير ألكسندر روا
نوافذ
"أريدُ فتحَ نوافذَ
أباعدُ ركبتيكِ
ولتُحرقنا الشمسُ
ولتنهدم القِلاع
ولتَنَم العصافير".
ارتجاف
"الجنةُ
هذان الساقان
اخلعي الظلَّ
كي أراكِ عاريةً
يومضُ تويجُ وردتكِ
يلتهبُ بالمداعبةِ
انزعي هذا “البلومير” من الحلمِ
أريدُ النزول إلى الورقةِ العَذراء
لماذا تَرتجفين
وأنا لم ألمسكِ بعد؟".
طقس شعائري
"ألمسكِ الآن
كي أشعلُ الليل
الآن أمرّر اللسانَ
على عقد جذوعكِ
سأمزّق قريبًا تقاويم
من حياتكِ
وسأحتفلُ ببدايةِ هذا الطقس الشَّعائريّ".
رصاصة
"الجلدُ هو الطريق الذي يقودنا
متأبطين ذراعينا إلى الحبِّ
دَعيني أكونُ مكان رقَّتكِ،
الرَّصاصة التي تَخترق دفء أحشائكِ
بَلدي هو هذا الجسد الدافئ الذي أَلمسه".
مطر
"تمطرُ
بينما قَطيعي الحَيواني
يستريحُ
في التواءِ فَخذيكِ
أين أُخفي
كلِّ هذه الرَّقة؟".
نوافذ
"أريدُ فتحَ نوافذَ
أباعدُ ركبتيكِ
ولتُحرقنا الشمسُ
ولتنهدم القِلاع
ولتَنَم العصافير".
ارتجاف
"الجنةُ
هذان الساقان
اخلعي الظلَّ
كي أراكِ عاريةً
يومضُ تويجُ وردتكِ
يلتهبُ بالمداعبةِ
انزعي هذا “البلومير” من الحلمِ
أريدُ النزول إلى الورقةِ العَذراء
لماذا تَرتجفين
وأنا لم ألمسكِ بعد؟".
طقس شعائري
"ألمسكِ الآن
كي أشعلُ الليل
الآن أمرّر اللسانَ
على عقد جذوعكِ
سأمزّق قريبًا تقاويم
من حياتكِ
وسأحتفلُ ببدايةِ هذا الطقس الشَّعائريّ".
رصاصة
"الجلدُ هو الطريق الذي يقودنا
متأبطين ذراعينا إلى الحبِّ
دَعيني أكونُ مكان رقَّتكِ،
الرَّصاصة التي تَخترق دفء أحشائكِ
بَلدي هو هذا الجسد الدافئ الذي أَلمسه".
مطر
"تمطرُ
بينما قَطيعي الحَيواني
يستريحُ
في التواءِ فَخذيكِ
أين أُخفي
كلِّ هذه الرَّقة؟".
سورة الرفض؛ آية اللّا | عبدالعزيز البرتاوي
https://bit.ly/3e0sHJu
https://bit.ly/3e0sHJu
Wjoood
سورة الرفض، آية اللّا | وجود
اثقل. كل ما أطلبه منك: اثقل. هذا زمان الخفّة. الخفة التي لا تحتمل. هذا زمن الوضيع الذي لم
كيف كبالغ أعبر عن موافقتي، لو لم أتعلمها كطفل | روبي كور
"لا" كانت كلمة سيئة في بيتي
"لا" كانت تقابل بالسوط
مُسحت من قاموسنا
انتُزعت من ظهورنا
حتى صرنا أطفالًا مهذبين
يهزون، في طاعة، رؤوسهم بالموافقة على كل شيء.
عندما اعتلاني
أراد كل جزء في جسدي الرفض
إلا أني عجزت عن قول "لا" لأنقاذ حياتي
عندما حاولت الصراخ
الصمت، فحسب، ما انفلت مني
سمعت "لا" تضرب بقبضتها سقف حلقي
تتوسل كي أطلقها
غير أني لم أقم سلمًا للطوارئ
وليس هناك مخرجًا سريًا تستطيع "لا" الهرب منه.
