حلم كالحياة | أنديرسن براغا هورتا
"لدي حلم
حلم كبير وجميل
كالحياة
أُحَرّكُه، كَعلَمٍ مقدس
أمام وجه الموت.
الرجل الذي يحمل حلمًا
هو أكثر صلابة
من إمبراطور
أكثر قوة
من بطل
أكثر جمالًا
من شاعر".
"لدي حلم
حلم كبير وجميل
كالحياة
أُحَرّكُه، كَعلَمٍ مقدس
أمام وجه الموت.
الرجل الذي يحمل حلمًا
هو أكثر صلابة
من إمبراطور
أكثر قوة
من بطل
أكثر جمالًا
من شاعر".
في ولادة الجِنس | إدواردو غالیانو
في أدغال الأمازون، نظرت المرأة الأولى والرجل الأول إلى بعضهما البعض بفضول. كان غريبًا ما بين ساقيهما.
"هل قطعوه؟" سألها الرجل.
"لا، كنت دائمًا هكذا"، ردّتِ المرأة.
تفحّصها عن قرب. حكّ رأسهُ. كان ثمّة جرحٌ مفتوح. قال لها: "يُفضّل ألا تأكلي أيّ كاساڤا أو موز أو أيّ فاكهةٍ تنشقُّ عند نُضجها. سوف أعالجك. ادخلي إلى الأرجوحة واستريحي".
أطاعتهُ. وبصبرٍ تجرّعت شاي الأعشاب وتركتهُ يُدلّكها بالمراهم. كان عليها أن تتمالك نفسها حتّى لا تضحك عندما قال لها، "لا تقلقي".
أمتعتها اللعبة، رغم أنّها تعبت من الجوع وهي مُستلقيةً على الأرجوحة. أَسَالَ تذكّرُ الفاكهة لُعابها.
في إحدى الأُمسيات جاء الرّجُل راكضًا عبر فُرجةٍ في الغابة. قفزَ مهتاجًا وصرخ، "وجدُتها!".
كان قد رأى للتّو قردًا يعالج أُنثاهُ على فرع شجرة.
قال الرّجُلُ وهو يقتربُ من المرأة: "هكذا يتمُّ الأمر".
عندما انتهى العناقُ الطويل، ملأت رائحةٌ كثيفةٌ من الزهور والفاكهة الهواء. ومن الجسدين المستلقيين معًا تصاعدت أبخرةٌ وتوهجاتٌ لم يُسمع بها من قبلُ، وكان كل شيءٍ جميلًا؛ لدرجةٍ أنّ الشموسَ والآلهة ماتت من شدّة الإحراج.
في أدغال الأمازون، نظرت المرأة الأولى والرجل الأول إلى بعضهما البعض بفضول. كان غريبًا ما بين ساقيهما.
"هل قطعوه؟" سألها الرجل.
"لا، كنت دائمًا هكذا"، ردّتِ المرأة.
تفحّصها عن قرب. حكّ رأسهُ. كان ثمّة جرحٌ مفتوح. قال لها: "يُفضّل ألا تأكلي أيّ كاساڤا أو موز أو أيّ فاكهةٍ تنشقُّ عند نُضجها. سوف أعالجك. ادخلي إلى الأرجوحة واستريحي".
أطاعتهُ. وبصبرٍ تجرّعت شاي الأعشاب وتركتهُ يُدلّكها بالمراهم. كان عليها أن تتمالك نفسها حتّى لا تضحك عندما قال لها، "لا تقلقي".
أمتعتها اللعبة، رغم أنّها تعبت من الجوع وهي مُستلقيةً على الأرجوحة. أَسَالَ تذكّرُ الفاكهة لُعابها.
في إحدى الأُمسيات جاء الرّجُل راكضًا عبر فُرجةٍ في الغابة. قفزَ مهتاجًا وصرخ، "وجدُتها!".
كان قد رأى للتّو قردًا يعالج أُنثاهُ على فرع شجرة.
قال الرّجُلُ وهو يقتربُ من المرأة: "هكذا يتمُّ الأمر".
عندما انتهى العناقُ الطويل، ملأت رائحةٌ كثيفةٌ من الزهور والفاكهة الهواء. ومن الجسدين المستلقيين معًا تصاعدت أبخرةٌ وتوهجاتٌ لم يُسمع بها من قبلُ، وكان كل شيءٍ جميلًا؛ لدرجةٍ أنّ الشموسَ والآلهة ماتت من شدّة الإحراج.
قلبك البعيد | روبيرتو بولانيو
"لا أشعر بالأمان
في أي مكان.
لا تنتهي المغامرة.
تلمع عيناك في كل زاوية.
لا أشعر بالأمان
في الكلمات
ولا في المال
ولا في المرايا.
لا تنتهي المغامرة أبدًا،
وعيناك تبحثان عني".
"لا أشعر بالأمان
في أي مكان.
لا تنتهي المغامرة.
تلمع عيناك في كل زاوية.
لا أشعر بالأمان
في الكلمات
ولا في المال
ولا في المرايا.
لا تنتهي المغامرة أبدًا،
وعيناك تبحثان عني".
لن أتظاهر بغير ما أنا | ألفا هولدن
"لستُ بسيطة
حبّي لن يكون سهلًا
جئت بالأحداث، التي زلزلتني كلها، معي على الطاولة
لن أتظاهر بغير ما أنا عليه
كما أني لا أتوقع أن تكون خاليًا من العيوب كذلك،
هذا أمر ملل للغاية،
الماضي يعني أنك عشت
أنك انتصرت
أذني مصغيتان
قلبي متقبّل
أريد أن أعرف من أنتَ
التفاصيل كلها التي شكّلتكَ
أريد أن أشعر بحريّة مشاركة الأجزاء
"الأقل جمالًا" مني،
معكَ".
"لستُ بسيطة
حبّي لن يكون سهلًا
جئت بالأحداث، التي زلزلتني كلها، معي على الطاولة
لن أتظاهر بغير ما أنا عليه
كما أني لا أتوقع أن تكون خاليًا من العيوب كذلك،
هذا أمر ملل للغاية،
الماضي يعني أنك عشت
أنك انتصرت
أذني مصغيتان
قلبي متقبّل
أريد أن أعرف من أنتَ
التفاصيل كلها التي شكّلتكَ
أريد أن أشعر بحريّة مشاركة الأجزاء
"الأقل جمالًا" مني،
معكَ".
علاقة عن بعد | رودي فرانسيسكو
"لثلاثين عامًا، كان والداي
في علاقة عن بعد
وعاشا في البيت نفسه.
تعلمت أنك يمكن أن تكون
جوار أحدهم تمامًا
وكذلك على بعد ألف ميل منه
دون أن تسأل الجغرافيا عن رأيها.
غالبًا، المساحة بين شخصين
يمكن أن تقاس بعدد
المرات التي يتبادلان فيها النظرات
ولا يشعران بشيء".
"لثلاثين عامًا، كان والداي
في علاقة عن بعد
وعاشا في البيت نفسه.
تعلمت أنك يمكن أن تكون
جوار أحدهم تمامًا
وكذلك على بعد ألف ميل منه
دون أن تسأل الجغرافيا عن رأيها.
غالبًا، المساحة بين شخصين
يمكن أن تقاس بعدد
المرات التي يتبادلان فيها النظرات
ولا يشعران بشيء".
لأحلامِكَ المبتلّة بالمطر | ديانا يوسكولوفا
المسافة سرّ
"المسافة ما بيني وبينك
تفاحتان، سحابةٌ رعدية
وحفنةٌ من الكلماتِ غير المُباحة.
المسافةُ ما بيني وبينك قفزتا غزال
وزقزقة زرياب،
ورائحةُ عشبٍ نديّ عندَ مطلعِ الفجر،
المسافةُ ما بيني وبينك سرٌ.
ريحٌ في مساءاتِ شجيراتِ صنوبر.
ضجيجُ البحرِ القابعِ في عمقِ المحار. صداع.
المسافةُ ما بيني وبينك لنا وحدنا.
لذا نحميها بعيدًا كيلا تؤذي الركبة،
كيلا تهزّ الأرجوحة بشدّة
ولنتعلّمَ الدرسَ
والمسافة تطول وتطول".
تصفيق
"تصفّقُ قطعُ القرميد
تصرّ بسأمٍ عند العتبة.
لستَ بحاجةٍ لروحي،
لكن وعلى أيّة حالٍ، ما دمت مصرًا
خُذْها، واصنع منها سقفًا
من أفكارٍ هدّامة،
لأحلامِكَ أنتَ، المبتلّة بماءِ المطر،
للشرفِ المهدورِ في بيوتِ البغاء،
للوفاءِ بلا سببٍ ومبرّر،
للبدايةِ الإلهية تلكَ،
لأمَلَكِ الذي لم يرَ النور،
ولمكانٍ ما حيث الأبيض..
قطعُ القرميدِ تصفّقُ.
سئمة، تصرّ عند العتبة.
روحي تنهار كلّها،
لكن، خُذْها عندَ الضرورة".
المسافة سرّ
"المسافة ما بيني وبينك
تفاحتان، سحابةٌ رعدية
وحفنةٌ من الكلماتِ غير المُباحة.
المسافةُ ما بيني وبينك قفزتا غزال
وزقزقة زرياب،
ورائحةُ عشبٍ نديّ عندَ مطلعِ الفجر،
المسافةُ ما بيني وبينك سرٌ.
ريحٌ في مساءاتِ شجيراتِ صنوبر.
ضجيجُ البحرِ القابعِ في عمقِ المحار. صداع.
المسافةُ ما بيني وبينك لنا وحدنا.
لذا نحميها بعيدًا كيلا تؤذي الركبة،
كيلا تهزّ الأرجوحة بشدّة
ولنتعلّمَ الدرسَ
والمسافة تطول وتطول".
تصفيق
"تصفّقُ قطعُ القرميد
تصرّ بسأمٍ عند العتبة.
لستَ بحاجةٍ لروحي،
لكن وعلى أيّة حالٍ، ما دمت مصرًا
خُذْها، واصنع منها سقفًا
من أفكارٍ هدّامة،
لأحلامِكَ أنتَ، المبتلّة بماءِ المطر،
للشرفِ المهدورِ في بيوتِ البغاء،
للوفاءِ بلا سببٍ ومبرّر،
للبدايةِ الإلهية تلكَ،
لأمَلَكِ الذي لم يرَ النور،
ولمكانٍ ما حيث الأبيض..
قطعُ القرميدِ تصفّقُ.