أريد أن أسأل الآباء وأولياء الأمور جميعًا
ما نفع الطاعة إذًا
عندما كانت هناك يدان
ليستا لي
داخلي".
"لا" كانت كلمة سيئة في بيتي
"لا" كانت تقابل بالسوط
مُسحت من قاموسنا
انتُزعت من ظهورنا
حتى صرنا أطفالًا مهذبين
يهزون، في طاعة، رؤوسهم بالموافقة على كل شيء.
عندما اعتلاني
أراد كل جزء في جسدي الرفض
إلا أني عجزت عن قول "لا" لأنقاذ حياتي
عندما حاولت الصراخ
الصمت، فحسب، ما انفلت مني
سمعت "لا" تضرب بقبضتها سقف حلقي
تتوسل كي أطلقها
غير أني لم أقم سلمًا للطوارئ
وليس هناك مخرجًا سريًا تستطيع "لا" الهرب منه.
أريد أن أسأل الآباء وأولياء الأمور جميعًا
ما نفع الطاعة إذًا
عندما كانت هناك يدان
ليستا لي
داخلي".
الحبّ قلقٌ، سؤال | شابيير فيياروتيا
"الحبّ قلقٌ، تساؤل،
ترقّبٌ وارتيابٌ ساطع؛
رغبة في معرفة كلّ شيء عنك،
وفي الوقت ذاته، خوف من المعرفة أخيرا.
الحبّ هو إعادة بناء خطواتك، حين تمضي بعيدًا،
صمتك، كلماتك، والتظاهر باتباع أفكارك
عندما تكون بجانبي، صامتًا،
بالغاً أقاصي الجمود.
الحبّ غضب سري،
كبرياء جليدي وشيطاني.
الحبّ لا يعني أن تنام، وأنت في سريري،
حالما بين ذراعي المحيطة بك،
وأن تكره الحلم الذي، تحت جبهتك،
قد تستسلم فيه بين ذراعين أخريين.
الحبّ هو الاستماع إلى صدرك،
حتى امتلاء أذني الشرهة،
والاستماع لدمك، مد وجزر تنفسك المنتظم.
الحبّ هو امتصاص نسغك اليافع،
وضم أفواهنا في قاع نهر واحد،
حتى يتخلّل أحشائي، إلى الأبد، نسيم أنفاسك.
الحبّ حسدٌ أخضر صامت،
جشعٌ خفيٌّ وجليّ.
الحبّ هو إثارة اللحظة الحلوة
عندما تبحث بشرتك عن بشرتي المتيقظة؛
وأيضا إخماد الجشع الليلي،
ولتموت مرّة أخرى نفس الموت
المؤقت، المفجع للقلب، المظلم.
الحبّ هو العطش، عطش القرحة
التي تحترق دون استهلاك أَو شفاء،
وجوع الفم المعذب
الذي يطلب أكثر فأكثر ولا يشبع.
الحبّ شهوة فارقة،
ونهم شره، بطن خاوٍ دائما.
لكن الحبّ هو إغلاق أعيننا أيضًا،
وترك النوم يغزو أجسادنا
كنهرٍ من نسيانٍ وعتمة،
والابحار على غير هدى، بلا هدف:
لأن الحبّ، أخيرًا، كسل".
"الحبّ قلقٌ، تساؤل،
ترقّبٌ وارتيابٌ ساطع؛
رغبة في معرفة كلّ شيء عنك،
وفي الوقت ذاته، خوف من المعرفة أخيرا.
الحبّ هو إعادة بناء خطواتك، حين تمضي بعيدًا،
صمتك، كلماتك، والتظاهر باتباع أفكارك
عندما تكون بجانبي، صامتًا،
بالغاً أقاصي الجمود.
الحبّ غضب سري،
كبرياء جليدي وشيطاني.
الحبّ لا يعني أن تنام، وأنت في سريري،
حالما بين ذراعي المحيطة بك،
وأن تكره الحلم الذي، تحت جبهتك،
قد تستسلم فيه بين ذراعين أخريين.
الحبّ هو الاستماع إلى صدرك،
حتى امتلاء أذني الشرهة،
والاستماع لدمك، مد وجزر تنفسك المنتظم.
الحبّ هو امتصاص نسغك اليافع،
وضم أفواهنا في قاع نهر واحد،
حتى يتخلّل أحشائي، إلى الأبد، نسيم أنفاسك.
الحبّ حسدٌ أخضر صامت،
جشعٌ خفيٌّ وجليّ.
الحبّ هو إثارة اللحظة الحلوة
عندما تبحث بشرتك عن بشرتي المتيقظة؛
وأيضا إخماد الجشع الليلي،
ولتموت مرّة أخرى نفس الموت
المؤقت، المفجع للقلب، المظلم.
الحبّ هو العطش، عطش القرحة
التي تحترق دون استهلاك أَو شفاء،
وجوع الفم المعذب
الذي يطلب أكثر فأكثر ولا يشبع.
الحبّ شهوة فارقة،
ونهم شره، بطن خاوٍ دائما.
لكن الحبّ هو إغلاق أعيننا أيضًا،
وترك النوم يغزو أجسادنا
كنهرٍ من نسيانٍ وعتمة،
والابحار على غير هدى، بلا هدف:
لأن الحبّ، أخيرًا، كسل".
حبّي له أسنان | فورتيسا لاتيفي
"لم أتعلم أن أحب نصف حبّ قط
ما أعنيه عندما أقول هذا هو:
إنّ حبّي له أسنان،
أعني، إننا سوف نستشعره كاملًا.
هناك الكثير من الأمور التي تثير ضجري
مثل الانتظار في الطوابير
والدردشات القصيرة مع الغرباء في الطائرات
لذا، عندما يتعلّق الأمر بالحبّ
الأمر الوحيد الذي أعرفه هو الشبع.
ستجد نفسك بين سطور قصائدي
ستضحك على الفتاة العاشقة التي ولدت بقلم بين أسنانها
سوف أقبل جبهتك، في البارات، بعدما نثمل
وستشعر بقليل من الحرج فحسب.
لم أتعلم أن أحب نصف حبّ قط
أعني:
أتمنى ألا أفعل أبدًا".
"لم أتعلم أن أحب نصف حبّ قط
ما أعنيه عندما أقول هذا هو:
إنّ حبّي له أسنان،
أعني، إننا سوف نستشعره كاملًا.
هناك الكثير من الأمور التي تثير ضجري
مثل الانتظار في الطوابير
والدردشات القصيرة مع الغرباء في الطائرات
لذا، عندما يتعلّق الأمر بالحبّ
الأمر الوحيد الذي أعرفه هو الشبع.
ستجد نفسك بين سطور قصائدي
ستضحك على الفتاة العاشقة التي ولدت بقلم بين أسنانها
سوف أقبل جبهتك، في البارات، بعدما نثمل
وستشعر بقليل من الحرج فحسب.
لم أتعلم أن أحب نصف حبّ قط
أعني:
أتمنى ألا أفعل أبدًا".
حبيبتي رفيقتي | فيض أحمد فيض
"حبيبتي، رفيقتي!
لو أنّي أمتلك اليقين بأن حبّي قادر
على أن ينفي من عينيك الأسى
ويزيل من جوانحك العناء
ولوعة القلب الكسير
لو أنّ عزائي إكسير يسري في أوصالك
كي يحيي داخلك المهجور
ويحيق بوصمة عار
علِقت فوق جبينك
ويداوي سقم شبابك
حبيبتي، رفيقتي!