سئمة، تصرّ عند العتبة.
روحي تنهار كلّها،
لكن، خُذْها عندَ الضرورة".
الرجال اللعينون | وندي كوب
"الرجال اللعينون مثل الحافلات اللعينة
تنتظرينهم ما يقرب من عام
وما أن يقترب أحدهم من موقف حافلتك
حتى يظهر اثنان أو ثلاثة آخرون.
تنظرين إليهم وهم يرمّشون بـمصابيحهم
يعرضون عليك توصيلة.
تحاولين أن تقرئي الوجهات المقصودة،
ليس لديك وقت كاف لاتخاذ القرار.
إن ارتكبت خطأ فليس ثمّة تراجع.
إن قفزت مترجلة، فستقفين هناك وتحدّقين
بينما تمر العربات وسيارات الأجرة والشاحنات
والدقائق والساعات والأيام".
"الرجال اللعينون مثل الحافلات اللعينة
تنتظرينهم ما يقرب من عام
وما أن يقترب أحدهم من موقف حافلتك
حتى يظهر اثنان أو ثلاثة آخرون.
تنظرين إليهم وهم يرمّشون بـمصابيحهم
يعرضون عليك توصيلة.
تحاولين أن تقرئي الوجهات المقصودة،
ليس لديك وقت كاف لاتخاذ القرار.
إن ارتكبت خطأ فليس ثمّة تراجع.
إن قفزت مترجلة، فستقفين هناك وتحدّقين
بينما تمر العربات وسيارات الأجرة والشاحنات
والدقائق والساعات والأيام".
دع العالم يحلم | باول لورانس دنبار
"نحن نضع القناع الذي يبتسم ويكذب
يخفي خدودنا ويظلل أعيننا
هذا الدَّين الذي ندفعه للمكر البشري؛
نبتسم بقلوب ممزقة ونازفة،
ونُكشر برقة وافرة
لمَ على العالم أن يمعن في الحكمة
بينما يعد كل دموعنا وتنهداتنا؟
كلا، دعهم يرونا بينما نرتدي القناع.
نبتسم ولكن يا الإله العظيم، صرخاتنا
إليك منشأها أرواحٌ معذبة
نغني، ولكن الطين خسيس
تحت أقدامنا والطريق طويلة
ولكن دع العالم يحلم خلاف ذلك،
نحن نضع القناع!".
"نحن نضع القناع الذي يبتسم ويكذب
يخفي خدودنا ويظلل أعيننا
هذا الدَّين الذي ندفعه للمكر البشري؛
نبتسم بقلوب ممزقة ونازفة،
ونُكشر برقة وافرة
لمَ على العالم أن يمعن في الحكمة
بينما يعد كل دموعنا وتنهداتنا؟
كلا، دعهم يرونا بينما نرتدي القناع.
نبتسم ولكن يا الإله العظيم، صرخاتنا
إليك منشأها أرواحٌ معذبة
نغني، ولكن الطين خسيس
تحت أقدامنا والطريق طويلة
ولكن دع العالم يحلم خلاف ذلك،
نحن نضع القناع!".
قدّيستي | فرناندو بيسوا
"يا لهيبَ الهالةِ الرّفيعةِ، يا الحضورَ الغائبَ، يا الصّمتَ الأنثويَّ الإيقاعيَّ، يا شفقَ الجسدِ الغامضِ، ويا الكأسَ المتروكةَ في المأدبة.. يا كأسَ العفَّةِ والقربانَ، يا المذبحَ المهجورَ لقدِّيسةٍ ما زالتْ على قيدِ الحياةِ، ويا التُّويجَ المحلومَ لزنبقةٍ في حديقةٍ لم يدخلها أحدٌ قطُّ.. أنتِ الشّكلُ الوحيدُ الذي لا يتهلَّلُ بالسَّأم.. وحينَ تلثمينَ مسرَّتَنا، تُهدهدينَ حزنَنا وسأمَنا، أنتِ الأفيونُ الذي يشرحُ الصَّدْرَ، والنّومُ الذي يجلبُ الرّاحةَ، والموتُ الذي يطوي أيادينا برقَّةٍ فوقَ صدورنا. فَمِن أيِّ جوهرٍ قُدَّتْ أجنحتُكِ، أيَّتها الملاكُ؟ وأيُّ حياةٍ تُبقيكِ أرضيَّةً، يا الَّتي لم تُحِّلق في حياتها قطُّ، ولم تصعدِ البتّةَ في السَّماواتِ، يا الَّتي كلُّها حبورٌ ذاهلٌ وسكينةٌ حائرةٌ؟".
"يا لهيبَ الهالةِ الرّفيعةِ، يا الحضورَ الغائبَ، يا الصّمتَ الأنثويَّ الإيقاعيَّ، يا شفقَ الجسدِ الغامضِ، ويا الكأسَ المتروكةَ في المأدبة.. يا كأسَ العفَّةِ والقربانَ، يا المذبحَ المهجورَ لقدِّيسةٍ ما زالتْ على قيدِ الحياةِ، ويا التُّويجَ المحلومَ لزنبقةٍ في حديقةٍ لم يدخلها أحدٌ قطُّ.. أنتِ الشّكلُ الوحيدُ الذي لا يتهلَّلُ بالسَّأم.. وحينَ تلثمينَ مسرَّتَنا، تُهدهدينَ حزنَنا وسأمَنا، أنتِ الأفيونُ الذي يشرحُ الصَّدْرَ، والنّومُ الذي يجلبُ الرّاحةَ، والموتُ الذي يطوي أيادينا برقَّةٍ فوقَ صدورنا. فَمِن أيِّ جوهرٍ قُدَّتْ أجنحتُكِ، أيَّتها الملاكُ؟ وأيُّ حياةٍ تُبقيكِ أرضيَّةً، يا الَّتي لم تُحِّلق في حياتها قطُّ، ولم تصعدِ البتّةَ في السَّماواتِ، يا الَّتي كلُّها حبورٌ ذاهلٌ وسكينةٌ حائرةٌ؟".
ذاكرة سيئة | ألبرتو بلانكو
"حين نزلت الأمطار الأولى
قمنا باللازم:
نزلنا من أفكارنا السامقة
وبدأنا نحرث الحقول؛
كانت مجارفُنا أيدينا
والأقدام أقدامنا
وروينا البذور
بدموعنا
ثم جاء الكهنة
بأرديتهم الصفراء الطويلة المريشة
وبكلمات تفوق البحر سطوعاً
تحدثوا بلغة الصور
وكذا
قمنا باللازم معهم:
فتحنا طريقاً طويلاً
طويلاً جداً
طريقاً طويلاً للغاية
يمتد من بيت الموتى
إلى بيت أولئك الذين سيموتون.
عندئذ ظهرت الغيوم
فوق النهر المستدير
وسمعنا أصواتاً
كسّرت حروفنا الصوتية
أدركنا أن النهاية أوشكت
قمنا باللازم
وزّعنا القليل الذي نملكه
وتظاهرنا بأننا عرفنا الأمر برمته
تعلمنا البكاء
كالنساء والأطفال
والأطفال والنساء
تعلمنا أن نكذب كالرجال
انفتحت ثلاثة ثقوب كبيرة في السماء:
من الأول نزل القمر
من الثاني صعد الثعبان
ومن الثالث نزلت نجمة من قصدير؛
عندما لامست الأرض
عرفنا أن الوقت قد تمّ
قمنا باللازم
مزّقنا الحجاب
وقرعنا الطبول
إلى أن استقرّ الفراغ
في قلوبنا؛
ظهر وجهٌ مجهول
في فجوات النسيج
وحين تحركت شفتاه
تبدّى أمامنا فضاءٌ جديد
قمنا باللازم:
أمسكنا بالجبال
وقلبناها رأساً على عقب
كي تتمكن من التقاط أنفاسها؛
أمسكنا بالأنهار
وأوقفناها على أقدامها
كي ترى السماء من جديد؛
ثم حملنا أجسادنا
من أطراف الأجنحة
وغسلناها بمرآة الأسماء
في ذلك الوقت، تلقينا الأمر بأن نستيقظ
وقمنا باللازم:
خلّفنا وراءنا الحقول
والأجراس الملطخة
بشدو طائر من العالم الآخر؛
خلفنا الخرائط أيضاً
مستعدين للفرار
ولم يبق أمامنا خيار
سوى المضيّ قدماً بلا خرائط
وكان هذا كأننا
لم نغادر
ومن قاع الأرض شهدنا
همساً خافتاً
زوبعةً من اللاشيء
قادمةً
بريح ولدت للتو
بين يديه:
أخبرنا الكائن
بأمر لطالما أردنا أن نعرفه
ولطالما نسيناه:
وهو أن هذا هو الحلم الوحيد
وأن الاستيقاظ هو حلم آخر
أعمقَ
إذا ما استيقظنا باتجاه الداخل
أو أكثر سطحيةً
إذا ما استيقظنا باتجاه الخارج
وبما أننا لم نكن قادرين على التمييز
قمنا باللازم:
جلسنا ننتظر
الانهيار
وما نزال نواصل الانتظار..
كما لو أن الانتظار
لم يكن شاقاً بما يكفي".
"حين نزلت الأمطار الأولى
قمنا باللازم:
نزلنا من أفكارنا السامقة
وبدأنا نحرث الحقول؛
كانت مجارفُنا أيدينا
والأقدام أقدامنا
وروينا البذور
بدموعنا
ثم جاء الكهنة
بأرديتهم الصفراء الطويلة المريشة
وبكلمات تفوق البحر سطوعاً
تحدثوا بلغة الصور
وكذا
قمنا باللازم معهم:
فتحنا طريقاً طويلاً
طويلاً جداً
طريقاً طويلاً للغاية
يمتد من بيت الموتى
إلى بيت أولئك الذين سيموتون.