لو أنّي أمتلك اليقين
لواسيتك ليل نهار
ولأسمعتك أغنيات عذبة رقيقة
أغنيات الربيع والحدائق والشلالات
أغنيات القمر والنجوم وانبلاج الصباح
ولرويت لك حواديت العشق والجمال
وكيف يذوب الجسد البارد
لجميلات أبيّه
بحرارة حضن دافئ
وكيف تتغير فجأة
ملامح الوجه الأليفة
فيتوهّج فورًا البِلَّوْر الشَّفَّاف لعارِض الحبيب
بالنبيذ الأرجواني
وكيف يميل غصن الأزهار تلقائيًا
كي يمنح ذاته للبستاني
وكيف تعبق ردهة الليل بالشَّذا
هكذا سأغني، سأغني لك دومًا
وأنظم الأغنيات، أنظمها دومًا لأجلك
لكن أغنياتي ليست علاجًا لآلامك
فاللحن ليس جرَّاحًا، وإن كان سميرًا
والأغنية ليست مِشرَطًا، وإن كانت بلسمًا
فيما العلاج الوحيد لسَقَمك هو المِشرَط
وهذا المُخَلِّص السَّفَّاح لا أملكه
لا يملكه أي كائن آخر في هذا العالم
إلاّك، إلاّك، إلاّك".
"حبيبتي، رفيقتي!
لو أنّي أمتلك اليقين بأن حبّي قادر
على أن ينفي من عينيك الأسى
ويزيل من جوانحك العناء
ولوعة القلب الكسير
لو أنّ عزائي إكسير يسري في أوصالك
كي يحيي داخلك المهجور
ويحيق بوصمة عار
علِقت فوق جبينك
ويداوي سقم شبابك
حبيبتي، رفيقتي!
لو أنّي أمتلك اليقين
لواسيتك ليل نهار
ولأسمعتك أغنيات عذبة رقيقة
أغنيات الربيع والحدائق والشلالات
أغنيات القمر والنجوم وانبلاج الصباح
ولرويت لك حواديت العشق والجمال
وكيف يذوب الجسد البارد
لجميلات أبيّه
بحرارة حضن دافئ
وكيف تتغير فجأة
ملامح الوجه الأليفة
فيتوهّج فورًا البِلَّوْر الشَّفَّاف لعارِض الحبيب
بالنبيذ الأرجواني
وكيف يميل غصن الأزهار تلقائيًا
كي يمنح ذاته للبستاني
وكيف تعبق ردهة الليل بالشَّذا
هكذا سأغني، سأغني لك دومًا
وأنظم الأغنيات، أنظمها دومًا لأجلك
لكن أغنياتي ليست علاجًا لآلامك
فاللحن ليس جرَّاحًا، وإن كان سميرًا
والأغنية ليست مِشرَطًا، وإن كانت بلسمًا
فيما العلاج الوحيد لسَقَمك هو المِشرَط
وهذا المُخَلِّص السَّفَّاح لا أملكه
لا يملكه أي كائن آخر في هذا العالم
إلاّك، إلاّك، إلاّك".
أنتِ جميلة جدًا | غويدو كاطالانو
"- أنتِ جميلة جدًا
- شكرًا لك
- أنتِ مخطوبة؟
- نعم
- هل ترغبين في أن تُخطبي ثانية؟
- لا
- هل يمكنني أن أكون خطيبكِ الثاني؟
- لا
- عشيقكِ؟
- لا
- فارسكِ الخدوم؟
- لا
- خادمك بلا حصان؟
- لا
- عبدكِ؟
- لا
- حِصانكِ؟
- لا
- وصيفكِ؟
- لا
- حامل حقائبك؟
- لا
- صبيُّكِ؟
- لا
- بستانيك؟
- لا
- حارسك الشخصي؟
- لا
- شاعر البلاط؟
- لا
- ممسحة الأحذية؟
- لا
- قميص حمّامكِ الحيّ؟
- لا
- كلب شقَّتِكِ؟
- لا
- أيِّلَ الربيع؟
- لا
- نورس الشِّعاب الصَّخرية؟
- لا
- نباتًا سمينًا؟
- لا
- أنت جميلة جدًا
- شكرًا".