عندئذ ظهرت الغيوم
فوق النهر المستدير
وسمعنا أصواتاً
كسّرت حروفنا الصوتية
أدركنا أن النهاية أوشكت
قمنا باللازم
وزّعنا القليل الذي نملكه
وتظاهرنا بأننا عرفنا الأمر برمته
تعلمنا البكاء
كالنساء والأطفال
والأطفال والنساء
تعلمنا أن نكذب كالرجال
انفتحت ثلاثة ثقوب كبيرة في السماء:
من الأول نزل القمر
من الثاني صعد الثعبان
ومن الثالث نزلت نجمة من قصدير؛
عندما لامست الأرض
عرفنا أن الوقت قد تمّ
قمنا باللازم
مزّقنا الحجاب
وقرعنا الطبول
إلى أن استقرّ الفراغ
في قلوبنا؛
ظهر وجهٌ مجهول
في فجوات النسيج
وحين تحركت شفتاه
تبدّى أمامنا فضاءٌ جديد
قمنا باللازم:
أمسكنا بالجبال
وقلبناها رأساً على عقب
كي تتمكن من التقاط أنفاسها؛
أمسكنا بالأنهار
وأوقفناها على أقدامها
كي ترى السماء من جديد؛
ثم حملنا أجسادنا
من أطراف الأجنحة
وغسلناها بمرآة الأسماء
في ذلك الوقت، تلقينا الأمر بأن نستيقظ
وقمنا باللازم:
خلّفنا وراءنا الحقول
والأجراس الملطخة
بشدو طائر من العالم الآخر؛
خلفنا الخرائط أيضاً
مستعدين للفرار
ولم يبق أمامنا خيار
سوى المضيّ قدماً بلا خرائط
وكان هذا كأننا
لم نغادر
ومن قاع الأرض شهدنا
همساً خافتاً
زوبعةً من اللاشيء
قادمةً
بريح ولدت للتو
بين يديه:
أخبرنا الكائن
بأمر لطالما أردنا أن نعرفه
ولطالما نسيناه:
وهو أن هذا هو الحلم الوحيد
وأن الاستيقاظ هو حلم آخر
أعمقَ
إذا ما استيقظنا باتجاه الداخل
أو أكثر سطحيةً
إذا ما استيقظنا باتجاه الخارج
وبما أننا لم نكن قادرين على التمييز
قمنا باللازم:
جلسنا ننتظر
الانهيار
وما نزال نواصل الانتظار..
كما لو أن الانتظار
لم يكن شاقاً بما يكفي".
منصة العرض | ألبرتو بلانكو
"لا في الزهرة
ولا في المزهرية
تحدث معجزةُ اللون
بل في الفضاء الفارغ.
لا الضوء
ولا الظل
إنما غياب أنايَ
من يلتقط أدقّ التفاصيل
لا في البيت
ولا في الهواء الطلق
إنما على العتبة القديمة
تذوب التناقضات
لا في جناح المعرض
ولا على منصة العرض
ملجأ اللوحة
التي تنتصب مكسوة
بالظل
ليست الحقيقة في النعم
ولا في اللا
إنها في النهاية
مجرد كلمات
لا في الصوت
ولا في الصمت
فالكلمات أيضًا
هي جزء من الواقع
وحده
الجمال
أناقة من نوع ما
سكينة
خالدة إلى الأبد
وحده
اللغز
يَبطُل
في صميم لُحمة الكائن".
"لا في الزهرة
ولا في المزهرية
تحدث معجزةُ اللون
بل في الفضاء الفارغ.
لا الضوء
ولا الظل
إنما غياب أنايَ
من يلتقط أدقّ التفاصيل
لا في البيت
ولا في الهواء الطلق
إنما على العتبة القديمة
تذوب التناقضات
لا في جناح المعرض
ولا على منصة العرض
ملجأ اللوحة
التي تنتصب مكسوة
بالظل
ليست الحقيقة في النعم
ولا في اللا
إنها في النهاية
مجرد كلمات
لا في الصوت
ولا في الصمت
فالكلمات أيضًا
هي جزء من الواقع
وحده
الجمال
أناقة من نوع ما
سكينة
خالدة إلى الأبد
وحده
اللغز
يَبطُل
في صميم لُحمة الكائن".
منتجع الحبّ | ألبرتو بلانكو
"عصافير الدوري
تنزل من جديد قاصدةً الحديقة
تنزل زرافاتٍ، لوحدها، أو في أزواج
بحثًا عن بذور أو خبز،
عن مياه عذبة، عن فاكهة أو حشرات
غير أنّها تفزع من نظرة.
تتبع غريزتها الواعدة،
فتنطلق
لتحطّ خجولة على الأسلاك الكهربائية
كما لو أنها علاماتٌ
على السلم الموسيقيّ".
"بينما يتبعُ ظلي بوداعة
منحنى ظهرها
ترسم بارتياح
بإصبعها أشكالًا على السرير..
هدوء الظهيرة
الذي يتأرجح فوق البحر المشتعل
يبيّض بالضوء ذاته
القواربَ على الشاطئ".
"فاتنة هي المرأة
التي تغيب عن نظري وتسير نحو البحر.
وعلى الرمال تقتفي تنورتُها
خطَّ الطيور المتأني..
لونان فيروزيان يتداخلان،
سلسلة أشجار النخيل الناعم وآثار الأقدام الخفيفة،
يلحقون بها، ملتهبين:
معبد من ملح يرتفع فوق الماء".
"عصافير الدوري
تنزل من جديد قاصدةً الحديقة
تنزل زرافاتٍ، لوحدها، أو في أزواج
بحثًا عن بذور أو خبز،
عن مياه عذبة، عن فاكهة أو حشرات
غير أنّها تفزع من نظرة.
تتبع غريزتها الواعدة،
فتنطلق
لتحطّ خجولة على الأسلاك الكهربائية
كما لو أنها علاماتٌ
على السلم الموسيقيّ".
"بينما يتبعُ ظلي بوداعة
منحنى ظهرها
ترسم بارتياح
بإصبعها أشكالًا على السرير..
هدوء الظهيرة
الذي يتأرجح فوق البحر المشتعل
يبيّض بالضوء ذاته
القواربَ على الشاطئ".
"فاتنة هي المرأة
التي تغيب عن نظري وتسير نحو البحر.
وعلى الرمال تقتفي تنورتُها
خطَّ الطيور المتأني..
لونان فيروزيان يتداخلان،
سلسلة أشجار النخيل الناعم وآثار الأقدام الخفيفة،
يلحقون بها، ملتهبين:
معبد من ملح يرتفع فوق الماء".
ليلة في ساين | ليوبولد سنغور
"يا امرأة، ضعي يديكِ المهدئتان على جبيني،
فيداكي أكثر نعومة من الفراء.
فوقنا أشجار النخيل متزنة، وبالكاد تصدر حفيفًا
في النسيم الليلي، أو حتى تهويدة.
دعي الصمت الإيقاعي يُهدهدنا
أصغي لأغنيته. أصغي لنبضات دماءنا الداكنة،
إستمعي لخفقان أفريقيا الغامض في ضباب القرى التائهة.
الآن يُجلس القمر المنهك على قاع بحره الفاتر
الآن تخفت القهقهات، وحتى أن الراوي
يهز رأسه كطفل على ظهر أمه
أقدام الراقصين تتثاقل وتتثاقل كذلك،
تأتي أصوات المغنيين متناوبة.
الآن تلوح النجوم وتتكئ أحلام الليل
على تلك التلة من السحب، مرتدية تنورتها الحليبية الطويلة
تلمع أسقف الأكواخ برقة، تُراها ما الذي تقوله
سرًا للنجوم؟ وبالداخل، تخمد النار
في تقارب الروائح الحلوة والمرة.
يا امرأة، أضيئي مصباح الزيت الصافي، دعي الأسلاف
يتحدثون حولنا كما يفعل الآباء عندما يريد الأطفال الخلود إلى النوم
دعينا نصغي لأصوات زعماء إليسا، المنفيون مثلنا،
لم يرغبوا في الفناء أو فقدان تدفق بذورهم في الرمال.
دعيني أستمع لومضة أرواح ودية تزور الكوخ الملئ بالدخان
رأسي على صدرك دافئ كـ دانغ حلو المذاق ينساب من النار
دعيني أتنفّس عبق موتانا، دعيني أجمع
أصواتهم الحية وأتحدث إليها، دعيني أتعلم كيف أعيش
قبل أن أغوص أعمق من الغطاس
في مجاهل النوم العظيمة".
"يا امرأة، ضعي يديكِ المهدئتان على جبيني،
فيداكي أكثر نعومة من الفراء.
فوقنا أشجار النخيل متزنة، وبالكاد تصدر حفيفًا
في النسيم الليلي، أو حتى تهويدة.
دعي الصمت الإيقاعي يُهدهدنا
أصغي لأغنيته. أصغي لنبضات دماءنا الداكنة،
إستمعي لخفقان أفريقيا الغامض في ضباب القرى التائهة.
الآن يُجلس القمر المنهك على قاع بحره الفاتر
الآن تخفت القهقهات، وحتى أن الراوي
يهز رأسه كطفل على ظهر أمه
أقدام الراقصين تتثاقل وتتثاقل كذلك،
تأتي أصوات المغنيين متناوبة.
الآن تلوح النجوم وتتكئ أحلام الليل
على تلك التلة من السحب، مرتدية تنورتها الحليبية الطويلة
تلمع أسقف الأكواخ برقة، تُراها ما الذي تقوله
سرًا للنجوم؟ وبالداخل، تخمد النار
في تقارب الروائح الحلوة والمرة.
يا امرأة، أضيئي مصباح الزيت الصافي، دعي الأسلاف
يتحدثون حولنا كما يفعل الآباء عندما يريد الأطفال الخلود إلى النوم
دعينا نصغي لأصوات زعماء إليسا، المنفيون مثلنا،
لم يرغبوا في الفناء أو فقدان تدفق بذورهم في الرمال.
دعيني أستمع لومضة أرواح ودية تزور الكوخ الملئ بالدخان
رأسي على صدرك دافئ كـ دانغ حلو المذاق ينساب من النار
دعيني أتنفّس عبق موتانا، دعيني أجمع
أصواتهم الحية وأتحدث إليها، دعيني أتعلم كيف أعيش
قبل أن أغوص أعمق من الغطاس
في مجاهل النوم العظيمة".
أطلبُ المستحيل | آنا كاستيلو
"أطلبُ المستَحيل: أن تحبّني للأبد.
أحبّني عندما تتبدد كلّ الشهوات.
أحبّني بذهن الراهب.
عندما يُجمع العالَم بكليّته ضدّه
وكذا كلّ مقدّس فيك: أحبّني أكثر.
عندما يغمرك السّخط ولا اسمَ له: أحبّني.
عندما تُعييكَ كلّ خطوة من بابكَ إلى عملِنا-
أحبّني، وبالعودة من عملك إلى المنزل، أحبّني، أحبّني.
أحبّني في ضجركَ-
وأنت ترى كل امرأة أجمل أحبّني،
أو أكثر كآبةً، من سابقتها
أحبّني كما كنتَ دومًا:
لا بإعجابٍ أو بِحُكمٍ، بل بعطفٍ
تحفظهُ لنفسك في عزلتك.