"- أنتِ جميلة جدًا
- شكرًا لك
- أنتِ مخطوبة؟
- نعم
- هل ترغبين في أن تُخطبي ثانية؟
- لا
- هل يمكنني أن أكون خطيبكِ الثاني؟
- لا
- عشيقكِ؟
- لا
- فارسكِ الخدوم؟
- لا
- خادمك بلا حصان؟
- لا
- عبدكِ؟
- لا
- حِصانكِ؟
- لا
- وصيفكِ؟
- لا
- حامل حقائبك؟
- لا
- صبيُّكِ؟
- لا
- بستانيك؟
- لا
- حارسك الشخصي؟
- لا
- شاعر البلاط؟
- لا
- ممسحة الأحذية؟
- لا
- قميص حمّامكِ الحيّ؟
- لا
- كلب شقَّتِكِ؟
- لا
- أيِّلَ الربيع؟
- لا
- نورس الشِّعاب الصَّخرية؟
- لا
- نباتًا سمينًا؟
- لا
- أنت جميلة جدًا
- شكرًا".
فراق | شيونغ يو تشون
"قسّمي هذه اليد كي تصبح يدين
قسّمي يديك كي تصبح يدي
واقص هذه اليد لتمثلني
واتركي الأخرى هنا
حتى تعبّر عنّي
قسّمي يديك أجزاءً صغيرة بعض الشيء
كي تذوق حلاوة الشمس الأبيّة
واتركي يديك قاسية بعض الشيء
كي تقف في وجه العاصفة العاتية
تقفين في شوق وحنين
وتتأملين خريف جنوب بلادنا
وأقف أنا ويداي تحملان أوراق الحور
وتتطلعان من بعيد إلى شمال بلادنا
والطيور المهاجرة
في لهفة وحريق
ومن على بعد
تلقي التحية على بعضها البعض
وريح طال انتظارها
والقلب مشتاق حزين
تنثر دفء مشاعرنا
وليال طوال قد زخرت
بأرواحنا ودمائنا
وهمسات كثيرة
تورطت على حدودها معان كبيرة
وعندما يحين اللقاء
وتلتقي الأيادي المتباعدة
دائمًا ما تقدّم عرضًا مبهرًا
وصوت تصفيقها الحار
يدوي من حولنا
يدوي
كصوت الرعد في ربيع بلادنا
فيثير لهيب دموعنا".
"قسّمي هذه اليد كي تصبح يدين
قسّمي يديك كي تصبح يدي
واقص هذه اليد لتمثلني
واتركي الأخرى هنا
حتى تعبّر عنّي
قسّمي يديك أجزاءً صغيرة بعض الشيء
كي تذوق حلاوة الشمس الأبيّة
واتركي يديك قاسية بعض الشيء
كي تقف في وجه العاصفة العاتية
تقفين في شوق وحنين
وتتأملين خريف جنوب بلادنا
وأقف أنا ويداي تحملان أوراق الحور
وتتطلعان من بعيد إلى شمال بلادنا
والطيور المهاجرة
في لهفة وحريق
ومن على بعد
تلقي التحية على بعضها البعض
وريح طال انتظارها
والقلب مشتاق حزين
تنثر دفء مشاعرنا
وليال طوال قد زخرت
بأرواحنا ودمائنا
وهمسات كثيرة
تورطت على حدودها معان كبيرة
وعندما يحين اللقاء
وتلتقي الأيادي المتباعدة
دائمًا ما تقدّم عرضًا مبهرًا
وصوت تصفيقها الحار
يدوي من حولنا
يدوي
كصوت الرعد في ربيع بلادنا
فيثير لهيب دموعنا".