أحبّني وأنت تتلذّذ في وحدتَك،
في انتظار موتك،
بأسرار الجسد، وهو يتفتّق ويُرتَق.
أحبّني مثل أعزّ ذاكرة طفوليّة إليكَ-
كما لو أنّ لا شيء تستعيده من ذاكرتك-
تخيّل شيئًا، ضَعني هناك رفقتك.
أحبني ذاويةً كما أحببتني غضّةً.
أحبّني كما لو كنتُ صمديّة-
وأنا، سأفعل الشيء البسيطَ المستحيلَ،
بأن أحبّكَ، أن أحبّكَ كما أحبّكَ".
"أطلبُ المستَحيل: أن تحبّني للأبد.
أحبّني عندما تتبدد كلّ الشهوات.
أحبّني بذهن الراهب.
عندما يُجمع العالَم بكليّته ضدّه
وكذا كلّ مقدّس فيك: أحبّني أكثر.
عندما يغمرك السّخط ولا اسمَ له: أحبّني.
عندما تُعييكَ كلّ خطوة من بابكَ إلى عملِنا-
أحبّني، وبالعودة من عملك إلى المنزل، أحبّني، أحبّني.
أحبّني في ضجركَ-
وأنت ترى كل امرأة أجمل أحبّني،
أو أكثر كآبةً، من سابقتها
أحبّني كما كنتَ دومًا:
لا بإعجابٍ أو بِحُكمٍ، بل بعطفٍ
تحفظهُ لنفسك في عزلتك.
أحبّني وأنت تتلذّذ في وحدتَك،
في انتظار موتك،
بأسرار الجسد، وهو يتفتّق ويُرتَق.
أحبّني مثل أعزّ ذاكرة طفوليّة إليكَ-
كما لو أنّ لا شيء تستعيده من ذاكرتك-
تخيّل شيئًا، ضَعني هناك رفقتك.
أحبني ذاويةً كما أحببتني غضّةً.
أحبّني كما لو كنتُ صمديّة-
وأنا، سأفعل الشيء البسيطَ المستحيلَ،
بأن أحبّكَ، أن أحبّكَ كما أحبّكَ".
سيوجد الشِّعر | غوستافو أدولفو بيكر
"لاَ تَقُولِي اسْتَنْفَذَ كَنْزَه،
لغِيابِ الْمَوْضوعات صَمُتَتِ الْقِيثارة،
قَدْ لاَ يوجَدُ شُعَراء
لَكِنْ دَوْمًا سَيوجَدُ الشِّعْر.
طالَما أَمْواجُ النُّورِ
تَنْبُضُ مُلْتَهِبَةً إِلى قُبْلَة،
طالَما الشَّمْسُ بِنورٍ وَذَهَب
تَكْسو السُّحُبَ الْمُمزَّقة.
طالَما الْهَواءُ يَحْمِلُ فِي حضْنِه
عُطورًا وَإِيقاعات،
طالَما يوجَدُ فِي الْعالَمِ رَبِيع
سَيوجَدُ الشِّعْر.
طالَما يَكْتَشِفُ الْعِلْمُ
دونَ أَنْ يَتَوَصَّلَ إِلى يَنابيعِ الْحَياة،
وَطالَما يوجَدُ فِي الْبَحْرِ أَوْ فِي السَّماء
عُمْقٌ يُقاوِمُ التَّقْدِير،
طالَما الإِنْسانِيَّةُ دَوْماً تَتَقَدّمُ
دونَ أَنْ تَعْرِفَ إِلى أَيْنَ تَسِير،
طالَما يوجَدُ سِرٌّ مِنْ أَجِلِ الإِنْسانِ
سَيوجَدُ الشِّعْر.
طالَما نحِسُّ أَنَّ الرّوحَ تَضْحَك،
دونَ أَنْ تَفْتَرَّ الشِّفاه،
طالَما الإِنْسانُ يَبْكِي
دونَ أَن تُسْعِفَهُ الدُّموع
عَلى تَغْيِيمِ الْحَدَقَة،
طالَما الْقَلْبُ وَالْعَقْلُ
يُواصِلاَنِ الصِّراع،
طالَما توجَدُ آمالٌ وَذِكْرِيات
سَيوجَدُ الشِّعْر.
طالَما توجَدُ عُيونٌ
تَعْكِسُ عُيونًا إِلَيْها تَتَطَلَّع،
طالَما الشِّفاهُ الْمُتَنَهِّدَة
تَرُدُّ عَلى شِفاهٍ تَتَنَهَّد،
طالَما بِإِمْكانِ روحَيْنِ حائِرَيْن
أَنْ تُحِسّا بِقُبْلَة،
طالَما توجَدُ امْرَأَةٌ جَمِيلَة
سَيوجَدُ الشِّعْر".
"لاَ تَقُولِي اسْتَنْفَذَ كَنْزَه،
لغِيابِ الْمَوْضوعات صَمُتَتِ الْقِيثارة،
قَدْ لاَ يوجَدُ شُعَراء
لَكِنْ دَوْمًا سَيوجَدُ الشِّعْر.
طالَما أَمْواجُ النُّورِ
تَنْبُضُ مُلْتَهِبَةً إِلى قُبْلَة،
طالَما الشَّمْسُ بِنورٍ وَذَهَب
تَكْسو السُّحُبَ الْمُمزَّقة.
طالَما الْهَواءُ يَحْمِلُ فِي حضْنِه
عُطورًا وَإِيقاعات،
طالَما يوجَدُ فِي الْعالَمِ رَبِيع
سَيوجَدُ الشِّعْر.
طالَما يَكْتَشِفُ الْعِلْمُ
دونَ أَنْ يَتَوَصَّلَ إِلى يَنابيعِ الْحَياة،
وَطالَما يوجَدُ فِي الْبَحْرِ أَوْ فِي السَّماء
عُمْقٌ يُقاوِمُ التَّقْدِير،
طالَما الإِنْسانِيَّةُ دَوْماً تَتَقَدّمُ
دونَ أَنْ تَعْرِفَ إِلى أَيْنَ تَسِير،
طالَما يوجَدُ سِرٌّ مِنْ أَجِلِ الإِنْسانِ
سَيوجَدُ الشِّعْر.
طالَما نحِسُّ أَنَّ الرّوحَ تَضْحَك،
دونَ أَنْ تَفْتَرَّ الشِّفاه،
طالَما الإِنْسانُ يَبْكِي
دونَ أَن تُسْعِفَهُ الدُّموع
عَلى تَغْيِيمِ الْحَدَقَة،
طالَما الْقَلْبُ وَالْعَقْلُ
يُواصِلاَنِ الصِّراع،
طالَما توجَدُ آمالٌ وَذِكْرِيات
سَيوجَدُ الشِّعْر.
طالَما توجَدُ عُيونٌ
تَعْكِسُ عُيونًا إِلَيْها تَتَطَلَّع،
طالَما الشِّفاهُ الْمُتَنَهِّدَة
تَرُدُّ عَلى شِفاهٍ تَتَنَهَّد،
طالَما بِإِمْكانِ روحَيْنِ حائِرَيْن
أَنْ تُحِسّا بِقُبْلَة،
طالَما توجَدُ امْرَأَةٌ جَمِيلَة
سَيوجَدُ الشِّعْر".
أن أكونَ حُرَّة | كارموندا ماغي
"لماذا نموتُ على وقعِ غناءِ الحبّ
حين تسيلُ عواطفنا دفّاقةً
في محيطِ كلماتنا الهادر
حين تشتدّ العواصفُ
وتعلو الأمواجُ الذُّرَى
وتتوالى للمرّة الخمسين هادرةً
وللمرّة الأربعين زائرةَ:
إنّي أريد أن أكونَ
الصُّراخَ الصّاعدَ من كلِّ السّمفونياتِ
أن أكونَ الانفجار
وأوجَ الهذيان
وقمّةَ الإشعاعِ والإشراق
أريد أن أذوق
من كلّ أطباقِ الحياة المُمتعة
أن أسيلَ رقراقةً في هدوء البحيرة
أن أحسّ أنّي في قلبِ كلِّ الزّوابع
أريد أن أنقاد
لكن دون.. أبدًا.. أبدًا.. لن أتقيّد
أريد أن أكون حرّةً
حين تحملني الرّيحُ
الدّائبةُ الحركة
أن تقتنصَني جاذبيّة الكوكبِ
وإذا كان لا شيءَ يُوقفني
فهل ثمّة شيءٌ يوقفُ عجلةَ الزّمن؟
أريد أن أُوهِنُ الثّواني والدَّقائقَ والسَّاعاتِ
أن ألتهمّ الحياةَ
قبل أن تنطفئَ
أريد أن أحبَّ بكلِّ طرائقِ الحبِّ الممكنة
أريد أن أحبَّ كما أحبُّ الحياةَ
في أنفاسها وفي صراخِها".
"لماذا نموتُ على وقعِ غناءِ الحبّ
حين تسيلُ عواطفنا دفّاقةً
في محيطِ كلماتنا الهادر
حين تشتدّ العواصفُ
وتعلو الأمواجُ الذُّرَى
وتتوالى للمرّة الخمسين هادرةً
وللمرّة الأربعين زائرةَ:
إنّي أريد أن أكونَ
الصُّراخَ الصّاعدَ من كلِّ السّمفونياتِ
أن أكونَ الانفجار
وأوجَ الهذيان
وقمّةَ الإشعاعِ والإشراق
أريد أن أذوق
من كلّ أطباقِ الحياة المُمتعة
أن أسيلَ رقراقةً في هدوء البحيرة
أن أحسّ أنّي في قلبِ كلِّ الزّوابع
أريد أن أنقاد
لكن دون.. أبدًا.. أبدًا.. لن أتقيّد
أريد أن أكون حرّةً
حين تحملني الرّيحُ
الدّائبةُ الحركة
أن تقتنصَني جاذبيّة الكوكبِ
وإذا كان لا شيءَ يُوقفني
فهل ثمّة شيءٌ يوقفُ عجلةَ الزّمن؟
أريد أن أُوهِنُ الثّواني والدَّقائقَ والسَّاعاتِ
أن ألتهمّ الحياةَ
قبل أن تنطفئَ
أريد أن أحبَّ بكلِّ طرائقِ الحبِّ الممكنة
أريد أن أحبَّ كما أحبُّ الحياةَ
في أنفاسها وفي صراخِها".